كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرجة والمنتجة الفلسطينية روان الضامن:

الوثائقي حاجة أساسية لرواية النكبة المستمرة

رام الله – من سعيد أبو معلا:

 

عند الحديث عن «النكبة» والفيلم الوثائقي الفلسطيني غالباً ما يحضر بقوة إسم المخرجة والمنتجة روان الضامن.

والضامن إسم إعلامي فلسطيني لامع بفعل ما أنتجته من أفلام وثائقية وبرامج تلفزيونية عن قضية شعبها، وهو ما جعلها تؤسس لرواية فلسطينية مختلفة وجديدة بصفتها مشروعا تلفزيونيا فنيا توثيقيا يسعى إلى أن يكون متكاملاً. ففي جعبتها الكثير من الأعمال الوثائقية التي عدت علامات وإضافات نوعية في المحكية البصرية الفلسطينية، فهناك سلسلة «أصحاب البلاد»، وهناك فيلم «النكبة» الوثائقي بأجزائه الأربعة الذي يوصف بأنه من أفضل وأعمق ما أُنتج عن «النكبة» خلال العشرين سنة الماضية، وهو ما جعله يُتَرجم لعشر لغات، ويُعرض في عشرات الدول، ويفوز بجوائز عربية ودولية، ويكون أول فيلم عربي ترجم للغة الإشارة.

مصدر للمعرفة

وترى الضامن أن أهمية الأفلام الوثائقية «تتضاعف في المسألة الفلسطينية، ذلك أن الرواية الصهيونية أقوى في الإنجاز والوصول للعالم الغربي، سواء بالشكل الإخباري أو الوثائقي أو الدرامي، ولأن الدراما أكثر تكلفة من الوثائقي، ولأن الأخبار أسرع ذوباناً من الوثائقي، يحتل الشكل الوثائقي منبراً تمكن منه فلسطينيون ومناصرون لهم وأتقنوا تقديم الحكاية الفلسطينية».
وتضيف المنتجة والمشرفة على برنامج «فلسطين المجهر»، الذي يبث على قناة «الجزيرة»: «هناك أهمية للوثائقي الفلسطيني بالنسبة للعالم العربي في ظل إنخفاض معدلات القراءة للكتب، وعدم توافر المراجع السياسية والتاريخية العميقة، وهو ما يجعل من الوثائقي أكثر أهمية، لأنه يلخص كثيراً من المراجع وعلى لسان المؤرخين والخبراء وشهود العيان في ساعة تلفزيونية خلاصة عدة مراجع، وبالتالي يصبح مصدراً مشوقاً للمعرفة».

التحدي الحقيقي

ومنذ بداية مشوارها المهني شغل المخرجة الضامن سؤال كيف تقدم الرواية الفلسطينية: «منذ أول وثائقي أنجزته عام 2000 وكان فيلم (في إنتظار النور)، وحتى آخر فيلم وثائقي عام 2013 (ثمن أوسلو)، وطوال تجربتي الوثائقية التي أخرجت خلالها أكثر من 25 فلماً وثائقياً، وأشرفت على إنتاج خارجي لأكثر من 130 فلماً وثائقياً استنتجت أن أفضل وسيلة لمخاطبة الشعور لدى المشاهد هو أن يرى نفسه في الفيلم الوثائقي عن طريق رؤية من يشبهه».

وتسهب متابعة حديثها: «لو ركزنا في الرواية الفلسطينية على الفرد الفلسطيني فعاش المشاهد تفاصيل حياة من يشاهد، وتعرف على إسمه وشكله وظروف حياته ونجاحاته وإخفاقاته، وتعاطف معه، ووجد التشابه والإختلاف بينه وبين من يشاهد، فإنه سيفهم الرواية الفلسطينية أكثر بكثير من وصفها بشكل عام كأرقام وإجمالي معاناة وقضية دون أنسنة واضحة».
وبرأي المخرجة الضامن فإن «المعادل البصري ليس هو التحدي في الرواية الفلسطينية لفصول النكبة السابقة والحالية واللاحقة، بل إن طريقة الرواية والتركيز على الإنسان والبناء القصصي في الوثائقي هي التحدي الحقيقي».

النكبة.. سؤال دفين

وعن فيلمها «النكبة» تقول: «بدأت البحث بتساؤل دفين وقوي في داخلي ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه الفيلم؟ خاصة أن هناك مئات الأفلام الوثائقية عن فلسطين بلغات مختلفة، وكان بحثي عن الجديد على مستوى المضمون وعلى مستوى الصورة. وعندما غصت في البحث، إكتشفت أن الغالبية العظمى من الأفلام عن النكبة تتناول الحدث وكأنه نقطة البداية، بينما كان هو حلقة في سلسلة بدأت قبل ذلك بمئتي عام، لذا قررت أن يكون شعار الفيلم: النكبة لم تبدأ عام 1948 ولم تنته عام 1948، وبالتالي بدأت القصة من عام 1799، عشرات السنين قبل مؤتمر بازل ووعد بلفور و…الخ».

وعن رحلتها في سبيل الخروح بالفيلم إلى النور تقول: «كان البحث مضنياً في الأرشيف ووثائق وصور ثابتة وفيديوهات، ولقاءات مع الصف الأول من المؤرخين فلسطينيين وأجانب وإسرائيليين. يكفي أن أقول إنني لمدة ستة أشهر كاملة لم يدخل خبز لمنزلي، بمعنى أنني لم أسكن في منزلي إطلاقاً طوال ستة أشهر».

رواية القصة نفسها

وتشير الضامن إلى أن «هناك مخرجين فلسطينيين وعرباً ومناصرين لقضية شعبنا ليسوا عرباً مهمومون برواية الوجع الفلسطيني، وهو ما يتيح فرصة بناء القصة نفسها بعشرات الطرق».

وتؤمن المنتجة الضامن بجملة للمحامي واكيم واكيم من قرية البصة، في الداخل الفلسطيني (إسرائيل)، وهو رئيس جمعية مهجري الداخل (مستقلة)، حين قال: «إننا لا ندرك حتى اليوم حجم النكبة التي ألمّت بنا، كل لاجئ وكل فلسطيني يدرك جزءه الخاص بذلك الحدث، قصة أسرته لكن ليس في السياق العام الذي يوضح الحجم الهائل للنكبة».

وتروي الضامن كيف تغلبت على نقص المعلومات الخاصة بأفلامها الوثائقية في ظل عدم وجود أرشيف فلسطيني: «أرشيفنا العربي مبعثر ومهمل، والأرشيف الفلسطيني مشتت كما الإنسان الفلسطيني، صحيح أن الأمر محزن في ما يختص بالمعلومات والصور الثابتة والفيديو والوثائق، لكنه حافزي للعمل، فهذا هو التحدي. كيف يمكن أن تروي قصة مفاوضات أوسلو السرية، وليست هناك أية وثائق لها بعد أن إختفت كل وثائقها في أرشيف وزارة الخارجية البريطانية في النرويج؟ وبدون أية صور للمفاوضات أيا كان طوال 9 أشهر، سواء صور ثابتة أو فيديو؟ كان الجواب في فيلم (ثمن أوسلو). إنه التحدي، هذا الذي يدفعك للعمل والصبر والجد والإجتهاد، لتقدم شيئاً مختلفاً للمشاهد، فنقص المعلومات لا يعطل الإعلامي المهني الحق».

