حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوار مع خليل الدمون

خليل الدمون: ليس من حق نور الدين الصايل إقصاء النقاد!

جمعية نقاد السينما ومهرجان خريبكة وادارة المركز السينمائي

 

تضمن العدد 13 من جريدة "خريبكة الآن"، أغسطس 2012، ملفا هاما حول الدورة 15 لمهرجان السينما الافريقية ، مكونا من عدة مواد من بينها حوار مع رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما الأستاذ خليل الدمون أجراه الصحافيان نجيب مصباح وعادل حسني.

ونظرا لأهمية ما جاء في هذا الحوار من ملاحظات وانتقادات تهم مهرجان السينما الافريقية بخريبكة تحت ادارة المدير العام الحالي للمركز السينمائي المغربي، الذي هو في الآن نفسه رئيس مؤسسة المهرجان المذكور، نعيد نشره تعميما للفائدة. فيما يلي نص الحوار:

·        سؤال 1 : نود منك في البداية أن تحدثنا عن الوضعية الحالية للجمعية المغربية لنقاد السينما؟

جواب: وضعية الجمعية المغربية لنقاد السينما بألف خير. داخليا وبعد الجمع العام الأخير استطاعت الجمعية أن تستقطب أسماء جديدة وهي لشباب يحبون السينما ويحبونها بعمق كبير، وقد أصبحنا نكتشفهم ونكتشف عطاءاتهم وإنتاجاتهم وعمق تحليلاتهم مثل محمد البوعيادي وعادل السمار وفاطمة إيغوضان وعبد الخالق صباح وعبد النبي داشين ، إضافة إلى نقاد آخرين أكدوا حضورهم بشكل كبير في العشر سنوات الأخيرة كمحمد اشويكة وبوشتى فرقزايد ونور الدين محقق ومبارك حسني ، دون أن ننسى ركائز النقد السينمائي في المغرب المتمثلة في محمد كلاوي وحمادي كيروم ومولاي ادريس الجعيدي ومحمد صوف وعمر بلخمار وعبد الجليل لبويري والراحلين نور الدين كشطي ومحمد سكري . وتتبلور قيمة عطاءاتهم في مؤلفاتهم ومداخلاتهم في الندوات واللقاءات والمهرجانات ، وفي كتاباتهم على صفحات الجرائد والمجلات الوطنية والدولية. ولا يمكن أن تخلو أية تظاهرة سينمائية في المغرب من حضورهم لأنهم أصبحوا يؤثثون المشهد النقدي المغربي ولا يمكن تجاوزهم بأي حال من الأحوال.

أيضا استطاعت الجمعية أن تنظم تظاهرات هامة في السنتين الأخيرتين على المستوى الوطني وبتعاون مع هيئات ومؤسسات جامعية وجمعيات المجتمع المدني بحيث مكنتنا من ملامسة أهم القضايا المرتبطة بالنقد السينمائي وبالثقافة السينمائية وبالسينما في المغرب بوجه عام. كما تمكنا من فرض رأي الناقد في المهرجانات وفي كل المحافل السينمائية وأصبح الرأي العام قادرا بشكل كبير على التمييز بين الناقد الحقيقي الذي يشتغل باستمرار على ملفات سينمائية معينة والناقد الذي يدعي أنه ناقد لكنه لا يشتغل إلا في مناسبات معينة أو عند الطلب.

أؤكد لك بأن النقد السينمائي في تطور واضح وملموس بالرغم من التمييع الذي يلحق به من طرف الإدارة الوصية على قطاع السينما في المغرب، التي ما فتئت تدعي أن النقد السينمائي في المغرب ضعيف وهزيل ، وبالرغم من أن على رأس هذه الإدارة ناقد سينمائي اشتغل مع النقاد الحاليين منذ مدة، لما كنا في الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، وللأسف الشديد تعمل هذه الإدارة كل ما في وسعها لقتل النقد السينمائي في المغرب عن طريق إقصاء النقاد من لجن التشاور والتحكيم وتنظيم المهرجانات، وإغراء بعضهم بتعويضات وأسفار، وتفضيل التعامل معهم كأفراد لا كجماعة منتمية لجمعية، من أجل تشتيتهم ، وخلق هيئات صورية لمحاربة الجمعية الأم، إلى غير ذلك من محاولات التضييق والتدجين، وهي بذلك تتمنى أن تعرف الجمعية المغربية لنقاد السينما حياة على شكل موت سريري تماما كما هو الحال بالنسبة للجامعة الوطنية للأندية السينمائية التي يتم التفرج عليها وهي تحتضر بدلا من القيام بإنقاذها. والغريب في الأمر أن مدير المركز السينمائي المغربي كان من المؤسسين لهذه الجامعة واستطاع أن يصل إلى ما وصل إليه بفضل هذه الجامعة وبفضل أطر هذه الجامعة .

·     سؤال 2 : يعرف الجميع أن لك علاقة وطيدة بمهرجان خريبكة السينمائي ، ماهي أبرز مميزات هاته العلاقة بالأمس واليوم؟

جواب: شخصيا أعتبر نفسي من أبناء المهرجان، وأقول بكل تواضع، كنت من المجموعة التي ساهمت في بناء هذا الصرح منذ لحظاته الأولى سواء كممثل لنادي طنجة السينمائي أو كعضو في المكتب الجامعي الذي كان يسهر على أن يبقى للأندية السينمائية حضور متميز في المهرجان سواء من خلال البرمجة أو من خلال تسيير النقاش أو الجلسات الليلية. وكنا نناقش في اجتماعات المكتب الجامعي التفاصيل الدقيقة لكل دورة من دورات المهرجان.

كما كان لي الشرف أن أكون عضو لجنة المصالحة بين المجلس البلدي لخريبكة والمكتب الجامعي في التسعينات لما كانت العلاقة تصل أحيانا إلى الباب المسدود حيث كانت تنادي أطراف معينة إلى ضرورة مقاطعة المهرجان أو نقله إلى مدينة أخرى.

ولن أنسى التغطيات والبرامج الليليلة التي كنت أنجزها لإذاعة طنجة من داخل المهرجان في كل دورة والتي كانت حقيقة علامات بارزة في العمل الإعلامي آنذاك.

لما أسسنا جمعية النقاد حاولنا دائما احترام مسار المهرجان وكانت مشاركاتنا إيجابية بالرغم من أن إدارة المهرجان كانت ولا زالت تفضل التعامل معنا كأفراد: قدمنا الإصدارات الجديدة وشاركنا في مناقشة الأفلام وقدمنا في إحدى الدورات جائزة النقد كما كانت الأندية السينمائية تقدم جائزة السينيفيليا. إضافة إلى أننا أصدرنا عددا خاصا بمهرجان خريبكة من مجلة "سينما" التي كنا نصدرها.

