حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ماريون كوتيار

الأكثر شهرة في أمريكا.. والأعلى أجراً في فرنسا

سعيد محمود

 

ماريون كوتيار، نجمة السينما الفرنسية، منذ انتصارها في فيلم La Môme الذي أدت فيه شخصية المطربة الأسطورة (إديت بياف)، وحصولها على جائزة الأوسكار عام 2008، تحولت إلى أيقونة هوليوودية.

مع المخرج جاك أوديار، قدمت مؤخراً دوراً لافتاً بأقدام مبتورة في فيلم (صدأ وعظام).

عن هذا الفيلم، ونجوميتها العالمية، كان لنا اللقاء الآتي.

·        متى بدأ تعاونك مع المخرج جاك أوديار؟

لم أكن أعرفه، إلا أنه كان على الدوام أحد المخرجين الذين أرغب بالعمل معهم، على الرغم من اعتقادي بأنه لا يملك الشعور نفسه تجاهي.

·        لماذا؟

لا أعرف.

·        جسدتِ دور شخصية بأقدام مبتورة في فيلم (صدأ وعظام)، هل بدا لكِ الأمر جذاباً أم مرعباً؟

سمعت الكثير عن الفيلم قبل أن يتم الاتصال بي لتأدية الدور، لكنني لم أتخيل نفسي في هذا الفيلم الذي يجب أن تقوم فيه الممثلة بتأدية دورها ضمن كادر مائي، هذا أمر منفر بالنسبة لي، على الرغم من الإعجاب الكبير الذي أكنه للمخرج جاك أوديار، ورغبتي الشديدة بالعمل معه.

·        ما الذي كان يزعجك بالضبط؟

الأسر، أنا أكره الأحواض المائية المغلقة وحدائق الحيوان. هذه الجماليات المُقيدة تنفرني.

·        مع أنكِ ملتزمة بقضايا البيئة...

نعم، لكن الأمر مختلف هنا، له علاقة بالحدس، كنت أقول لنفسي: «هذا أمر يستحيل علي القيام به»، لكن الحياة أرادت خلاف ذلك.

·        ما معنى ذلك؟

معناه أني شاركت في الفيلم، ووجدت نفسي في أحواض مائية مع الدلافين.

·        كيف تمكنتِ من العمل مع الحيتان؟

كان لدي الكثير من الأحكام المسبقة التي استقيتها من مشاهداتي للأفلام الوثائقية، وبالتحديد الأفلام التي تحارب أسر الحيوان، حيث يظهر المدربون أو الأشخاص الذين يرعون هذه الحيوانات كالشياطين. في الحقيقة، هؤلاء الأشخاص يعشقون الحيوانات بجنون، هذا ما اكتشفته بنفسي، إلا أن هذا الاكتشاف لم يلغِ كرهي لحدائق الحيوان والأحواض المغلقة, لكنني رأيت علاقة جميلة بين الإنسان والحيوان.

·        في إحدى المرات، رفضتِ عقداً لتقديم إعلانات لشركة L›Oréal.

هذه قصة قديمة جداً، حتى إنني نسيت التفاصيل. لكنهم طلبوا مني أن أكون (عارضة)، وهذا أمر لا أستطيع القيام به، إنها مهنة بحد ذاتها.

·        ألم يكن هذا الرفض مرتبطاً بقناعاتك الشخصية؟

كان الرفض، عبارة عن رد فعل على التجارب التي يجرونها على الحيوانات, حدث ذلك عام 1999، لكنهم غيروا سياستهم بعد ذلك.. على كل حال، هم مجبرون على تغييرها في الوقت الحالي.

·     بغض النظر عن الجوارب الخضراء التي ساهمت في إخفاء قدميكِ أثناء التصوير، كيف تمكنتِ من أداء دور سيدة مبتورة القدمين؟

راجعتُ بعض الوثائق المتعلقة بالموضوع, هنالك أشخاص بأطراف اصطناعية يسيرون بشكل طبيعي تماماً، لكننا أعطينا (ستيفاني) مشية سينمائية خاصة، وزودناها بعكازة لارتباطها الدرامي بأحداث معينة.

أعطيتها طريقة سير غريبة بعض الشيء، لا نستطيع الالتصاق بالواقع بشكل كبير، أحياناً لا يكون الواقع مقبولاً في السينما.

هذا الدور، يختلف كثيراً عن الأدوار التي أديتها خلال السنوات الأخيرة في أمريكا، حيث قدمكِ مخرجون مثل مايكل مان وكريستوفر نولان ضمن حالات غرائبية، قد تكون بعيدة عن الواقع... (ستيفاني) على العكس من ذلك، شخصية واقعية جداً، تقترب من الشخصيات التي تقدمينها في السينما الفرنسية.

هذا صحيح. خلال عدة سنوات، تجولت في عوالم كثيرة من خلال شخصيات لم نكن نروي قصتها كاملة، من البداية إلى النهاية, شعرت بحاجة للعودة إلى أدوار أولية, (ستيفاني) شخصية تقلب كياني، أعتقد أنني متعلقة بالشخصيات التي تملك صراعاً ذاتياً، الشخصيات التي تصارع نفسها ولا تخسر.

·        هل تجدين نفسك في هذه الشخصية؟

نعم، أعتقد ذلك.

