ثلاث جواهر ثمينة رصعت تاج مهرجان كان السينمائي الأخير لتحفر مكانا في
الذاكرة ولتصبح من علامات الفن السابع البحث عن ايريك للمخرج الانجليزي
الأهم مايك ليه وهو رحلة بحث عن الدفء والحكمة في حياة ساعي بريد انجليزي
من ضحايا انسحاق الطبقة المتوسطة العمالية في اوروبا.. إيريك رجل جاوز
الخمسين وحياته تقريبا بلا أمل.
الوحدة تأكله بدون زوجة ولايعرف كيف يضبط حياة الشابين اللذان يعيشا معه
وهما ابنة زوجته السابقة التي وابنته من زوجته الاولي قبل ان يصاب
بالانهيار العصبي ينظر لبوستر ضخم معلق بغرفته للاعب الكرة الشهير ايريك
كانتونا الذي كان نجم فريق مانشستر يونايتد وهي المدينة التي يعيش بها
ايريك ساعي البريد.. ان كانتونا بشخصيته المليئة بالتمرد والحكمة تظهر
لبطلنا لتنصحه وتحاوره ولتصبح دليله في الحياة.
يعلي الفيلم من كل القيم الانسانية التقليدية والتي بدأت تتآكل نتيجة ايقاع
الحياة الآن.. قيم الصداقة والابوة والحب وفضائل الاعتراف بالخطأ والصفح
وضرورة التفاؤل والبحث عن وسائل تقوينا امام الكوارث وأخيرا دور المثل
الاعلي في الحياة فكانتونا ليس مجرد لاعب كرة انما مرشد روحي بحق.
الجوهرة الثانية هي فيلم( أجورا) للمخرج الاسباني أليخاندرو امينابار
أجورا كلمة ولدت في الحضارة اليونانية القديمة تعني الساحة او مكان التجمع
الذي كان تطرح فيه الافكار للمناقشة والبضائع للشراء والفيلم يحكي عن
هيباتيا اهم عالمة مصرية عاشت بالاسكندرية في القرن الرابع الميلادي عندما
كانت مصر تحت الحكم الروماني. ويحكي الفيلم عن قيمة المعرفة وفضيلة
التفكير التي تحاول ان تزرعهما هيباتيا في كل من حولها بالاسكندرية لتحارب
بهما التطرف الديني والجهالة الفكرية التي تهدد المجتمع حولها بأكمله.
فهي تعتصم بمكتبة الاسكندرية وتحاول الحفاظ علي تراث اليونان والرومان
وتنقلهم لتلاميذها بالاضافة لابحاثها وابداعاتها الخاصة في مجالات الفلسفة
والرياضيات والفلك, وفي الفيلم نكتشف مدينة الاسكندرية التي أسسها
الاسكندر الاكبر لتكون مدينة للمعرفة والتجارة, فأصبحت ملتقي لكل الاعراق
والاجناس وواحة للتسامح وكيف اصبحت مدينة للتطرف والفتنة ويكشف لنا الفيلم
انه كانت هناك مكتبتان بالاسكندرية واحدة دمرها يوليوس قيصر وأخري التي
تظهر بالفيلم وتدرس فيها هيباتيا,
ويبريء الفيلم العرب من أكذوبة حرقهم لمكتبة الاسكندرية ويظهر ان المتطرفين
المسيحيين انذاك هم الذين حرقوا المكتبة وقتلوا هيباتيا.. إنه شرف كبير
لمصر ان يتم تذكر حضارتها ودورها في التاريخ في فيلم بهذا الحجم, ولكن
المحزن ان الفيلم تم تصويره بجزيرة مالطا وليس بمصر. الرائعة الثالثة
بكان كانت فيلم سننتصر لمخرج ايطاليا الاكبر ماركو بيلوكيو والتي تحكي عن
الزوجة السرية لدكتاتور ايطاليا موسوليني الذي رفض الاعتراف بها او بابنه
منها رغم انها هي التي ساندته بالمال والدعم المعنوي في بداية حياته ليصدر
جريدة( شعب ايطاليا) التي اوصلته لعالم السياسة ومنها لقيادة
امبراطورية بأكملها. مزج الفيلم بين الاسلوب الروائي والتسجيلي,
فموسوليني في شبابه يؤديه الممثل فيليبو تيمي ثم عندما يحمل لقب الدوتشي
ويقود ايطاليا يختفي ويظهر بدلا منه موسوليني الحقيقي في وثائق مصورة نادرة
منحها للفيلم( استيتوتي لوتشي) الذي يمتلك هذا الارشيف النادر
ويتابع الفيلم قصة حب موسوليني مع تلك الزوجة المسماة ايدا دالسير حتي
صعوده وتخليه عنها وكيف استمرت هي في الكفاح ضد ايطاليا كلها تقريبا
للاعتراف بزواجها من موسوليني وابنها منه حتي عندما وضعها موسوليني في
مستشفي للمجانين لم يثنها هذا عن عزمها. لم يكن يعزيها سوي وجود ابنها
علي قيد الحياة تلتمس اخباره وتكافح من اجل حقه حتي يتم وضع هذا الابن في
المستشفي ايضا عندما يصبح شابا. تموت ايدا وابنها بالمستشفي وتبقي
الحقيقة لاتموت ويذكر الفيلم بمأساة الفاشية وكيف قادت اوروبا كلها للدمار
وكأنه يحظر من اندفاع اوروبا كلها في حروب بلا هدف القيم الروحية هي التي
ترد الانسان لحقيقته المقدسة في زمن طغت فيه القيم المادية واحياء القيم
الروحية بالافلام هي الوحيدة الكفيلة ببقائنا علي قيد الحياة.
