حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

July 25th, 2012 9:56 am

نهضة مصر فى تمثال

محمد خان

 

نظرة فى تاريخ الفن التشكيلى فى مصر نجد أن الشرارة الأولى للإبداع انطلقت فى بداية القرن الماضى بالبحث فى جذور مصر القديمة والاستلهام من البيئة المصرية، إلى جانب مؤثرات غربية نتاج أساتذة المدرسة الأولى للفنون الجميلة التى ضم جيلها الأول من الفنانين راغب عياد ومحمد حسن وأحمد صبرى ويوسف كامل ومثّال مصر محمود مختار. فقد أعاد محمود مختار الحياة إلى النحت المصرى.. فشكل الجلباب والملاءة خطوطا منغمة بين الدقة والبساطة والقوة والاتزان.. أبرزها امرأة تواجه الريح العاتية رسم فيها ملامح مصر التى تمثل قوة المقاومة وعزيمة الانطلاق.. وكان «نهضة مصر» تمثالا وطنيا محملا بالنبض القومى. كتب عنه سعد زغلول : شاهدت التمثال الذى رمزت به لنهضة مصر فوجدته أبلغ رمز للحقيقة. اليوم لا يزال هذا التمثال العظيم له دلالة كبيرة للمسار الذى نأمل جميعا أن تسلكه البلاد. وكان التمثال فى الماضى يحتل ميدان باب الحديد أو المحطة قبل أن يحتل مكانه تمثال رمسيس، لينقل إلى ميدان كوبرى الجامعة، حيث تصبح قبة جامعة القاهرة خلفيته والطريق إلى النيل الخالد واجهته. وكانت السفارة الإسرائيلية التى تطل عليه هى وصمة العار التى أزاحتها ثورة يناير. أتذكر فى تلك المرحلة السوداء حين ذهبت لتصوير التمثال وبعد الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة اكتشفت مدى حساسية الموقع حين ظهر شخص فى ملابس مدنية، مطالبا بأسماء كل فريق التصوير بحجة أنه يمثل أمن السفارة وللتأكد أن التصوير ملتزم بتصوير التمثال فقط. وقد تعمدنا تجاهل وجود هذا الرجل، ولكن لم أستطع تجاهل واقع وجودنا أمام هذا التمثال العريق الذى يمثل نهضة أمة، وعلى أرضها الحرة ولكن الحرية التى تحيطه محددة ومراقبة ومشروطة. وهذا الموقف يذكرنى بحادث حقيقى حكاه لى صديق كان يركب تاكسى ومعه راكب آخر طلب من السائق أن يوصله عند كوبرى الجامعة، ولكنه اختار أن يصف المكان «عند السفارة الإسرائيلية» مما استفز صديقى، معترضا بأن هذا المكان بالذات طول عمره منسوب إلى حديقة الحيوان أو الجامعة أو تمثال نهضة مصر.. التمثال الذى لا يزال يتحدى الزمن ويشع بالأمل نحو الحرية والعدالة الاجتماعية.

 

July 18th, 2012 9:51 am

مهرجان مرتيل السينمائى

محمد خان

حين دعيت إلى مهرجان مرتيل السينمائى الثانى عشر فى شهر مايو الماضى لتقديم سيمينار (ندوة) عن مشوارى السينمائى، بحثت عبر الإنترنت عن أى معلومات تخص مرتيل، فاكتشفت أنها مدينة ساحلية شمال المغرب تطل على البحر الأبيض المتوسط وقريبة من الحدود مع إسبانيا، تعتبر المصيف الشعبى المفضل لدى المغاربة إلى جانب جذب بعض من جيرانها الإسبان. لذلك لم يكن غريبا أن أكتشف فى ما بعد أن اللغة الإسبانية والعربية يختلطان بسلاسة على ألسن سكانها، وأن اسم «مرتيل» مشتق من الإسبانى «ريو مارتن»، منذ أيام الحماية الإسبانية للمغرب.