·     أنتِ الممثلة الفرنسية الأكثر مُشاهدة في أمريكا، والأعلى أجراً في فرنسا، حصلتِ على مكانة عظيمة بسرعة كبيرة، ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لكِ؟

لا أعتقد أنني الممثلة الفرنسية الأكثر شهرة في أمريكا، الكثيرون لا يعرفون اسمي، بينما يعلم الجميع من هي كاترين دونوف, لكن ما من شك في أن المكانة التي وصلتُ إليها، تمنحني حرية كبيرة, انتهيت من تصوير دور بولونية في فيلم للمخرج جيمس غراي، ودور هندية مع المخرج مايكل مان، كما أجسد حالياً دور فتاة إيطالية مع المخرج غيوم كانيه. كل الخيارات ممكنة لتفجير الجانب الإنساني.

·        هل تشعرين بالتوتر، أو الخوف من الخيارات الخاطئة؟

لا أشعر بأي توتر، أنا محظوظة جداً، أتلقى أفضل العروض وأعظم الأدوار... أعيش في بعض الأحيان لحظات جنونية حين أرفض العمل مع مخرجين لم أكن أجرؤ على الحلم بالعمل معهم.

عن جريدة le figaro

تشرين السورية في

09/07/2012

 

«ساعات الجمر»..

رصد للنفس البشرية في كل ظروفها وحالاتها

ميسون شيباني  

في حكاياه التي ارتبطت بالواقع وبالحياة ارتباطاً وثيقاً من حيث بنية الشخصيات ومنطقية حركتها بدا مسلسل (الولادة من الخاصرة ) في جزئه الاول محاولة لعرض مجموعة من النماذج التي تضج الحياة بها وبمشكلاتها وهمومها, وتبيان الفروق الواضحة بين أفراد الشريحة الواحدة بقالب كوميدي وتراجيدي في آن معاً من خلال قصص قدمت صورة ليست أحادية عن الحياة بل صورة بانورامية لمجموعة شخصيات حياتية في محاولة لإبقائها تحيا في الذاكرة.

ومع إصرار الكاتب سامر رضوان على استكمال ما بدأه في الجزء الأول بجزء ثان من العمل إلا أنه اختار عنواناً آخر يحمل (ساعات الجمر) كي يبني حكايته الخاصة التي تؤهله لأن يكون عملاً درامياً قائماً بذاته بغض النظر عن الجزء الأول وارتباطه به، رغم اتكائه على تاريخ شخصيات الجزء المذكور وملامحها النفسية، إلا انه مازال يتابع رصد تحركاتها بمنظار مختلف بقدر اختلاف مصائر هذه الشخصيات وتنوع ظروفها وحالاتها، حيث تدخل إلى العمل شخصيات جديدة لها كيانها المتكامل وتتفاعل مع اللعبة الدرامية بشكل مؤثر في سياق الحدث, فتوازي بفاعليتها الشخصيات الموجودة سلفاً، في محاولة لتسليط الضوء على خفايا النفس البشرية ومدى تأثير الظروف المحيطة بانفعالاتها وردود أفعالها, ورصد لحالات الفساد السياسي والاجتماعي.

(ساعات الجمر ) استطاع جمع عدد من النجوم تحت إدارة المخرجة رشا شربتجي في مقدمتهم كل من: عابد فهد, قصي خولي, باسم ياخور، ديمة قندلفت، عبد المنعم عمايري، صفاء سلطان، منى واصف، شكران مرتجى، كندا حنا، محمد حداقي، مها المصري، كندا علوش، إياد أبو الشامات، عبد الحكيم قطيفان، بشار اسماعيل, عبد الهادي الصباغ، وفاء موصللي, هبة نور, محمد قنوع, دانا مارديني، هلا يماني ومن الجزائر أمل بوشوشة.

وهو من إنتاج شركة كلاكيت للإنتاج والتوزيع الفني..

وقد أكدت شربتجي أن الجزء الثاني سيستقبل شخصيات وأحداثاً لا تقل في جرأتها عما كانت عليه في الموسم الأول وسيكون أكثر إثارة وتشويقاً من الجزء الأول خاصة أن القصة تدور بين الشخصيات الرئيسة (جابر، وعلام، ورؤوف)، لترصد تطور نهايات الجزء الأول، وتحاول الإجابة على التساؤلات من خلال ما سيحدث مع جابر، بعد أن باع كليته، وبقاء رؤوف أسير السجن، وحال علام بعد انتحار والده..

وبخصوص ما تتداوله بعض المواقع الالكترونية عن وجود جزء ثالث لمسلسل الولادة قالت: إن ذلك يتحدد بعد عرض الجزء الثاني منه, مضيفة: إن إمكانية إنتاج جزء ثالث سترتكز على تفاعل الجمهور مع الجزء الثاني الذي سيعرض في رمضان الحالي.

الفنان عابد فهد قال: إن شخصية رؤوف مستمرة في الجزء الثاني خاصة بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول.. وأكمل: إن الكاتب قدم مادّة لا تقل في أهميتها عن الجزء الأوّل لكنه لن يكون أقل جنوناً وارتيابا من الجزء الأول، وسيقع مجدداً في تحدٍ محرج أمام رؤسائه لكن في الجزء الثاني سنشهد تفوقاً على شخصية الجزء الأول في بعض الأماكن، وهذا ما دفعني لإعادة تقديم الشخصية، والإضافة عليها.

