يومان فقط, وتنتهي التخمينات كلها. إذ بعد غد الأحد تقام في لوس انجليس حفلة
توزيع جوائز الأكاديمية المعروفة شعبياً باسم "جوائز الأوسكار". وهذه المرة
تقام الحفلة قبل شهرين من الموعد السنوي المعتاد, في تغيير لم تتضح تماماً
ابعاده, وإن كان لا يعتبر جديداً على عالم هذه الحفلة التي تصل الآن الى
دورتها السادسة والسبعين.
ولكن اذا كان الموعد تغير, فإن المقدمات لم تتغير. إذ من جديد, ها هي جوائز "الغولدن
غلوب" التي تمنح من مراسلي الصحافة, كما ها هي جوائز "بافتا" البريطانية,
تعطي فكرة مسبقة عما ستكون عليه النتائج, ذلك ان جوائز "الغولدن غلوب" على
الأقل, اعتادت ان تكون منذ سنوات اشبه بـ"بروفة عامة" لجوائز الأوسكار. إذ
غالباً ما كان ثمة تطابق, يزيد او يقل بحسب الظروف, بين الفائزين في الغولدن
غلوب والفائزين في الأوسكار, علماً أن "البافتا" دخلت على الخط نفسه. فهل
يكون الأمر على هذا النحو هذا العام ايضاً, ام ان ثمة مفاجآت في الأفق؟
حصة عنصر المفاجأة ليست مؤكدة على اي حال, طالما ان الترشيحات (اي تسمية خمسة
او ستة اسماء في كل فئة ليتم اختيار الفائزين من بينها) لم تحمل هي الأخرى
مفاجآت... فهي اتت كالمتوقع تماماً, حتى وإن كانت بعض الأصوات العربية ضجت
بالترجيحات في مجال افضل فيلم اجنبي, ما إن اعلن, عن خطأ او عن صواب ان هذا
الفيلم العربي او ذاك سيفوز بالجائزة. في النهاية, طبعاً, حينما تبين ان
الأمور ليست على مثل تلك السهولة, لجأ سينمائيونا الطيبون الى مقولة
"المؤامرة الصهيونية" الشهيرة وارتاحوا وأراحوا. إذاً, نترك هؤلاء في احلامهم
الجميلة, ونعود الى الأوسكار تلك المناسبة التي تنتظرها هوليوود كلها عاماً
بعد عام وتعمل من اجلها مراهنات وترويجاً وصخباً, بل حتى تحضير ازياء
مناسبة... ذلك ان ازياء كبار النجوم صارت منذ سنوات جزءاً من الاحتفال, ولا
يمكن ان ننسى إذ نذكر هذا الحضور العربي الوحيد الذي عرفته حفلات الأوسكار في
تاريخها: حضور مصمم الأزياء اللبناني ايلي صعب من خلال ثوب من تصميمه كانت
ترتديه الفاتنة هالي بيري حينما فازت بالأوسكار لأفضل ممثلة قبل عامين.
اهمية نوعية وأخرى عددية
غير ان هذا كله سيظل امراً ثانوياً امام السؤال الرئيس: لمن ستذهب اهم
الأوسكارات؟ وأهم الأوسكارات هي, عادة, اوسكار افضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل
ممثلة وأفضل مخرج, بل لأفضل ممثلة ثانوية ولأفضل ممثل ثان, كما لأفضل سيناريو
مقتبس ولأفضل سيناريو مكتوب اصلاً للفيلم, ثم طبعاً جائزة افضل فيلم اجنبي,
التي هي عادة لا تهم الأميركيين كثيراً, تهم فقط الدول الأجنبية التي لها
افلام تم ترشيحها للجائزة لا اكثر. وهذه الدول هي هذا العام السويد واليابان
وهولندا وتشيخيا, وبخاصة كندا (الفرنسية) التي تشارك بفيلم "الغزوات الهمجية"
لديني آركان, الفيلم الذي كان فاز في "كان", كما في توزيع جوائز "سيزار"
الفرنسية قبل ايام.
