حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الزواج بمخرج لا يعني النجاح فليست كل من تزوجت مخرجا فنانة متألقة بالضرورة

كليلة بونعيلات : نجاح 'دارت ليام' يعود إلى التصاقه بواقع مغربي خالص

حاورها : خالد لمنوري | المغربية

 

تحرص على انتقاء أدوارها بعناية فائقة، وتسعى جاهدة إلى إضفاء الحيوية والحركة على الشخصية، التي تجسدها، ولا ترفض الأدوار التي تجد فيها نفسها، سواء كانت كبيرة أوصغيرة.

تميزت بأداء أدوار مختلفة من خلال مشاركتها في السلسلة البوليسية "إلى الأبد" والسلسلة الدرامية "دارت ليام" التي تعد أول سلسلة مغربية تنتجها قناة "ميدي 1 سات" والفيلم السينمائي الناجح بكل المقاييس "الطريق إلى كابول". إنها الممثلة المغربية كليلة بونعيلات التي ستحدثنا في هذا الحوار الفني عن تجربتها الفنية المتنوعة.

·        قمت أخيرا بدور البطولة في مسلسل "دارت ليام" الذي عرضته قناة "ميدي 1 تي في" طيلة شهر رمضان المبارك، كيف ترين مشاركتك في هذه الدراما المغربية، وكيف كانت الأصداء؟

سعيدة جدا بمشاركتي في أول دراما تلفزيونية مغربية من إنتاج "ميدي 1 تي في"، القناة التلفزيونية التي حققت نجاحا كبيرا في الآونة الأخيرة.

وحسب الأصداء التي تلقيتها، أعتقد أن العمل كان ناجحا بكل المقاييس، لأنه دراما مستوحاة من واقع المجتمع المغربي، إذ يقدم صورا عن قيم مجتمعية راسخة كالعمل والإرادة والمثابرة كعوامل رئيسية للنجاح. كما أنه جمع عددا مهما من الممثلين المغاربة أمثال هشام بهلول، ونعيمة إلياس، وسعاد العلوي، وآخرين.

·        شاركت أيضا، في "الطريق إلى كابول" الذي حقق إقبالا جماهيريا تعدى 200 ألف مشاهد، ما سر هذا النجاح؟

استطاع الفيلم تحقيق 200 ألف تذكرة، أولا بفضل حب الجمهور للسينما المغربية وتشجيعه لها، ثم بفضل سياسة التوزيع والحملات الإعلامية التي واكبت عرض الفيلم في القاعات. كما يعود الفضل في نجاح الفيلم، أيضا، إلى طبيعة موضوعه الذي يتمحور حول الهجرة، وأعتقد أن المخرج إبراهيم الشكيري تناولها بطريقة تختلف تماما عما ألفناه، فالفيلم يتميز بأحداثه المفعمة بالمواقف الكوميدية الهادفة، وملامسته العديد من القضايا المحلية والعالمية. كما كان للممثلين والتقنيين دور كبير في نجاح الفيلم.

·        ما رأيك في الدراما الرمضانية المغربية، التي عرضت بالقنوات الوطنية في شهر رمضان المبارك؟

باعتباري من المشاركين فيها من خلال "دارت ليام" لا يجوز الحكم، لأنني مهما حاولت لن أكون منصفة وموضوعية، عموما هناك أعمال جيدة، وأخرى متوسطة وهذا هو شأن الدراما في كل أنحاء العالم، دائما نجد الجيد والمتوسط والضعيف.

·        هل لك شروط معينة لقبول الأعمال التي تعرض عليك أم أنك تقبلين بأي دور؟

بالطبع، لا أقبل أي دور قبل قراءته، وأثناء القراءة أسأل نفسي هل سيضيف لي هذا العمل شيئا؟ وهل أستطيع أداءه كما هو مرسوم في السيناريو؟ وكيف سأحوله إلى شخصية حقيقية؟ وهل سيترك صدى لدى المتفرج؟

بعد هذه المناقشة الذاتية، أقرر قبول العمل أو رفضه، علما أنني من محبي الأعمال المركبة المفعمة بالحيوية، فهذه الأعمال تغريني، وفي المقابل أكره النمطية في أداء الأدوار، وإن حدث ذلك أحاول قدر الإمكان الخروج منها والتجديد فيها، بحيث تصبح قريبة مني. أحاول البحث عن التفاصيل الصغيرة، كي أبرزها في الشخصية، إضافة لذلك فأنا أحب الأدوار الصغيرة، وأستمتع بها كثيرا، وعند قراءتي للدور أقرأ ما بين السطور وأستنبط تفاصيل الشخصية، وأتخيلها قبل أن أبدأ تصوريها وتجسيدها في العمل، وأعمل جاهدة على إغنائها بالإضافة إليها، كي تكون قريبة مني، فأنا لا أرفض الأدوار التي أجد فيها نفسي، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

·        هل يحق لك الإضافة دون الرجوع إلى المخرج؟

بالطبع لا، إذ لا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعد مناقشة الأمر مع المخرج، فالعمل الفني الناجح هو العمل المبني على الحوار، وأعتقد أن أي مخرج مبدع يؤمن بالحوار، لا يتضايق من أي إضافة قد تغني الشخصية.

