ريدلي
سكوت من أشهر المخرجين العاملين في أمريكا. هو من سكوتلاند لكنه أمّ
هوليوود منذ أواخر السبعينات مع شقيقه توني وأسسا هناك شركة اسمها (فري
سكوت) أنتجت عدداً كبيراً من الأفلام التي أخرجا معظمها. هو أشهر من شقيقه
وأفضل منه فنّاً. أنجز أعمالاً مهمّة في السينما الحديثة من بينها:
Blade Runner
الخيال- العلمي الذي يدور حول تحريات يقوم بها هاريسون فورد بحثاً عن
مخلوقات فضائية تتقمّص شكل الإنسان وذلك في مستقبل داكن. أخرج، من بين ما
أخرج أيضاً،
Alien
وهو خيالي علمي آخر مع سيغورني، ويفر في تلك الرحلة الى قلب الفضاء المشبع
بالظلام والصمت باستثناء ذلك الوحش الذي يتسلل الى المركبة.
وفي نطاق
الأفلام الحربية أخرى
Black Hawk Down
وله من الأفلام التاريخية
Kingdom of
Heaven وGladiator وقبل أشهر ثلاثة عرض عالمياً فيلمه الأخير (كيان من الأكاذيب)
أو
Body of Lies
وهو فيلم رغب في تصويره في دولة الإمارات لكن دبي عدلت عن ذلك ورحّبت أبو
ظبي لكنه في النهاية اختار العودة الى المغرب، التي صوّر فيها أكثر من
فيلم، ليحققه. الفيلم من بطولة ليوناردو ديكابريو الذي يؤدي شخصية عميل
للسي آي أيه يصل الأردن لجمع معلومات عن إرهابي عربي، فيجد في رئيس
المخابرات في الأردن خير حليف ونموذج في العمل الأمني يتجاوز الأكاذيب التي
يعمل جهاز المخابرات الأمريكي، كما يقول الفيلم، بمقتضاها ... ومن هنا
عنوان الفيلم.
التقيت به
بعد عودتي الأخيرة الى هوليوود وسريعاً، ما دخلنا في جدّية تلك الطروحات
التي يتناولها الفيلم. خلال المقابلة كان حريصاً على أن يُبيّن أن الفيلم
إذا ما كان انتقادياً فهو انتقادي للطريقة الغربية في تسيير العمليات
المخابراتية، وهو أمر لا يحتاج الى ايضاح كون الفيلم واضحاً في هذا
الاتجاه.
·
قرأت لك أن ليوناردو ديكابريو فاجأك على نحو
إيجابي حين أدّى دور البطولة - في هذا الفيلم. ماذا كنت تعني بذلك؟
- بالنسبة
لممثل من وزن ديكابريو عمل في هذا الحقل لعشرين سنة ولديه خبرة وشعبية
كبيرة، فإن المخرج الذي سيتعامل معه ينتظر الكثير منه. والمفاجأة هي أنه
وفّر لي أكثر مما كنت انتظره منه. إنه محترف من باب أول. موهوب وشخصية
فذّة. وهو يلعب مع الباقين ولا ينفرد بنفسه وهذا شيء عظيم. هذا ما تريده
منه. كمخرج تريد ممثلاً لا ينفصل عن المجموعة لأنه يعتقد نفسه خارج
المقارنة أو يرى نفسه أفضل من الآخرين.
·
صوّرت مشاهد من الفيلم مستخدماً ثماني
كاميرات.
- خمس
عشرة في الحقيقة.
·
لماذا؟ وهل تصوّر المشهد بأكثر من كاميرا حتى
تضمن نتيجة ما، أو لأن المشهد في بالك بعد المونتاج وبالتالي صممته على هذا
النحو سلفاً؟
- لماذا
لأن بعض المشاهد مهمّة لدرجة أن الكاميرا الواحدة سوف لن تتيح لك ما تتيحه
لك كل الكاميرات الا إذا أعدت تصوير اللقطة ذاتها بالكاميرا الواحدة من
أكثر من زاوية. إذاً عدة كاميرات ربما تكون وسيلة مكلفة بعض الشيء لكنها
تختصر في الوقت. وأنت لا تصوّر مشهداً بكاميرات مختلفة حتى ترى فيما بعد أي
لقطة ستحتاج إليها، بل كل شيء عليه أن يكون مبرمجاً في البال. هذا تعلّمته
من إخراج نحو ألفي فيلم إعلانات سابقاً. تضع تصميماً يحتوي مثل هذا التعدد
والا اعتمد الكاميرا الواحدة من الأساس.