إذاً, هذه هي الجوائز الرئيسة, اما ما عداها فتقني, له اهميته المهنية, وربما
العددية ايضاً, اذ ان الفيلم الذي يحطم الأرقام القياسية في عدد الجوائز التي
نالها, يعتمد عادة على تراكم هذه الجوائز. ولأن معظم الأفلام التي يجرى
الحديث عنها بقوة هذه الأيام افلام ضخمة تاريخية او ما شابه ذلك, من الواضح
ان الجوائز التقنية ستلعب دوراً كبيراً في الفوز...
ومن اول هذه الأفلام طبعاً, فيلم "عودة الملك" الذي هو الجزء الثالث والأخير
من ثلاثية "سيد الخواتم" التي اقتبسها بيتر جاكسون, في شكل رائع عموماً, عن
ذلك العمل الذي كتبه تونكامين قبل ثلاثة ارباع القرن تقريباً, وقام جزء من
سمعته دائماً على اساس انه لا يمكن اقتباسه سينمائياً. بيتر جاكسون فعلها في
فيلم هو, في اجزائه الثلاثة, لؤلؤة صغيرة. وأهل الأوسكار سيكافئونه بقوة
بالطبع, اذ انه بعد فوزه الكبير في "الغولدن غلوب" وفي "البافتا", ها هو هنا
مرشح لـ11 جائزة من بينها "افضل فيلم" و"افضل مخرج" و"أفضل سيناريو مقتبس"
و"أفضل ديكور". ولا شك في ان فيلم بيتر جاكسون سيفوز بحصة الأسد, حتى وإن كان
من البديهي, انه لن يحطم في ذلك اي رقم قياسي, ولا سيما ذاك الذي حققه "تايتانيك"
قبل سنوات.
صوفيا كوبولا, ابنة فرانسيس فورد كوبولا, التي اثارت دهشة العالم وأهل
السينما بفيلمها الثاني "ضاع في الترجمة" قد لا تكون منافسة حقيقية لبيتر
جاكسون من حيث الكم, لكنها تشكل تحدياً كبيراً في وجهه من حيث النوعية, ذلك
ان فيلمها الحميمي هذا, والذي عاد عليها بأكبر قدر من امتداح النقاد, مرشح
على الأقل لجوائز ثلاث رئيسية هي "افضل فيلم" وأفضل مخرج" وأفضل ممثل",
والممثل هنا هو بيل موراي الذي اعتبر تمثيله في الفيلم وترجيحه للأوسكار بعد
انتصارات في جوائز اخرى عن الفيلم نفسه, نهضة حقيقية له... ومع هذا سيكون
عليه ان يخوض هنا منافسة شديدة مع اربعة ممثلين كبار هم: جوني ديب (عن
"قراصنة الكاراييب") وبن كينغسلي (عن "بيت الرمل والضباب") وشين بن (الرائع
في فيلم "مستيك ريفر" لكلينت ايستوود) وأخيراً جود لاو (الإنكليزي, بطل "جبل
بارد", والذي سيتولى تقديم حفلة الأوسكار كله).
اجانب في عرين الأسد
والمنافسة ستكون شديدة ايضاً في فئة "افضل ممثلة", حتى وإن غابت هنا كل
الأفلام الأكثر ذكراً في قوائم الأوسكار... والأسماء الخمسة التي سيتم اختيار
الفائزة من بينها هي كيستا كاستل هيوز ودايانا كيتون (بطلة فيلم "شيء ما سوف
يعطي" الى جانب جاك نيكلسون الذي اذا كان غائباً هذا العام عن ترشيحات
الأوسكار, لن ينسى الحاضرون انه صاحب الرقم القياسي في عدد الترشيحات خلال
تاريخ جوائز الأوسكار - 12 ترشيحاً - كما في عدد مرات الفوز بجائزة "افضل
ممثل" - 3 مرات). وهناك ايضاً سامانتا مورتون وشارليز ثورون (نالت "الغولدن
غلوب") ونعومي واتس (عن فيلمها الرائع والغريب "21 غراماً").
