رحل في
2008 حشد كبير من السينمائيين العاملين في الحقل ومن أعمار مختلفة. الموت
حق علينا جميعاً ولا نستطيع أن نتحدث في واقعه، لكن ماذا عن الأثر الذي
تركه كبار الراحلين هذا العام؟ كيف نظروا إلى فعل الموت ومارسوه قبل وفاتهم
الفعلية؟
هناك رابط
بين موت محمود المليجي في الرائعة المسماة “الأرض”، وبين موت مخرج الفيلم
نفسه يوسف شاهين في العام الذي انصرم. كلاهما مات ممسكاً بما هو عزيز عليه،
وكل موت يكمل بعضه بعضاً.
في الفيلم
يموت الفلاح المصري ممسكاً تراب الأرض التي يدافع عنه بيديه. خارج الفيلم
مات يوسف شاهين وهو يواصل إنجاز أعماله. كان انتهى من فيلم “هي فوضى” الذي
ساعده على إكماله خالد يوسف محملاً بالطروحات الاجتماعية التي كان شاهين
كثير التعرض لها، وعقله على الأغلب مشغول بفيلم آخر يتمنى لو عاش
لتحقيقه.
كل رحيل
يخلف وراءه ما يخلفه من فراغ.
الغزاوي
الذي يقع شهيد الظلم الصهيوني في بلد ينطق ترابها، تراب محمود المليجي
نفسه، العربية، يخلف وراءه فراغاً في حياة أهله وعائلته وأصحابه، لكن أثره
في الحياة التي خاضها يبقى.
والسينمائيون، كونهم يتعاملون مع فن ملتصق بالحياة حتى حين تكون مادته
خيالية، عاشوا الموت أكثر من مرة. تحديداً في كل مرة يُطرح على الشاشة
الموت كمقابل للحياة، الوجود منقسم على ذاته بين حياة وموت، وبين أحياء
وأموات. الموت موضوع أساسي في السينما، وهو لازمة تتحدث صوراً بليغة حين
يعني المخرج بعمله، وحين يعني له الموت أولاً أكثر من مجرد سقوط شخوصه
موتى.
تفكر في
أفلام “الأكشن” حيث يموت الناس جملة وبلا تفصيل؟ لا، فكر بالأفلام التي
تحدثت عن الفراغ الكبير، والحبيب الذي خسر من أحب، والموت المتمثل باختفاء
كيان من الحياة كما لو كان طيفاً ماراً في السماء شاهده البعض ومضى.
والموت
ليس ما صور على الشاشة فقط، بل هو أيضا ما يتعرض له من جسد ذلك الموت على
الشاشة: المخرج والممثل والكاتب ومهندس الديكور ومدير التصوير وفتاة
الماكياج وبل بعض النظارة.
في 2008
لم يختلف وضع الموت عن سواه من الأعوام، لكن الأسماء جديدة. أنت تعيش
مراراً وتموت مرة واحدة. تعيش في تجدد مستمر، لكن الموت يأتي حيث لن تستطيع
مواصلة هذا التجديد، ليس على الأرض. يوسف شاهين حين خرج من هذه الحياة
بعدما وقفت ساعة القلب كان وُلد أكثر من مرة: مرة على نحو جسدي، ومرة حين
هاجر لدراسة السينما، وحين حقق أول فيلم له “بابا أمين”، وحين غير منحاه
وأخرج “الأرض”.. الخ.
أول من
غادر الحياة بين السينمائيين المعروفين في العام الماضي كان الممثل هيث
لدجر الذي توفي عن 28 سنة في الثاني والعشرين من يناير/ كانون الثاني بعد
أن أنجز في ستة عشر عاماً 18 فيلماً فيها بضعة أفلام تناولت الموت بين ما
تناولته من بينها “الوطني” مع مل غيبسون و”كرة الوحش” مع هالي بيري و”ند
كيلي” الذي يموت فيه فعلاً تبعاً للأحداث الحقيقية التي وقعت لتلك الشخصية
الثورية في استراليا مطلع القرن العشرين.