·     سؤال 3 :سجلت الفعاليات المهتمة بالفن السابع عدم حضورك لمهرجان خريبكة ، ما السبب وراء ذلك؟ كما أصدرتم بيانا احتجاجيا على هامش الدورة 15 لمهرجان السينما الافريقية بخريبكة، ماهي الخلفيات المتحكمة ذلك؟

جواب: بكل بساطة ، لم أحضر لأنني لم أتوصل بدعوة للحضور والمشاركة، أو لنكن صريحين ، اتخذ رئيس المؤسسة ومدير المهرجان قرارا بإقصائي من الحضور كباقي الإخوة الذين ينتمون للجمعية إضافة إلى كل من تشم منه رائحة معارضة للطريقة التي يدبر بها الشأن السينمائي في بلادنا. والحقيقة أن إدارة المؤسسة تضع في كل دورة لائحة تعرف عندنا وعند الكثيرين باللائحة السوداء. وهذه اللائحة تضم أسماء النقاد والمخرجين والصحفيين الذين لا يمكن لهم أن يتفقوا دائما مع قرارات رئيس مؤسسة مهرجان خريبكة الذي هو في نفس الوقت مدير المركز السينمائي المغربي.

فمثلا لا يمكن أن نتصور حضور محمد العسلي أو سعد الشرايبي أو أحمد المعنوني في مهرجان خريبكة أو يتم استدعاء أحمد سيجلماسي أو يوضع اسم ناقد من جمعيتنا في لجنة من لجن التحكيم، وعلى ذكر لجن التحكيم، في إحدى الدورات السابقة كان الإخوة الذين يعملون في المؤسسة قد اقترحوا بحسن نية اسم ناقد من جمعيتنا ليكون عضوا في لجنة التحكيم، وفعلا تم الاتصال به فقبل، وظل عضوا في لجنة التحكيم لمدة 15 يوما تقريبا إلى أن جاء القرار العلوي للتشطيب عليه نهائيا فعاد الإخوان للاتصال به من جديد للاعتذار له.

واللائحة السوداء هته تضم كل من تسول له نفسه مناقشة أو معارضة قرار أو فكرة لرئيس المؤسسة سواء كانت هذه المعارضة لها ارتباط بمهرجان خريبكة أم لا. ولذلك كنا نضحك كثيرا مع المرحوم محمد سكري ، الذي كان اسمه يندرج كثيرا في هذه اللائحة ، لأنه كان يحب المهرجان ويحب السينما الإفريقية وكان يمنع أحيانا من الحضور. وبكامل الوقاحة يأتي اليوم رئيس المؤسسة لينظم له تكريما ويقول فيه كلاما منمقا وهو الذي لم يزره قط وهو على فراش الموت بالمصحة ولم يتبع نعشه عند الجنازة. شأنه في ذلك شأن المرحوم نور الدين كشطي الذي كان صديق المهرجان لكن الصايل تنكر له عندما طلبنا منه أن يساهم كباقي الأفراد والمؤسسات في مساعدة أسرته وأبنائه الذين هم في حاجة إلى مساعدة حقيقية ، لكن لا حياة لمن تنادي...

والحقيقة أننا نتحمل جميعا مسؤولية كبيرة عندما كنا نسكت على كثير من الأشياء التي كانت تحدث في المهرجان، وهي كثيرة وسيأتي وقت الإفصاح عنها لاحقا، على اعتبار أن المهرجان مهرجاننا تربينا وترعرعنا فيه وبالتالي يمكن غض الطرف أحيانا، إلا أن غض الطرف أدى بنا إلى الوضعية الراهنة لأننا كلما غضضنا طرفنا كلما تمادى رئيس المؤسسة في جبروته بحيث أصبح يتصور نفسه الحاكم المطلق في المهرجان ولا أحد يمكن أن يتجرأ على مفاتحته في أمر من الأمور.

·     سؤال 4 : هل يمكن القول اليوم أن الإدارة المنظمة للمهرجان برئاسة نور الدين الصايل أصبحت تتخوف من النقاد ونقاشاتهم؟ وهل يمكن أن نعتبر ذلك تخوفا استباقيا لخلافة نور الدين الصايل في مهمة مدير المركز السينمائي؟

جواب : هوية الناقد الحقيقي تكمن أساسا في المكاشفة والمصارحة وتتبع مسار الملفات السينمائية لأن ذلك يساعده أكثر على فهم ما يجري وتمثل مكامن القوة والضعف في مسار المهرجانات السينمائية بالمغرب، كيف نشأت؟ وكيف تطورت؟ وكيف أصبحت تعرف فتورا ملحوظا في الخمس سنوات الأخيرة حتى أن بعض المهرجانات لا يهتم فيها منظموها إلا بحفلي الافتتاح والختام؟، أما ما عدا ذلك فلا يهم. بالنسبة لمهرجان خريبكة كانت الأمور سجالا بين جهتين أساسيتين في التنظيم: الجامعة الوطنية للأندية السينمائية والمجلس البلدي دون أن ننسى دعم المكتب الشريف للفوسفات.

لكن باحتضار الجامعة وتخلي المجلس البلدي عن دوره الأساسي في الاقتراح والتتبع والمراقبة ترك المجال مفتوحا أمام الرأي الواحد الأحد في اختيار الأفلام وضبط لائحة الضيوف المغاربة والأجانب، واختيار لجن التحكيم ووضع البرنامج الكامل لكل دورة حسب مزاج واحد، الأمر الذي جعل المهرجان في السنوات الأخيرة يدخل حالة روتينية قاتلة لا ابتكار فيها ولا إبداع... لحد أننا أصبحنا نعرف مسبقا، بعد الاطلاع على لائحة الأفلام المشاركة في المسابقة، من سيفوز بالجائزة؟ وكيف؟... ولا أدل على ذلك من المهزلة التي حصلت في إحدى الدورات الأخيرة حيث حصل فيلم عادي جدا على الجائزة الكبرى للمهرجان أمام تحفة سينمائية من إثيوبيا.

أما ندوات المهرجان فلا قيمة علمية لها بحيث تعالج مواضيع فضفاضة كالسينما والتنمية والإنتاج المشترك في إفريقيا، ندوات يسيرها طيلة هذه السنين كلها رئيس المؤسسة وحده كما يسير كل اللقاءات وغالبا ما تدور حول شخصه كما كان الحال في السنة الماضية حيث نظم لقاء مع الشباب ولقاء مع النساء.

