حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«فيرتيغو» أفضل فيلم في تاريخ السينما

هيتشكوك: الممثلــون ليسوا قطيعاً لكن على المخرج اعتبــارهم كـذلك

زياد عبدالله

 

ثمة حصار «هيتشكوكي» مضروب حول عشاق السينما، حصار مرحب به، لم تكن من محاولات في السابق إلا لتشديده، وهو حاضر على الدوام في مسارات السينما حول العالم وما يطرأ عليها من جديد متجدد، لكن هناك ما يدفع في الوقت نفسه إلى توضيح بعض معالم المقصود في هذا الحصار، ولمَ سأتناول هنا فيلم هيتشكوك الشهير Vertigo «فيرتيغو» أو الدوار.

فمع الاستفتاء السينمائي الذي تجريه مجلة «سايت آند سوند» كل 10 سنوات لأفضل الأفلام في تاريخ السينما، فإن فيلم ألفريد هيتكشوك «فيرتيغو» ،1958 احتل المرتبة الأولى على قائمة النقاد المشاركين في هذا الاستفتاء، وقد شارك فيه هذا العام 846 ناقداً حول العالم، بينما احتل «قصة طوكيو» لياسيوجيرو أوزو المرتبة الأولى في قائمة المخرجين المشاركين في الاستفتاء بمشاركة 358 مخرجاً، من بينهم وودي آلان ومارتن سكورسيزي وكونتين تارنتينو والأخوان داردين ونوري جيلان، وآخرون. وبهذا تمت إزاحة فيلم أورسن ويلز «المواطن كين»، بعد تربعه على المرتبة الأولى لهذا الاستفتاء لـ50 سنة.

وللتعرف أكثر الى هذا الاستفتاء تجدر الإشارة إلى أن المجلة الانجليزية العريقة قد درجت على هذا الاستفتاء منذ عام ،1952 في تقليد مازال متواصلاً يتمثل بإجراء استفتاء كل 10 سنوات يشمل عددا كبيراً من المخرجين والنقاد، يسألون فيه اختيار أفضل 10 أفلام في تاريخ السينما وأفضل 10 مخرجين في العالم، وعليه يتم نشر نتائج هذا الاستفتاء ضمن أربع فئات، والمنشور حالياً على موقع المجلة الالكترونية هو أفضل 50 فيلماً برأي النقاد، وأفضل 10 أفلام برأي المخرجين، بانتظار العدد الورقي الذي يحمل كامل التفاصيل.

استكمالاً للحصار، فإن مساهمة المؤسسة البريطانية للفيلم في الألعاب الأولمبية كانت بترميم أفلام هيتشكوك التسعة الصامتة، فهو ابن شرق لندن، حسبما ورد أيضاً في عدد هذا الشهر من «سايت آند سوند»، ولا يفصل البيت الذي ولد فيه عن الملعب الأولمبي سوى ثلاث أو أربع محطات مترو، حسبما ورد في مقال المشرف على ترميم الأفلام، وقد جاء العدد حاملاً على غلافه صورة لهيتشكوك وعنواناً يقول «عبقرية ألفريد هيتشكوك».

هذا أيضاً سيقودنا إلى الملامح الشخصية لحياة هيتشكوك إن قلنا إن فيلماً يجري تصويره حالياً عن حياته، ولا نعرف إن كان سيكون على شيء من دهشة وإثارة ما حققه هيتشكوك في تاريخ السينما بدءاً من (الرقم 13) عام 1922 أول الأفلام التي أخرجها، مروراً بـ«سايكو» و«الطيور»، والقائمة تطول إخراجاً أو كتابة لتصل الى ما يقرب الـ66 فيلماً أخرجها و20 فيلماً كتبها، وصولاً إلى «فيرتيغو» الذي نستعيده هنا.

المعلومات المتوافرة عن هذا المشروع أقل من قليلة، والأمر لا يتجاوز أن أنتوني هوبكنز سيجسد شخصية هيتشكوك، وأن هلين ميرين ستلعب دور زوجته آلما رايفل التي ولدت بعد ولادته بيوم واحد، ولعبت دورا استثنائيا في حياته. كما يشارك تمثيلاً كل من جيسيكا بيل وسكارليت جوهانسون. طبعاً تشكل حياة صاحب «سايكو» مبحثاً نفسيا لهذه الشخصية الغريبة، التي جسدت كل تلك الأفكار العجائبية التي حملتها أفلامه، ولعل الوقوع على تفاصيل حياته سيوضح خلفية نشأته وحياته التي أفضت به إلى منجزاته السينمائية، فهو لم يلقِ بنظرة واحدة على امرأته لدى حملها، فمنظر المرأة الحامل يتسبب في قلق لا يعرف كنهه، كما أن لديه رهاباً أو فوبيا من الشرطة والبيض، الرهاب الأول معروف سببه ويرتبط بقصة مفادها أن أباه أرسله يوما إلى مخفر الشرطة حاملاً رسالة منه للضابط هناك، ليقوم ذلك الضابط بحبسه مدة 10 دقائق، وليطلق سراحه بعد ذلك قائلاً له: «هذا ما نفعله بمن يرتكبون أفعالاً شريرة».

