لا يمكنك أن تتعرف على المهرجان الأول للسينما
الفسطينية وتفهم دلالته إلا بعد الخوض في بعض تفاصيل الأفلام التي تمحورت حول
ألم الفلسطيني بشكل عام كالحصار، والإغلاق، والطفولة، والسياسة، والرومانسية
بالدرجة الأولى، فهي تشعرك بأن أبطال الأفلام يعيشون أمامك وتشعر أنك منهم.
"ماشيين"
يتعرض فيلم "ماشيين" للمخرجة "نهاد عواد" لنوع آخر
من "لعبة" الدمار التي تمارسها قوات الاحتلال أثناء الاجتياح الإسرائيلي
للمدن الفلسطينية في نيسان 2002، حيث لم يكتف الغزاة بقتل المواطنين، وهدم
البيوت بل مارست الآليات العسكرية والدبابات "لعبة" أخرى وهي تدمير السيارات
في محاولة لإثبات قدرتها على هرس الحديد.
وطوال 15 دقيقة هي مدة الفيلم يسجل لعملية ترتيب معرض فني لسيارات
مدمرة قامت به الفنانة فيرا تماري، في محاولة لإثبات قدرتها على التعامل مع
دمار الاحتلال في مدينة ارم الله.
سخرية الفيلم تنقذنا كثيرا، حيث يبدو في إحدى
اللقطات صاحب إحدى السيارات وهو منهمك في تنظيفها وتلميعها على ألحان أغنية
رومانسية "أحب أشوفك كل يوم يرتاح فؤادي، والقلب داب من البعاد يا طول عذابي"
قبل أن تكمل الكاميرا الصورة لتظهر نصف السيارة نظيفة ويظهر النصف الآخر
مسحوقا مدمرا!
"يوميات مسابقة فنية.. تحت الحصار"
يحاول عمر القطان أن يثبت أن هناك جدوى من صناعة
الفن في ظل الاحتلال، يظهر ذلك في فيلمه "يوميات مسابقة فنية.. تحت الحصار"
الفنانون الشباب منغمسون في الإعداد لمعرض، بينما تنشغل قوات الاحتلال في قتل
مظاهر الحياة في الخارج.
هدوء الروح الذي يرتبون به معرضهم يفضح ضجة الرصاص والقنابل في شارع
المؤسسة نفسها حيث يقام المعرض.
يتحدث الفنانون الشباب الذين جاءوا من أنحاء
فلسطين عن محنتهم بالوصول إلى رام الله، كانت رحلة صعبة، لكنهم وصلوا. الفنان
هاني زعرب أحد المشاركين يتذكر بمرارة تجربة اعتقاله، يذكر مشهدا عندما أمر
القاضي بإطلاق سراحه: "قال لي الضابط أنا مغتاظ ولا أريد الإفراج عنك، وسأل
أي يد تستخدمها للرسم؟ تحايلت عليه وقلت: اليسرى، عندها قال لي لم لا ترسم لي
صورة قبل أن تذهب؟ رسمت له "بورتريه" وعندما رفضت التوقيع عليها كسر يدي بعقب
بندقيته"!
مدة الفيلم 17 دقيقة طرحت سؤالا مهما وحساسا عندما
تساءل أحد الفنانين الشباب بمرارة: لماذا لا نشتري بالمال الذي ننفقه على
الفن سلاحا؟ أجابه آخر: عندها سنصبح مثلهم!
"فيض"
كما قالت لينا البخاري مخرجة فيلم "فيض": "ليس
فيلما وثائقيا بمقدار ما كان حالة إنسانية"، وفعلا يظهر كذلك على شكل حالة
إنسانية مثل مئات الحالات التي عاشها الفلسطيني خلال منع التجول، وتقول:
"الفلسطينيون عايشوا الإحباط والتحدي عبر منع التجول الذي استمر لمدة 23
يوما، وأنا عبرت عن هذه الأيام كما عشتها".
يسرد الفيلم تجربة شخصية للمخرجة لينا عاشتها على مدار 16 دقيقة في
المنع، حيث وجدت تجاوبا من جمهور عريض عاش نفس التجربة وعرف آلامها.