ما يميز هذا المهرجان عن مهرجان تطوان الذى يقام كل عامين منذ ١٩٨٥ (تبعد تطوان عن مرتيل بعشرين كيلومترا فقط)، هو تخصصها بالأفلام الوثائقية والقصيرة فقط، مشترطا أن تكون المتسابقة منها منتمية إلى المغرب أو إسبانيا أو أمريكا اللاتينية، عكس مهرجان تطوان الذى يحتضن الفيلم الروائى منذ بداياته فى الثمانينيات. وجدير بالذكر أن مهرجان مرتيل لم يفقد عذريته مثلما حدث مع مهرجان تطوان فى السنوات الأخيرة، عندما تطورت علاقته بوزارة الثقافة التى لم تكتف بمجرد دعمها كراع للمهرجان منذ بداياته إلى تدخل إدارى فى النهاية. على الرغم من ذلك من الممكن اعتبار المهرجانَين يكمل بعضهما بعضا ثقافيا فى المنطقة، إلا أن مهرجان مرتيل يظل معتزا باستقلاليته التى يعتنقها ويديرها خمسة أشخاص فقط، على رأسهم مدير المهرجان أيوب البغدادى، وهم فى نفس الوقت من مؤسسى نادى السينما المحلى وبجهودهم الشخصية ودعم من المجلس المحلى تمكنوا من شراء دار العرض الوحيدة بالمدينة، لتصبح مقرا للنادى السينمائى وبالتالى مقرا للمهرجان ذاته. وقد شاهدت وعايشت بنفسى فى أثناء زيارتى مدى طموحات النشاط الثقافى الذى ينشره المهرجان فى المدينة، من إقامة حفلات صباحية للأطفال وتلاميذ المدارس الابتدائية إلى جانب ندوات ثقافية بالمدارس الثانوية والجامعة، التى اشتركت فيها أيضا. ويهتم المهرجان دائما فى كل دورة بإشراك مصر بطريقة ما، إما عبر تكريمات لفنانينا ومبدعينا، وإما دعوة بعضنا لعضوية لجان التحكيم. وكانت هذه الدورة من نصيب الفنانة جيهان فاضل كعضوة فى لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وكذلك الصحفى أشرف بيومى كعضو فى لجنة تحكيم الفيلم الوثائقى، التى رأسها صديقى المخرج الفلسطينى ميشيل خليفى. وحتى لا يفتقد المهرجان ارتباطه العربى حرص فى هذه الدورة على تكريم خاص للسينما اللبنانية. اكتشفت أيضا أن ما يربط مرتيل بتطوان ليس فقط موقعهما الجغرافى على خريطة المغرب، بل فريق كرة قدم أيضا فاز لأول مرة ببطولة المغرب، واحتفى سكان المدينتين بالفريق المنتصر وهو يمر فى حافلة بشوارعهما.

 

July 11th, 2012 10:17 am

الخوف من سينما مسيّسة

محمد خان

ما حدث هذا العام مع المخرجة كاملة أبو ذكرى فى أثناء تصوير مسلسل «ذات» بجامعة عين شمس، حين اعترض بعض الطلاب المنتمين إلى تيار إسلامى على ملابس الممثلين والكومبارس بحجة أنها خليعة، فأوقفوا التصوير وساندتهم إدارة الجامعة، ضاربين عرض الحائط بأى اتفاق مسبق بين الجامعة والشركة المنتجة للمسلسل، وكذلك ما حدث مع المخرج أحمد عبد الله فى أثناء تصوير فيلمه الجديد «فرش وغطا» بأحد المساجد، حين منعهم شيخ المسجد من التصوير دون إبداء أى أسباب مقنعة على الرغم من حصول الإنتاج على التصاريح اللازمة، والغريب أن الوزارة المعنية تجاهلت شكاوى الشركة المنتجة، ثم هناك ما حدث معى مؤخرا فى أثناء التحضير لتصوير فيلمى القادم «فتاة المصنع» بعد أن عاينت واستقررت واتفقت مع صاحب أحد مصانع الملابس، فإذا بأحد العاملين المنتمى إلى تيار الإخوان المسلمين يعطى لنفسه حق رفض مبدأ التصوير وتحريض أهالى العاملات بالمصنع على منع بناتهن عن العمل إذا تم أى تصوير، وبذلك أعلن العامل التهديد بإضراب يشل المصنع ونجح بمفرده فى لىّ ذراع صاحب المصنع للتراجع عن أى اتفاقات على الرغم من حماسه الشخصى نحو الفيلم.