ملل وتكرار

وتوافق الضامن أن هناك تكراراً ومللاً من القضية الفلسطينية في ظل تكرار الأحداث ذاتها من دون تغيير، وتضيف: «كما أن المستخدم للمنصات الإعلامية والرقمية أصبح مشغولاً جداً، نمط الحياة سريع والملهيات كثيرة، ووسائل الإعلام متعددة، ولم يعد الفرد ينظر لشاشة واحدة، بل دائماً ينظر إلى شاشتين: التلفاز والخلوي أو الكمبيوتر والخلوي معاً، وأحياناً ثلاث شاشات بل أربعة، هذا يشتت وليس فقط يجعل المستخدم يلجأ للسريع القصير مثل الوجبة السريعة». لكنها تستطرد قائلة: «النكبة سلسلة وثائقية طويلة من أربع ساعات، لا تستطيع أن تكون على النمط السريع، فهو عمل أقرب إلى منهج للتعريف عن جذور القضية الفلسطينية. لكنني أحاول في الوثائقي الذي مدته ساعة واحدة الحرص على التشويق، لأن التشويق هو المفتاح للوصول بالعمل إلى أن يشاهده الناس وبالتالي يتأثرون به».

وعن مشروعها الموقع الإلكتروني، تقول: «لأن الشباب لم يعودوا يشاهدون التلفاز كما السابق، ويتابع المضامين التلفزيونية عبر الإنترنت، فقد بادرت لإنشاء موقع إلكتروني بعنوان: ريمكس فلسطين، وهو مشروع لشبكة «الجزيرة» بلغات أربع، بهدف تمكين المستخدم من البحث في داخل الفيديو بتقنية حديثة، لذا تمت الإستعانة بالنص (تفريغ الفيلم) وربطه بالفيديو، وبالتالي يمكن البحث عن كلمة في أكثر من 82 ساعة وثائقية في الموقع والوصول إلى جميع الأماكن التي تذكر فيها هذه الكلمة مباشرة، وبالضغط على الكلمة في أية نتيجة بحث تذهب مباشرة إلى المكان في الفيديو وفي تفريغ النص الذي ذكرت عنده هذه الكلمة، وثم يمكن للمستخدم أن يأخذ أي مقطع قصير يريده ويشارك به أصدقاؤه على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكنه أن يأخذ مقاطع عدة من عدة أفلام يربطها سوياً في دقائق، ويضيف إليهاً عنواناً لقصة يقوم بها ثم يرسلها إلى مواقع التواصل».

و»النكبة» هي مصطلح يطلقه الفلسطينيون على إستيلاء ما يسمونها «عصابات صهيونية مسلحة» على أراض فلسطينية، أقاموا عليها يوم 14 مايو/ أيار 1948 دولة إسرائيل، وهجروا 957 ألف فلسطيني من أراضيهم إلى بقاع مختلفة من أنحاء العالم، بحسب تقدير للأمم المتحدة صدر عام 1950.

وسنويا، يحيي الفلسطينيون ذكرى هذه النكبة في 15 من مايو/أيار من كل عام بمسيرات احتجاجية وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق العودة، وإرتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948.

«وداعا كارمن» في ملتقى السينما المغربية

سيدي قاسم – من أحمد سيجلماسي:

إختارت إدارة الدورة 16 لملتقى السينما المغربية في سيدي قاسم أن تعرض في ختام حفل الإفتتاح، في القاعة الكبرى للبلدية فيلم «وداعا كارمن» لمخرجه الشاب محمد أمين بنعمراوي، وهو من النوع الأوتوبيوغرافي، يحكي من خلاله المخرج عن جانب من سيرته الذاتية عندما كان طفلا في سن العاشرة في إحدى مدن شمال المغرب منتصف سبعينيات القرن الماضي. ولعل أهم عنصر في هذه السيرة الذاتية هو الإحتكاك الأولي لهذا الطفل (المخرج لاحقا) بإحدى القاعات السينمائية الشعبية وانفتاحه على عوالم الفرجة السينمائية وطقوسها بفضل الإسبانية «كارمن»، التي كانت تعمل بهذه القاعة. 

مشاهدة هذا الفيلم تذكرنا بالعصر الذهبي للقاعات السينمائية الشعبية في المغرب وما كان يعرض فيها من أفلام هندية ومصرية وأمريكية وأوروبية وغيرها، كما توقظ فينا الحنين إلى فترة المراهقة والشباب وتنعش ذكرياتنا مع أفلام لم ننساها أبدا.

لقد لعبت الجارة الإسبانية «كارمن» دورا كبيرا في دفع بطل الفيلم إلى عشق السينما، كنوع من التعويض عن غياب الأم، الشيء الذي سيحفزه لاحقا على دراسة السينما في بلجيكا ليصبح بدوره مبدعا للأفلام بعد أن ظل مدمنا لسنوات ولا يزال على مشاهدة الكثير منها.

وتكمن إبداعية هذا الفيلم الروائي الطويل الأول لبنعمراوي في قدرة مخرجه، وبلغة سينمائية جميلة تظهر تمكنه من أدواته التعبيرية،على سرد حكاية بسيطة تتمحور حول معاناة طفل صغير مع خاله السكير العنيف، بعد زواج ثان لأمه وسفرها مضطرة للعيش في بلجيكا، وذلك في سياق تاريخي وإجتماعي يحيلنا على أجواء المسيرة الخضراء، مع انفتاح على عوالم الأطفال في حي شعبي وصراعاتهم اليومية وإستحضار لطقوس الفرجة السينمائية الشعبية وما إرتبط بها من ظواهر في السبعينات. 

إنه بحق إختيار يحسب لجمعية النادي السينمائي بسيدي قاسم ويذكرنا بروائع سينمائية شاهدناها وناقشناها في إطار برامج الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في المغرب على امتداد عقود من الزمان.

المخرج سبايك لي يدافع عن فيلمه «تشيراك»

شيكاغو – رويترز:

ظهر المخرج السينمائي سبايك لي المعروف بطرحه القضايا العرقية بشكل صريح في مدينة شيكاغو للدفاع عن فيلمه الذي يحضر له بعد تعرض اسمه المفترض «تشيراك» لإنتقادات من ساسة محليين.

وقال لي في كنيسة في منطقة ساوث سايد في شيكاغو محاطا بأمهات من أصل أفريقي يحملن صور أبنائهن الذين قتلوا في أعمال عنف بالشوارع إن الفنانين مرآة للمجتمع وهم ليسوا خائفين من قول الحقيقة.

وقال لي «علينا أن نوقف الجنون. إنه (وضع) ينافي المنطق»، مضيفا أن من عبروا عن آرائهم حيال الفيلم لا يعرفون شيئا عما يجري.

وتطرق لي إلى إسم الفيلم المفترض «تشيراك» دون أن يفصح عما إذا كان سيعتمده أم لا وإمتنع عن الإجابة على أي سؤال.

ولفظ «تشيراك» تعبير يستخدم في العامية ويشبه مدينة شيكاغو ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة في ساحات الحرب في منطقة الشرق الأوسط.

وعبر رئيس بلدية شيكاغو رام إيمانويل والسناتور ديك دوربن وعضو المجلس البلدي أنتوني بيل عن قلقهم من العنوان وإعتبره الأخير «مهينا».

وسجلت شيكاغو 407 جنايات قتل عام 2014 وهو رقم يفوق كثيرا عدد الجرائم في نيويورك أكبر مدينة في الولايات المتحدة الذي بلغ 328.

وقال لي إنه ليس مهتما بالسياسة أو السياحة في شيكاغو.

وأضاف «الأمر لا يتعلق بخسارة شيكاغو أعمالا.»

