منذ تأسيسها "الدورة التحضيرية 10- 12 أبريل2001"، وحتى دورتها السادسة (7
- 13 مارس 2007), كانت "مُسابقة أفلامٍ من الإمارات" مُستقلةً في تنظيمها,
وقراراتها.
وبعد استقالة مؤسّسها, ومديرها "مسعود أمر الله"، عاشت دورتها السابعة
محطةً انتقالية بإدارة "عبد الله البستكي" الذي لا يمتلك أيّ خبرةٍ
تنظيمية.
ومع دورتها الثامنة, حقق خبراء السينما، والاقتصاد مُنجزهم القوميّ بضمّ
"المُسابقة" بقوةٍ إلى "مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي"، ومنذ ذلك
التاريخ، بدأت "المُسابقة" بالاختناق.
ولأول مرةٍ في تاريخ المهرجانات السينمائية، انعقدت "المُسابقة" مرتيّن في
عامٍ واحد:
ـ الدورة "الانتقالية" السابعة (من 27 فبراير إلى 4 مارس 2008).
ـ الدورة الثامنة التي انعقدت في إطار فعاليات الدورة الثانية لـ"مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي"(من 10 إلى 19 أكتوبر2008).
هذه المرّة، لم أكن حاضرًا لمُتابعة الدورة التاسعة التي انعقدت من جديدٍ
في إطار الدورة الثالثة لـ"مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي"، فقد
أصبحتُ شخصًا غير مرغوبٍ به، والأسباب ـ لمن لا يعرفها ـ كتاباتي المُنتقدة
عن الدورة الثانية للمهرجان، والثامنة للمُسابقة، مع أنّ الجميع، في
الإدارتيّن، يعترفون صراحةً، وضمنًا بأخطاءٍ، وتجاوزاتٍ تُؤكدها التغييرات
الجذرية التي حدثت في إدارة "مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي"، والتي
تُوحي الأخبار الحالية بالمُحاولات التطويرية لإدارته الجديدة، وإصلاح ما
أفسدته الإدارة القديمة التي كانت مُتمثلةً بالإعلامية، وسيدة الأعمال
المصرية "نشوى الرويني".
وبينما لا أستطيع اليوم الحديث "غيابيًا" عن الدورة الثالثة للمهرجان، إلاّ
أنني أسمح لنفسي بالكتابة عن الدورة التاسعة لـ"مُسابقة أفلام من
الإمارات"(بحكم معرفتي الدقيقة بتفاصيل دوراتها السابقة).
وأعتقد بأنّ"بيتر سكارليت" المدير الجديد لـ"مهرجان الشرق الأوسط" القادم
من قارةٍ أخرى، وثقافةٍ مُغايرة، مغرورة، ومُتعالية، لن يستطيع التعامل مع
"المُسابقة"، وطبيعتها المحلية، مهما احتفى المُعجبون بخبرته الاحترافية
برمجةً، وتنظيمًا، ولن يقتنع صانعوا الأفلام المحلييّن بأنه "حامي حمى"
السينما الخليجية، وأظنّ بأنها سوف تكون آخر اهتماماته، ومشاغله الدولية،
والشرق أوسطية، وربما لن يجد الوقت الكافي للغوصّ في الوثائق المُتوفرة
عنها "الموقع، الكتيبّات الرسمية، الإصدارات، الصحافة، والإعلام،.."، ولو
فعل، ويا ليته يفعل "كلّ المعلومات مُتوفرة بالعربية، والإنكليزية"، سوف
يُذهله "وهو المُحترف" اكتشاف الفوارق الجذرية بين دوراتها الست الأولى
بإدارة "مسعود أمر الله"، والثلاثة الأخيرة (بإدارة "عبد الله البستكي")،
وأتوقع بأن يتنهد طويلاً، ويتحسّر كثيرًا، ويضرب كفًا بكفٍّ، ويقول لمن
حوله بإنكليزيةٍ لطيفة، أو صارمة : يا قوم، سامحكم الله، ماذا فعلتم بهذه
"المُسابقة"؟
من بعيدٍ، لا أعرف كيف كان حال جمهور الدورة التاسعة (يجب التفريق بين
جمهور "مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي"، وجمهور "مُسابقة أفلام من
الإمارات")، حيث كانت عروض منتصف النهار "أوقات الغداء" في العام الماضي
خالية إلاّ من أربعة أشخاصٍ "كاتب هذه السطور، مخرجيّن خليجييّن، وعامل
إضاءة المنصّة".