أما علاقاته بالنقاد وخاصة مع الجمعية المغربية لنقاد السينما فهي جد متوترة لأننا لا نترك هذه الأمور تمر مرور الكرام. من حق السيد مدير المركز السينمائي المغربي ألا تعجبه طناطن النقاد ولكن ليس من حقه أن يقصيهم من المشاركة. عليه أن يتعامل مع الجميع بالمثل: فإذا كان سبب عدم دعوتنا للحضور في المهرجان يعود إلى قلة أماكن الإقامة كما صرح بذلك السيد المندوب العام لوسائل الإعلام فإنني أؤكد أن مشكل الإقامة لم يكن مطروحا بالنسبة لكثير من المدعوين الآخرين حتى لا أقول كلاما آخر.

أما من سيخلف المدير الحالي في المركز فإن ذلك لا يعنينا إطلاقا كجمعية سوى أننا نأمل أن تتغير السياسة العامة التي يدبر بها الشأن السينمائي في بلادنا سواء تحت إدارة المدير الحالي أو الذي سيخلفه. فالمغرب عرف تحولات لا بأس بها على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي كما تغيرت رؤى الناس وعقلياتهم، فليس من حق أي أحد أن يستمر في استبلاد الناس ولم يعد أحد يتحمل الخطاب الوحيد وخاصة في المجالين الثقافي والفني.

·        سؤال 5 : ما هو موقف الشركاء الآخرين وباقي المهتمين من هذا الإقصاء؟

جواب : للأسف الشديد هناك صمت مطبق على ما يجري. حقا هناك كلام في المقاهي وفي الكواليس ولكن لا أحد يتجرأ بالتعبير صراحة وأمام الملأ عن موقفه، ربما خوفا من فقدان دعوة للحضور أو عدم الاستفادة من امتيازات... أو أشياء أخرى.

·     سؤال 6: ماهي أهم نقط الضعف والقوة في مهرجان خريبكة السينمائي؟ وماهي اقتراحاتكم المستقبلية؟

جواب : نقط القوة في مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية أنه يحتضن سينما قارة لها تاريخها، لها تراثها ولها تفردها. وهي سينما في حاجة إلى دعم وإلى مشاهدة لأنها تكتب بأسلوب مغاير عما تكتب به سينمات في قارات أخرى.

قوة مهرجان خريبكة أنه يجمع ولا يفرق. يلتف حوله الإقليم برسمييه ومثقفيه وشبابه. الكل يريد أن ينخرط ويقدم يد الله كما يقال. وبالتالي تشعر بحميمية كبرى قلما تشعر بها في مهرجانات أخرى. قوة مهرجان خريبكة أنه تمكن من الحفاظ على هذه الحميمية إذا استثنينا الثلاث سنوات الأخيرة. إنك في خريبكة يسري معك دفء إنسان المنطقة وحرارته وأصالته البدوية عندما يناقش الأفلام الإفريقية وعندما يحتفي بالضيوف الأفارقة خصوصا إذا كانوا من عيار عصمان صامبين وسليمان سيسي والطاهر شريعة ونوري بوزيد ومحمد اشويخ وصافي فاي... هذه القوة يستمدها المهرجان من صدق السينما الإفريقية رغم الظروف الصعبة التي تمر منها .

نقط ضعف المهرجان أنه لم يتطور كثيرا. لم يعد ذلك المهرجان الذي كان يستقبل أعدادا كبيرة من الأفارقة. وفي الغالب تتم دعوة الأفارقة الذين يعيشون في فرنسا وبالتالي سيطرت عليه النزعة الفرنكوفونية ونسي المنظمون أن إفريقيا تنتج أفلاما ناطقة بالفرنسية وأفلاما ناطقة بالعربية وأفلاما ناطقة بالإنجليزية كما أن هناك أفلاما ناطقة باللهجات المحلية. وهذا التنوع لم نعد نشعر به في البرمجة الحالية.

نقطة ضعف أخرى تتمثل في كون المهرجان ظل حبيس البرمجة التقليدية الصرفة المرتبطة بالأفلام الروائية الطويلة في حين يمكن برمجة الفيلم الإفريقي القصير، وبرمجة الفيلم الوثائقي في إفريقيا ، وأفلام الشباب بحيث يكون لكل قسم جوائزه إلى غير ذلك من الإنتاجات الإفريقية مع طرح الصعوبات التي تعترضها للنقاش مع المعنيين بالأمر.

أيضا لا بد من الحفاظ على طابعه الثقافي المتميز بتقديم الإصدارات الوطنية والإفريقية وتقديم الأفلام قبل عرضها بطريقة لائقة من طرف أشخاص يفقهون في السينما أو على الأقل ينطقون جيدا أسماء المخرجين والممثلين مع نبذة عن إنتاجاتهم... وإرجاع جوائز كانت تقدم في الماضي لكنها حذفت ، يتعلق الأمر بجائزة السينيفيليا وهي خاصة بالنوادي السينمائية وجائزة النقد تقدمها الجمعية المغربية لنقاد السينما. كما يجدر بالمهرجان أن ينظم حفلا ساهرا في كل دورة يضم فقرات من الموسيقى والأغاني الإفريقية. وبالتالي يستعيد المهرجان حيويته ودفأه الذي فقده في السنوات الأخيرة.

كل هذا يتطلب إعادة النظر في الجانب التنظيمي بحيث يتكلف كل مسؤول بمهمته ويحاسب عنها لا أن تشعر وأنت في المهرجان بأن هناك مسؤولين وهناك مسخرون لا يفيدونك في شيء تسألهم عن معلومة بسيطة فلا يستطيعون تقديم أية إجابة على الإطلاق.

عن العدد 13 من جريدة " خريبكة الآن " ـ أغسطس 2012

عين على السينما في

25/08/2012

 

فيلم "بابا"..

ثرثرة كوميدية سياحية جنسية.. للأطفال فقط !

محمود عبد الشكور 

قبل أن تتسّرع وتتهم هذا العنوان الذى اخترته تعليقاً على فيلم "بابا"، الذى كتبته زينب عزيز، وأخرجه على إدريس، بالتناقض الواضح، أرجو أن تذهب لتحكم بنفسك بعد مشاهدة الفيلم، وكلّى ثقة أنك ستجد فى هذا الخليط المتنافر فى العنوان، ما يعبرّ بدقة، فيما أزعم، عن الفوضى الشاملة التى شاهدتها فى فيلم مأخوذ عن أحد أسوأ سيناريوهات الموهوبة زينب عزيز التى قدمتها للسينما المصرية.

