حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم يسبح خارج المياه الإقليمية

«التعرض للذات الإلهية» يطارد «حلم عزيز»!

القاهرة: طارق الشناوي

 

بينما يستشعر المبدعون أن المقبل أسوأ في ظل سيطرة التيار الإسلامي على الحكم فور وصول الدكتور محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة في مصر، مع زيادة أصوات تطالب بضرورة تفعيل الرقابة الدينية للنظر في الأعمال الفنية ومدى توافقها مع صحيح الدين، يطارد فيلم «حلم عزيز» اتهام بالتعرض للذات الإلهية على الرغم من أنه يقدم رؤية خيالية لا يمكن أن نضعها تحت مفهوم مباشر للحلال والحرام.

الجنة والنار من المحرمات في الدراما العربية، ممنوع أن يصل خيال المبدع إلى تلك المنطقة المحرمة على الرغم من أننا قبل نحو 50 عاما، ومن خلال فيلم جريء قدمه المخرج فطين عبد الوهاب، وهو «طريد الفردوس»، شاهدنا الجنة والنار، بل كان أكثر جرأة، ولدينا صوتا حارسي الجنة والنار، بعد أن رفضا استقبال المتوفى، الذي أدى دوره فريد شوقي.. والقصة التي كتبها توفيق الحكيم (وشارك أيضا في الحوار) لو أخضعناها للمقياس التقليدي سوف نكتشف أنها تصطدم مباشرة بثوابت الرقابة، وهو ما جعل مثلا التلفزيون المصري يتردد في عرض الفيلم، وإن كانت الفضائيات العربية كثيرا ما تعرض هذا الفيلم.

فيلم «حلم عزيز» قرر أن يسبح دراميا في تلك المساحة التي تضعه خارج المقرر الشائع، هناك مساحة من الفانتازيا تغلف الرؤية، والمخرج عمرو عرفة حرص على استخدام الكومبيوتر غرافيك في تنفيذ مشاهد الجنة التي تجمع بين الشاب رجل الأعمال الملياردير أحمد عز وشريف منير، الذي أدى دور والده المتوفى.. الكاتب نادر صلاح الدين يتحرك دراميا في خطين متوازيين؛ الخط الواقعي الذي نعيشه مع أحمد عز في علاقته مع شقيقته رانيا منصور، وزوجته ميريت والمصنع الذي يملكه، والخط الآخر هو أحلامه، التي يرى فيها والده، ويعتقد أنه في طريقه إليه بعد بضعة أيام لن تتجاوز الثلاثين، وبين الجنة والنار نشاهد الأحداث، وكان من بينها رؤيتنا لهتلر وموسوليني وغولدا مائير وموشي ديان ومعمر القذافي وكتابه الأخضر وهم في النار، ووجدها المخرج فرصة لكي يقدم كل الإيفيهات التي ارتبطت بالقذافي، مثل: من أنتم؟ وجرذان، وإلى الأمام، وغيرها.

هل يحمل الفيلم رسالة أخلاقية يطلب فيها من الناس أن يعلنوا التوبة عن المعاصي، لأن الموت يلاحقهم؟ حيث إننا بصدد تقديم حياة شاب عابس لا همّ له سوى ملذاته وهو لا يفعل شيئا سوى أن يرتكب المعاصي الأخلاقية والدينية والسلوكية، ويظلم الكثيرين في حياته، وعندما يتصور أنها النهاية يسعى لكي يصلح أخطاءه، وينتهي الفيلم وهو بالفعل قد ابتعد عن كل ما يغضب المولى (عز وجل).. لو حسبتها كذلك لكي تمنح الفيلم بعده الأخلاقي والديني المباشر فلا بأس، ولكن المشكلة أن الفيلم نفسه كنسيج فني تظلمه كثيرا لو كان هذا هو «ترمومتر» القياس الفني؛ فتُخضعه إلى قيمة أخلاقية إذا حققها صار عملا فنيا جيدا يدعو للفضيلة ومكارم الأخلاق، وإذا فاتته تحول إلى الرداءة بعينها.. أعتقد أننا نظلم هذا الفيلم كثيرا لو أننا صنفناه داخل هذا الإطار الصارم.

الخيال المبدع هو الذي يدفع المخرج إلى التحليق فنيا والمخرج عمرو عرفة نجح في تحقيق ذلك بدرجة حرفية عالية، خاصة في مشاهد الجنة والنار، وحدد للمتفرج قانونا للتلقي، وهو أنه لا يقترب من الواقع في تعامله مع الجنة والنار.. الوالد في الجنة صورة من خيال، ولكنه يأتي بأفعال بشرية تحمل شقاوة وصبيانية، وعلينا أن نقبل الفيلم في تلك الحالة، وعندما نقترب من النهاية يقدم لنا أمه التي أدت دورها منة شلبي في المشهد الأخير وهي تريد أن تضع له «الكافولة»؛ فلقد رحلت عنه وهو طفل وظلت في نفس المرحلة العمرية، وظل هو بالنسبة لها طفلا! لا يترك السيناريو تفاصيل عصرية إلا ويستدعيها دراميا، فهو يستعين بصوت معلق الكرة التونسي الشهير عصام الشوالي، في مباراة تجري أحدثها في العالم الآخر، ويشارك فيها كل ممثلي الفيلم.

ويبقى أن الشريط السينمائي أثقل نفسه بشخصية ابن خالة أحمد عز وصديقه في نفس الوقت، الذي أدى دوره محمد إمام؛ فهو صديق البطل بالمعنى التقليدي للشخصية التي دأبت السينما على تقديمها طوال التاريخ، وكان والده عادل إمام يقدمها في البدايات، قبل أن يصبح هو نجم الإيرادات الأول، والمقصود بهذه الشخصية التخفيف من حدة الأحداث وخلق مناطق لزرع ضحكة بين الحين والآخر، وحرص السيناريو على أن ينسج له أيضا حكاية خاصة به دون جدوى، ليتجاوز الإطار التقليدي، حيث إنه يتزوج من شقيقة «عز»، إلا أن المحصلة العامة هي أن السيناريو ظل طوال زمن الفيلم يحاول أن يجد منفذا له، خاصة أن مي كساب سكرتيرة «عز» تؤدي بمعنى ما تنويعة على شخصية صديق البطل الذي من الممكن من خلاله أن تحل بعض المشكلات الدرامية في السرد السينمائي.