الجزء الأول ينتهي مع دخول الشخصية إلى السجن، لكن لا يتم تسريحي من الخدمة في الأمن، بل أعود إلى منصبي من جديد. وبعد خروجي، أتابع ما كنت أقوم به في السابق من ممارسات مخلة بالنظام, وأظلم الكثير من الناس، ليكون ذلك عرضاً لمن لا يتعلم من أخطائه السابقة، كما سيكون ظاهرا في الجزء الثاني توسيع نشاطي غير السوي وغير الأخلاقي.

الفنان فادي صبيح لفت إلى استمرار دور(ابو مقداد) الشخصية الشريرة, لكن, هناك تحول في هذه الشخصية لأنه يحدث معي ظرف صحي قاتل وقاهر ما يؤدي إلى تغيير خط الشخصية باتجاه آخر ولكن مبادئه وحالته الإنسانية بكل ألوانها السيئة والجيدة والايجابية والسلبية موجودة. هذا بشكل عام ولكن في النهاية هذا الجانب السيء من الشخصية سيأتي ظرف ما ويكون مختلفاً يجبره على تغيير سلوكه, ففي الجزء الثاني سيكون لي فيه حساب عسير، من باب أن الشر لا يدوم، وصاحبه لا بد من أن يسقط.

وأوضح فادي أن دوره يحمل العديد من التطورات، ومنها خلاف مع «أبو نبال» الذي يلعب دوره الفنان باسم ياخور، متمنياً أن ينال هذا الجزء نجاحاً كبيراً كالذي حققه الجزء الأول.

الفنانة شكران مرتجى أكدت ان هناك شيئاً جديداً على مستوى الشكل مع الاحتفاظ بالأداء السلوكي... وأضافت: لعبت قليلا على الشكل حتى يكون هناك شيء جديد يتابعه الناس ولكن على مستوى الدور تبقى هي ام الزين لأنها لم تتغير ولكن جرعة الكوميديا وخفة الدم أعلى, وقد تم اللعب على هذا التفصيل بالتعاون مع الكاتب والمخرجة رشا شربتجي وتم اللعب على شكل الشخصية.

من جهته أكد الفنان باسم ياخور أن الجزء الثاني من «ولادة من الخاصرة» سيكون أكثر جرأة بكثير من الجزء الأول, من ناحية التعاطي مع المؤسسات الحكومية الفاسدة, موضحاً أن العمل سيحمل اسماً فرعياً وهو «ساعات الجمر». فيما أكد ياخور استمرار شخصية (أبو نبال) وهو شخص خارج عن القانون والمنطق الإنساني الجمعي, ولا يمكن لأي شيء أن يقف في وجهه عندما يريد تحقيق أمر معين، هو ضابط سابق، لديه مشكلات واضطرابات عديدة، ويظهر كفرد غير متوازن إنسانيّاً.

بدورها أكدت الفنانة صفاء سلطان استمرارها بشخصية (نجوى) زوجة (جابر) الذي يجسد شخصيته الفنان قصي خولي، وهو استمرارية للشخصية نفسها لكن ضمن أحداث جديدة مختلفة جداً، وهناك الكثير من التطورات تطرأ على حياة (نجوى) والكثير من المفاجآت.

smayssoun@yahoo.com

تشرين السورية في

09/07/2012

 

في فيلمه «صور الذاكرة»

غطفان غنوم: سينما المؤلف.... سينما هواجس ولا تعني بالضرورة فيلماً ناجحاً

لبنى شاكر  

كتابةً وإخراجاً يقدم غطفان غنوم فيلمه «صور الذاكرة»، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويحكي قصة سرور وفرحان، اللذين يلتقيان مصادفة، ولكل منهما مشكلاته الحياتية الخاصة، يقضيان ليلة كاملة في شوارع دمشق، ويختمانها على جبل قاسيون، نتيجة هذا التعارف، يؤثر كل منهما بالآخر، لتتلاحق الأحداث والحكايات.‏

يتكون الفيلم كبنية مشاهد من ثلاثة مستويات تسير مع بعضها، يتمثل الأول بلقاء الشخصيتين، ويعتمد الثاني أسلوب «الفلاش باك» في تجربة سرور مع حبيبته، والأخير حلمٌ نعيشه عبر السياق العام للفيلم.

«صور الذاكرة» عمل ينطلق من الواقع، لكنه كما يبين غنوم في حديثه لتشرين, مطعّم بشيء من الخيال على اعتبار أن أي مادة فنية تخلو من الجاذبية، تخلو حكماً من الصدق، وهو أيضا لا يكفي إذا لم يكن مستنداً إلى خيال ناهيك بأن الفنان يختلف عن الإنسان العادي بوسائل تعبيره، بما يتناسب مع المادة الفنية.