ونعود هنا طبعاً الى جائزة افضل فيلم, فإذا كان "عودة الملك" سيلاقي فيها
منافسة قوية من "ضاع في الترجمة", علينا ألا نستهين بالأفلام الثلاثة الأخرى
المرشحة: "سيد وقائد" لبيتر واير, "مستيك ريفر" لكلينت ايستوود, واخيراً "سيبسكويت",
علماً أن مخرجي اربعة من الأفلام الخمسة المطروحة في هذه الفئة هم انفسهم
المرشحون ("افضل مخرج" يضاف إليهم البرازيلي فرناندو مريّس عن فيلمه "مدينة
الله"). واللافت حقاً في فئتي "افضل ممثلة ثانوية" و"أفضل ممثل ثانوي" اننا
نجد فيهما اسماء نجوم من الصف الأول مثل أليك بالدوين وتيم روبنز وبنيشيو ديل
تورو (للذكور) وهولي هانتر ورينيه زلفيغر (للإناث).
وكل هذه تشكل الفئات الأساسية التي يدور عليها التنافس, من دون ان نقلل
بالطبع من اهمية الفئات الأخرى, بدءاً من السيناريو وصولاً الى المؤثرات
البصرية, إذ ان لكل واحدة من الفئات الرئيسية المكونة للفيلم جائزتها
وترشيحاتها وأنصارها الذين ليسوا بالضرورة اميركيين دائماً. إذ ان ظاهرة
إدخال اجانب في فئات الترشيح والفوز بدأت تزداد في هوليوود الأوسكارية خلال
السنوات الأخيرة, حتى خارج اطار فئة "افضل فيلم اجنبي". وإذا كان هذا اقتصر
في الماضي على الأنغلو ساكسون, فإننا نجد هذا العام, كنديين فرنسيين (اركان
و"الغزوات الهمجية" المرشح لجائزة افضل سيناريو اضافة الى "افضل فيلم اجنبي")
كما نجد الفيلم البرازيلي "مدينة الله" في اكثر من ترشيح (افضل ممثل, افضل
سيناريو مقتبس) والفيلم الفرنسي "تريبلات بلفيل" (فئة افضل اغنية, وهو فيلم
رسوم متحركة).
ومع هذا, فإن الغلبة بالتأكيد للأفلام الأميركية, بل تحديداً لخمسة او ستة
افلام تتواتر اسماؤها في كل الفئات تقريباً: "عودة الملك" و"ضاع في الترجمة"
طبعاً, ولكن ايضاً "آخر الساموراي" و"سيد وقائد" و"قراصنة الكاراييب", اضافة
الى "مستيك ريفر" الذي من غير الممكن ان يخرج هذه المرة خالي الوفاض كما حدث
له, مع الأسف, في "كان" ثم في "غولدن غلوب". وبعد هذا كله نعود الى السؤال
الأساس: هل ستكون هناك مفاجآت؟ والجواب, طبعاً, ليل الأحد المقبل.
|
هل يكون حفلاً تقليدياً؟
سيد الخواتم يستعد لاعتلاء عرش
الأوسكار
هوليوود/ جيرساند رامبور
يأمل منظمو حفل
توزيع الاوسكار، الذي حجبه كثيرا الجدل المثار حول فيلم ميل
غيبسون الاخير "الام
المسيح"، في استعادة الانتباه قبل سهرة الاحد التي يتوقع ان تتوج فيلم "سيد
الخواتم: عودة الملك" المرشح لاحد عشر اوسكارا.
ويعكف المنظمون حاليا على انهاء التفاصيل الاخيرة
لوضع البساط الاحمر الشهير وهم
يتابعون بقلق نشرة الاحوال الجوية التي تتوقع هطول امطار وهو حدث نادر في هذه
المدينة قد يؤدي الى اختصار المسيرة التقليدية للنجوم.
ويقول دين كيسلر مدير مسرح كوداك "يجب العمل بهمة
للتأكد من ان كل الأمور ستسير
على ما يرام في هذه السهرة الكبرى". كذلك يعمل لاري كريغ صاحب محل الزهور الشهير الذي
يتولى منذ 11 عاما تزيين حفلة
الاوسكار بكل نشاط مع فريقه للانتهاء من توزيع 70 الف زهرة وحوالى 1500 نبتة.
ويقول كريغ "يجب ان نكون قادرين على مواجهة كل الظروف سواء كانت
الامطار او
الحرب او غير ذلك".
