حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم "الألمانى":

العودة إلى ميلودراما "جعلونى مجرماً"

محمود عبد الشكور

 

يوصف عصر الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" بأنه أزهى عصور البلطجة، والتاريخ الذهبى للبلطجية، وهو تعبير أصبح عالمياً بفضل البث المباشر للقنوات الفضائية لوقائع الثورة المصرية، من حرب اللجان الشعبية فى مواجهة أرباب السوابق، الى مشاهد موقعة الجمل المؤلمة.

المدهش أن المصطلح أو ما يماثله انتقل الى ثورات العالم العربى، فسمعنا عن البلاطجة فى اليمن، والشبيحة فى سوريا، أما المعنى فلايتغير: أشخاص يمارسون الإرهاب وفرض السطوة بالعنف، فى مقابل الحصول على مبالغ مالية.

ظل هؤلاء موجودون فى كل زمان ومكان، ولكن عصر المخلوع تحالف معهم بوضوح وصراحة، واستخدمهم على نطاق واسع فى إرهاب المعارضين، وتقفيل اللجان الإنتخابية لصالح الحزب الحاكم، كان النظام البلطجى هو الراعى الرسمى للبلطجة.

لفتت الظاهرة الأنظار قبل الثورة مباشرة، فأنتجت السينما المصرية فيلماً ضخماً بعنوان "إبراهيم الأبيض"، من بطولة أحمد السقا"، وإخراج "مروان حامد"، دخل لأول مرة مجتمع البلطجية من خلال شخصية لها أصل حقيقى، وكان أفضل ما قدمه الفيلم، رغم ثغراته الفنية، أنه جعل هذا المجتمع المهمش خارجاً على المدينة مع أنه قريب منها، وكأننا أمام دولتين منفصلتين لكل منهما قوانينه.

ولكن "إبراهيم الأبيض" استغرق فى العنف البدنى والدموى فى معارك ضخمة أهمها تلك المعركة الهائلة فى الثلث الأول من الفيلم، وكان هذا الإستغراق على حساب التحليل الإجتماعى والنفسى للشخصيات، وهذا هو الفارق الأوضح بين "ابراهيم الأبيض"، والفيلم الروائى الجديد الذى عُرض فى الصالات المصرية عن ظاهرة البلطجة بعنوان " الألمانى".

كلا الفيلمين محورهما شخصية بلطجى، ولكن "الألمانى" يحاول أن يحلل ويفسر دوافع ممارسة البلطجة، المشكلة أن فيلمنا الجديد تخذله قدرات صانعيه المحدودة، لذلك جاء العمل ميلودراميا ركيكاً مليئاً بالثغرات الدرامية المزعجة، وحافلاً بكل مشكلات وسذاجات العمل الأول لمخرجه الشاب "علاء الشريف" الذى كتب الفيلم بالاشتراك مع "أحمد زيدان".

بدا "الألمانى" أيضاً مثقلاً بطابع مسلسلاتى تقليدى يعتمد على الحوار والثرثرة أكثر من الصورة، ظهر الفيلم فقيراً فناً وخيالاً، ومتأرجحاً بين ميلودراما "جعلونى مجرماً" موديل الخمسينات من القرن العشرين، وبين لمسات غير ناضجة ولا مكتملة من عالم أفلام "مخرجى الواقعية الجديدة"، وخصوصاً "عاطف الطيب"، دون أن يبلغ الفيلم فى النهاية أياً من الإتجاهين، وإنما هو خليط من هذا وتلك، وبصورة تكشف عن مراهقة سينمائية غير واعية.

شاهين الألماني

مثل "ابراهيم الأبيض"، ينبنى سيناريو فيلم "الألمانى" على قصة حقيقية: "شاهين الألمانى" ( محمد رمضان فى أولى بطولاته) ولد لأم فقيرة هى "شادية" (عايدة رياض)، تركها زوجها وهى حامل لأنه لا يستطيع الإنفاق عليها، اضطرت الى قبول أن تعيش معها فتاة حامل تركت أسرتها خوفاً من الفضيحة، على شرط أن تنفق الفتاة على شادية ومولودها.

عاشت "شادية" من بيزنس استضافة الحوامل الهاربات من الفضيحة، تستضيفهن فى منزلها حتى يضعن حملهن، ثم تأخذ نسبة من النقود تتقاسمها مع الداية / القابلة، وعندما تختلفان، يحاصر البلطجية "شادية"، فيبدأ "شاهين" فى الدفاع عنها بنفسه، ويكتشف من خلال هذا الحادث الساذج قدرته على ممارسة العنف، وحماية الآخرين بالقوة الجسدية.

لا يبدأ السيناريو الركيك السرد مباشرة من هذا الحادث، ولكنه يبدأ بحكاية أغرب: إحدى المحطات الفضائية وصلها فيديو مصور (لانعرف كيف) لشاهين وهو يقتل شاباً بالسكين، بعد أن حصل على أمواله وملابسه، وبسذاجة غريبة تتوالى الإتصالات على المحطة، ونعرف المكان وهو عزبة قابيل فى نهاية شارع فيصل.

بدلاً من ان تتصل المحطة بالبوليس لمرافقة مندوبها، يذهب المندوب مباشرة الى شادية، التى توافق على سرد حكاية قصة ابنها من الألف الى الياء على الهواء، فى مقابل ان تحصل على 15 الف جنيه من المحطة الفضائية، على أن تمنح هذا المبلغ لابنها، حتى يترك الحارة، ويهرب من مطاردة الأمن!

وجهة نظر موضوعية

يفترض أن كل ما سنراه من وجهة نظر الأم، ولكننا سنشاهد الكثير من المشاهد من وجهة نظر موضوعية، بالإضافة الى غرابة الحيلة وسذاجتها، فإنها ساهمت فى خلل الإيقاع لأن خبرة المونتير لم تسعفه فى تحقيق الإنتقال السلس بين الماضى والحاضر، ثم نسينا الأم واستديو التصوير لفترة طويلة للغاية، حتى عادا إلينا قرب مشاهد النهاية.