يتحدث غنوم في السيناريو عن تجربة شخصية، ويتماهى تماماً مع مختلف المشاعر والأحاسيس ككاتب، في حين يعيش نوعاً من الفصل تجاه هذا المنتج الأدبي أثناء الإخراج والعمليات الفنية، والتي يمكن تصنيفها تقنياً وإنسانياً، بحيث يوضع الأول بما يخدم الفكرة، ويبقى الشق الإنساني موجوداً بالتعاطف مع اللقطة وكيفية إيصالها من الناحية الجمالية والنفسية. ولأنه جزء من الفيلم يحتاج غنوم إلى وجهة نظر ثانية خلال المونتاج لتكتمل الرؤية لاسيما أنه يرى في الإخراج حالة اكتشاف مستمر لنفسه.

عن ظاهرة سينما المؤلف، وتجربته يقول غنوم: «ليست لدينا في سورية أكاديمية سينمائية، بالتالي ليس لدينا حتى الآن عرف سينمائي أو قسم لدراسة سيناريو السينما، المعهد العالي للفنون المسرحية يخرج ممثلين، وفيه قسم دراسات، وهؤلاء برأيي ليسوا اختصاصيين لأن آلية العمل السينمائي تختلف تماماً عن التلفزيوني، علماً بأنه لا يدرس أيضاً، نتيجة لهذا الافتقار نضطر كمخرجين لكتابة سيناريوهاتنا». يتمنى غنوم كمخرج أن يتوافر له سيناريو مناسب، وجهة إنتاجية تدعمه لأن العمل السينمائي في النهاية عمل متكامل، ويرى أن مسالة كتابة السيناريو تختلف عن الإخراج بكل تفاصيلها، وليس بالضرورة أن يخرج فيلم من كتابته. يضيف غنوم «يحسب لسينما المؤلف حملها لهاجس دائما، كونها تنطلق من تجربة أو فكرة شخصية، ولأن التجارب مختلفة فالأفكار ستكون كذلك، وهذا لا يعني بالضرورة أن المنتج سيكون جيداً».

اختيار الأسماء في الفيلم لم يكن مقصوداً في حد ذاته أو مفتعلا بل هو جزء عضوي من كتابة السيناريو، أما إلى أي درجة يستطيع فيلم قصير كـ «صور الذاكرة» أن يقدم حالة أو فكرة مكثفة ومعمقة تصل للمشاهد يشرح غنوم بأن هناك أفلاما قصيرة قائمة على فكرة بذاتها، وأحيانا لا تقوم على بنية شخصية لكن في فيلمه خطوط متكاملة من هذه الشخصيات، وبنية فيلم طويل تماما، كُثف بخمس وعشرين دقيقة، ولا خلاف بين الفيلم القصير والطويل في آلية العمل والتصوير، كما أن للفيلم القصير ملامح فيلم مكتمل العناصر.

لكن, هل للسينما جمهور كالدراما التلفزيونية؟ يقول غنوم: لا أرى أن التلفزيون حالة فنية صحيحة، أو هو كما قال عنه البعض فن الثرثرة، ففي فيلم سينمائي واحد مهما اختلفنا أو اتفقنا على جودته أو عمق فكرته فهو يحمل من الجهد والسير في اتجاه فني صحيح ما لا يحمله أي مسلسل مهما كان جيداً، إذ تمكن رؤية مكونات التصوير التي تتعلق بالتشكيل والحركة، والصوت وما إلى ذلك بوضوح على عكس التلفزيوني، فهو منتج استهلاكي والدليل أن المشاهد لا يمكن أن يتذكر أكثر من لقطة تلفزيونية أو اثنتين أثرتا به، وغالباً ما تحمل هذه اللقطات بعدا سينمائيا مقابل عشرات اللقطات والعناوين السينمائية.

ما يراه غنوم في التلفزيون هو أداء لممثلين يمثلون أنفسهم، وفي حالات خاصة يمكن أن يرى بناء للشخصية، مؤكدا تفوق الدراما التلفزيونية وجرأتها ضمن منطق الجماهيرية والمتابعة، أما ثقافياً فالمسلسل التلفزيوني يقدم كليشهات جاهزة لحقيقة على الواقع لكن لا تطابقها، حتى العشوائيات التي يقدمها تختلف عن تلك الواقعية، وغالباً ما تقدم بشكل «مبستر»، وحين تشاهد مثلا مسلسلاً كـ «صبايا»، لا يمكن أن تصدق أنك في سورية، وهذا مؤشر على أن المسلسل السوري بدأ يبتعد عنا، وكان في فترة من الفترات يسير باتجاه آخر، تراجع عنه مع بداية صعود الدراما.

·        ماذا عن الاستفادة من نجومية ممثلي الدراما في السينما؟

الفكرة تتعلق بمفهوم النجم السينمائي والممثل الناجح، فمن الطبيعي أن يحضر كثيرون فيلماً لـ «روبرتو دينيرو» فور الإعلان عنه، هذا عامل جذب وأتمنى أن تكون عندنا أفلام تجارية تجذب الجمهور وأخرى للنخبة بالتالي للمشاهد حرية الاختيار، وليس في هذا إساءة لأن الأذواق متباينة في طبيعتها، في المحصلة نجوم الدراما هم ممثلون، وكمخرج أبحث عن الممثل المناسب للشخصية، وفي العمل تعمدت اختيار الممثلين المشاركين لأنهم يخدمون شخصياتهم. أما إلى أي درجة يمكن أن نرى لاحقاً أفلاماً يوائم فيها غنوم ما بين الأفكار الخاصة والعامة؟؟ يجيب: كتبت سيناريو لفيلم طويل بعنوان «الرصاصة» بناء على تجربة شخصية، يمكن أن تنطبق على أي شخص آخر، ويمكن تصنيفها ضمن الكوميديا السوداء، تتخللها حكما بعض الانطباعات والمشاعر الشخصية، إضافة إلى فيلم قصير«بحبك بابا بحبك ماما» سيعرض على المؤسسة العامة للسينما، كونها المكان الأفضل لتقديم الأفلام في ظل غياب جهات أخرى خاصة تدعم هذه المشاريع.