وخلال الدورة الماضية، كان بعض ضيوف "مهرجان الشرق الأوسط السينمائي
الدولي" يسألني عن مشاهداتي، وكنتُ أجيب بأنني أتابعها بالتوازي مع عروض
"مُسابقة أفلامٍ من الإمارات"، كانوا يستغربون، ويسألون من جديد: عن أيّ
"مسابقةٍ" تتحدث؟
أحياناً، تنعكس الأسئلة، وكنتُ أسأل البعض عن متابعتهم لـ"مُسابقة أفلام من
الإمارات"، وكانت تتلخص إجاباتهم: هل جئنا إلى أبو ظبي من أجل "المُسابقة"،
أم من أجل "مهرجان الشرق الأوسط"؟
معهم حقّ تمامًا. ومن ثمّ، لا أستطيع الحديث "غيابيًا" عن الأجواء الحالية
بالمُقارنة مع الحميمية التي افتقدتها "المُسابقة" منذ دورتها السادسة، بعد
أن خرجت من مبنى "المُجمّع الثقافيّ" سابقًا "هيئة أبو ظبي للثقافة،
والتراث"، ومازال الجميع، بلا استثناء، يحنّ إليها، حتى ذاك الفلسطينيّ
الطيب مُستثمر الكافتيريا، وحتى الموظفين الهنود العاملين في القسم التقني،
ولكنني، في المُقابل، وبغرورٍ لا مثيل له، أستطيع الحديث عن برمجة الدورة
التاسعة التي كشفت الأخبار، والبيانات الصحافية عن اشتراك 14 فيلمًا فقط
(10 أفلام أقلّ عن الدورة الثامنة).
وهكذا، أصبحت "المُسابقة" فريدةً من نوعها في تاريخ المهرجانات العربية،
والدولية، ويعود الفضل إلى الإدارة الحكيمة لـ"هيئة أبو ظبي للثقافة،
والتراث"، والتي تجمّع حولها خبراء عظام في الشأن السينمائيّ:
ـ المُسابقة، هي التظاهرة السينمائية الوحيدة في التاريخ التي انعقدت
مرتيّن في عامٍ واحد (الدورة السابعة، والثامنة).
ـ المُسابقة، هي التظاهرة السينمائية الوحيدة في التاريخ التي حصد جوائزها
أفلامًا شارك في إنجازها مديرها، وبعض فريق العمل من الإدارة (الدورة
الثامنة) ـ هناك استثناءٌ واحدٌ حدث في "مهرجان العالم العربي للفيلم
القصير" في إيفران/أزرو بالمغرب، حيث اشترك فيلمٌ في المُسابقة من إخراج
مدير المهرجان "عبد العزيز بلغالي"، وحصل على إحدى الجوائز ـ.
ـ المُسابقة، هي التظاهرة السينمائية الوحيدة في التاريخ التي تُخصص 14
جائزة مُعلنة من أجل 14 فيلمًا فقط، بالإضافة لـ5 منح دعم أفلام الإمارات،
ولا أعرف عدد المشروعات المُتقدمة هذا العام (أنظر موقع المُسابقة/خانة
شروط الاشتراك).
ـ المُسابقة، هي التظاهرة السينمائية الوحيدة في التاريخ التي عرضت 14
فيلمًا فقط، تذكر إدارتها (كذبًا) بأنها اختيرت من بين 142 فيلمًا تقدمت
للمُسابقة (الدورة التاسعة).