مشكلة فيلم "بابا" الذى قام ببطولته أحمد السقا، أنه يتضمن طوفاناً من الثرثرة واللتّ والعجن، وينتقل بك عشوائياً من الكوميديا الرومانسية الى الكوميديا الجنسية، ومن المواعظ والحكم الى العبط والإستخفاف، لينتهى بنا الى مقولة "جديدة وغير مسبوقة" فى تاريخ البشرية، وهى أن الرجل والمرأة يتزوجان من أجل إنجاب الأطفال، "فالبيبيهات "، إذا كنت لا تعلم، هُم زينة الحياة الدنيا، وياسلام على كلمة بابا أو ماما فى أذن أى زوج أو زوجة، وياعينى لو رأى الأب اسم ابنه ملحقاً باسمه، هى لعمرى لذةُ الدنيا، وغاية المراد من رب العباد.

أقسم لك أن هذا هو ما حاول فيلم "بابا" أن يقوله طوال مدة الشريط الذى تستطيع أن تحذف منه ما لايقل عن 50 دقيقة دون أن يختلّ أى شئ، بل لعلك سترحم نفسك فى هذه الحالة من الترهل الواضح، ومن حركة أحمد السقا المزعجة وصراخه المستمر، ومن فتور "دُرة"، أما المشاهد السياحية فى لبنان والأقصر، فيمكن أن تراها مجانا على اليوتيوب، أو فى منشورات وزارتى السياحة المصرية واللبنانية، اللتين أشك فى أنهما ساهمتا فى تمويل الفيلم.

أطفال بسرعة

شاهدنا أفلاماً كثيرة يتشوق فيها المتزوجون للإنجاب بسبب العُقم مثلاً، أما أبطال فيلمنا العجيب، الذى يدور جزء كبير منه داخل مركز لأطفال الأنابيب، فهم جميعاً لا يعانون من أى أسباب تمنعهم من الإنجاب، أين المشكلة إذن؟ المشكلة أنهم يريدون الإنجاب الآن وفوراً وبسرعة، يريدون طفلاً "دليفرى" من مركز أطفال الأنابيب، عن طريق ما يعرف بالحقن المجهرى، حيث يتم الحصول على عينة من الرجل، وتحقن بها المرأة فى ظروف خاصة مركّزة، ليكون الحمل أسرع واضمن.

هذا هو محور الحكاية الأولى او الأساسية فى فوضى "بابا" الذى يتضمن حكاية أخرى لا علاقة لها بالأولى سيأتى ذكرها، المهم أننا لن نصل الى حكاية الحقن المجهرى هذه إلا بعد مقدمة طويلة وعريضة.

يبدأ الفيلم من التعارف بالصدفة كالمعتاد بين طبيب أمراض النساء "حازم" (أحمد السقا)، و"فريدة" (درّة) مهندسة الديكور الجميلة، وذلك فى فرح صديقهما المسيحى "أمجد" (إدوارد)، يفرح "حازم" و"فريدة" لأن اسميهما اسلاميان، وبالتالى فرصة الزواج قائمة، ولكن ذلك لن يتم إلا بعد لقاء آخر فى عزومة عند العروسين، ثم لقطات "فوتومونتاج" لحازم وفريدة فى الحدائق وفى ملاعب الجولف على طريقة سينما السبعينات.

فى يوم الفرح، يتوقف الفيلم عند الراقصة، ثم تعانى إحدى المعازيم من آلام الولادة فجأة، فيقوم "السقا" (نحن لم نر طبيبا طوال الفيلم وإنما نجم الأكشن الشهير) بالقفز على الموائد، ثم ينقل السيدة، ليقوم بتوليدها فى الفرح، بعد أن يقوم المعازيم بوضع الستائر حولها، لأن مشاهدة التوليد عورة.

سنكتشف أن هذه المشهد الذى أريد له أن يكون كوميدياً فأصبح مزعجاً، هو بداية إلحاح المؤلفة على تذكير أبطالها بالأطفال، وكأن المتزوجين فى حاجة الى منبّه، وستتواصل هذه المشاهد على مدار الفيلم، ولكن ليس قبل أن نعيش شهر العسل مع العروسين فى الأقصر، حيث النيل والصوت والضوء، وحيث ينتهز العريس الفرصة دائماً لكى يلتقى لقاء حميماً بعروسه حتى داخل المعبد، طبعاً لن نرى المشاهد بالتفصيل، وإنما على طريقة السينما النظيفة: يحتضنها فى كل مرة، ثم يسقطان معا من الكادر.

المذهل أن صناع الفيلم لم يفطنوا الى أن فى فيلمهم ما يستحق أن يُصنّف على أنه للكبار فقط، رغم عدم وجود أى مشهد جنسى صريح، فحكاية الحصول على السوائل المنوية للرجال، لإتمام عملية الحقن المجهرى ستحتل وقتاً طويلاً من الفيلم، بل إن قصة مليء "البرطمانات" بتلك السوائل هى محور الضحك فيما يتصور صنّاع الفيلم.

الكوميديا الجنسية

عشرات الأطفال كانوا موجودين أثناء مشاهدتى الفيلم، وحتما سيسألون ذويهم عن السائل المطلوب من الرجال، وعن استخدام مثيرات لإفرازه، لذلك يمكن اعتبار تلك المشاهد الأساسية تحولاً من الكوميديا الرومانسية الى الكوميديا الجنسية الصريحة، الحقيقة أن ساحة الإستقبال فى مركز الأنابيب فى فيلمنا، تذكرنا على نحو ما بساحة الإستقبال فى فيلم " دكتور تى والنساء، للمخرج الكبير روبرت ألتمان ، طبعاً مع فارق الحكاية والتفاصيل، وفارق المستوى الفنى لصالح الفليم الأمريكى بالطبع.

اللعبة التى سيركز عليها السيناريو، أن الزوجة فريدة، تصر على الإنجاب الآن وفورا من زوجها المشغول عنها، لقد شاهدت طفلة إحدى صديقاتها المطلقات، التى نصحتها بأن تنجب من عريسها، لأن الطفل "هو الحاجة الوحيدة اللى بتبقى من الرجل"، وبعد محاولات لم تنجح لدفع زوجها الى السرير، تطالبه بعملية للحقن المجهرى "هيه كمان".

يفترض أنك أمام طبيب متخصص، وصاحب مركز تمارس فيه هذه الطريقة، وبالتالى لا مشكلة، ولكن "حازم" يرفض بشدة لسبب غريب للغاية هو استشعار الحرج لأنه سيُضطر لتقديم "عيّنة" فى برطمان مثل النماذج التى تتردد على المركز: العريس والصديق "أمجد"، وزوج متزمت وملتح اسمه "سعيد" ( خالد سرحان)، ورجل خليجى متزوج من أربعة نساء (لطفى لبيب)، كما يشعر حازم بالحرج من شريكه "د. عبد الوهاب" ( صلاح عبد الله) الذى لايكتم سراً على الإطلاق.