يشير غنوم إلى أن غياب الرافد الأكاديمي للمؤسسة سبب في عدم وجود اختصاصيين في النقد وغيره من دون أن نبخس أحداً حقه، وهذه مشكلة لا تتحمل نتائجها المؤسسات فقط.

تشرين السورية في

09/07/2012

 

الفيلم الكوري الجنوبي «شعر- Poetry »

الشعر كمعنى جديد للحياة

جهاد أبو غياضة  

يدخلنا فيلم «شعر» في أتون صراع اليوم بين منظومة أصالة القيم والتقاليد والعادات والأعراف المتوارثة، وبين قيم عالم اليوم الاستهلاكية الفردية، وتمحور هذا الصراع في مرحلة عمرية حرجة وسط مجتمع اضطربت فيه القيم، ولم يعد من ملجأ سوى الهروب إلى مجازات الشعر وعوالمه لكسر حدية السلبية في الحياة، وهو ما يقترحه الفيلم، لكن الواقع دائماً سينتصر.

تدور الأحداث لتحكي قصة سيدة تبلغ الـ60 من العمر تدعى «ميجا» تعيش في قرية مع حفيدها الطالب بعد طلاق ابنتها وذهابها للعمل في المدينة، و تعتني برجل مسن مشلول, تقودها المصادفة إلى حضور دروس في الشعر، وهو ما سيشكل تغيراً جذرياً في إدراك العالم, فتبدأ بالبحث عن الجمال في عالمها الذي لم تعره اهتماماً قبل ذلك، لكنها تواجه بصدمتين، الأولى أنها مصابة بمرض النسيان «الزهايمر» وهو ما جعل متعة كتابة أشعارها تتحول إلى عذاب للعثور على الكلمات، والصدمة الثانية التي ترسم ملامح نهايتها هي انتحار تلميذة زميلة لحفيدها، و اكتشافها أن حفيدها الذي تتكفل بتربيته متورط في عملية اغتصاب جماعية كانت ضحيتها التلميذة التي انتحرت إثر ما حدث.

وهنا يقترح أهالي التلاميذ المشاركين في الجريمة أن يدفعوا مبلغاً من المال لأهل الضحية مقابل سكوتهم، فتذهب «ميجا» لمقابلة أم الفتاة، وهو ما سيرخي بظلاله على خطواتها اللاحقة، حيث ستؤمن المال بأسلوب رفضته سابقاً وهو أن تمارس الجنس مع عجوز مشلول تعتني به، وحين يعتقل حفيدها بعد افتضاح أمر الحادثة تكون النهاية بمشهد يعرض لأستاذ يقرأ على تلاميذه قصيدة كتبتها «ميجا» قبل أن تنتحر بأن تلقي بنفسها في جدول الماء كما فعلت الفتاة، ليتركنا المخرج مع مشاهد جريان الماء وتطهر «ميجا» الشعري .

العمل هو الفيلم الطويل الرابع للمخرج و الكاتب المسرحي و الروائي و الوزير السابق للثقافة الكوري «لي شانغ دونغ», الذي حصل فيلمه السابق «شروق الشمس السري» على جائزة أحسن أداء نسائي للممثلة «جوين ديون» في مهرجان «كان» 2007, وينتمي «فيلم شعر» ككل أفلامه إلى سينما المؤلف، حيث اعتمد «لي شانغ دونغ» الكاتب والمخرج، على سبك سيناريو الفيلم وتشابك الأحداث باعتماده عنصر المفاجأة عبر قفزات مختلفة في السيناريو تفتح كل واحدة منها على ما بعدها، وهو ما عكسه باستخدام حركات الكاميرا البطيئة، إضافة لبطء الأحداث أصلاً، لإثارة التأمل لدى المشاهد، كما يقدم الفيلم خلال أحداثه نماذج عن الشعر في كوريا من خلال عدد من القصائد التي يتم إلقاؤها في أماسي شعرية تحضرها «ميجا» بحيث يطرح عدداً من القضايا المتعلقة بالشعر لمقروئيته، وقضية الشعر من أجل الشعر، وكيفية الوصول إلى الإلهام الشعري.

والنتيجة فوز الفيلم بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان كان 2010 كما حصد بعدها جائزة أفضل أداء ممثلة في مسابقة شاشة آسيا والمحيط الهادئ لبطلته «يون جانغهي» التي لعبت دور «ميجا»، وجائزتي أفضل مخرج وأفضل سيناريو في مهرجان الفيلم الآسيوي 2011.

