حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تتميز خليجياً بالمواهب والدعم والبنى التحتية

دعائم السينما الإماراتية تنتظر جرأة رأس المال

محمد رُضا

 

لولا دعم دولة الإمارات للشؤون التي تكوّن أهم عناصر العمل السينمائي في كل من مدينتي أبوظبي ودبي، لما شهدت السينما في الدولة تلك الحركة النشطة المستمرة حتى اليوم . ولولا مهرجانات متعددة للفيلمين الروائي والتسجيلي، وإقدام عدد من المؤسسات السينمائية على تقديم دورات تدريب وتشغيل لمواهب إماراتية جديدة، والدعم المادي لبعض المخرجين الإماراتيين لتقديم أعمالهم الأولى لما استطاع الإعلام الحديث عن وجود سينما إماراتية .

والوضع في الإمارات متميز عن سواه من دول الخليج العربي من ثلاث نواح رئيسة: هناك مهرجانان دوليان كبيران يعرضان ويتداولان كل ما يشغل أمور صناعة السينما من الدعم إلى العروض وصولاً إلى جوائز هي بدورها، وبسبب حجمها، تحفيز للاستمرار، وقيام هذين المهرجانين بالاهتمام بالسينما المحلية وتشجيعها قدر المستطاع، وإقبال سينمائي جارف على صالات السينما جعل الإيرادات السنوية ترتفع باطراد في الأعوام الثلاثة الأخيرة متجاوزة سقف المئة مليون دولار في كل عام . هي ليست فقط النسبة الأعلى من الإيرادات بالنسبة للسوق الإماراتي ذاته، بل هي النسبة الأعلى بين كل الدول العربية، والعديد مما يتجاوزها في آسيا أو إفريقيا .

إلى جانب هاتين الناحيتين المهمتين حين النظر إلى الصورة من كل زواياها، فإن هناك “مدينة دبي للاستديوهات” التي أنشئت في منتصف العقد الماضي وها هي بعد أقل من عشر سنوات أصبحت مركزاً قائماً بحد ذاته كما قُصد به أن يكون .

هل هناك زبائن لهذا المشروع أو إنه لا يزال في مرحلة الوقوف على قدميه . الأرقام وحدها تتحدث: في العام 2011 أشرفت المدينة على تصوير 925 مشروعاً، 67 في المئة منها على شكل إعلانات و33 في المئة منها أفلام مختلفة الأطوال والغايات . من هذه النسبة تسعة أفلام روائية طويلة و16 فيلماً تسجيلياً طويلاً وأحد عشر برنامجاً سينمائياً . ويتوقع مدير مدينة دبي للاستديوهات جمال الشريف أنه يتوقع زيادة مرتفعة مع نهاية هذا العام قائلاً: “إلى الآن، هناك 680 طلب تصوير تمت الموافقة عليها خلال الأشهر الستة الماضية . وهذه الزيادة لا تعكس فقط النجاح الذي حققته المدينة خلال الأعوام السابقة بل البيئة الإعلامية والفنية الشاملة التي حققتها مدينة دبي نفسها . النجاح وليد حركتين واحدة من ستديوهات دبي إلى الخارج وآخر من الخارج إليها، فنحن في وسط إعلامي متكامل يشمل 120 محطة تلفزيونية، العديد منها يدخل معنا في اتفاقات إنتاجية مثل “أم بي سي” و”سيتي سفن” و”ناشيونال جيوغرافيك وسواها” .

من ناحية أخرى، فإن المدير العام يدرك أن هناك معوقات تؤخر إيصال الاستديوهات إلى قدراتها الكافية المناطة بها . أحد هذه المعوقات هو المواهب المحلية التي لم تتوافر بالكامل بعد، و”حقيقة أننا لا نشارك في التمويل النقدي ذاته” كما يُضيف . لكن الحقيقة الأخرى أن الاستديوهات ليست مناطة عموماً بعملية التمويل ذاتها في معظم النظم الإدارية المعمول بها حول العالم . الاستديوهات في كندا ورومانيا وأمريكا تعمل على أساس أنها تقبض مقابل الخدمات، وفي هذه الناحية اجتازت “مدينة دبي للاستديوهات” امتحاناً عسيراً بنجاح فائق عندما استقبلت فيلم “المهمة مستحيلة 4” في العام السابق، الفيلم الذي أنجزت شركة “باراماونت” عبره أحد أهم نجاحاتها الأخيرة إذ سجل عالمياً 603 ملايين دولار من الإيرادات، أكثر مما سجله فيلم ستيفن سبيلبرغ وتوم كروز الأسبق “حرب العالمين” الذي صورته باراماونت كاملاً في الولايات المتحدة، إذ أنجز 591 مليوناً و700 ألف دولار .