كشف هذا البناء منذ البداية عن نوع من البدائية تأكدت بوضوح مع ثغرات حكاية "شاهين" الذى حمل لقب "الألمانى" بسبب دقته المتناهية (مثل الألمان) عندما عمل صغيراً فى ورشة لتصيلح السيارات، وتندهش فعلاً أن يكون لدى هذا الشاب النحيف تلك الصنعة، وينسى صنّاع الفيلم ذلك أثناء بحث بطلهم الشاب عن مهنة بدلاً من البلطجة، لأنه يريد ان يصبح شخصاً نظيفاً.

لم يستطع السيناريو اقناعنا بأن طفلاً دافع عن أمه ذات يوم أعجبته اللعبة فأصبح بلطجياً، ولم يستطع اقناعنا بأن "شاهين" نسى مهنة الميكانيكى التى برع فيها، فاضطر أن يعمل بائعاً للأنابيب ، أو سايساً فى أحد الجراجات، كما لم يوضح السيناريو جذور العلاقة بين "شاهين" ومساعده "الأصلى" ( ضياء عبد الخالق)، التى تحولت فى النهاية فجأة الى خيانة صريحة.

ظهر"شاهين" متخبطاً بين حبه للفتاة الرقيقة "حبيبة" التى يخاف عليها والدها الموظف المحافظ "صالح" (أحمد بدير)، وبين اعتماده على العاهرة "صباح" التى تعشقه وتدافع عنه، ظل السيناريو يدور طويلاً حول ثنائية "حبيبة" و"صباح"، كما بدا غريباً إصرار "شاهين" على إيجاد عمل شريف، رغم رفض "حبيبة" ووالدها القاطع له.

هناك إشارات ومشاهد وحوارت واقعية سرعان ما تتوه وسط الثرثرة والتكرار والحوارات المباشرة، من الملاحظات الغريبة أيضاً أننا ظللنا نسمع عن مشاجرات "الألمانى" الضخمة دون أن نراها حتى الربع الأخير من الفيلم، تذكر السيناريو أن بطله بلطجى، فكانت معركة طويلة مع بلطجية آخرين بدافع الإنتقام.

تواطؤ أجهزة الأمن مع البلطجية كان كذلك هامشياً وباهتاً، أصبح الفيلم يدور حول نفسه بحثاً عن نهاية تعاقب بطله الخارج عن القانون، لم يعد هناك مفر من الرجوع الى الميلودراما والمبالغات العاطفية، واقتضى ذلك أن يخون "الأصلى" صديقه "الألمانى"، بأن يقتل "حبيبة" التى كانت تحمل النقود من البرنامج الفضائى الى حيث يعيش "الألمانى"!

يكتشف "شاهين" الجريمة فيقتل صديق عمره، وينتهى الفيلم بوالد "حبيبة" وهو يبكى فوق جثتها، لتخرج الكاميرا بهدوء من عزبة البلطجة والموت.

معالجة

لا يكفى أن تكون لديك مادة وشخصيات واقعية تعرفها لتصنع فيلماً جيداً، إذ لابد أن أن تصنع معالجة مترابطة تمتزج فيها تلك الشخصيات والوقائع، وفيلم "الألمانى" يفتقد ذلك بوضوح، ويبدو حائراً فعلاً بين أن يلتزم حياد الواقعية، وبين أن يؤثر من خلال حيل الميلودراما الشعبية.

لم ينجح الفيلم فى أن يفسر أزمة بطله المتقلّب، ولم ينجح فى ربط ظاهرة البلطجة بسياقها السياسى والإجتماعى والإقتصادى إلا من خلال حكاية فرعية لشاب فُصل من مصنع فأصبح بلطجياً، كما أهمل العلاقة بين الشرطة والبلطجية فى المناطق العشوائية إلا من لمسات سريعة وهامشية.

أصبح لدينا فى التحليل الأخير عمل غير ناضج، زاد من ضعفه استخدام الموسيقى بطريقة مزعجة على شريط الصوت، مما يذكّرك بالافلام الهندية، كما ظهرت عدة وجوه جديدة نسائية ورجالية، هبطت بمستوى الأداء التمثيلى فى كثير من المشاهد، ولا مقارنة بالطبع بين مستوى المعارك فى الفيلم، ومستواها المذهل فى فيلم "إبراهيم الأبيض"، الذى اعتبر وقتها من أكثر أفلام السينما المصرية دموية، ومن أكثرها إقناعاً فى تنفيذ معارك القتال بالسلاح الأبيض.

ربما كان الوحيد الجدير بالإعجاب هو "محمد رمضان"، موهوب وذكى هذا الممثل، أعجبنى أنه اشتغل على الإنفعالات الداخلية للشخصية، مع مراعاة التفاصيل الصغيرة فى الحركة وطريقة الكلام، كان أداؤه منضبطاً فى دور يغرى كثيراً بالمبالغات الحركية، والإنفعالات العاطفية العشوائية.

هو بالتأكيد متأثر بالراحل" أحمد زكى"، ولكن "رمضان" قادر بموهبته على تطوير أدائه، ويستحق الحصول على فرص أخرى، والقيام ببطولة أفلام قادمة، أكثر نضجاً، وأكثر إتقاناً ووعياً.

جاء طموح "علاء الشريف" مؤلفاً ومخرجاً أعلى بكثير من إمكانياته، فشل فى كثير من المشاهد فى ضبط أداء ممثليه، وجاءت المعارك أشبه ببروفات مصوّرة، واستخدم الموسيقى بطريقة سيئة، ولعله من المفارقة أن يظهر فيلم يتغزّل فى دقة وإتقان الألمان لعملهم، دون أن يكون للفيلم أن نصيب من هذا الإتقان.