Jihad-ag@hotmail.com

تشرين السورية في

09/07/2012

 

قراءة جديدة في فيلم "أسماء"

رفيق مكرم 

الحدوتة.. "أسماء" بنت فلاحة بضه قوية عينها من الشاب القروى المكتمل الرجولة تشاغله حتى يتقدم للزواج منها ويتزوجا سريعا (جدا) ... البنت البضة التى أصبحت إمرأة بضه أيضا تعمل بياعه سريحه فى سوق القرية وطبعا كشأن كل الأفلام التى تناولت الباعه الجائلين كان لابد أن يوجد أحد المعلمين فى السوق ينفر من وجودها إلى جواره لتبيع بضاعتها حتى لا تقاسمه رزقه أو يطمع فى جسدها لأننا شعوب شهوانيه لا تفكر سوى فى نصف الجسم الأسفل ويضايقها المعلم أكثر من مرة ثم يتطور الأمر إلى أن يصفعها على وجهها علانية أمام كل رواد السوق ويعلم الزوج القروى المكتمل الرجولة بالأمر فيتوجه غاضبا للمعلم الذى صفع زوجته ويرقعه علقة موت وبالفعل يموت المعلم فى المشاجرة ويدخل الزوج السجن وتصبح أسماء وحيده لكنها قوية وعنيده ووفيه للغاية ومخلصه قضت السنوات فى إنتظار الزوج القروى المكتمل الرجولة حبيب القلب الذى ثار لكرامتها وقتل من أهانها ودخل السجن لأجلها.

نحن حتى تلك اللحظة أمام قصة رغم تكرارها فى أكثر من عمل لكنها مثال جميل للتضحية والبذل والوفاء والإخلاص وحتى برغم تسارع الأحداث فيمكننا أيضا أن نستشف بأننا أمام قصة حب جميلة تضاف إلى تراث قصص العشق التى عرفناها كحسن ونعيمه وعنتر وعبله وقيس ولبني وبخيت وعديله.

لكن الأمور تطورت فى الحدوتة ليخرج الزوج القروى اليافع مكتمل الرجولة من السجن وقد تغير قلبه من ناحية زوجته البضه الوفيه القوية بل ويطلب منها الإنفصال وتنهار هى مندهشة من ذلك وبعد مواجهة بينهما يعترف لها بسر تغيره الخطير وهو أنه يموت ... كيف؟ .. (بسلامته) عنده الإيدز جاله فى السجن... وتذهل هى بالطبع لكنها تصر على إستجوابه أكثر وتسأله كيف أتى له هذا المرض اللعين؟

أمر غريب فإذا كان جمهور الصالة قد فهم كيف أتى له هذا المرض اللعين فلماذا الإصرار على الإستجواب؟!! لكنه ببساطه يفاجئنا برده عليها بأنه ليس مهما كيف؟! ... ماشى الحال مش مشكلة نفوتها دى.

حلقة جديدة

نتوقع الآن أن يتم الطلاق فى هدوء لكن ذلك لم يحدث بل نفاجأ بحلقة أخرى ساخنة من مسلسل التضحية والوفاء والإخلاص والعرفان بالجميل وحماده بالجنزبيل فإذا بأسماء تقول للزوج القروى اليافع مكتمل الرجولة بأن حياتهما مرتبطة ببعضهما ولابد لها أن تشاركه فى كل شيء وهكذا أبدت أسماء البضه القوية الوفيه الرغبة الحميمة فى مشاركة زوجها فى مرضه اللعين وكأنها تود مشاركته أصبع عسلية محشية بالسودانى – ماشي الحال برضه نفوتها هى كمان الوفاء والإخلاص يفعلون أكثر من ذلك.

فنعود لنتوقع أن الزوج القروى الشهم مكتمل الرجولة سيكمل شهامته ويتمسك بإصراره على الإنفصال خوفا على زوجته الوفيه القوية البضه وهذا هو الوضع الطبيعى لكنه أيضا لم يفعل بل حقق لأسماء البضه سؤل قلبها ومشتهاها بأن تشاركه مرضه اللعين البغيض فعاد لمعاشرتها معاشرة الأزواج بمزاجه وبرغبتها وهى تعلم بحقيقة مرضه وقد تخلى عن شهامته وموقفه الطبيعى النبيل!

وهكذا أيضا سامحته أسماء عن علاقته الشاذه فى السجن التى نقلت له المرض بل لم يرد ذكر لهذا الأمر صراحة على الإطلاق ولم يتوقف الأبطال أو غيرهم عنده ولا يمكن أن يكون هناك سببا آخر لنقل المرض للزوج غير ذلك رغم أنه لم يخبرها ويخبرنا بكيفية انتقال المرض له فى السجن بل أنه حتى لم يكذب علينا ويقول مثلا أنه تم نقل دما ملوثا له فقد كان باديا على تعبيرات وجهه الندم والأسي وهو يتهرب من إخبار أسماء بكيفية إنتقال المرض له!