الفيلم حافظ على روحه الكوميدية، وهذا ما نجح فيه المخرج عمرو عرفة، وقدم وجهين جديدين؛ «ميريت» زوجة أحمد عز، و«رانيا» في دور شقيقته، ونعتبرها بداية معقولة لكل منهما، ولكن كيف لم يدرك المخرج أن «رانيا» تحاول أن تحاكي في الأداء الفنانة الكبيرة نيللي؟! إنها تشبهها بقدر ما في الملامح ولكنها لم تكتفِ بهذا القدر بل تقمصت أيضا روحها في الأداء.

شريف منير كان مسيطرا في مشاهده، يؤديها بدرجة عالية من التألق وكأنها جاءت على موجته الإبداعية فصال وجال فيها.. أحمد عز يتقدم خطوات إلى الجماهير كنجم شعبي وفتى أول «جان» لديه حس كوميدي يعرف كيف يقتنص الضحكات.. صلاح عبد الله كان لافتا في مشاهده، بينما مي كساب هي دائما مي كساب، مهما تعددت الشخصيات التي تؤديها.. محمد إمام لا يزال خارج الأعمال الفنية التي لا يلعب بطولتها والده يبدو وكأنه تائه.

الفيلم يملك مساحة من الاختلاف مع السائد في الأعمال الفنية ويسبح خارج المقرر وخارج المياه الدرامية التقليدية، ولكن كان بحاجة أيضا إلى خيال موازٍ في الخط الواقعي على مستوى السيناريو والرؤية الإخراجية لم يستطع تقليدها، إلا أنه في كل الأحوال امتلك الجرأة في اختيار الفكرة وفي توقيت العرض في وقت يؤثر فيه الآخرون اللعب في المضمون!! المبدعون الآن يتحسسون خطواتهم في محاولة لتقديم أعمال فنية لا تصطدم بهذا التيار، وأيضا تحقق إيرادات لتتواصل مع الناس، وحتى الآن فإن المعركة أراها وشيكة، وسوف يستخدم التيار الإسلامي كل الأسلحة لإجهاض حرية الإبداع حتى ولو وصل الاتهام إلى «العيب في الذات الإلهية»!

الشرق الأوسط في

29/06/2012

 

الفنانة اللبنانية: في الوسط الفني.. من يدفع أكثر يصل إلى القمة

نادين صعب: بعض النجمات مجرد صورة وصوت عادي جدا

بيروت: هيام بنوت

خلافا لتوقعات الكثيرين لم تتمكن الفنانة نادين صعب من الفوز بجائزة الموركس دور كأفضل نجمة صاعدة، على الرغم من أن أغنيتها (يا للي) كانت من الأغنيات القليلة التي برزت في العام الماضي، وفي هذا الإطار تقول صعب: «لا أعرف ما الذي حصل ولكن في كل الأحوال هو لا يهمني على الإطلاق. صحيح أن الرأي النهائي يعود للجنة التحكيم، ومع احترامي للموركس دور ولكنها ليست هي من يقرر ما إذا كانت أغنيتي تستحق أو لا تستحق الجائزة الأولى. من جهتي هي تستحقها وبجدارة، وما يؤكد ذلك هو تبوؤها للمراتب الأولى في الإذاعات، وما يعزيني هو أن سارة الهاني التي فازت بالجائزة هي فنانة كبيرة وصوتها رائع وأغنيتها جميلة جدا، ولكن أغنيتي لا تقل أهمية عنها. وكلمتي الأخيرة للقائمين على الجائزة: «على الرغم من أنني أحبكم كثيرا لكنني لا أريد الموركس دور بعد اليوم».

وتنفي صعب أن تكون محاربة من نجمات الصف الأول «لا أعتقد ذلك وفي الأساس لماذا يفعلن ذلك معي! كل نجمة لديها أعمالها وجمهورها وفنها ولا تملك الوقت لمحاربتي. وفي كل الأحوال، هذا الأمر لا يهمني لأنني أعرف أنه لا يصح إلا الصحيح».

في المقابل لا ترى صعب أن كل نجمات الصف الأول نجحن بفضل أصواتهن «البعض منهن لا يملكن الصوت الكافي، ولكنني لن أسمي أحدا، وفي المقابل هناك من يستحققن النجومية وبكل جدارة، بمعنى آخر بعض النجمات يجمعن بين جمال الصوت وجمال الصورة، وأخريات هن مجرد صورة وصوت عادي جدا. لا يوجد عدل في الفن كما في أي مجال أو مكان آخر، وربنا وحده هو العادل، وفي الوسط الفني من يدفع أكثر يصل أسرع».

وبالسؤال عما إذا كانت تعتبر نفسها فعلا مطربة صاعدة، بخاصة أنها تغني منذ فترة طويلة، توضح صعب «مهما وصل الفنان يظل ينقصه الكثير. صحيح أني أغني منذ فترة ليست بقصيرة، ولكنني انقطعت عن الفن لمدة من الزمن ثم عدت إليه قبل سنتين، ولذلك يجب أن أقول عن نفسي إنني فنانة صاعدة، بخاصة وأن هناك فنانات موجودات على الساحة منذ عشر سنوات وفي جعبتهن الكثير من الأعمال. لا أريد أن أتوقف عند هذه المسألة وما إذا كنت فنانة صاعدة أو غير صاعدة، بل أترك الأمر لأعمالي لكي تتحدث عني، لأن هناك فنانات «قديمات» ولكن أغنياتهن غير معروفة».