·        ما هي حدود العلاقة بينك وبين المخرج ؟

لا أنكر بأنه يجب احترام رؤية المخرج، ولكن أنا من سيجسد الشخصية، وأنا من سيشعر بها وليس المخرج، فأنا لست آلة. فبقدر ما يكون هناك صدق في أداء الشخصية، يكون الفنان مقنعا ويصل أداؤه إلى الجمهور، وفي النهاية فإن المخرجين المحترفين لا يفرضون آراءهم بعنف على الممثل حول الشخصية، فهناك تفاصيل مهمة يراها الممثل، ولا يراها المخرج.

·        الملاحظ أنك بعيدة عن المسرح رغم أهميته للفنان ؟ لماذا هذا الابتعاد؟

لست بعيدة عن المسرح، ولدي رغبة شديدة في الصعود إلى الخشبة، لكنني مازلت أبحث عن نص جيد وشخصية متميزة، من أجل تحقيق البعض من طـموحاتي في العمل الدرامي. لذلك أحرص كل الحرص على دراسة كل خطوات الشخصية، التي سأجسدها كي تكون قادرة على تفجير طاقاتي الكامنة، إضافة إلى وجود المخرج الجيد، والطاقم الفني المنسجم والمتناغم.

العمل في المسرح يحتاج إلى الإخلاص وطول النفس، فقد تستغرق تداريب على أداء نص مسرحي جيد أسابيع طويلة، ناهيك عن العروض التي تحتاج بدورها إلى الكثير من الوقت والجهد، والتضحية في ظل غياب دخل محترم من هذا الفن الذي يعتبر أبو الفنون كلها.

·        هل تعتبرين نفسك محظوظة، أم أن موهبتك هي التي ضمنت لك مكانا في الساحة الفنية، أم أن قربك من مخرج متميز مثل زوجك إبراهيم الشكيري لعب دورا مهما في نجاحك؟

الموهبة هي الأساس، وهي الفعل الفاعل في تحقيق كل ما أنجزته، والحظ لا حضور له في الأعمال، التي تتطلب الجهد والمثابرة.

وبالنسبة إلى دور زوجي المخرج إبراهيم الشكيري في نجاحي، أعتقد أن الزواج من مخرج لا يكفي للنجاح، لأنه إذا اعتمدنا هذه القاعدة، فإن كل زوجة مخرج فنانة ناجحة. ورغم قربي الدائم من زوجي إلا أنني عملت مع مخرجين آخرين، والدليل على ذلك مسلسلي الأخير "دارت ليام"، الذي أخرجه أنور المعتصم.

الصحراء المغربية في

31/08/2012

 

 

السينما في الأبعاد والمضامين التربوية

فيلم «التعليم العام» بين رغبات الآباء وطموحات الأبناء!

عبدالستار ناجي  

ونحن على أبواب عودة المدارس.. وأيضاً التسجيل في الجامعات والكليات والمعاهد، تشخص في البال، مجموعة من المعطيات، لعل ابرزها، رغبات الاباء في توجيه ابنائهم صوب هذا الجانب العلمي.. او ذلك التخصص.. وايضا طموحات الابناء في شق طريقهم بالاسلوب والتعليم الذي يريدونه دونما وصاية الاباء.. وضغوطهم.

وفي هذا الاطار، نتوقف في هذه المحطة، امام احدث نتاجات السينما العالمية، والاميركية على وجه الخصوص حيث فيلم «التعليم العام» اخراج توم موريس الذي كتب واخرج العديد من الاعمال السينمائية ومنها «انا لم اعد ذلك الشخص» و« بعض الاولاد لا يغادرون، كما اخرج اربعة افلام، من بينها الفيلم القصير والشهير «سفن دمرت كوف» و«انه ليس عن القهوة».

وهو هنا يعتمد على سيناريو قام بكتابته بمشاركة اليوت فيلد وهذا الاخير لطالما تعاون مع توم موريس شكلا نثائياً قدم العديد من الاعمال المشتركة، كما انهما يصران على تقديم جوانب من الشخصية «اليهودية» حيث جملة اعمالهم تدور حول شخصيات «يهودية».

وهذا ما نلمسه في فيلم «التعليم العام» حيث الشخصية المحورية هي الطالب - ليفي.