·
هل تعتبر هذا الفيلم من أعمالك الصعبة
تنفيذاً؟
- نعم
واحد من الأفلام الصعبة لكنه ليس أصعبها.
·
صعب من أي ناحية؟
- صعب من
ناحية أن خطّة العمل كانت التصوير على نحو مباشر وحرفي وموضوعي ومن دون
مرح. هذا فيلم جاد عن الوضع الراهن اليوم وكيف أن وكالة المخابرات
الأمريكية تبدو كما لو كانت في حربها ضد الإرهاب نسيت بعض الحقائق الأساسية
والإنسانية. ما هوّن العملية وجود الممثلين الرئيسيين ديكابريو وراسل كراو.
·
تحدّثت عن ديكابريو كمتعاون ويعمل ضمن الفريق
جيّداً. هل هذه هي مزايا راسلك كراو أيضاً؟ ما هي الاختلافات الناتجة عن
كونك عملت مع كراو أكثر من مرّة بينما هذا هو فيلمك الأول مع ليوناردو؟
- هذه
مفارقة مهمّة تلك التي تذكرها وتؤدي الى الاختلاف التالي: راسل بات يفهم
المسائل سريعاً. تعطيه نصف كلمة فيفهم الصورة بكاملها وما هو مطلوب.
ليوناردو تتقدّم إليه وعليك أن تحدّثه عن الصورة كاملة لكي يعرف ما تريد
منه كمخرج.
أيضاً
راسل لديه عادة التذمّر أحياناً. يرسل لي رسائل أفهمها خلال التصوير فحواها
أن هناك شيئاً لا يعجبه. أتوجّه اليه وأتحدّث معه وأظهر تذمّري أحياناً من
تذمّره ... الى أن يرضى. ومن طرف عيني أرى ليوناردو كما لو كان يقول: يا
إلهي .... أهكذا سيكون العمل على هذا الفيلم؟ (يضحك).
·
خرج الفيلم حديثاً بعد سلسلة من الأعمال التي
تحدّثت عن مشاكل الحرب على الإرهاب أو الحرب العراقية ومعظمها فشل فشلاً
ذريعاً. ما رأيك في هذا الفشل؟ هل مردّه أن الناس لا تريد مشاهدة أي فيلم
عن هذا الموضوع؟
- لا
أعتقد أن هناك سبباً آخر. حسب أحد الإحصاءات أن هناك سبعة في المئة فقط لا
يريدون مشاهدة أفلام جادّة عن الشرق الأوسط. لكني لا أعلم من أين جاؤوا
بهذه النسبة، فكما قلت أنت معظم الأفلام التي سبقت هذا الفيلم لم تحقق
نجاحاً ما يعني أن النسبة أعلى من ذلك.
·
لكن فيلمك نجح إلى حد بعيد .. ما هو السبب في
رأيك؟
- الحقيقة
هناك عدّة أسباب منها اقتناع المشاهد أن الفيلم الذي يحمل كل هذه الأسماء
لا بد أن يكون جيّداً يستحق المشاهدة. لكني أضع في المقدّمة الموضوع. هذا
الفيلم هو عن مجابهة بين حليفين الولايات المتحدة والمملكة الأردنية كليهما
يسعيان لتحقيق غاية واحدة، لكن لكل منهما أسلوبه وأردت إيضاح أن الأسلوب
الذي يتعرّف عليه ليوناردو هو أفضل من أسلوب الوكالة الأمريكية لأنه أكثر
تفهّماً واحتراماً للآخر.
·
لكن في الوقت ذاته، يقول الفيلم إن هناك
الكثير من الفوضى الناشئة في هذا الشأن. ليوناردو يخرج من مأزق ليواجه
مأزقاً آخر وكل ما يطلبه من رئيسه أن يكون صادقاً.....
- هذا
صحيح وهذا جزء من الفوضى التي أتحدّث عنها. بالرجوع الى سؤالك السابق إذاً،
أعتقد أن الموضوع المطروح يهم الناس الى حد بعيد، ربما أكثر من أفلام
سابقة.
·
فيلم (سيريانا) كان فيلماً ذكياً يدور في
اللإطار ذاته لكنه لم يجذب المشاهدين.
- لا
تعليق عندي سوى القول إن الناس ربما لم تفهم الفيلم جيّداً. لقد بدا لي
مركّباً على نحو غير مفهوم وهذه ربما مشكلته.