وهنا، أوجّه سؤالاً مُحرجًا: من أين جاءت هذه الـ 142 فيلمًا؟
وللإجابة عليه، يتحتمّ على إدارة "المُسابقة" نشر قائمة بالأفلام
المُتقدمة، وأسماء مُخرجيها، وسنوات إنتاجها (وهي فرصة كي تكتشف إدارة
"هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث" بأنّ هناك شخصًا، أو أكثر يأكلون بعقلهم
حلاوة).
وبافتراض صحة هذا الرقم (وهو غير صحيح بالمرّة)، يُعتبر اختيار 14 فيلمًا
من مجموع 142 تقدمت للمُسابقة شتيمة كبرى بحقّ كلّ السينمائيين الموهوبين
في الخليج، لأنهم، في الحقيقة، لم يتقدموا بأفلامهم، حيث لم ينته البعض من
إنجازها، وينتظر آخرون عرضها في الدورة القادمة لـ"مهرجان الخليج
السينمائي" في دبي الذي يلتفّ حوله 99 بالمائة من مخرجات، ومخرجي الخليج،
اقتناعًا بأنه الأكثر أهميةً، احترامًا، جدية، ونزاهةً، بعد أن أصبحت
"المُسابقة" نشاطًا شكليًا، وهامشيًا ضمن فعاليات "مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي"، والتي تُعاند إدارة "هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث"
بتأخير إنهاء مهزلتها، تاركةً "المُسابقة" تحتضر ببطءٍ كي لا تتحمّل
مسؤولية القضاء عليها بالضربة القاضية:
ـ يا ريال، سوّينا اللي علينا، شو نسوّي أكثر من جيه ؟(يا رجل، لقد فعلنا
ما في وُسعنا، ماذا نفعل أكثر من ذلك ؟).
المُلفت للانتباه، تخلو الأخبار التي سبقت انعقاد الدورة التاسعة للمُسابقة
من اسم مديرها "عبد الله البستكي"، ولكنّ، بإمكاننا قراءة بياناتٍ صحافية
مُتشابهة، مرةً باسم "عبد الله العامري" (مدير إدارة الثقافة، والفنون في
"هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث"، وعضو مجلس إدارة "مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي")، وأخرى باسم "عيسى المزروعي" (عضو مجلس إدارة "مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي"، والمدير العام للمهرجان)، وهنا أستعير
مقتطفاتٍ من تصريحاتهما:
(إن لجنة أبو ظبي للأفلام تقدم مسابقة "أفلام من الإمارات" لتشجيع الإنتاج
السينمائي..).
جميل، هل الطريقة الأنجع لتشجيع الإنتاج السينمائي هي اختيار 14 من مجموع
142 فيلمًا، ألم تجد إدارة "المُسابقة"(وهي لم تجد فعلاً) أكثر من 14
فيلمًا قابلة للتسابق، وهذا يعني، بأنّ الأفلام المُتبقية سيئة للغاية، حتى
أنّ "المُسابقة" نفسها التي كانت، ومنذ بداياتها، مُتساهلة نسبياً في
اختياراتها كي تكون نافذةً (رُبما الوحيدة) للغالبية، لم تقبل أعمالهم،
فكيف يتجرأ هؤلاء على النظر بعيداً، والتفكير بعرضها في مناسباتٍ أخرى،
عربية، ودولية، ألم تجد "المُسابقة" ركنًا، قسمًا، زاويةً، مساحةً لعرض بعض
الأفلام خارج (المُسابقة الرسمية) للمُسابقة كما الحال في كلّ مهرجانات
الدنيا؟ يُضيف التصريح:(مع التركيز على الأعمال القصيرة، والروائية،
والوثائقية، وأفلام الرسوم المتحركة المُنفذة على أيدي صناع سينما
إماراتيين..). حسنًا، هل هناك أنواعٌ، وأطوالٌ أخرى كي يتمّ التركيز عليها،
إلاّ إذا كان المقصود بالأفلام (المُنفذة على أيدي صُناع سينما إماراتيين)،
وهنا يجب أن يعلو الصراخ من خمس جهاتٍ مختلفة (البلدان الخليجية الأخرى):
وماذا عن الأشقاء صُناع الأفلام في الخليج؟
في الدورات الست الأولى، كانت "مُسابقة أفلام من الإمارات"، لا تُفرق بين
مخرجٍ، وبلدٍ خليجيّ، ولكن، في الدورات الثلاثة الأخيرة، بدأت (تهدف إلى
تشجيع إنتاج أفلام السينمائيين الإماراتيين سواء كانت أفلام قصيرة، أو
وثائقية، أو متحركة، كما تقوم بتوفير الفرص لمواطني دول الخليج العربي،
والمقيمين لمناقشة، ومشاركة أعمالهم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم
للمشاركة في محاضرات احترافية قصيرة، وورش عمل).