ولا ترى صعب أن ابتعادها عن الساحة أثر سلبا على مسيرتها الفنية «الكل يعرف أنني تعرضت لحادث سير أجبرني على الابتعاد والمكوث في البيت وبعد أن تعافيت لم أكن أملك الإمكانات المادية التي تساعدني على تصوير الأغنيات وإنتاج الأعمال الجيدة كما أفعل اليوم، ولذلك سافرت إلى المغرب وعملت فيها وجمعت المال ومن ثم افتتح مدير أعمالي روجيه مجبر شركة الإنتاج (M.R Production) وكانت باكورة إنتاجها أغنية (يا للي) التي كسرت الدنيا».

وتؤكد صعب أنها تكتفي في المرحلة الحالية بالعمل في الغناء فقط وتضيف: «لا أعرف ماذا يمكن أن يطرأ في المستقبل، ولكن حاليا الأولوية عندي هي للغناء. بالنسبة إلى التمثيل مثلا أنا لا أجيده على الإطلاق ولا أجد نفسي مجبرة على التعدي على كار لا علاقة لي به، مع أن البعض يجرؤ على ذلك بحثا عن التنويع، ولقد رفضت العديد من العروض التمثيلية لأنني لا أشعر أنني يمكن أن أنجح من خلالها. لكنني تعلمت أصول الرقص الشرقي لأنني أعتبر أن الفنان يجب أن يؤدي (كم حركة مهضومة) على المسرح ومن المهم جدا أن يملك مواصفات الفنان الشامل».

وعما إذا كانت تملك مواصفات الفنانة الشاملة، تؤكد صعب: «لا يمكنني أن أتحدث عن نفسي، ولكنني أعرف أنني أملك شكلا أنيقا وصوتا جميلا».

صعب تحضر مجموعة من المشاريع الفنية من بينها أغنية باللهجة المصرية وأخرى باللهجة الخليجية، وعنهما تقول: «أخطط في المرحلة المقبلة لدخول السوقيْن المصري والخليجي، ولن أنجح في ذلك إلا إذا غنيت لهجتيهما، ولا أعتقد أنه يصعب على صوتي أداؤهما، بل أنا سأنجح فيهما تماما كما نجحت باللون اللبناني، ويوجد بين يدي مجموعة لا بأس بها من الأغنيات الخليجية والمصرية. من وجهة نظري الفنان الحقيقي هو الذي يغني كل اللهجات والألوان الغنائية».

الشرق الأوسط في

29/06/2012

 

 

هاجمه صديقه سلفادور دالي بإعلانه أن منهجه الفني شيوعي وليس سورياليا كما يدعي

فصول مثيرة في حياة المخرج الإسباني لوي بونويل

لوس أنجليس: محمد رُضا 

جولة في سينما العالم

* أطفال سبيلبرغ كبروا

* بينما يوالي فيلم «روك العصر» (أو بمعنى مزدوج له جذوره في الإنجيل «حجر العصر») امتداده بمساعدة أجهزة الأكسجين، لعله يسترد تعويضا ماديا عن رداءته فنا ومضمونا، ينطلق فيلم آخر عن شخصية موسيقية أقل صخبا هو «الرحلة الأخيرة» أوThe Last Ride في عروضه التجارية حول العالم. هذا الفيلم بيوغرافي عن الأيام الثلاثة الأخيرة من حياة المغني هانك ويليامز الذي مات سنة 1953 عن 29 سنة بفعل المخدرات والشرب. قبل وفاته استأجر سيارة وسائقا منطلقا عبر الولايات حيث كان مقررا له إقامة حفلة في ولاية أوهايو.. مات على الطريق. والفيلم يرصد تلك الأيام والصداقة التي ربطته مع سائق لم يعلم من هو الراكب في سيارته. كان هناك فيلم آخر من قبل عن هانك ويليامز عنوانه «قلبك الخادع» أخرجه جين نيلسون وقام بدور المغني جورج هاملتون، لكن الفيلم الجديد (من إخراج هاري توماس وبطولة هنري توماس) يرصد بأمانة (قدر المستطاع) تلك الفترة تحديدا.

* هنري توماس هو ذاته هنري توماس الذي لعب بطولة «إي تي» حين كان ولدا صغيرا. الفيلم الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ في بداياته حول مخلوق فضائي يجد في صحبة ذلك الولد ورفاقه مكانا آمنا يلوذ به بعيدا عن الراغبين في قتله. لو كانت لدي صالة لعرضت الفيلمين جنبا إلى جنب: الأول يقع في مطلع عهد توماس في التمثيل، والثاني، وبعد ثلاثين سنة وستة وثلاثين فيلما، يقع في هذه الفترة. لكن الصالات البريطانية تعرض، وللمرة الألف، فيلم سبيلبرغ الآخر Jaws الذي هو فصيل مختلف من الأفلام، ولو أن الطفولة تكمن فيه كما في معظم ما أنجزه المخرج من أعمال إلى اليوم. اسم الولد الذي لعب في فيلم القرش ذاك هو كريس روبللو، لكنه لم يعد الكرة إلى اليوم. على ذلك، هنري توماس ليس الوحيد الذي بدأ التمثيل تحت جناح سبيلبرغ وبات نجما (ولو محدودا)، هناك بالطبع كريستيان بايل الذي نراه قريبا في «الفارس الأسود يصعد». سنة 1987 ظهر في «إمبراطورية الشمس» لسبيلبرغ وداوم الظهور إلى اليوم.