الأهرام اليومي في
03/06/2009
بأمر المحكمة.. ليلي مراد علي الشاشة
وبأمر من واضع الأسئلة.. الرقص سؤال إجباري
كتبت-علا
السعدني:
أخيرا وبعد طول صبر وانتظار من المنتجين وافقت شركة مصر للصوت والضوء
والسينما علي منح حق استغلال الافلام التي تملكها والتي يبلغ عددها300
فيلم تعتبر من أهم كلاسيكيات السينما المصرية للفضائيات العربية والخاصة
لمدة5 أعوام مقابل50 مليون جنيه, وبعد هذا الاتفاق بين الشركة
المالكة للافلام المصرية وبين الفضائيات مقابل حق العرض فقط أي أنه ليس
للبيع بل قد وضعت الشركة ضمانات وشروط جزاء كبيرة في حالة المساس بنجاتيف
هذه الافلام.
وفي الحقيقة وعلي قدر سعادتنا بهذا الخبر الا أننا مازلنا نتساءل عن سبب كل
هذا التأخير في تنفيذ هذه الاتفاقية المؤجلة منذ سنوات والتي من المؤكد
أنها أضرت بكثير من المنتجين المالكين لهذه الأفلام والتي سبق وكتبنا عنها
في هذا المكان ونقلنا شكواهم وتضررهم من هذا التأجيل المستمر الذي أضر بهم
ماديا, حيث تعتبر هذه الافلام بالنسبة للبعض منهم مصدر رزقهم الوحيد,
ورغم ذلك تظل هذه الاتفاقية خطوة جيدة سواء للمنتجين أو للشركة بحصولها
علي50 مليون جنيه دون تفريط في أصول الافلام للفضائيات, ولعلها أول مرة
أو من المرات القليلة التي يكون هناك اتفاقية ترضي جميع الأطراف.
* ليست المرة الأولي التي يعترض فيها ورثة أي شخصية فنية كبيرة علي
تجسيدها علي الشاشة وأخرها كان من المخرجزكي فطين عبد الوهاب والذي اعترض
علي عمل مسلسل عن والدته الفنانة الكبيرة ليلي مراد ولن يكون هو الأخير
بالطبع, كما أنها ليست المرة الاولي أيضا التي ترفض فيها المحكمة الدعوي
المقامة من زكي بوقف مسلسل عن والدته فقد سبقتها مرات ومرات من ورثة
آخرين.. وللمرة المليون يأتي رد المحكمة بان الشخصيات الفنية شخصيات عامة
وليست ملكا ولا حكرا علي أحد حتي لو كان ورثتها... فهل يتوقف الورثة
ويريحون أنفسهم من عناء رفع الدعاوي ويريحونا نحن من مسلسل وجع الدماغ الذي
يعقب أي عمل يجسد شخصية عن المشاهير ؟
* في الوقت الذي يرفض فيه بعض نوابنا من مجلس الشعب الرقص الشرقي ويطاردون
راقصاته ويطالبون بمنعه نهائيا من مصر علي اعتبار أنه رجز من عمل
الشيطان.. فماذا سيفعلون الآن بعد ما نشر عن السؤال الاجباري الذي وضعه
استاذي مادة القيم الحركي لطلبة كلية هندسة المنصورة برسم راقصة ببدلة رقص
لامعه!
الأهرام اليومي في
03/06/2009
السينما المصرية والأزمة الاقتصادية العالمية
كتب-محمد
نصر:
دبالمجلس الأعلي للثقافة نظمت لجنة الاقتصاد بالمجلس برئاسة د. جودة عبد
الخالق بالاشتراك مع لجنة السينما برئاسة المخرج سمير سيف ندوة عن السينما
المصرية والأزمة الاقتصادية العالمية, وشارك فيها منيب شافعي رئيس غرفة
صناعة السينما وإسعاد يونس رئيس الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السنمائي
وممدوح الليثي رئيس جهاز السينما وعلي أبو شادي الأمين العام للمجلس الأعلي
للثقافة وحشد كبير من المهتمين بصناعة السينما.