عين على السينما في

06/07/2012

 

المشترى:

الفنانون المصريون داعم رئيسى لمهرجان الفيلم الروائى

كتب- أحمد عثمان :  

أعلن المخرج والممثل المغربي محمد المشتري رئيس مهرجان الدار البيضاء للفيلم الروائى والشريط الوثائقي عن رغبة المهرجان في تكريم عدد من نجوم الفن المصري واستضافة آخرين كضيوف شرف في الدورة الثامنة للمهرجان العام القادم, تدعيما لنجاح مشوار المهرجان منذ بدايته وحتي الآن,والتي تم فيها تكريم واستضافة عدد كبير من نجوم مصر بالمهرجان منهم المخرج الكبير علي بدرخان وسمير سيف ومحمد عبدالعزيز والفنان حسن حسني وعبدالعزيز مخيون وأحمد عواض وتكريم غادة عبدالرازق.

وأضاف المشتري: كما نسعي لتكريم النجم المصري الكبير محمود ياسين عن مجمل أعماله ودعمه للسينما العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص بجانب تكريم عدد من النجوم والنجمات الشباب الذين يتم التشاور معهم الآن منهم حنان مطاوع ووفاء عامر وشباب السينما المصرية الذين يعشقهم الشعب المغربي مثل النجوم أحمد حلمي ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز وإلهام شاهين.

وأضاف أن مهرجان الفيلم الروائي في دورته السابقة ونجح في الاستمرار رغم نقص التمويل وغياب دعم مؤسسة السينما والإعلام في المغرب وتحدينا أنفسنا وأنفقنا علي المهرجان من جيوبنا الخاصة لأنني أعشق السينما وأسعي جاهدا لدعمها والاستعانة بالخبرات المصرية في هذا المجال عن طريق تعاون بعض المؤسسات الفنية في مصر حيث قمنا بتوقيع بروتوكول تعاون مع المعهد العالي للسينما ويشاركنا كرئيس لجنة التحكيم في الدورتين الأخيرتين الدكتور وائل صابر رئيس قسم التصوير السينمائي بمعهد السينما وبمشاركة من المخرج السينمائي أحمد عواض والأستاذ بالمعهد وكرمنا المخرج الكبير محمد عبدالعزيز والمنتجة هيام فاضل والأستاذة بالمعهد الدكتورة مها الشناوي والاستعانة بخبرة بعض الإعلاميين المصريين من كل وسائل الإعلام.

وأشار المشتري الي أن كثرة المهرجانات في المغرب لا يعني نجاحها بالكامل لأن معظمها يعتمد علي المظهرية ويتوقف بعد دورتين أو ثلاث دورات لكن هناك مهرجانات محترمة وتدعمها الدولة لمن له علاقة بها لأن الدولة عندنا للأسف لا تهتم بالمجال الفني والثقافي لكن حبنا وعشقنا للفن السابع ووطننا يجعلنا لا نعبأ بذلك رغم أن جلالة ملك المغرب يعطي تعليمات دائما للمسئولين بدعم المهرجانات الفنية لكن ليس الجميع يستطيع اختراق جهات الدعم التي تضرب بتعليمات الملك عرض الحائط.

وقال المشتري: قبلنا اعتذار غادة عبدالرازق ومصطفي شعبان عن حضور تكريمهما في الدورة السابقة لانشغالهما الشديد بتصوير مسلسل كل منهما ونحن دائما نسعي لاختيار ضيوف الشرف والمكرمين من مصر والعالم العربي ليس «للشو الإعلامي» أو التقاط الصور التذكارية ولكن لكونهم من الشخصيات ذات وزن وتأثير ليكونوا أعمدة للمهرجان ويحدثوا رواجا إعلاميا وفنيا ويكونوا قادرين علي مواجهة الإعلام المغربي الذي يتفاعل بشدة مع المهرجانات خاصة مهرجان الفيلم الروائي الذي أرأسه.
وأضاف: الحقيقة أن من استضفناهم من مصر أحدثوا حراكا فنيا وإعلاميا ولم يكونوا مجرد ضيوف بل كانوا مشاركين بفاعلية في المهرجان ودعمونا للاستمرار حتي الدورة الثامنة إن شاء الله.

وعن تأثير ثورات الربيع العربي علي فاعلية المهرجان قال المشتري: بالتأكيد تأثرنا بعض الشيء فمثلا كان انشغالنا معظم الوقت في الدورة السابقة بحالة الحراك السياسي والانتخابات في مصر وسيطرت علي جزء كبير من فاعليات وندوات المهرجان وكذلك تأثرنا بالوضع في سوريا وتونس وكل هذه الدول كان لها حضور قوي في الدورات السابقة وتأثر حضور البعض في هذه الدورة.

وعن سؤاله عن تأثير السينما المصرية بالمغرب ومردود ذلك علي السياسة المصرية قال: تابعنا بشغف بعض الأعمال التي تنبأت بقدوم الثورة في مصر مثل «هي فوضي - صرخة نملة» للمخرج خالد يوسف وقال إن السينما المغربية تتأثر كثيرا بالسينما المصرية لأنها رائدة في المنطقة لذلك نسعي لفتح باب التواصل معها واكتساب الخبرة منها خاصة أن السينما المغربية لديها القدرات الفنية والبشرية وأكبر ستديوهات التصوير المفتوحة في العالم مثل منطقة «وردزان» التي تجذب السينما العالمية لكن ينقصنا التمويل ودعم الدولة الغائب حتي الآن.

الوفد المصرية في

06/07/2012

 

يسرا حماة مضحكة

القاهرة' رانيا أيمن 

الممثلة المصرية تنسج في فيلم 'جيم أوفر' على منوال جين فوندا في تقديم مواجهات كوميدية بينها وبين زوجة ابنها.

أكدت الفنانة يسرا أنها سعيدة جدا بدور "الحماه" في فيلمها الأحدث "جيم أوفر" لأنها تقدم فيه لأول مرة الكوميديا، معتبرةً أن كلا من المنتج محمد السبكي والمخرج أحمد البدري أعادا اكتشاف بعض مهاراتها الأدائية في تقديم الضحك والابتسامة، مشيرةً إلى أنها على الرغم مما قد قدمته من عشرات الأفلام التراجيدية، فإنها تعترف بصعوبة الكوميديا وإنها تحتاج الى أداء من نوع خاص جدا، لافتةً الى أن الذين ينتقدونها عبر المواقع الإلكترونية لتقديمها هذا الفيلم، إنما يفعلون ذلك لإعاقتها عن أداء دورها الأساسي وهو التمثيل وإسعاد الجمهور.