وقد بلغت الحماية الامنية للقاعة الفسيحة الواقعة
في وسط هوليوود اوجها مع نشر
فرق شرطة متخصصة في مكافحة الاعتداءات وعدد من القناصة على الاسطح للعمل على
حماية
نحو ثلاثة آلاف شخصية مدعوة لهذا الحدث الكبير الاحد.
وفي حين يسيطر على الجمهور الاميركي شعور
اللامبالاة بهذا الحفل بدأت العديد من
الانتقادات توجه لمنظمي الاوسكار الذين قرروا هذا العام تقديم
موعده شهرا كاملا
لاختصار موسم الجوائز.
ويقول جويل عميد معهد السينما في جامعة يو.اس.سي
ان "تقديم موعد الاوسكار فاجأ
الجميع" في الوقت الذي لا يزال الجدل محتدما حول فيلم ميل غيبسون الاخير "الام
المسيح" الذي بدا عرضه الاربعاء يستقطب اهتمام الصحافة.
كذلك تعاني اوسكارات هذا العام من الفكرة السائدة
بانها تفتقد لعنصر التشويق
والمفاجأة مع معرفة نتيجتها سلفا بسبب قوة موقع المرشحين الاوفر حظا بالفوز
بالتمثال الذهبي.
ويقر البروفيسور جويل بان "الانطباع بانتزاع سيد
الخواتم معظم الجوائز هو
المسيطر حقا" مضيفا "لكن اذا اعتقد الناس ان السهرة ستكون مثل سهرة فيلم بن
هور حيث
ذهبت كل الجوائز لفيلم واحد فان ذاكرتهم تكون قصيرة حقا".
واضاف "اولا لا يوجد اي من أبطال هذه الثلاثية بين
المرشحين للاوسكار ثانيا لم
يخلو ابدا حفل اوسكار من المفاجآت".
ويتوقع ان يستعيد حفل الاوسكار هذا الاحد رونقه
السابق من فخامة وبذخ وترف غابت
كلها عن حفل العام الماضي الذي حرص خلاله النجوم على ارتداء الثياب السوداء
والتخلي
عن الحلي والمجوهرات لعدم اعطاء الانطباع بالخفة والسطحية بعد اربعة ايام فقط
من شن
الحرب على العراق.
وتقول مصممة الازياء الاميركية اليترا كاسادي ان
حفل 2004 سيتميز بالفخامة
والبهجة مع "ثياب براقة كثيرة الالوان".
ويسود الاعتقاد عامة بان مخرج "سيد الخواتم: عودة
الملك" النيوزيلاندي بيتر
جاكسون الذي كرس سبع سنوات من حياته لهذه الثلاثية الضخمة سيكون الفائز
باوسكار
افضل مخرج وبان "عودة الملك" نفسه سيتوج افضل فيلم.
ولا تزال الجنوب افريقية تشارليز ثيرون تتصدر مع "مونستر"
قائمة المرشحات لافضل
ممثلة شأنها في ذلك شأن تيم روبنز المرشح لافضل دور ثانوي عن "ميستيك
ريفر" (النهر
الغامض).
وفي المقابل وبعد تصدر شون بن قائمة المرشحين
لجائزة افضل ممثل ورينيه زيلويغر
قائمة افضل دور ثانوي نسائي لاسابيع طويلة ظهر لهما منافسون في الايام
الاخيرة من
تصويت المقترعين ال5800 وجميعهم من العاملين في الحقل السينمائي.
|
مايكل مور فاجأ الجميع
على طريقته الخاصة العام الماضي:
الأوسكار تخشى صرخة جديدة من "عار عليك يا
بوش"
مارك لافين
شبكة أي.بي.سي تؤخر البث المباشر لخمس ثوان تفاديا لتعليقات
أو مشاهد غير لائقة في احتفالات أوسكار لهذا العام.
يخشى منظمو حفل
توزيع جوائز الاوسكار من ان يستخدم نجوم الفن السابع هذه
المناسبة مساء الاحد كمنبر
سياسي قبل مفصل انتخابي حاسم في تقرير من سيكون المرشح الديموقراطي الذي
سيواجه
الرئيس الجمهوري جورج بوش.