وأشار إلى الأمهات الثكالى من حوله قائلا «لا أحد يريد أن يكون عضوا في هذا النادي هنا»، مشيرا إلى تقارير عن تعرض 14 شخصا لإطلاق النار في المدينة في اليوم السابق ومقتل ثلاثة منهم.

وقال موقع (آي. إم. دي. بي.) الترفيهي إنه حضر إلى جانب لي الممثل جون كوزاك وأصله من شيكاغو والذي يشارك في الفيلم مع الممثل صامويل جاكسون.

وشارك أيضا الأب مايكل فليجر راعي أبرشية كنيسة سانت سابينا الكاثوليكية المعروف بنشاطه في مجال مكافحة العنف المسلح. وقال «نحن نرسم واقعا صعبا ومعقدا.»

وظهرت في خلفية المنصة حديقة فيها نساء فقدن أولادهن في عنف الشوارع ونحو 500 علم أحمر صغير يوم عيد الأم.

وقالت راعية الأبرشية برندا ميتشل للصحافيين إنها أرسلت في عام 2005 أحد أبنائها للقتال في العراق، لكنها إضطرت لاستدعائه بعد أسبوع ليحضر جنازة أخيه.

وقالت «من قبيل المفارقة أن أرسل إبنا ليرسي الحرية لأشخاص آخرين وأخسر آخر في بلد حر».

القدس العربي اللندنية في

15.05.2015

 
 

في ذكرى النكبة.. أثر الشتات في السينما الفلسطينية

أفنان فهيد – التقرير

في منتصف الليل، بين يومي 14-15 مايو، أعلنت القيادة العسكرية الصهيونية قيام دولة إسرائيل، وأعلن الشعب الفلسطيني يوم 15 مايو/آيار بدء شتاته، وبدأت المآساة بصورة رسمية.

الشعب الفلسطيني، كمعظم الشعوب، التي قررت محاربة الهزيمة بالفن والأدب، وخصوصًا؛ عندما يتعلق الأمر بالهوية، وتصدير رسائل للعالم تبلغه “أننا لازلنا هنا نقاوم”.

عانت السينما الفلسطينية بالأخص دونًا عن باقي الفنون والآداب مشاكل عديدة، منها المشكلة الرئيسة وهي البقاء، فاستغرقت بعد النكسة وقتًا لا بأس به حتى لملمت شتاتها، وعادت للظهور من جديد عبر الأفلام الوثائقية، التي هدفت من خلالها توثيق المآساة قبل أن يُحرف التاريخ، ثم بدأت تظهر الأفلام الروائية، ولكن غلب على القصة العامة، التيمة التي لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفالها؛ الاحتلال، وصراع البقاء.

كما أن وطأة الاحتلال قسّمت المجتمع إلى نصفين، نصف حوصر بالداخل، وقسم حوصر بالخارج، مَن بالداخل يتوق للخروج –أو معظمه بحثًا عن حياة أفضل-، ومن بالخارج يحلم بالعودة.

في هذا التقرير نتعرض لشطري المجتمع الفلسطيني باستعراض فيلمي “ملح هذا البحر”، و”أمريكا”.

ملح هذا البحر 2008..

فيلم “ملح هذا البحر”، سيناريو وإخراج “آن ماري جاسر”، مخرجة  فلسطينية، ولدت في “بيت لحم، بفلسطين” عام 1974، ركزت في أعمالها على حق العودة، بشكل رئيس، وعلى وضع الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة.

في نهاية الفيلم، كُتب إهداء لذكرى النكبة وخاصة مذبحة الدوايمة، وإهداء ثان، للرجال الذين فقدناهم وحبهم للبحر، ليافا..

تدور أحداث الفيلم عن (ثرية – سهير حماد)، الفتاة الفلسطينية التي ولدت في الشتات، بالولايات المتحدة، بعدما أُخرج جدها عنوة من منزله بـ”يافا” وتربى والدها بمخيمات لبنان.

“ثرية”… قررت أن تعود لوطنها بأي شكل من الأشكال، فتقدمت بطلب لاستخراج تأشيرة تسمح لها كمواطنة أمريكية زيارة بلدها الذي تحول اسمه إلى دولة إسرائيل.

من المشهد الأول؛ توضح لنا “آن ماري جاسر” كيف يعامل الفلسطينيين بمجرد أن تطأ أقدامهم الأرض المحتلة، والمضايقات التي تمارس ضد من يعرف بأنهم من أصل عربي، ناهيك عن أصل فلسطيني، لا تتأثر “ثرية” كثيرًا من هذه المضايقات، وتحاول الاندماج مع فكرة أنها عادت أخيرًا لوطنها، حتى لو كانت التأشيرة لمدة أسبوعين فقط، ففي كل الأحوال لم يكن في نيتها العودة إلى نيويورك.

تتعرف “ثرية” على (عماد- صالح بكري)، الشاب الفلسطيني الذي لم يسافر خارج رام الله منذ سبعة عشر عامًا، ولم يفلح في استخراج تأشيرة سفر من فلسطين لكندا، بالرغم من حصوله على منحة تعليمية في كندا، بسبب التضيقات التي تمارسها الحكومة الصهيونية على الشعب الفلسطيني.

لذا شعر “عماد” بأنه محاصر، مطوق من جميع الجهات، يريد الخروج من رام الله بأي شكل، وإن لزم الأمر الخروج من فلسطين كلها.

“ليش جيتي هون بالضبط؟ مافيش إيشي هان.

-ولا محل فيه إيشي.

الحياة أحسن في محلات تانية، فليش؟

-كان إلنا إيشي هون، كان إلنا حياة، سرقونا.”

الأمر مختلف بالنسبة لـ”ثرية” التي ولدت وتربت بالخارج، فهي لم تعد لفلسطين للبقاء برام الله، فهي تريد الذهاب لموطنها الأصلي “يافا” والحصول على أموال جدها بأي شكل من الأشكال، لذا تقوم بمغامرة مع “عماد” وصديقهما (مروان- رياض إيديس)، ليلعبوا أدوار ثلاثة مستوطنين ويذهبوا أخيرًا إلى “يافا” معًا.

“اتفقتوا إذا هما يقرروا إذ أنا فلسطينية ولا لأ؟!“

بعد محاولات لا جدوى منها مع المصرف الفلسطيني للحصول على أموال جدها المدخرة به، والتي اكتشفت أنه لا أمل في عودتها بسبب استيلاء الصهاينة عليها، حاولت مرة أخرى أن تحصل على جنسيتها الفلسطينية، وبالتالي تحصل على إقامة بفلسطين، لتبوء محاولتها تلك بالفشل.

تعثر “ثرية” على منزل جدها الذي تقطنه إحدى المواطنات الإسرائيليات، التي تبغض العنف وتريد حلًا سلميًا للطرفين، فترحب بهم وتستضيفهم عدة أيام إلى أن تطلب منها “ثرية” أن تشتري منها المنزل، وهنا يبدأ الصراع.. فالمرأة لا تستطيع بيعه والحكومة الإسرائيلية لن تقبل ذلك بأي حال، وبين أن “ثرية” تريد منها اعتراف شفوي أن جدها تم طرده عنوة من هذا المنزل وأنها أحق به.

تعمدت المخرجة “آن ماري جاسر” أن يظهر الشخص المسيطر على الوضع بظهره لا بوجهه لتضفي نوعًا من الغموض والرهبة، ولتُركز الكاميرا على انفعالات البطل، أو البطلة، انفعالات الغضب والقهر.

كما فلعت في مشهد طرد “عماد” من المطعم، فظهر رب العمل بظهره، وركزت الكاميرا على وجه “عماد”.