واكدت يسرا أنها لن ترد علي مثل هذه السخافات التي تنال منها وتتربص بها خاصة التي تري أنها قدمت هذا الفيلم باعتباره "سبوبة" تضيف إلي رصيدها المادي ولا تخدم السينما في شيء. وكان لنا معها هذا الحوار.

وقالت "هذا الفيلم عرض علي في شهر يونيو حزيران من العام الماضي ووافقت عليه وبدأ التصوير في سبتمبر/ايلول الماضي، وهو مأخوذ عن الفيلم الأميركي الذي تشارك في بطولته كل من جينفر لويز وجين فوندا وعنوانه "حماتي الشرسة".وأجسد فيه شخصية الحماه التي قدمتها جين فوندا في الفيلم، وفكرة الحماه معروفة في كل العالم ولدينا بشكل خاص في السينما المصرية وتم تقديمها في أعمال كثيرة.. إذن الفكرة ليست جديدة ولكن تقديمي للكوميديا هو الجديد بالنسبة لي وللجمهور الذي اعتاد مشاهدتي في أعمال تراجيدية وجادة".

وتجول مغامرتها الجديدة في عالم الكوميديا تقول يسرا "أنا لا أقدم عملا لست مقتنعة به ولكن أنا نظرت للسيناريو برؤية أخرى مختلفة، واعتبرته نوعا جديدا من أفلام سينما المرأة التي اختفت منذ فترة طويلة في السينما المصرية وفكرة الفيلم موضوع يليق بسيدتين ينتميان الى جيلين مختلفين وتحدث بينهما مواقف ينتج عنها الضحك، وهذه التوليفة لم تعد موجودة في السينما منذ فترة طويلة. بالإضافة الى ذلك المنتج محمد السبكي والمخرج أحمد البدري.. عندما اختاراني لبطولة الفيلم أعتقد أنهما كسبا الرهان عندما تصورا إمكانية تقديمي لشيءجديد.. وقررا وضعي في إطار جديد تماما وهو الكوميديا بعد أن ظللت لسنوات طويلة أسيرة إطار فني محدد".

وتضيف "بصراحة هذا الاختيار أسعدني وجعلني أتحدى نفسي قبل الآخرين لأن الفنان لابد أن يختبر نفسه في كل الألوان الدرامية.وأحمد البدري بصراحة لم يفعل ذلك معي فقط بل أيضا مع مي عز الدين.. واستطاع أن يقدم من خلالنا فيلم كوميديا وفيه بعض الأكشن".

وتقول يسرا "من زمان كنت أتمنى تقديم الكوميديا.. ولكن المعروض علي دائما لم يكن يسمح لي بتحقيق هذه الأمنية وعندما حدث ذلك في فيلمي الأخير، اكتشفت أن الكوميديا لون صعب جدا ويحتاج الى مهارات عالية جدا وتركيز شديد للغاية حتى أستطيع أن أصل الى الناس وأحقق الهدف وهو الضحك".

وتؤكد انها استعانت ببعض المواقف المضحكة في اعمال فنية اخرى "فعلت ذلك مع عدد كبير من الأفلام الكوميدية سواء المصرية أو الأميركية.. وأنا قدمت أفلاما كثيرة مع النجم عادل إمام وكلها مؤثرة وتركت بصمات عند الناس.. لكن في كل الأحوال عملية الاستحضار التي تتم في هذه الحالة لمرتين لها علاقة مباشرة ومؤثر بالفيلم الذي قدمته".

وبعث العرض الاول للفيلم رضاء وسرورا لدى الممثلة المصرية فتعبر عن ذلك قائلة "أنا مبسوطة وسعيدة جدا برد فعل الحضور في العرض الخاص، وشعرت أنني من خلال هذا الفيلم أخاطب كل الأعمار والفئات خاصة الأطفال.. وهذا يعتبر مكسبا حقيقيا لنا جميعا بالإضافة الى أنني لم أكن أتوقع كل هذه ردة الفعل الإيجابية من جانب الجمهور، وأحسست أنني 'موضوعة' في منطقة مختلفة والفيلم تجربة جديدة وأشعر أنها سوف تفتح بابا جديدا".

وتقول يسرا حول ردة فعل المنتقدين لها عبر المواقع الالكترونية في المواقف التي كانت تحدث بينها وبين مي عز الدين بانه استخفاف بالعقول "الفكرة المهمة في هذا الفيلم هي علاقة لحماة وزوجة ابنها.. وهذه العلاقة موجودة في كل مكان وزمان وأي مجتمع، إذن الموضوع هنا منطقي جدا لكن الذي لا يجب قياس المنطق عليه هو المواقف الغريبة والمضحكة التي تحدث بين الحماة وزوجة الابن لأنها ترفض مجرد التخيل أن تكون هذه الفتاة زوجة لابنها الذي ربته وتعبت في تربيته.. ومع ذلك جين فوندا فعلت مثل هذه المواقف في الفيلم الأميركي".

كما واجهت الممثلة المصرية انتقادات عديدة حول غنائها في الفيلم لكنها ترد قائلة "بالأساس دخلت التمثيل من باب الغناء وهو أمر ليس غريبا عني.. وما هو الجديد بالنسبة لي في هذا الشأن؟ وبصراحة استغرب من موقف الذين يكتبون وينشرون مثل هذه الانتقادات البعيدة عن الموضوعية، وأنا مؤمنة تماما أن النقد لابد أن ينصرف الى التقييم الموضوعي لأدائي، وهل استطعت أن أنجح في إضحاك الناس أم لا، ولا عرف بالضبط ماذا يريدون، فعندما أقدم أعمالا جادة يقولون إنها أفلام ثقيلة وتبعث على الكآبة والملل.. وأسأل ما هو العيب فيما قدمته؟ كل النجوم لابد أن يقدموا ألوانا مختلفة من الأداء، آل باتشينو وروبرت دي نيرو قدما الكوميديا.. أين العيب فيما قدمته".