تستهلك زينب عزيز فى مشاهد هذا الجزء الطويل، كل ما يمكن أن تراه فى أى كوميديا جنسية: من إغراء الزوجات لأزواجهن، الى محاولة إحدى الممرضات (إيمان السيد) مساعدة "حازم" للحصول على العينة، ومن رقصة "فريدة" لزوجها على أنغام أغنية " أنا إيرما لادوس"، الى مداعبات عروس "أمجد" له تحت الملاءة، ومن استخدام الصورة العارية على اللاب توب لاستثارة الأزواج، الى نجاح الثرى الخليجى فى ملء أربعة برطمانات دفعة واحدة، لتلقيح زوجاته الأربع فى نفس الوقت.

يشاء السميع العليم أنه رغم رضوخ "فريدة" للحقن المجهرى، فلن يحدث الحمل، لتصرخ وتلطم فى مشهد مبالغ فيه، ثم تقرر الذهاب الى الساحل، ويقرر "حازم" الذهاب الذى بيروت لحضور مؤتمر طبى، وهناك يبدأ فيلم آخر جديد.

عشيقة قديمة

ذلك أن "حازم" هذا خلبوصً قديم، فى لبنان سيجد عشيقة قديمة (نيكول سابا)، فيقضى معها ليلة حمراء، وفى الصباح يجدها سافرت الى الشارقة لإنجاز عملها، تاركة له طفلا صغيراً عمره سبع سنوات، ورسالة تؤكد إن هذا الطفل هو ابنه منها إثر عدة ليال حمراء قديمة.

طبعاً أنت تنتظر ألآ يبتلع طبيب أمراض نسائية هذا الطعم الساذج، أن يطلب تحليلاً مثلاً، ولكن "حازم" يصدق أن الطفل ابنه بسبب وجود علامة متماثلة لديه ولدى الولد أعلى الحاجب، أى والله أعلى الحاجب، كما أن الطفل نشيط ومتحرك مثلما كان "حازم"فى طفولته، ألم أقل لكم إننا لسنا أمام طبيب أصلاً ؟!

ستكون هناك فرصة لمزيد من الدعاية السياحية حيثت يلعب "حازم" وابنه وسط ثلوج لبنان، فى نفس الوقت الذى تُعالج فيه "فريدة" ابنة صديقتها من الحمى، ونراها من جديد وسط أطفال عائلة "حازم"، وينصحها والده (محمد وفيق) بأن تستعيد زوجها، فتذهب الى لبنان لتجده مع الطفل، هنا تظهر نيكول سابا، تكشف السر للإثنين، لقد أرادت أن تسافر فى عمل فاخترعت حكاية أبوة "حازم" للطفل الذى تبنته، تصدق "فريدة" اعترافات "نيكول"، يعود الزوجان للقاهرة، ينجبان توأما بدون حقن مجهرى، بينما ينجب "أمجد" و"سعيد" بالحقن، وتوتة توتة .. خلصت السبّوبة.

هكذا تتعدد الأسباب والطفل واحد، هذه هى العبرة ياسادة يا كرام، وهناك عبرة أخرى عظيمة، فى حجرة المواليد، يتجاور الطفل المسلم دون تفرقة مع الطفل المسيحى، نحن إذن الذين نصنع التفرقة والتعصب، هكذا يقول د عبد الوهاب لكل من "أمجد" المسيحى و"سعيد" السلفى.

خرجت من الفيلم وأنا لا ألوى على شئ كما يقولون، كنت حزيناً لأن مؤلفة الفيلم تستطيع بالتأكيد أن تقدم فيلماً كوميدياً جيداً، فلديها الأفكار والحس الكوميدى، ولكنها اختارت أن تخلط أشياء متنافرة، وأن تقدم مشاهد وحكايات مترهلة، دون أن تفكر، أو يفكر أحد، فى حذف مشاهد مفتعلة وعبيطة مثل كل مشاهد لبنان، ودون أن تحدد مشكلة الفيلم: هل هى فى عدم الإنجاب، أم فى عدم الإنجاب بسرعة، أم فى الإحراج من الإنجاب بالحقن المجهرى، أم فى الماضى البائس لبعض المتزوجين؟!

فشل الفيلم

خلطة الكوميديا الجنسية والرومانسية الفاشلة هى جزء من فشل الفيلم، الجزء الباقى فى أداء بطليه المتواضع، ولولا مساندة كوميدية من الموهوبين الكوميديانات لطفى لبيب وخالد سرحان وصلاح عبد الله لما كان الفيلم جديراً اصلاً بالإحتمال، ورغم وجود عناصر مميزة مثل موسيقى تامر كروان، وملابس ناهد نصر الله، وديكور محمد أمين، إلا أن الثنائى على إدريس وزينب عزيز قدما أحد أسوأ أعمالهما المشتركة، وأكثرها سذاجة.

نحن أمام فيلم "للكبار فقط" يصل من فرط سذاجته، وارتباكه، وركاكة كتابته، وغرابة تصرفات شخصيات، الى أنه لا يمكن أن يصدقه إلا الأطفال فقط، وتحديداً أولئك الأطفال المولودين حديثاً .

عين على السينما في

25/08/2012

 

إلهام شاهين وشيخ الحافظ وبينهما فيديو

شريف نادي 

ستوديو بسيط لقناة الحافظ المحسوبة علي القنوات الدينية يذيع أحد الفيديوهات يخرج منه صوت الفنانة إلهام شاهين مع التشويش علي صورتها خلال لقائها مع الإعلامي اللبناني نيشان في برنامج أنا والعسل‏,‏ وهي تقول أن هناك أشياء لابد من إصلاحها وأن تكون ثورة من أجل الإصلاح‏,‏ ولكننا خربنا‏,‏ والآن لم تعد هناك حرية وأصبح تكميم الأفواة وغلق القنوات وليس من حقك أن تعبر عن رأيك‏,‏ بالإضافة إلي أننا لن نسمح لاحد ان يتحكم في فننا او ثقافتنا وستظل مصر لها الريادة علي مستوي العالم العربي ولن نرضخ لشخص أن يقيمنا وهو لايفهم فيما نقدمه نحن نقدم فنا هادفا وأوجه ذلك للتيارات الإسلامية المتشددة‏,‏ ثم فجأة ننتقل إلي الاستديو ليقول أحد الضيوف ماهي الحرية؟‏!‏ أن يشتم الناس وينال منهم فإذن من حقي ان استخدم هذا الحق ليبدأ بعدها بوابل من السباب رغم طلب المذيع بعدم الخطأ في حق أحد‏,‏ كان هذا الفيديو صاحب الأكثر مشاهدة علي مواقع التواصل الاجتماعي ووصلت نسبة مشاهدة إلي‏400‏ ألف مشاهدة‏,‏ لم تكن هذه المرة الأولي التي تهاجم فيها أحدي القنوات الدينية فنانات حيث سبق وقام مذيع علي أحدي الفضائيات بتوجيه نقد للفنانة هالة فاخر‏...‏ فهل مايحدث بداية حرب علي الفن والفنانين أم أنها مجرد حالات فردية ليس أكثر‏,‏ وماهو موقف نقابة المهن التمثيلية‏...‏ الإجابة في السطور الأتية‏:‏ـ