·
لو أردت اختصار هذا الفيلم .... ماذا تقول
فيه؟
- تقصد
فيلمي .. حسناً .. إنه عن كيان من الأكاذيب ... تماماً كما يقول عنوانه.
هناك خيانة وخداع ومراوغة في العمل الاستخباراتي ما يجعل الحرب على الإرهاب
أصعب مما قد تكون عليه فيما لو سادت الثقة بين كافة الفرقاء. هذا واضح في
الفيلم.
·
إنك كما لو كنت تقول إنه عن الأصدقاء ذوي
الهدف الواحد وليس بالضرورة
- عن
الأعداء. بل الحقيقة بالنسبة لي هي أن الفيلم تحديداً هكذا.
وهذا صحيح
تماماً. هو ليس عن الأعداء. ليس عن الإرهابيين. إنه عن ثلاثة رجال هوفمان
وفارس والأردني هاني. وهاني يبدأ لقاءه مع فارس (ديكابرو) مشّدداً على
أهمية الشفافية في العمل وأهمية الثقة. يحذّره من أن يكذب عليه هو أو الطرف
الذي يمثّله. يقول له: أيما تفعل، لا تكذب عليّ. هاني يعلم أن التعاون سوف
لن يكون شفافاً كما يتمنّى. لا يمكن أن يكون، لكنه يحذّر من مغبّة ذلك أكثر
مما يطلب الصدق. ولاحقاً، كما رأيت، حينما يحرج هوفمان فارس أمام هاني فإن
فارس، وهو العميل الذي يعمل في الأردن بينما هوفمان يعيش بعيداً في
الولايات المتحدة، هو الذي عليه أن يصلح الأمر مدركاً أهمية التعامل بصدق
مع من تعتبرهم الولايات المتحدة أصدقاء لها.
·
هل تعتقد أن الفيلم هو انتقادي فعلاً للسياسة
الأمريكية الخارجية كما اقترح بعض النقاد؟
- لا. لا
علاقة بين ما نراه على الشاشة وبين السياسة الأمريكية الخارجية أو
الداخلية. إنه انتقادي لعمل السي آي أيه التي قد لا تلقي بالاً لقوانين
وعادات وتقاليد البلدان أو المجتمعات الصديقة.
·
الكاتب ديفيد إغناتيوس عاش في المنطقة
العربية لعشرين سنة أو أكثر وحسب قوله أحب الثقافة العربية. هل شخصية فارس
التي لعبها ديكابرو هي ترجمة لهذا الحب؟
- أعتقد
الجواب نعم. إغناتيوس عاش نحو ثلاثين سنة في العالم العربي وأحب ثقافته
ووضع كتابه الذي تم اقتباسه نتيجة هذا الاحترام والتقدير للعالم الذي عرفه
أكثر منا جميعاً. وفارس هو بالفعل ترجمة لذلك، فالعميل مستعد لاحترام
التقاليد والعمل بموجبها وهناك ذلك المشهد الذي يقبل فيه الدعوة للغذاء مع
الفتاة التي مثّلتها غولشفتاه فرحاني. في ذلك المشهد الكثير مما يؤكد
احترامه للثقافة العربية.
·
لديك الكثير من المشاريع المستقبلية ... كيف
تختار منها فيلمك المقبل؟
- أحياناً
ما تجد مشروعاً كان يتقدّم سواه يتعثّر لسبب ربما كان بسيطاً مثل أن أحد
الممثلين الرئيسيين انشغل، بينما مشروع كان في الخلفية يقفز الى الأمام.
هذا طبيعي وعليه أن يبقى كذلك. المشروع الذي يستكمل عناصره الإنتاجية أولاً
هو الذي يتقدّم سواه.
أفلام
الاسبوع
ترتيب الأفلام
1(-)
Gran
Torino
*** $29.484.388
كلينت ايستوود يمثل ويخرج هذا الفيلم الدرامي حول رجل بوليس
سابق يواجه مشاعره العنصرية حين تنتقل عائلة آسيوية للعيش في البيت المجاور
له. جيد في موضوعه إنما خفيف في مادّته ولو أنه نوع من الإفصاح عن هم
اجتماعي.
2 (-)
Bride
Wars
* $21.058.173
كايت هدسون وآن هاذاواي صديقتان حميمتان تؤمّان الكثير من
الأفراح الى أن يصل الوقت الذي سيتم زف كل منهما الى بيت الزوجية. هنا
تنقلب صداقتهما الى عداوة بسبب الغيرة . كوميديا لا تستحق الاحتفال بها.