كما أنه وبعد حصوله على جائزة على كامل منجزه السينمائي عام ،1979 علّق بأن في هذه الجائزة دليلاً على أن الموت أصبح قريبا منه، وهذا بالفعل ما حدث، إذ توفي بعد سنة من هذه الجائزة، وليكتب على شاهدة قبره «أنا داخل حبكة قصصية»، بدل اقتراحه الأول الذي كان «هذا ما يحدث للأولاد الصغار الشريرين».

كما أنه وفي طفولته كان يقف دائماً إلى طرف سرير أمه ويروي لها كل ما يحدث معه في يومه، وحتى مرحلة متقدمة من عمره، على ما يشبه ما قدمه أنطوني بيركنس في فيلم «سايكو».

لهتشكوك آراء بقي إلى الآن يتردد صداها، مثل وصفه الممثلين بالقطيع، ومن ثم تصحيح ذلك، بقوله إن كلامه وللدقة لا يصف الممثلين بالقطيع، بل يقول: «إن على المخرج أن يقود الممثلين مثل القطيع أثناء التصوير»، وفي مناسبة أخرى يقول إنه يحسد مخرجي الرسوم المتحركة، لقدرتهم على محو أي شخصية حين لا تعجبهم.

وفي السياق السينمائي نفسه، فإن لهيتشكوك قواعد في التشويق لها أن توصف بالذهبية، مثل قوله إن «الرعب لا يكمن بالفعل، بل بتوقعه»، كما أنه دائما كان يعتبر الممثلات الشقراوات الأقدر على تقديم دور الضحية، ذلك أنهن حسب تعبيره «مثل الخطوات الدامية على الثلج الناصع».

هذه شذرات من آراء وحياة ألفريد هيتشكوك، وما خفي أعظم، ولعل مقاربة ذلك الفيلم لها سيكون عملاً يضيء حياة شخصية استثنائية في مجالات عدة، خصوصا إن استثمرت تقنيات هيتشكوك وحيله في تقديمها. بالانتقال إلى «فيرتيغو» فإننا سنكون حيال المحقق الشخصي غير محقق الشرطة، أمامه مساحة تشبه مسماه أي مساحة للشخصي، يطوع القانون ويمنح نفسه فرصة أن يكون مراقباً لكل شيء ليتورط فيه، وهذا تماماً ما فعله ألفريد هيتشكوك في «فيرتيغو»، حين جعل جون «جيمس ستيوارت» يترك سلك الشرطة جراء حادثة يتعرض لها يضعها أمامنا مع بداية الفيلم، حيث نشاهده يلاحق مجرماً على سطوح الأبنية العالية، برفقة شرطي آخر يسقط من علو شاهق ويموت من جراء محاولته إنقاذ جون من السقوط.

بداية ضرورية تجعل من جون مصاباً برهاب الأمكنة العالية، ما أن يقف على كرسي حتى يداهمه الدوار، وعليه يفكر في التخلي عن عمله، أو للدقة نشاهده وهو يحكي مشكلته لصديقته ميدج «بربارا جيدز» يفكر في الاستقالة من عمله، وعليه فإن هذا العطب النفسي الذي يصيبه يدفع صديق الدراسة كيفين ألستر «تيم هيلمور» ليسأله أن يعمل لصالحه محققاً شخصياً ويراقب زوجته مادلين غريبة الأطوار، الأمر الذي يرفضه في البداية، كون ما يخبره به كيفين أقرب للخيال منه للحقيقة.

فمادلين «كيم نوفاك» شقراء كشرط رئيس لبطلات أفلام هيتشكوك، ومحاطة بطبقات لا تنتهي من الغموض والشرود، كما كل نساء هيتشكوك، وجاهزة لأن ترتدي عباءة محقق يلاحقها ويهيم بها، دون أن يفارقها، كونها ضحية هي الأخرى، فمادلين وجون على أهبة نفسية للعب دور الضحية، وأن نكون شهوداً على حب الضحية للضحية.

كل ما في فيلم «فيرتيغو» يدفع لبناء التوقعات، فمع ملاحقة جون لمادلين تتبدى تلك المرأة عن عوالم مدهشة، فهي وحيدة دائماً تشتري باقة ورود مماثلة للوحة امرأة تشبهها تجلس أمامها طويلاً في المتحف، تمضي إلى المقبرة وتقف أمام قبر بعينه، ثم تصعد إلى فندق قديم، وحين يصعد جون إلى غرفتها تختفي، وأشياء كثيرة نبقى نلاحقها مع جون تعمل جميعها على بناء لغز تلك المرأة، لندرك أنها مسكونة بروح جدتها المتوفاة، كما يكتشف جون من جراء تحقيقه، وأن نداء الموت يملأ أذنيها، وثمة من يقود خطواتها إلى درب المأساة التي عصفت بجدتها التي تكون اللوحة رسما لها، والأمكنة التي تقصدها هي أمكنتها، وأن الفندق هو قصر شيده لجدتها زوجها السابق، إلى أن نصل الى لحظة انتحارها بإلقاء نفسها في مياه خليج سان فرانسيسكو، وبالتأكيد فإن جون سيكون منقذها، كونه يلحق بها كظلها.

