مهرجان
دبي السينمائي يكرّم الفائزين بجوائز المهر للإبداع
السينمائي
جمال المجايدة:
دبي
اختتمت
فعاليات مهرجان دبي السينمائي
الخامس بحفل باهر وزعت خلاله جوائز مسابقة المهر للإبداع السينمائي
العــربي
والإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي وحضره عدد كبير من السينمائيين
والضيوف من
مختلف أنحاء العالم.
وكان
المهرجان قد وسّع مسابقة المهر هذا العام لتشمل
الإبداع السينمائي الآسيوي- الإفريقي مستقطبة أفلاماً من أفغانستان وتركيا
والكاميرون وكازاخستان.
كما شهدت
مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي هذا
العام إقبالاً منقطع النظير بزيادة كبيرة في عدد طلبات المشاركة في
المسابقة من
منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم.
وعلى هامش
الإعلان عن النتائج قال
مسعود أمرالله
آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي: 'نحن فخورون جداً
بكافـــــة الأفلام التي عرضتها المسابقة، لذا فإن عملــــية الاختيار لم
تكن سهلة
أبداً، حيث وجد أعضـــاء لجان التحكيم أنفسهم أمام مهمة صعبة للغاية.
لكننا في
النهاية
راضون عن النتائج، ونأمل أن نلتقي بهؤلاء المخرجين مرة أخرى في مهرجان دبي
السينمائي الدولي في الأعوام المقبلة بمزيد من الأعمال والإبداعات.'
وقد استهل
حفل توزيع
الجوائز بتكريم المواهب الإماراتية، حيث ذهبت جائزة أفضل موهبة إماراتية
إلى حيدر محمد، فيما فازت نجوم الغانم بجائزة أفضل مخرجة إماراتية، وسعيد
سالمين
المري بجائزة أفضل مخرج إماراتي.
وذهبت
جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما
(فيبريسكي)
إلى أفضل فيلم روائي في مسابقة المهر للإبداع السينمائي العربي، وكانت
من
نصيب فيلم مسخرة لمخرجه لياس سالم.
مسابقة
المهر للإبداع السينمائي
العربي
فئة
الأفلام القصيرة:
الجائزة الأولى: الطريق إلى الشمال لـ
'كارلوس
شاهين'
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: بنت مريم لـ 'سعيد سالمين
المري'
الجائزة الثانية: ساعة عصاري لـ 'شريف البنداري'
فئة
الأفلام
الوثائقية:
الجائزة الأولى: ذاكرة الصبّار: حكاية
ثلاث قرى فلسطينية لـ 'حنا
مصلح'
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: سمعان بالضيعة لـ 'سيمون الهبر'
الجائزة
الثانية: مارينا الزبّالين لـ 'إنجي واصف'
فئة
الأفلام الروائية
الطويلة:
أفضل تصوير: لوكا كوسين عن فيلم كزا نكرا
أفضل موسيقا: سيلفيا
ريفليت عن فيلم آذان
أفضل مونتاج: نيكولاس بانسيلهون عن فيلم آذان
أفضل
سيناريو: آن ماري جاسر
عن فيلم ملح هذا البحر
أفضل ممثلة: حفصية حرزي عن
فيلم فرانسيس
أفضل ممثل: أنس الباز وعمر لطفي
عن
فيلم كزا نكرا
أفضل فيلم
روائي طويل: مسخرة لـ 'لياس سالم'
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: آذان لـ 'رباح
عامر زعيمش'
مسابقة
المهر للإبداع السينمائي
الآسيوي-الإفريقي
فئة
الأفلام القصيرة:
الجائزة الأولى: دماء جديدة لـ 'هالون شو'
جائزة لجنة
التحكيم الخاصة: توقعات لـ'محمد صالح هارون'
الجائزة الثانية: كل شيء على ما
يُرام لـ 'أكجولوتوي بيكبولوتوف'
فئة
الأفلام الوثائقية:
الجائزة
الأولى: جنون لـ 'كازوهيرو صودا'
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: أغنية النجاة لـ
'غوانغي يو'
الجائزة الثانية: تجارة سوداء لـ 'أوسفالد ليوات'
فئة
الأفلام الروائية الطويلة:
أفضل تصوير: رضا تيموري عن فيلم اهدأ
وعد
للسبعة
أفضل موسيقا: يورغا ميسفين، فيجاي إير
عن
فيلم تيزا
أفضل مونتاج:
سريكار براساد عن فيلم فراق
أفضل سيناريو: ديبا ميهتا عن فيلم جنة الأرض
أفضل
ممثلة: أنه هونغ عن فيلم قمر في قاع البئر
أفضل ممثل: آسكات كوتينتشيريكوف
عن
فيلم تولبان
أفضل فيلم روائي طويل: جبل مقفز
لـ
'سو يونغ
كيم'
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: إجازة
لـ
'هاجيمي كادوي'
وكان
المهرجان قد أعلن عن الأسماء الفائزة في ملتقى دبي السينمائي
الذي تم إطلاقه
بمبادرة من المهرجان ليشكل منصة للتعاون بين السينمائيين في الوطن العربي
وكبار
المنتجـــــين العالميين. وقد تم اختيار 21 مشــروعاً مـــن بين 108 طلبات
وصلت إلى
المهرجان من مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم.
