بعيداً عن
الدراما ومتاعبها، يقف الفنان السوري أيمن زيدان من جديد أمام كاميرا
البرامج التلفزيونية، وهذه المرة من خلال برنامج ''سوبر ديو'' لقاء الأجيال
الذي بدأت قناة أبوظبي بعرض أولى حلقاته يوم الأحد الماضي، في تجربة هي
الثانية له بعد أن حقق نجاحاً أشاد به الجميع في برنامج ''وزنك ذهب'' الذي
عرضته القناة ذاتها منذ سنوات خلت.
ويبدو
زيدان مرتاحاً وسعيداً بالتجربة الجديدة التي تجمعه للمرة الأولى بابنه
الأوسط نوار، لا سيما بعد تراجع أسهمه في الدراما السورية في العام الماضي،
إذ لعب بطولة عمل واحد بعنوان ''رصيف الذاكرة'' لم يحظَ بالعرض الرمضاني
الملائم، كما أصرّ على تكرار التجربة المصرية من خلال مسلسل حمل عنوان
''نسيم الروح'' جانبه الحظ أيضاً ولم يؤكد حضوره في موسم الدراما!
وكما
يتحدث أيمن زيدان بصراحة شديدة وشفافية استثنائية حين يُلامس قضايا الدراما
والفن والتمثيل، فهو في الوقت ذاته لا ينكر أن تجربته في تقديم ''سوبر ديو''
لقاء الأجيال تشكل استراحة بالنسبة له من هذا السجال الدائر حول الدراما في
الوطن العربي، وربما هروباً مما قد يُسمّى فشلاً على صعيد الانتشار في
الموسم الماضي أمام ما حققه أبناء جيله عباس النوري وبسام كوسا وسلوم حداد
وغيرهم، ولا يجد النجم السوري حرجاً من الاعتراف بأن مردود تقديم البرامج
قد يُساوي مردود العمل في الدراما، لكن مع فارق في المجهود بالطبع حيث
يتطلب التمثيل جهداً أكبر.
فكرة
''سوبر ديو'' اختارت أيمن زيدان قبل أن يُفكر فيها نفسه، فحين فكرت قناة
أبوظبي الأولى بمن يكون من النجوم المؤهلين ليلعب دور المقدم لبرنامج يتطلب
وجود أب وابنه المراهق، لم تجد أمامها خياراً أفضل من أيمن زيدان الذي
يتمتع بشهرة ونجومية على مستوى الوطن العربي وسبق أن عمل مع القناة، كما أن
شروط البرنامج تنطبق عليه لكونه كثير الزيجات وكثير العيال؛ أو كما يقول
مازحاً: ''عندي كل القياسات''- ويقصد جميع الأعمار السنية!
يدخل
زيدان استديو ''سوبر ديو'' بصحبة ولده نوار الذي شاركه في بعض الأعمال
التلفزيونية حين كان طفلاً صغيراً في مشهد قد يكون مفاجئاً للجمهور للوهلة
الأولى، لكنّ هذا الشعور لا يلبث أن يتلاشى حين يعرّف الأب وابنه عن
البرنامج الذي يحاول فتح باب النقاش بين جيلين مختلفين، يمثل زيدان الجيل
السابق فيما يلعب ابنه دور الجيل الحالي المعاصر، وعلى هذا الأساس ترى الأب
يعيش في عالم آخر بعيداً عن عالم الابن. فهو يملك شخصية صارمة متزنة
ورزينة، أما دور الابن الذي يتقمصه نوار باقتدار فهو شاب يحمل أفكار الجيل
الحالي بشكله ومضمونه وتصرفاته.
وفي
الواقع، فإن زيدان وابنه لا يتقمصان أدواراً ولا يمثلان أمام المشاهدين،
إنهما أب وابن حقيقيان يُحاولان- كما يقولان- نقل تجربتهما على الشاشة من
خلال حوار لطيف ومسابقة ممتعة تجمعهما بثلاث ثنائيات في كل حلقة من الوطن
العربي، على أن تكون هذه الثنائيات تحمل الصفة العائلية أيضاً، أب وابنه أو
أم وابنتها.. الخ.
وهنا يبدو
عنصر التشويق حاضراً مع تباين ثقافات الجيلين، فمهمة نوار هي أن يختبر قدرة
الجيل السابق بأسئلة لا تمت إليه بصلة، كالسؤال مثلاً عن أغنيات جديدة
ضاربة أو أحداث مرتبطة بثقافة الجيل الصاعد، أما أيمن زيدان فيلعب الدور
النقيض من إغراقه في ثقافة الجيل القديم وطرح الأسئلة على المتسابقين من
المراهقين والشباب بعيداً عن ثقافة الـ ''فاست فوود''..!
تجربة
غنية، كما ردّد زيدان أخيراً في لقائه من خلال البرنامج الاجتماعي ''خطوة''
على قناة أبوظبي الأولى، إذ قال إنها قربت المسافة بينه وبين ابنه، وجعلت
من الفنان المشغول دائماً عن عائلته وذويه في مكان قريب من أحد أفرادها حيث
عرف عن ولده الشيء الكثير. أما نوار، فاعتبر أن أهم ما جناه من البرنامج هو
اتساع مساحة الديمقراطية المتاحة بينه وبين أبيه حيث أسهم تقاربهما أثناء
التصوير في فتح حوار مباشر بينهما، وعلى مرأى ومسمع من الملايين، فكان
الحوار حراً وبنّاءً، أو هكذا على الأقل ظهر أمام المشاهدين. ولحسن حظ
مشاهدي ''سوبر ديو''، أن نوار يملك حسّ الفكاهة، فهو كوالده سريع البديهة
وحاضر النكتة ويمتلك مقومات تجعل منه نجماً في المستقبل، إن أراد ذلك، لكن
نوار اعترف بعدم رغبته دخول عالم التمثيل وقرر أنه لن يعيش في جلباب أبيه
بعد أن خرج سالماً من عباءته في ''سوبر ديو''!!
الإتحاد الإماراتية في
14
يناير 2009 |