يقع الحب مع لحظة اللقاء الطارئة تلك، في لحظة إنقاذ جون حياة مادلين، حب عاصف مجنون، يتضمن محاولات مستميتة من جون لإبعاد شبح الجنون الذي يلاحق مادلين، إلى أن تأخذه إلى كنيسة تقول إن نداء يقول لها أن تتوجه إليها، فيمضي معها في محاولة منه لإثبات أن هكذا نداء لا يمت الى الحقيقة بصلة، وهناك تتركه وتركض باتجاه برج الكنيسة، فيحاول اللحاق بها فلا يستطيع، يعاوده رهاب المرتفعات، يعجز عن مواصلة صعود الدرج، ولتلقي مادلين بنفسها وتموت.

يمكن للفيلم أن ينتهي عند هذا الحادث المريع، فيبقى كل شيء على ما هو عليه من غموض، لكن علينا أن نتذكر أن الفيلم لهيتشكوك، وأنه جاهز كما فيلمه «سايكو» أن يهبنا بداية جديدة، تجعل من جون مصاباً بصدمة مضاعفة، يبحث عن مادلين بجنون، عن من يشبهها، إلى أن يعثر على جودي التي يفعل المستحيل ليعيد مادلين حية من خلالها، يشتري لها الثوب الرمادي نفسه الذي كانت ترتديه، يجعلها تقص شعرها مثلها وتصبغه أشقر، ولنعرف من خلال عودة جودي في الذاكرة أنها هي نفسها مادلين، وأن ما حدث في برج الكنيسة وكل ما سبقه كان من إعداد كيفين الذي كان يريد التخلص من زوجته، فهي حين صعدت البرج كان كيفين بانتظارها وقام بإلقاء زوجته المخدرة بدلاً منها، واستفاد من شهادة جون في المحكمة، كونه كان شاهداً على جنونها ما دامت مادلين قد مثلت أمامه كل ما يدفعه لأن يشهد بذلك.

لكن يبقى الحب، والذي يدفع جودي أو مادلين لمعاودته مع جون، إلى أن يكتشف هذا الأخير ملابسات المؤامرة التي حيكت ضده، فيقود جودي إلى البرج نفسه ويتمكن من صعوده معها منتصراً على رهابه، لكن هذه المرة جودي تلقي بنفسها بحق من البرج، بعد أن يصيبها هلع مفاجئ لدى رؤيتها راهبة تخرج من خلف جون.

ينتهي الفيلم وجون واقف أعلى البرج ينظر إلى الأسفل حائراً بين أن يلحق بجودي أو لا يفعل، ولكم أنتم أن تقرروا.

الإمارات اليوم في

14/08/2012

 

المخرج نادري:

الأفلام الإيرانية ممتازة

الياس توما من براغ:  

وصف المخرج وكاتب السيناريو الإيراني البارز أمير نادري الذي يعيش في نيويورك منذ فترة طويلة الأفلام الإيرانية الحديثة بأنها ممتازة مشيرا إلى أن ذلك يظهر في أعمال المبدعين الإيرانيين بالنظر لكونهم ترعرعوا في بلد يمتلك جذورا عريقة.

وأضاف بان الأمر في عملية الإبداع في النهاية هو القيام بعمليات جديدة لأشياء قديمة ولذلك ففي حال وجود قاعدة جيدة فان الأمور الإبداعية تسير بشكل تلقائي وان ذلك يشمل السينما والرسم والكتابة على حد سواء.

ورأى أن الرقابة هي أمر غير مسر بالتأكيد ولذلك يتوجب عدم تحقير أو ترهيب أي فنان أو الحد من حرياته غير انه أشار إلى وجود نظام جيد في موضوع تمويل الأعمال الفنية ولذلك فان تصوير فيلم سينمائي في إيران هو أسهل نسبيا من التصوير في العالم الغربي.

وأضاف صحيح انه في الغرب لا يمكن مواجهة عمليات شطب أو الغاء إيديولوجي غير أن الأمر الصعب هو وجود الاستوديوهات الكبيرة والتفكير القائم على الربح فقط.

ورأى أن قسما كبيرا الأفلام المنتجة الآن في العالم لا تسوي شيئا على خلاف الكثير من الأفلام التي أنتجت في السابق وتتضمن قيما فنية ودعابية.

وأضاف أما الآن فان الأفلام من النوعية الجيدة لا تصل إلى أي مكان لأن دور السينما الكبيرة ألغت وتجاوزت دور السينما الصغيرة أما الوصول إلى المهرجانات السينمائية بالفيلم كي يلاحظه المنتجون أو يجد الجمهور طريقه إليه فهو أمر صعب ومكلف.

واعترف أن تثبيت قدميه في مجال السينما في الخارج كان صعبا في البداية غير انه كان واضحا منذ البداية بالنسبة له انه يريد العيش في الخارج.

