حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قدم باكورة أعماله فنال أكثر من جائزة

عبدالله بن خميس: أفلامنا "تحنّط" الماضي وتنسى الحاضر

مسقط - “الخليج

 

خريج آداب تخصص صحافة وإعلام من جامعة السلطان قابوس عام ،1995 وحاصل على ماجستير الفنون في الدراسات السينمائية والتليفزيونية من جامعة جريفيث بمدينة بريزبن بأستراليا عام ،2008 دخل حديثاً عالم الإخراج عبر فيلمه الأول “حبات البرتقال المنتقاة بدقة” والذي فاز بجائزة الخنجر الفضي عن الأفلام العمانية القصيرة، إنه المخرج الشاب عبدالله خميس الذي شارك في أكثر من لجنة تحكيم للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، وكتب مقالات في النقد السينمائي، وكذلك أعد برنامجاً إذاعياً بإذاعة سلطنة عمان يختص بالفن السابع، ويتهيأ حاليا لإصدار كتاب في النقد السينمائي، ويكتب سيناريو لفيلم تسجيلي آخر، المزيد عنه في هذا الحوار:

·        هل كنت تتوقع فوزك في مهرجان مسقط السينمائي الدولي السابع؟

بالنسبة لفوز الفيلم في المهرجان فقد توقعت أن ينال إحدى الجوائز، لكن الذي أسعدني حقاً هو أن ينال جائزة أفضل مونتاج أيضاً لأنها تُعد تقديراً للمونتير سيف العبري لأن الأفلام التي منتجها سابقاً حملت عدة جوائز لمخرجيها، لكن الجائزة ذهبت هذه المرة للمونتير نفسه بجدارة .

·        ماذا يعني لك هذا الفوز وهل حصلت على جوائز سابقة؟

لم أحصل على جوائز سابقة لأنّ هذا هو فيلمي الأول، وفضلاً عن فوز الفيلم بجائزتين في مهرجان مسقط السينمائي الدولي فقد تم قبوله في المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي في دورته الماضية التي انعقدت مؤخراً في دبي، وهذا بحد ذاته أمر مبهج لأنه تم قبول أقل من 10% فقط من الأفلام التي تقدمت لهذا المهرجان، وكان فيلمي من بينها، وهذا بحد ذاته جدير بالتأمل .

·        وحول ماذا تدور قصة الفيلم؟

يتحدث “حبات البرتقال المنتقاة بدقة” عن أب أعرج فقير يشتري لأطفاله مجموعة من حبات البرتقال ينتقيها بعناية، يحاول عبور شارع مكتظ بالسيارات ليصل للبيت، لكن مهمته ليست يسيرة، أحلامه تسبقه لملاقاة أطفاله، وحينما ينجح أخيراً في العبور تحصل له مفاجأة لم يكن يتوقعها، كتب سيناريو الفيلم القاص يحيى سلام المنذري وهو مأخوذ عن قصة بنفس العنوان لكاتب السيناريو .

·        أين برأيك أبدعت في الإخراج والإلمام بتفاصيل القصة؟

بالنسبة لي فإن أهم ما في الإخراج هو الحفاظ على إيقاع محدد مناسب لقصة الفيلم، بحيث لا يتجاوز الفيلم زمنيا الطول الذي تحتمله الفكرة لكي لا يترهل، وهذا ما أتمنى أن أكون قد وفقت فيه في هذا الفيلم .

·        كونك خريج آداب تخصص إعلام، كيف تعلمت الإخراج ومن هم أساتذتك؟

تعلمت الإخراج من خلال كثرة المشاهدة، كما أن لدراستي التخصصية للسينما دور كبير في بناء ثقافتي النظرية في الفن السابع، وهو بلا شك قد انعكس في رؤيتي لكيفية إخراج قصة هذا الفيلم .

·     هل تتطلع لإخراج الأفلام الطويلة وكيف ترى مستقبل السينما في عمان، وما هو الأسلوب السينمائي الذي يجذبك؟

التفكير في إخراج أفلام طويلة سابق لأوانه حالياً، وهو أمر لن يتم يوماً إلا برعاية حكومية لأن جمهورنا صغير ولا يمكن أن تغطي عائدات شباك التذاكر لدينا تكلفة إنتاج أي فيلم سينمائي، لذا فإن المخول الوحيد لإنتاج أفلام سينمائية طويلة في بلادنا هو المؤسسات غير الربحية والتي يمكن حصرها فقط في الجهات الحكومية وحدها، وبالنسبة لمستقبل الفيلم في عمان فأعتقد أننا بحاجة مرحلياً إلى تكثيف الاهتمام بالفيلم الروائي القصير والفيلم التسجيلي، لأن هذين اللونين هما الوسيط الأنسب في الفترة الحالية ليكونا مرآتنا البصرية، وهذا يعني حاجتنا إلى وجود هيئة للتدريب والتمويل ورعاية الإنتاج على غرار مؤسسة الدوحة للأفلام في قطر . أما بالنسبة للأسلوب فأميل تماماً لأفلام الآرت-هاوس الأوروبية، وهي أفلام ذات قصص إنسانية تضيء المجهول في عتمات النفس البشرية، وتتصف بإيقاع هادئ تأملي، وتعتمد كثيراً على تعابير وجه الممثل أكثر من الأكشن أو الاعتماد الكبير على المؤثرات والخدع البصرية .