لدجر مات
أيضاً في “الفارس الداكن” في السلسلة الحديثة من “باتمان”، ومارس من الشرور
في ذلك الفيلم ما فاق كل تصور، لكنه في النهاية يدفع حياته ثمناً لشروره أو
لعله من تلك الشخصيات التي تنتحر ببطء مع كل فعل أسود تقوم به.
الموازي
للصورة هو أن الممثل إذا مات، بقي حياً في الفيلم أكثر مما فعل سواه من
ممثلين توفوا قبل ظهور أعمالهم الأخيرة، إذ أجاد لدجر تشخيصه لدور جوكر،
وهو اسمه في الفيلم، لدرجة ستبقيه في البال طويلاً بعد وفاته ولدرجة أن
نسبة من نجاح الفيلم تعود إلى شعبيته.
الممثل
روي شويدر، الذي توفي في العاشر من فبراير/ شباط الماضي عن 76 سنة، واجه
موتاً محتملاً بين أنياب القرش في فيلم ستيفن سبيلبرغ “فكان” (أو “الفك
المفترس”) لكنه نجا منه. ثم مات بعد ذلك فعلاً بعد نحو ثلث ساعة من بدء
فيلم “رجل الماراثون” في ،1976 لكن لا موت له أفضل من ذاك الذي مثله في
فيلم “كل ذلك الجاز” لبوب فوسي.
و”كل ذلك
الجاز” لا يبدو بعيداً بالمرة عن الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين بعد ذلك
التاريخ بسنوات قليلة عن تجربته مع الموت كفنان. في “حدوتة مصرية” عالج
تجربة مخرج (قام به نور الشريف) يحاول البقاء حياً لأجل فنه، وبذلك يخوض
تجربة عبر عنها المخرج في ومضات من الصور القلقة ضمن أحداث فيلم لا يزال من
أفضل ما أخرجه شاهين.
من
ناحيته، أنجز انطوني منغيلا الذي توفي في الثامن عشر من مارس/ آذار عن 54
سنة تسعة أفلام فقط في مواضيع مختلفة. لكن الفيلم الذي تحدث عن الموت
وتأثيره فيمن بقي حياً هو “المريض الانجليزي” عن رواية وسيناريو مايكل
أونداتي. التعبير عن فقد الحبيب يأخذ أشكالاً مختلفة في حياة الناجي من
حادثة طائرة هوت بالعاشقين (راف فاينس وكرستين سكوت توماس) في الصحراء
العربية وكيف سعى محموماً لإنقاذها من دون نجاح.
في الرابع
والعشرين من الشهر نفسه توفي الممثل رتشارد ويدمارك، واحد من أفضل وجوه
هوليوود وأكثرهم موهبة خلال فترة نشاطه من الأربعينات وما بعد. ويدمارك،
الذي رحل عن 93 سنة ، مات في أفلام كثيرة خصوصاً في الخمسينات، كونه لعب
دور الشرير في العديد من الأفلام قبل أن ينتقل إلى أدوار البطولة
الإيجابية.
ومن أكثر
موتاته تأثيراً تلك التي تأتي في نهاية فيلم الوسترن “القانون وجاك وايد”
عام ،1958 إذ يسقط في مبارزة راهن على كسبها. كذلك تلك التي تنهي حياته
الشريرة في “قبلة الموت” 1947 لهنري هاثاواي الذي كان بالمناسبة أول فيلم
مثله ويدمارك على الشاشة وفيه جذب إليه الكثيرين من الذين يحبون ممثلي الشر
بضحكته المخيفة وهو يلقي بأم مقعدة من على أعلى السلم.
جول
داسين، المخرج الذي حقق، بين أعمال كثيرة، فيلماً آخر من بطولة رتشارد
ويدمارك هو “الليل والمدينة” أنجز رؤى اجتماعية نقدية يسارية للموت قبل
هروبه من الملاحقة المكارثية في مطلع الخمسينات.
تشارلتون
هستون من وفيات شهر ابريل/ نيسان الماضي وبين أعماله أفلام متعددة حول
المصير والموت من بينها “رجل الأوميغا” حول آخر من بقي حياً بعد هولوكوست
جرثومي يقضي على البشرية.