وتعالوا نذهب الى الفيلم، من حيث النص الروائي، فنحن امام الطالب «ليفي» الذي يحصل على منحة من احدى الجامعات للدراسة، وذلك لتفوقه كلاعب تنس، حيث يسعى والده لان يكون لاعب تنس ذا مستوى دولي.

ولكن «ليفي» يخبئ عن اسرته، بانه لم يتخرج بعد من المرحلة الثانية، وعليه ان ينخرط في احدى المدارس الصيفية، حتى ينال تلك المنحة.

وهنا تبدأ المفارقات، فهذا الشاب يريد ان يحقق طموحه واهدافه وذلك بطريقته الخاصة، وليس حسب مواصفات ورغبات والده، في ان يكون لاعب تنس.

خلال فترة الصيف تلك، وخلال الدراسة الصيفية ومعرفته لمشاكل والدته المدمنة على الكحول، وشقيقته الحزينة واخته المراهقة.. وكم اخر من الحكايات التي تحلل مزاييك العلاقات الاجتماعية في الاسرة «اليهودية» على وجه الخصوص.

الفيلم من بطولة كريس شيفيلد، الذي شاهدناه من ذي قبل في فيلم «المتحولون» و«الروكي» و«كلير بلو».

ومعه في الفيلم «ماريا والش» القادمة من عالم المسلسلات التلفزيونية، وايضاً عدد من الاعمال السينمائية ومنها «السماء الخالية» و«الفتيات الرئيسات 2»، وفي الفيلم ايضاً لاري ميلر وجايتن غارو فالو..

انه حديث عن القرارات التي نتخذها ونحن في مرحلة مهمة من حياتنا، ومدى تأثير اولياء الامور في تلك القرارات.

فمع حكاية «كولينز ليفي» وهو نجم التنس في المدرسة الثانوية، والذي يواجه الرسوب، والذي يكاد يعيق مستقبله، ما يضطره لان يكذب على والديه، والعمل طيلة فصل الصيف لتحقيق النجاح، والمضي في تحقيق اهدافه.

والده ينطلق من ارث اسري، حيث رياضة كرة التنس هي المحور الاساسي، ولهذا يسعى الاب، لان يكمل الابن المسيرة.

وهنا يتحرك الابن متجاوزاً كل الظروف.. والعقبات.. وحتى حالة الرسوب.. لتحقيق الحلم المشترك لافراد الاسرة.

ولهذا يضطر كولينز ليفي للاستعانة باصدقائه، من اجل تغطية دراسته الصيفية.. ولكن ضغوط والده لا تنتهي في المشاركة في البطولات تارة.. وتكملة تسجيله في الجامعة.

كم من الحكايات والمفارقات ذات البعد الاجتماعي البحت.. وايضاً ذات الدلالات التربوية.

فيلم يذهب الى تحدي الذات والقدرات، في ان يحقق ذلك الشاب، احلام وامال اسرته، وايضا طموحاته في الوصول الى ما يريد.

فيلم يتحدث عن المناخ الاسري.. وايضاً الصداقات الحميمة.. والحوار بين افراد الاسرة الواحدة.

ليفي يريد ارضاء والديه.. وهو ايضاً لا يريد أن يخسر طموحاته.. واحلامه.. ولهذا يحول فشله الدراسي في احدى المراحل، نهاية الثانوية الى دافع ومحفز ومفجر لطاقاته.. وقدراته.. في الكينونة.. لتحقيق الحلم المشترك له.. ولاسرته.

سينما ذات بعد اجتماعي.. كتب بعناية.. ونفذ بحرفية.. عبر شخصيات نشعر بأننا نعرفها.. ونعيشها.. وتتحرك حولنا.. لانها جزء منا. ومن حياتنا.. وعاداتنا.. وظروفنا.

واعترف شخصياً.. بانني وانا اشاهد الفيلم، شعرت في احيان كثيرة.. بدور الابن.. ولاحقا بدور الاب.. لانني عشت ظروف الابن.. واعيش ظروف الاب.. وشعرت بمدى الحرفية والرصانة في ان يذهب كاتب وفيلم الى التحليل الحيادي.. والايجابي.. لدور الابن.. والاب.. من اجل مقولة اساسية.. هي ان على الابناء ان يحددوا مستقبلهم.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

31/08/2012

 

حكايات من الزمن الجميل يكتبها محمود معروف

الضاحك الباكي

الريحاني "مخترع الكوميديا"..أمه صعيدية..وأبوه عراقي

كشكش بيه شخصية حقيقية.. بعد نجاحها .. اختلف مع المؤلف بسبب مطالبته بنصف "الإيراد" 

قالت الدكتوره ليلي أبوسيف استاذ الادب والمسرح بجامعتي الينوي ولورانس الأمريكيتين ان نجيب الريحاني هو أعظم فناني الكوميديا في النصف الأول من القرن العشرين.. وإليه يرجع الفضل في الارتقاء بفن الكوميديا المصرية من هزل الفصل المضحك المرتجل إلي الكوميديا الراقية التي اتخذها منبرا للنقد اللاذع الاجتماعي للشعب المصري.