·     تُنتقد الأفلام العمانية بأن إخراجها دائماً يعتمد على التراث العماني ويحاول استثماره في الإخراج وكأن الإخراج من دون مشهد للأفلاج مثلاً سيبدو ضعيفاً، وهذا ينطبق على الكتاب أيضاً، هل تجد أن هذا نقد حقيقي لهذه الأفلام؟

لهذا الكلام جزء حقيقي وجزء لا أتفق معه، فإذا نظرنا للنصف المملوء من الكأس، وأنا هنا أستعير بتعبير سمعته من السينمائي عبدالله حبيب متحدثاً عن ذات الموضوع، فإن الجزء المملوء من الكأس هو أن الأفلام المرتكزة على معطيات تخص طبيعة البيئة العمانية هي أفلام تسلط الضوء على جزء من صورتنا الحقيقية وخصوصية مكاننا المحلي، لكن الجزء الفارغ من الكأس أن تكرار مثل هذه النوعية من الأفلام قد يؤدي إلى “تحنيط” الزمن العماني وإغفال تناول قضايا معاصرة .

·        ما تطلعاتك وهل هناك أعمال أنت بصدد القيام بها؟

تطلعاتي كبيرة على الصعيدين الشخصي والعام، فعلى الصعيد الشخصي أطمح لإنجاز المزيد من الأفلام وكتابة سيناريوهات لمخرجين آخرين إذا طلبوا مني ذلك، أما على الصعيد العام فإنني لن أدخر جهداً في السعي مع المؤسسات المتاحة في بلادنا لتنظيم ورش ودورات تدريبية للمعنيين بصناعة الفيلم في مجالات السيناريو والتذوق والنقد والإخراج والتصوير، فضلاً عن توجهي للجمهور العريض عبر محاضرات وأمسيات موجهة لعموم الأفراد في مجالات ترتبط بالأفلام، وذلك من خلال النادي الثقافي وغيره من الجهات التي يمكن أن تتبنى إقامة مثل هذا النوع من الفعاليات .

الخليج الإماراتية في

11/07/2012

 

رغم ملامحها الرومانسية قدمت دوراً عنيفاً في "المعشوقين"

لاتيسيا كاستا: السينما لعبة

إعداد: محمد هاني عطوي  

عارضة الأزياء والممثلة الفرنسية الشهيرة لاتيسيا كاستا لا تتوقف عن ادهاش جمهورها ومفاجأتهم، فهي في فيلمها الجديد “المعشوقين” تلعب دور العشيقة والقاتلة، وهو دور يظهر أن المروجة الجميلة لعلامة باريس (لوريال) تتميز بموهبة كبيرة تتخطئ ربما الكثير من الحدود، بفضل سطوعها الكبير وظلها المؤثر الذي فرض نفسه في عالم الفن .

لاتيسيا كاستا بعيدة كل البعد عن التعقيدات، وعلى الرغم من أنها تمتلك جمالاً طبيعياً لا علاقة له بالعمليات الجراحية، إلا أنها لا تلبث أن تشتاظ غيظاً عندما نتلفظ أمامها بكلمة “تقريباً” وكأنها لا تقبل أن نقلل من قيمة هذا الجمال الساحر الذي أوصلها إلى عالم العارضات منذ سن الخامسة عشرة، عندما ظهرت كشابة جميلة تتمتع بصحة جيدة وروح فكاهية ومقومات جعلتها في مصاف كبار العارضات على مستوى العالم . هذه الشهرة الكبيرة جعلتها في العام 2000 تتجه نحو السينما والمسرح لتبدأ مرحلة نجاح جديدة مازالت مستمرة حتى الآن، ويمكن القول إن المخرجة هيلين فيليمير مكنتها للمرة الأولى من أن تعبر عن نفسها من خلال دور جلبها إلى القمة بالفعل، ولم يترك مجالاً للشكوك أياً كانت . ففي فيلم “المعشوقين” الذي سيعرض على الشاشة قريباً، وتظهر لاتيسيا كعاشقة ولهانة مضطربة، فهي تبدو أحياناً خاضعة لذلك الحب العنيف وتظهر أحياناً أخرى كعاشقة تمسك بزمام الأمور وتلعب دور السيدة المهيمنة على حبيبها، إلى درجة أن الأمور تنتهي بقتلها لعشيقها في لعبة سادية ومازوخية . وتلعب كاستا دور سيسيل بروسار التي تقتل ادوارد سيترن الذي يعمل في أحد بنوك سويسرا (جنيف) حين تطلق عليه 4 رصاصات في فبراير/شباط 2005 . وعلى الرغم من أن كاستا لم تدعى ببطلة رواية ريجي جوفريه (قاسي) التي كتب على أساسها سيناريو الفيلم، بدت بعد ستة أشهر من نهاية التصوير مضطربة لكنها سعيدة، ففي هذا السن (34 عاماً) يمكن القون إنها قدمت في النهاية شيئاً عن حقيقة مزاجها وقدراتها التمثيلية التي ربما بدت أكثر تعقيداً من وجهها الملائكي، الذي لا يعكس هذا الجانب المهم لديها كفنانة .

عن تجربتها الجديدة كان لمجلة “إيل” الفرنسية معها اللقاء الآتي .