الأدهى من كل ذلك أن الزوج أصيب بالإيدز فى السجن فكيف إكتشف إصابته بالمرض؟ لا نعرف وليس مهما أن نعرف ... هل كان أمر إكتشافه للمرض سريا عرفه هو بنفسه أم أن الإدراة الصحية بالسجن إكتشفت معه مرضه؟ لا نعرف وليس مهما أن نعرف ... وبعد إكتشاف إدراة السجن لمرض أحد المساجين بالإيدز ألم تقم بعزله ولا حتى محاولة متابعته صحيا على الأقل حتى لا يتفشى المرض أكثر؟ أيضا لا نعرف وليس مهما أن نعرف ... كل ما يجب علينا معرفته هو أن الزوج أصيب بالإيدز فى السجن فقط ونقل المرض لزوجته بكامل رغبتها وبكامل أنانيته!

الغريب أنه برغم خلفية شخصية أسماء التى نراها فلاحة ويظهر ذلك من لكنتها أحيانا فهى مقنعه ومنطقية للغاية فى حديثها وحكيمة ولا يعنى كلامى أن الثقافة تقتصرعلى بنات الحضر ولكن مقدمات وأتموسفير الشخصية يوحى لك بمحدودية تعليمها وثقافتها وربما إنعدامهما فمثلا ببلاغة تحسد عليها أسماء تقول للمذيع اللامع مقدم برنامج التوك شو أنها لن تموت بمرضها ولكنها ستموت بمرضنا نحن وخذ من هذه الفلسفة الكثير طوال الفيلم بما لا يتناسب وظروف ومرجعية الشخصية التى نراها... لله الأمر خلونا برضه نفوت ونعدى الموضوع عشان المسائل تمشى.

ولكننى شخصيا توقعت أنه بعد كل هذا الكم من اللامنطقية أن يأخذنا هذا الفيلم (الهندى) – عفوا المصرى- إلى منحى آخر متوقع وهو أن نكتشف مثلا أن أسماء هى شقيقة الزوج القوى مكتمل الرجولة افترقاعن بعضهما منذ الصغر ثم تقابلا بعد أن كبرا وتربى كلا منهما فى أسرة أخرى ولم يعرف كلاهما أن الآخر شقيقه ثم لعب كيوبيد دوره التقليدى فأحبا بعضهما وتزوجا والأعمال بالنيات كشأن كل الأفلام الهندية ! لكن هذا أيضا لم يحدث!

طريقة تقليدية

وقد نجح السيناريست عمرو سلامه فى ضرب كل توقعاتنا تماما والتفوق على تيمات السينما الهندية (التقليدية) لكنه فى المرحلة القادمة من السيناريو الذى ظنه محبوكا ومنطقيا قدم لنا فكره أفكس من أن تكون أسماء هى شقيقة زوجها وهى أن أسماء الفلاحة البضة القوية والمقنعه جدا والحكيمة والوفيه تطلب من الزوج أن ينجبا!

ولما لا ينجبان؟! .. ولماذا لا ينقلان المرض للطفل القادم للحياة؟! ولماذا لا يقضيان على حياة مخلوق برىء لا ذنب له؟ لماذا لا يمارسان متعتهما الأنانية وينجبان طفلا يتمتعان به وهما يحكمان عليه بالإعدام مقدما بملء رغبتيهما وبكامل معرفتهما وإنهم لميتون فى ذات الوقت؟!! لماذا يموتان وحدهما فقط ولا يقتلان طفلا قبل مولده بل قبل خلقه بل وفى مرحلة التحضير لإنجابه وبمجرد أن إتخذا قرار الخلفه (ما تيجى نخلف) وكأنهما ضاربين الودع عالمين بالغيب وعلى ثقه بأن الله سيرزقهما بالولد بمجرد عقدهما العزم أو ربما إعتقدا أنهما سيفصلان طفلا جاهزا بمجرد أن تقول أسماء لزوجها ما تيجى نخلف!

الأب مريض بالإيدز والأم مريضة بالإيدز بمزاجها وكيفها ورغبتها وإقتناعها ونسبة إنتقال المرض للطفل قد تبلغ 99.9% كنسب تأييد مبارك فى إستفتاءات الرئاسة فى تسعينات القرن الماضى والفلاحة المثقفة المقنعه تعلم ذلك وهى بنفسها تطلب من الزوج أن ينجبا!

وبالفعل ينجبان بنتا ويموت الزوج والبنت تكبر فجأة لتصبح فتاة يافعه بضه مثيره تجهل حقيقة مرض أمها الوفيه البضه نموذج التضحية وسرعان ما يحاول السيناريست أن يخرجك من مأزق عسر الفهم أو قل يخرج نفسه من مأزق اللاحبكه واللامنطقية فيقدم لك مشهدا لطبيبا يؤكد لنا عدم إنتقال المرض للإبنه والحمد لله!

هذه القصة هى ما يفترض أن تكون الفيلم الذى تراه مضفرة بمأزق يطالعك منذ بداية الأحداث وهو أن أسماء لابد أن تجرى عملية المرارة ولا يوجد طبيب يريد أن يجرى لها العملية الجراحية .. لماذا ؟ ... لأنها مريضة بالإيدز؟!! وبرغم أنها وجدت جراحا وافق على إجراء العملية لها إلا انها تركته وفوتت تلك الفرصة على نفسها لأن الجراح هذا تجرأ وسألها عن سبب إنتقال المرض لها وهى على طول الخط الدرامى ترفض فضول الآخرين وتتأفف منه.