والحقيقة ان المشاهد وهو يقلب قنوات التليفزيون وصادف عملا لنجيب الريحاني علي الشاشة لابد أن يتوقف بالمؤشر ويتابع الفيلم أو المسرحية ولا يتوقف عن الضحك حتي لو شاهد هذا العمل عشرات المرات من قبل وكأنه يراه للمرة الأولي.. فالحقيقة ان نجيب الريحاني اسطورة فنية نادرا ما تتكرر.

فقد رحل عن دنيانا منذ 63 عاما بالتمام والكمال وتحديدا في الأسبوع الأول من سبتمبر عام 1949 قبل ان يشاهد آخر افلامه "غزل البنات" الذي مثله أمام ليلي مراد وكان حلم حياته ان يمثل معها فيلما قبل أن يموت هكذا قال لها ذلك وهما يصعدان معا الاسانسير في عمارة الايموبيليا بشارعي شريف وقصر النيل وكانا يسكنان معا في نفس العمارة وتقابلا معا بالمصعد بعد منتصف الليل.. كان عائدا من المسرح يقدم روايته "مراتي في الجهادية" وكانت ليلي عائدة من الاستديو لتصوير بعض مشاهد فيلم عنبر وتشاء الاقدار ان يشتركان معا في الفيلم الوحيد "غزل البنات" مع نجوم السينما أنور وجدي وسليمان نجيب وبشارة واكيم ويوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب وفريد شوقي ومحمود المليجي وقبل عرض الفيلم بشهر مات نجيب الريحاني دون ان يشاهده.. وكان قد مثل قبله ثمانية افلام هي "صاحب السعادة كشكش بيه" و"حوادث كشكش بيه" و"ياقوت افندي" و"بسلامته عايز يتجوز" و"سلامة في خير" و"سي عمر" و"لعبة الست" و"أحمر شفايف" و"أبوحلموس" وأخيرا "غزل البنات".

بالاضافة إلي فيلم اسمه "ياقوت" قام بتصويره في فرنسا بمشاركة ممثلين عرب مهاجرين لكنه فشل فشلا ذريعا وأكثر من خمسين مسرحية منها "حمار وحلاوة" و"24 قيراط" و"سيبويرن" و"في المشمش" و"الليالي الملاح" و"الشاطر حسن" و"أيام العز" و"البرنس" و"الفلوس" و"مجلس الانس" و"مراتي في الجهادية" و"الدنيا لما تضحك" و"الشايب لما يدلع" و"الدنيا جري فيها ايه" وغيرها.

اسمه الحقيقي نجيب أبوالياس ريحانة واطلق علي نفسه لقب نجيب الريحاني لأن جده عندما جاء من العراق واستقر في مصر كان يعمل بتجارة العطارة واشتهر أكثر ببيع الريحان واختاره اسما له عندما اشتغل بالفن.

ولد نجيب ابوالياس ريحانة أو نجيب الريحاني في 6 حارة درب الشيخ مصطفي بباب الشعرية من أب عراقي حصل علي الجنسية المصرية بعد ولادته بالقاهرة وأم مصرية مسيحية من اسرة تعود جذورها إلي محافظة بني سويف اسمها لطيفة جرس وجاء ميلاده في خريف عام .1892

كان الريحاني مهموما بقضية الوطن والمواطن لذا حرص علي التصدي لكل السلبيات في المجتمع ونقدها من خلال أعماله المسرحية والسينمائية وساعده في ذلك شريك عمره المؤلف العظيم بديع خيري وكان يؤمن بأن الفن الصادق ينبغي أن ينبع من الحي الشعبي والحارة وهو صاحب العبارة الشهرية عايزين مسرح مصري.. مسرح ابن بلد فيه ريحة الطعمية السخنة والملوخية.. مش ريحة البطاطس المسلوقة والبوفتيك.. عايزين مسرح نتكلم عليه باللغة اللي يفهمها العامل والفلاح ورجل الشارع.

كان والده يعمل بالتجارة والعطارة مثل جده وافتتح مصنعا صغيرا لصناعة الجبس.. ألحق ابنه نجيب بمدرسة الخرنفش لتعلم اللغة الفرنسية وبعد تخرجه عمل ببنك التسليف وكان عاشقا للمسرح وعمل مع بعض فرق الهواة فانشغل عن العمل وتم فصله وأراد خاله ان يبعده عن هواية المسرح فعينه موظفا بشركة السكر في نجع حمادي أقصي الصعيد ولم يستمر طويلا في العمل فقد أحبته جارته الجميلة سوسن زوجة منصور افندي باشكاتب الشركة وشعر بتعلق زوجته فدبر له مكيدة اطاحت به من العمل وعاد مفلسا إلي القاهرة.