في المؤسسات الكبيرة مثل “باراماونت” و”ورنر” و”يونيفرسال” و”ديزني” وسواها، فإن المؤسسة الواحدة تملك مؤسساتها الداخلية المتمحورة على ثلاث قنوات: الإنتاج والتوزيع والاستديوهات . الاستديو ذاته لا يقوم بتوفير الخدمات التمويلية، بل هو قرار إنتاجي محض يبقى محصوراً في طاقمه . هذه الحقيقة تعني أن مدينة دبي للاستديوهات لا تخرج عن المألوف حين تكتفي بتوفير مشاركة غير نقدية تتراوح عادة من 20 إلى 30 في المئة من كلفة الإنتاج .

أكثر من ذلك، العملية الإنتاجية ممكنة، وليست مستحيلة، إذا ما شمر رأس المال الإماراتي، والخليجي بشكل عام، عن ساعديه ودخل ساحة حتى الآن يعتبرها غامضة أو كما يلخصها المدير العام “المبنى والعقار فعل ملحوظ . يرتفع أمام الممول وبعد ثلاث سنوات يستطيع أن يسترد تكلفته . لكن السينما لا تزال أرضاً مجهولة بالنسبة له” .

هذا صحيح ولو أنها ليست مؤهلة لكي تبقى أرضاً مجهولة إلى أمد بعيد، وذلك إذا ما توافرت ثقافة الصناعة السينمائية الصحيحة وتم تعميم النجاحات الكبيرة التي تحققها الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية ومن بينها تلك التي يتم تصويرها في أو بمعية استديوهات دبي أو في استديوهات أي بلد خليجي على افتراض وجودها .

يكفي القول إن شركات ومؤسسات السينما الكبيرة التي يمكن للاستديو إتاحة العمل معها إذا ما استعد رأس المال المحلي للاشتراك، هي من بين أكثر مؤسسات العالم ثباتاً . ليس أنه ليست هناك أفلام لا تخسر، لكن الرابح منها هو شريان الحياة التي يوفر لتلك المؤسسات استمراريتها عقداً وراء آخر.

المستحيل في كل هذا، الاعتقاد بأن السينما الإماراتية وحدها ستستطيع تحقيق نجاح داخلي ذاتي يمكنها من الاستمرار بمعدلات إنتاجية مرتفعة . أفضل ما تستطيعه في الفترة الراهنة هو أن تنتج ولو فيلماً روائياً واحداً كل سنة أما النقلة إلى حالة رواج فعلية فتتطلب عناصر خارجة عن قدرة اليد الواحدة على التصفيق .

شاشة الناقد

ليلة البحث عن وفاء

حظ سعيد **

إخراج: طارق عبد المعطي

تمثيل: أحمد عيد، مي كساب، ضياء الميرغني، أحمد صفوت

كوميديا: مصر

نقطة الإهتمام الأولى هنا هي ما يبني عليه “حظ سعيد” عنصر جذبه الرئيسي: “أول فيلم كوميدي مصري عن ثورة يناير”، وهي نقطة مثيرة بحد ذاتها من حيث إن كل ما خرج من أعمال سينمائية حول تلك الثورة، سواء كانت أفلاماً تسجيلية او روائية، كانت متجهمة وجادة في تناولها الحدث الكبير . ما يوفره المخرج عبد المعطي وكاتب السيناريو أشرف توفيق هو أرضية كوميدية لفكرة كان بالإمكان أن تتحول إلى فيلم أفضل بكثير لولا أن معرفة كيفية تحويلها إلى ذلك الفيلم الموعود ليست مُتاحة . الأمر كان يحتاج، أساساً، إلى إلمام بكيفية تطوير المعالجة من مجرد سرد لمواقف إلى وضع سريالي لن يكون غريباً لأن العالم الذي تقع فيه الأحداث يتيح لهذا الوضع أن يتطور تلقائياً .

حكاية سعيد (أحمد عيد) البالغ من العمر ثلاثين سنة من بينها بضع سنوات منذ أن “كتب كتابه” ، أي عقد قرانه، على زوجته سماح (مي كساب) بعد أن تخرج في الكلية وتقدمه بطلب شقة من شقق المحافظة . يفتح الفيلم على سعيد وهو يبيع فوق كشك جوال بضائع فرعونية . الضابط جمعة (ضياء الميرغني) يطالبه بتسديد إتاوة يتلقاها (كما يبدو) من البائعين الجائلين الآخرين وحين يرفض سعيد يقوده إلى مركز الشرطة حيث تتوالى عليه اللكمات والضربات . على شاشة التلفزيون خطاب سابق لحسني مبارك يصف به نفسه بأنه محب لمصر ولشعبها . سعيد لديه أم وأخت وشقيق يعيش مع زوجته في البيت الذي كان سيؤول إليه، وزوجة أخيه تمني نفسها بأن يجد سعيد لنفسه شقة أخرى تأويه . حظ سعيد يبدو آيل للتحول حينما يصله خطاب يعده بالشقة التي طلبها لكن العمارة لم تُبنى بعد والرابح في المنازلة يريد التخلص من السكان الموعودين (أمثال سعيد) بشراء إيصالاتهم ورسوماتهم ومنح سعيد ألف جنيه عن كل “رأس” يقنعه ببيع مستقبله .