وقال منيب شافعي.. إن مصرليست بعيدة عما يحدث حاليا في العالم والذي أصبح
يواجه حاليا أزمة مالية أثرت في العديد من الصناعات ومن اكثر هذه الصناعات
تأثرا هي صناعة السينما والتي تأثرت بشكل غير ملحوظ في هذه الفترة وأنه إذا
استمرت هذه الأزمة في التصاعد المستمر فإنها ستؤثر بشكل أكبر علي صناعة
السينما.. وحول ما أثير حول احتكار بعض الشركات لدور العرض السينمائي أكد
رئيس غرفة صناعة السينما أنه لا يوجد أي احتكار وأضاف.. أن صناعة السينما
بدأت تتجه نحو الأعتماد علي الدعاية والإعلان للأفلام في صحف أقل في
الأهمية وذلك من أجل الاقتصاد والعجز الشديد في السيولة المالية.. وأشار
أن الأزمة المالية العالمية أدت أيضا الي انخفاض عدد جمهور السينما بسبب
عدم قدرته علي الذهاب لدور العرض السينمائي مما أثر بالسلب علي حجم
الإيرادات, وأدي بدوره هذا الانخفاض الي تخوف المنتجين من الاستمرار في
زيادة إنتاج عدد الأفلام.. وأوضح منيب شافعي الي أنه تم البدء في علاج
هذه الأمور بعد الشعور بقسوة الموقف حيث تم عقد أتفاق علي تقليل عدد
المصورين المصاحبين لمدير التصوير ودعا الي ضرورة تقليل العمالة المرتفعة
الموجودة في العملية الانتاجية للفيلم السينمائي وفيها المصاحبة لنجوم
الفيلم.
وأكد د. جودة عبد الخالق الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة
القاهرة ان صناعة السينما واحدة من أهم الصناعات في كثير من الدول وخاصة
مصر باعتبار أن السينما المصرية إحدي السينمات العريقة في العالم وجزء من
التاريخ الوطني المصري, حيث مرت بمراحل مد وجزر مختلفة حتي وضعت أقدامها
في مكان الصدارة.. وأشاد بالدور الذي قام به طلعت حرب للنهوض بهذه
الصناعة الوطنية حيث وضعت السينما المصرية أقدامها في منطقة الصدارة
والريادة ونجحت في نشر مفردات ثقافية وتطرقت للعديد من القضايا والمشكلات
أحيانا ونشرت الأمل أحيانا أخري.. وقال إن الفن السابع مازال يشكل توجهات
وقيم كثير من المواطنين في مصر والعالم العربي وبالتالي فإن صناعة السينما
علي هذا النحو تنتج منتجا ثقافيا بالغ الخطورة.. وأكد د. جودة عبد
الخالق ان السينما المصرية أصبحت تواجه الآن موقفا مستجدا وظروفا صعبة وأن
هناك تغيرات تتمثل في ظهور تحالفات جديدة تتطلب إعادة هيكلة الصناعة من حيث
مجالات الانتاج والتوزيع, كما أكد في الوقت نفسه أهمية الدور الرئيسي
للدولة في النهوض بصناعة السينما مطالبا بضرورة تفعيل هذا الدور.
ومن جانبها دعت إسعاد يونس رئيس الشركة العربية للإنتاج والتوزيع الي ضرورة
قيام التليفزيون المصري بشراء الأفلام الجديدة بصورة حصرية حتي يتمكن من
المنافسة مع سائر الفضائيات الأخري.. وأوضحت أنه تم إهمال صناعة السينما
علي مدار سنوات كثيرة وأن صناعة السينما هي جزء من الثقافة ولا ينبغي أن
تكون مصر تابعا لرأس المال الخارجي.. وأكدت علي ضرورة خلق البدائل ووضع
الخطط لتخطي الأزمة المالية العالمية والنهوض بصناعة السينما.
وقال ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما أن السبيل الأمثل لأنقاذ صناعة
السينما في ظل الأزمة المالية التي تشهدها العالم حاليا هو تدخل الدولة
والرأسمالية الوطنية من خلال عملية بيع وشراء الأفلام موضحا أنه ليس مقصودا
بتدخل الدولة أن تقوم بإنتاج أفلام سينمائية.. وأكد أن أفضل مراحل صناعة
السينما المصرية ازدهارا هي فترة القطاع العام والتي تم خلالها تقديم سينما
راقية ودراما متطورة لروائع الكتاب وعلي المستوي العام لهذه الندوة وعلي
قدر أهميتها القصوي في هذا التوقيت وظروفه المالية الصعبة إلا أن الهدف
المرجو منها لم يصل للحاضرين فيها كما يجب, حيث إن معظمهم لم يستوعب فكرة
هذا اللقاء
الأهرام اليومي في
03/06/2009 |