لم يجد سوي مقهي الكومبارس بشارع الألفي بوسط القاهرة ليجلس عليها وبالمصادفة التقي بزميله في بنك التسليف عزيز عيد الذي كان هو الآخر مغرما بالمسرح والتمثيل فأقنعه بالذهاب معه إلي دار الأوبرا بالعتبة للعمل كومبارسا صامت مع الفرق الأجنبية الزائرة لاسيما وانهما يجيدان الفرنسية بعدها انضما إلي فرقة اسكندر فرج وانضم معهما استيفان روستي وأمين صدقي.

وعلي مقهي برنتانيا تعرف الريحاني وعزيز عيد بالخواجة اللبناني سليم أبيض الذي الحق الريحاني بفرقة شقيقه جورج ابيض.

كان يملك مقهي برنتانيا بشارع عماد الدين رجل يوناني يدعي بركلي وكان يصادق الفنانين الذين يجلسون عنده علي المقهي العاطلين ومنهم الريحاني وأمين عطاالله وأمين صدقي واستيفان روستي وعبداللطيف المصري.

أراد مسيو بركلي ان يستفيد من وجود هؤلاء الفنانين واستأجر قطعة أرض وقام بتغطيتها بالفراشة واطلق عليها مسرح الشانزليزيه بالفجالة وانضمت إليهم الممثلة الشابة روزاليوسف وقدموا بعض المسرحيات المقتبسة التي يترجمها أمين صدقي انتقلوا بعدها إلي مسرح الاجيبسيانة بشارع عماد الدين.

لم تنجح التجربة واغلق المسرح أبوابه وعادوا للجلوس علي مقهي برنتانيا والتقي الريحاني بصديقه استيفان روستي وعرض عليه ان يعمل معه في مسرح "إبي دي روز" وتقديم فقرة لخيال الظل بالوقوف وراء ستارة بيضاء تسلط عليها الأضواء ويقف مع راقصة لتقديم بعض الفقرات.

لم يعجب هذا العمل الريحاني وعرض علي صاحب الكازينو تقديم استكشات تمثيلية علي المسرح لكنه رفض في البداية غير ان صوفيا زوجة روزيتي صاحب الكازينو اقنعت زوجها بفكرة الريحاني التي حققت نجاحا كبيرا وفي الوقت نفسه تعلقت صوفيا بحب الريحاني مما أصاب زوجها بالغيرة والجنون فطرده وخرج نجيب من كازينو ومسرح ال إبي دي روز" وانتقل إلي مسرح رينيسانس بشارع فؤاد الأول "26 يوليو حاليا" وابتكر شخصية كشكش بيه عمدة كفر البلاص الذي يبيع القطن وتنتفخ جيوبه بالجنيهات ويأتي إلي القاهرة ويصرفها علي الناس.

شخصية كشكش بيه شخصية حقيقية لأحد عمد الصعيد الذي كان يحضر خصيصا لينفق أمواله علي الراقصات والمطربات خاصة بديعة مصابني.

انضم إلي مسرح الرينيسانس مع نجيب الريحاني كل من أمين صدقي وعبداللطيف جمجوم وسيتفان روستي وعبداللطيف المصري وقدموا رواية بعنوان "ابقي قابلني" وكانت فاتحة عهد جديد في فن السخرية نجحت نجاحا باهرا وعرضت لمدة شهر كامل والمسرح كومبليه.

انتهت مدة عقد تأجير المسرح ورفض صاحبه الخواجة ديمو كونجاس مد عقد الايجار واغلق المسرح واتفق الريحاني مع أحد اصدقائه علي بناء مسرح يطلق عليه الاجيبسيانا وقاما بشراء أحد مقاهي عماد الدين ودخل معهما ديمو كونجاس شريكا وتم هدم المقهي وانشيء عليها مسرح الاجيبسيانه "نسبة إلي ايجبت" يعني مصر وهو نفس مسرح نجيب الريحاني الموجود حتي الآن بشارع عماد الدين.

كانت أول مسرحية تعرض علي المسرح الجديد هي "حمار وحلاوة" التي أعدها وكتبها أمين صدقي واعتمدوا فيها علي شخصية كشكش بيه التي كانت نقطة تحول في المسرح الاستعراضي في مصر والعالم العربي واستمر عرضها 3 شهور متتالية دون توقف وكان ذلك حدثا فريدا ومن شدة نجاحها طلب المؤلف أمين صدقي أن يحصل علي نصف الايراد اليومي فرفض الريحاني واختلف فتركه صدقي وانضم إلي فرقة علي الكسار.