بطلة الفيلم فتاة تبدو في أول الأمر منهمكة بتطويع
أسلاك من حديد، أو عجن صلصال ليصيبها الإحباط من عدم وجود رغبة بفعل شيء مع
أنها أصبحت تمتلك مساحة واسعة من الفراغ بسبب منع التجول، لتقول في إحدى
اللقطات: "لما صار في وقت سكرت معك".
في هذا المشهد محاولة لعجن الواقع، حيث تجتاحها
رغبة في إعادة عجن الواقع الذي نعيشه بذات المقدار من خلال عجنها لمادة
الصلصال.
ولينا في "فيض" لا تعرض الألم بصورة تحرض على
البكاء، بل من خلال محاولاتها تنجح فعليا في إنتاج شيء إيجابي، فالصلصال
يتشكل بالنهاية ككائن حي، والحديد يصبح ثريا جميلة وغريبة علقت عليها الدمى
التي أصبحت تدور أو ترقص في فراغ البيت، الذي أصبح فراغها بمنع التجول.
قصص من القدس
فيلم "قصص من القدس" يبلغ 55 دقيقة، ويعد طويلا
نسبيا مقارنة بباقي الأفلام، وشد الجمهور كثيرا. المخرج أكرم الصفدي أثار
الجماهير وشدها لمتابعة فيلمه من خلال جعله معنيا بشخصيات الفيلم الأربع:
أكرم الصفدي المخرج، وريم تلحمي الفنانة، وعلي السجين السياسي، وفاروق
الدزدار الرجل الحالم.
البطل أكرم الصفدي المصور الذي يعشق المدينة، يجد
نفسه متورطا في توثيق دم أبنائها الذين يستشهدون في الانتفاضة الأولى، إلى أن
يقرر يوما -بعد أن يصور الفتى مصطفى 16 عاما وقد أصابته رصاصة في الرأس- أن
تكون صورته الأخيرة.
علي صديقه، السجين السياسي الذي أمضى 17 عاما في
السجون الإسرائيلية مشبع باليأس والاحباط، ولا يرى حاجة للرسم أو الكتابة أو
حتى الحب فكل شيء مشوه بفعل الاحتلال.
أما ريم التلحمي فتختلف عن الآخرين، فقد اختارت
الحياة في القدس بمحض إرادتها، تمتلك روحا خصبة تحب الحياة، وحسب المخرج
"قالت في أغانيها ما أريد قوله بعدسة الكاميرا" وهي منشغلة ببيتها وأمومتها
وعروضها الغنائية للأطفال.
الصديق الرابع، فاروق الدزدار، من عائلة عريقة
يعيش الماضي بذكرياته لينام وهو يتصفح ألبوم الصور.
تلك الشخصيات تعيش حبكة فيلمه وتوتره، ولا يصل في
النهاية معها إلى حل، ربما لأن الحل بما يحلم به كل شخصيات الفيلم، التي تعيش
على الذكريات والآمال والأحزان.
الفيلم استطاع أن يأخذ المشاهد للقدس ليشاهد كيف
يتفاعل كل شخص في الحياة بهذه المدينة المحتلة والتي تشكل رمزا، حيث استطاع
أن يجذب المشاهدين ببراعة، ويلفت انتباههم لحياة كل شخص مقدسي، ويتمنى
مقابلتهم.
"كوكب العرب"
فيلم "كوكب العرب" للمخرجة الفلسطينية المقيمة في
نيويورك جاكلين سلوم، مدته 9 دقائق تحاول أن تعالج قضية شائكة أكثر ما
نعانيها في وقتنا الحالي، ويعتبر من الأفلام التجريبية، حيث يكشف حقيقة
الصورة النمطية التي تتبناها هوليوود تجاه العرب والمسلمين، بحيث تظهرهم
كأنهم من نوع إنساني آخر، يتمتعون بصفات ثابتة تؤدي إلى تشكيل رؤية ووجهة نظر
محددة ومسبقة تجاههم، وتكرسهم كإرهابيين.