وفي حين شددت السلطات الاميركية قواعد البث
المباشر لتفادي مشاهد "غير لائقة"
بعد الفضيحة التي اثارها ظهور المغنية جانيت جاكسون مكشوفة الثدي خلال بث
مباشر
لنهائي بطولة "السوبر بول"، يشعر البعض بالقلق من اخضاع تصريحات غير متوقعة
للرقابة
مما يسيء إلي صورة اهم واكبر حدث سينمائي أميركي.
وتعد السهرة التي يتابعها ملايين المشاهدين في
جميع انحاء العالم فرصة فريدة
للنجوم الناشطين سياسيا للتعبير عن ارائهم. ويعلق مؤرخ الاوسكار توم اونيل
قائلا ان
نجوم هوليوود "لديهم شعور كبير بالذات يواجهون من خلاله صعوبة في الاحتفاظ
لنفسهم
بما يفكرون فيه".
ففي العام الماضي فاجأ المخرج والكاتب مايكل مور
اميركا كلها بصيحته الشهيرة
"عار عليك يا سيد بوش" ليندد بالحرب على العراق وذلك خلال تسلمه جائزة
اوسكار عن
فيلمه "بولينغ فور كولومباين".
وهذا العام ايضا قد يؤدي وجود نجوم يساريين مثل
تيم روبنز المناضل في حزب الخضر
او آلك بولدوين، والاثنان مرشحان لجوائز ومتأكدان من اعتلائهما الخشبة حيث
سيقومان
بتسليم جائزتي اوسكار، الى توجيه انتقادات للرئيس بوش.
كذلك فان شون بن المرشح الاوفر حظا لاوسكار افضل
ممثل يعد من اشد المعارضين
لسياسة جورج بوش في العراق شأنه في ذلك شأن النجمة سوزان سراندون التي ستتولى
تسليم
احدى الجوائز والتي كانت قد عارضت علنا مع شريكها تيم روبنز الحرب في العراق.
من جانبها فرضت شبكة اي.بي.سي التلفزيونية للمرة
الاولى فاصلا زمنيا مدته خمس
ثوان عن الوقائع المباشرة للحفل لاتاحة الوقت لحذف تصريحات او مشاهد عري
محتملة في
قرار اثار الاحتجاج.
وقد تعهدت الشبكة بعدم حذف اي مواقف سياسية الا ان
ذلك لم يمنع رئيس حفل
الاوسكار فرانك بيرسون من التنديد بهذا "الشكل من اشكال الرقابة".
وقد اشار تيم روبنز، الذي يستخدم شهرته بانتظام في تنبيه الرأي العام
الى
القضايا التي يدافع عنها، الى انه لن يفعل ذلك الاحد.
وقال "من الغريب انني كلما صعدت الى المنصبة يتوقع
الناس ان اقول رأيا. غير ان
لدي الكثير من الفرص سواء من خلال كتاباتي او افلامي او الدعوات التي اتلقاها
لكي
اعبر عن مواقفي".
وكان روبنز قد اثار بلبلة في حفل اوسكار 1993
عندما ندد مع شريكته بالمعاملة
السيئة التي يلقاها اللاجئون الهايتيون المصابون بالايدز في قاعدة غوانتانامو
الاميركية (كوبا) في عهد الرئيس بيل كلينتون.
ومن اكثر الاحداث شهرة، صعود امرأة عام 1973 الى
المنصة لدى اعلان فوز مارلون
براندو باوسكار افضل ممثل عن "العراب" لتعلن رفضه تسلم الجائزة احتجاجا على
معاملة
هوليوود للهنود الحمر سكان اميركا الاصليين.
وفي المقابل اثارت جين فوندا، المعارضة الشرسة
لحرب فيتنام، دهشة الحضور سنة
1971
بقبولها بامتنان الاوسكار عن فيلم "كلوت".
الا انه لا يتوقع صدور تصريحات مثيرة للجدل من
كبار النجوم نظرا لان الفائزين
الاقل شهرة هم عادة الذين يستغلون مثل هذه الفرص للتعبير عن استنكارهم.