الكادرات بصفة عامة تسير في إطار ضيق، كالذي يسير فيه الشعب الفلسطيني، كادر صغير ومحدود، يركز على ملامح الممثل فقط، ولا يعرض الكثير مما حوله، وكأنها تقر حقيقة أن لا شيء حوله أصلًا.

وفي المشاهد الخارجية، يكون التصوير من بعيد، حيث يشمل التغيرات التي حدثت بعد النكبة، من جدار عازل، ومستوطنات، والبحر الذي لا تتغير ملامحه ولكن تغير روّاده الذين أصبحوا كلهم صهاينة، حيث لا يستطيع فلسطيني أن يصل إلى هناك إلا هربًا.

ثم تأخذنا الكاميرا في جولة بقرية “الدوايمة” التي تم تطهيرها عرقيًا في  28 / 10 / 1948، وبقيت خاوية على عروشها كمحمية طبيعية يأتيها الصهاينة للتعرف على تاريخهم المزور.

النهاية لن تكون سعيدة لكلا الطرفين، ولكنها الواقع الشعب الفلسطيني منذ 67 عامًا، مهما حققوا من انتصارات كالخروج من رام الله إلى يافا إلى الدوايمة، لكنها تبقى انتصارات صغيرة، تثير حفيظة الإحتلال نعم، ولكنها صغيرة، لن تحل الأزمة الحقيقية. الفيلم إنتاجه مستقل، قامت به “آن ماري جاسر” وعشرة آخرين، والموسيقى قامت بها “كارمن راستكار” وتنوعت بين الموسيقى الخاصة بالفيلم وأغاني قديمة وحديثة.

شاهدالفيلم من هنا.

أمريكا 2009..

 فيلم “أمريكا” سيناريو وإخراج “شيرين دعيبس”، إنتاج أمريكي-كويتي مستقل.

تدور أحداث الفيلم حول (منى- نسرين فاعور) أم مطلقة، تعول ابنها وأمها المسنة، قدمت هي وزوجها قبل أمر انفصالهما على هجرة إلى أمريكا، وتم قبول طلبها بعد أن انفصلت عن زوجها. شجعها ابنها للمضي قدمًا في أمر الهجرة.

“– بس بابا مش بالسهولة هاي، نقوم نضب اغراضناـ ونروح ع بلد تاني كأننا زوار.

-أحسن ما نكون مساجين ببلدنا“

جميع الظروف المحيطة دفعت “منى” لقبول أمر الهجرة، لتبدأ معاناة جديدة بالخارج، فقد سافرت وابنها لأمريكا في الوقت الذي اجتيحت فيه العراق، لتبدأ مآساة المواطن العربي بالخارج، من أول النظرات، ثم المضايقات اللفظية، ثم رسائل التهديد بالقتل، ثم التعدي بالضرب وخلافه.

مآساة “منى” تختلف؛ فقد فقدت أموالها القليلة في المطار، لتبدأ من الصفر، أولًا، تبحث عن وظائف خالية تتناسب مع مهنتها السابقة كموظفة في مصرف، ثم تبدأ البحث عن وظائف أقل، إلى أن ينتهي بها الحال كعاملة في مطعم.

فوق هذا كله تظل المشكلة الحقيقية مهيمنة على الوضع العام،  وهي الغربة، فمهما كانت البلد الجديدة جميلة، وأناسها لطاف، يبقى شعور الغربة ملتصقًا بـ”منى” وأختها (رغدة- هيام عباس)، التي سبقتها وهاجرت من فلسطين منذ خمسة عشر عامًا، لكن الشعور بالغربة لم يفارقها أبدًا، وتود أن تعود لموطنها في أول فرصة.

عندما تفكر “منى” بأمر العودة، تتصل بوالدتها لتخبرها بأمر اعتقال أخيها لعدة ساعات، قاموا خلالها بتعذيبه، لتنظر “منى” لابنها (فادي- ملكار معلم)، وتطرد فكرة العودة من رأسها.

رغدة، وبالرغم من إقامتها بأمريكا لأكثر من خمسة عشر عامًا، وولادة بناتها الثلاث بالولايات المتحدة وحصولهم جميعًا على الجنسية الأمريكية؛ إلا أنها لازلت متمسكة بالمبادئ والعادات العربية.

في أحد المشاهد؛ عندما يصل “فادي”، ابن منى، و”سلمى” ابنة رغدة، في وقت متأخر، تقف الوالدتان في مواجهة أبنائهما، في صورة حصار، ثم عندما تنقلب موازين القوى في صالح “سلمى” عندما تواجه أمها بالحقيقة، وهي أنهم يعيشون الآن في أمريكا، وأنهم مواطنون أمريكيون، لينتقل الكادر من صورة الحصار إلى صعود الفتاة الدرج، لتبقى أمها بالأسفل تصيح في محاولة يائسة منها “طالما تعيشين بهذا المنزل فأنتِ تعيشين في فلسطين”، ليظهر المشهد وكأن القوى الأمريكية بالأعلى، والقوى العربية بالأسفل.

في أحد المشاهد، يذهب مجموعة من الطلاب العنصريين الذين يدرسون مع “فادي” و”سلمى” بنفس المدرسة للمطعم الذي تعمل به “منى”، ويبدأون في مضايقتها هي والعامل الآخر ذو المظهر المختلف، فتلاحقهم “منى” لتسقط على ظهرها نتيجة سكبهم لمشروب على الأرض.

فكرة المشهد لم تنطو فقط على مشاغبة هؤلاء المراهقين، أو على السقطة المدوية لـ”منى”، بل احتوت رمزية للوضع العام للعرب، حيث يتم استفزازهم ليردوا بشكل غير مدروس، فيقعون في نفس الخطأ مرة تلو الأخرى.

الموسيقى التصويرية للفيلم قام بها “كريم رستم” ودمجت نوعين من الموسيقى، أولًا الموسيقى والأغاني العربية، كأغاني “ماجدة الرومي” و”مارسيل خليفة”، وثانيًا الأغاني الأمريكية الحديثة.

فيلم أمريكا، عكس فيلم “ملح هذا البحر” انتهى بنهاية جيدة، ولكن كلاهما استعرضا بشكل مختلف معاناة الشعب الفلسطيني داخل وخارج بلاده، وأن الأزمة في كل الأحوال ستظل واحدة، وهي الاحتلال.

لارس فون ترير” و”بيلا تار”.. خطان متضادان لنهاية العالم

نهاد زكي – التقرير

لم تمر أسطورة حضارة المايا عن نهاية العالم عام 2012 بسلام، فبدءًا من عام 2011 شاهدنا العديد من الأفلام التي صنعت خصيصًا من أجل الاستفادة من بروباجندا الحدث.

لكن من بين كل الأعمال التي قُدمت في 2011 /2012 عن النهاية؛ هناك عملان استثنائيان، هما ملحمتان للنهاية.

ويبدو أن الذي أثار لارس فون ترير في ميلانخوليا، أو بيلا تار في حصان تورين لم تكون أسطورة المايا ذاتها، بل فلسفة الفناء، فغزل كل منهم تصوره الخاص جدًّا والمتفرد عنها.

يبدأ لارس فون ترير فيلمه بمشهد ملحمي، يختصر الأحداث كلها، مشهد يمكنه أن يصنع فيلمًا خاصًّا به، بموسيقى فاجنر بالحركة البطيئة للممثلين، بالعروس التي تبتلعها البحيرة في مشهد جنائزي، وغصون الأشجار التي ستكون طوق نجاة أخير في النهاية، وجواد وحيد شاهد على كل ما حدث، ثم ثلاثة أضلاع المثلث التي ستبقى للنهاية وتعاصرها، الأم، الابن، العروس. والكوكب الذي يقترب من الأرض ليبتلعها، ثم الفناء.

