هو أحد
أبناء الصمت مواليد 9/11 لعام 1933 بمحافظة سوهاج والاسم هو حمدي أحمد
الشهير بمحجوب عبدالدايم حاصل علي بكالوريوس معهد الفنون المسرحية عام 1961
وحصل علي الجائزة الأولي عام 1967 من جامعة الدول العربية عن دوره في
القاهرة 30 عمل مع مخرجين كبار بينهم يوسف شاهين وحسين كمال وصلاح أبوسيف
وقام بأدوار كتبها أعظم الكتاب منهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين هو
صاحب الأداء المتميز في فيلم «البداية» ودائم البحث عن الديمقراطية الغائبة
وقد يكون ذلك سبب ابتعاده عن الكاميرا.
وفي
الحوار التالي يجيبنا حمدي أحمد عن أسئلة «الأهالي».
·
هل سبق عملك السياسي عملك بالفن ولماذا؟
- أعمل في
السياسة منذ عام 1949 حيث كان يسيطر النظام الملكي والإقطاعي وكنا شبابا
نري الإنجليز يمشون في الشارع وعمرنا 15 سنة وكان لدينا وعي سياسي ولم نعش
علي هامش الحياة ولم نكن مثل الحيوانات الأليفة للنظام كما نري الآن وكانت
وسيلتنا الوحيدة للتعبير عن الغضب هو المظاهرات لذلك فعندما نطلب الآن حق
التظاهر فليس من فراغ لأنه تم تجريبه من قبل وجاء بنتيجة وأسقطنا دولة
الإقطاعيات «ومجتمع النصف في المائة».
كنت أحد
أبناء المدرسة الاشتراكية وتربينا في التنظيمات التحتية، تم اعتقالي سنة
1949 لأني هتفت في المظاهرة «تحيا الجمهورية الديمقراطية الشعبية» ومن
وقتها لم أترك أبدا السياسة.
·
تجربة دخولك حزب العمل.. وعضوية مجلس الشعب..
كيف جاءت؟
- لم يكن
يعجبني تنظيم الحزب الواحد، لذلك لم أنضم إلي الاتحاد الاشتراكي فأنا من
أبناء الثورة ولكني أكره وسيلة الحكم المنفرد ولست مواطنا أليفا حتي جاءت
فرصة بعد انقطاع ومشروع السادات بوجود تعددية حزبية وعمل ثلاثة منابر داخل
مجلس الشعب هي اليمين ومثله حزب الأحرار الاشتراكيين والوسط ومثله حزب مصر
العربي الاشتراكي واليسار ومثله حزب التجمع الوحدوي ولكن أيضا رفضت هذه
الفكرة لأنه ما لم تخرج الأحزاب من وسط الشعب، فلا تعتبر حزبا، وعندما جاء
إبراهيم شكري لعمل حزبه ولم يكن أفضل الصيغ الموجودة ولكني انضممت إليه علي
الرغم أني غير راض عن قوانين الأحزاب الموجودة حتي الآن فأنا أرفض أن
تقيمني لجنة فهذه قوانين سيئة السمعة تخرج من رحم الفوضي.
وحاولت
بهذا الانضمام أن أدعم نظرية التعددية الحزبية رغم عدم إيماني المطلق
ببرامج حزب العمل الاشتراكي ولكنه كان الأنسب بالقياس لغيره.
توحش
الأغلبية
·
ولماذا ابتعدت مرة أخري عن العمل السياسي؟
- أثناء
وجودي بمجلس الشعب تعاملت مع توحش الأغلبية المارقة والساحقة كما يطلقون
عليها وهو في رأيي ليس نظاما برلمانيا فمجلس به 444 عضوا منهم 9 معارضة
ماذا يفعل؟ كنا 35 عضوا معارضة وبطرق كثيرة أصبحنا 9 فابتعدت عن هذا تماما.