وأضاف أن السفر بعد الثورة الإسلامية لم يكن ممكنا كثيرا لان الحكومة كانت تضغط على الناس أن يستقروا وينجبوا أطفالا لأنها كانت تعتقد أن الكثير من التجارب الأجنبية تحمل معها الكثير من المشاكل غير أن الانغلاق بالمقابل هو قصر نظر.

وأضاف انه بالنظر لكون جيلنا لم يستطع السفر كثيرا فانه موجود الآن في إيران جيل قوي كثير العدد من الشباب غير انه ليس لديه اتصالات معهم وبالتالي لا يعرف كيف يفكرون.

وأشار إلى انه أراد منذ أن بدأ يعي الحياة بأنه العمل في السينما وربما كان ذلك لأنه كان يتحرك على الدوام في الوسط السينمائي موضحا بأنه عمل في السينما كبائع للكولا وانه كان يشاهد يوميا فيلما على الأقل

وأكد أن ذاكرته تتضمن اللحظة التي وعى فيها بأنه من الضروري عليه أن ينجز شيئا في السينما مشيرا إلى أن ذلك كان في عام 1968 عندما كان عمره 22 عاما عندما كان في زيارة لندن حيث أخذه صديق معه إلى حضور العرض الأول لفيلم اوديسا الفضائية في عام 2001 وأكد أن هذا الفيلم غير حياته
ورأى أن المذهل في العمل السينمائي هو جمع التجربة الشخصية مع الخيال وتقديم النتيجة للناس.

وأضاف أن الكتاب وضعهم أسهل في هذا المجال من المخرجين لان خلق التصورات يتركونها على عاتق القراء وهم يقدمون فقط واحدة من التصورات الممكنة للواقع أي أنهم يقدمون دون أن يجبرون الآخرين أما المخرجين فيتحتم عليهم أن يظهروا للمشاهدين التصورات الخيالية للواقع بالشكل الذي يقبلونه.

وأشار إلى أن فيلمه الأخير الذي شارك فيه في مهرجان كارلوفيفاري السينمائي الدولي " المونتاج " صوره في اليابان مع يابانيين واصفا اليابانيين بأنهم أناس معقدين يتميزون بنظامية كبيرة وأنهم لا يبدعون أبدا بشكل عفوي بل يفكرون بالأمور مقدما وألا يصبحون متوترين.

وأكد انه لا يمكن التأثير على البابانيين بالمال لان الأمر الأكثر جوهرية بالنسبة لهم هو الشعور بالثقة على خلاف الثقافة الأمريكية القائمة على الشعور القوي بالفردية وأضاف بان اليابانيين معتادون على اتخاذ القرارات بشكل جماعي أما إذا كان لأحدهم تحفظات على بعض الخطوات فان بقية المجموعة على استعداد للتفكير وإعادة تنظيم الأمور بشكل مختلف أما حين يوافق اليابانيون على أمر فإنهم يتحمسون لذلك ويصبرون على تنفيذه.

وكشف عن انه يفكر بتصوير جزأين آخرين لفيلم " المونتاج " كي تنشا ثلاثية يابانية مع نفس الطاقم مشيرا إلى أن البطل سيبقى نفسه لكن ستتغير الفترة التي يتواجد فيها.

إيلاف في

14/08/2012

 

 

مقابلة-

فيلم "شتاء الغضب" المصري يظهر تجدد الأمل 

(رويترز) - وقف المخرج المصري إبراهيم البطوط بين الحشود في ميدان التحرير بالقاهرة عشية الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي.. وكان أول ما فكر فيه هو التصوير.

اتصل سريعا بالممثل عمرو واكد الذي كان من أوائل من أيدوا الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك والممثلة فرح يوسف وخلال ساعات محدودة كان الثلاثة يصورون مشهدا في التحرير يبحث فيه رجل عن صديقته وسط الحشود.

كانت النتيجة هي فيلم "شتاء الغضب" وهو فيلم يحمل رسالة أمل تمثل ابتعادا عن فكر محدد لمخرج أمضى نحو 20 عاما وهو يصور اليأس الذي تسببه الحروب.

وقال البطوط "في كل ما شهدته لم أر سوى أناسا مكسورين.. لم أر سوى أرواحا مكسورة... في ذلك اليوم في التحرير رأيت أناسا يخرجون للحياة مرة أخرى وكان هذا رائعا."

وأضاف "نظرت في عيونهم وقلت لنفسي 'كنتم أمواتا قبل 18 يوما. عدتم الآن للحياة مرة أخرى.' لم أر هذا في أي مكان آخر."

يسرد الفيلم قصة نشط وصحفية وضابط في أمن الدولة عام 2009 والطريقة التي يتجمعون بها بعد عامين خلال الانتفاضة التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني عام 2011 ضد مبارك وجهاز امن الدولة الذي كان يقابل بقدر كبير من الكراهية.

وفي مقابلة مع رويترز قال البطوط وواكد إن الفيلم لا يتناول التطورات السياسية في مصر ولكنه محاولة لإيصال الطريقة التي يمكن أن تسفر بها آلام إنسانية عن شئ إيجابي.

وقال واكد "إنها رسالة عن قدرة الإنسان على البقاء."