لن نتحدث عن تحليل الأحداث بالفيلمين، بل عن ديناميكية العبور إلى النهاية و إرهاصاتها؛ فلارس فون ترير في ميلانخوليا يلعب على وتر مغاير تمامًا لما أنتهجه بيلا تار في حصان تورينو.

فنجد البطلة ” كريستن دانست ” في الجزء الأول من الفيلم في مشهد غاية في الجمال لكابوس متكرر تشاهده، وهو للأغلال الصوفية التي تكبل قدميها فيصعب عليها جرها، وقد تكون تلك الأغلال الصوفية هي إنذار من قوتها الخفية والخاصة التي تمتلكها البطلة بالنهاية، لكن إن تأملته جيدًا بعد المشاهدة الثالثة للفيلم ستجدها أغلال حياتها الخاصة؛ العمل الذي لا تفضله لكنها تتقبل الترقية من المدير الانتهازي والمستغل لها حتى في ليلة زفافها بصدر رحب، حفل الزفاف الأرستقراطي الذي لا تطيقه لكنها تبتسم وتعمل جاهدة على استكماله، الأخت الأرستقراطية التي نظمت كل هذا الحفل ولا تكف عن التململ بخصوص النقود التي أنفقتها هي وزوجها على حفل زفاف، وغيرها من الآغلال الصوفية التي تكبلها والتي ستتخلص منها في محاولة لاستعادة ذاتها، فتخرج من حجرة زوجها دون أن تدعه يضاجعها في ليلة الزفاف لتمارس الجنس مع شخص آخر، لكنه ليس إلا تفريغ لشحنة كبت وكآبة، وربما في محاولة للتحرر من الجسد.

هذا الجسد فلكم، للمشاع، للطبيعة، لكن الروح فهي لها!

وتواجه مديرها بحقيقته، لتتحرر من عبودية العمل، لكن كل هذا ليس من فراغ أيضًا، فاتصالها القوي بالكون يمكنها من استشعار النهاية، فهي تمتلك الحاسة التي تمتلكها الأحصنة في استشعار الحوادث الكبرى، فتتعري على الحشائش لتتصل بالطبيعة بل لتنصهر فيها وتمتزج بها، في لوحة بديعة تعطيها الحياة حركة جسدها على العشب فتذكرني باحتفاء Pierre-Auguste Renoir بجسد المرأة العاري في لوحاته، خاصة لوحة المرأة المستلقية على العشب، وقد تكون تلك اللوحة البديعة التي رسمها لنا لارس فوت ترير بجسد كريستن دانست هي امتزاج بالطبيعة لمعرفة مكنونات تلك الدرجة البالغة من الكآبة، وقد تكون محاولة للتحرر من الجسد المادي للوصول إلى الروح، روح البطلة وروح الطبيعة أو للبحث عن الخلاص.

ولم تكن تلك هي اللوحة الوحيدة في العمل؛ بل سنجد في مشهد البداية كادر لعروس تبتلعها البحيرة، والذي يكاد يكون متطابقًا مع لوحة John Everett Millais المسماة بـ”زهور أوفيليا” والتي تصورها في اللحظات الأخيرة قبيل غرقها.

وقد لعب لارس فون ترير وبيلا تار على وتر الأحصنة في استشعار النهاية، بتغير تصرفاتهم، فيتعثر جواد لارس فون ترير في مشهد البداية الملحمي من الريح، في حين يمتنع جواد بيلا تار عن الطعام، لكن ربما هو الخط الرفيع الوحيد المشترك بين نهاية لارس فون ترير المضيئة ونهاية بيلا تار المظلمة.

وفي النهاية؛ نرصد حركة مقاومة النهاية عند لارس فون ترير، نرصد إنكارها، ثم انتحار زوج الأخت عند تأكده منها، ونرصدها أكثر في ذلك المثلث المصنوع من غصون الأشجار التي ستصنعه كريستن دانست لابن اختها في النهاية كخيمة كانت قد وعدته بها في الجزء الأول من الفيلم، لكنه في الحقيقة طوق نجاة كانت تأمل أنه سيحميهم، وسيخترق هذا الضوء الساطع الذي اختار لارس فون ترير أن يكون بصمة النهاية ليسكن فيه لا ليفنى.

أما في حصان تورينو فبيلا تار يسير في الاتجاه المعاكس تمامًا لنهاية لارس فون ترير، يفتتح الفيلم بقصة “نيتشه”:

“فيتورينو، 3 يناير 1889 فريديريك نيتشه يخرج من المنزل رقم 6 إلى كارلو ألبيرتو، ربما ليأخذ نزهة، وربما ليمر على مكتب البريد حتى يستلم رسائله وفي مكان ليس بعيدًا عنها، وهو بعيد في الحقيقة يعاني سائق المركبة من حصانه العنيد، ورغم كل إلحاحه إلا أن الحصان يأبى أن يتحرك؛ وعندئذٍ فإن السائق -جوزيبي، كارلو، إيتوري- يفقد صبره ويخرج السوط ليجلده. يصل نيتشه إلى هذا المكان ويضع حدًّا لهذا المشهد الوحشي الذي يقوم به السائق الذي كان يغلي من الغيظ في هذه الوقت، وفجأة يقفز نيتشه إلى العربة، وبالرغم من مظهره القاسي يحيط برقبة الحصان بكلتا يديه، ويأخذ بالبكاء، يأخذه جاره إلى المنزل حيث يستلقي لمدة يوم يجلس على الأريكة صامتًا وهادئًا حتى تمتم أخيرًا بكلماته الأخيرة: “أمي، أنا أحمق”، وعاش بعدها 10 سنوات، مخبولاً وهادئًا في رعاية أمه وأخواته. أما الحصان؛ فلا نعلم عنه شيئًا!“.

ويختتم القصة بسؤال عن الحصان، في حين يفتتح مشهد البداية بحصان لن نعرف أبدًا هل هو حصان نيتشة أم لا؟ إلا إنه حصان مُتعَب وعنيد، ولن نعرف أبدًا هل نيتشه دخل في القيامة التي سنراها بعيون بيلا تار؟

لكننا سنرى رجلاً في رعاية ابنته، ربما كما كان نيتشه في رعاية أمه وأخواته، سنرى قيامة على مقاس بيلا تار وعلى مقاس قصة بدء الكون في الكتب السماوية، ستة أيام، هي الحد الفاصل، هي الزمن اللازم لخلق الكون أو لفنائه؛ لكن نيتشه صاحب فكرة موت الإله؛ الإله الذي سعى نيتشه لتطهير العالم من بقايا ظله على الأرض، فهل الإله قد عاد من نومته الأخيرة ليفني ما قد خلقه؟!

فبيلا تار؛ فُتن بقصة نيتشه عندما سمعها أول مرة لدرجة جعلته يقرر صنع فيلم وقتها؛ لكن ربما الفيلم ليس عن نيتشه، ولا عن رؤيته الفلسفية للأشياء، ربما هو عن الحصان، فربما بيلا تار قد قرر أن يصنع أسطورة لهذا الحصان تحتوي نهاية هذا الكون كله، وفناء هذا الجنس البشري الآلي، غير الرحيم، المتغذي على العنف والحروب منذ بدء الخليقة، ويجسد ذلك في لوحات بديعة، فكل كادر كان لوحة قائمة بذاتها، تحتوي على الجمال، البساطة، وتسيطر عليها روح الكآبة.