بديع خيري أسطورة الكتابة للمسرح

كان لابد أن يبحث نجيب الريحاني عن مؤلف جديد لرواياته بعد استقالة أمين صدقي.. جاء إلي القاهرة طبيب اسنان يعمل في طنطا اسمه ابراهيم شدوري كان مشهورا بكتابة الازجال الساخرة وقدم بعض الاسكتشات لم يعجب الريحاني.. ثم جاء مؤلف اسمه شعبان عوني وقدم رواية فشلت فشلا ذريعا لكن الصدفة لعبت دورها في اكتشاف مؤلف عبقري اصبح فيما بعد اعظم من كتب المسرحيات هو بديع خيري الذي كون ثنائيا ناجحا مع نجيب الريحاني.

كان بديع خيري يعمل مدرسا بمدرسة ابتدائية وصديقا لموظف ببنك التسليف اسمه جورج شفتشي وكان زميلا لنجيب الريحاني في البنك.. عرف شفتشي ان بديع يكتب قصصا وروايات ومسرحيات فعرض عليه ان يأخذ منه بعض مسرحياته ويكتبها باسمه ويبيعها لنجيب الريحاني ويقتسمان ثمنها.

وافق بديع خيري فهو يريد نقودا من ناحية.. ويريد أن يري أعماله تقدم علي المسرح حتي لو كتبت باسم مؤلف غيره وايضا لا يريد ان يعرف أحدا انه هو المؤلف فقد يتسبب ذلك في فصله من عمله بالمدرسة.كان الريحاني سعيداً برواية "كله من ده" وظن ان مؤلفها هو جورج شفتشي وطلب منه الريحاني تعديل بعض المشاهد فلم يعرف وتلعثم وارتبك وعرف الريحاني انه ليس المؤلف وإنما انتحل صفته وعرف ان المؤلف شخص آخر اسمه بديع خيري وعرف المدرسة التي يعمل بها وذهب إليه وتعرف عليه وصارت صداقة بينهما حتي مات الريحاني عام 1949 بعد أن كتب له كل مسرحياته وأفلامه.

حققت رواية "كله من ده" نجاحا ساحقا مما أغاظ منافسه علي الكسار فاستأجر قطعة أرض مجاورة لمسرح الاجيبسيانة الذي يعرض عيه الريحاني رواياته وبني عليها مسرحا مغطي بالقماش واطلق عليه مسرح الماجستيك وبدأ بين الكسار والريحاني تراشقا بأسماء المسرحيات وخاصة بعد ان انضم إلي فرقة الريحاني موسيقار عبقري شاب جاء من الاسكندرية اسمه سيد درويش وضع موسيقي والحان مسرحيته الجديدة "ولو" وردا عليها قدمت فرقة الكسار مسرحية "خلاص راحت عليك" ورد الريحاني برواية "سيبه يرن" فقدم الكسار مسرحية "ولسة" فرد عليه الريحاني بمسرحية "في المشمش" فقدم الكسار مسرحية "اسم الله عليه" وهكذا ظل التراشق بينهما بالروايات والمسرحيات مما خلق جوا من قمة المنافسة الكوميدية.

تخلي الريحاني عن شخصية كشكش بيه بعد ان قدم له بديع خيري نوعا من الكوميديا الراقية الساخرة الهادفة.

ذات ليلة وهو يقدم مسرحيته "24 قيراط" جاءت فتاة جميلة جدا كما وصفها نجيب وطرقت باب غرفته بالمسرح وسمح لها بالدخول فقالت له "أنا من الشام" واسمي بديعة مصابني مطربة وراقصة وممثلة واسمعته اغنية سورية طرب لها واعجبه جدا صوتها فطلب ان يوقع معها عقدا فوريا فطلبت مهلة إلي الغد وانتظرها في الموعد لكنها لم تعد!!

رحلة الشام واكتشاف بديعة مصابني

سافر الريحاني بفرقته إلي سوريا ولبنان لتقديم بعض العروض هناك وبينما كان يقدم أحد العروض فوجيء بفتاة جملية تجلس في الصف الأول وتصفق له بحرارة كلما ظهر علي المسرح وتذكرها بسرعة انها فتاة الشام التي زارته في حجرته بالمسرح في عماد الدين ثم اختفت بعد ان وعدته بزيارته في اليوم التالي انها بديعة مصابني التي ترقص وتغني وتمثل علي مسارح بيروت فاتفق معها علي ان تعمل معه فترة تقديم عروضه في لبنان وسوريا لمدة ثلاثة أشهر مقابل أربعين جنيها شهريا.