عرض الفيلم باللغة الإنجليزية وجمع بين عشرات
اللقطات من أفلام هوليوود التي تسيء إلى أمة بأكملها.
"كأننا عشرون مستحيلا"
يعكس فيلم "كأننا عشرون مستحيلا" للمخرجة آن ماري
جاسر، المولودة في أمريكا وتقيم حاليا في رام الله، صورة حية لما يحدث على
الحواجز العسكرية الإسرائيلية يوميا، يدور الفيلم حول طاقم فني يتكون من
مخرجة وممثل ومصور وتقني صوت يتجهون إلى موقع لتصوير فيلم ما، تقوم قوات
الاحتلال بمنعهم من اجتياز الحاجز العسكري فيقررون الذهاب عبر طرق التفافية،
وهناك يمسك بهم حاجز عسكري مفاجئ وينكل بهم.
تحاول المخرجة القادمة من أمريكا أن تحتج، لتمنع الجنود من اعتقال
طاقمها، يقول لها أحد زملائها والجندي يصطحبه بعيدا وهي تصرخ: "أسكتي إنت
دارية شو الطبخة".
الفيلم الواقعي لدرجة المرارة، تبلغ مدته 17
دقيقة، ومترجم لثلاث لغات هي الإنجليزية والعبرية والفرنسية، يلخص معاناة
الطواقم الإعلامية والفنية وطبيعة عملها في ظل ظروف صعبة كأجواء الحرب في
المنطقة.
"الرقصة الأبدية"
"الرقصة الأبدية" فيلم رومانسي حزين، للمخرجة
الفلسطينية هيام عباس، المقيمة في باريس، يتحدث الفيلم طوال 26 دقيقة عن سعيد
70 عاما، رجل مكتئب وحزين منذ دخول زوجته المصابة بمرض شديد إلى المستشفى،
يزورها يوميا ويلقي عليها شعر الحب والشوق.
تموت الزوجة ويقرر الزوج الاعتكاف والعزلة وكتابة
الأشعار للزوجة الغائبة.
يختتم الفيلم مشاهده بمشهد أخير مفعم بالإحساس،
حيث يظهر الزوجان وهما يرقصان رقصة الحب والخلود، يعيش المشاهد لحظات جميلة،
وإحساسا عميقا قبل أن يسقط البطل في نهاية مفتوحة.
أغنية طائر سجين
في هذا الفيلم يقدم المخرج صبحي زبيدي شهادات حية
عن أحد الحواجز العسكرية وهو "حاجز سردا". سواتر ترابية وعدد من الجنود في
مقتبل العمر أحالوا الحياة إلى مشكلة وعملوا ما بوسعهم للتنكيل بالناس.
وعلى مدار 30 دقيقة عرض الفيلم معاناة المواطنين
والطلاب على الحاجز الذي يفصل بين مدينة رام الله وجامعة بير زيت، مخلفا من
حياة المواطنين والطلاب رحلة عذاب يومية.
تلخص إحدى طالبات بير زيت فهمها للموضوع قائلة:
"رسالتهم عبر هذا الحاجز هي أن حياتنا هنا صعبة، وستكون سهلة في أي مكان في
هذا العالم إلا فلسطين".
لقطة أخرى يصرخ بها الفيلم، حيث تظهر فتيات يحتفلن
بنجاحهن في الثانوية العامة ويصرحن بابتسامة عريضة: "نملك جواز سفر أمريكي،
لكن بدناش أمريكا بدنا بير زيت" حيث يأتي هذا المشهد ردا على المشهد السابق.
فيما يصرخ أحد الجنود: "نسألكم بلطف أن تبتعدوا عن
الحاجز وترجعوا". لطف الجندي تم بقنابل الغاز المسيل للدموع، تتعثر العجوز
على الأرض تفقد غطاء رأسها، وعلى وحل الطريق تبكي، مختنقة بفعل الغاز، وتنتحب
بلا صوت.
ليقول مواطن آخر: "إنهم يثبتون يوما بعد يوم أن
إمكانية تعايشهم مع أي جنس بشري آخر مستحيلة".