وعلى عكس لارس فون ترير في ملحمة وداعه؛ فنجد بيلا تار يجسد الاستسلام للنهاية في أبهى صوره، روتين يومي لا يتغير على الرغم من الرياح، من صعوبة الخروج، من حالة إعياء الجواد الذي يمتنع عن الطعام، فالأبطال -وهم: أب وابنته- يعيشان بمفرجدهما، لن نرى غيرهما تقريبًا طوال الفيلم -إلا بعض عابري سبيل- مازالا يمارسان طقوسهما اليومية بدءًا من الاستيقاظ في الصباح الباكر، الابنة تساعد الأب في ارتداء ثيابه، يحتسيان كأس فودكا، تذهب لتجلب المياه من البئر، وتساعد الأب غير القادر على الحركة بمفرده -فهو نصف مشلول- في الخروج بالحصان رغم الرياح، تمنعهما العواصف أو امتناع الحصان عن الحركة، يدخلان المنزل يأكلان حبتين مسلوقتين من البطاطس، ويتأملان النافذة إلى أن يحل الظلام، لن يغير من روتينهما اليومي سوى زيارة بعض الغجر لهما، في مشهد مغاير لجو الفيلم القاتم والرتيب، فها هم مجموعة من البشر يجوبون الأرض بالأغنيات والهمجية والسُّكْر وكأن الأرض لهم، وكأنهم يحتفلون بالنهاية، ينتقمون من الحياة، يعبرون من أجل شربة ماء من البئر الخاص بالأب والابنة، وينطلقون في طريقهم المعاكس بعد أن يعطوا الابنة هدية “كتاب”، ويستمر الروتين إلى أن ينضب ماء البئر فجأة، فيحاولان الرحيل، ولكن محاولة رحيلهما ليست مقاومة للنهاية، بل من أجل استمرار الروتين، وفي النهاية يفشلان حتى في محاولتهما هذه، فيعودان للمنزل يأكان حبة البطاطس دون سلقها، وفي يوم آخر تنطفئ النيران في إشارة أخرى ناحية النهاية، لكنهما لن يكفا عن ممارسة الحياة كما اعتاداها حتى مشهد النهاية.

الأب والابنة وَحَبَّتَي البطاطس والظلام الذي يخيم شيئًا فشيئًا على العالم، وكأن العالم عند بيلا تار يتجه نحو نفق مظلم، ولا خلاص، فليس هناك احتياج للمقاومة، للتغيير، فلا أمل في الجنس البشري، فالعدمية هي سيدة المشهد وبطلته الأولى. وعلى الرغم من أن لارس فون ترير وبيلا تار يغزلان الثوب نفسه (ثوب القيامة) كآلهة منمقة إلا إنهم يعزفان سيمفونيتين مختلفتين، فما بين ضوء لارس فون ترير الساطع، وظلام بيلا تار الدامس، ليس هناك شيء مشترك سوى اللاَّ خلاص!

التقرير الإلكترونية في

15.05.2015

 
 

"افلام ولكن" كتاب يوثق ملايين الدولارات ذهبت هباء!!

عبدالجبار العتابي

بغدادسبع وثلاثون فيلما عراقيا انتجت ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013، هي اكثر عدد من الافلام انتج عربيا خلال سنة واحدة، وقد تم توثيقها بكتاب سرد كل تفاصيلها.
 
صدر للناقد السينمائي والمؤرخ مهدي عباس كتاب حمل عنوان "افلام ولكن؟!" عن افلام مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 التي عرضت في قاعة المسرح الوطني خلال اشهر شباط واذار ونيسان عام 2015.

يقع الكتاب في 116 صفحة من القطع المتوسط، وقد اهداه المؤلف (الى روح المصور الرائع المبدع حاتم حسين)، ويتكون من اربعة فصول، يستعرض الاول الأفلام المشاركة في هذا المشروع من حيث التأليف والاخراج والتمثيل والميزانية الخاصة بكل فيلم اضافة الى شرح مختصر عن فكرة كل عمل، فيما تناول الفصل الثاني الجلسات النقدية التي تناولت الافلام المشاركة والتي اقيمت بعد عرض الافلام مباشرة وأوضح فيه المؤلف بشكل مختصر ما دار في الجلسات واسماء النقاد والفنانين والاعلاميين الذين اسهموا فيها، وتضمن الفصل الثالث كتابات نقدية للاعمال الفنية لعدد من النقاد والسينمائيين، اما الفصل الرابع تضمن ملاحق استعرض فيها اعداد المشاركين في الافلام، من المخرجين، ومدراء التصوير والمونتيريين وواضعي الموسيقى واكثر الممثلين.

وقد مهد المؤلف للكتاب تحت عنوان (تجربة جديدة ولكن) جاء فيه (لقد جاء عرض هذه الافلام الى الجمهور العراقي بمثابة الصدمة التي دعت بعض السينمائيين الى محاسبة صانعي الافلام وكل من شارك وساهم في صنع افلام لا تمت للسينما بصلة ولا تمت لبغداد ووجهها الثقافي والحضاري بصلة ايضا).

واضاف موضحا: (لقد صرفت ملايين الدولارات على انتاجات ضعيفة فنيا وماديا وكان اغلبها اقرب الى التلفزيون بل ان بعض الاعمال التلفزيونية كانت افضل بكثير عما شاهدناه)
 
الكتاب شامل، يسرد فيه المؤلف كل ما يخص هذه الافلام السبع والثلاثين (17 روائي طويل، 14 روائي قصير و6 افلام وثائقية) بالمعلومات التفصيلية الدقيقة عنها وارقام ميزانية كل فيلم فضلا عن الجلسات النقدية التي اقيمت على ضوء عروض هذه الافلام والتي كانت مثار جدل غير منقطع، والكتابات النقدية عنها والتي كانت جريئة في طرحها وقد اختارها المؤلف بدقة وعناية، وسرد ايضا جداول عن العاملين في هذه الافلام على اختلاف جنسياتهم ايضا وخبراتهم، وهو ما يجعل الكتاب وثيقة تاريخية مهمة عن تظاهرة اثارت الكثير من الجدل في الوسط الثقافي ونال من اللغط ما لم ينله مشروع فني حد ان البعض طالب بمحاسبة اصحاب الافلام الهابطة من اجل اعادة الاموال الى خزينة الوزارة ولكن!.

إيلاف في

15.05.2015

 
 

محمود أبو العلا يكتب:

نحن لا نصنع الكوفاديس

عام 1912 قام المخرج انريكو جازوني بإخراج فيلم كوفاديس، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم صدرت 1896 ، وكان هذا الفيلم هو الأول في تاريخ السينما الذي يعتمد علي ميزانيات ضخمة، وديكورات باهظة. وكان أول الأفلام التي تحطم الأرقام القياسية للعائدات في وقتها والذي شهد إقبالا كبيرًا من الجمهور .

لم أكن أعرف كل هذا عندما اصطدمت بأذني عبارة (احنا مابنعملش كوفاديس) للتريقة علي شكل انتاج ما يريده المخرج للفيلم؛ حتي وقر في ذهني أن فيلم كوفاديس هو فيلم سيء؛ إما لأنه ممل لا يجتذب الجمهور لكونه يحتوي علي رسالة وعظية شديدة الوضوح تُنفر منه الناس، أو لإنه كلف المنتج مبالغ طائلة لم ينجح في استردادها وكان سببًا في خراب بيت المنتج ..