والموت
يحدث في حلبة الرقص في “إنهم يقتلون الجياد، ألا يفعلون؟” 1969 وتباعاً في
“جيرومايا جونسون” ومفاجئاً عند مقدمة “ثلاثة أيام من الكوندور”، وكلها
أفلام للمخرج سيدني بولاك الذي رحل في السادس والعشرين من شهر مايو/ أيار
من العام الفائت.
ولا حصر
للمرات التي مات فيها الممثل الياباني تاتسويا ناكاداي على الشاشة، إذ لعب
أكثر من 100 فيلم في حياته مؤدياً أدواراً متنوعة وكثيرة يصعب حصرها. لكن
المخرج الراحل أكيرا كوروساوا أحسن توظيفه في فيلمه الرائع “ران” 1985 في
دور أب البنات الثلاث اللواتي يتقاسمن ثروة والدهن الملك وهو لا يزال حياً
كما هو نص مسرحية شكسبير “ماكبث”.
وما يُقال
في الممثل الياباني ناكاداي يمكن أن يُقال عن أحد أفضل مبدعي السينما
اليابانية كون اتشيكاوا الذي توفي في 13/2/،2008 ليس من حيث كم الأفلام
وحدها، بل من حيث نوعية أعماله التي رصدت الموت في العديد منها.
رندا
الشهال
بعد وفاة
يوسف شاهين في السابع والعشرين من يوليو/ تموز الماضي، بنحو شهر سقطت
المخرجة اللبنانية رندا الشهال بعد أن حققت العديد من الأفلام القصيرة
وثلاثة أفلام طويلة، آخرها (وهو “طائرة الورق”) يدور، ولو جانبياً، عن
الحياة والموت متساويين أمام حالة امرأة تطمح إلى الحرية الفردية كما إلى
الاستقلال عن الموت القابع في معسكرات الحدود “الإسرائيلية”.
في السادس
والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي رحل بول نيومان الذي ابتعد في معظم ما
مثله عن الموت لكنه تعرض لخطره كثيراً. على أي حال، ليس هناك حياة تُذكر
إذا ما رميت نفسك من حافة جبل عال وهو ما فعله نيومان في نهاية فيلم “بوتش
كاسيدي وسندانس كيد” إخراج جورج روي هِل 1996 مع شريكه روبرت ردفورد.
في
العشرين من آخر شهر من العام توفي المخرج الأمريكي روبرت موليغَن الذي وإن
لم يكن حقق أفلاماً تحوي مشاهد موت مؤثرة، صور العالم حول شخصياته في “مقتل
طائر مقلد” و”صيف 42” و”الآخر” أقرب إلى كابوس يخيف شخوصه ويدفعهم للوحدة
والعزلة، وهو بدوره نوع من الموت.
ومن بين
الراحلين في العام الماضي الكاتب آرثر س. كلارك الذي توفي عن تسعين سنة في
التاسع عشر من مارس/ آذار. إنه من كتب “2001: أوديسا الفضاء” الذي لم يتحدث
عن الموت كحالة جسدية بل كحالة سرمدية وكبداية ثم نهاية ثم بداية صراعات لا
تنتهي بين المخلوقات والفكرة الممثلة بالإدراك، ولاحقاً بين الإنسان
ومداركه التي انتجت التقنيات التي تسعى بدورها للبقاء حياً.
في نظرة
كلارك وبعض أولئك الراحلين الكبار، الموت لا يعدو أكثر من نهاية فصل ينضوي
في حياة الراحل. ما حققه في تلك المرحلة الأولى هو الذي يبقى حياً وماثلاً،
وهذا هو ما نخرج به كلما نظرنا إلى أولئك العابرين في سماء حياتنا متسائلين
عمن يكون التالي؟
فينشر تعامل مع الغرابة
بواقعية
حين قرر
المخرج ديفيد فينشر، مخرج “زودياك” و”سبعة” و”غرفة الفزع” وسواها، قبول
العرض بإخراج فيلم ذي نص أدبي، وضع في باله، كما يقول، أن ذلك النص هو
“رواية تنطلق من فكرة غرائبية لكنها مُعالجة على نحو واقعي”. وتبعاً لذلك
حاول معالجة الفيلم ليحافظ على هذا الجمع الحاصل بين الناحيتين.