هنا تقع الثورة وتخرج شقيقته وفاء (بدرية طلبة) للاشتراك بها وينطلق سعيد للبحث عنها خوفاً . ما يحدث معه مثير كمواقف تعكس شرائح مختلفة من الناس . كيف يعالجها المخرج هو المشكلة . ما يقوم به هو معالجة كلامية لا تخلو من الثرثرة التي تعيد شرح ما حدث كما هي العادة في مثل هذه الأفلام . ما لا يقوم به هو توظيف الموقف الذي يجد سعيد نفسه فيه لإنجاز كوميديا راقية تتساوى والحدث المهم الذي يتصدى له . في بعض المشاهد يبدو الفيلم ساخراً من الثورة، وفي النهاية يوفر موعظته فيها . في مشاهد أخرى ينجح في تصوير متتاليات من الفصول الغرائبية لما كان يحدث: بيت الدعارة المفتوح ليل نهار، عصابات السرقة، المواجهات بين الأطراف المختلفة، لكن مع تواليها يتبدى افتقاد المخرج للمعالجة المطلوبة .

أوراق ومشاهد

الأسود أفضل من الأبيض

1972 Across 110th Street - أنجز المخرج الأمريكي باري شير (1923- 1979) ستة أفلام فقط في حياته من بينها فيلمين لحساب المنتج المصري الأصل فؤاد سعيد . “عبر الشارع 110” هو أولهما (الثاني وسترن بعنوان “مقتفو الأثر القتلة” بعد عامين من الأول) .

“عبر الشارع 110” فيلم بوليسي جيد التنفيذ وجيد الفكرة يتبع، إلى حد، موجة سينمائية برزت في أواخر الستينات وحتى منتصف السبعينات سُميت ب “بلاكإكسبلويتاشن” (مع تصرف: “استهلاك أسود”) حيث أتيح للممثلين السود القيام بأدوار البطولة في أفلام جلها بوليسي وأكشن وعكس الصورة التي وضعتهم سابقاً كشخصيات ثانوية . من ناحية أخرى، يختلف هذا الفيلم عن أفلام تلك الموجة الأخرى، مثل “شافت” و”سلوتر” و”كليوباترا جونز” في أنه يجسد الحالة العنصرية السائدة على جانبي القانون من دون انحياز واضح . رغم ذلك لا يمكن وصفه بالفيلم العنصري كون الحصيلة النهائية تظهر أن التحري الأسود (يافت كوتو) هو أفضل من زميله العنصري الواضح (أنطوني كوين) .

حكاية قيام عصابة صغيرة من ثلاثة أشخاص أفرو أمريكيين بسرقة عصابة بيضاء تنتمي إلى المافيا الإيطالية . وقيام العصابة الأقوى بتعقب هؤلاء الثلاثة لقتلهم . رئيس المتعقبين أبيض سادي وبربري في انتقامه، لكن لديه معاونين أفرو-أمريكيين أيضاً . خلال ذلك الضابط بوب (كوتو) يتولى التحقيقات والكابتن ماتيللي (كوين) يساعده . أنطوني كوين يلعب الشخصية بحرفيته الممتازة: تقرأ في لحظات مختلف التعابير مرتسمة في عينيه . ما لم يتفوه به فمه من شطحات عنصرية معبر عنه بلا كلمات . الفكرة هي وضع هاتين الشخصيتين المتناقضتين أمام بعضهما البعض وهما من رجال القانون، ووضع الأشرار في أوضاع متناقضة وهم أيضاً بيض وسود .

إلى ذلك، هناك تناول للوضع المعيشي الذي يفتك بالأمريكيين السود فيحول بعضهم إلى الجريمة ثم يدفعون ثمنها غالياً . هذه الزاوية الاجتماعية ليست خطابية بل تتولاها الصور . وكل هذه القضايا معالجة جيداً بإدارة مخرج بارع لم تتح له الفرصة لتحقيق أفلام كثيرة، لكن ما حققه يبقى لافتاً لليوم .

م . ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في

08/07/2012

 

بعد أن أدرج اسمه ضمن معتنقي المذهب مع مادونا وجيم كيري

عمر الشريف:لم أعتنق اليهودية ولن أغير ديني وجنسيتي

القاهرة-مروة عبد الفضيل  

أعرب الفنان العالمي، عمر الشريف، عن اندهاشه واستيائه في الوقت نفسه من انتشار أحاديث تفيد بأنه اعتنق الكابالا، وهو التصوف اليهودي ووصف الشريف هذه الشائعات بأنها لا تزيد عن كونها كلاما فارغا ليس له أي أساس من الصحة.

وأكدت إيناس بكر، المتحدثة الرسمية باسم الفنان عمر الشريف لـ"العربية.نت" أن عمر الشريف لم يعتنق التصوف اليهودي، وأنها سمعت طيلة الفترة الماضية هذه الإشاعات وهو كلام خاطئ، ولا علم لها عن السبب في انتشاره، فالأمر بعيد تماما عن تفكيره.

وأضافت، أن الشريف أقسم أن لا يغير شيئين في حياته "جنسيته وديانته" كما أنه لا يعود عن كلمة قالها أو أي وعد التزم به ولو على نفسه شخصيا.

