القاهرة ـ
'القدس العربي' بدأت ظاهرة فنية جديدة تسيطر على
شركات الانتاج السينمائية وهي انتاج افلام على انها لدور العرض السينمائي
لكنها
تتحول للعرض على شاشات الفضائيات مباشرة، لأن معظمها تعتمد على
الوجوه الجديدة وهم
لا
يحققون الايرادات المطلوبة مثل فيلم 'شقاوة' بطولة المطرب السوري سامو زين
،
و'توتي فروتي'، و'بلد البنات'، وهما يعتمدان على الوجوه الجديدة
هذه
الظاهرة
لها سلبـــــيات عديدة يطــــرحها بعض النجوم للوسط من اجل
سرعة تلافي الخوض فيها
.
الفنانة
كريمة مختار: هناك بعض المنتجين لا يفهمون طبيعة العمل السينمائي
وهدفهم الوحيد تحقيق الارباح المادية بغض النظر عن جودة العمل.
و اصبحت
الافلام
للتجارة ويرشحون لها بعض الوجوه الجديدة التي لا تحمل الموهبة الحقيقية
فتظهر
الافلام بمستوى هابط مما ينعكس على السينما بشكل عام
هذه
الافلام المفروض ان
تكتشف المواهب التي تبحث عن فرصة فعلية يعبرون من خلالها عن تميزهم الفني
ويصبحون
اضافة للسينما المصرية .
ارى ان
ظاهرة عرض الافلام بالفضائيات مباشرة لن تستمر
لأن الجمهور يحب مشاهدة الفيلم بدور السينما.
رغبة في
الانتشار
الفنانة
ندى بسيوني: هذه الظاهرة تعود في الرغبة في انتشار اوسع
للمشاركين بالافلام التي تعرض على الفضائيات وهي وسيلة حديثة لاكتشاف
المواهب
الشابة، وأرى عموما ان العمل الجيد يفرض نفسه سواء عرض
سينمائيا او فضائيا .
الفنانة
اميرة العايدي: ترجع هذه الظاهرة لعدة عوامل: فهي تعتمد على الوجوه
الجديدة التي ربما لا يقبل عليها الجمهور في دور العرض
السينمائي فلا تحقق
الايرادات المنتظرة، وبعضها لا يحمل مضمونا ويتم تصويرها في ثلاثة اسابيع
كحد اقصى،
وبالتالي لا تقبلها دور العرض السينمائي
.
انا ضد
هذه الظاهرة وارفض اي شكل فني
يعيد الينا ظاهرة افلام المقاولات التي انتشرت في الثمانينيات واوائل
التسعينيات.
سحر خاص
الفنان
احمد شاكر عبد اللطيف: صالة العرض السينمائي
لها سحر خاص وبها حالة تعايش بين المتفرج والفيلم ونسبة التركيز داخل العرض
كبيرة
خلاف مشاهدة الفضائيات بالمنزل والمتفرج لا يركز بل يتنقل في
منزله لاعداد مشروبات
او
مأكولات وبذلك لا يحقق الفيلم هدفه ورسالته .
أرى ان
انتشار الفضائيات في
صالح الدراما التليفزيونية وليست في صالح الافلام السينمائية، وعموما هي
فرصة
للوجوه الجديدة لاثبات مواهبهم.
تطور
وسائل الاعلام
الفنانة
الشابة
فوزية
محمد ـ ملكة جمال مصر سابقا: انتشرت هذه الظاهرة بسبب تطور وسائل الاعلام
كثيرا وزيادة المحطات الفضائية وتطورها ودخولها معظم البيوت العربية، هذا
جعل
المنتج يجهز افلام سريعة تعتمد على الوجوه الجديدة ويعرضها على
الفضائيات بدلا من
انتظار فرصة عرض بدور السينما لمدة لا تقل عن 3-4 سنوات، وقد لا تعرض،
وبذلك يخفف
المنتج من اعباء الانتاج ويبيع الفيلم الى اي قناة تدفع نفقاته مع هامش
ربح، ولا
اراها ظاهرة يمكنها الاستمرار
.
اعتراف
صريح
الكاتب
والسيناريست د.
بهاء
الدين ابراهيم: عدم عرض هذه الافلام بدور العرض اعتبره اعترافاً صريحا من
صانعيها انها دون المستوى، ولا تستحق دخولها دور السينما لانها لن تنافس
بقية
الافلام
.
هذه
الظاهرة موجودة منذ زمن بعيد لأن هناك افلاما اطلق عليها افلام
التليفزيون وهي ضئيلة التكاليف وتفتقد اللمسة السينمائية
وتعتمد على الوجوه الجديدة
التي تحصل على اجور ضعيفة.
هاني
كشكوش ـ مدير انتاج: نوعية الافلام التي تحتكرها
الفضائيات هي افلام تجارية تهدف الى الربح وتسعى الى جذب انظار الجمهور الى
القائمين عليها ومن الممكن ان تنتشر هذه النوعية من الافلام في
الفترة المقبلة
لزيادة الطلب عليها من القنوات الفضائية، وما ينتج حاليا من افلام تقدم
لدور العرض
مازال عددها ضئيلا، والمحطات تبحث عن كل جديد ومتميز ليعرض في سهراتها
ويجلب لها
الاعلانات على شاشاتها، ولهذا تعد هذه النوعية من الافلام
النافذة الوحيدة لظهور
الوجوه الجديدة الشابة امام صانعي الافلام والجمهور والنقاد . و ارى ان عدم
عرض هذه
الافلام دليل على عدم تحقيقها الهدف المطلوب منها في تكامل عناصرها لتحقق
النجاح
وقلة ميزانيتها مما يجعل الفيلم غير مؤهل للعرض الجماهيري
.
اما
المنتج والمخرج
هاني جرجس فوزي صاحب الافلام التي بيعت للفضائيات مباشرة دون عرضها بدور
السينما
مثل 'توتي فروتي' و'بلد البنات' فيقول: هناك افلام على مستوى تقني جيد
ولكنها غير
جماهيرية وتحتاج الى ميزانيات ضخمة في الدعاية والاعلان وفي
طبع نسخ العرض وهي
اموال من الممكن انفاقها على صناعة فيلم اخر لابراز المواهب التي تبحث عن
فرص فعلية
سواء في التمثيل او التأليف او الاخراج، ولهذا فهي بمثابة مجال لهم لتفريغ
المواهب.
اما فيلمي
'بلد البنات' فقد عرض بمهرجان القاهرة السينمائي ولم يطرح
بدور العرض بعده لأن الخسارة قد تكون كبيرة، خاصة انني تعرضت
لها في عرض فيلمين
سابقين هما 'استغماية' و'علاقات خاصة' ولذلك فكرت الا اكرر التجربة مرة
اخرى في طبع
ودعاية الافلام .
القدس العربي في
13
يناير 2009 |