ويقول تيم غراي المحرر في صحيفة فارايتي "لا روبنز
او بولدوين او بن يمكن ان
يثير القلق بل الاشخاص الذين يمكن ان نتساءل: ما الذي سيقولونه؟" مضيفا "في
النهاية
هذا ما يجعل الحفل مثيرا للاهتمام اليس كذلك؟".
|
"سيد الحلقات"
يفوز بأوسكار 2004 الهوليوودي
مي الياس
من مسرح كوداك الضخم وعلى مدى ثلاث ساعات ونصف من
الزمن تابعنا الدورة 76 من جوائز الاوسكار لهذا العام، وجاءت النتائج بدون اي
مفاجآت ومطابقة تماما لتوقعات "ايلاف"، فحصد سيد الحلقات عودة الملك الجوائز
الاحد عشر التي رشح لها بالكامل. يليه فيلم ميستك ريفر و ماستر اند كوماندر :
فار سايد اوف ذي وورلد بجائزتي اوسكار لكل منهما. بدأ الحفل بمقدمة لبيلي
كريستال المضيف لحفل الاوسكار هذا العام بكليب قصير مثل فيه شخصية من كل فيلم
من الافلام المرشحة لهذا العام باخراج ومونتاج ومؤثرات رائعة جعلته يبدو
كأنه كان حقيقة جزءا من جميع هذه الافلام. وبيلي كريستال المعروف بظرافته
وخفة دمه اضفى جوا من المرح والنكتة على فقرات الحفل بمداعباته المستمرة
للجمهور.
اول اوسكار قدمته الممثلة كاثرين زيتا جونز لافضل
ممثل في دور مساند وكانت من نصيب تيم روبنز عن دوره في مبستك ريفر وهي اول
جائزة اوسكار لتيم.
وقدمت نيكول كيدمان اوسكار افضل ممثل في دور رئيسي والتي كانت من نصيب
شون بين عن دوره في فيلم ميستك ريفر وهي اول جائزة اوسكار يحصل عليها بين بعد
اربع ترشيحات.
اوسكار افضل ممثلة مساندة قدمه كريس كوبر وكانت من
نصيب رينيه زيليغر وهو اول اوسكار لها بعد ترشيحها مرتين من قبل.
اوسكار افضل ممثلة لدور رئيسي قدمه ادريان برودي
وكما هو متوقع كانت من نصيب شارليز ثيرون الممثلة الجنوب افريقية التي خلبت
الباب الحضور بجمالها واناقتها وعفويتها والقت خطبة قصيرة شكرت فيها كل من
ساندها في العمل بالاضافة لكل ابناء بلدها في جنوب افريقيا وشارليز اول جنوب
افريقية تحصل على الاوسكار.
اوسكار افضل مخرج فقد كان من نصيب بيتر جاكسون عن
فيلم سيد الحلقات – عودة الملك وقدمها له الممثل توم كروز.
اوسكار افضل فيلم قدمه المخرج ستيفن سبيلبرج
لمنتجي فيلم سيد الحلقات- عودة الملك.
اوسكار افضل فيلم وثائقي طويل كان من نصيب فيلم
ضباب الحرب وقدمها كل من نايومي واتس واليك بالدوين.
اوسكار افضل فيلم وثائقي قصير كان من نصيب فيلم
قلب تشيرنوبل وتسلمته مخرجة العمل دايان دوليو وقدمه لها كل من دايان لين
وجيم كوزاك.
اوسكار افضل فيلم بلغة اجنبية كان من نصيب المخرج
الكندي دني اركان عن فيلمه غزو البرابرة وبطريق الدعابة شكرت منتجة العمل
الله ان فيلم سيد الحلقات لم يكن مرشحا لهذه الفئة ليتسنى لهم الفوز بها في
اشارة الى تسيد هذا العمل على جوائز معظم الفئات التي تم اعلانها وقدم
الجائزة لهذه الفئة المتالقة شارليز ثيرون. وهي اول جائزة اوسكار لفيلم كندي.
اوسكار افضل فيلم كارتوني طويل كان من نصيب البحث
عن نيمو وهو اول اوسكار لاندرو ستانتون الذي رشح ثلاث مرات من قبل وسلمه
الاوسكار الممثل الكوميدي القدير روبن ويليامز.
اوسكار افضل فيلم كارتوني قصير كان من نصيب هارفي
كرومبيت وقدمه كل من اوين ويلسون وبين ستيلر. الذين قدما ايضا اوسكارافضل
فيلم حركي قصير فاز بها فيلم الجنديين.