·        عندما اختارتك المخرجة هيلين فيليير، كيف قدمت لك الشخصية التي توجب عليك تجسيدها؟

- إنها امرأة تعمل تحت ضغط وتقابل رجلاً ثرياً جداً ثم يجتمعان من خلال طفولتهما المؤلمة، فالفتاة كانت تتعرض في طفولتها لتحرشات والدها، أما الرجل الثري، فقد نشأ في فندق بسيط يملكه أب جامد العواطف وأم عابثة . وبعد سنوات من الفوضى العارمة في حياتها تتعرف على هذا الرجل المغامر صاحب المال الوفير فتحبه رغم حدة طبعه وفظاظته، لأنها بحاجة إلى من يقدرها حق قدرها .

·        ولكن هل تقبل هذه العلاقة الشرسة رغم كل شيء، فالفيلم يركز على السادية أليس كذلك؟

- من أجل الحب، تقبل سيسيل كل التجارب والمتطلبات، فهي تتصرف كأم إذا طلب منها عشيقها ذلك ويصل بها الأمر إلى ضرب طفلها لأنه يستحق ذلك حسب رأيها، والواقع أن الفيلم لا علاقة له بالسادية المازوخية لأن قصص الحب في بعض الأحيان تتخذ منحى عنيفاً وفظيعاً، وهذا هو التحدي الذي أخذته المخرجة هيلين فيليير على عاتقها، وهذا هو أيضاً التحدي الذي أخذته على عاتقي لأنني بهذه الكيفية أحب أن أجسد هذه الشخصية .

·     ألم تخشي من كل ما يمكن أن يترتب عليه لعبك لهذا الدور الصعب خاصة الانغماس في ممارسات ملتوية أو منحرفة؟

- بالطبع كنت خائفة، والدور تطلب مني أن أتجرد من أمور عدة ولا أتظاهر بها فقط، فالضربات كانت حقيقية وليست تمثيلاً والصفعات التي كنت انفذها كانت حقيقية، فضلاً عن ذلك، يجب أن نعلم كيف خرجت هذه الصفعات وما المشاعر الشخصية التي تحكمت في خروجها بهذه القسوة، بل ما الأمور التي أثرت فينا ومستنا في أعماقنا حتى ظهرنا بهذه القسوة .

·        وماذا عن شريكك في الفيلم الممثل بينوا بولفورد؟

- لقد كان يشعر بالقلق أيضاً لأنه يتصرف بعنف في المشاهد، ولكن ثقتنا ببعضنا البعض أوصلتنا إلى بر الأمان، إذ لم يكن الأمر بالنسبة له أقل إيلاماً وكل إنسان في مرحلة ما من حياته يكون إما مهيمناً على الآخر أو خاضعاً هو للآخر، ولا يمكن لأي شخص أن ينكر ذلك لكن ليس من السهولة بمكان على المرء الاعتراف بذلك أو قبوله . والحقيقة أنني اضطررت في بعض الأحيان إلى أن اذهب بعيداً في أعماق ذاتي كي أدفع هذه المرأة إلى التصرف بهذه القسوة المريرة تجاه طفلها، لكن ذلك سبب لي اضطرابات نفسية في بعض اللحظات .

·        ما الذي ساعدك على فعل ذلك؟

- إنها مخاطرة ربما تكون بعيدة نوعاً ما عن تلك الصورة الجميلة الناعمة التي يمنحونها لي في غالب الأحيان، علماً بأنني أنا بنفسي لم اعترف بالجانب المظلم في شخصيتي، فعالم الأزياء وعملي فيه كعارضة لم يمنحني التعرف إلى هذا الجانب الذي ربما يكون جزءاً من شخصيتي دون أن أعرفه، ولذا أعتقد أن السينما مكنتني من اكتشاف هذا الأمر . والحقيقة أنني بحاجة إلى التعبير عن مشاعري القوية واستكشاف عالم ما وراء المظاهر، وفي هذا الصدد أعتقد أن هيلين فكرت في بخصوص هذا الدور لأنها عرفت كيف تحس بي، وربما يصل بنا الأمر في بعض الأحيان إلى الندم لأن الأمر بالفعل يكون معقداً ولكن نكون قد أنجزناه وانتهى كل شيء .

واعتقد أن هيلين كانت تشعر أنني في مهنتي كعارضة كنت اتعرض للضغط، خاصة أنها عملت في هذا الميدان وتعلم جيداً ما معنى الضغط النفسي، والآن وبعدما غدت مخرجة أرادت أن تكتشف أو تظهر هذا الأمر في نفسيتي . أما بالنسبة لي، فالموضوع لم يحدث بهذا الشكل وأعتقد أن هذه الأحاسيس تأتي من سن الطفولة لكنها مدفونة وبحاجة لمن يخرجها من مكانها السري .

·        كيف كانت حياتك كطفلة؟

- كنت خجولة للغاية ولم يكن ينفع معي التحليل النفسي لأنه لم تكن ثمة حاجة لذلك، فقد كان ذلك طبيعياً، إذ لم أكن أحدث أي ضوضاء مثل كل الأطفال، بل خلقت لنفسي عالماً خاصاً (فقاعة إن شئت القول) وكنت أحلم بأن أخرج منه كي انطلق بكل حرية، وكان أهلي أناساً بسطاء متواضعين لا يكفون عن العمل وبذل الجهد والتضحية من أجل أولادهم . ومن ناحيتي استطعت أن أكوّن لي طريقاً على الرغم من عزلتي، وعندما غدوت عارضة بقيت متقوقعة داخل عالمي الخاص، وكنت نادراً ما أتكلم لأنني لم أكن صورة جميلة أو لنقل دمية لأنني كنت صغيرة في السن ولم أكن أدري كيف يتوجب عليّ التصرف، ولذا تركت للآخرين تشكيلي كما أنني تعايشت مع هذه الصورة المشوهة ثم كرهتها وانتهيت أخيراً بقبولها . وقالت لي المخرجة هيلين فيليير ذات مرة: “أنت كالأسد” والآن يمكنك أن تعطي الكثير وتتجاوزين حدودك لأنك تتعاملين مع مخرج لا يضعك تحت ضغط ولا يسعى للهيمنة عليك . والحقيقة أنني أثق بنفسي وما أجسده لا ينتمي إليّ ولكن استطيع في كل الأحوال أن أرمي بنفسي في النار لأرى ما يمكنني فعله .