اليهودية أصل كل شيء

وكانت مجلة ايلي الفرنسية قد نشرت تقريرا كبيرا عن النجوم الذين اعتنقوا مؤخرا منهج الكابلا، وهو التصوف اليهودي وكان من ضمن الشخصيات المذكورة النجمة مادونا وجيم كيري وراكل وورش والفنان عمر الشريف، الذي عقد جلسات طبقا لما هو مكتوب في المجلة شارك فيها يهود وأوربيون وخرج منها معتنقا هذا المذهب الذي يؤمن بأن اليهودية هي أصل كل شيء.

إشاعة واحدة لا تكفي

على الجانب الفني قالت إيناس بكر إن الفنان عمر الشريف ينتظر وصول المنتج اللبناني محمد ياسين إلى مصر للبدء في عقد جلسات العمل لفيلمه الجديد "إشاعة واحدة لا تكفي" وهو مستوحي من فيلم "إشاعة حب" الذي قدمه الشريف في عام 1960، وشارك في بطولته عدد كبير من النجوم، مثل سعاد حسني ويوسف وهبي.

عمر الشريف يتواجد حاليا في شمال فرنسا، حيث اعتاد دائما على قضاء إجازة الصيف هناك وهذه العادة له منذ ما يزيد عن الـ 44 عاما.

العربية نت في

08/07/2012

 

قراءة في أفلام "كارلوفي فاري" التسجيلية

محمد موسى - كارلوفي فاري 

برنامج ضخم للسينما التسجيلية ذلك الذي تقدمه الدورة السابعة والأربعين لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي والمتواصل حاليا في المنتجع السياحي التشيكي الشهير. فتعرض المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية ستة عشر فيلما، فيما يعرض خارج المسابقة التسجيلية، وضمن برامج ومسابقات المهرجان، أفلام تسجيلة أخرى اختارت إدارة المهرجان التشيكي إنها لا تنسجم، ولأسباب مختلفة، مع قائمة الأفلام المتنافسة على جائزة الكرة البلورية التي تنتظر الفائزين.

واللافت هو غياب الأفلام التسجيلية التي تقارب قضايا سياسية معاصرة مثلا، فغابت مثلا أفلام الثورات العربية والتي حجزت مكانة تكاد تكون ثابتة في كل المهرجانات الأوربية لهذا العام ، من مهرجانات كان، برلين، روتردام، وحتى أصغر المهرجانات السينمائية الأوربية المحلية. كما لم تحضر هذا العام أيضاً أفلام القضايا الأجتماعية الملحة والتي تتصل بالعادة بأحداث السياسة والتغييرات الطارئة التي تصيب مجتمعات حول العالم. في المقابل تميزت أفلام هذا العام بتناولها لمواضيع بعضها يقترب من الذاتي، وأخرى وفي سعيها لتسجيل سير ذاتية شخصية تنقل أيضاً التحولات الاجتماعية والتاريخية التي تمر بها مجتمعات الأفلام. ففيلم "إنها ليست كاليفونيا' للمخرج الالماني مارتن بريسيل. يعود الى العشرين عاما الأخيرة من عمر ألمانيا الشرقية وقبل سقوط جدار برلين. فالشخصية التي يتناولها الفيلم (دينيس) كان ينتظرها مستقبلا رياضيا لامعا في ألمانيا الشيوعية، لكنها اختارت أن تسلك مسارا مختلفا، لتستغرق تماماً في لعبة التزلج عبر الألواح المتحركة، والتي لا يمكن عزل الاهتمام بها وقتها عن الأنبهار بالحضارة الغربية، حيث شجعت الأخيرة هذه الهواية .

لم تكن مناسبة العودة إلى حياة شخصية الفيلم سارة على الأطلاق فهو قد قتل في أفغانستان حيث كان في الجيش الألماني. يجمع الفيلم أصدقاء الراحل للحديث عن السنوات التي جمعتهم به. هذا اللقاء سيحمل أهميته الكبيرة لتلك المجموعة من الأصدقاء، فهم لم يجتمعوا بصديقهم منذ سنوات طويلة لأسباب تعود على الأرجح إلى طباع "دينيس" الغريبة قليلا، فهم لا يعرفون مثلا أن صديقهم المتمرد دائماً اختار مؤسسة ترتكز على الطاعة العمياء كمهنة في سنواته الأخيرة، كما أنه قرر ولأسباب غامضة قطع علاقاته القديمة. يجمع الفيلم أفلام فيديو منزلية لشخصيته الرئيسية من طفولته وصباه ويعيد ترتيب أحداث حياته عبر أفلام التحريك، وهو أسلوب بدأ يشيع كثيرا في أفلام السير الذاتية والجماعية لكسر همينة المقابلات المطولة. والآخيرة تغيب تماماً عن الفيلم، الذي يستعيض عنها بتصوير اللقاء الجامعي لأصدقاء الراحل في الحي الذي نشأ فيه، فيما كان يعرف بألمانيا الشرقية، والذي أهمل تماما ليتحول الى خرائب تنتظر الهدم، ليكون الفيلم التسجيلي وفي جزء كبير منه إستعادة لأفول ذلك الزمن ورموزه.