* على ضفتي المحيط (في الولايات المتحدة كما في بريطانيا) يُعاد إطلاق فيلم جون بورمان «خلاص» Deliverance لا أدري كم مرة شاهدت هذا الفيلم الذي حمل المخرج الآيرلندي إلى هوليوود لينجز عن رواية وسيناريو جيمس ديكي هذا الفيلم الذي لا يزال فريدا إلى اليوم بعد أربعين سنة على إنتاجه: أربعة أصدقاء (بيرت رينولدز، جون فويت، ند بيتي، روني كوكس) ينتقلون من المدينة (التي لا نراها) إلى أقصى نقطة في البرية الموحشة لرحلة قارب عبر نهر عنيف. الأعنف من الطبيعة هو بعض البشر الذي يعيشون على ضفة النهر. مغامرة لا يمكن تلخيصها في هذه الأسطر، لكن إذا لم تكن شاهدت بعد هذا الفيلم، وتريده على الشاشة العريضة التي يستحق، استغل الفرصة وانتقل إلى واحد من إنتاجات العصر الذهبي الثاني (الأول من الثلاثينات إلى الخمسينات) الذي سيبقى حيا في البال طويلا بعد مشاهدته.

* قبل أيام توفي ممثل مساند ظهر في نحو تسعين فيلما من دون أن يحظى بالتقدير. إنه ريتشارد لينش الذي غالبا ما لعب أدوارا شريرة بدأت بدور محسوب أمام آل باتشينو وجين هاكمان في «الفزاعة» (جيرزي تشاتزبيرغ - 1973). وطوال السنوات، كان شخصية خسيسة وخطرة على الشاشة، قادرة، لكنه كان رجلا عاديا في حياته الخاصة. قابلته مرة في «كان» (نحو مطلع التسعينات) وسألته عن آثار الحريق على جانبه الأيسر من وجهه. قال: «أفضل أن لا أتحدث في هذا الموضوع»، لكن لاحقا اعترف في فيلم تم صنعه عنه بأن كان يتعاطى المخدرات حينما اشتعل وجهه. هذا كان في مطلع السبعينات وبعدها أصبح وجهه ذاك علامة دائمة رغم أنه كثيرا ما تم تصويره من الناحية اليمين وحدها، ذلك لأنه لم يشأ أن يستغل عاهته للشهرة، مفضلا الاعتماد على ما لديه من موهبة.

فصول مثيرة في حياة المخرج الإسباني لوي بونويل

* هاجمه صديقه سلفادور دالي بإعلانه أن منهجه الفني شيوعي وليس سورياليا كما يدعي

* لوس أنجليس: محمد رُضا

* «ذلك السحر الخفي للبرجوازية» الذي انطلق للعروض الأسبوع الماضي في لندن وباريس تزامنا مع الذكرى التاسعة والعشرين لرحيله، سيبقى أحد الأفلام الأهم في سيرة حياة المخرج لوي بونويل، المخرج الإسباني الذي انتقل من موطنه إلى فرنسا، ومنها إلى هوليوود ومن هوليوود جرب حظه في السينما المكسيكية لفترة طويلة قبل أن يعود إلى فرنسا وينجز فيها أواخر أفلامه. وفي كل ركب من هذه الرحلة خلف وراءه أعمالا ومواقف تثير الاهتمام وتشكل حلقة في وعيه وعمله، كما تعكس للمشاهد العابق بخيال الفن السابع صورا شخصية لرجل هوى التحرش بالثوابت ووظف السوريالية حيث أراد منها أن تخدم أفكاره. «سحر البرجوازية الخفي» نفسه ما هو إلا فكرة توظف شخوصها ومواقفها في حالات بين الحلم واليقظة والواقع والذاكرة والفعل والهواجس لدرجة أن الفيلم بأسره قد لا يكون أكثر من شطحة خيال من أي من شخصياته الرئيسية.

ولد في 22 فبراير (شباط) 1900 وتوفى في 29 يوليو (تموز) 1983 ومسقط رأسه قرية اسمها كالاندا في منطقة أراغون في إسبانيا. والده كان جنديا خدم في القوات الإسبانية في كوبا، لكنه استقر هناك إلى حين عودته إلى إسبانيا وتزوج وهو في الثانية والأربعين من عمره وذلك سنة 1898، ولوي كان أول ثمرة من هذا الزواج. نشأة الصبي كانت كاثوليكية؛ إذ أمضى نحو سبع سنوات في مدارس لاهوتية، وكان، حسب شهادات،نجيبا في دراسته، لكنه تأثر بما قرأه خارج صفوف الدراسة من نظريات لداروين وماركس وروسو، فإذا به يعتزل الكاثوليكية وينتقل سنة 1917 إلى العاصمة مدريد لدراسة الموسيقى. لكن والده كان مصرا على الهندسة الزراعية، وهو في النهاية وجد نفسه يدرس علم الحشرات التي كان يهتم بها صغيرا. وفي أفلام كثيرة له نجد انعكاسا لها، فهي تظهر بوصفها جزءا من التعبيرات السوريالية. في مدريد تعرف على عدد من الكتاب والمثقفين من بينهم رفاييل ألبرتيني ورامون غوميز دي لا سرنا وفردريكو غارسيا لوركا وكذلك الشاعر جوان رامون جيمينز مؤسس حلقة الشعراء السورياليين سنة 1927. هناك أيضا تعرف على الرسام سلفادور دالي وأخذ من حينها يكتب أفكارا فلسفية متأثرا بأجوائه الجديدة.

في مذكراته المسماة «النفس الأخير» التي وضعها قبل سنوات قليلة من موته ليسرد فيها سيرة حياته هذه، ذكر أنه شاهد أول أفلامه وهو في الثامنة من العمر (فيلم كرتوني) وأن كوميديات ماكس ليندر (فرنسي مجهول عربيا) وباستر كيتون وتشارلي تشابلن وهارولد لويد وبن تورن، كانت من بين ما شاهده بكثرة. لا يقرر في تلك المذكرات كيفية استقباله لها وما إذا كان تأثر بها لأبعد من مجرد استقبال ترفيهي أم لا، لكن المؤكد أن باريس التي نزح إليها بعدما عمل في السفارة الفرنسية في مدريد، منحته البلورة في هذا الاتجاه، وكتب أنه بدأ يؤم السينما عدة مرات في الأسبوع وأحيانا كثيرة كان يمضي اليوم بكامله في الأفلام.