·     كيف حضرت نفسك لهذا الدور؟ وهل قابلت سيسيل بروسار التي اطلق سراحها بعد أن قضت ثلثي مدة العقوبة بالسجن والتي بلغت ثماني سنوات ونصف السنة؟

- لا، لم أكن أريد أن أعرفها، وقرأت كل ما يتعلق بهذه القضية بدءاً من المقالات التي كتبت وانتماءً بالكتاب الذي ألفه ريجي جوفريه . والحقيقة أن المخرجة هيلين فيليير أرادت أن تجعل من الرواية قصة حب ثم تطعمها ببعض المناطق الغامضة كي لا يظهر الأمر كفيلم وثائقي، كما أنني فضلت أن اتخلى عن شخصية سيسيل بروسار الحقيقية فلربما كانت أبسط مما يصورها هذا الفيلم، وربما كانت منجذبة نحو أموال عشيقها، ومن ناحيتي أردت أن أحقق هذا الإنجاز ولكن على طريقتي، لأنه في نهاية المطاف لا تهمني سيسيل بروسار بشيء البتة .

·     ولكن السيناريو مستوحى من دراما حقيقية فلكي تحمي الزوجة السابقة لرجل البنك أولادها الثلاثة حاولت منع صدور كتاب ريجي جوفريه قبل أ ن تتخلى عن هذا الأمر . ومن هذا المنطلق أريد أن أسألك، هل إعادة الحديث في هذا الأمر لا يتسبب في رأيك في إيذاء الأسرة الضحية، ثم ألم تترددي في قبول هذا الدور خاصة أنك أم لثلاثة أطفال؟

- لم يكن باستطاعتي رفض دور مهم كهذا، فالأدوار التي تعرض على الممثلين بشكل خاص ليست من المستوى المطلوب . من ناحية ثانية هناك الكثير من الأعمال والكتب والأفلام التي تستند على قصص حقيقية وأنا لست سوى ممثلة تجسد دوراً . ولا يعنيني الأشخاص الذين سيعانون، ولقد أكدت لي المخرجة هيلين فيليير بأن الأمور واضحة كالشمس، ولقد تحدثت إلى أسرة إدوارد سيترن وقلت لهم أريدكم أن تتأكدوا أن كل شيء حدث وفق الأصول وبكل احترام وتقدير للشخصيات .

·        هل تعتقدين أن هذا الفيلم أتعبك كثيراً على الصعيد النفسي؟

- بالفعل خرجت منه منهكة وعندما كنت اسمع أن ممثلين أمضوا ستة أشهر كي يستعيدوا نشاطهم الجسدي واتزانهم النفسي، كنت أضحك ولم أكن اتخيل ماذا يقصدون، ولكن الآن فهمت جيداً مشاعرهم خاصة بعد أن ذهبت بعيداً في أدائي للدور وبلغت مراحل عميقة على الصعيد النفسي، كي أبلغ الهدف، ثم وصلت أخيراً إلى السطح ولكن كانت العودة صعبة جداً . والواقع أنني هيأت أسرتي لذلك كي لا يصطدموا بحالي لأن الحياة الأسرية هي أهم من أي شيء، فالسينما ليست سوى لعبة وعلينا أن نحسن لعبها وإلا افلتت منا الموازين .

·     بما أنك كنت تشعرين بهذه الصعوبات وربما كذلك بالنتائج المترتبة على ذلك، هل طلبت النصيحة ممن حولك قبل الشروع في هذه المغامرة؟

- قطعاً لا، فأنا بالغة وراشدة والاعتماد على الآخرين بالنسبة لي يعني الموت، وأنا أمارس هذه المهنة بحدسي وهذا أمر ضروري بالنسبة لي وليس لأحد أن يقول لي ماذا عليّ أن أفعل أو لا أفعل، أو يملي عليّ خياراتي ويحدد لي عواطفي ومشاعري وإلا ستكون النهاية بالنسبة لي كامرأة وكأنثى.

الخليج الإماراتية في

11/07/2012

 

مؤرخ سينمائي فرنسي يشيد بتجربة الأفلام الإماراتيةفي حوار مع « البيان »

جالادو: «حمامة» وثيقة عن المرأة العربية جدير بالمشاهدة

دبي - نوف الموسى 

السينما الوثائقية، موضوع متشعب ويحمل أبعاداً فكرية واستثمارية، وذلك لما يتضمنه من تعدد في وجهات النظر، كونه مزيجاً بين عرض المعلومة، واختزالات مشاهد قريبة منها إلى القصص الروائية الطويلة أو القصيرة.