في البداية قالت الفنانة إلهام شاهين أنها لم تشاهد الفيديو حتي الآن ولكنها تلقت اتصالات من أصدقائها يروون لها ماورد في الفيديو‏,‏ مشيرة إلي أنها لن تصمت علي ماحدث وانها ستصعد الأمر لأقصي درحة‏,‏ خاصة وانها تلقت دعوات من جبهة الإبداع‏,‏ ونقابة المهن التمثيلية لإقامة دعوي قضائية وأنها فور عودتها من رحلة العلاج مع الفنانة يسرا ستنهي جميع الإجراءات لذلك‏.‏

تضيف أنه فور سب الأديب الراحل نجيب محفوظ قلت في إحدي اللقاءات انه البداية وسوف يقومون بسبنا فيما بعد‏,‏ وهو ماحدث مع كل من الفنان عادل إمام وفاروق الفيشاوي ثم انا والفنان نور الشريف‏,‏ وقد ظنوا ان صمتنا ضعف‏,‏ ولكنه ليس كذلك‏.‏

بينما قال الفنان أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية إن أي شيء يحدث في هذا الشأن يقوم الفنان بعمل توكيل للمستشار القانوني‏,‏ لتقديم المادة التي أذيعت‏,‏ وقد حدث مع الفنانة هالة فاخر نفس الموقف‏,‏ أما بالنسبة للفنانة إلهام شاهين فقد قمنا بإرسال المادة المذاعة للمستشار القانوني تحسبا لقيامها برفع دعوي قضائية‏.‏

وأضاف أن مثل هذه التصرفات فردية خاصة وأن كلهم يتحدثون بشكل فردي ولايمثلون تيارا أو حزبا أو جماعة‏,‏ ولانريد ان نجعلها ظاهرة فهي آراء فردية ولكن علي الجميع أن يلتزم حدودة‏.‏

فيما أكد الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية أن النقابة لايحق لها إقامة دعوي قضائية من نفسها دون الرجوع للفنان الذي يجب أن يقدم توكيلا بذلك لاتخاذ جميع الاجراءات لحفظ حقه ورفع الضرر عنه‏.‏

وأشار الصريطي إلي أنه قد يكون في الفترة الأخيرة ثم الاعتداء علي بعض الفنانين بالسب والقذف من بعض البرامج الدينية بالقنوات التي تحمل صبغة دينية متطرفة قد زادت بشكل ملحوظ‏,‏ مشيرا إلي أنه من الممكن ان تكون الفنانة إلهام شاهين قد لجات إلي محاميها الخاص‏,‏ ومع ذلك حتي إن لم يكن هناك توكيل للنقابة فعلينا دعمهم معنويا مثلما دعمنا كل فنانينا الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف في القضايا مثل لينين الرملي ومحمد فاضل وعادل إمام‏.‏

وقال المخرج داوود عبدالسيد أنا شخصيا أدعو الشيخ للتوبة‏,‏ فهو لايعلم حياة البشر الذين يتحدث عنهم‏,‏ ولديه جهل شديد بعمل الممثل أو الممثلة‏,‏ وهذا ليس غريبا علي مثل هذه الاتجاهات الظلامية‏,‏ ومتوقع أنها تنمو وتنتشر وترتفع رؤوسها بعد أن كانت في الطين ولاتستطيع أن ترفعها‏.‏

أضاف أن مثل هذه المقدمات موجودة مبكرا ووضح ذلك بالنسبة للحريات من خلال منع كتاب وكذلك الحال بالنسبة للصحافة‏,‏ وهذا دلالة ضعف وليس قوة لان القوي قادر علي المواجهة ولديه طرق عديدة بخلاف الإرهاب المعنوي والفكري‏,‏ وهي كلها أشياء ضد الحياة والمستقبل والعلم‏.‏

بينما رأي المخرج محمد خان أننا أمام مرحلة سوداء لمن يفتون ويسبون تحت عباءة المشيخة‏,‏ وكل هؤلاء يجب علي الأزهر أن يضعهم في مكانهم الصحيح‏.‏

وأوضح ان مثل هذه التصرفات لابد وأن تقابل بالقضاء من خلال اللجوء إلي المحكمة ليحكم علي اي شخص يتطاول بالسجن حتي نأخذ حقنا ونكون قانونيين في نفس الوقت‏.‏

فيما قال المخرج خالد الحجر أن الخطأ كان من الطرفين‏,‏ خاصة وانه يستوجب علي الجميع التعبير عن آرائهم بطريقة ديمقراطية‏,‏ خاصة وان كل إنسان له كرامته وهيبته‏,‏ ولايقبل أن يسب بأي لفظ مهما كان‏,‏ مشيرا إلي أن الفنانة إلهام شاهين كان بإمكانها أن تعبر عن رأيها دون تهكم حتي لاتسمح لأخرين ان ينتقدوها‏.‏

الأهرام المسائي في

25/08/2012

 

بمناسبة اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية

الإمارات تشارك بفعالية في ليالي السينما الخليجية بالبحرين

إبراهيم الملا 

شاركت مجموعة من الأفلام الإماراتية مؤخرا في فعالية ليالي السينما الخليجية التي أقيمت بمملكة البحرين، بمناسبة اختيار مدينة المنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012، وتأتي هذه المشاركة الفنية والثقافية في إطار التعاون بين وزارة الثقافة البحرينية ومهرجان الخليج السينمائي بدبي، والذي عمل على مدى دوراته السابقة في احتضان التجارب السينمائية الإماراتية والخليجية الواعدة، وتشجيع المواهب الشابة وتزويدها بالخبرات البصرية والإبداعية المعززة لدور الفن السابع في المنطقة.