وتقوب يسرا حول الذين يوجهون لها انتقادات مجانية "أنا أعتبر أن هؤلاء الناس ليسوا المشاهدين الحقيقيين الذين شاهدوا الفيلم، وتوجد أكثر من 60 لف داون لود للفيلم حتى قبل عرضه.. وهناك تعليقات إيجابية عن الفيلم ترى أنه فيلم جميل ويبعث علي الضحك وهناك تعليقات تعجبها الأغنية وأخرى قالت برافو يسرا في لون الكوميديا الجديد. وأنا أدعو الذين لا يعجبهم الفيلم ألا يذهبوا لمشاهدته. (وكالة الصحافة العربية)

ميدل إيست أنلاين في

06/07/2012

 

سمير صبري يكتب : حكايات أبوسمرة!

وردة وبليغ ..و شارل ازنافور 

تعرفت علي المطرب والنجم العالمي »شارل ازنافور« عندما حضر إلي القاهرة بدعوة من الجالية الأرمينية لإقامة حفلين في القاهرة والاسكندرية لصالح نادي »هومنتمن« الأرمني! وعند حضوره سجلت معه حلقة كاملة في برنامج »النادي الدولي« حكي فيها عن أصوله الأرمينية وهجرة والديه من أرمينيا إلي فرنسا وبداية شهرته في عالم الأغاني ثم في عدة أدوار سينمائية في السينما الفرنسية قبل ظهوره أيضاً في أدوار البطولة في عدد كبير من الأفلام الأمريكية!.

وبعد أن سجلنا الحلقة طلب مني أن نذهب إلي أي مكان يستمع فيه إلي أغاني وموسيقي مصرية فأخذته إلي أرقي مكان في شارع الهرم في ذلك الوقت وهو كازينو الليل لصاحبته الفنانة الكبيرة شريفة فاضل التي كانت تقدم برنامجا فنيا كبيرا يضم محمد قنديل ـ أحمد عدوية ـ فيفي عبده ـ أحمد غانم ـ سحر حمدي ـ وجلسنا في الطابق العلوي علي مائدة شريفة فاضل وزوجها علي زكي رحمه الله بحيث أننا من فوق نري كل ما يدور علي المسرح ولا يرانا أحد!! وتوالت فقرات البرنامج والنجم العالمي بجانبي مستمتع بالأغاني والموسيقي والرقص والطعام أيضاً فقد أمرت شريفة فاضل طباخ المحل بإعداد كوارع ومومبار وكرشة للضيف الزائر الذي أكل من كل الأصناف وهو في غاية السعادة.. ثم ظهرت شريفة فاضل في ختام البرنامج حوالي الثالثة صباحاً وأخذ رواد المكان يطلبون منها أغانيها الجميلة وهي تلبي طلباتهم و»النقطة« تنهال علي شريفة خاصة من الاخوة العرب.. وازداد حماس الضيف وسألني هل ممكن انه يرسل بعض النقود لصاحبة المكان ولكني أخبرته أنها هاتزعل جداً من هذا التصرف لأنه ضيفها.

وعندما انتهت شريفة من الغناء صعدت لتجلس معنا وأحضرت له بناء علي طلبه شيشة تفاح وأخذ يردد مع شريفة بعض مقاطع من أغانيها »حارة السقايين« حتي أوصلته إلي الفندق وهو في غاية السعادة علي أن نلتقي مساء اليوم الثاني قبل سفرة لاحياء حفله الأول في الاسكندرية.. وفي اليوم الثاني أعددت له مفاجأة.. فقد طلبت الفنانة الكبيرة »وردة« ودعوتها لتقابل معي »شارل ازنافور« الذي كنت أعلم منها مدي اعجابها بأغانيه وكثيراً ما كانت تردد معي بعض مقاطع تلك الأغاني أثناء عملنا معاً في فيلم »حكايتي مع الزمان«!.

ورحبت »وردة« بالفكرة جدا بل اصرت علي ان نذهب إلي منزلها وسوف تعد لنا عشاء فاخرا وهي فرصة ايضا لكي يلتقي بزوجها عبقري النغم بليغ حمدي!!

ومررت علي ضيفي وعندما علم مني أننا سنذهب إلي منزل النجمة الكبيرة »وردة« أصر علي أن نمر علي محل »زهور« وقام بشراء سبت ورد كبير جدا تم ارسالة علي عنوان »وردة« وعندما وصلنا إلي شقتها استقبلتنا بالترحاب الكبير وبالفرنسية التي طبعا تجيدها.. وقامت بتعريف ضيوفها للفنان الكبير الكاتب الصحفي محمد بديع سربيه وحرمه ـ الكاتب الصحفي وجدي قنديل وحرمه ـ الاعلامي الكبير جلال معوض وحرمه النجمة ليلي فوزي ثم طبعا بليغ حمدي الذي أخذ يعزف علي عوده بعض اغانيه وجلس امامه علي الارض »شارل ازنافور« وهو يردد معه أو يحاول أن يشارك بالغناء بالعربي أشهر أغنياته »La Boheme« فقام شارل ازنافور وجلس علي البيانو واخذ يعزف اللحن ويغنيه معها.. ثم أخذ يعزف علي البيانو مقدمة اغنية »تخونوه« وبليغ يساعده بالعزف علي العود وكانت ليلة فنيه رائعة لا تنسي وطلب شارل ازنافور من بليغ حمدي اعداد دويتو يغنيه مع وردة بالفرنسية والعربية.. وهو للأسف حلم فني كبير لم يتحقق .. فقد سافر النجم الكبير وهو لا ينسي أحلي سهرات قضاها في مصر وعندما قابلته بعدها في باريس كان دائما يذكرني: ارجوك فكر »بلبل« بالاغنية اللي باحلم إني اعملها مع »وردة«.
ومنذ ثلاثة أعوام حضر شارك ازنافور الي الاسكندرية وهو في عامه السابع والثمانين. ووقف علي مسرح سيد درويش في ليلة من ليالي مهرجان الاسكندرية الدولي للاغنية علي مدي ساعة ونصف غني وأبدع.. وعندما تذكر زيارته الاولي للقاهرة وذهابنا سويا إلي »كازينو الليل« ومنزل وردة وبليغ«.. طلب مني أن يأكل تلك الاكلة التي لم ينسها في حياته.. »كرشه وممبار« ولكني خوفا علي حياته وكبر سنه دعوته علي أكلة »سمك وجمبري وكابوريا« وبعدها همس لي »من فضلك ممكن واحد شيشه تفاح«.!!