وتظهر واقعية أول مشهد خلفية البطوط فقد وثق أكثر من 12 حربا في أنحاء العالم بما في ذلك البوسنة ورواندا.

ونال جوائز عن فيلمه السابق "عين شمس" ووصل إلى النهائي في جائزة سوني للأثر الدولي عام 2003 عن فيلمه الوثائقي "المقابر الجماعية في العراق".

والعرض الاول لفيلم "شتاء الغضب" سيكون في مهرجان فينيسيا الدولي يوم 29 أغسطس آب ويتنافس في قسم أريزونتي المخصص للاتجاهات الجديدة في السينما العالمية.

وقام واكد وهو سفير للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى صندوق الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بدور رجل دين أصولي مع نجم هوليوود الأمريكي جورج كلوني في فيلم "سيريانا" عام 2005 وشيخ يمني ثري مع اميلي بلانت في فيلم "صيد السلمون في اليمن" عام 2011.

تظهر ملصقات فيلم "شتاء الغضب" واكد الذي يقوم بدور البطولة وهو معصوب العينين ويرقد على أرض خرسانية ويداه مقيدتان وراء ظهره وصدره عليه ندوب من الجروح. والأرض والجدار وراءه عليهما بقع من الدماء.

ويتضح من هذا المشهد الإشارة إلى الاعتقالات والتعذيب للمعارضين السياسيين خلال عهد مبارك.

وعندما سئل البطوط عن المكان الذي تدور فيه أحداث الفيلم اجاب "القاهرة".

وقال واكد الذي كان من بين اول المشاهير الذين دعموا الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك "لا نعرف أين كانوا يرسلون من يخطفونهم أصلا."

ويستلهم الفيلم اعتقال أمن الدولة شقيق البطوط دون توجيه اتهامات له عام 1996 بعد عودته من البوسنة.

وقال "سجن وعذب وصعق بالكهرباء لمدة 15 يوما لأننا كنا نغطي (أخبار) البوسنة معا. اخذوه من المطار. بعد ذلك عانى شقيقي بشدة."

بدأ اهتمام البطوط بالحرب عندما فرت أسرته من مدينة بورسعيد في القاهرة في صيف عام 1967 لدى اندلاع الحرب مع اسرائيل.

وقال البطوط "كنت لاجئا وعمري ثلاث سنوات... عدت مرة أخرى لبلدتي عندما كان عمري عشر سنوات. كانت صورة الحرب دائما حاضرة في ذهني وكانت تمثل بالنسبة لي لغزا دائما."

وقال إنه أمضى سنوات كثيرة لاحقة سعيا لفهم الحرب وهو يشير فيما يبدو إلى ميلاد الأمل لديه شخصيا مرة أخرى في "شتاء الغضب".

وأضاف "لم يعد التعذيب والقمع أداة للسيطرة ويمكن للإنسان أن ينهض مرة أخرى بعد انكساره."

إيلاف في

14/08/2012

 

 

تدور أحداثه حول خطف فرقة مسرحية من قبل متطرفين والتفاعل الإنساني بين الطرفين

"المغضوب عليهم".. فيلم مغربي حول التطرف ضد الفن

الدارالبيضاء - خديجة الفتحي  

يعرض بقاعات السينما المغربية وبالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر/أيلول، فيلم "المغضوب عليهم"، الذي حاز مؤخراً على تنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان "كارلوفي فاري" التشيكي. وكان الفيلم الوحيد الذي مثل المغرب والعالم العربي في الدورة 47 من المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة الثقافية.

وتقوم فكرة الفيلم على جدلية الحياة والفن، وكيف يتحول الفن إلى حياة، من خلال عرض مسرحي، لم يكتب له أن يكتمل جراء قيام ثلة شبان مغاربة متطرفين بأمر من زعيمهم الروحي باختطاف الفرقة التي كانت تقوم بجولة فنية.

وخلال فترة احتجازهم يستعرض أعضاء الفرقة حياتهم وتجاربهم الإنسانية، فيحدث تفاعل إنساني مع الطرف الآخر الذي سيكتشف عبثية القضية التي يدافع عنها، خاصة بعد إقدام أحدهم على الانتحار.

دروس مبطنة إلى الغرب والإرهابيين

وقال محسن البصري مخرج الفيلم لـ"العربية.نت" إنه أراد، منه خلال فيلمه، أن يشارك العالم الغربي المصاب بداء "الإسلام فوبيا" برؤيته الفنية ومعالجته للإرهاب التي تختلف عن التصور الغربي، شارحاً أنه حاول ملامسة الجانب الإنساني في تقديمه لشخصية الإرهابي.

وأشار البصري الى أنه حاول أن يقدم بطريقة ضمنية مفهوم الإسلام المعتدل، ليس بتقديم الدروس الجاهزة للمتطرفين للقول لهم إن الدفاع عن مبادئ الإسلام يتم وفقا للعلم والرفق وصفاء الطوية ومحبة الناس، بل اعتمد الفيلم على تحفيز المشاهد على التفكير في هذه الأمور.