كل هذا تخيلته مخطئًا في كل مرة أسمع فيها أحد المنتجين يطلب مني وضع بعض اللقطات الحراقة علي حد تعبيره في الفيلم كأحد عوامل الجذب للجمهور؛ لأكتشف في النهاية كم أن هذة العبارة مخطئة تمامًا مثلها مثل أساطير أصرَ الجمهور علي تحطيمها، منها أخر أسطورة نجح فيلم الجزيرة الجزء الثاني في تحطيمها بعد تربعه علي قمة إيرادات أفلام موسم عيد الأضحي، وهي أسطورة إن الجمهور عايز كده التي حاول المنتجين جميعًا إيهامنا في كونها حقيقة .

هذة العبارة جعلتني انتبه لأحد الأنماط السائدة في أفلام الوطن العربي والتي داب المخرجين والمنتجين بالخارج علي تحطيمها، وهي النظرية التي تقول إن الفيلم لابد لكي يكون تجاريًا، ألا يحمل في طياته أي رسالة، ولا فكرة يود أن يناقشها وأن الأفلام الجماهيرية هي أفلام للمتعة فقط متناسين، أفلام مثل أي تي الذي يعد تنويعة محدثة لتيمة الجميلة والوحش، أو افلام مثل افاتار التي تناقش فكرة الاستعمار .. او ماتريكس الذي يحمل في طياته فكرا فلسفيًا راقيًا وحوارًا فكريا عن صلة الإنسان بالألهة، وفي الأفلام العربية الفلسفية التي تحمل في أجزاء من حوارها ما يحمل رواد مواقع التواصل الإجتماعي علي التندر بها مثل فيلم الكيف والبيضة والحجر وكلها أفلام ممتعة شيقة تشدك من أول مشهد فيها .

استطيع وبكل ثقة أن أضم إلى تلك الأفلام وغيرها طبعا فيلم لوسي الذي ناقش فيه مؤلفه ومخرجه موضوع التطور في إطار فلسفي عميق وفي نفس الوقت نجح في تحقيق المعادلة وقدم فيلم خيال علمي وقدرات خارقة رائع ومشوق

لو لم يتم تضفير الرؤية الفلسفية للفيلم بصوت الرائع مورجان فريمان (حسن حسني هوليود) لما حققت مثل هذا التأثير

الفيلم قائم علي فرضية داروين وهي إن الإنسان مازال في طور التطور وإن عقله سيستمر في التطور أكثر وأكثر وكذلك حذر الفيلم في طياته من مبدأ إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ولكنها بالمحسوس دون أن يضغط على هذه النقطة لتظهر .

استطاعت اللقطات الوثائقية المضفرة داخل أحداث الفيلم بعناية فائقة أن تثري الفيلم وتقدم صورة أخرى قائمة بذاتها مختلفة عن أحداث الفيلم الأصلية .

الاسقاط بين ان لوسي بطلة الفيلم اسمها هو نفس اسم أول انثي مكتشفة في متاحف التاريخ الطبيعي والتي أعتقد إنها في بعض الأحيان ترمز للطبيعة الأم التي تهيمن علي الكون أعتقد إنه اسقاط جيد مالم يخدعني عشقي لنظرية المؤامرة

لم يؤرقني في القصة سوي إن امرأة بهذة القوة الخارقة والتي يفترض إنها تتحكم في خلايا جسدها لم تطور خلاياها نظاما يجعل جروحها تلتأم او تطرد الرصاصة التي أخذتها او ……. وأعتقد أن هذا أحد جوانب الضعف وعدم المنطقية للقصة بصفتي أحد عشاق الكتابة للخيال العلمي

–  سكارليت جونسون قامت بما ينبغي عليها في نصف الفيلم الأول حينما كانت بشرية عادية مذعورة، أما في الجزء الثاني حينما تحولت لسوبر هيرو اكتسي أدائها ببعض الجمود المبالغ فيه قليلًا وهو ما أعتقد إنه لا يعيبها كممثلة قدر ما يعيب مخرج العمل

لا أعتقد إني أعرف ماهي المؤهلات التي أهلت عمرو واكد لأداء هذا الدور الثانوي سوي ملامحه التي تشبه إلى حد ما المهاجرين المغاربة إلى فرنسا .. يبدو أنه على الممثلين المميزين أن يعانوا من الخطوات الضيقة لدخولهم الأسواق الغريبة عليهم، وخصوصا العرب مثلما يعاني عشاق فن التمثيل ومجيديه في اختراق الوسط الفني في مصر، لا فرق هنا بين ممثل مشهور في بلده، وأخر لم يحالفه نفس القدر من الحظ. وإن كنت أعتقد إنها مرحلة لابد أن يتخطاها عمرو واكد ليقدم أدوارًا تكشف عن حجم موهبته الحقيقية، وإن كنت أنصحه بالبحث عن أفلام مستقله تلك التي سيتاح له فيها مساحات أدوار أكبر تؤدي إلى سرعة اكتشافه هناك بدلا من أفلام الاستديوهات العملاقة

ـ أما مورجان فريمان فأنا أعتقد إنه لو قيدنا قدميه ويديه وكممنا فمه فهو قادر على التمثيل وعلى إبهارنا جميعًا .

أخيرًا الإخراج كان لطيفا خاليًا من الفذلكة الفنية وصل المطلوب منه دون صخب مبالغ فيه لا يحتاجه الموضوع .

كتب وكتاب في

15.05.2015

 
 

صناع "رسائل من اليرموك"

يطالبون رشيد مشهراوي بمشاهدته

دمشق - العربي الجديد

طالب عازف البيانو الفلسطيني أيهم أحمد، القائمين على الفيلم الوثائقي "رسائل من اليرموك" بمنحه حق مشاهدة الفيلم الذي شارك في صناعته مع المصور الفلسطيني تيراز سعيد.

وكتب أيهم على صفحته في "فيسبوك" مؤكدا على حقه في مشاهدة النسخة الكاملة من الفيلم على اعتباره أحد صانعيه الذين مازالوا على قيد الحياة، حتى لو كان تحت الحصار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في ضواحي العاصمة السورية دمشق.

وأوضح أنه تواصل عدة مرات مع مخرج الفيلم رشيد مشهراوي، لكنه لم يجبه إجابة شافية، رغم أنه تولى إعداد الموسيقى التصويرية للفيلم.

الحكاية من بدايتها، أن تيراز سعيد، وهو مصور فوتوغرافي فلسطيني، لم يستطع البقاء بعيدا عن منطقته التي عاش وترعرع فيها، فقرر العودة إلى "مخيم اليرموك" ليسجل ويوثق بكاميراته الفوتوغرافية ما تبقى من سجلات للفلسطينين في المخيم، معتبرا أن حصاره داخله لن يمنعه من تحرير الصور التي يلتقطها كل يوم ويسجل من خلالها يوميات الحياة الحاضرة الغائبة عن العالم الخارجي.

ذاع صيت تيراز سعيد، وخصوصا لدى الفلسطينيين في الداخل والخارج، ونشرت عنه العديد من التقارير التلفزيونية، بل أكثر من ذلك، استطاعت صوره أن تشارك في معارض فنية في القدس ورام الله، بل وتفوز في مسابقة الأونروا السنوية للتصوير الضوئي في غزة، من خلال صورته الشهيرة التي حملت عنوان "الملوك الثلاثة" والتي تحكي عن الأطفال الثلاثة الذين كانوا ينتظرون موافقة للخروج من حصار المخيم للحصول على علاج من المرض الجلدي الذي أصابهم نتيجة انعدام الرعاية الطبية داخله.