الرواية
هي “الحالة المثيرة للفضول لبنجامين باتون” حول رجل وُلد كبيراً (في
السبعين) وفي ظروف غير طبيعية ما جعل والده غير قادر على قبوله. بنجامين،
وهذا اسمه، أخذ يعود إلى الوراء بحركة مضادة للطبيعة، فيعود إلى الستينات
من حياته ثم إلى الأربعينات ثم شاباً وخلال ذلك يحاول إيقاف هذه العملية
الغريبة التي تقع معه من دون نجاح.
إنها قصة
قصيرة للكاتب ف. سكوت فتزجيرالد نشرها في مجلة كولييرز سنة 1921 وكان
المخرج ستيفن سبيلبرغ أراد نقلها إلى الشاشة قبل عامين وتحدث مع الممثل توم
كروز حولها وهذا أبدى رغبته أيضاً، لكن أحداً لا يدري ما الذي حدث ما جعل
المشروع ينتقل من عهدة سبيلبرغ وأسلوبه إلى فينشر، ومن توم كروز إلى براد
بت في البطولة.
أوراق
ناقد
عالم
الكتاب
الدار
صاحبة الباع الأطول في طبع الكتب السينمائية هي “المؤسسة العامة للسينما في
سوريا”، إذ تقوم منذ سنوات على طبع عشرات الكتب السينمائية كل سنة. مؤلفة
ومترجمة، جديدة الفكرة أو قديمتها، صغيرة الحجم أو كبيرة، فهناك قراء لها
أو لا.
إنه إيمان
المؤسسة العامة بهذا الدور الذي تُشكر عليه وهي تدعو النقاد العرب للتأليف
وتؤمن لهم النشر، وبل تدفع لهم مبلغاً نقدياً لا بأس به في عالم النشر
اليوم. أقصد بذلك أنه إذا ما ذهبت إلى دار نشر هذه الأيام لتطبع كتابك فإن
معظم الدور (على الأقل في بيروت والقاهرة) تفاوضك على كم تدفعه لتتحمل عبء
كلفته، وإذا لم تطلب منك أن تدفع فإنها تخبرك بأن المقابل المادي الوحيد
الذي تستطيع دفعه لك هو نسبة من البيع. وحتى لو دفعت فإن ما تدفعه (سواء
قبل البيع أو بعده) لا يتجاوز بضع مئات من الدولارات.
لذلك
الخيار الصحيح هو أن تقوم مؤسسة غير خاصة وتتبع دولة تهتم بالثقافة،
كالإمارات أو سوريا، بطبع كتابك ومنحك ما يكفي للشعور بأن جهدك كوفئ جيداً.
طبعاً
للغالبية العائد المادي، حتى من بين المؤسسات الثقافية، بالكاد يغطي بعض
الجهد المبذول في وضع الكتاب، لكن هذا هو أقصى ما يمكن أن يحدث للكاتب
ايجاباً في عالم اليوم إلا إذا وضع كتاباً سياسياً أو دينياً (من نوع
الفتاوى المنتشر) أو كتاب إرشادات مثل: كيف تقشرين البصل من دون أن تدمع
عيناك؟ أو كيف تقرئين الكف؟ أو كيف تتعلم الصينية في خمسين سنة؟
عالمنا
العربي كان يمكن أن يكون نموذجا للمثقفين لو عرفت كل حكوماته أهمية البذل
في تحريك النشاط الثقافي المطبوع وتوفير خاماته ومتطلباته بأبخس الأسعار.
شيء مما كان متوفرا في مصر الستينات حيث كانت وزارة الثقافة آنذاك والدور
شبه المستقلة أيضاً نشطة في مجال طباعة كل أنواع الكتب من قصص إلى أبحاث في
شتى الميادين إلى مسرحيات وكتب سينمائية وثقافية وأدبية متنوعة. كان الهم
أن يقرأ المرء ما يريد فهو متاح وبأسعار رخيصة.