نتيجة مشاهداته انصرف بالكامل للعمل في السينما وانخرط في مدرسة جان إبستين للسينما ووجد نفسه مساعدا له في بضعة أفلام تجريبية ثم مساعدا للمخرج الفرنسي جاك فيدير في نسخة من «كارمن».

في عام 1929 أخرج فيلمه الأول «الكلب الأندلسي» بمشهده الصادم لرجل يمر بموسى على عين فتاة صغيرة. المشهد مقلق وصادم كما أراده بونويل مؤسسا لحضوره السينمائي، ولو أن اليد التي تمثل المشهد هي يده، أما العين (وقد التقط المشهد بـ«كلوز أب») فهي عين عجل ميت.

الصداقة التي ربطته بسلفادور دالي انتهت فاعليتها سنة 1930 عندما اختلفا في الطريقة التي سيخرج بها بونويل قصة دالي المسماة «العصر الذهبي». حين خرج الفيلم للعروض انتقده سلفادور دالي بشدة قائلا إنه فيلم تعامل كاريكاتوريا مع أفكاره، وهو لم يكن الوحيد بالطبع الذي هاجم الفيلم؛ بل هوجم من قبل اليمين والكنيسة على حد سواء، وقام البوليس الفرنسي بإصدار قرار بمنع الفيلم «حفاظا على النظام العام» بعدما تعددت المظاهرات وأعمال الشغب ضد الفيلم (بما فيها اقتحام شبان إحدى الصالات وإلقاء حبر وبيض على الشاشة) على الرغم من الاستقبال السيئ، فإن مندوب «ستديو مترو – غولدوين - ماير» عرض عليه إيجاد عمل له في هوليوود لكي «تتعلم كيف تُصنع الأفلام هناك»، كما قال له. بونويل وافق وكل ما كان مطلوبا منه هو الجلوس في الاستوديو ومراقبة المخرجين وهم يعملون وقبض 250 دولارا في الأسبوع. هذه «النعمة» استمرت ثلاثة أشهر وانتهت عندما عرض عليه إخراج فيلم لممثلة إسبانية اسمها ليلي داميتا، لكنه رفض واصفا إياها بالعاهرة، فطُرد من الاستوديو وعاد إلى إسبانيا حيث أنجز فيلمه الثالث «أرض بلا خبز» سنة 1932.

السنوات اللاحقة كانت صعبة ودفعته الظروف السياسية في منتصف ثلاثينات القرن الماضي إلى تخليه عن سينماه السوريالية لصالح سينما تجارية عادية. في ذلك الحين، تسلم عرضا من هوليوود للإشراف التاريخي والتقني على فيلم وثائقي عنوانه «شحنة من الأبرياء» وحين حط في هوليوود اكتشف أن المشروع قد تم إلغاؤه. بقي هناك ليشرف على إعادة توليف فيلمين أحدهما «انتصار الإرادة» للألمانية ليني ريفنتشتول.كما أخذ بونويل يشرف على إرسال مواد سينمائية معادية للنازية لحساب موزعين سينمائيين في دول أميركية لاتينية.

في عام 1942 وضع سلفادور دالي كتاب سيرته وأعلن فيه أن بونويل ماركسي حرف محتويات فيلمهما «العصر الذهبي» ليتلاءم مع منهجه الشيوعي. في نيويورك التقطت صحيفة «موشن بيكتشرز هيرالد» اليمينية الخبر واتخذته منصة هجوم على بونويل.. النتيجة إقالته من عمله وتحوله إلى مجرد مترجم لأفلام «وورنر» التي تريد توزيعها في أميركا اللاتينية وكاتب لفصل من مشاهد لفيلم روبرت فلوري «الوحش ذو الأصابع الخمسة» كما حاول تنفيذ عدة مشاريع لحسابه، لكن لم يستجب أحد لنداء الفنان فيه.

من هوليوود إلى المكسيك حيث حقق المخرج الجزء الأكبر من أفلامه.. فهي مرحلة بدأت سنة 1947 وانتهت سنة 1966 وشملت نحو ثلاثين فيلما معظمها بالأبيض والأسود يمزج فيها بين ما يثير المشاهدين المحليين (أفلام دراما وتاريخيات ومغامرات.. إلخ..)، وما يعكس رغبته في مواصلة مواقفه المعادية للعسكر وللكنيسة.

حين عاد إلى رحاب السينما الفرنسية سنة 1967 لينجز فيها «حسناء النهار» (ذلك الفيلم الذي قدم كاثرين دينوف كما لم تظهر من قبل) استقبله النقاد والمجتمع السينمائي كما لو كان فاتحا. مرحلة جديدة في حياة بونويل السينمائية بدأت هناك واستمرت وشملت بضع جواهر فنية من بينها «تريستانا» و«شبح الحرية» وآخرها هو الفيلم المعروض من جديد حاليا «شبح البرجوازية الخفي».

مجموعة من الشخصيات التي تجد نفسها في رحلة من باريس (التي باتت هدف تفجيرات إرهابية) يقودها فرناندو راي (لكن بصوت ميشال بيكولي كون الإسباني راي لم يكن يجيد الفرنسية) الذي يمضي كاشفا لمجموعة من الغرباء أوراقه الشخصية في سلسلة من الفلاشباك والذكريات. السيناريو كان التعاون السادس بينه وبين الكاتب الكبير جان كلود كارييه، والرواية كان وضعها بيير لويز قبل سنوات عديدة. في الواقع تم تصوير عدة أفلام؛ أشهرها فيلم أميركي مع مارلين ديترتش وإخراج جوزيف فون ستيربيرغ بعنوان «الشيطان امرأة». لكن نسخة بونويل هي الأكثر تميزا بمسافات ضوئية ولا تزال تحمل تلك البصمات الخاصة بوضوح.

فيلم الأسبوع

* «نيويورك في الفضاء»

* إغلاق Lockout إخراج: جيمس ماذر وستيفن ليغر.

أدوار أولى: غاي بيرس، ماجي غرايس، فنسنت ريغان، ليني جيمس.

النوع: خيال علمي/ أكشن.

