أمل رمسيس تؤكد أن مهرجان القاهرة لسينما المرأة العربية
واللاتينية سيقدم أفلاماً لم تعتدها صالات السينما
التجارية.
أكدت رئيسة ومنظمة
مهرجان القاهرة لسينما المرأة العربية واللاتينية المخرجة أمل رمسيس أن
المهرجان في
دورته الثانية يحاول أن يقدم إلى الجمهور أفلاماً لم يتعود على
رؤيتها في صالات
السينما التجارية، وهي مصنوعة من قبل نساء وأن الهدف الرئيسي هو التعرف على
سينما
تقدم بديلاً للطريقة التقليدية في التعامل مع المرأة.
وقالت "إن غالبية الأفلام المشاركة (13 فيلماً) أفلام تسجيلية صورتها نساء
من
العالم العربي ومن أسبانيا وأميركا اللاتينية سيتم عرضها خلال
الأيام الخمسة التي
يستغرقها المهرجان، وأن هذا النوع من السينما يحاول ان يتخلص من النظرة
النمطية ومن
اللغة التي تكرس في حالات كثيرة عدم المساواة والتفرقة العنصرية والدينية
والجنسية
والثقافية إلى جانب اكتشاف وجهة نظر النساء باعتبارهن صانعات للأفلام فيما
يحيط بهن
من قضايا مختلفة في البلاد العربية وفي البلاد الناطقة باللغة الأسبانية".
وضربت رمسيس مثلاً بالفيلم الاسباني "نظرات ساهرة" إخراج ألبا سوتورا كلوا
وهو
عبارة عن رحلة استكشافية باتجاه باكستان سعت من خلالها المخرجة إلى تصوير
شيء مختلف
عما تراه في وسائل الإعلام الغربية فيما يتعلق بالبلاد
الإسلامية.
وقالت إن رحلتها "امتدت إلى ثلاثة عشر شهراً ووصلت إلى بوسنيا وتركيا
وإيران
وأفغانستان".
وأضافت :إن الفيلم يدور حول خمسة نساء، مثلهن مثل مخرجة الفيلم، قد اخترن
الفن
كوسيلة للتعبير عن أنفسهن. وإن الرقص والسينما والموسيقى
والشعر هي أدواتهن
للاستمرار في مشروع حياتهن".
وهناك الفيلم الفلسطيني صباح الخير قلقيلية إخراج ديما أبو غوش، الذي يرى
أن
الجدار العازل في فلسطين من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لم
يعن فقط قطع الوصائل
بين الأراضي الفلسطينية، ولكنه أدى إلى تغيرات عنيفة في حياة الناس، وهنا
يحاول
الفيلم الكشف عن مأساة حياة سكان هذه المدينة بعد بناء العازل.
وأضافت رمسيس "إنها سينما تتحرر من الصور التي تقدمها لنا وجهة نظر أخرى
وواقع
آخر في وسائل الإعلام التقليدية، وبالتالي فإنها سينما تساعد
على التبادل الحقيقي
والمعرفة الحقيقية بين ثقافة إسبانيا وأميركا اللاتينية والثقافة العربية".
وأشارت إلى أن مفهوم السينما المستقلة الذي نشأ في الغرب "يعتمد بشكل أساسي
علي العمل الجماعي لكن ما نلمسه الآن هنا في مصر في
بعض الأعمال بل الكثير منها هو
محاولة المخرج التفرد بكل مراحل صناعة الفيلم من تصوير
وسيناريو ومونتاج...الخ،
عوضاً عن استغلال بعض الأفراد لهذه التيار بصورة نفعية في شكل منح مالية
تحصل عليها
من جهات عالمية تقوم بترويج أفكار ما، وتوضع السينما المستقلة الحقيقية في
مأزق
لأنها في النهاية تلتصق بها دون وعي أو أدراك أنها لا تنتمي
إلى السينما الحرة
المستقلة لأن ما يدعمها من جهات إنتاجية يضع حدود وقواعد، وأحيانا شروط
لهذا
الإنتاج فيفقده أهم ميزاته وهي الحرية في الصناعة".
ورأت رمسيس أن المشكلة التي يعاني منها صانع الفيلم الحر هي "مشكلة التوزيع
في
دور العرض التي لا تعطي اي اهتمام للأفلام القصيرة التي لا
تنتمي لأي مؤسسات
إنتاجية، وخصوصا إذا كانت أفلاماً تسجيلية، ويضطر أصحاب هذه الأفلام إلى
الترويج
بأنفسهم عن إنتاجهم، والذي في معظم الأحوال لا يلقي صدي واسع إلى في محيط
المهتمين
فقط بهذا النوع الفني، فبالتالي عملية استرجاع رأس المال لمواصلة الإنتاج
من جديد
تفشل وتضيع بها المحاولات الجديدة لإعادة تصوير أي أفكار جديدة".
وقالت رمسيس "يشارك فعاليات الدورة الثانية للمهرجان التي تبدأ في 8
يونيو/حزيران المقبل 13 فيلماً، وأن المهرجان يأتي ضمن مشروع
بين سينمائيات برنامج
تبادل سينما المرأة العربية واللاتينية، وهو مبادرة بين شركة الإنتاج
المصرية
كلاكيت عربي والمؤسسة الثقافية كلاكيت لاتيني الأسبانية".
والأفلام المشاركة الفيلم السوري "أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها"
إخراجهالة
عبدالله وعمار البيك، والفيلم الأسباني المغربي "عبور المضيق" إخراج: إيفا
باتريثيا
فيرنانديث وماريو دي لا توري والذي يتناول قضية الملخص المئات من الأطفال
المغاربة
الذين يعبرون مضيق جبل طارق باتجاه أوروبا، عندما يصلون إلى
الأرض الموعودة فإن كل
شيء يتغير، ويتحولون إلى مهاجرين غير شرعيين.
وهناك الفيلم الأرجنتيني "خلف قضبان القطار" إخراج فرانكا جونثاليث سيررا،
والفيلم الأردني البريطاني "خذني إلى أرضي" إخراج ميس دروزة.وهو
عبارة عن رحلة
لاكتشاف حياة عائلة فلسطينية في الشتات ليرسم صورة ذاتية لمشاعر الخوف
والحب
والكرامة لثلاثة أجيال من النساء الفلسطينيات في هذا الشتات.
والفيلم الاسباني "الكاميرا المظلمة" إخراج ماريا فيكتوريا مينيس الذي
يتناول
قصة امرأة قبيحة في نظر عائلتها والمحيطين بها، فتكبر ولديها القليل من
الحظ وفي
النهاية تتحول إلى امرأة ليس لديها أهمية ولا يلتفت إليها أحد؛
إلا أنها لا تتنازل
عن رؤية العالم المحيط بها بانبهار، وباهتمام في اكتشاف هذه العلامات
الصغيرة
للجمال التي يمكن أن نشعر بها، فقط في حالة أن نقف لنتأمل.
وهناك من لبنان فيلم "هايدا لبنان" إخراج إليان راهب، ومن اسبانيا "رسائل
بين
نساء" و" مقاومة "، ومن المغرب "أحببت كثيراً" إخراج دليلة إنادري، ومن مصر
فيلمي "حياة"
الذي اقترب فيه من والدتي بعد سبعة شهور من أبي، حيث أحاول أن تقترب من أمي
في لحظة حدادها للتحدث عن قصة حبها لأبي، وعن الموت وعن الوحدة، والذي تبقى
من قصة
الحب التي دامت 45 عاماً.
ميدل إيست أنلاين في
02/06/2009 |