وقد فاز
بجائزة مهرجان دبي
السينمائي الدولي: هذه صورتي وأنا ميت لـ 'محمود المساد' (الأردن، هولندا)،
حلاقو
المدينة لشادي زين الدين (لبنان)، وردية كان لها أبناء لـ 'جميلة صحراوي'
(الجزائر،
المغرب).
جائزة
بوابة الصحراء ومهرجان دبي السينمائي الدولي للأعمال قيد
الإنجاز:
'كل
يوم عيد'، لـ 'ديمة الحر' (لبنان، فرنسا). جائزة العــلاقات
الـــــــدولية من آرتيه: موت للبيع، لـ 'فوزي بن سعيدي' (المغرب، فرنسا،
بلجيكا).
جائزة الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي ومهرجان دبي السينمائي الدولي
لتطوير
المشاريع:
لما شفتك، لـ 'آن ماري جاسر' (فلسطين، الأردن).
النجوم غابت لكن
الافلام الجميلة حضرت وعززت هوية مهرجان دبي
دبي ـ (ا
ف ب): اذا كانت الازمة المالية العالمية القت بظلالها
على مهرجان دبي الذي اختزلت ميزانيته على نحو اثر على وهج فعاليات الدورة
الخامسة
من المهرجان السينمائي فان الافلام الجيدة وبعض الروائع لم تغب
عن فضاء المهرجان بل
عزز حضورها من قيمة المهرجان وهويته. وجاء تأثر المهرجان الذي تختتم دورته
مساء
الخميس بالأزمة لاعتماده الكبير على الاموال الخاصة واموال المستثمرين
واستدعى
تخفيض الميزانية حضور عدد اقل بكثير من النجوم العالميين
والمصريين الذين حضروا
العام الماضي والدورات التي سبقته واضفوا على اجوائه القا اكبر.
ومن بين
النجوم
العالميين هذا العام حضر الاميركي نيكولاس كيج كما حضرت المكسيكية سلمى
حايك لساعات
الى دبي امت خلالها حفل مؤسسة "امفار" "سينما ضد الايدز" الذي كانت راعيته
المعنوية
بجانب
نجمات مثل غولدي هاون ولورا ليني المرشحة لجائزة الغولدن غلوب.
وشارك في
حفل مؤسسة
"امفار" ايضا المخرج اوليفر ستون والممثل والمنتج داني غلوفر والمخرج
تييري غيليام. واسهم حضور جميع هؤلاء في جمع مبلغ مليون وثمانمئة الف دولار
لحساب
المؤسسة.
واقيم
الحفل بدعم من مؤسسة "لؤلؤة دبي" ودار "كارتييه" وهذه هي المرة
الثانية
التي يقام فيها الحفل ضمن فعاليات مهرجان دبي وكانت النجمة شارون ستون
راعيته في العام الماضي.
ودشن
المهرجان في دورته الخامسة سوق دبي السينمائي الذي
جذب عددا من المنتجين العرب والعالميين واقيمت في اطاره عروض كثيرة وصفقات
لتوزيع
الافلام. كما استحدث المهرجان هذا العام تظاهرة المهر للابداع
السينمائي الاسيوي-
الافريقي
التي ضمت كما مسابقة المهر للابداع العربي ثلاثة اقسام في الروائي
والوثائقي والقصير وقدمت في اطارها اقوى الافلام التي انتجت في هاتين
القارتين.
وضمت
مسابقة الفيلم الروائي العربي الافريقي 15 عملا من الابداعات
المتميزة بينها شريط "تيزا" الاثيوبي و"تولبان" الكازاخستاني.