تقييم الناقد: ** (من خمسة).

* لا يفقد «سنو» (غاي بيرس) أعصابه رغم الظروف التي يمر بها: نتعرف عليه وهو مقيد إلى كرسي يتلقى الضرب، ثم مرميا في زنزانة، ثم موضوعا في كبسولة فضائية تنتقل به إلى سجن فضائي ثار من فيه، وهم من أعتى المجرمين، على حرسه واحتلوه بما تيسر لهم من سلاح الحرس، ثم هو يدخل ذلك السجن ليواجه هؤلاء المجرمين في سلسلة لا تنتهي من المواقف الخطرة، حتى إميلي (ماغي غرايس) لا تثير قلقه أو غضبه وهي لا تمتثل لما يطلبه منها.

إنها ابنة رئيس الجمهورية الأميركي (بيتر هدسون) التي كانت في رحلة ذات أهداف إنسانية لمعاينة السجناء عندما نجح هؤلاء في الخروج من زنزاناتهم واستولوا على مقادير الأمور ليحتجزوها بين مدنيين آخرين. المطلوب من المتهم زورا سنو أن يدخل عرين الضباع الجائرة وينقذ إميلي من أنيابها وهم لا يعلمون أنها ابنة رئيس الجمهورية إلا من بعد وصوله.. هي لا تجعل مهمته هينة، فتعانده، تماما كما ينص السيناريو المكتوب تبعا للتقاليد في هذا الشأن، وتذهب يمينا حين يطلب منها الاتجاه يسارا أو العكس. لكن هذا التناقض محسوب، وأنت تعلم ذلك لأنك شاهدت الكثير مثله في أفلام سابقة، لأنه سينتهي إلى وفاق وقبول؛ بل إذا ما صدقنا النهاية، فإنه في مقابل خروج سنو بريئا من التهمة السابقة، ومعافى من إصاباته، سيمسك بيد ابنة الرئيس ويمضيا إلى مغامرة أخرى إذا ما قدر لهذا الفيلم أن يخلف جزءا ثانيا.

«إغلاق» فيلم مستوحى من بضعة أعمال سابقة تقع أحداثه في الفضاء غير البعيد والمستقبل غير البعيد أيضا (عام 2027)، ويتضمن مركبات حربية طائرة وكوكبا مصنوعا من المعدن أو هكذا يبدو.. دخوله ليس هينا، لكن الخروج منه أصعب. الفكرة التي تتناول احتجاز ابنة رئيس الجمهورية موجودة في فيلم جون كاربنتر «هروب من نيويورك» (1981) ولو أن الأحداث هناك تقع على الأرض بعدما سيطر الخارجون على القانون على مدينة نيويورك بأسرها. كذلك فإن جزءا من الحبكة يعود إلى «داي هارد» (جون مكتيرنن - 1988) حيث يجد بروس ويليس نفسه داخل ناطحة سحاب وعليه إنقاذ رهائن من القتل في مواجهة عصابة إرهابية احتلت البناية الشاهقة.

في الحقيقة، يتكلم غاي بيرس، وهو ممثل جيد جاء من أستراليا في الثمانينات واستقر، كما يتكلم بروس ويليس في مثل تلك المواقف. والحوارات مكتوبة بابتسار ومتبادلة مثل كرة البينغ بونغ. بيرس يعلم أين هو في فيلم مطلوب منه أن يدخل حلبة المنافسة مع أفلام أكشن خيال علمي أخرى ويرضى بأن يتخلى عن ملكياته الشكسبيرية لتقديم أداء سهل. لكن الفيلم يبقى أضعف من أن يلبي الغرض على نحو كامل. نعم، فيه من المشاهد ما يسلي، ومن الأكشن ما يجعل هواة النوع بعيدا عن الالتهاء بهواتفهم الجوالة خلال العرض، لكنه في نهاية المطاف واحد من تلك الأعمال الحبلى بالكليشيهات المعتادة.

شباك التذاكر

* سينما الأنيميشن هذا الأسبوع تحتل المركزين الأماميين: «شجاعة» في عرضه الأول، و«مدغشقر 3» في أسبوعه الثالث. لكن فيلم «إبراهام لينكولن: صائد الفامبايرز» يكتفي بالموقع الثالث في حين تتراجع باقي الأفلام.

1 (-) Brave: $66,739,027 (4) 2 (1) Madagascar 3: Europe›s Most Wanted: $20,200,145 (2) 3 (-) Abraham Lincoln: Vampire Hunter: $16,544,088 4 (2) Prometheus: $10,348,082 (3) 5 (4) Snow White and the Huntsman: $9,112,656 (3) 6 (3) Rock of Ages: $7,842,101 (2) 7 (5) That›s My Boy: $7,727,683 (1) 8 (7) The Avengers: $7,040,234 (3) 9 (6) Men in Black III: $5,506,002 (2) 10 (-) Seeking a Friend: $3,836,348

سنوات السينما

* 1924.. صقر البحار يحب العرب

* أحد أهم أفلام ذلك العام الذي كان مليئا بالأفلام التي تستحق الوقوف عندها اليوم، هو فيلم فرانك لويد «صقر البحر» عن كتابة لرفاييل ساباتيني وبطولة ميلتون سيلز وإنيد بانت ووالاس بيري. حكاية نبيل إنجليزي يخدعه أخوه فيدبر له تهمة القتل. يهرب من العدالة ويلتحق بمركب للعمل عليه، لكن البحارة الإسبان يسطون على المركب ويضعون النبيل عبدا إلى جانب عرب آخرين. حينما يثور النبيل والعرب وينقلبون على بحارة السفينة يتوجهون بالسفينة إلى الجزائر لأن أحد العرب المساعدين ما هو إلا ابن الشيخ حاكم الجزائر. يتقرب الفيلم من الثقافة الإسلامية على نحو إيجابي ويمنح العربي صورة أفضل من تلك التي وردت سنة 1921 في فيلم «الشيخ». في النهاية، يعود النبيل إلى بريطانيا ويثبت براءته، لكن صداقته مع العرب ستبقى قائمة.