فيلم " الوهم البولندي" للمخرج جاكوب داماس هو استعادة تأريخيه أخرى لزمن ولى مع التركيز أيضاً على الحاضر عبر تسجيل يوميات قرية "دارلوو" البولندية والتي تنقل حكمها بين الألمان والبولنديين حيث استعادت الدولة البولندية السيادة عليها بعد الحرب العالمية الثانية. فيما لا تزال القرية الحدودية طريقا للألمان الباحثين عن شواطئ البحر القريب من القرية. يلجأ الفيلم الى التعليق الصوتي التقليدي وهو يتنقل بين قصص شخصيات من القرية، لكن لا شيء تقليدي في الفيلم الذي يغوص بيوميات تلك الشخصيات او في رصده لأثر التاريخ والجغرافيا في شخصية القرية التي تحتفل ببدء موسمها السياحي كل عام بعرض عسكري من الحرب العالمية الثانية.

ولمحبي السينما وبالخصوص أعمال المخرج الروسي المعروف أليكسي جيرمان تعرض المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي فيلم "من الصعب ان تكون إلها" والذي يوفر فرصة نادرة في كواليس تصوير أحد أبرز أساتذة السينما الأحياء، إذ يرافق الفيلم المخرج أثناء تصوير فيلمه الاخير في عام 2008. تكفي المشاهد الافتتاحية من الفيلم للتعرف على "الجحيم" الذي يقوده المخرج الروسي الفظ أثناء التصوير. يمكن تخمين الأسباب التي جعلت المخرج يخرج بخمسة أفلام فقط من تاريخه الطويل هو يبحث عن الكمال في ظروف شديدة الصعوبة أحيانا. فهو يقود في فيلمه الأخير فريقا من الجنود الروس والذين قام الجيش الروسي بإعارتهم لتنفيذ المشاهد الجماعية في الفيلم. المفارقة أن السلطات الروسية التي ساعدت في تنفيذ الفيلم الأخير قامت في عام 1968 (السلطات السوفيتية وقتها) بإيقاف المشروع ذاته للمخرج ولأسباب فكرية.

كرة قدم وقطارات نيويورك

وتنوعت موضوعات أفلام المسابقة الرسمية للسينما التسجيلية من محاولة لفهم للمجتمع التشيكي عبر تسليط الضوء على تصرفات جمهور لعبة كرة القدم في فيلم "اثنان- صفر" للمخرج بافيل أبراهام الى محاولة أخرى لتسجيل التغييرات التي مرت على مدن كبيرة أمريكية مثل نيويورك بدراسة تاريخ القطارات وعلاقة الناس بتلك الخدمة الحيوية في فيلم "قطارات الأفكار" للمخرج تيمو نوفوتمي.

ومن الولايات المتحدة الأمريكية يمنح فيلم "ملكة فيرسليا" فرصة نادرة للدخول في الحياة الخاصة لواحد من أثرياء أمريكيا والذي يوافق بأن تقوم المخرجة الأمريكية لورين غرينفيلد بان تسجل يوميات عائلته. فيما يسجل المخرج البلغاري إليان متيف يوميات فريق للإسعاف في إحدى مستشفيات العاصمة البلغارية صوفيا ليقدمها في فيلم " عربة الإسعاف الاخيرة لصوفيا".

وتتابع المخرجة التشيكية المعروفة هيلينا تريستكوفا متابعة مشروعها التسجيلي بتوثيق حياة رفيق صباها، وهو المشروع الذي يعد الأطول في العالم، إذ بدأ في عام 1974 وأنتج بضعة مشاريع آخرها فيلم " كون خاص" الذي يعرض حاليا ضم المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية. وعن الحلاقين في البرازيل يدور فيلم "حلاقين" للمخرج لويس فيراز الذي يعرض هو أيضاً التغييرات التي حلت بالمجتمع البرازيلي. وعن فريق من الاطفال لكرة القدم في إسبانيا يدور فيلم " الفريق الصغير" للمخرجين روجر قوميز و داني رزينيز.

ويقم فيلم "كيكهوت" للمخرجة البولندية يوغودا جيلك الحياة الخاصة للفنان البولندي المعروف "مارسين" ومن فرنسا يسجل المخرج الفرنسي المعروف جان غابريل بييروت في فيلمه (أيامنا ، بالتأكيد ، يجب ان تكون مستنيرا ) التجربة التي قام بها احد السجون بقامة إحتفال بأحد السجون للتأثير عاطفيا على نزلاء ذلك السجن وحثهم لتغيير حياتهم. ويقدم فيلم "قصة للمودينز" حكاية مثيرة عن حادثة تعرض لها المخرج سيرجو اوكسمان عندما وجد بالصدفة صندوق مليء بالصور العائلية والرسائل القديمةً في احد شوارع المدينة الأسبانية مدريد ، ليبدأ بعدها رحلة البحث عن تاريخ هذه العائلة والذي سوف يقوده الى السينما فأحد أفرادها مثل مع المخرج البولندي الأصل المعروف رومان بولانسكي في فيلمه الشهير " طفل روزماري".