ورغم
المزاحمة
الشديدة
من المهرجانات العربية والدولية التي بات المهرجان عرضة لها فقد نجح في
اجتذاب 11 فيلما عالميا قدمت في دبي في عرض عالمي اول ضمن مختلف التظاهرات
والانواع
لكن في تراجع عما حققه المهرجان في السابق.
ومن بين
هذه الافلام التي تقدم في
عرض اول شريط المخرج الجزائري احمد راشدي "مصطفى بن بولعيد" الذي رسم سيرة
لشخصية
قادت واطلقت الثورة الجزائرية. وقدم المهرجان في المسابقة
العربية ايضا فيلم "المر
والرمان " للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار في اول تجاربها الطويلة التي تروي
حياة
الفلسطينيين تحت الاحتلال من خلال معاناة امراة يسجن الاسرائيليون زوجها.
ومن
بين الافلام العربية الاخرى التي قدمت في عرض عالمي اول وكلها
شاركت في المهر
العربي فيلم المغربي نور الدين لخماري "كازانيغرا" الذي يصور معاناة وحياة
العنف
التي يتعرض لها شابان في شوارع كازابلانكا وسط عجزهما عن
الحصول على عمل كريم
يحفظهما من السقوط. وكما في الروائي تضمن المهرجان عروضا عالمية اولى في
الوثائقي
الذي ضمت مسابقته العربية 13 شريطا جديدها تمثل بشريط "عدسات مفتوحة في
العراق"
لميسون باجة جي و"هذه الايادي" للمغربي حكيم بلعباس الذي يقارن
بين الماضي والحاضر
في
المغرب الحديث.
وقدم شريط
"طفولة محرمة" للايطالية باربرا كوبيستي ضمن
الليالي العربية في عرض اول ايضا وهو يعرض اثار الصراع على الاطفال
الفلسطينيين.
اما في
برنامج "الجسر الثقافي" فقدم فيلم "النظام" للمخرجين بول
سماكزني وماريا ستودتمير الذي يتناول قصة جهاد رجل لانشاء فرقة
اوركسترا للشباب في
فنزويلا في حين تناول فيلم "امة سوداء" للمخرج ماتس هيلم قضية التفرقة
العنصرية في
مدينة ديترويت.
وتميزت
تظاهرة "المهر للابداع العربي" هذا العام بتنوع الافلام
المقدمة في اطارها وبحضور فيلم روائي عراقي فيها وافلام لبنان
والمغرب والجزائر
وفلسطين جسدت كلها حدة النظرة التي يلقيها المخرجون على مجتمعاتهم ووعيهم
بتلك
المجتمعات في معالجات تفاوتت في مستوى فنيتها وان ظلت في المستوى.
وقدمت
"تظاهرة
الليالي العربية" مجددا عروضا اكدت على المواهب العربية كما ضمت اليها
مخرجين
دوليين تناولوا مواضيع عربية وجاءت عروض برنامج "الجسر الثقافي" لتكمل
تظاهرة
الليالي من حيث مضمونها واتصالها بقضايا انسانية شاملة.
اما عروض
"سينما العالم"
فقدمت باقة من افضل افلام العام في العالم مثل فيلم "استراليا" و"تشي"
الاميركيين
وفيلم "عماء" البرازيلي وفيلم "بين الجدران الفرنسي" الحائز
على سعفة مهرجان كان
السينمائي وفيلم "جوع" البريطاني و "سلمندر" الارجنتيني و"حب وجرائم اخرى"
الصربي.
وتضمن
المهرجان ايضا تظاهرة خاصة بالفيلم الايطالي وتظاهرة خاصة بافلام
الاطفال واخرى لافلام التحريك فضلا عن تظاهرة احتفاء بالسينما
الهندية
وتكريمات.
القدس العربي في 26
ديسمبر 2008
|
الدورة الخامسة لمهرجان دبي
السينمائي الدولي
عندما تكثر
المُفاجآت, وتكبر التحديات
صلاح سرميني ـ دبي
في
دورتيّه الأولى, والثانية, كان مهرجان دبي السينمائي الدولي مجموعةً من
الأفلام القادمة من هنا, وهناك, ونجوماً, واحتفالياتٍ, وأضواء,..
ومنذ أن
تولى السينمائي الإماراتي "مسعود أمر الله" مهمة الإدارة الفنية, وهو يقدم
لنا في كلّ دورة مفاجآتٍ, وتحدياتٍ جديدة تُضفي على المهرجان خصوصيته,
وتميزه عن مهرجانات المنطقة.