3 (-)
The
Unborn
** $19.810.58
تنويعة على فيلم (طارد الأرواح) من حيث إن الروح الشريرة
تتجسّد في فتاة شابّة، تقوم بها أوديت يوتسمان، ويتدخل لطرد هذه الأرواح
راباي يهودي اسمه سنداق (غاري أولدمان). لكن أحداً كان عليه إنقاذ هذا
الفيلم من العثرات.
4 (1)
Marley AND Me
** $11.391.425
الكلب مارلي يسيطر على الموقف للأسبوع الثاني على التوالي.
الفيلم استحوذ على قلوب الأمريكيين هذا الأسبوع كما على حب بطلي الفيلم
أوون ولسون وجنيفر أنيستون في هذه الكوميديا العائلية المناسبة جدّاً
للإعياد الحالية
5 (3)
The
Curious Case of Benjamin Button
*** $9.212.515
الفيلم يحمل نكهة غرائبية إنما في معالجة واقعية: بطله براد بت
وُلد كبيراً في السن ويعود الى الوراء من دون أن يعرف كيف يمكن له معالجة
ذلك. المخرج ديفيد فينشر يمنح العمل رصانة وجودة تعبير.
6 (2)
Bedtime Stories
** $8.802.120
أدام ساندلر، في ثاني فيلم كوميدي له هذا العام بعد (لا تعبث
بزوهان) يؤدي شخصية موظّف في فندق يعتني يمضي أمسياته في سرد الحكايات
الخيالية ليكتشف أنها تتحقق بالفعل.
7 (4)
Valkyrie ** $6.617.065
توم كروز في دور الضابط الألماني الذي لا يرضيه ما يفعله هتلر
فيقرر اغتياله ... لكننا نعلم جميعاً النهاية حتى من دون هذا الفيلم الذي
حاول كروز عبره الانتقال الى سمات الأدوار الجادّة.
8 (5)
Yes
Man
** $6.032.337
حين قبل بطل هذا الفيلم على نفسه أن يقول نعم لكل خيار أو سؤال
أو طلب يعرض عليه، لم يكن يعلم المشاكل التي ستحيق به. جيم كاري في هذا
الفيلم الذي يتراجع سريعاً لكنه لا يزال يسجّل ايرادات كبيرة.
9 (-)
Not
Easily Broken
** 5.314.278
دراما خفيفة مع تراجي هنسن وموريس شستنات تقع أحداثها في نطاق
أسرة أفرو - أمريكية والمتاعب الناتجة عن البيئة كما عن مشاعر حب وأحاسيس
شابّة من تلك التي شوهدت في أفلام مختلفة من قبل.
10 (6)
Seven
Pounds ** $3.818.230
ول سميث في دراما اجتماعية من بعد (أنا أسطورة) الذي تحدّث عن
نهاية العالم. هنا هو موظف في مصلحة الضرائب يتواصل، من خلال وظيفته مع
سبعة أشخاص ليجد أن روابط صداقة ومشاغل إنسانية تربطهم جميعاً.
اللقطة
الأولى
كيف
يفهمون النقد؟
معظم
مخرجي السينما حول العالم لا يشاهدون ما يكفي من أفلام، لكي يصبحوا على
اطلاع مباشر مع آخر المحاولات التعبيرية أو المدارس أو الأساليب. بعضهم لا
يشاهد أفلاماً إلا أفلامه، وكثير منهم قد يُشاهد فيلماً لمخرج معروف أما
مشاهدته لتجربة جديدة وجيّدة من مخرج حديث فهذا قليل ونادر.
لكن
المخرج الذي لا يُشاهد أفلام الغير قد يعيب على النقد والنقاد أنهم لا
يفهمون العمل السينمائي حق فهمه. وبعض النقاد هم بالتأكيد أهل لهذه التهمة،
لكن الغالبية من النقاد الحقيقيين يفهمون بالعمل السينمائي جيّداً ولديهم
قدرة على الإلمام بكافة المعطيات. وهم - وهذا الأهم هنا - يشاهدون من
الأفلام والتجارب أكثر مما يشاهد العديد من المخرجين.