أحد
المتسببين في انتشار أمية ثقافية كبيرة هذه الأيام وكساد الكتاب هو التقدم
التكنولوجي الذي أصاب العربي بتخمة من الترفيه واقتطع من الوقت الذي كان
يقضيه مع العائلة أو في منتديات أو كان يمكن أن يصرفه في نشاطات أخرى.
وكذلك حصر قراءاته بما يطالعه على الشريط العابر الذي يمر تحت صورة المغنية
أو مذيع نشرة الأخبار.
وحين تصدر
الفتاوى ضد “ميكي ماوس” حيناً وضد أصحاب المحطات الفضائية حينا آخر، فإن ما
لا يُذكر في صلب هذه الفتوى هو أن الحكومات التي لا هم ثقافياً لها لا
تستطيع أن تُنشئ جيلاً واعياً ومطلعاً يستطيع مقاومة المتغيرات من حولنا
والتفريق بين ما يجب أن يُقاوم وما يجب أن يُسمح به، وما يؤخذ من الإنسان
وما يعطيه.
وإذا لم
تنشئ هذا الجيل فتخسر المستقبل بلا ريب.
الثقافة
هي ما على كل واحد منا السعي إليه، وهناك ميادين عدة ترضي كل الأذواق
والاهتمامات، لكن في زمن صعب كهذا، فإن مسؤولية الحكومات العربية، منفردة
أو مجتمعة أو في أي نحو وشكل، أن توقف شلال الجهل المطبق علينا وتعمل على
نشر العلم والثقافة لتوسيع مدارك الإنسان وخلق مواطن يستمد معلوماته من
الكتاب لجانب سواه، وربما منه أكثر من سواه.
المؤسسة
العامة للسينما في دمشق ربما ما زالت تنتج أفلاماً تتراوح بين الجيد وبين
“لماذا أنتج هذا الفيلم؟” لكن المؤكد أنها على صعيد الكتب استطاعت أن تخلق
مركزاً مفيداً ينتمي إلى إيمان الدولة بالسينما كعملية ثقافية بحتة. طبعاً
المسألة بحاجة إلى تحديث ككل شؤون العمل الرسمي في أكثر من بلد عربي، لكن
فيما يخص الكتاب السينمائي، فإن بيته الأول إلى الآن هو تلك المؤسسة التي
تشكر على ما تقوم به.
هل أقول
ذلك لأن كتاباً لي سيصدر من هناك؟ لا. على الإطلاق.
لم تتح لي
الفرصة للتقدم بكتاب جاهز للطبع، لا هناك ولا في أي مكان آخر. كل ما في
الأمر أن أصدقائي عادة ما يعودون من دمشق حاملين لي كتباً اصدرتها المؤسسة
التي أنوي أن أزورها هذا العام خلال مهرجان دمشق المقبل. وهناك ملاحظات
أحياناً حول الكتب المترجمة التي ستفاجئ القارئ العادي بموضوعها من دون
تحضير لأولويات باتت ضرورية، لكن لا يوجد ريب في أن الخدمة التي تقوم بها
في سبيل نشر ثقافة سينمائية فعلية هي أكبر حجماً بكثير من تلك الملاحظات.
يبقى على
النقاد العرب، بمن فيهم هذا الناقد، توظيف هذه الفرصة وتأمين مواد تصلح
كتباً. طبعاً المنتشر هو تجميع مقالات سبق كتابتها ودفعها تحت عنوان واحد.
أعتقد أن ذلك استسهال وفيه قدر كبير من “الاستهبال” إذا ما قامت مكتبة
المؤلف على هذا النوع من النشاط وحده. لكن قد لا يحق لي التعليق على هذا
الأمر لأن أحداً لا يقول لي: لا تنشر. أنا فقط الذي لا يجد الوقت الكافي
للتأليف وليس للتجميع.
م.ر
merci4404@earthlink.net
http://shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج
الإماراتية في
11
يناير 2009 |