ويقدم فيلمان من قائمة الأفلام المعروضة قصص حب مثلية جنسية واحدة من منطقة البلقان في فيلم "سوف أرحل هذا الأربعاء" للمخرجة كلارا بودونوفا والآخر من السويد هو " لك عاريا" للمخرجة السويدية سارا بروس. فيما يتناول فيلم " ذي بيلي فسيتا" للمخرجة اليسا كانو قصة بيت البغاء الذي ينتقل الى احدى البنايات البنايات الرياضية في احدى مقاطعات دولة الأورغواي.

الجزيرة الوثائقية في

08/07/2012

 

«جيم أوفر».. مقتبس من أشهر الأعمال الأمريكية

كتب رامى عبدالرازق 

على طول تاريخها الملىء بالأفلام التجارية وأفلام المقاولات لم تصل السينما المصرية إلى هذا الحد، الذى وصلت إليه على يد «السبكية»، والتركيبة الفيلمية للمنتج محمد السبكى لا تختلف كثيرا عن تركيبة شقيقه أحمد السبكى باستثناء أنه يصر على تقديم ما يعرف بالكوميديا الحركية، التى تعتمد على الصفع والضرب والقفز والشقلبة والطيران فى الهواء والسقوط، وهى من أصعب أنواع الكوميديا، لأنها تحتاج إلى تنفيذ متقن من أجل الوصول إلى حالة إيهام كاملة بحقيقة ما يحدث، مشكلة الكوميديا الحركية فى مصر أنها تنفذ ببدائية شديدة، فلا ترقى لمستوى الإيهام اللازم للإقناع وجلب الضحك، بل تتحول إلى استظراف وابتذال وسخرية من الجمهور، ولا تليق سوى بعقول الأطفال دون العاشرة، كما أنها تحتاج إلى خبرة تصوير ومونتاج كبيرة، لأن الحركة يجب أن تكون محسوبة بالكادر، والقطع يجب أن يكون دقيقا كى لا يكشف الخدعة أو يعطل الإفيه.

بقية التركيبة معروفة.. فكرة مقتبسة من فيلم «الحماة المتوحشة» أو «monster in low» لـ«جينيفر لوبيز» فى الدور الذى قدمته مى عز الدين و«جين فوندا» التى حاولت يسرا تقليدها فى دور الحماة المتسلطة، التى ترفض زواج ابنها من فتاة أحلامه لأنها تعمل عاملة نظافة، ومهنة عاملة النظافة هى الأخرى مقتبسة من فيلم «عاملة نظافة من مانهاتن» بطولة «جينفير لوبيز» أيضا، أضف إلى التركيبة الطفل «أوشه» وهو المعادل الذكورى للمعجزة «جنا» فى أفلام أحمد السبكى، وكما تقدم جنا دور الطفلة/المرأة يقدم «أوشه» دور الطفل/الرجل مع بعض التفاصيل الشعبية التى تجعل منه نموذجا جيدا لإفساد سلوكيات الأطفال، خاصة أنه يحب فتاة أكبر منه، ويتحدث عن رغبته فى الارتباط بها، وهى إيحاءات عاطفية لا تناسب هذه المرحلة العمرية حتى لو كانت فى إطار هزلى، ولا ننسى رغبة صناع التركيبة فى تقديم مشاهد أقرب لفيلم «HOME ALONE». فشل السيناريو فى تأصيل دوافع الأم لرفض الفتاة، وكان عليه أن يكتفى بفكرة الفرق الطبقى، رغم أنها مستهلكة، لكن إصراره على تقليد الفيلم الأجنبى جعل الأم تؤكد أنها تريد أن تعيش أمومتها مع ابنها، وهو مبدأ منحرف نفسيا، لأن ابنها رجل مكتمل الرجولة، محمد نور أكبر دليل على تواضع قدرات المخرج فى تحريك الممثل، مجرد شاب وسيم ببنية رياضية، حتى عندما يغنى تشعر به يؤدى ولا يُطرب، وهو اختيار سيئ، لكنه جزء من تركيبة البطل/المطرب التى يحرص عليها «السبكية»، وبينما يفضل أحمد السبكى المطرب الشعبى يفضل محمد السبكى مطربا عاطفيا على شاكلة تامر حسنى وجيله، لكن محمد السبكى لا يتنازل أيضا عن تقديم الأغنية الشعبية مستخدما تكنيك «دى جى وزة» فى صياغة الأغنية الأساسية التى «تتبارز» فيها يسرا ومى بشكل منفر جدا، أحمد البدرى نفسه فى أضعف حالاته، فمى عز الدين تعيد إفيهاتها الملامحية والجسدية، التى أصبحت نمطية جدا، وتكررت فى «شيكامارا» و«أيظن» و«عمر وسلمى»، أما يسرا فلو أنها لم تقدم فيلما آخر تمحو به هذا الفيلم من ذاكرة جمهورها فسيكون أسوأ نهاية لممثلة كبيرة، فأبعاد الشخصية غائبة عنها تماما، وانفعال مبالغ فيه وملامح متوحشة لا تناسب فكرة ادعاء البراءة من أجل تطفيش خطيبة الابن، وعيون حادة وحواجب مرفوعة، بسبب ودون سبب، وحركة مرتبكة أمام الكاميرا، وافتعال واضح من أجل استجلاب الضحك، رغم أنها أحد أهم الثنائيات الكوميدية مع عادل إمام فى الثلاثين عاما الأخيرة. وبالطبع يصبح أهم المشاهد هو ظهور محمد السبكى، الذى ينتظره الجمهور بشغف، ويتفنن كل مرة فى اختيار موقعه، وهنا يقدمه فى آخر لقطة كاسراً الإيهام كعادته، حيث يطلب من يسرا أن تتوقف عن مطاردة مى، وظهوره هو تأكيد لنفوذه الهائل الذى لا يعطله انتقاد أو سخرية، فهو المنتصر بفلوسه وتركيبته فى معركة خسرت فيها السينما المصرية نفسها وتاريخها ومسخت حتى ملامحها التجارية التى تشكلت عبر أكثر من مائة عام.