أفلام عن طفولة مرة المذاق
وقد كان للأفلام التي تعالج وتطرح قضايا عن
الطفولة نصيب الأسد، حيث برز الكثير منها، في حين حاول المخرجون طرح قضاياهم
والتركيز عليها لما يتعرضون له بفعل الواقع الذي يعيشونه، وفيما يلي بعض
الأفلام التي طرحت معاناتهم.
"تلك المراة الوردة"
استخدم المخرج إيهاب سلطي نصا للأديب الفلسطيني
يحيى يخلف، ليصنع منه فيلما روائيا قصيرا، استقطب عيون الجماهير ودخل قلوبهم.
يتحدث الفيلم عن قصة حب بين الطفل عمار والصبية
انتصار، حيث يعمل كلاهما في معمل صغير لصناعة الحلوى "الراحة" يتعرضان وباقي
العمال إلى الاستغلال والاضطهاد من مسؤول المعمل، المعروف بـ"الثور"، الذي
يحرم على العمال أكل قطعة حلوى واحدة من "الراحة".
في إحدى اللقطات التي كرست الفيلم المكون من 20
دقيقة يغيب الثور لأسباب طارئة، فيبدأ العمال باللهو، ويقوم أحد الأطفال
باللهو ونثر السكر على العمال وهو يغني "يا باخذ حبة راحة يا باخذ كل
الكرتين".
يستعرض من خلال النص الروائي الذي حوله لشريط
معاناة قديمة وجديدة وخاصة كالتي يعيشها أطفال المخيمات الذين تضطرهم الظروف
للعمل تحت ضغوط وواقع تعيس في سبيل توفير لقمة العيش، كما يصور براءة الطفولة
وميلها الفطري للحب، وعدم قبول الذل والإهانة
"ما زال الكعك على الرصيف"
وفي فيلم "ما زال الكعك على الرصيف" يستغل المخرج
قصة من إحدى روائع غسان كنفاني "كعك على الرصيف"، والتي تدور حول معلم مدرسة
يكتشف أن أحد تلاميذه الصغار الذي يسكن المخيم يعمل ماسحا للأحذية، يتذكر
المعلم أنه قد مسح حذاءه صباحا عنده، ليتعاطف معه ويقرر مساعدته والوقوف إلى
جانبه.
يتواطأ المعلم مع تلميذه لأنه كان ماسح أحذية في
صغره وجرب المعاناة، فيسمح له بالنوم أحيانا في غرفة الإدارة لأنه متعب، يضيف
له بعض العلامات من وقت لآخر، ومع ذلك يستمر الطفل بالأكاذيب، ولا يفصح
للمعلم عن طبيعة وضعه الصعب.
وهنا تبرز المفارقة حيث ما زال اللاجئون على
حالهم، كل واحد يضم مأساته الصغيرة إلى صدره، وكما قال غسان كنفاني: "إذن ما
زال الكعك على الرصيف".
ومن الجدير ذكره أن "ما زال الكعك على الرصيف"
والذي تبلغ مدته 27 دقيقة حاز على أربع جوائز في مهرجان الطفل في مصر عام
2002 ما بين ذهبية وفضية وبرونزية.
بائع الشاي
الطفولة في فيلم المخرج رائد الحلو "بائع الشاي"
تختلف وتتشابهه مع الفيلم السابق، وعلى مدار 15 دقيقة يحاول أن يعكس واقعا
قاسيا يعيشه الطفل محمد مناع من غزة كبطل يمثل معاناة مئات الأطفال الذين
سلبهم واقع الاحتلال حياتهم وبراءتهم، مناع (8 سنوات) تجبره ظروفه الصعبة على
النزول للشارع لبيع الشاي لمساعدة عائلته التي منع عائلها من دخول الأراضي
المحتلة لعمل.
الشتائم والإهانات والأحلام التي لا تجد لها طريقا
بين عشرات الطرق التي يسلكها محمد يوميا، جعلت الطفل ابن العاشرة يفاضل بين
خيارات سيئة ومريرة.