البعض من السينمائيين الخليجيين الذين تساهلوا، وشاركوا في الدورتيّن
السابعة، والثامنة، ما تزال محفورة في أذهانهم ذكرياتٍ مهنية قاسية لم
ينسوها بعد، تتعلق بتهميش أعمالهم إلى حدّ الإعلان على منصة قاعة "هيئة أبو
ظبي للثقافة، والتراث" عن مستواها الذي لا يرقى للجوائز، لماذا تمّ
اختيارها إذًا؟.
ومن جهةٍ أخرى، كيف (تساعد هذه المسابقة الطلاب الإماراتيين في المدارس،
والكليات، والجامعات على عرض أفلامهم، والتنافس على جوائز قيمة) إذا كانت،
منذ البداية، تُعلن "بالفم المليان" بأنها استبعدت 90 بالمائة من الإنتاج
الخليجيّ الطلابي، والاحترافيّ.
ومن ثمّ، أين (المبادئ الأساسية للمُسابقة) التي يؤكد عليها التصريح (عرض
هذه الأفلام المحلية بموازاة أعمال من المنطقة، ومن خارجها، وفي إطار
برنامج يقدم أفضل الأفلام القصيرة، والروائية العربية، والعالمية..).
طيب، أين تلك الأفلام العربية، والعالمية، بعد أن حظيّت بمكانةٍ ثمينة في
الدورات الست الأولى (قبل استقالة مديرها السابق "مسعود أمر الله")، هل
تتذكر إدارة "هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث" كلّ، أو بعض البرامج التي
صاحبت "المُسابقة" في دوراتها تلك، مختاراتٍ من أفلام عربية، وعالمية،
تكريم سينمائيين، الاحتفاء بسينماتٍ عربية، وعالمية، تيماتٍ سنوية :
السينما التجريبية، سينما التحريك، السينما الشعرية، هايكو سينما، سينما
الطريق..
هل هناك برمجة أخرى في الدورة التاسعة للمُسابقة غير الـ 14 فيلمًا التي
يُقال بأنها أفضل الأفلام الروائية، القصيرة، والطويلة.
رُبما تقصد كلمات التصريح عرض الـ 14 فيلمًا إلى جانب الأفلام المعروضة في
"مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي"؟ في هذه الحالة، أؤكد، بأنه حتى
المخرجين المُشاركين في "المُسابقة" لن يشاهدوا أفلامهم، وسوف يتوجهون نحو
القاعات التي تعرض أفلام المهرجان، وقد عشتُ هذه الإشكالية بنفسي خلال
متابعتي للدورة الثامنة لمُسابقة أفلام من الإمارات/الدورة الثانية لمهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي/2008.