ولا ننسى أيضا قضية ازدراء الأديان المغرضة التى وجهت إلى عادل إمام. وقرأت مؤخرا على الـ«فيسبوك» تجربة مخرجة نمساوية مع صديقها المصرى أرادت توثيق تجارب خمس سيدات شاركن فى الثورة وما حدث عقب انتهاء يوم تصوير فى شقة إحداهن بحى شعبى، إذ فجأة تفتح الشبابيك من كل العمارات المجاورة لينهال سكانها عليهن بوابل من الشتائم والاتهامات بالعمالة إلى جانب بعض الهتافات الوطنية. كل هذه الأحداث هى بمثابة مؤشرات وبوادر وتهديدات لما قد يحل بالسينما فى مصر من عراقيل وتدخلات نحو تحجيب الأفلام تحت الشعار المزيف السينما النظيفة والمستقيمة. وهذا التيار الجاهل إذا تمكن من الأمور فسوف يحوِّل الرقابة العامة على المصنفات الفنية إلى جهة فاشية تقمع حرية التعبير والإبداع، وتصبح لدينا سينما مسيسة لا تعبر بصدق عن واقعنا قدر ما تزيفه، ولا يبقى لدينا سوى إصرار وهتافات الثوار «مدنية لا دينية» ليطمئنّا بأن الثورة لا تزال مستمرة

 

July 4th, 2012 9:18 am

البطيخة فى الإسماعيلية

محمد خان

فكرة تقديم برنامج «نظرة إلى الماضى» من ضمن برامج مهرجان الإسماعيلية الخامس عشر فى ثوبه الجديد الذى أقيم الأسبوع الماضى من ٢٣ إلى ٢٨ يونيو تحت إدارة أمير العمرى ورئاسة مجدى أحمد على، كانت دون شك فكرة جهنمية. أن تجمع فى حوالى ٩٠ دقيقة أفلاما قصيرة، بعضها أعمال أولى لأصحابها، كادت تكون منسية أو ضلت طريقها أو فى بعض الأحيان اعتبرت ضائعة لمخرجين من أجيال مختلفة، أمثال صلاح أبو سيف وأشرف فهمى وعلى بدرخان وهاشم النحاس ونبيهة لطفى وعبد المنعم عثمان وعاطف الطيب وداوود عبد السيد وخيرى بشارة وأنا، هى ضربة معلم، بمعنى الكلمة، لأى مهرجان فى العالم. بحثى عن نسخة لفيلمى المتواضع «البطيخة» (إنتاج ١٩٧٢) لم يكن عملية سلسة بتاتا. فمنذ بضع سنوات وأنا فى شوق لمشاهدة الفيلم الذى أصبح مجرد شريط فى الذاكرة، أستعيد لقطات منفصلة فى ذهنى أو أكتفى بالحديث عن التجربة ذاتها فى صيف ١٩٧٢، حين كنت فى زيارة إلى القاهرة فى أثناء استقرارى المؤقت فى لندن، وكيف بالتعاون مع صديق الطفولة المصور سعيد شيمى والمونتير أحمد متولى الذى حول العطلة إلى مشروع فيلم حققته فى أيام معدودة؟ لم أدرِ حينذاك أنه بعد خمس سنوات سأخرج أول أفلامى الروائية «ضربة شمس»، وكلما تذكرت «البطيخة»، فقدت أمل العثور على نسخة من الفيلم إلى أن فوجئت منذ بضع سنوات، وبمناسبة أحد أعياد ميلادى، أهدانى معجب بأفلامى بوبينة، أى علبة فيلم، مؤكدا أن الفيلم الذى بداخلها هو «البطيخة»، ولم يبُح لى من أين حصل عليها، ولم أجد فرصة لفحص النسخة، خصوصا أن الفيلم على شريط سينمائى ٣٥ مم، وهناك غياب لإمكانية فحصها.

طلب منى الفيلم فى ما بعد ليشترك فى مهرجان الإسماعيلية فاكتشف أن النسخة التى لدىّ هى مجرد نيجاتيف صورة فقط دون نيجاتيف الصوت. فى سباق مع الزمن وبعد مزيد من البحث فى مخازن مونتير الفيلم أحمد متولى عثر على نسخة للفيلم فى حالة مقبولة، تعهدت إدارة المهرجان مشكورة بترميمها إذا لزم الأمر، وتحضير نسخة خاصة لى، إلى جانب ماستر ديجيتال لنسخ الدى فى دى بعد ذلك. وأخيرا وبعد حوالى أربعين عاما التقيت بفيلمى على الشاشة.

التحرير المصرية في

04/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)