أخبار اليوم المصرية في

06/07/2012

 

 

«الغراب» للفرنسي كلوزو:

سينما قاسية في ظلّ هزيمة أقسى

الكاتب: ابراهيم العريس  

على خلاف ما يمكن كثراً أن يتوقعوا أو يقولوا اليوم، لم يؤدّ احتلال الألمان النازيين لفرنسا، خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، الى توقف الحياة في المناطق المحتلة، ولا حتى الى توقف الإنتاج الفني والفكري. صحيح أن كثراً من الفنانين اختاروا السلبية تجاه المحتل، وراح كل منهم «يقاوم» على طريقته. ويقيناً ان بعض المبدعين، في الآداب والفنون، وكثراً من رجال الفكر، انضموا بالفعل الى المقاومة وبارحوا تلك المناطق المحتلة. ولكن كان هناك في الوقت نفسه مبدعون جعلوا «الحياد» - أو في اللغة البهلوانية لأيامنا هذه، «النأي بالنفس» - شعاراً لهم، وراحوا يتصرّفون كأن شيئاً لم يكن، فأنتجت مسرحيات وكتب ومعارض تشكيلية، كما انتجت، في شكل خاص، أفلام سينمائية. ولاحقاً حين أنقذ الأميركيون فرنسا من براثن النازيين، واختلط الحابل بالنابل، تم التغاضي «الوطني» عن الأعداد الأكبر من الفنانين والمبدعين ولا سيما بين السينمائيين «المتعاونين» او «النائين بأنفسهم»، فلم يحاكموا، وهذا أمر تحدث عنه فيلم أنجز قبل سنوات في عنوان «إجازة مرور». غير ان كثراً توقفوا في ذلك الحين، أي عند التحرير وزمن تصفية الحسابات، عند مخرج فرنسي كبير ليطرحوا اسئلة عدة من حوله، واجدين، في فيلم واحد له على الأقل - هو فيلمه الثاني، تاريخياً - نظرة الى المجتمع الفرنسي تكاد تتماهى مع نظرة النازيين الى هذا المجتمع، كما انهم وقفواً مطولاً عند واقع ان ذلك الفيلم نفسه - على رغم فرنسيته الخالصة - انما أُنتج من شركة «كونتيننتال» الخاضعة للسيطرة الألمانية، لأن أياً من منتجي السينما الفرنسية في ذلك الحين لم يجرؤ على - أو لم يرد - انتاجه، وفق تعبير الباحث روجيه ريجان الذي قال حرفياً: «بما ان أي منتج فرنسي لم يعد قادراً أو راغباً في استثمار أمواله في مثل ذلك الفيلم بين عامي 1940 - 1943، لم يجد مخرج هذا الفيلم سوى شركة «كونتيننتال» تموّله. أما الرقابة الفرنسية المتعاونة مع الألمان، فإنها لم تتدخل من أجل منع الفيلم، وبالتحديد لأنه كان من انتاج تلك الشركة الألمانية».

> الفيلم المعني هنا هو  «الغراب»، أما المخرج فهو هنري - جورج كلوزو، الذي يستحيل مع هذا وصمه بالتعاون مع الألمان. فالرجل لم يكن نازياً ولا قريباً من النازيين. كان سينمائياً يعرف كيف يرصد الواقع الاجتماعي وكيف يندد باستشراء النفاق والفساد فيه. وبالنسبة اليه كان من الضروري قول الحقيقة في كل مرة يبدو هذا ممكناً، بصرف النظر عن الظروف الموضوعية. وفيلمه «الغراب» لم يكن فيه، في حقيقة الأمر ما يدعو الى الفكر النازي، أو يناصر الاحتلال الألماني. كل ما في الأمر ان منتقديه رأوا خطأ توقيته: ما كان عليه أن يكون قاسياً مع مجتمع بلاده وشعب بلاده، في وقت يستشري الاحتلال الألماني ويهيمن على مقدّرات هذا الشعب ويضطهده، أو يذّله باحتلاله وممارساته.

> من الناحية الظاهرية، يعتبر فيلم «الغراب» الذي حقّق في العام 1943 فيلماً بوليسياً. ذلك أن موضوعه بوليسي، وجوّه بوليسي، وأسلوب التشويق المهيمن عليه أسلوب بوليسي. غير ان المقلق في ذلك الفيلم انه، على خلفية ذلك النسيج السينمائي الخالص، جاء يرسم صورة شديدة السوداوية وشديدة اللؤم، للمجتمع الفرنسي... ولا سيما في مناطق ريف فرنسا. ذلك أن أحداث الفيلم تدور في بلدة ريفية صغيرة من النوع الذي يعتبر عادة داخل الداخل في الوطن الفرنسي، أي المكان الذي تصنع فيه الايديولوجيا الوطنية الفرنسية خارج اطار أية تأثيرات خارجية. ومن الواضح ان هذا الواقع نفسه، كان قادراً على أن يمسّ العنفوان الفرنسي في صميمه، ويدفع الى اعتبار هنري - جورج كلوزو، متواطئاً يريد تلطيخ سمعة فرنسا كلها. وطبعاً، سيقول كلوزو لاحقاً انه أبداً لم يسع الى ذلك. وانه انما أراد فقط أن يصور حالات اجتماعية، وأن تصويره تلك الحالات لم تكن الغاية منه، على الاطلاق، مدّ الاحتلال بعون فكري يساعده في الهيمنة على الفرنسيين وفي إذلالهم. طبعاً، في البداية ووجه ردّ كلوزو هذا بقوة... ولكن مع مرور الزمن بدا مقنعاً بالتدريج وأُعيد اليه اعتباره، وراحت أفلامه التالية تلقى رواجاً وتحبيذاً، من دون أن يتخلى هو بالطبع عن نظرته اللئيمة والفاضحة لأخلاقيات أهل بلده.