وإذّ أنني بصدد التدقيق في التصريحات، أنتهز الفرصة لأقترح على إدارة
"الهيئة" بأن لا يتركوا المسؤولين الأجانب يتحدثون عن أمورٍ محلية، عيب، لن
يصدقهم أحد، ولهذا، أرجو تنبيه "ديفيد شيبيرد" مدير"لجنة أبو ظبي للأفلام"
الكفّ عن معلوماتٍ مُخجلة، ومُزوّرة للتاريخ: من أين جئتَ بهذا الكلام يا
"ديفيد"، حرام عليك، قبل أن تكشف عن مُنجزاتك الأسطورية، إرجع على الأقلّ
إلى الدورات الماضية كي تعرف بأنّ المُشاركة في "مسابقة أفلام من الإمارات"
كانت مفتوحة لعموم الجنسيات المُقيمة في بلدان "مجلس التعاون الخليجي" .
بالله عليكم، من أين تجلبون هذه الخبرات الأجنبية العظيمة، وكيف تسلموها
مهامًا من نوع مدير "لجنة أبو ظبي للأفلام"، ألا يوجد في كلّ بلدان "مجلس
التعاون الخليجيّ" واحداً يُصلح مديرًا لهذه اللجنة ؟ وخمسة آخرين ليكونوا
أعضاء فيها؟
في حالة النفي، أنتم تؤكدون أفكارًا مُسبقة، قيلت، وتُقال عنكم، وهذا غير
صحيحٍ على الإطلاق، وربما ينضويّ الأمر على إحساسٍ بالدونية، افتقاد الثقة
بخبراتكم المحلية، أو رغبة مرضية بإهدار المال العام، لا أعرف...
فقط، أقترح على إدارة "الهيئة" تخصيص بعض الدقائق من وقتها لتصفح الموقع
الإلكتروني للمُسابقة، والإطلاع على وقائع الدورات الست الأولى من عمر
"المُسابقة"، ومُقارنتها مع دوراتها الثلاث الأخيرة.
لقد بدأت "المُسابقة" في عامها التحضيريّ صغيرة جداً، ومُكتفية بالأفلام
المحلية، وتطوّرت، وازدهرت دورةً بعد أخرى، وجذبت انتباه العالم إلى فورةٍ
سينمائية تحدث في عموم الخليج، ولكنّ هذا الأمر لم يُعجب الإدارة الجديدة
لـ"هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث"، كانت تُفكر، وتُحضر، وتستعدّ، وتطمح
إلى تأسيس مهرجانٍ دوليّ/شرق أوسطيّ يُنافس كان، برلين، تورنتو، القاهرة،
دمشق،...ولم أذكر دبيّ (ما هو الهدف من هذه المُنافسة ؟، المهرجانات
العالمية تتكامل، ولا تتنافس)، وقتذاك، طلب أحدهم بأن يتركوا "المُسابقة"
في حالها، ويؤسّسوا "مهرجانهم" الأسطوريّ بالصيغة التي يطمحون إليها،
وينافسوا ـ إذا أرادوا ـ مهرجانات الكون.
عنادٌ لا مثيل له،...
حسناً، خذوا "المُسابقة" بكلّ إنجازاتها.
وهكذا، انعقدت الدورة السابعة، ماشي الحال، تبعتها الدورة الثامنة بعد
شهور، ولم تستفد إدارة "هيئة أبو ظبي للثقافة، والتراث"من دروسها، قرأ
الجميع ما كتبتُه عنها، وغضبوا غضباً عظيماً، وأشاحوا بوجوههم عني،
وتوّجسوا من تواجدي بخيّمتهم في مهرجان كان، وقال البعض بأنني حاقدٌ،
ومحسوبٌ على هذا المسؤول، أو ذاك المهرجان.
ولكن، ها هي الدورة التاسعة للمُسابقة تكشف عن نفسها بنفسها:
تضمّ مُسابقة الأفلام الطويلة ثلاثة أفلام:
حقنا في الفروسية ـ تسجيلي ـ الإمارات ـ إخراج حنان عبد الله محمد المهيري
.
الغرفة الخامسة، عويجة ـ روائي ـ الإمارات ـ إخراج ماهر الخاجة.
فندق في المدينة ـ روائي ـ الإمارات ـ إخراج هاني الشيباني.