شعب متفرج
·
نبرة صوت حمدي أحمد تحمل ملامح رفض.. فماذا
ترفض؟
- أرفض
فكرة الشعب المتفرج فالمثقفون في مصر ونقابات العمال والنقابات المهنية
والصحافة المصرية جميعا تجلس علي مقاعد الفرجة علي المسرح ممثل واحد والـ
80 مليونا تحولوا لمتفرجين وأنا لا ألوم الناس فسلبية الناس جاءت من سلبية
القيادات والعمال والطلبة ونوادي هيئات التدريس في الجامعات، فعقل مصر خامد
والعقل هو من يعطي الإشارة لباقي الأعضاء والشعب في رأيي واخد موقف عظيم
لعدم انضمامه لأي حزب وأتحدي أيا منهم ليعلن عن حجم عضويته.
خائفون
·
القاهرة 30 والقاهرة 2008.. إلي أي مدي تشعر
باختلاف؟
- لو
قارنا سيحدث ظلم فلا يوجد وجه مقارنة والاختلاف إلي أقصي مدي ففي القاهرة
30 وحتي الآن سنمر بمراحل مختلفة تماما نمر بمراحل سياسية الشعب فيها كان
أفضل علي الأقل مشهد الطلبة والذي كان منهم إبراهيم شكري وضحايا كوبري عباس
كنا شعبا مناضلا وعائشا أما الآن فنحن خائفون.
·
هل تؤمن بوجود سينما نظيفة وأخري غير نظيفة؟
- لا توجد
سينما نظيفة والسينما النظيفة هي السينما المنحازة سينما ترتدي هدوما
ولكنها ملطخة بالأوساخ.. فعلي سبيل المثال في الفترة الماضية كنت مريضا
وجاءت الفرصة لمشاهدة التليفزيون والأفلام المصرية كنت مذهولا كان الجنس هو
المحرك الرئيسي في تلك الأفلام وهذا عيب هم يعبرون عن تحول مصر إلي «غرزة»
ولو كنت وزير ثقافة لقدمت هؤلاء للمحاكمة فنحن نغضب من فيلم إيراني يشتم
مصر والسينما المصرية الآن هي التي تقوم بذلك وتحقر مصر فنري مشاهد سرير
وبانجو ومخدرات وعري وشباب تمسك بقراطيس وتشربها علي أنها بانجو حتي لو ده
موجود فنحن جعلناه الوحيد علي الساحة لا يوجد غيره لنعبر عنه صورة مصر
أصبحت سيئة إزاي هاتقودي أمة وانت بهذا الشكل.
فضح
للواقعية
·
البعض يدافع عن ذلك بأنه يقدم «الواقع»؟
- وهل
أفلام الجنسية المثلية والمخدرات هي واقعية قبل ما أقول أنا عايش هنا أقول
«السبب» أنا عايش هنا ليه؟ هو لا يقول أسباب مين اللي جعلني أشرب المخدرات
مين اللي عايشني تحت الصخرة علشان تقع عليه بعد خمسين سنة ثورة نعيش في
عشش.. ما يعبرون عنه في أفلامهم هو واقعية للتجارة فقط.
·
هل هذا هو سبب ابتعادك عن السينما والعمل
الفني بمجمله؟
- أنا
مثلت مع كبار المخرجين مثل حسين كمال ويوسف شاهين وأشرف فهمي وسمير سيف
وجميع الكتاب من نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين ومحمود عبدالحليم
عبدالله ويوسف إدريس وعبدالحميد جودة السحار وكنت وسيلتهم لتوصيل هذا الفكر
الراقي للناس كنا بنبني عقل ووجدان أمة هل من المعقول أن أشارك في تخريب
عقول الأمة بعد كل ده باشتراكي في مثل هذه الأعمال التي تفتقر لكل شيء
بداية من اللغة التي يستخدمونها وحتي الديكور الذي أشعر أنني لو وقفت فيه
لن أنطق بشيء.
لذلك فقد
ابتعدت وأعيش الآن بمعاشي وسعيد والحمد لله وهما عارفين رأيي لذلك لا
يجرؤون في عرض أي من هذه الأعمال علي.