> غير ان هذا كله لن يبدو واضحاً إلا لمن يتفرس في «الغراب» بإمعان ودقة. وتلك نقطة تسجل لمصلحة فيلم مثل هذا يبدو، للوهلة الأولى، قادراً على اعطاء الأولوية لموضوعه السينمائي الخالص. والموضوع هنا يدور، منذ البداية، حول طبيب يعمل في بلدة ريفية فرنسية صغيرة، يتلقى ذات يوم رسالة تتهمه بأنه يمارس الإجهاض الممنوع قانوناً، في شكل سري. وسيتبين على الفور ان هذه الرسالة ليست سوى الأولى في سلسلة رسائل ستزداد شراسة ولؤماً، رسالة بعد الأخرى، وتصل تباعاً الى أعيان تلك البلدة، ما يزرع القلق ثم الرعب، ثم الاتهامات المتبادلة بين هؤلاء. ذلك ان كلاً منهم سيتّهم الآخر بأنه هو مرسل تلك الرسائل، لغايات وأسباب يكون من أمر افتضاحها أن يضع البلدة كلها وسط معمعة وضع أخلاقي لا تحسد عليه. إذ ان تراكم الرسائل وردود الفعل عليها، سيقول لنا ان الكلّ هنا متّهم ومدان. الكل مخطئ وخاطئ. وان الأخلاق العامة، ليست سوى أقنعة تخفي وراءها ما تخفيه. أما الرسائل نفسها، والتي تحيّر السكان جميعاً، ولا يتوفّق أي منهم طوال زمن عرض الفيلم في الكشف عن مرسلها أو مرسليها، فإنها موقّعة دائماً بـ «الغراب»، وهو، كما نعرف، اسم طائر شؤم ما إن يراه الناس حتى يتطيّروا. ورسائل الغراب هذه تنهمر كالمطر، من بعد وصولها الى الطبيب الذي تحدثنا عنه (وهو الشخصية الرئيسة في الفيلم، والذي يبدأ تحرياته ويواصلها طوال الفيلم)، إذ ها هي تصل الى زوجة مدير المستشفى، فالطبيب الرئيس، فمسؤول المحاسبة، ثم تصل الى مدرّس... بل حتى الى مريض مصاب بالسرطان ويبدو الموت مقترباً منه لا محالة... وكل رسالة تأتي لتوجّه الى المرسل اليه اتهامات من الواضح انها صحيحة، تتمحور حول تهم وخطايا وأخطاء، من الصعب أن يعرفها أحد غيره. وهذا ما يزيد الطين بلة. وعند اقتراب الفيلم من آخره، يدور الشك من حول ممرضة، ما إن يبدأ هذا الشك فيها حتى يتدافع أهل البلدة يريدون سحلها وقتلها... وهنا عند هذه النقطة يكون الدكتور جرمين، قد عرف الفاعل: انه زميله الدكتور فورزيه... غير ان انكشاف أمر هذا الأخير، لا يغيّر الأمور كثيراً... فالبلدة بعد الفضيحة الجماعية لم تعد هي هي البلدة قبلها.

> وهذا الفضح الأخلاقي هو، بالطبع، ما جعل هنري - جورج كلوزو يتّهم بالترويج لدعاية معادية لفرنسا، أي مؤكّدة لنظرة الألمان اليهم. غير ان كلوزو تمكن، كما أشرنا، من الإفلات من قبضة لجان التطهير، التي راحت تطاول «المتعاونين» بعد التحرير، وهو واصل مسيرته السينمائية، في أفلام غلب على معظمها ذلك الطابع البوليسي الذي ميّز أعماله، ولكن دائماً على خلفية نظرة سوداء، سيرى الدارسون لاحقاً انها «في نهاية الأمر نظرة ميتافيزيقية أكثر منها سياسية». ومن الناحية السينمائية تميّزت أعمال كلوزو (1907 - 1977) بتفوق تقني كبير، ولكن خصوصاً بالاستناد الى كتابة سيناريو متمكنة، تشهد على هذا أفلام اخرى شهيرة له مثل «القاتل يقطن الطابق 21» و «الشياطين» (الذي اقتبسه المصري فاروق عجرمة في لبنان تحت عنوان «حب من نار»، كما اقتبسته هوليوود قبل سنوات في فيلم حمل العنوان نفسه، من بطولة شارون ستون وإيزابيل آدجاني) ثم «الجواسيس» و «بيكاسو الغامض» (الذي يعتبر من أفضل الأفلام التسجيلية التي حققت حول الفنان الكبير).

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

07/07/2012

 

بوجود أكثر من 400 قطعة من الأدوات والأجهزة والملابسِ التي ميزت العميل السري

لندن تحتفل بمرور 50 عاماً على إنتاج "جيمس بوند"

لندن - مصطفى زارو  

افتتح في لندن معرض عن جيمس بوند، احتفاءً بمرور خمسين سنة على إنتاج أول أفلام هذه السلسلة الشهيرة، ويتضمن المعرض أكثر من 400 قطعة من الأدوات والأجهزة والملابس التي ميزت العميلَ السريَّ في مغامراتِه.

في مقدمة ما تجده حال دخولك إلى المعرض تمثالٌ من الشمع للممثل العالمي"شون كونري"، والذي لعبَ أول أدوار جيمس بوند 007، وهو يتكئ على سيارتِه المفضلة أستون مارتن، في المعرض الأول من نوعه في سلسلة أفلام الحركة الشيقة "جيمس بوند" التي أطفأت شمعة ميلادها الخمسين على بدء إنتاجها.

400 قطعة حسب استخدامتها

وتوزع في المعرض أكثر من 400 قطعة حسب استخدامها في الأفلام، في الصالة الذهبية، مثلا تجهيزات وأدوات لعبت دورا مهما في فيلم goldfinger، مثل السريرِ الدائري، ومسدس Scaramanga الذهبي القاتل.