كانت
الدورة الثالثة بمثابة التحول الإيجابي الكبير مع تأسيس "مسابقة المهر
للإبداع السينمائي العربي", وتشمل الأفلام الروائية الطويلة, والوثائقية,
والقصيرة.
وعلى
الرغم من خصوبة أفكاره, وغزارة طموحاته, وسرعته في تحقيقها, إلا أنه يتمهل
في إنجاز بعض الأمور الشكلية, وأولها استجداء الصبغة الدولية(مع أن
المهرجان دولي بامتياز), وهو بهذا يتخيّر نهجاً مخالفاً لمُعظم المهرجانات
العربية (ماعدا أيام قرطاج السينمائية في تونس) التي " تناضل" لإرضاء
الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام في فرنسا "FIAPF"
للحصول على اعترافٍ رسميّ تتفاخر به, مع أن أصغر مهرجان في نفس بلد مقرّ
الاتحاد, يمتلك الحق بإلصاق الصفة الدولية في عنوانه, ولن يمنعه أحد, لا
الاتحاد نفسه, ولا أيّ شخص, أو مؤسّسة.
كثرة عدد
المهرجانات في أوروبا, فرنسا خاصة, جعلتها تدرك أهمية تفردها, وتخصصها,
وضرورة الكشف/أو إعادة الكشف عن سينما, أو سينماتٍ معروفة, أو مجهولة,
بعيدة, أو قريبة : السينما الأسيوية, الأفريقية, أمريكا اللاتينية, ...
والتخصص
أكثر, فأكثر, فأصبح هناك مهرجانات للسينما العربية, الصينية, الهندية,
الروسية, الإسبانية.. .
في
دورتيّه الأولى, والثانية, أصابت مهرجان دبي عدوى تقليد المهرجانات الكبرى,
ومع دورته الثالثة, بدأ يؤسّس خصوصيته, وتميزه باستحداث "مسابقة المهر
للإبداع السينمائي العربي", ومنذ ذلك التاريخ تغيرت وجهات النظر حول
المهرجان, وأصبح محط أنظار الوسط السينمائي العربي, والعالمي, والمكان
الأكثر جديةً لمُشاهدة أفضل إنتاج السينمائيين العرب المُنتشرين في كلّ
أنحاء العالم, وملتقى للجدل, والتواصل, وورشة عملٍ متواصلة.
وخبت
أضواء المهرجانات العربية الأخرى المُخصصة للسينما العربية (مع اختفاء
أهمّها بينالي السينما العربية في باريس), أو التي تتضمّن برمجتها مسابقة
للأفلام العربية.
ولم تنضب
أفكار "مسعود أمر الله", أو تتوقف عند ذلك النجاح, فلم يتأخر كثيراً كي
يُثري الدورة الخامسة(11- 18 ديسمبر2008) بإضافةٍ لافتة "مسابقة المهر
للإبداع السينمائي الأسيوي, والأفريقي" وتشمل الأفلام الروائية الطويلة,
والوثائقية, والقصيرة.
هذه
المسابقة "المزدوجة" قابلة للنقاش, فالسينما الأسيوية قوية جداً, راسخة,
ومتطورة, وتعتمد على إمكانياتها المالية, وهي مختلفة تماماً, أشكالاً,
ومضامين عن السينما الأفريقية, ونمط إنتاجها, وتمويلها المُماثل للسينمات
المغاربية.
وبينما
فرضت السينما الأسيوية نفسها في الأسواق الدولية, تعثرت خطوات السينما
الأفريقية, ولم تتمكن من التواجد الحقيقي, وجذب الجمهور إليها, واكتفت
بأسواقها الداخلية, والعروض المحدودة في صالات الفن, والتجربة الأوروبية.
ولكن, كيف
نُعامل السينما العربية/الأفريقية جغرافياً ؟ هل يُدرجها المهرجان في
"المسابقة العربية", أم "الأفريقية" ؟
وبالمثل,
كيف نُعامل السينما العربية/الأسيوية جغرافياً ؟ هل يدرجها المهرجان في
"المسابقة العربية", أم "الأسيوية" ؟
وأعتقد
بأن المدير الفني "مسعود أمر الله" يتعامل مع المُسابقتين انطلاقاً من أصول
المخرج, وليس من جنسيته الحالية.
مخرجٌ من
أصولٍ عربية سوف يُدرج فيلمه في "المسابقة العربية" بغضّ النظر عن مكان
إقامته في فرنسا, الولايات المتحدة, أو السنغال,...