ريفيو

سيناريو: محمد القواشطى - مصطفى عمار

بطولة: يسرا - مى عز الدين

إخراج: أحمد البدرى ـ إنتاج: محمد السبكى ـ مدة الفيلم: ١٠٠ ق

المصري اليوم في

08/07/2012

 

المهرجانات السينمائية تتحدى الرقابة الدينية

كتب أميرة عاطف 

بعد نجاح الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة سيطرت حالة من القلق على الفنانين خوفا من تدخل التيارات الدينية فى الإبداع وممارسة المؤسسات الرقابية نوعا من القمع وحذف مشاهد من الأفلام، ومن بينها تلك التى تعرض فى المهرجانات السينمائية المصرية المختلفة، والتى ربما تتضمن مشاهد تراها الجماعة مخالفة للعادات والتقاليد المصرية. «المصرى اليوم» واجهت المسؤولين عن المهرجانات المصرية بهذه المخاوف وسألتهم عن موقفهم حال حدوث ذلك.

الناقدة خيرية البشلاوى، نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قالت: لا نستطيع الحكم على الرئيس بعد، لأننا مازلنا فى مرحلة الكلام، وكل ما قاله حتى الآن مطمئن للجميع، لكن الكلام شىء والفعل شىء آخر، ونحن فى مرحلة اختبار وتجريب، لذلك لا نستطيع المصادرة على أفعاله، وعلينا الانتظار حتى تظهر الرؤية بوضوح.

وأشارت خيرية إلى أنه فى السنة الأولى لن يحدث فعل «فاضح» فى منع الإبداع أو التصدى للأعمال الفنية، مؤكدة أنها تتوقع أن تسير الأمور كما هى، خاصة أن المسؤولين عن الفن والإبداع والعاملين فى هذا الحقل الثقافى يؤمنون بأنه لا يمكن المساس بالمؤسسات الثقافية، وسيدافعون عنها ضد أى قمع أو استبداد، ولن يقفوا مكتوفى الأيدى، خاصة تجاه تلك الأحداث الثقافية المؤثرة مثل المهرجانات التى تمثل جزءا كبيرا من قوة مصر وأسلحتها الناعمة المتمثلة فى فنانيها ومبدعيها وثقافتها.

وأضافت: أى تيار سيزايد على المبدعين مرفوض، لأنهم متدينون حتى النخاع، متدينون بالمعرفة وليس تدينا ميكانيكيا، وهو تدين مستنير ووسطى يؤمن بأن الإبداع شىء أساسى لتقوية إيمان البشر، لأنه كلما كان الإنسان قادرا على التصنيف والتمييز بين الخير والشر والصواب والخطأ يكون ضميره يقظاً، ولذلك نأمل أن يتفهم القائمون على الحكم قيمة الإبداع والفن، ونرجو من المبدعين إعطاء الفرصة للتجربة والتأمل، لأن الرئيس شخصية طيبة ورجل عفوى، وأعتقد أنه لم ير فيلما واحدا طوال حياته.

وقال الناقد طارق الشناوى، عضو مجلس إدارة مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى: فكرنا بالفعل فى هذه المخاوف بعد نجاح «مرسى»، وسنتعامل مع قضية الحرية والإبداع طبقا لما أعلنه بنفسه، وهو أنه لا تدخل فى الحريات العامة أو الإبداع، بل إننا نطمع فى أن يكون سقف قانون الرقابة أكثرحرية، لأن المقياس الحقيقى هو الرقابة الاجتماعية وليست السياسية، فنحن عشنا ٦٠ عاما تحت قيد الرقابة التى تحمى الرئيس والنظام وليس الشعب.