عاد الريحاني إلي القاهرة وعادت معه بديعة التي يبدو انها احبته وقامت أمامه ببطولة مسرحية "الليالي الملاح" من تأليف بديع خيري واخراج عزيز عيد وبعدها قامت أمامه ببطولتي مسرحيتي "الشاطر حسن" و"أيام العز" اخراج استيفان روستي وعزيز عيد.

كانت بديعة وش السعد علي الريحاني فقد حضر إلي القاهرة متعهد لبناني مهاجر في البرازيل وطلب من الريحاني تقديم بعض العروض للمهاجرين السوريين واللبنانيين في البرازيل والارجنتين واشترط المتعهد ان تحضر مع الفرقة المطربة والراقصة اللبنانية بديعة مصابني التي رفضت في البداية لكنها اشترطت لكي تسافر أن يتزوجها نجيب الريحاني وتزوجها في الكنيسة.

استقلت الفرقة من ميناء الاسكندرية الباخرة الايطالية المتهالكة غاريالبري في عام 1925 التي قطعت المسافة إلي ميناء ريودي جانيرو بالبرازيل 25 يوما.

ظلت الفرقة تقدم عروضها بالبرازيل والارجنتين لمدة سبعة أشهر وحققت ثروة هائلة لكن احد رجال متعهد الحفلات تسلل إلي غرفة نوم نجيب الريحاني وسرق كيس النقود بكل ما فيه ولم تنع دموع وبكاء الريحاني في استعادة الأموال المسروقة لكن بديعة كانت انصح منه فقد اخفت ثروتها في ملابسها الداخلية ربطتها علي بطنها وهي نائمة ومستيقظة واقنعت الريحاني بأن يتركا الارجنتين والبرازيل ويطيرون بالفرقة إلي نيويورك في أمريكا الشمالية ومنها إلي فلوريدا وميامي لتقديم بعض العروض لكن لم تكن هناك جاليات عربية فاكتفوا بشراء ملابس آخر موضة خاصة لبديعة ونفد كل ما معهما من نقود فنشبت بينها وبين زوجها خلافات شديدة أمام أعضاء الفرقة أدت إلي ترك بديعة الفرقة بل والانفصال عن الريحاني بسبب الخلافات المادية وبسبب الديانة ايضا.. فالريحاني من السوريان الكاثوليك وبديعة مسيحية ارثوذكسية ولابد ان يغير احدهما ملته ورفض كلاهما وتمسك كل منهما بملته اضافة ان الريحاني رفض ان تبقي ابنة بديعة بالتبني جوليت معهما.

سافر الريحاني بفرقته إلي تونس والجزائر والمغرب وهناك ذاقوا الأمرين من السفر علي البواخر المتهالكة.. اضافة إلي حركة التمرد بين افراد الفرقة الذين لا يتقاضون أجورا ويريدون العودة إلي اسرهم في مصر واضطر الريحاني ان يستبدل بديعة مصابني باحدي الراقصات في الفرقة.

ترك الريحاني فرقته تعود إلي الاسكندرية وسافر هو إلي باريس ليبحث عن زوجته السابقة بديعة لتنقذه من حالة الافلاس ولم يلتق بها وتشاء الاقدار ان تأخذه إلي جمعية المؤلفين والملحنين وهناك يكتشف عن ان له ثروة من حقوق الملكية الفكرية لأعماله الفنية وهناك حاول ان يمثل ويخرج فيلما في فرنسا باسم "ياقوت" واستعان ببعض الممثلين العرب المهاجرين من المغرب والجزائر إلي فرنسا لكنه فشل فشلا ذريعا.

أفلام كوميدية خالدة

اضطر نجيب الريحاني ان يعود إلي مصر بعد ان غاب عنها 18 شهراً وعاد لتقديم جديده علي المسرح من تأليف بديع خيري منها "الشايب لما يدلع" و"الدنيا لما تضحك" و"الدنيا جري فيها ايه" وقرر اقتحام مجال السينما وقدم عددا من الافلام الكوميدية الناجحة مازالت خالدة حتي اليوم بدأت بفيلم "صاحب السعادة كشكش بك" تأليف بديع خيري اخراج استيفان روستي وتوليو كاريني تمثيل نجيب الريحاني ومحمد كمال المصري واستيفان روستي وحسين رياض وفيوليت صيداوي وجبران نعوم وسيد سليمان وعبداللطيف جمجوم وعرض يوم 27/4/1931 بسينما جوزي بالاس.. ثم اعيد عرضه عام 1934 بعد ادخال الصوت عليه.

بعده قام ببطولة فيلم "حوادث كشكش بيه" قصة نجيب الريحاني واخراج كارلو بويا تمثيل الريحاني وسيد سليمان ومختار عثمان وحسين رياض وعبداللطيف جمجوم واستيفان روستي وعرض يوم 22 يناير 1934 بسينما الأهلي.