ولأن الصورة أهم من ألف كلمة، بدأ التعاون بين تيراز سعيد ولميس الخطيب وعازف البيانو وصاحب فرقة "شباب اليرموك" أيهم أحمد، مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، لصناعة فيلم يحكي عن معاناة ما تبقى من سكان في مخيم اليرموك من خلال رسائل يطلقونها إلى العالم ويعبّرون من خلالها عن معاناتهم اليومية.

بعد أن أتم رشيد مشهراوي وضع لمساته الأخيرة على الفيلم الذي كابد من في المخيم لصناعته، لبس الأخير قبعته الإفرنجية وحمل حقيبة سفره جائلا في مهرجانات العالم ليعرض "رسائل من اليرموك.. أنقذوا ضمائركم"، فمن مهرجان دبي السينمائي إلى مهرجان حقوق الإنسان في جنيف إلى القاهرة ومالمو في السويد، وغيرها، ضاربا عرض الحائط بحقوق هؤلاء الشباب وغيرهم ممن مازالوا تحت الحصار.

لم يتكلم مشهراوي عنهم في المحافل السينمائية أو حتى يرد بكلمة واحدة على الرسائل الإلكترونية التي أكدوا أنهم قاموا مرارا وتكرارا بإرسالها إليه، ليطلبو منه نسخة من العمل لا أكثر.

يتواصل أيهم أحمد عبر "سكايب" مع العالم الخارجي منذ بداية الحصار وحتى اليوم، وينظم حفلات فنية لفرقته "شباب اليرموك" بنفس الطريقة، وهو بصدد إقامة حفلات في النمسا والأردن والجزائر، وتم تكريمه في أبريل/نيسان الفائت من قبل مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" الذي يقام في العاصمة الألمانية برلين، وذلك للدور الهام الذي قدمه في إيصال صوت المخيم إلى العالم.

مضى عام ونيف على خروح فيلم "رسائل من اليرموك" للنور، ومع ذلك لم يكن له أي صدى إنساني أو حتى سياسي يذكر لخدمه هؤلاء المحاصرين، بقدر ما كان له صدى سينمائي خدم مخرجه رشيد مشهراوي الذي لم يكلف خاطره برسالة رد على هؤلاء الشباب.

العربي الجديد اللندنية في

15.05.2015

 
 

في مركز الإبداع بحضور عدلي منصور

مهرجان "سينما الشباب".. والشعار "بحلم لبكرة"

نادر أحمد

يفتتح وزيرا الثقافة والشباب غدا بمركز الابداع بالأوبرا مهرجان سينما الشباب دورة المخرج عمر عبدالعزيز والذي تقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة واقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد ويحمل المهرجان هذا العام شعار "بحلم لبكرة" ويستمر حتي 21 مايو. 

سوف يشهد الافتتاح المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق ورئيس المحكمة الدستورية العليا والسيدة حرمه كما يشهده الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ رئيس هيئة قصور الثقافة ود. رندا رزق الوزير المفوض وعضو المجلس الرئاسي للتنمية. 

وصرح د. عبدالناصر الجميل رئيس المهرجان ورئيس اقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد بأن الحفل سوف يتضمن تكريم عدد من رموز ونجوم السينما المصرية وهم نور الشريف ويحيي الفخراني والمخرج عمر عبدالعزيز "المهداه الدورة باسمه" وكريمة مختار وسهير المرشدي وعبدالرحمن أبوزهرة والمخرج علي بدرخان وخالد الصاوي وسناء شافع وحنان مطاوع ولقاء الخميسي وحسن الرداد وصبري عبدالمنعم. 

عبرت فاتن التهامي نائب رئيس المهرجان عن سعادتها بحضور د.عبدالواحد النبوي وزير الثقافة ود.خالد عبدالعزيز وزير الشباب والذي يعكس حضورهما الاهتمام الكبير من الدولة بالسينما التي يقدمها الشباب وتتكون لجنة التحكيم من د.غادة جبارة عميدة معهد السينما ود.مني الصبان والمخرجة نيفين شلبي. 

يعرض المهرجان في حفل الافتتاح 6 أفلام هي: "القتال" اخراج إسراء عبدالمعين و"رسول الانسانية" اخراج برهان حنفي و"ذات الرداء الأحمر" اخراج يمني إبراهيم علام و"الأرض الطيبة" اخراج أماني الشيخ و"دليفري" اخراج مصطفي هشام و"فردة وفردة" اخراج محمد شريف. 

ويوم الأحد يعرض المهرجان 14 فيلما هي: "مملكة الحسين" اخراج أيمن صفوت و"حياة كاملة" اخراج مهند دياب و"وجوه تحكي" اخراج مريم محمد وكريستينا نبيل و"محمية وادي دجلة" اخراج محمد سعيد و"جاليري" اخراج مهند دياب و"انقطاع" اخراج تامر السعدني و"حيطان" اخراج هبة الحسيني "وصورة" اخراج محمد ربيع و"جدو" اخراج أسماء سيد و"أحلام مقمعة" اخراج سارة عماد و"قمر 13" اخراج منصور الشريف و"زبرجد" اخراج هدي فرج و"خمس نقط" اخراج نزيه وليم و"كريم" اخراج عمر الشامي. 

ويوم الاثنين يعرض المهرجان 13 فيلما هي: "مولد جبل الطير" اخراج أيمن صفوت و"أبواب القاهرة" اخراج محمود حمدي و"سيركو" اخراج محمد الموجي و"حياة طاهرة" اخراج مهند دياب و"أبيض غامق" اخراج هيثم عبدالحميد و"انتظر هناء" اخراج مصطفي محمود و"جزمة قديمة" اخراج مدحت صالح و"أصدقاء حتي الموت" اخراج سارة نبيل و"جدار" اخراج أشرف فوزي و"بلاغ كاذب" اخراج نورهان علي و"المرايا البعيدة" اخراج محمد بسام و"هاند فري" اخراج هبة عبدالباقي و"أرشيف" اخراج أحمد حمدي. 

ويوم الثلاثاء يعرض المهرجان 13 فيلما: هي: "فنطاس" اخراج أحمد توفيق و"لسان مصر" اخراج برهان حنفي و"ذكري الموت المرتقب" اخراج وليد السباعي و"يمين شمال" اخراج كريم عادل و"ملامح" اخراج مصطفي هشام و"حياة" اخراج سارة بطرس و"العشرة وسنينها" اخراج عبير المفتي و"3 شارع شبرا" اخراج البير مكرم "وحكاية حرف" اخراج ضحي نصر الدين و"جوايا حر" اخراج ندا أحمد و"الزحف" اخراج هاجر جمال و"زي الحمام" اخراج ياسمين محمد و"اختبار حمل" اخراج نسمة مصطفي. 

يوم الأربعاء 20 مايو حفل الختام وتوزيع الجوائز علي الفائزين ويوم الخميس عرض جميع الأفلام التي حصلت علي جوائز من مهرجان سينما الشباب. 

ويتضمن البرنامج اليومي للمهرجان في الساعة الخامسة مساء ورشة "فن كتابة السيناريو" لمدة ساعة مع السيناريست نادر خليفة وذلك خلال يومي الأحد والاثنين ويومي الثلاثاء والخميس ورشة "سينوغرافيا - جماليات الصورة" مع الدكتور عبدالناصر الجميل الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية. 

بعد الورشة يبدأ عرض الأفلام لمدة ساعتين من السادسة حتي الثامنة وبعدها تبدأ ندوة عامة حول الأفلام التي تم عرضها بين النقاد وجمهور الحاضرين وصناع الأفلام من الشباب. 

الجمهورية المصرية في

15.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)