وفي هذا الصدد، أكد المؤرخ السينمائي الفرنسي فيليب جالادو في حواره مع (البيان)، أنه من خلال رصد تاريخ الأفلام الوثائقية في السينما العالمية، توصلوا أن أفضل الأفلام الوثائقية تلك التي صنعتها المرأة، أو كانت جزءاً من منظومة عملها، مبيناً بعد اطلاعه على تجربة الإمارات في هذا المجال، أن المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، تمثل نموذجاً محلياً للمرأة، في تصدرها مشهد تعزيز الفيلم الوثائقي عبر إنتاجها فيلم "حمامة"، الذي يعد مثالاً، عكس صورة سينمائية للمرأة العربية، ومدى قدرة الفن السابع على نقل ثقافة الشعوب عبر العالم.

وبين ماهية مكونات الفيلم الوثائقي، ومدى استيعاب الموضوعية أثناء صناعته، لافتاً أن الحكم النهائي يظل دائماً للمشاهد.

التبادل الثقافي

شاهد جالادو أعمال المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، مبيناً أن فيلم "حمامة"، عرض ثقافي وتوثيق يستحق طرحه للتحليل، من خلال تصنيف الأفكار المتضمنة في الفيلم، ودراسة أبعاده. وقال حول ذلك: "رأيت أفكار نجوم في أفلامها، أعتقد أن لديها الكثير لتعبر عنه".

ولفت جالالدو إلى أن عرض هذه الأفلام خارج الإمارات، يعزز التبادل الثقافي بين الحضارات، وخاصة أن الكثير يجهلون الهوية العربية بصورتها الفعلية.

وأن الأفلام الوثائقية قادرة على إلغاء الصور النمطية، وتوجيه المشاهدين إلى العمق الإنساني في الحضارات المختلفة. ويرى جالادو أن فيلم "حمامة "، قدم له معلومات لم يكن يعرفها البته، وبالذات تلك الملامح المعرفية بين إنسان هذه الأرض وبيئته.

وهو فعلياً يحب مشاهدة الأفلام الوثائقية، كمصدر رئيسي لدراسة فكر الأشخاص في المنطقة. وفي المشهد العام لمشاركة المرأة في الصناعة السينمائية، أشار أنهم كانوا يصنفون حضور المرأة بالشكلي، وأنه لا يبرز الفعل الاجتماعي لها عبر النص والصورة، والتي تدخل فيها المتغيرات المجتمعية في مختلف المجتمعات في العالم، وليس العالم العربي بمعزل عن هذا التهميش، ولكنها بدأت بالتلاشي شيئاً فشيئاً، بعد أن قررت المرأة، تأكيد حضورها في الصناعة.

ولفت إلى أن مشاركة المرأة في الصناعة السينمائية في منطقة الشرق الأوسط، برزت أخيراً بشكل واضح، من قبل إنتاجات المخرجات الإيرانيات، حيث وصلت أصداء أعمالهن الساحة السينمائية العالمية.

بين الوثائقي والروائي

عندما نتحدث عن فيلم وثائقي، فهو عرض للمعلومات بالدرجة الأولى، والتقييم عادةً مكفول بالكيفية في عرض هذه الحقائق. وحول ذلك بين جالادو، أن تصنيف الأفلام الوثائقية، يعاني من فجوة ارتباطها أحياناً بالأفلام الروائية الطويلة، ولكن مهمتهم تكمن في الفصل، والقدرة على التحكيم بصورة موضوعية أكثر، حول ماهية المطروح في العمل، وأهدافه. وأضاف: هناك الكثير من الأعمال الوثائقية تم عرضها مباشرة دون الخوض في وجهة نظرمؤيدة أو معارضة لمخرج العمل، لافتاً أنه يمكننا تصنيف الأفلام الوثائقية: بأعمال تحمل هدف ورسالة معينة، وأخرى لا يشترط فيها رسالة معينة، وإنما تتكفل بعرض الحدث التاريخي أو المعاصر للمشاهد، الذي يتكفل بتقييم المسألة، وترجيح ما هي الفكرة الذي توصل إليها.

البعد السياسي

أوضح فيلب جالادو، أن الأفلام الوثائقية ذات البعد السياسي، هي عادةً الأكثر جدلاً، منوهاً إلى أنها مسألة مرتبطة بمخرج العمل، والفنيات المستخدمة، وقال حول ذلك: "عندما تطرح قضية تمس الأشخاص بشكل مباشر، تختلف الآراء بين مؤيد ومعارض لفكرة ولوج وجهة نظر المشاهد في العمل.

ويرى أن المشاهد هو محكم الفيلم، على أن يقدم المخرج له أغلب أبعاد القضية المطروحة، بعد مراجعة دقيقة للحقائق المعروضة، ليستطيع بعدها المتلقي الحكم بشكل عادل"، وقدم جالادو، على سبيل المثال القضية المطروحة في سوريا، معتبراً أن هناك حالات دمار يومي، وقتل يستهدف الأشخاص في المنطقة، وصناعة فيلم وثائقي، يحتم علينا طرح هذه المشاهد كما هي، دونما تدخل، والأفضل دون أن نطرح فيها وجهة نظرنا. وترك الحقيقة تتحدث.

البيان الإماراتية في

11/07/2012

 

شارون ستون اختبرت الموت مرَّتين

منة حسام 

صرَّحت النجمة، شارون ستون، أنَّها اختبرت تجربة الموت مرَّتين، الأولى في العام 1990 والثانية في العام 2001.