وعلقت برونوين كوسغريف، أمينة معرض جيمس بوند "عندما تدخل الصالة الذهبية فإنها تنقلك تلقائيا إلى عالم جيمس بوند، وهذا يرجع لتصاميمها المستوحاة من فيلم الإصبع الذهبي gold finger ، وهو فيلم حقق تقدما كبيرا في وقته من حيث فن التصوير والتصميم بجميع نواحيه، محدثا ثورة فعلية في صناعة أفلام الحركة السينمائية".

في هذا الجزء يتعرف الزائر إلى شخصية بوند المستواحاة من خيال الأديب أيان فليمنغ، الذي عمل جاسوسا للاستخبارات البريطانية، وهذه مجموعة من الهويات التي استخدمها جيمس بوند في إخفاءِ حقيقة شخصيته خلال مهامه السرية في العالم.

يتميز بوند عن بقية أبطال أفلام الحركة action بأدواته وأسلحته ومعداته الخاصة الذكية، التي يقوم بصنعها له Q ودائما ما يفاجأ بها مشاهد السلسلة المميزة لبوند، كما أن تصاميم الأزياء كان لها دور أيضا في شهرة أفلام جيمس بوند لأنها تتماشى وموضة العصر.

أزياء بوند.. بزاته وفساتين جميلاته

مصممة أزياء جيمس بوند، ليندي هيمنغ قالت إنه "كجزء من عملنا هو معرفة ما يدور في عالم الموضة والتطورات في صناعة الأقمشة وخط الأزياء، وعندما تعطى لنا الشخصيةُ لتصميم زِيِّها نفكرُ في كيفية أن تعكس الألبسة شخصية الممثل، وهكذا يتم إبداع الشخصية والممثل".

مجموعة من تصاميمِ فساتينِ السهرات وبدلات جيمس بوند عرضت لتعكس الأناقة على مرِّ العقودِ الخمسةِ الماضية، والمراياتُ على الجدران في صالة الملابس تعطي انطباعا بأن الزائرَ جزءٌ من مشاهدِ الكازينو في عدد من الأفلام ، وهو ما يشد انتباهَ الجمهور إلى جانبِ الفساتين وبدلات جميس بوند.

وخُصصَ جناحٌ في المعرِضِ لمشاهدَ صُوِّرت في عددٍ من البلدانِ بما فيها العربيةِ وآخرُ لمشاهدِ أعداءِ جيمس بوند الذين عادةً ما يتفوَّقُ عليهم وقد تكونُ هذه المشاهدُ الأبرزَ في السلسلةِ إلى جانبِ مشاهدِ فتاةِ بوند.

العربية نت في

07/07/2012

 

دي نيرو وفايفر معاً في فيلم عن المافيا

يوسف يلدا – سيدني:  

يلتقي كل من النجمين الكبيرين روبرت دي نيرو وميشيل فايفر في شريط فيلمي، تقع أحداثه في إطارٍ من الكوميديا والحركة (الأكشن)، يحمل عنوان "مالافيتا"، ويجسّدان فيه دور عائلة ليس بمقدورها التخلئ عن جذورها المافيوية.

واستطاع المخرج السينمائي الفرنسي لوك بيسون أن يضمّ الى طاقمه الفني الذي سيساهم في تجسيد الشخصيات الرئيسية في شريطه الفيلمي الجديد "مالافيتا"، الذي يتراوح ما بين الكوميديا والحركة (الأكشن)، كل من النجم الكبير روبرت دي نيرو والممثلة المعروفة ميشيل فايفر. ومن المؤمل أن يلتحق بهما تومي لي جونز ليتقمص شخصية عميل في الإف بي آي.

وتتمحور أحداث الفيلم حول عائلة أمريكية من المافيا، إنها عائلة "المانزوني"، التي يعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" على نقلها الى فرنسا، طبقاً لبرنامج حماية الشهود. ولكن هناك، وعلى الرغم من محاولات التأقلم مع الحياة الجديدة، تستمر هذه العائلة في ممارسة نشاطاتها الجرمية.

ومن المتوقع أن يناط بتومي لي جونز، المنهمك حالياً بمشروعه السينمائي "ذا هونسمان"، الذي يقوم بإخراجه وتأليفه وإنتاجه، دور المسؤول عن توفير الحماية للعائلة في المنفى. وتتكون عائلة "المازوني" من روبرت دي نيرو وميشيل فايفر.

وحسب مجلة "فاريتي" الأمريكية أنه "على الرغم من محاولات هذه العائلة، في بادئ الأمر، التكيّف مع حياتها الجديدة، إلاّ أن التقاليد التي سارت عليها تبقى ذاتها دون تغيير، لذلك تستمر في تسيير أمورها بالطريقة التي إعتادت عليها".

ولا يبدو غريباً هذا النمط من الأفلام التي تتخذ من الجريمة والمافيا مسرحاً لها، بالنسبة للطاقم التمثيلي الرئيسي فيه، فقد قدمت فايفر من قبل دور زوجة آل باتشينو في فيلم "سكارفيس"، بينما عُرف عن دي نيرو قيامه بتمثيل العديد من الأدوار التي تجسّد رجال المافيا وعصاباتها، ومن بين أبرزها، الجزء الثاني من "العرّاب"، وكذا الحال فيما يتعلق بتومي لي جونز الذي يظهر في فيلم "مين إن بلاك" في شخصية العميل جي.

وهذا الشريط السينمائي المأخوذ عن رواية "بادفيلاس" لتونيو بيناكيستا، يضطلع بمهمة إخراجه وإنتاجه لوك بيسون، بالتعاون مع مايكل كاليو، كاتب السيناريو المعروف من خلال عمله التلفزيوني الدرامي "ذا سوبرانوس".

وكان بيسون قد عرض أحدث فيلم له بعنوان "ذا ليدي" خلال الإسبوع الحالي في طوكيو، ويدور حول الناشطة أونغ سان سوكي من بورما، والحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1991.

إيلاف في

07/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)