عرض الريحاني فيلم "ياقوت" الذي قام بتصويره في باريس من اخراج روزبيه تمثيل الريحاني وايمي بارفان وناهد كمال وعبدالله صالح وعرض 23/3/1934 بسينما متروبول.

يوم 6/3/1936 عرض لليرحاني فيلم "بسلامته عايز يتجوز" بسينما ديانا بطولة الريحاني واخراج الكسندر فاراكاش وتمثيل عزيزة أمير وبشارة واكيم وعبدالفتاح القصري وفتحية شريف وحسن فايق وزينات صدقي وزكريا أحمد وبديع خيري وشفيقة جبران وبهيجة أمير ومحمد مصطفي.

في عام 1937 مثل فيلم "سلامة في خير" وفي عام 1941 قدم فيلم "سي عمر" قصة بديع خيري واخراج نيازي مصطفي بطولة نجيب الريحاني وميمي شكيب وزوزو شكيب وماري منيب وعبدالعزيز أحمد وفؤاد الرشايدي وفيكتوريا حبيقة وعبدالعزيز خليل واستيفان روستي وعبدالعزيز الجاهلي واحمد شكري وعبدالعال وشرفنح وسراج منير وعبدالفتاح القصري وعرض يوم 6/1/1941 بسينما استديو مصر وفي عام 46 قدم فيلمين هما "لعبة الست" و"أحمر شفايف".

لعبة الست قصة بديع خيري واخراج مهندس الديكور ولي الدين سامح بطولة الريحاني وتحية كاريوكا وسليمان نجيب وعزيز عثمان وبشارة واكيم وحسن فايق وماري منيب وبعدالفتاح القصري وعرض يوم 28/2/1946 وفيه اغنية مختار عثمان "الغراب يا واقعة سودة.. جوزه أحلي يمامة".

نجح الفيلم وطلب الريحاني ان يخرج فيلمه الجديد "أحمر شفايف" نفس المخرج ولي الدين سامح وهو بطولة سامية جمال التي اشترطت ان يكتب اسمها في الافيشات قبل اسم نجيب الريحاني ووافق وشاركهما البطولة عفاف شاكر الشقيقة الكبري للفنانة القديرة شادية ومعهما عبدالعزيز خليل وزوزو شكيب وصالحة قاصدين وعلي عبدالعال وفؤاد شبل ورياض القصبجي وعرض سينما استديو مصر يوم 16/9/1946 بسينما استديو مصر.

أما فيلم "أبوحلموس" قصة بديع خيري فهو من اخراج ابراهيم حلمي وتمثيل نجيب الريحاني وهاجر حمدي وعباس فارس وحسن فايق وزوزو شكيب وعرض يوم 27 أكتوبر .1947

بعده توقف الريحاني عن السينما لمدة عامين واكتفي بالمسرح وذات ليلة عاد إلي شقته بعمارة الايموبيليا وتصادف وجود ليلي مراد معه في المصعد فقال لها "يا ست ليلي نفسي امثل معاكي فيلم قبل ما أموت".. ردت ليلي: "وأنا كمان نفسي أمثل معاك فيلم يا أستاذ نجيب".. تعالي معايا أخذته معها إلي الطابق الحادي عشر حيث شقتها وايقظت أنور وجدي من النوم وروت له ما حدث مع الريحاني فقال عندي رواية جاهزة.. أخذ الريحاني السيناريو وقرأه ولم يعجبه وقال لأنور وجدي بعد اذنك سأرمي هذا السيناريو في الزبالة ونكتب سيناريو جديد أنا وبديع خيري وكتبا بالفعل سيناريو فيلم "غزل البنات" وتولي أنور وجدي الإخراج مع قيامه بالبطولة مع ليلي مراد وسليمان نجيب ويوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب وبشارة واكيم وفريد شوقي ومحمود المليجي ووضع موسيقي والحان الفيلم محمد عبدالوهاب وكانت آخر مرة يظهر فيها علي الشاشة وعرض يوم 29/9/1949 بسينما استديو مصر ولم يشاهده نجيب الريحاني لأنه كان قد مات قبل عرضه بشهرين بعد ان أمضي شهرا في المستشفي الايطالي بالعباسية انتظارا لدواء غير موجود الا في أمريكا وأمر وزير الصحة آنذاك باحضار الدواء علي الطائرة المصرية القادمة من نيويورك وبعد وصول الدواء مع دبلوماسي مصر ذهب به إلي المستشفي الايطالي فقالوا له تعيش انت الريحاني مات صباح اليوم ويجهز للدفن في مقابر السوريان الكاثوليك بالعباسية.

الجمهورية المصرية في

31/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)