المشاركة

وتعليقا على هذه المشاركة يقول مسعود أمر الله المدير التنفيذي لمهرجان دبي السينمائي، ومدير مهرجان الخليج السينمائي، والمشارك مع الوفد الإماراتي لتفعيل برامج الليالي الخليجية في المنامة “الحدث بشكل عام يهدف إلى تسليط الضوء على إبداعات صانعي الأفلام في الخليج، من خلال عرض مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية، وضم البرنامج الخاص بالحدث عددا من أبرز الأعمال السينمائية الإماراتية التي حظيت بانتباه نقدي وحازت على جوائز في مناسبات محلية ودولية مختلفة” وأضاف “تم تقسيم الليالي الستة في الحدث على ثيمات ومواضيع محددة لكل ليلة، بحيث يتم الاحتفاء بالأفلام التي تنتمي لفئة أو اتجاه معين، فكانت هناك ليلة الافتتاح، وليلة للأفلام الواقعية التي تحمل السمة التسجيلية، وليلة للفائزين وهي ليلة خصصت للأفلام الحائزة على جوائز أو شهادات تقدير في مناسبات سينمائية مختلفة، وليلة للأفلام القصيرة، وأخرى للأفلام الطويلة، وليلة المستقبل التي عرض خلالها الفيلم الإماراتي الطويل (دار الحي) للمخرج علي مصطفى، باعتبار أن هذا الفيلم يمثل نموذجا لفيلم روائي طويل ومتماسك يمكن الرهان عليه كشرارة أولي تضيء حماسة المخرجين في الخليج لإنتاج أعمال طويلة في المستقبل”.

أهمية اللقاء

وحول أهمية هذه اللقاءات السينمائية بين صناع الفيلم في الخليج، وأثر ذلك على الجمهور الخليجي الذي لا يحظى عادة بفرصة التعرف على هذه النتاجات الفنية الخاصة والمختلفة عن السائد، أشار أمر الله إلى أن ليالي الخليج في المنامة كانت مناسبة مهمة استطعنا من خلالها استقطاب عدد كبير من الجمهور البحريني ومن متابعي ومتذوقي فن السينما هناك، وأوضح بأن إقامة الحدث في ليالي شهر رمضان ربما كان له دور في هذا الإقبال الكبير، والذي يقدم مؤشرات بأن الفن النوعي له قاعدة وشريحة عريضة أيضا، وباتت تتفاعل بشكل إيجابي من خلال اللقاءات والنقاشات المفتوحة التي تقام عادة بعد عرض الأفلام.

قفزات سريعة

وفي سؤال حول ما ينقص السينما الخليجية الآن وحول الطموح أو الحلم الذي ما زال يراود المهتمين والقائمين عليها لنقل هذه التجربة الواعدة إلى منطقة أكثر عمقا وثباتا، قال أمر الله “السينما الإماراتية والخليجية حققت قفزات سريعة، لا نجدها في مناطق عربية كان لها حضور سينمائي مميز في السابق، وقطعت السينما الخليجية في الفترة السابقة مراحل تأسيسية مهمة وهي في طور التصاعد، وفي طور تقديم تجارب مبشرة ومتقدمة، وأرى أن تواصل هذا الحراك السينمائي واتساعه وتواصله مع قطاعات شعبية ورسمية في دول الخليج المختلفة، هو بحد ذاته يعد ترويجا للثقافة السينمائية الرصينة، وهو ما يحتاجه كل مشروع ثقافي أو فني جديد في المنطقة”.

ويضيف “أعتقد أن وجود حدث سينمائي متخصص مثل مهرجان الخليج السينمائي، يعتبر أيضا محطة مهمة لانطلاق صناع الأفلام الخليجيين نحو الدول المجاورة والبعيدة أيضا، حيث ساهم المهرجان في إيصال صوت وصورة الواقع الخليجي إلى مهرجانات محلية وخليجية ودولية مختلفة، حيث تم التعاون في السنة الماضية مع جهات سينمائية مختلفة في أبوظبي، والكويت، والمغرب، وأستراليا، ومع مهرجان السينما العربية في مدينة مالمو السويدية لعرض هذه التجارب التي باتت تتميز بنضج فني عال، ولتحفيز السينمائي الخليجي المبدع كي يتواصل مع هذا الفن الطليعي، وتطوير عمله باتجاه ما هو أفضل وأكثر انحيازا للوعي المستقل والمتفرد والمبهج أيضا”. وعن الأفلام الإماراتية المشاركة في الحدث أشار أمر الله إلى أنها أفلام كانت تحمل ميزة خاصة، مثل تمتعها بحساسية فنية وبصرية مخلصة لشروط السينما سواء التسجيلية أو الروائية، مثل فيلم “سبيل” للمخرج خالد المحمود وفيلم “بنت مريم” للمخرج سعيد سالمين، وفيلم “هنا لندن” الذي كتب نصه الإماراتي محمد حسن أحمد، أو كون الفيلم مرتبطا بتجربة استثنائية مثل إنتاج أول فيلم إماراتي روائي طويل يحظى بحضور جماهيري لافت امتد لأسابيع في صالات السينما التجارية مثل فيلم “دار الحي” للمخرج علي مصطفى.

ونوه أمر الله إلى أن صناعة الفيلم في المنطقة مقبلة خلال السنوات القادمة على مرحلة زاهية وقال إن هناك مؤشرات ودلائل باتت تتشكل في هذا المناخ الفني الخاص وتؤكد على ازدياد الوعي السينمائي والتقني في هذا السياق، وأشار إلى أن اختيار فيلم مثل “هنا لندن” للمخرج البحريني راشد بوعلي ومن كتابة كاتب سيناريو إماراتي هو محمد حسن في مهرجان بوسان الكوري، وكذلك اختيار الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة السعودية هيفاء المنصور في مسابقة آفاق بمهرجان البندقية الإيطالي العريق، وظهور أفكار ومواهب جديدة ومؤثرة، هي كلها جهود مبشرة، وانجازات ملحوظة تدعم رؤيتنا لمستقبل موعود بالكثير من المفاجآت المفرحة والبشارات المقرونة بحركة سينمائية متسارعة ومتنامية ولا تعرف التوقف أو الثبات عند مرحلة بعينها.