كما اعتبر أن الفيلم يعالج موضوعا راهناً، ويتعلق الأمر بموقف المنع والتحريم الذي يطال حرية التعبير الفني بمختلف أشكاله في عالمنا العربي والإسلامي، والمعبر عنه بردود فعل عنيفة تختلف حدتها من منطقة إلى أخرى، إلى درجة إشهار القتل في حق الكتاب والمفكرين والفنانين.

وقام ببطولة "المغضوب عليهم" كل من جميلة الهوني، ماريا لالواز، عمر لطفي، أمين الناجي، مصطفى الهواري، عصام بوعلي، عبد النبي البنيوي، ربيع بنجهيل.

وقال الممثل المغربي أمين الناجي إن الفيلم كان بمثابة مغامرة بالنسبة إلى الجميع، مضيفاً: "لقد قمنا بتصويره في غياب ميزانية حقيقية، ولولا تضافر جهود الممثلين والتقنيين وإيمانهم بفكرة الفيلم وبالمخرج لما ظهر هذا العمل".

العربية نت في

14/08/2012

 

سامية جمال… الذئاب الكاسرة

كتب: بيروت – محمد الحجيري  

مع أن الراقصة سامية جمال كانت صديقة تحية كاريوكا ومنافستها في الرقص في كازينو بديعة مصابني، فإن المثقفين والشعراء لم يجعلوا منها أيقونة كما فعلوا مع تحية. قلة من الشعراء كتبت عنها مقالات يوم رحيلها، ولم تدخل في النقاش الثقافي.

من بين القلة التي كتبت شعر في سامية جمال الشاعر المصري إبراهيم ناجي الذي عاش حياته باحثاً عن المرأة الملهمة التي تخرج ما في داخله من قصائد، وكانت أبواب قلبه مفتوحة لملهماته ليلاً نهاراً وكن يتوافدن عليه كما تتوافد القصائد على أوراقه التي يكتبها لهن إعجاباً وعشقاً في جمالهن أو فنهن… وقد تعرف إلى سامية جمال التي طلبت منه أن يصفها فصاغ قصيدته «بالله مالي ومالك»، يقول فيها:

يا من تمنيت شعراً

يكون كفء جمالك

وليس في الكون شعر

أراه كفئاً لذلك

عفو القوافي وعذراً

إن قصرت في سؤالك

حاولت وصفك لما

رأيت نور هلالك

فحررت ما قلت شيئاً

يليق باستقبالك

يا فتنة فوق ظني

بالله مالي ومالك…

بقيت سامية أيقونة في مكان آخر، وتجلت شهرتها في علاقتها مع الفنان فريد الأطرش وقصتها مع الملك فاروق. في هذا الإطار، تذكر سهير حلمي في كتابها «فاروق ظالماً ومظلوماً» قائمة طويلة بأسماء نساء أطلقت عليهن اسم «نساء فاروق» من بينهن: الأميرة مهوش طوسون، فاطمة طوسون، ليليان كوهين، الممثلة كاميليا، الراقصة سامية جمال، الأميرة باتريشيا، المغنية الفرنسية آني بيريه، ناهد رشاد وميمي ميدرت، وهيلين موصيري زوجة ولى عهد دولة أوروبية… من بين هذه الأسماء تبدو سامية جمال الأكثر شهرة والأكثر التباساً في علاقتها بالملك، فهي التي نفت هذه العلاقة خلال مقابلة تلفزيونية، لكن معظم الكتب يؤكدها. يذكر الكاتب الراحل مصطفى أمين في كتابه «ليالي فاروق» بعنوان «ملكة لليلة واحدة» أن سامية جمال أمضت ليلة في غرفة الملك واستيقظت فلم تجده بجوارها فقد اختفى من دون أن يودعها… وبسبب حبها له قطعت علاقتها بالفنان فريد الأطرش، حبيبها الأول.

يقال إن الملك فاروق لم يكن يحب سامية، بل لم يكن حتى يستلطفها وكان يطلق عليها أمام حاشيته اسم «سمجة جمال»، لكن الغيرة التي اشتهر بها تجاه الجميلات جعلته يختارها لتكون الراقصة الرسمية للقصر الملكي، لا لشيء إلا لمجرد الشعور بالانتصار على فريد الأطرش!

وذات يوم سألت الكاتبة إيريس نظمي فريد الأطرش: هل أحببت سامية جمال؟ فأجاب: نعم. تابعت: ولماذا لم تتزوجها؟ فردّ: كنت أغار عليها من الملك!

عمل الأطرش في صالة بديعة مصابني كمطرب بأجر يومي مقداره 60 قرشاً في الليلة، وعندما رفضت «الست» رفع أجره إلى 80 قرشاً ترك العمل في الصالة، وتضامناً معه حذت سامية حذوه. تقول الشائعات إن سامية عشيقة الملك كان قلبها في اتجاه آخر، يميل نحو فريد الأطرش الذي أحبها ورفض أن يتزوجها، وبعدما يئست منه أرادت أن تنسى هذا الحب فتزوجت من مليونير أميركي اسمه «كنج» اصطحبها وعاد إلى بلده أميركا، حيث عاشت سامية عامين ونصف العام، ثم عادت إلى مصر بعد حصولها على الطلاق.