تكرارٌ صبيانيّ لنفس أخطاء الدورة الثامنة، فيلمٌ تسجيليّ واحدٌ يتنافس مع
نفسه، أو مع فيلميّن روائيين طويلين، وأتوّقع حصوله على إحدى الجوائز، كما
حصول أحد الفيلمين الروائيين على جائزة (تخمينٌ لا يحتاج إلى عبقرية).
مسابقة الأفلام الإماراتية القصيرة:
عبور ـ روائي ـ إخراج علي جمال.
أحزان صغيرة ـ روائي ـ إخراج هاني الشيباني.
الجزيرة الحمراء في عيون السينمائيين الإماراتيين ـ تسجيلي ـ إخراج أحمد
زين، وأحمد عرشي.
مفتاح ـ روائي ـ إخراج أحمد زين.
جفاف مؤقت ـ روائي ـ إخراج ياسر سعيد النيادي.
مساء الجنة ـ روائي ـ إخراج جمعة السهلي.
مرةً أخرى، يتنافس فيلمٌ تسجيليّ وحيدٌ مع أفلامٍ روائية.
مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة:
ثلاثة رجال، وامرأة ـ السعودية ـ روائي ـ إخراج عبد المحسن الضبعان.
بياض ـ سلطنة عمان ـ روائي ـ إخراج خالد سالم الكلباني.
زهور تحترق البحرين ـ روائي ـ إخراج محمد إبراهيم محمد .
همسات الخطيئة ـ الكويت ـ روائي ـ إخراج عبد الرحمن الخليفي.
ياسين ـ البحرين ـ روائي ـ إخراج جمال الغيلان.
وهكذا، تبلغ المدة الزمنية لكلّ قسم:
ـ مُسابقة الأفلام الخليجية الطويلة: 244 دقيقة (4 ساعات، وأربع دقائق).
ـ مُسابقة الأفلام الإماراتية القصيرة: 90 دقيقة، و55 ثانية (ساعة، ونصف،
و55 ثانية).
ـ مُسابقة الأفلام الخليجية القصيرة: 126 دقيقة (ساعتين، و6 دقائق، و8
ثواني).
ويصبح مجموع المدة الزمنية لإجماليّ "مُسابقة أفلام من الإمارات" في دورتها
التاسعة: 7 ساعاتٍ، و41 دقيقة، و3 ثواني.
ومن بين ال 14 فيلمًا المُتسابقة في الدورة التاسعة لـ"مُسابقة أفلام من
الإمارات"، هناك 8 أفلام عُرضت في الدورة الثانية لـ"مهرجان الخليج
السينمائي" في دبي خلال الفترة 9- 15 أفريل 2009 (مع أنّ التصريحات تتباهى
بعروضها الأولى).
ومع هذا العدد القليل جدًا من الأفلام، يجب الحديث منذ اليوم عن (ميني
مُسابقة)، وبالمُقابل، يمكن التخمين أيضًا، بأنّ حظوظ المُخرجين المُشاركين
بالحصول على الجوائز كبيرة جدًا (وهو السبب الجوهريّ الذي يجعل مجموعةً
منهم تلتف حول "المُسابقة"، هناك 14 جائزة مُعلنة لـ 14 فيلمًا).
وأتوقعها كالآتي :
ـ في مسابقة الأفلام الطويلة، نسبة الحصول على جائزة هي 1/3 على الأقلّ.
سوف تحصل "حنان عبد الله محمد المهيري" على جائزةٍ عن فيلمها التسجيليّ،
ولابدّ من جائزةٍ لـ"هاني الشيباني" عن أحد فيلميّه القصير، أو الطويل،
وهنا لا أعترض على موهبة أحد، إنني أنتقد إدارة "الهيئة"، و"المُسابقة"،
وليس المخرجين الذين أعرف البعض منهم، وأقدّر موهبتهم، واجتهادهم.
ـ في مسابقة الأفلام الإماراتية القصيرة، نسبة الحصول على جائزة هي1/6 على
الأقلّ.