نيويورك: كشفت النجمة، شارون ستون، لصحيفة "دايلي إكسبرس" أنها واجهت الموت مرتين، إذ صرحت أنها تعرضت لحادث سيارة كاد أن يودي بحياتها في العام 1990 بعد انتهائها من تصوير مشاهد فيلمها "Total Recall" الذي جمعها بالممثل أرنولد شوارزينغر.

قالت شارون ستون عن الحادث: "كنت أقود سيارتي في وقت الغروب وواجهت سيارة تسير عكسيًا في وجهي ولم أعرف كيف أنجو بحياتي من ذلك الموقف، وهو ما أسفر في النهاية عن تعرضي للعديد من الكدمات، فأصبت بكسر في الفك والظهر وأحد الضلوع كما تعرضت لالتواء في الركبة، وهو الأمر الذي ألزمني البقاء في الفراش لمدة 6 أشهر".

وأضافت: "فترة ملازمتي للفراش كانت فرصة كي أكتب وأفكر وأقيّم حياتي وأعرف من هم أصدقائي والتخلص من أولئك الذين لم يهتموا لأمري".

شارون ستون (54 عامًا) والتي تواعد حاليًا شاب يبلغ من العمر27 عامًا وهو عارض الأزياء الأرجنتيني مارتن ميكا، صرحت لصحيفة "دايلي إكسبريس" أنها شاهدت "الضوء الأبيض" الذي يُقال أنه يظهر عند الاقتراب من الموت وذلك في العام 2001 عندما تعرضت لتمدد ملحوظ في الأوعية الدموية.

أكدت ستون أنها في مرحلة مقاومتها لتلك الوعكة الصحية كانت تشعر أنها تقترب فعليًا من الموت، مما جعل المحيطين بها يظنون أنها فارقت الحياة.

وأوضحت قائلة: "تلك الوعكة الصحية كانت أصعب شيء واجهته في حياتي، فالأمر كان أشبه باطلاق رصاصة في رأسي، فأنا دومًا كنت أخشى أن اتعرض لمشاكل صحية مشابهة، وعندما وأجهت الأمر أهملت صحتي إذ أنني لم أذهب إلى المستشفى إلا بعد مرور ثلاثة أيم على بداية شعوري بالآلام".

شارون ستون التي خضعت حينها لعملية عاجلة لتفادي تدهور حالتها، أكدت أن حالتها لم تتحسن إلا بعد خضوعها لعملية أخرى بعد مرور 9 أيام على بقائها في المستشفى، وقالت لصحيفة "دايلي اكسبرس": "خلال العملية الثانية وجدوا الشريان الذي يضخ الدم في رأسي، وقاموا بإيقاف عمله وحينها رأيت الضوء الأبيض الذي يُزعَم أنه يسبق الوفاة".

إيلاف في

11/07/2012

 

السينمائيون الشباب في كارلوفي فاري يتَسيدون

أفلامهم نبرتها هادئة وعميقة تكفي لكسر "تابوات"

قيس قاسم - كارلوفي فاري (تشيكيا

يحيل توصيف الدورة ال 47 لمهرجان كارلوفي فاري بالشبابية، الذهن الى التفكير بالحماسة والثورية التي يعرفون بها، ومن احتمال ذهابهم الى القضايا الأكثر سخونة، غير أن الأيام القليلة الماضية منها، بينت شيئاً آخر، خارج المتوقع تمثل في تناول الكثير منهم موضوعات وجودية بنبرة هادئة وعميقة، مع ميل شديد لكسر الكثير من الحواجز وال"تابوات"، وربما يفسر هذا سبب قلة المعروض من أفلام الثورات العربية، على سبيل المثال، أو أفلام الحروب عكس مهرجانات عالمية كثيرة كرست جزءاً كبيراً من برامجها للربيع العربي، وحتى الفيلم العربي الوحيد الذي تناول "الإرهاب" أختير ليتوافق مع توجه الدورة.

"المغضوب عليهم" أراد له صاحبه المغربي محسن البصري أن يطرح الظاهرة من منظور مختلف يزيل فيه الأحكام المسبقة والجاهزة ويعيد الظاهرة الى مكوناتها الأصلية، متجنباً تكرار شكل من المعالجة اعتدنا عليه في سينمتنا العربية خلال السنوات الأخيرة. لقد ترك في فيلمه مساحة كافية للشك وزعزعة اليقين في نفوس الضحايا والجلادين، فلا أحد يملك يقيناً كاملاً فيما يفعله أو يؤمن به، وكل الذين جمعتهم حكاية "المغضوب عليهم" كانوا بحاجة الى من يقودهم ويجنبهم مسؤولية اتخاذ القرار لوحدهم. كانوا بحاجة الى مرجعية و"أب" يأخذ بيدهم، وكلما اشتد الضغط النفسي عليهم أصبحوا أشد حاجة لمن يرسخ يقينهم ويبرر سلوكياتهم. فالمجموعة المُحتَجَزة من الفنانين المسرحيين، والتي بدت متماسكة أول الأمر، حين اختطفهم مسلحون إسلاميون متشددون وأخذوهم الى منطقة زراعية مجهولة، سرعان ما ظهر ضعف تماسكهم الداخلي، وفي المقابل فضح الوقت تردد الخاطفين الذين حاولوا التستر عليه بسلوك عنيف وصرامة شكلية. الشيء الوحيد الذي ظل قوياً كان المسرح، فمن خلاله تمكن المُختَطَفون من كسر حاجز الخوف، وبه تواصوا مع بعض من أراد قتلهم. قد تبدو المعالجة من هذا المنظور شديدة "الخيالية" لأن عنف المتطرفين الإسلاميين لا يكسره عرض مسرحي، غير أنه وفي جانب أخر أراد الرهان على الحوار وسيلة للتفاهم بين المتحاربين أو المتناقضين، أراد أن يكون المسرح والفن طرفاً موازياً في المعادلة الملتبسة وقد يكفي لوحده لتشتيت التماسك الظاهري وهو في حقيقته رخو وهش ويطرح أسئلة خطرة تتعلق بواقع المغرب وتناقضاته الاجتماعية والسياسية.