عند رجوعها إلى مصر، كانت ثورة يوليو قد قامت وسألتها مجلة «الكواكب» عن حقيقة علاقتها بالملك فاروق فأجابت: «سامحهم الله أولئك الذين يغرمون باختراع الروايات… كل ما في الأمر أنني رقصت مرة في قصر عابدين كأية فنانة تدعى إلى حفلات القصر، ويكفي أن تعلم كي تدرك مدى سعة خيال الناس أنني لم أسترع انتباه الملك في رقصتي. حتى إنني لم ألحظ أنه صفق لي ولو من باب التحية والتشجيع. ولقد علمتني الحياة الواقعية في أميركا ألا أعبأ إلا بالحقائق. ولم يكن أمامي وقت لأمضيه في الرد والتكذيب، فاكتفيت بأن أقول سامح الله الجميع».

نقطة الفقر

سامية جمال (اسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ)، الراقصة الشهيرة في أفلامها في دور الجنية (مع فريد الأطرش) أو الجارية (مع أنور وجدي)، كان من يراها يظنّ أنها عاشت حياة عائلية مترفة هادئة وأرستقراطية، نظراً إلى جسدها الطاغي والهادئ كالفراشة، ولامتلاكها الأداء المثير في الرقص في بعض المشاهد، حتى من دون تحريك الأرداف أو ارتداء الثياب اللافتة.

لكن سامية جمال عاشت العذاب قبل الرقص، فهي بدأت من نقطة الفقر الشديد، وروت في أكثر من حديث عن شعورها الدائم بالجوع، وانتمائها إلى عائلة مشردة. انفصل الأب عن الأم وتزوج امرأة أخرى، ولاقت سامية العذاب على يد زوجة أبيها (خالتها في المعنى العاميّ)، ما حدا بها إلى الهرب مرتين، خصوصاً عندما حاولوا تزويجها بالقوّة. وكانت زوجة أبيها تعاملها كخادمة، لكن كان يعوضها ويسعدها الاستماع إلى الراديو من المقاهي المنتشرة في المكان. وانتقلت زينب من بيت والدها إلى بيت أختها فاطمة في السيدة زينب، وهناك تأثرت بإنشاد المداحين والصوفيين، وكانت حجرتها تطل على قهوة بلدي، فصادف أن استمعت من مذياع المقهى إلى صوت فريد الأطرش وكان مطرباً جديداً في ذلك الوقت، وكان يغني «باحب من غير أمل وقلبي راضي وسعيد» فأحبت الأغنية وعشقت الصوت من دون أن تراه.

عاشت سامية وحيدة بعدما اعتزلت الأضواء منذ السبعينيات، ونجح الفنان سمير صبري في أن يعيدها إلى الرقص من خلال فرقته الاستعراضية عام 1985، غير أنها سرعان ما عاودت الاعتزال. لقد آمنت بأن الرقص علم ينبغي أن تدرسه على قواعده وأصوله، فاستعانت بمدرب الرقص في الفرقة ومصمم الرقصات إيزاك ديكسون، كذلك تعلمت رقص الصالونات مثل: «السامبا، الرومبا، الروك أندرول، الشارلستون، التانغو، والفالس»، غير أنها لم تقتنع بهذا كله، وأرادت الاتجاه إلى رقص الباليه، فدرست هذا الفن على يد المدرّبة الأجنبيّة سونيا إيفانونا ومن ثم عادت إلى الرقص كراقصة أولى، تبهر الجمهور برقصاتها الشّرْقيّة والغربية، وأصبحت بعد ذلك راقصة متمكنة من فنها الشرقي والغربي، وتؤدي الرقص البلدي والفرعوني والهندي. كذلك اتخذت لها أسلوباً خاصاً بعيداً عن التقليد، حتى حققت شهرة ونجاحاً جعل بديعة مصابني تضاعف راتبها إلى 12 جنيهاً، بعدها تعاقدت سامية على الرقص في ملهى في مدينة السويس براتب 20 جنيهاً، إلى أن ارتفع راتبها إلى 40 جنيهاً شهرياً.

الجريدة الكويتية في

14/08/2012

 

عبد المنعم إبراهيم… كروان الفن وبلبله

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين  

شديد التميز، رائع الأداء، أستاذ التمثيل الضاحك الباكي، «كروان الفن وبلبله» … هو عبد المنعم ابراهيم الذي وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني قائلا: «موهبة ناعمة ورقيقة مثل حرير اليابان ومتعددة الألوان مثل يفط الإعلانات».

منذ طفولته تعلق عبد المنعم ابراهيم بالمسرح، ولم يكن قد تجاوز التاسعة من عمره عندما اصطحبه والده إلى مسارح القاهرة في شارع عماد الدين.

كان الوالد ريفياً بسيطاً من قرية ميت حلاوة في مركز سمنود بمحافظة الغربية، يعمل موظفاً في وزارة المالية ويزور القاهرة من حين إلى آخر، ويدخل المسارح عن طريق صديق له يعمل مفتشاً في ضريبة الملاهي.