أتوقع حصول أحمد عرشي، وأحمد الزين على جائزة.
ـ في مسابقة الأفلام الخليجية القصيرة، نسبة الحصول على جائزة هي 1/5 على
الأقلّ.
(يُرجى قراءة النتائج الرسمية للجوائز في الهامش رقم 2، والتي أُعلن عنها
مساء 16 أكتوبر).
وبالعودة إلى موقع الدورة التاسعة لـ"مُسابقة أفلام من الإمارات" (الذي كان
لا مثيل له في دوراته الست الأولى) تصفعنا صفحته الرئيسية بالكلمة
الافتتاحية للدورة التاسعة، وهنا أُعيد نشرها بدون استئذان مؤلفها "عبد
الله البستكي"(قوانين حقوق المُؤلف تسمح لي بذلك) مُحافظًا على أخطائها
الكتابية، واللغوية:
(فراشة تفتح أجنحتها الملونة، فتضرب بها عاليًا لتحدث دوامة صغيرة من
حولها، تلتف هذه الدوامة حول صحراء قاحلة، فتصادف في سيرها ريح هائمة،
فتدفعها نحو دربها لتنقذها، تهب هذه الرياح، فتحدث اصوات عنيفة، وهي تثير
الرمال الدافئة المنزاحة مغيرةً وجه الصحراء يوم بعد يوم، وكأن للطبيعة روح
تتسلى بها. تمر الأقمار، وتهدى الرياح، وهي تضرب الصروح الشاهقة في طريقها،
من يستطيع أن يتخيل أن اندفاع فراشة بهذا الحجم يحدث كل هذا الدوي، وهي
تحلق في السماء، وتصل السكون، والراحة لبدوي راحل في الصحراء، وتلطف وجه
بحار مرهق يقطر عرقًا وسط الظهيرة.
ان كل ما نراه الآن هو المستقبل، مستقبل سفرنا، رؤيتنا، ومخيلتنا الى
الوصول، وعندما نصل نهاية رحلتنا، نفقد اهتمامنا بالوصول، ورؤيتنا الى
الواقع الذي أمامنا، فنجهل الواقع الذي افاقنا من سكرتنا من وسط المخيلة .
ان طموحنا الوحيد هو أن نغوص في اعماق الفكر، الحقيقة كانت دائمًا مرسومة
بما ننظر اليها، وما نلتقطه، وما نحصل عليه من صور نحاول صناعتها. الرياح
تهب، والحبال منصوبة حول أشرعتنا، هاهي انطلقت الاشرعة، وقد حان وقت
الابحار، تتبعنا السماء، والنجوم، فالندع مخيلتنا تقودنا الى أهدافنا.أهلاً
بكم في الدورة التاسعة من مسابقة أفلام من الإمارات، في هذه الدورة، سنعامل
صناع السينما أجمعهم كصناع أفلام وليس كهواة، ومحترفين، ان ما يهمنا هي
الصورة الناتجة، سواءً كل الصور محملة بالبحث الصحفي، أو بمخيلة ملونة
لتتحرك الصورة مشيقةً لمن يراها. دع مخيلتك كالنجوم في السماء تقودك، واجعل
الفيلم شراعك المرفرف، ونوعدك بأن تنطلق الرياح ملبية لك، ونرسم بأرواحنا
صورًا ملونة عبر شاشات فضية حول العالم).
الله، الله .....
ومن الطريف بأنها نفس "الكلمة الافتتاحية" الخاصّة بالدورة الثامنة
للمُسابقة، والتي ألقيت في حفل افتتاح الدورة الثانية لـ"مهرجان الشرق
الأوسط السينمائي الدولي"، وتندّر الجميع بعظمتها.
هذه المرة، كتب "عبد الله البستكي" : أهلا بكم في الدورة (التاسعة) بدلاً
من (الثامنة)، كما حذفَ جملة المزاد العلني (لقد ضاعفنا جوائزنا مرتين) بعد
أن وصلت قيمة الجوائز إلى أرقامٍ عبثية، ورُبما فهمت إدارة "الهيئة" بأنّ
مضاعفة الجوائز ليست معياراً لجذب الانتباه نحو "المُسابقة".