النَّفس الهادئ ذاته، تقريباً، كان موجوداً في الفيلم الإيراني "عائلة محترمة" للمخرج مسعود بخشي مع أنه عالج موضوعاً خطراً له علاقة بطبيعة النظام وتأثير الحرب مع العراق على المجتمع الإيراني. اختار بخشي اسلوباً تحليلياً، لتبيان أسباب التناقض الحاصل بين الرجل العائد الى بلده بعد أكثر من عشرين عاماً قضاها في فرنسا وبين آليات عمل المؤسسات الرسمية، وكيف شجعت الحرب على دخول المنتفعين والانتهازيين الى داخل السلطة لتحقيق غاياتهم الشخصية. لقد حَوّلوا الدولة الى "بقرة حلوب" ولا يريدون لأي أحد أن يقاسمهم غنائمهم لهذا حاولوا التخلص من الأستاذ الجامعي العائد للتو الى وطنه وهم أنفسهم سيساعدونه، ودون دراية منهم، على الذهاب الى المعسكر الثاني، الى المعارضين والمتظاهرين. حتى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جاء هذة المرة في فيلم "غرفة 514" مختلفاً، محصوراً في مكان ضيق يكاد يكون، وبإستثناء مشاهد قليلة، محدداً بمساحة غرفة صغيرة تابعة لمؤسسة الشرطة العسكرية الإسرائلية. حاول شارون بار ـ زيف في فيلمه محاكمة المؤسسة العسكرية من داخلها، لهذا تعمد الى حجب الطرف الفلسطيني عن الصورة، مع إبقائه عنصراً محورياً في الإشكالية التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي ومؤسسته العسكرية. أحداث الفيلم هي حواراته، فالتحقيقات التي تقوم بها إحدى الشرطيات أوصَلتنا الى معرفة حقيقة ما جرى، في تلك الليلة التي قَتَل فيها جنود اسرائيليون رجلاً فلسطينياً مسالماً كان يعبُر أحد الشوارع مع طفله وأخيه. أرادت المجموعة التستر على الحادثة وكتابة تقرير كاذب يتهم العرب بمهاجمتهم بالسلاح لكن إصرار الشرطية أوصل التحقيق الى مكان وجدت المؤسسة العسكرية نفسها في موضع تساؤل واتهام، ولهذا فكرت في التخلص منها أو تقديم "كبش فداء" بدلاً عنها يخلصهم من ورطتهم وورطة مؤسستهم التي لا تعرف غير العنف والقتل وسيلة للتفاهم مع الفلسطينيين. صعوبة صنع فيلم في مساحة ضيقة ومحددة لم تمنع صاحبه من خلق مناخات نفسية رسمت مشهد مجتمع يعاني من تمزق داخلي ومن إزدواجية أخلاقية زادها العنف والعسكرة تأزماً.

استقبل جمهور كارلوفي فاري فيلم التركي حسين تاباك "جمالك لا يعني شيئاً" بالترحاب وصفق له طويلاً، حين وجد في قصته التي تناولت حياة عائلة مقاتل كردي جاء من جبال تركيا طالباً اللجوء في فينا، نوعاً من التضامن مع المهاجرين الى أوربا اليوم. فهؤلاء وفي ظل وحدة جمعت دول القارة وقررت غلق حدودها يجدون أنفسهم في وضع صعب وغير إنساني كما هو حال العائلة الكردية التي وصلت فينا ولم تجد فيها راحة، لكثرة ما تعرضت له من اهتزازات شديدة عانى بسببها الصبي فيصل طويلاً واحتاج كي يعيد توازنه الى كتابة قصيدة حب بالألمانية الى صبية يوغسلافية نجح في إيصالها لها لحظة مغادرتها النمسا مع عائلتها إلى وطنها بعد رفض طلب لجوئهم. لم يقدم الفيلم جديداً عن أفلام الهجرة إلا في مستوى تناوله للعلاقة الملتبسة بين التركي والكردي في بلد المهجر. فهما يتشاركان العيش في بلد جديد جاؤوا إليه لأسباب مختلفة، وربما وتحت ضغط الحاجة يتفاهمون فيه بشكل جيد وأفضل عما هما عليه في بلدهم الأم. يقدم تاباك العلاقات الجديدة وفق ما يفرضه الواقع المعاش وليس الرغبات ومن خلالها يغلب الإنساني على القومي، فالكردي والتركي يجدان نفسيهما في سلة واحدة وعليهما إيجاد لغة مشتركة تساعدهما على مواجهة الخارج القاسي. ليس وحده فيلم حسين تاباك من يذهب الى هذة الناحية فهناك أيضا التركي الأخر "خلف التل"، الذي يستحق مراجعة نقدية وافية، حاله حال أفلام كثيرة تزخر بها الدورة الحالية من مهرجان كارلوفي فاري.