صناعة
الإنسان
·
سوق المتعة.. أحد الأفلام المهمة والتي أثارت
جدلا.. رؤيتك وإيمانك بالفيلم جعلك ترحب بالمشاركة فيه.. فكيف ذلك؟
- سوق
المتعة يعبر عن قضية من أحلي القضايا فهو رجل خدوه السجن ظلم وبعدين أعطوه
أموالا كثيرة جدا للاستمتاع بها الفيلم عايز يقول إن كل هذه الملايين لا
يمكن أن تصنع إنسانا وهي فكرة عبقرية من وجهة نظري مع تمثيل الرأسمالية
السيئة في الفيلم.
·
محجوب عبدالدايم.. هل هو موجود الآن؟
- نموذج
محجوب عبدالدايم ناتج عن القهر الاجتماعي وعدم تكافؤ الفرص فنري في الفيلم
اثنين أصحاب طلعوا واحد بالقذارة وصل لفوق والتاني مش قادر يوصل فاتبع أيضا
نفس الأسلوب فنري محجوب عندما يقول لإحسان في الفيلم «ولا يهمك يا إحسان
بكره يقعد في كلوب محمد علي شوية وبعدين يرجع رئيس وزرا تاني» عمق الجملة
يعبر عن استمرار وجود هذا النموذج.
الفن بلا
وطن
·
دوام المقارنة بين الدراما المصرية والدراما
السورية.. والتفرقة بين جنسيات الممثلين العرب.. ما رأيك فيه؟
- مصر طول
عمرها حاضنة للأمة العربية عمرها ما فرقت بين سوري وأردني ولبناني لذلك
عندما يقول البعض الفن ليس له وطن نرد عليه لأ ليه وطن لكن الفن دلوقتي فن
انفرادي معدوم الهوية.. وما يحدث الآن في هذه التفرقة والمقارنة يعبر عن
حالة الفن السيئة.
بناء
للمواطن
·
كيف يمكن للدراما أن تقوم بدورها في المجتمع؟
- ليست
الدراما فقط المفترض أن تقوم بدورها لكن الفنون كلها لها وظيفة هامة فهي
تقوم بعمل بناء للمواطن المصري ثقافيا واجتماعيا وصحيا ووطنيا تعلمه كيف
يدافع عن بلده بإيمان مطلق.
خيانة
المشاهد
·
ما رأيك في الأرقام الهائلة التي تتحدث عن
أجور الفنانين؟
- للأسف
الشديد نحن الآن نجري وراء جمع المال قدر استطاعتنا ونترك أهمية البحث عن
رؤية وفكرة تساعد علي التغيير ونجد كثيرا من الممثلين بعد فترة ينفصلون عن
طبقتهم الأصلية ويتشبثون بطبقة أخري، أنا لست ضد أن يأخذ الممثل حقه بل
يأخذه 24 قيراطا ولكن يكون واعيا لا يفكر إزاي يغير عربيته كل سنة ويبني
فيلا في القاهرة الجديدة أو يعمل منتجعا سياحيا في شرم الشيخ كما نراهم
الآن فهو بذلك يخون المشاهد البسيط.
خطة كولن
باول
·
الفن في مصر.. بعد أكثر من 30 عاما من
العطاء.. حمدي أحمد كيف تراه؟
- للأسف
السينما الآن في مصر تقوم بعملية تخريب لشبابنا ولم تنم داخلهم روح الوطنية
والانتماء التي كانت داخلنا منذ زمن فعندما ذهبنا لحرب 1973 لم نكن ندافع
عن أرض ورمال بقدر دفاعنا عن العقاد وأم كلثوم وحضارة وعظمة مصر وثلثي آثار
العالم كنا ندافع عن ثقافة وفن وتاريخ.. أما الآن فما يحدث هو ضمن مشروع
اسمه مشروع كولن باول لتغيير المفاهيم في الشرق الأوسط وضعه المحافظون
الجدد لتجميل وجه أمريكا مستقبلا رصدت له مليارات الدولارات لتمويل محطات
فضائية تغير مفاهيمنا وأحضروا أشخاصا بعينهم في جميع المجالات لإنتاج هذا
اللون من الثقافة ومن ينفذ هذا هم رجال ضعاف غير وطنيين لذلك لابد من البحث
عن هوية الأموال المستخدمة في السينما وإنتاج المسلسلات
الأهالي المصرية في
31 ديسمبر 2008 |