اوسكار افضل سينيماتوغرافي كان من نصيب رسل بويد
عن فيلم ماستر اند كوماندر وقدمه له كل من الممثل جود لو والممثلة اوما
ثورمان.
وقدمت النجمة انجيلينا جولي جائزة افضل هندسة
ديكور وكانت لفيلم سيد الحلقات – عودة الملك.
اما اوسكار افضل تصميم ازياء فكانت ايضا من نصيب
نايلا ديكسون وريتشارد تايلور عن فيلم سيد الحلقات وقدمته لهم رينية ريليغر.
اوسكار افضل مونتاج كان من نصيب جيمس سيلكرك عن
فيلم سيد الحلقات عودة الملك قدمه الممثل المتألق بيرس بروسنان والممثلة
المتألقة جوليان مور.
وقدمت سكارليت جوهانسون اوسكار افضل مكياج وكان من
نصيب فيلم سيد الحلقات عودة الملك.
اما اوسكار افضل تاليف موسيقي فقد كان من نصيب
الكندي هاوارد شور عن فيلم سيد الحلقات عودة الملك. قدمها له كل من فيل
كولينز وستينج. وهو الاوسكار الثاني لهاوارد شور من ثلاثة ترشيحات.
اوسكار افضل اغنية لفيلم كان لاغنية انتو ذي وست
من فيلم سيد الحلقات عودة الملك وتسلمها كل من هاوارد شور ملحن الاغنية و
فران والش كاتبة الكلمات و آني لينوكس مغية العمل وقد تخلل فقرات الحفل اداء
الاغنيات المرشحة الخمس لهذه الفئة.
اوسكار افضل مونتاج صوت كان من نصيب فيلم ماستر
اند كوماندر وقدمه كل من ساندرا بولوك وجون ترافولتا.
اوسكار افضل ميكساج صوت كان من نصيب فيلم سيد
الحلقات – عودة الملك.
اوسكار افضل مؤثرات بصرية كان لفيلم سيد الحلقات
عودة الملك وقدمها الزوجان ويل وجادا سميث.
اوسكار افضل سيناريو مقتبس كان لفيلم سيد الحلقات
عودة الملك وقدمه كل من صوفيا وفرنسس فورد كوبولا.
واخيرا قدم كل من تيم روبنز وسوزان سوراندون
اوسكار افضل سيناريو لصوفيا كوبولا عن فيلم ضائع في الترجمة.
وفي نهاية الحفل تجمع جميع الفائزون هذا العام على
المسرح لتحية الجمهور قبل التوجه الى الجوفنر بول حيث استخدمت 10000 زهرة
لتزيين طاولات القاعة، بالاضافة لخمسمائة زجاجة شامبين و800 صحن مقبلات من
الكافيار والبطاطا والسالمون وغيرها.
ما الحلو فيتضمن جاتوه فرنسي شهي حضره امهر الطهاة
في هوليوود، وكنا قد ذكرنا سابقا ان مخلفات الطعام من هذا الحفل سيتم توزيعها
على الجياع في المدينة.
ومن الحفلات الضخمة الاخرى حفل الفانيتي فير وحفل
ميراماكس، حيث يطول السهر حتى ساعات الصباح ويتنقل النجوم محتفلين من حفل الى
اخر.
|
"ملك الخواتم"
يحصد جوائز
الأوسكار
حصد الجزء الثالث من فيلم ملك الخواتم والذي جاء
بعنوان "عودة الملك" أكبر عدد من جوائز الأوسكار السينمائية الأمريكية في
دورتها السادسة والسبعين.
وحصل الفيلم على إحدى عشرة جائزة من بينها أفضل
فيلم وأفضل مخرج التي فاز بها بيتر جاكسون، ليصبح بذلك أول فيلم خيال يفوز
بجائزة أفضل فيلم ويحصد عددا قياسيا من جوائز الأوسكار.
أما جائزة أفضل ممثل فقد فاز بها شون بن وحصلت
تشارليزي ثيرون على جائزة أفضل ممثلة، و حصل الممثل تيم روبنز على جائزة أفضل
ممثل في دور مساعد عن دوره في فيلم النهر الغامض الذي لعب فيه شخصية متهم
بقتل طفل.