أضاف الشناوى: نأمل أن تنفذ قوانين الرقابة بجدية، فطوال الفترة الماضية أفلام «للكبار فقط» يدخلها الصغار وكذلك أفلام الرعب، لذلك يجب أن يتم التحذير من نوعيات الأفلام المقدمة، لأن زمن المنع النهائى انتهى منذ دخولنا عصر الإنترنت، ولم يعد هناك أهمية له، والأهم أن يكون هناك تصنيف عمرى، إلى جانب أن المهرجانات لها جمهور خاص، وينبغى علينا أن نصدق كلام «مرسى» إلى أن يثبت العكس.

وقالت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية: قد يكون هناك بعض القلق لدى العاملين فى الفن والإبداع من التغيرات السياسية التى تشهدها مصر، ولكن لدينا رقابة على المصنفات الفنية تشاهد الأفلام المصرية قبل العالمية، وقديما كان يسمح للرقابة بأن تحذف بعض المشاهد من الأفلام، أما الآن فتغيرت الرؤية، وأصبح الفيلم يرفض أو يقبل، والمقصود من ذلك أن لدينا معايير نحترمها منذ زمن بعيد، وهذا ليس جديداً علينا، فنحن نفهم طبيعة مجتمعاتنا الشرقية، وبالنسبة لمهرجان مثل الأقصر للسينما الأوروبية نحن نتفهم جيدا أننا سنذهب إلى الصعيد الذى لديه عادات وتقاليد خاصة يجب أن تحترم، بل إننا رقباء على أنفسنا، ونحترم أحكام الرقابة خاصة إذا جاءت فى مكانها المناسب، كما أن هناك تصنيفات عمرية للمشاهدين تجعلنا نتعامل مع مشاهد واع.

أضافت ماجدة: المساس بأى نشاط إبداعى أو ثقافى سيؤثر على صورة مصر الخارجية، ويمحو حوار الحضارات الذى تميزت به طوال تاريخها، وأثق فى المسؤولين بوزارة الثقافة والمسؤولين عن مصر فى مراعاة طبيعة المجتمع بكل أبعاده واتجاهاته وطوائفه، واحترام التعبير عن الرأى والإبداع، لأن هذا الخط المتوازى هو الذى ميز مصر عن العالم العربى وجعلها منبراً للثقافة، ولذلك ليس من الذكاء أن يبدأ الرئيس الجديد حياته السياسية بمحاربة الثقافة والمبدعين والحريات لأن العالم كله ينظر إلينا وإلى ثقافتنا، كما أن المبدعين لن يكفوا عن الدفاع عن قضيتهم إذا تعرضت للخطر أو الهجوم.

الناقد وليد سيف، رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى، قال: القيود على المهرجانات بصفة خاصة والفن بصفة عامة موجودة وليست جديدة، لكننى متفائل بأن تقل فى الفترة المقبلة، لأن مصر تدخل عصرا جديدا من السياسات التى تعتمد على الشراكة، وليس سيطرة فرد أو تيار أو حتى حاكم أوحد، وأعتقد أنه ستكون هناك حرية فى التعبير عن الرأى والإبداع، وفى حقيقة الأمر لا أشعر بالقلق من فزاعة الإخوان المسلمين التى كان يستخدمها نظام مبارك لتفتيت وتشتيت المجتمع، لأن الجماعة توجد بداخلها اتجاهات فكرية مختلفة.

أضاف سيف: بالنسبة لمهرجان الإسكندرية، فإذا كنا نفكر من منطلق الإباحية فى المهرجانات، فلست متخوفا لأن الفن والفنان يمكن أن يعبرا عما يريدانه دون فجاجة أو مشاهد مباشرة، والمشاهد الإباحية لا تنتمى للفن، وتختلف عنه لأن الأصل فى التعبير احترام عقلية المشاهد، كما أن أى مشهد عاطفى إذا تمت معالجته بشكل سليم سيفهمه الرقيب، خاصة أن الدكتور سيد خطاب رئيس الرقابة فنان.

وقال المخرج مجدى أحمد على، رئيس المركز القومى للسينما: لابد أن نعطى فرصة لأنفسنا لكى نرى التجربة الجديدة التى تعيشها مصر هذه الأيام، ونرى مدى مصداقية الحديث عن حرية الرأى والإبداع، ولا نتسرع فى إصدار الآراء، لكن علينا أن نعلم أن الفن إما أن يتم قبوله كاملا أو يتم رفضه كاملاً.

أضاف مجدى: المهرجانات حالة إبداعية سواء من ناحية الجمهور أو ما يقدم بها من أشكال فنية تحمل طبيعة ثقافية، خاصة أن ما يقدم من أفلام داخل أى مهرجان يخضع للاختيار على أساس فنى محترم وحتى الأفلام التى يتخوف منها البعض ليست هى هدف المهرجانات، وإن وجدت فتكون لجمهور متخصص وتكون المشاهد داخل السياق الفنى للعمل، ونحن لن نسمح لأحد بقتل الإبداع والفن لأن ذلك يعنى قتل روح مصر كلها.

المصري اليوم في

08/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)