ذات مرّة
هاجم مخرج ناقداً لأنه كتب عن فيلمه الأخير بأنه رديء، مع العلم أن ذات
الناقد كان كتب عن كل أفلام ذلك المخرج السابقة بإعجاب. في هجومه اتهم
المخرج الناقد بأنه لا يفهم في السينما. السؤال طبعاً هو لم َ لم يوجّه
اليه هذه التهمة من قبل حين كان يكتب ما يرضي المخرج وغروره.
وقد حدث
مع هذا الناقد أمر آخر.
في أحد
مهرجانات السينما قبل سنوات شاهدت مخرجاً تسجيلياً قليل العمل، يخرج من
فيلم تسجيلي طويل بعد نحو عشر دقائق من بدايته. وتوجّه المخرج صوب الشلّة
التي كنت فيها وأخذ ينتقد الفيلم الذي خرج منه بهجوم. بما أني كنت رأيت هذا
الفيلم مسبقاً فإن وصف المخرج حتى للدقائق الوجيزة التي شاهدها لم يكن
دقيقاً. وكان المخرج يتوقّع من المتحلّقين أن يوافقوه حتى وإن لم يشاهد
معظمهم الفيلم بدورهم. لكني لم أرض أن أكون أحد الصامتين على كلام غير
موزون فسألت المخرج: كيف يمكن أن تحكم على الفيلم الذي هو أكثر من ساعة بعد
عشر دقائق من مشاهدته.
أجاب:
لأني من أهل المهنة وأعرف الى أين سيتّجه الفيلم .. قلت له بصرامة غير آبه
لردّة فعله: لكن مع احترامي لك، هذا ليس كافياً للحكم على الإطلاق. ربما
كنت تتوقّع شيئاً ولم يلبّك الفيلم في دقائقه العشر الأولى لكنه سيفعل بعد
ذلك. ربما منهجه المختلف عن منهجك يكون جيّداً من البداية لكنك تريد الفيلم
حسب مقاسك. وفي كل الأحوال، لو خرجت أنا من فيلم لك بعد عشر دقائق من
بدايته وبدأت أنتقده لغضبت ولكان معك حق.
نظر اليّ
وهز رأسه موافقاً ثم استدار وقفل راجعاً إلى الصالة ليكمل الفيلم.
يحدث الآن
خرج
البريطانيون سعداء جدّاً من حفل جوائز الغولدن غلوب في مطلع هذا الأسبوع،
وكان ذلك من حقّهم فقد بذلوا جهوداً فنية تستحق الإشادة ونالوا في مقابلها
جوائز رئيسية ومهمة. فيلم (مليونير الزقاق)، لداني بويل ربح الغولدن غلوب
كأفضل فيلم درامي، كذلك نال الفيلم جوائز أفضل سيناريو وأفضل موسيقى وجائزة
أفضل إخراج واستلمها داني بويل بفرح ملحوظ.
لكن لا
أحد كان أكثر سعادة من الممثلة البريطانية كيت ونسلت التي لم تفتها ملاحظة
أنها عادة تُرشّح ولا تفوز، كما قالت بعد صعودها المنصّة لاستلام جائزة
أفضل ممثلة مساندة .... أي قبل أن تذهل وقد تردد اسمها مرّة ثانية حين تم
الإعلان عن الممثلة الفائزة بجائزة غولدن غلوب في مجال الفيلم الدرامي.
بذلك سجلت انتصارين في ليلة واحدة. الفيلم الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة
درامية هو
Revolutionary Road وذلك الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة مساندة كان
The Reader
بالنسبة لأفضل فيلم درامي احتوى (مليونير الزقاق) على كل شيء: إنتاج كبير
نوعياً ومستقل في ذات الوقت. قصّة حب. إثارة شكلية. كوميديا من المواقف
ومواجهة بين عالمين: الثراء والفقر: الغرب والشرق. وكان لا بد له أن ينال
إعجاب المرشّحين في مواجهة أفلام محددة ولو كان بعضها جيّداً أو جيّداً لحد
كبير في قسم الأفلام الكوميدية فاز فيلم وودي ألن الأخير
Vicky
Cristina Barcelona بجائزة أفضل فيلم كوميدي، وهو في الحقيقة أفضل أفلام المخرج
ألن في السنوات الخمس الأخيرة على الأقل.
وفي نطاق
الممثلين الدراميين كانت المنافسة قد توزّعت بين
Revolutionary Road ليوناردو ديكابريو عنFrost/
Nixon
فرانك لانجيلا عنMilk شون بن عن
The Curious
Case of
Benjamin Button براد بت عن
The Wrestler وميكي رورك عن ونالها ميكي رورك الذي كان يستحق ذلك أكثر من
سواه بسبب عودته الى حلبة التمثيل بعد هزائم متلاحقة خلال التسعينات وما
بعد.