وأنا أعذره تمامًا، وأتفهم ضيق وقته، وزحمة مشاغله، واهتمامه بمُشاهدة 142
فيلمًا، واختيار 14 منها للمُسابقة، والبحث عن لجنة تحكيم، ونقاد لها
مُكونة من 6-7 أعضاء (لم أتوصل إلى الرقم الصحيح، أو قائمة الأسماء، خانة
لجنة التحكيم في الموقع الرسميّ للمُسابقة فارغة من المعلومات).
كانت الدورة السابعة انتقالية، لم يكن أحدًا على درايةٍ باستقالة مديرها
السابق "مسعود أمر الله"، تحمّلت "المُسابقة" تلك الهزّة، بعد شهورٍ انعقدت
دورتها الثامنة، وبمُتابعتها عن كثبٍ، كتبتُ وقتذاك، بأنها في طريقها نحو
النهاية، وهاهي وقائع الدورة التاسعة تُؤكد بأنها سلكت دربًا محفوفًا
بالمخاطر، لم ينتبه أحد، أو تغافل عن الانتباه إلى لوحاتٍ كبيرة كُتب عليها
: حذارٍ، آخر الطريق هاوية.
اليوم، بنفس الصدق، الجرأة، وعدم الاكتراث بغضب هذا، أو ذاك، ..
ألفتُ الانتباه بجديةٍ، وخبرةٍ إلى احتضار "مُسابقة أفلام من الإمارات".
وبنفس منطق، ولغة، وأسلوب مديرها الحاليّ "عبد الله البستكي" (الذي تكاسل
حتى عن كتابة كلمةٍ افتتاحية خاصة بالدورة التاسعة)، أكتب:
انطلقت الأشرعة، مزقتها الرياح، النجدة، السفينة تغرق..
هامش 1:
حتى تاريخ إرسال هذه القراءة للنشر (وعلى عكس ما كان يحدث في الدورات الست
الأولى)، لا يحتوي موقع الدورة التاسعة لـ"مُسابقة أفلام من الإمارات" على
أيّ معلوماتٍ عنها، ماعدا قائمة بالأفلام الـ 14 المُشاركة، وهي قسيمة
قابلة للتعبئة من طرف المخرجين، وموجودة في الموقع منذ الدورة الأولى.
صفحة البداية: تحتوي على"الكلمة الافتتاحية" للدورة التاسعة، وهي حرفيًا
نفس الكلمة الافتتاحية الخاصة بالدورة الثامنة.
صفحة لجنة التحكيم: لا يوجد معلومات.
صفحة الجوائز: لا يوجد معلومات.
صفحة شروط الاشتراك: يوجد قائمة متناقضة من الشروط، والقواعد مُوقعة باسم
مدير المُسابقة "عبد الله البستكي"(وهي سابقةُ خطيرة).
صفحة صور، ومُتعلقات: شعار "المُسابقة" الموجود في الموقع منذ الدورة
الأولى.
صفحة البرنامج: لا يوجد معلومات.
صفحة فريق العمل: لا يوجد معلومات.
صفحة استمارة الاشتراك: موجودة في موقع" المُسابقة" منذ الدورة الأولى.
صفحة الدورة التاسعة 2009 في الإعلام: لا يوجد معلومات.
هامش 2 :
يمكن قراءة شهادة "محمد حسن أحمد: أحد السينمائيين الإماراتيين حول "مسابقة
أفلام من الإمارات" من خلال الرابط التالي:
http://www.faradees.net/
هامش 3:
يمكن قراءة إعلان نتائج "مسابقة أفلام من الإمارات"، ومُقارنتها مع توقعاتي
"التخمينيّة" من خلال الرابط التالي:
http://www.elaph.com/Web/Cinema/2009/10/494172.htm
إيلاف
في
20/10/2009 |