وبالتوازى مع كل تلك الأحداث نرى شخصية مذيع التوك شو اللامع (ماجد الكدوانى) الذى تحار فى أمره أهو أفاقا إستعراضيا أم مخلصا أمينا هذا أيضا ليس مهما المهم أنه بطريقة أو بأخرى يسعى لعرض مشكلة أسماء فى برنامجه الشهير أو تسعى هى إليه ولكن أسماء برغم كل ما رأيناه من مواقفها الشجاعة والجنونية أحيانا واللامنطقية دائما وبرغم تركيبة شخصيتها المقدامة المقنعة المثقفة تلك فهي ترفض الظهور بوجهها فى البرنامج لكن بعد جدال ومواقف أخرى غير مقنعه كذلك تغير موقفها وتظهر بوجهها فى البرنامج وهنا تعلم إبنتها اليافعه البضه المراهقة بأمر مرض أمها اللعين ... لنصل فى النهاية إلى بعض الجمل الأخلاقية المتعلقة بالحالة التى يعرضها العمل والتى يرغب المخرج السيناريست فى إيصالها إلينا على لسان أسماء وبشكل مباشر تماما كأنه محاضره أو خطبة دينية فى مسجد أو كنيسة وهى أننا لابد أن نتعامل مع هؤلاء المرضى بطبيعية وبدون تكلف أو شفقه وليس من شأننا البحث فى حياتهم والتطفل عليهم لمعرفة أسباب مرضهم كنوع من الفضول ... وعلى تتر النهاية يترك المخرج شكرا لأسماء الحقيقية التى لم تظهر بوجهها فى البرنامج.

عرض الفيلم بنقابة الصحفيين وسط حضور حاشد حتى إكتظت صالة العرض بالحضور وإفترش الكثيرين الأرض وبعد الفيلم كانت الندوة مع البطلة أسماء (هند صبرى) والسيناريست المخرج (عمرو سلامه) والمنتج (محمد حفظى) وقام البعض ليدلون بدلوهم فى الليلة معلقين على الفيلم وكان منهم صحفيا كان يسبل بعينيه المترقرقتين بالدموع للجميلة البضةهند صبرى وهو يقول لها انه لم يتمالك نفسه وهو يشاهد الفيلم وبكى بحرقه فسمعت الضحكات حولى من هنا وهناك والحقيقة لم يعرف أحد لماذا بكى جنابه وهو لم يقل لماذا وليته أخبرنا بدل من ان يتركنا نتساءل لماذا بكى وهو يشاهد الفيلم ... ثم إنبرى الأستاذ المخرج المؤلف ليعدد لنا محاسن منتج الفيلم ويشكره بشده لإقتناعه بالسيناريو الذى تعب فيه كثيرا ويشكر البطله التى أخذت دورها فى الكلام وطبعا بدأت كلامها بشكر المنتج أيضا ثم شكر المخرج ثم التعبير عن إعتزازها بالدور وأنه نقطة هامة فى مسيرتها الفنية وخلصت حفلة الشكر تلك وإنصرف كل إلى حال سبيله.

اجتهادات

لا يمكن لمنصف أن يقلل من شأن اجتهاد الآخرين ومحاولتهم الخروج بعمل جيد محترم هذا أمر لا جدال عليه فبالفعل إجتهد جميع العاملين فى هذا الفيلم كل فى مجاله فالممثلون كانوا على مستوى الشخصيات المرسومة لهم على الورق والمخرج الذى هو صاحب القصة والسيناريو والحوار نفذ حالته التى سطرها بيديه وأحسها جيدا كما أرادها تماما وكما شعر بها وإستخدم إمكاناته كمخرج ببراعه فإنتقل بسلاسه بين المشاهد الآنيه والغابره وربط بين ماضى وحاضر الشخصية الرئيسية بيسر وسهوله فلم يزعجك الفلاش باك أو يجعلك تفيق من إحساسك باللحظة..

ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نقلل من قيمة التجربة قياسا بما نراه من أفلام مقاولات حديثه رثه مهلهلة البناء والمضمون فلا مجال للمقارنة بين الصنفين... ولكن.

الخطأ هو أن يظن صانعو الفيلم أنهم أتوا لنا ببيضة الديك وهذا ما لاحظته من تصريحاتهم وتحركاتهم وأتعجب لماذا يصر مخرجه الذى هو مؤلفه على أنه فيلم عبقري وغير مسبوق فى تاريخ الفيلم المصرى يبدو أنه قد فاته متابعة هوجة أفلام الإيدز التى قدمت فى التسعينات والتى ضج المتفرج بها وقد استهلكت كل ما قيل فى الفيلم وبإستفاضه كفيلم الحب والرعب مثلا أو الحب فى طابا وغيرهما وكان معظمها بلا قيمة فنية تذكر حتى أنه من كثرة تلك الأفلام آنذاك عرفت بحقبة سينما الإيدز فكان كل من هب ودب يقدم سينما الإيدز وكأنه يقدم للجمهور شوب عصير قصب.

عموما المحاولة جيدةفى وقت مهم ولكن الفيلم كان كالطبخة التى نقصت كثيرا من الملح والنفس بفتح النون والفاء - الحقيقة أن أسماء ينقصه الكثير من الأشياء والأشياء.

عين على السينما في

09/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)