وأقيم حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام في ظل
إجراءات أمنية مشددة حيث تواجد مئات من رجال الشرطة في هوليوود عاصمة السينما
الأمريكية، لكن الحفل استعاد بريقه الذي فارقه في العام الماضي بسبب الحرب
الأمريكية على العراق.
كما حصلت الممثلة ريني زويلجر على جائزة أفضل
ممثلة في دور مساعد عن الدور الذي قامت به في فيلم "الجبل البارد".
ويعادل عدد الجوائز التي حصل عليها "ملك الخواتم،
عودة الملك" ما حصل عليه فيلم بن هور في عام 1960 وتايتنيك في عام 98 لكن
الفارق تمثل في فوزه بجميع الجوائز التي رشح لها.
وحصد "عودة الملك" جوائز أفضل أغنية وأفضل مونتاج
وأفضل ماكياج وأفضل أزياء، وأفضل إخراج فني وأفضل سيناريو ومزج صوتي.
ووصف المخرج بيتر جاكسون وهو يتلقى جائزة أفضل
فيلم الانجازات التي تحققت بأنها "غير قابلة للتصديق".
وقال "إنه لشرف لي أن يعتبر أعضاء الأكاديمية أن
مشاهد الساحرات والحديث عن الماضي هي فيلم الخيال المعترف به لهذا العالم".
ويقول المراسلون إن هذا العدد الهائل من الجوائز
يعكس رغبة هوليود في مكافأة جاكسون وفريقه على نجاحهم في تقديم سلسلة من
ثلاثة أفلام حققت نجاحا جماهيريا وشعبية كبيرة.
وكان الجزءان السابقان من السلسلة قد فشلا في
تحقيق هذا النجاح الكبير في أوساط الأوسكار حيث حصلا على ستة جوائز ثانوية من
بين 19 تشريحا لهما.
واحتل "عودة الملك" مركزا قياسيا حيث أصبح الفيلم الثاني الأكثر مبيعا
في تاريخ السينما بإيراد زاد عن مليار دولار.
وقد كان الفائزون الأربعة من الممثلين على رأس
قائمة الترشيحات المتوقعة، ورغم ذلك فإن ثيرون وزيلوجر ألقيتا كلمات عاطفية
أثناء قبولهما للجوائز.
وقالت ثيرون التي فازت بأوسكار أحس ممثلة عن دورها
في فيلم "الوحش" إن العام الماضي كان غير عادي بالنسبة لها.
أما شون بن، أفضل ممثل، فقد فاز بالجائزة عن دور
البطولة في فيلم "النهر الغامض" لمخرجه كلينت أيستود فقد تطرق قليلا إلى
السياسة في كلمته وهو يتسلم الجائزة قائلا " إذا كان ثمة أمر يعرفه الممثل
جيدا- غير عدم وجود أسلحة دمار شامل- فهو عدم وجود شيء يسمى أفضل تمثيل.
لكن روبنز التي قاسمته البطولة في نفس الفيلم فلم
تتطرق إلى السياسة وقالت "إنه لشرف جميل أود التقدم بالشكر لكل زملائي الذين
رشحوا للجائزة لأنهم يستحقونها".
وفاز فيلم ضباب الحرب بأوسكار أفضل فيلم وثائقي وقدم منتجه إيرول
موريس أقوى خطاب سياسي في ليلة الأوسكار، حيث قال:
" قبل أربعين عاما ذهب هذا البلد إلى جحر أرانب في
فيتنام وقتل هناك الملايين، إنني أخشى من أن نكون في طريقنا إلى ذلك الجحر
ثانية".
أما الفيلم الفرنسي - الكندي "غزو البرابرة" فقد
فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي.
كما فاز فيلم "العثور على نيمو" على جائزة أفضل فيلم كارتون، كما كان
متوقعا على نطاق واسع.
وتعد جوائز الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم
السينما من أكثر الجوائز أهمية بالنسبة لفن السينما في العالم.
ولا يضارعها في ذلك سوى قلة من المهرجانات
العالمية التي تجري في أوروبا ومن أهمها مهرجان كان ومهرجان برلين وصن دانس
للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية.
|