أعلن
مهرجان كان السينمائي أن الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير سترأس لجنة
تحكيم دورته الثانية والستين والتي ستبدا في يوم الثالث عشر من شهر مايو
القادم الى الرابع والعشرين منه، اوبير علقت على أختيارها بتصريح مقتضب
للصحافة قالت فيه "أنا سعيدة وفخورة جدا، تربطني بمهرجان كان علاقة وثيقة
قديمة و الموعد المقبل سوف يخلّد في قلبي حبي لمهرجان كان وللسينما
العالمية .
وسبق
لأوبير ان حصلت على السعفة الذهبية كأفضل ممثلة من مهرجان كان مرتين
وذلك في العام 1987 عن دورها في فيلم "مغامرة فيوليت" لكلود شابرول والعام
2001 في فيلم عازفة البيانو للمخرج مايكل هانيكي .كما حصلت في اغسطس الماضي
على جائزة مهرجان مونتريال على مجمل عطائها السينمائي.
ولدت
اوبير العام 1953 في باريس وبدأت حياتها الفنية على خشبة المسرح ، ولعبت
أدوارا مختلفة في اكثر من 80 فيلما شاركت في خمسة وعشرين منها في مهرجان
كان السينمائي ، كما نالت على جوائز معتبرة من مهرجانات سينمائية مرموقة
كمهرجان برلين وموسكو والبندقية .
وقد أثرت
أوبير السينما الفرنسية والعالمية بتأدية أدوار لإفلام لكبار المخرجين
السينمائيين مثل جان لوك جودار ومايكل هانكه و مخرجها المفضّل كلود
شابرول الذي شاركت في العديد من أفلامه، عن تعاونها الفني مع شابرول تقول
اوبير :"سعدتُ بتعرفي اليه ، ليس هناك مخرج استطاع أن يفهمني مثل شابرول ،
لقد أتاح لي أن أنفذ ما تمنيت تنفيذه ، لم أشعر بالحرية التامة الا في
افلامه".
تجسد
أفلام اوبير بالنسبة لجمهور السينما الفرنسية نموذج المرأة التي تواصل
صراعها من أجل الحفاظ على استقلاليتها وتحقيق شخصيتها في مجتمع يتمحور حول
العنصر الذكوري ، صراع غير متكافي محفوف بالمخاطر والتحديات التي تواجهها
المرأة الفرنسية ، ويرى النقاد الى اوبير باعتبارها الأكثر براعة في تأدية
الادوار الصعبة و المركبة والتي تعبر عن طيف واسع من المشاعر والاحاسيس "
قد يكون مثيرا لاستغراب البعض أنه من ألأسهل لي أن أؤدي دور الشخصية
المضطربة ذات ردود الفعل المبهمة والمليئة بالتناقضات على دور شخصيات
نمطية يمكن التنبؤ بردود افعالها ، أرجح الأدوار التي يعاكس سلوكها
توقعات المتفرج فذلك يدفعه للتساؤل والتفكير .
وفي نفس
الوقت الذي تعبر فيه اوبير عن انحيازها للادوار المركبة فهي لاتخفي فاعلية
التمثيل كنوع من العلاج النفسي وتشذيب النفس من القلق والاضطراب " الوقوف
امام الكاميرا ضرب من الاسقاط
وقد مثلت اوبير أكثر من فيلم في دور المرأة التي تتعرض للعقوبة بسبب
احتقارها للحياة البرجوازية ومنظومة القيم اللصيقة بها ، ولعل تمرسها في
هذا الدور هو ما أهلها لدور مدام بوفاري من إخراج كلود شابرول .
عن دورها الرائع في فيلم "شكرا على الشوكولاته" كتب
الناقد الأميركي راجر ابرت "ايزابيل اوبير نجمة كبيرة ولكنها لاتحلق عاليا
في هوليوود لأنها تخفي سر عظمتها في أعماقها وليس في شكلها الظاهري.
alamin8@yahoo.fr
موقع "إيلاف" في 3
يناير 2009 |