الإتحاد الإماراتية في

25/08/2012

 

«حرب عالمية» على قراصنة الاستنساخ

قيس قاسم 

الحرب على قراصنة الاستنساخ التجاري بدأت تحتدم، وتأخذ بعداً عالمياً، مع تجاوز تجارتهم غير المشروعة حدودها السابقة، وانتقالها إلى مرحلة جديدة وخطيرة صارت تهدد صحة الإنسان مباشرة. فالأمر لم يعد محصوراً بتزوير ماركات تجارية غالية الثمن مثل الساعات والأكسسوارات أو حتى استنساخ الأسطوانات الموسيقية والأفلام بل تعداه إلى تزوير الأطعمة الغذائية المحفوظة والمبيدات الزراعية وألعاب الأطفال، وكلها لها صلة بالإنسان واستخداماته اليومية. البرنامج التلفزيوني الفرنسي «حرب على قراصنة الاستنساخ» يوثق جزءاً من هذه الحرب عبر تسجيله تفاصيل العملية السرية المسماة «ماكس 55» التي كانت الموانئ اللبنانية والمغربية احدى ساحاتها.

شملت العملية التي قادها من المغرب مفتش الجمارك الفرنسي كريستوفر زيمرمان أربعة موانئ تجارية في الدار البيضاء، بيروت، كونستانتا الروماني ومرسيليا الفرنسي، وحُددت مُدتها بستة أيام حاول المفتشون خلالها تتبع مسار البضائع المستنسخة من مصدرها إلى الأسواق التي تنتهي إليها، وإعدادهم تقريراً نهائياً يتضمن خلاصات وتوصيات تُقدم إلى الدول المعنية بالحرب على الاستنساخ.

في ميناء الدار البيضاء عثر المفتشون، بعد فتح «كونتاينرات» مشكوك فيها، على هواتف خليوية مزورة أنتجت في الصين كتب عليها «صنعت في أوروبا»، مع بطاريات شحن خطرة على صحة الإنسان وقد تنفجر عند استخدامها، كما قال المفتش كريستوفر «إنها مثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة قرب أذن مستخدمها لاحتوائها على مادة الهولوغرام السريع الانفجار والذي يوضع عادة على سطح البطاريات لحمايتها من التزوير!». بعد ساعتين أبلغ المفتشون في الميناء الروماني عن عثورهم على كميات كبيرة جداً من مستحضرات التجميل المستنسخة عن ماركات تجارية مثل «بوس»، «غوتشي» وغيرها وكلها تحتوي على مواد كيماوية خطرة على جلد الإنسان وصحته.

تمـــثل المـــوانئ الأربعة ممرات نشــطة لعبور سفن شحن كبيرة عـــلى متنها بضائع مستنسخة، ما يمثل كابوساً لرجال الجمارك والشركات المنتجة، وإلى جانبها يلعـــب بعض البلدان الأوروبية دوراً وسيطاً بين المنتج والمستهلك، مثل أوكرانيا التي تعد من نقاط «الترانزيت» الحيوية وفيها أكبر سوق لبيع المواد المستنسخة فـــي العالم، كما سجلته الكاميرا الخفية لفريق عمل البرنامج، الذي عرضه التلفزيون السويدي، أثناء زيارته سوق «السبع كليومترات». في هذه السوق يوجد كل شيء مزور، وتعد مصدراً رئيساً لتزويد المهربين الصـــغار بالــمواد التي يريدون المتاجرة بها.

من بين أكثر عمليات الاستنساخ خطورة، المواد الغذائية، لعلاقتها المباشرة بصحة الإنسان وتشغل القارة الأفريقية جزءاً كبيراً من النشاط التجاري غير الشرعي، ويعد ميناء مرسيليا الفرنسي ساحة لانتشارها ومحاربتها في الوقت ذاته. فوفق إحصاءات عام 2010 زادت كمية المواد الغذائية، خصوصاً المعلبات المحفوظة، المستنسخة عن علامات تجارية نحو 2500 في المئة، واكتشف المفتشون وجود معامل ثابتة في ليبيا وغيرها من الدول الأفريقية تنتج نوعاً من معجون الطماطم الإيطالي، يصدر مباشرة إلى فرنسا ورومانيا. المفارقة أن الشركات الأصلية المنتجة لا تتدخل كثيراً لوقف عمليات الاستساخ، مبررة صمتها بخشيتها من فقدان ثقة المستهلك بمنتجاتها.

في لبنان وبمساعدة مفتشين بلجيكيين، تمكن رجال الجمارك من وضع اليد على مبيدات زراعية مستنسخة في الصين على أنها مصنعة في هولندا، وتكفي كميات قليلة منها لإبادة حقول بكاملها ما يشكل خسارة للمزارع وأيضاً خطراً على صحة الإنسان والبيئة وعلى الجنين في بطن أمه.

يعود البرنامج لملاحقة عمليات استنساخ المواد الكيماوية والزراعية إلى ألمانيا حيث تعرضت مزارع كثيرة فيها إلى الخراب بسبب تلك المواد. أما اسطنبول فتحولت إلى واحد من أكبر مصادر استنساخ قطع غيار السيارات، وبإمكان المهرب الحصول على أي قطعة يريدها ولأي ماركة سيارة كانت خلال دقائق معدودة. والمفارقة أن معرض السيارات العالمي في فرنسا قد تحول إلى ساحة لعرض بعض البضائع المستنسخة. في نهاية العملية «ماكس 55» يقدم المشرفون عليها تقريراً يشير إلى تخصص موانئ بعينها في شحن البضائع المستنسخة، فبيروت اختصت بالمبيدات الزراعية والكيماوية والدار البيضاء بالهواتف الخليوية ورومانيا بمستحضرات التجميل وألعاب الأطفال ومرسيليا بالمواد الغذائية، فيما تمثل الصين المصدر الرئيس لعمليات التزوير التجاري بكل أشكاله. واللافت أنه في ستة أيام ضُبط ما يقارب مليوني مادة تجارية مستنسخة وهو رقم ضئيل لا يمثل حجم التزوير الحقيقي والجاري على نطاق واسع في العالم والذي كما يقول المفتش كريستوفر: «لا يمكن وقفه دفعة واحدة فالعملية في حاجة إلى سياسات دولية وتعاون من دول العالم. فوقف العمليات بطريقة سريعة سيدفع آلاف الناس إلى الشوارع لأن عمليات الاستنساخ التجاري، على رغم كل عيوبها ولاشرعيتها، توفر فرص عمل كثيرة وقطعها من دون بدائل يعني حرمان الآلاف مصادر رزقهم».

إنها كما يسجل التقرير النهائي، عملية أخلاقية لها علاقة وثيقة بالاقتصاد والتعاون الاجتماعي، وعلى الدول ومؤسساتها مسؤولية كبيرة وعلى الشركات المنتجة عدم تجاهل الأمر، لأن خطر الاستنساخ لم يعد مادياً فحسب، بل يصل إلى صحة الإنسان والبيئة الحاضنة له.

الحياة اللندنية في

25/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)