ومخرجٌ من
أصول أفريقية/أسيوية سوف يُدرج فيلمه في "المسابقة الأسيوية/الأفريقية"
بغضّ النظر عن مكان إقامته في البرازيل, كندا, أو المملكة المتحدة,....
هذا
الاختيار يتجاهل تماماً جنسية مصادر التمويل, وبهذا يصبح الفيلم الروائي
القصير(الطريق إلى الشمال) لمخرجه الفرنسي/اللبناني كارلوس شاهين فيلماً
"لبنانياً" من وجهة نظر مهرجان دبي, بينما تعتبره السلطات السينمائية
الفرنسية "المركز الوطني للسينما", فيلماً " فرنسياً" خالصاً فقد تم إنتاجه
عملياً من قبل مواطن فرنسي, وقانونياً من طرف شركة إنتاج فرنسية, وبتمويل
صناديق دعم وطنية, ومحلية تغذيها أموال الفرنسيين.
عملية
الاختطاف هذه هي التي دفعت بعض المهرجانات العربية في أوروبا لاعتبار
الأفلام المُنتجة بتمويلٍ إسرائيلي فلسطينية, بحكم أصول مخرجيها, وبغض
النظر عن مكان إقامتهم, أو جنسيتهم الحالية, إسرائيلية, أو مزدوجة.
ويبدو بأن
هذه الإشكالية لن تجد حلا لهاً, وقد فرضت نفسها كأمر واقع.
والغريب
بأن المهرجانات العربية وحدها هي التي تطبقها, لأنها لو استبعدت هذه
الأفلام, فلن يتبقى لها ما تختاره من الإنتاج العربي الوطني التمويل( أو
المُشترك).
بالنسبة
لي, الإشكالية محسومة منذ زمن, وجنسية الفيلم تتبع مصادر التمويل
المُنفردة, أو المُتعددة.
ولا أجد
أيّ مبرر لإقحام الجنسية العراقية على فيلم فرنسي/الماني"فجر العالم",
لمخرجه "عباس فاضل" الفرنسي الجنسية, العراقي الأصل الذي ترك بلده منذ أكثر
من ربع قرن, وتخير العيش في بلدٍ آخر, وسوف يُكمل حياته فيها, ولا تهمّه
السينما العراقية من قريبٍ, أو بعيد, ولكنه سوف يستغلّ تساهل المهرجانات
العربية التي تعتبر فيلمه "عراقياً", وسوف يبتهج أكثر لو حصل على جائزة,
بينما يتحسر المخرج العربي القابع في بلده, والذي لم تتوفر له مصادر تمويل
مماثلة.
بشكلٍ
عام, تنهج المهرجانات العربية طريقاً معاكساً للتوجهات الفكرية لمعظم
المخرجين العرب المهاجرين من أوطانهم, أو مواطني الدول الأجنبية من أصولٍ
عربية.
ومضمون
فيلم " فرنسية" من إنتاج عام 2008 لمخرجته المغربية "سعاد البوهاتي" أفضل
مثالٍ على ذلك, فالشخصية الرئيسية "صوفيا" التي وُلدت في فرنسا, عاشت
طفولتها في المدينة التي كانت تقطن فيها مع عائلتها, ولكن أبوها يحنّ
للعودة إلى بلده المغرب, لتجد "صوفيا" نفسها في تعمل في الحقل, وعلى الرغم
من الحياة الهادئة الجميلة التي تعيشها في بلد عائلتها, كانت تنتظر بلهفةٍ
حصولها على شهادة البكالوريا كي تعود إلى فرنسا, لأنها, ببساطة, تعتبر
نفسها فرنسية, وتفعل عائلتها كل ما بوسعها لجذبها إلى أرض أجدادها بدون
فائدة.
والأمثلة
كثيرة عن أفلام تتطرق موضوعاتها لفكرة العودة الاختيارية, أو القسرية, وفي
النهاية تختار الشخصيات منفردةً, أو مجتمعةً البلد الأوروبي الذي جاءت منه,
ومنها الفيلم الروائي الطويل, "هنا, ولهيه/هنا, وهناك" من إنتاج عام 2005
للمخرج المغربي "محمد إسماعيل",
والفيلم
الروائي القصير "سارة" لمخرجته البلجيكية/المغربية "خديجة لوكليرك", وهي
أفلامٌ تجد من يتعاطف معها, ويُمولها في الغرب.
الشرق الأوسط في 2
يناير 2009
|