الشرق الأوسط في

29/06/2012

 

جيم أوفر… هل ظلم يسرا؟

يسرا: اعتدت الهجوم المسبق على أعمالي

كتب: القاهرة - هند موسى  

أثار الهجوم الشرس الذي تعرضت له يسرا بسبب طريقتها في الغناء والرقص الشعبي في فيلم «جيم أوفر» تساؤلات حول هدفها من أداء هذا الدور، هل رغبة في تغيير نمط الأدوار التي اعتادت عليها منذ أعوام أم لإثبات أنها ما زالت قادرة على أداء أدوار متنوعة؟

منذ عرضت أغنية «حقي برقبتي» ضمن أحداث فيلم «جيم أوفر»، إخراج أحمد البدري، انهالت الاتهامات على مواقع الـ «فايسبوك» و{تويتر» و{يوتيوب»، ضد بطلتيه يسرا ومي عز الدين، بسبب أسلوبهما وطريقتهما في الغناء والرقص الشعبي الذي وُصف بالابتذال وخدش الحياء العام، وبأنه لا يتناسب ومكانتهما الفنية.

دافعت يسرا عن أدائها في «حقي برقبتي»، مؤكدة أن الأغنية جاءت ضمن سياق الفيلم الدرامي، إذ تجسد شخصية مذيعة متسلطة وعصبية تهتم بجمالها ومظهرها الخارجي، إلا أنها فجأة تترك عملها لأجل ابنها الذي يُصر على الزواج من فتاة أقل منه في المستوى المادي والمهني، فيبدأ صراع كوميدي بينهما.
توضح يسرا أن الهجوم على الفيلم بدأ قبل عرضه، وهو أمر غير منطقي، إذ لا يجوز الحكم على عمل من خلال الإعلان عنه، مطالبة النقاد بعدم التسرع في الحكم وانتظار مشاهدة الجمهور له، مضيفة أنها اعتادت الهجوم عليها بعد كل عمل فني تقدمه، لدرجة أنه إذا لم يحدث ذلك تندهش وتشعر بأنها فشلت.

ظلم

ترى الناقدة حنان شومان أن الحكم على أداء الفنانين من خلال إعلان فيلم يعدّ تدهوراً وظلماً في حق هؤلاء، وتقول: «كم من إعلانات لأفلام بدت عظيمة وبعد مشاهدتنا لها نكتشف أنها دون المستوى والعكس صحيح، على غرار ما حدث مع فيلم «بحب السيما» الذي اتهمه البعض بالتطاول على الدين، من خلال مشاهد وردت في الإعلان القصير عنه اعتبرت خادشة للحياء، وغير ذلك من إعلانات تعطي انطباعات عن أفلام وتهدد نجاحها وتؤثر في آراء المشاهدين.

تضيف شومان: «تثير أغنية «قاضي البلاج» التي قدمها عبد الحليم حافظ في فيلم «أبي فوق الشجرة»، وعرضت بشكل مستقل، التساؤل: كيف لمطرب الرومنسية الشاب المحترم الذي قدم «أهواك» أن يقلل من مكانته ويخرج علينا شبه عار على الشاطئ ومعه مجموعة من الفتيات يرقصن؟! لكن بعد مشاهدة الفيلم فهمنا أن الأغنية ترد في توقيت سفر الأبطال إلى المصيف، ويعدّ هذا الفيلم أحد أروع الأفلام القديمة التي نشاهدها من دون ملل».

توضح شومان أن مسألة تقييم أغاني الأفلام مرتبطة بمسار الأحداث وتوظيفها بشكل مناسب: «يمكنني الحكم على أغنية يسرا في حال كانت منفصلة، لكن هي هنا ضمن أحداث تسبقها وأخرى تليها لشخصية قد تكون عصبية أو مجنونة ولا نعلم طبيعتها لذا يصعب الحكم عليها من دون مشاهدة الشخصية نفسها على الشاشة».

أغنية دعائية

يشير الناقد نادر عدلي إلى أنه سبق ليسرا أن قدمت محاولات للغناء بدأتها في فيلم «دانتيلا» مع إيناس الدغيدي، وتبعتها مجموعة من التجارب، لذا يراها أغنية دعائية.

يضيف عدلي أن يسرا لم توفّق في أغنيتها الجديدة لأسباب أهمها أن صوتها ليس طربياً ولا شعبياً، إلى جانب أنها ليست مطربة بالمعنى الدقيق وتفتقد إلى الأداء الممتع الذي عرفت به سعاد حسني، فهذه الأخيرة كان صوتها يتميز بحيوية دفعت الجمهور إلى الاستماع إليها على رغم أنها لم تكن مطربة أيضاً.
يشير عدلي إلى أنه بصرف النظر عن هذه الأغنية غير اللائقة فإن الفيلم يُسحب من رصيد يسرا كنجمة لها وزنها الفني الثقيل، كذلك لا يضيف إلى تاريخها الفني الطويل بل يشوّهه.

رغبة في التغيير

تحمّل الناقدة ماجدة موريس منتج الفيلم أحمد السبكي الشكل الذي خرجت به يسرا ومي عز الدين، وتعلل قبول يسرا الدور برغبتها في التغيير، موضحة أن إرادة النجم في تغيير اللون الذي حُصر فيه فترات طويلة قد توقعه في مطبّات إلى درجة تجعله يظهر في مستوى أقل من الذي اعتاد عليه المشاهد، لذا من الطبيعي أن يندهش الأخير من الإطلالة الغريبة التي خرج بها نجمه، علماً أن الأخير يقصد إثارة هذا الشعور لدى الجمهور كونه لا يعمل في فراغ، مشيرة إلى أن مشكلة السينما اليوم أنها تقدم كماً محدوداً من الأفلام، لذا فمن تتوافر أمامه فرصة للمشاركة لا يتردد في قبولها، مهما كانت درجة غرابتها واختلافها عن طبيعة أدواره السابقة.