ارتجال وتقليد

بعدما تعلم عبد المنعم القراءة والكتابة في الكتّاب، انتقلت الأسرة إلى القاهرة واستقرت في حي الحسين ثم انتقلت إلى حي عابدين، فالتحق الطفل عبد المنعم بمدرسة عابدين الابتدائية، ولما فشل في العثور على فريق تمثيل فيها شارك في فريق الموسيقى من دون أن يخبو حبه للتمثيل، وكان يرتجل مع أقرانه مشاهد تمثيلية ويقلّد ما يراه ليلا في المسارح.

على أثر نيله الابتدائية ألحقه والده بمدرسة الزراعة في مشتهر، إلا أنه رسب فيها بسبب ضعف نظره، ثم استقرّ به المقام في مدرسة الصناعات الميكانيكية، حيث وجد فريقاً للتمثيل يترأسه الطالب عدلي كاسب فالتحق به وجمعته الظروف بعبد المنعم مدبولي.

عُيّن عبد المنعم في وزارة المالية وفي العام نفسه افتتح معهد التمثيل فالتحق به مع احتفاظه بالوظيفة وباشر نشاطه التمثيلي في فرق الهواة المختلفة.

انطلاقة مسرحية

في السنة الثانية من دراسته في المعهد اشترك في مسرحية شعرية على مسرح طنطا فانتزع الضحكات، رغم أن دوره كان جاداً، وبعدما رآه زكي طليمات نقله إلى السنة الثالثة من دون أن يخوض الامتحان، ثم ضمه إلى «فرقة المسرح الحديث» فور تخرجه (1949).

بداية شهرة عبد المنعم ابراهيم كانت مع مسرحية «مسمار جحا» التي قدمها العام 1951 واستمر عرضها ثلاثة أشهر متتالية، في سابقة هي الأولى من نوعها، ما دفع أنور وجدي إلى إعادة إنتاجها سينمائياً مع استبدال إسماعيل ياسين بعبد المنعم ابراهيم، لكن الفيلم لم يحقق النجاح كما المسرحية.

التحق عبد المنعم بالمسرح القومي براتب شهري قدره ستة جنيهات فقدم مسرحيات منها: «حلاق بغداد»، «على جناح التبريزي»، «عسكر وحرامية».

… وسينمائية

أول أدوار عبد المنعم في السينما كانت في فيلم «ظهور الإسلام» (1951)، بعد ذلك قدمه حسن الإمام في فيلم «لواحظ» ثم «وداع في الفجر»، وشارك في «الوسادة الخالية» مع صلاح أبو سيف.

من ثم انطلق ليؤدي الأدوار كافة، من الجو الشعبي في «أحبك يا حسن» إلى الطالب الجامعي في «إجازة نص السنة»، الريفي في «بهية»، الأرستقراطي في «الزوجة 13»، الموظف البسيط في «الهاربة» و{هذا هو الحب».

أما أجمل أدواره على الإطلاق فكانت في ثلاثية «السكرية» مع حسن الإمام ودوره في فيلم «السفيرة عزيزة» مع سعاد حسني. كذلك تقمص أدوار المرأة أكثر من مرة، كان أبرزها دوره في «سكر هانم». أول بطولة مطلقة له كانت في فيلم «سر طاقية الإخفاء».

أشهر مسلسلاته التلفزيونية: «زينب والعرش»، «أولاد آدم»، «الشهد والدموع».

رحيل ممسرح

رغم أدواره المتميزة في السينما والتلفزيون ظل منعم عاشقا للمسرح، يشتاق إليه لدرجة أنه رحل أثناء بروفات مسرحية «5 نجوم».

وقبل رحيله كان انتهى من تصوير مسلسل «رحلة في نفوس البشر» مع هالة فؤاد، سهرة بعنوان «كومبارس» مع سناء يونس، فيلم «غابة من الرجال» مع محمود ياسين ونيللي.

نال منعم جوائز ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1983)، وكُرّم في احتفالية «المسرح القومي» باليوبيل الذهبي، وحصل على درع التميز.

تزوج عبد المنعم إبراهيم ثلاث مرات: الأولى من قريبة زميل له في المدرسة لكنها توفيت بمرض السرطان تاركة له أربعة أبناء أصغرهم في الثالثة من عمره، ثم من سيدة لبنانية أنجب منها ابنة واحدة، بعد ذلك تزوج الفنانة كوثر العسال التي عاش معها حتى يومه الأخير.

يوم رحيله 17 نوفمبر 1987 كان ابنه الوحيد طارق قد أكمل عامه العشرين، بناته الأربع: سمية وسلوى وسهير ونيفين قد تزوجن.

أول من تلقى خبر وفاته كان المخرج سيد راضي الذي اتصل بسميحة أيوب، مديرة «المسرح القومي» وتم الاتفاق على أن تشيع جنازته من «المسرح القومي» الذي عاش على خشبته أربعين عاماً وترك رصيداً قوامه 173 فيلماً و60 مسرحية و30 مسلسلا تلفزيونياً.

الجريدة الكويتية في

14/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)