"حاجز إيريز" مغلق أمام الأب الذي يمتلك عائلة من
13 فردا، ما يضطر محمدا لترك مدرسته ليبيع الشاي في شوارع غزة ليسد حاجة
البيت.
النزول للشارع مبكرا معناه تحمل الشتائم
والإهانات، بعد كل موقف سيئ يقرر محمد التوقف عن بيع الشاي، صحيح أن هناك من
يعامله بلطف لكن يبقى آخرون يماطلون في دفع ثمن كوب الشاي، يصر محمد على
تقاضي الثمن، وفي هذه الحالة تحسم إهانة أو شتمة لموقف على حساب الطفل.
أحد المشاهد التي أثارت انتقاد الجمهور كانت
ليلية، حيث أثناء تجول محمد ليلا في حديقة الجندي المجهول في غزة، يصب الشاي
لأحد الزبائن، ويرفض الأخير دفع الثمن، يصر الطفل على إرجاع كوب الشاي، عندها
يطلب الرجل من محمد أن يفتح إبريق الشاي، يرجع الرجل الشاي إلى الإبريق ويبصق
فيه، ويلحقه بوابل من الشتائم البذيئة، يغضب محمد ويبتعد عن المكان لأنه لا
يقوى على مواجهة الرجل.
الطفل المطحون على جميع الأصعدة يعود للدراسة بعد
عودة الأب للعمل إلى إسرائيل ويسأل متلعثما: "لما ترجع تسكر إسرائيل راح ارجع
أبيع شاي" كما في مارقات حياة الفلسطيني.
طفولة بين الألغام
ولم تقتصر معالجات الأفلام للقضية الفلسطينية فقط، حيث جاء فيلم "طفولة بين
الألغام" للمخرج هشام كايد معالجا الخسائر الجسيمة التي يتكبدها سكان جنوب
لبنان، فقبل أن يندحر الجيش الإسرائيلي من الجنوب زرع كميات كبيرة من الألغام
ليكون الأطفال غالبية الضحايا.
تقول عجوز فقدت حفيدها الصغير في إحدى المشاهد:
"كان حنونا دافئا، وبعد الافجار بحثنا عنه لساعات قبل أن نجده فوق شجرة
قريبة".
ويتعرض الفيلم إلى حياة أطفال بترت إحدى أطرافهم
جراء الألغام يحاولون معايشة واقعهم بكثير من الحزن، والحرمان، والأمل حيث
يقول طفل بترت ساقه: "مش مهم اليد أو الرجل.. المهم العقل"، وهنا يوجه رسالة
من خلال 18 دقيقة للحكومات العربية والشعوب من أجل التحرك لإزالة خطر الألغام
الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
ولد اسمه محمد
من مخيم قلنديا يخرج محمد (12 عاما)، يعمل في نقل
بضائع المواطنين عبر الحاجز العسكري الإسرائيلي، يتطرق الفيلم ليومياته كطفل
فقد طفولته باكرا تاركا مدرسته لينخرط بحياة عملية قاسية.
في إحدى اللقطات يقول محمد: "عندما أحمل بضاعة
الزبون فإنني أطلب مبلغا معينا ولا أقبل أن ينتقص منه، حتى لو خسرت الزبون".
بينما هو على استعداد أن يساعد امرأة مسنة، أو شخصا ليس لديه المال الكافي
بدون مقابل" تقول والدته.
نجوى النجار مخرجة الفيلم تقدم محمدا مثالا حيا
على الأطفال الذين يتركون المدارس ليتنقلوا بين أعمال عديدة صعبة دون الحصول
بالنهاية على حرفة مناسبة.
فيلم محمد يمتلك دفئا يتشكل بعائلته وجدته تحديدا
ودخله الذي يبلغ (60 شيكلا) يوميا يساعد بها عائلته، لكن الفيلم يحمل رسالة
بضرورة الاهتمام بالأطفال ومعاناتهم من خلال الإصابات التي لحقت بمحمد جراء
اشتراكه بالمواجهات.
_______________________
**
صحفي فلسطيني من مكتب النجاح.
|