حين النظر
الى فوز كيت وينسلت في نطاق أفضل ممثلة درامية عن دورها في
Revolutionary Road لا يمكن الا والإدراك أنها أفضل من ترشّح لهذه الجائزة
Rachel Getting Married
آن هاذاواي عن
Changeling
وأنجلينا جولي عن
Doubt
ثم ميريل ستريب عن
Iصve
Loved You So Long وكرستن سكوت توماس.
في المجال
الكوميدي فاز كولين فارل، وهو أيرلندي، بالغولدن غلوب كأفضل ممثل كوميدي عن
دوره في
In Bruges
وكان مرشّحاً معه برندان غليسون، عن نفس الفيلم.
في المجال
الكوميدي نفسه إنما في قسم النساء فازت سالي هوكنز عن دورها الرائع في فيلم
Happy-Go- Lucky
وتغلّبت على منافسة صعبة من فرنسيس مكدورمند من بين أخريات.
شاشة
عالمية
Australia
إخراج:
باز لورمان.
تمثيل:
نيكول كيدمان، هيو جاكمان.
النوع:
دراما تاريخية.
كان يمكن
تصوير (استراليا) في ولاية أمريكية وتسميته ب (أريزونا) أو (كولورادو)، ذلك
لأنه - في معظمه - معمول كوسترن أمريكي: نفس الشخصيات ونفس الحبكة ونفس
المواقف، باستثناء سحب المسدسات التي يحملها العديد حول خصورهم. كيدمان ليس
لديه مساحة تتطوّر فيها ويتركها المخرج لتعمد الى تلك اللقطات المبنية على
ردات فعل. إنها دائماً متوتّرة ومتأزمة بلون واحد من التعبير طوال الوقت
تقريباً. إنها المرأة الإرستقراطية البريطانية التي تأتي لتفقّد زوجها
فتجده قتيلاً فتقرر البقاء في الأرض التي يريد الأشرار الاستحواذ عليها.
بعد ذلك تقع قصّة الحب التي تتراءى منذ البداية، ويتم حشر قصّة الصبي من
مواطني استراليا الأصليين والعنصرية ضده وضد جنسه. كل ذلك في أسلوب يريد
الظهور بمظهر ملحمي مع موسيقى هادرة طوال الوقت.
Yes Man*
إخراج:
بايتون ريد
تمثيل:
جيم كاري، زووي دشانل
النوع:
كوميديا.
كارل
(كاري) تركته صديقته منذ ثلاث سنوات ولا يزال يُعاني. كئيب ومنعزل ويرفض
الزيارات الاجتماعية ويا ليته يرفض الظهور في هذا الفيلم الرديء جملة
وتفصيلاً. بعد قليل من بدايته يتعرّض لموعظة اجتماعية من ترنس ستامب الذي
يطالبه فيها بتطبيق فلسفة (قل نعم لكل شيء) والباقي من الفيلم نتائج ذلك
المبدأ. طبعاً لو كانت هذه النتائج مُصاغة على نحو فني كوميدي خلاّق لكان
به، لكن الفيلم بلا خطّة فنية ولا قدرة لأحد على ضبط تردّيه. حتى كاري مثل
مُعلّق من ياقته في الهواء يلوح بيديه ويرفس الفراغ بقدميه من دون نتيجة.
Bride Wars
*
إخراج:
غاري وينيك
تمثيل:
كايت هدسون وآن هاذاواي
النوع:
كوميديا نسائية
الى هذا الفيلم كانت آن هاذاواي ممثلة واعدة ومقبلة بحب على احتلال
مكانتها. الى حين هذا الفيلم كانت كايت هدسون مأمول لها بالقدرة على
الانتقال من الصف الثالث الى الثاني على الأقل. لكن مع رداءة المادة هنا،
قصّة وتصويراً، فإن كليهما سيتراجع مسافات ضوئية الى الوراء حتى ولو نجح
الفيلم تجارياً: القصة تدور حول صديقتين الروح - بالروح يدب بينهما الخلاف
والشعور بالغيرة حينما تبدأ كل منهما التحضير لزواجها. فيلم نسائي نعم ولكن
هذا ليس بالعذر ...كما أن كتابه الثلاثة الرجال.
الجزيرة السعودية في
16
يناير 2009 |