الجزيرة الوثائقية في

10/07/2012

 

اشتهر بأدوار الشر.. وحصل على الأوسكار عن دور الرجل الطيب

وفاة إرنست بورغنين.. آخر جيل العمالقة في السينما الأميركية

لوس أنجليس: «الشرق الأوسط»

توفي يوم الأحد الممثل الأميركي المخضرم إرنست بورغنين، عن عمر يناهز 95 سنة، بعد إصابته بفشل كلوي، في أحد مستشفيات مدينة لوس أنجليس الأميركية.

وتجدر الإشارة إلى أنه استمر في العمل في السينما والتلفزيون منذ أكثر من 60 سنة، وكان آخر أعماله المشاركة في المسلسل التلفزيوني الطبي «إيه آر» عام 2009. وقد حاز بورغنين الأوسكار عام 1955 عن دوره في فيلم «ماريت». وقد أصدرت أسرته بيانا أوضحت فيه أنه كان في صحة جيدة قبل إصابته الأخيرة.

وقد اشتهر بورغنين بتمثيله في عدد من أفلام رعاة البقر، بالإضافة إلى ما يطلق عليه أفلام الكوارث. وكان يعتبر واحدا من كبار ممثلي الشخصيات في السينما الأميركية. كما اشتهر بعد ابتعاده عن السينما بالمشاركة في عدد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة.

وعقب إعلان وفاته شارك الكثير من العاملين في القطاع السينمائي في مرثيته، فقد أوضحت ليندا بنسكي مديرة أعماله في بيان لها: «إنه ليوم حزين. لقد فقد المجال شخصا عظيما لا يمكن أن يتكرر».

وإرنست هو ابن لمهاجر إيطالي للولايات المتحدة، فقد ولد ارميس افرون بورغنينو في 24 يناير (كانون الثاني) 1917 في بلدة هامدن بولاية كونتيكت. وقد انفصل أبواه وكان عمره لا يزيد على عامين، وعادت به أمه إلى إيطاليا، وبحلول عام 1923 بدل والداه اسم الأسرة إلى بورغنين.

ولم يفكر على الإطلاق في بداية حياته في العمل في مجال التمثيل، وخدم عقب إنهاء دراسته الثانوية عام 1935 في البحرية الأميركية حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عاد إلى منزل أسرته، وفي مقابلة أجرها معه معهد السينما البريطانية في العام الماضي عن حياته وعمله ذكر بورغنين: «بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم أرغب في المشاركة في أي نشاط عسكري. وعدت إلى مسقط رأسي وقلت لقد انتهيت من عملي في الأسطول، وبعد عدة أسابيع من ترحيب أمي بي قالت لي: ماذا ستفعل الآن؟ تبحث عن عمل؟». وبما أنه لم يكن يرغب في العمل في مصنع ما، شجعته والدته على البحث عن عمل أكثر شهرة واقترحت أن شخصيته مناسبة للعمل في المسرح. وفاجأ أمه بالاهتمام بالاقتراح على الرغم من أن والده لم يكن متحمسا. إلا أنه اتبع نصيحة والدته وانضم إلى معهد لدراسة فنون الدراما. وقال متذكرا ترك الفترة: «وبعد 10 سنوات من تلك المحادثة كنت واقفا على خشبة المسرح أتسلم الأوسكار من غريس كيلي».

إلا أنه لم يتجه للعمل في السينما، فقد انضم إلى مسرح محلي يطلق عليه مسرح المقايضة لأن المشاهدين كان يدفعون ثمن التذاكر منتجات من مزارعهم خلال فترة الكساد العظيم. وفي عام 1947 حصل على أول أدواره المسرحية. وعلى الرغم من صغر حجم الدور فإنه لفت أنظار المشاهدين. وبعدها بعامين ظهر لأول مرة على مسارح برودواي في نيويورك.

وفي عام 1951 انتقل إلى لوس أنجليس حيث حصل في عام 1953 على دور البطولة في فيلم «من هنا إلى الخلود»، حيث أدى دور الشاويش السادي «فاتسو» الذي يضرب سجينا أدى دوره فرانك سيناترا. واشتهر بورغنين بشخصيته المستقلة خلال العمل في الأفلام السينمائية، وبأدائه أدوار الشرير. ولكن في عام 1955 أدى دور «القصاب طيب القلب» في فيلم مارتتي، وهو الدور الذي منحه جائزة الأوسكار.

واستمر عمله في السينما بنجاح في الستينات والسبعينات والثمانينات، إلا أن ذلك لم يمنعه من العمل في التلفزيون، حيث بدأ يظهر في مسلسلات منذ عام 1951. وفي عام 2009 جرى ترشيحه وهو في الثانية والتسعين على جائز إيمي عن دوره في الحلقتين الأخيرتين من مسلسل «إي آر» الطبي.

وقد تزوج بورغنين 5 مرات. وكانت أول زيجاته دودا كمينز عام 1949 الذي استمر حتى عام 1958 وأنجب منها ابنة اسمها نانسي. ثم تزوج بالممثلة كاتي جورادو عام 1959 واستمر زواجه بها حتى عام 1963. وفي عام 1964 تزوج بالمغنية الأميركية ايثل مرمان، إلا أن الزواج لم يستمر أكثر من شهر. وفي عام 1965 تزوج دونا راكورت واستمر زواجه به حتى عام 1972، وأنجب منها ابنا هو كريستوفر وابنتين هما شارون وديانا. أما زواجه الخامس والأخير فقد كان من تويا تراسنيس في عام 1973.

الشرق الأوسط في

10/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)