تضع موريس «حقي برقبتي» ضمن قائمة مغامرات النجوم، وتشبه يسرا بأشخاص عاديين يرغبون في تغيير وتيرة حياتهم فيتجهون إلى خوض تجربة أو مغامرة غير محسوبة العواقب، «لكن لا يعني ذلك أن على النجم أن يحسب خطواته لأنه لو فعل ذلك سيفقد روح المغامرة».

الناقد عصام زكريا يؤكد أن «حقي برقبتي» أغنية عادية ومن نوعية الأغاني والأفلام التي تقدمها سينما السبكي واستحوذت على هذا الموسم، حتى إذا كانت مبتذلة فأفضل وسيلة للقضاء على هذه الأعمال الهابطة هي التجاهل، لكن أن يتابعها الناس ويستمتعون بها ثم يعلّقون بأنها غير لائقة بمكانة النجمة أو حتى بالذوق العام، فهم بذلك يدفعون القيمين عليها إلى الاستمرار لأنهم حققوا الجماهيرية التي يريدونها، وهذا ما يثير الدهشة فعلاً.

يشبّه زكريا ما تعرض له الكليب من هجوم بما تلقاه سنوياً دراما رمضان؛ فيسخر المشاهدون من مسلسلات تحتوي على ألفاظ بذيئة ولكنهم يتابعونها بشغف من بدايتها حتى نهايتها، ثم يقولون إنها لا تتفق وشهر رمضان الكريم.

يضيف زكريا أن «جيم أوفر» لا يعتبر نقلة أو خطوة رئيسة في حياة يسرا الفنية، إنما فيلم كوميدي خفيف سيوضع ضمن مجموعة أعمال قدمتها سابقاً.

الجريدة الكويتية في

29/06/2012

 

تقليد الفنانين… دليل شعبية أم وسيلة تجريح؟

كتب: بيروت- ربيع عواد  

التقليد أحد أهم الفنون وأصعبها، إذ يتطلّب موهبة وعفوية وبعداً عن التصنّع والتفلسف… كثر قلدوا النجوم، البعض برز وحفر اسمه على الساحة الفنية والبعض الآخر فشل كونه خرج عن أدبيات المهنة ووقع في فخ المبالغة المبتذلة أو التجريح أو الخروج على قواعد الآداب العامة.

كيف ينظر النجوم إلى مقلديهم وإلى أي مدى يرحبون بالفكرة أو ينزعجون منها؟ «الجريدة» استطلعت آراء البعض منهم.

«ظاهرة فنية» لقب أطلق على الفنان باسم فغالي نظراً إلى المواصفات الفنية الاستثنائية التي يتمتع بها. انصب عمله على تقليد الفنانين وتجنب تقليد السياسيين اعتقاداً منه بأنه لن يضيف جديداً على الذين سبقوه في هذا المجال، إلا أنه لم يكتف بتقليد فيروز وصباح وسميرة توفيق ومادونا وهيفا وهبي واليسا ونانسي عجرم ويارا وميريام فارس… بل قلّد شاكيرا وليدي غاغا وشير وغيرهن من نجمات عالميات.
يؤكد فغالي أنه يعمل على تطوير موهبته ومهنته وأنه يكنّ احتراماً للشخصيات التي يقلدها… لا يخفي انزعاج فنانين من تقليده لهم ومبادرة آخرين إلى تهنئته على رغم تقليدهم بقسوة، يقول: «أسعدني حضور الفنانين مسرحيتي الجديدة
Monroe ave فقد اعتادوا أسلوبي وهم يعلمون أنه لولا المبالغة في التقليد لما وصلت الشخصية بشكل جميل ومضحك إلى الناس… في النهاية هذا عملي، يحصل أحياناً بعض العتب، لكن لا تلبث الأمور أن تسير على ما يرام».

موهبة حقيقية

لطالما عبّرت الأسطورة صباح عن عدم انزعاجها من تقليدها معتبرة أن التقليد فن بحد ذاته وأن محبة الناس لها تدفع المقلدين إلى تقليدها متمنية التوفيق لكل من يملك موهبة حقيقية في هذا المجال.

بدورها تؤكد مادونا أن تقليدها لا يزعجها ما دام لا يخرج عن الاحترام ونابعاً من محبة وبعيداً عن التجريح والإساءة، فهو دليل على أنها فنانة مشهورة ومحبوبة من الناس، تقول: «منذ انطلاقته يقلدني الفنان باسم فغالي بشكل دائم وأنا أشجعه وأقدّره لأنه يعرف حدوده ولا يتخطاها سواء معي أو مع غيري، وهو فنان محترف وحقيقي».

لا تنكر مادونا أن ثمة مسرحيات تندرج ضمن إطار «الشانسونييه» تشعرها بالاشمئزاز لسخافة المواضيع المطروحة والطريقة البشعة في تقليد الفنانين، والتي تعتمد على إيحاءات وكلام مبطّن لا يعبر عن موهبة بل عن ابتذال ورخص.

فن جميل

كثر قلدوا ميريام فارس نظراً إلى الشخصية الفريدة التي تتمتّع بها على الساحة الفنية، من بين هؤلاء باسم فغالي الذي قلدها بطريقة اعتبرها البعض مبالغاً فيها، وسرت إشاعات عن انزعاجها، إلا أنها ما لبثت أن نفت ذلك في حديث لها، مؤكدة إعجابها بفغالي كونه يقدم فناً جميلاً وراقياً، ولفتت إلى أن المبالغة مطلوبة ليكون المشهد الذي يريد إيصاله كوميدياً.

تضيف: «احترم الفنان الجريء الذي يحافظ على الآداب العامة، وفي حال خرج التقليد عن إطاره الاخلاقي والمهني تحول إلى ابتذال، ولا يصح حينها أن نطلق عليه عبارة أنه أحد الفنون».

التقليد بالنسبة إلى الفنانة نيللي مقدسي أحد أهم الفنون في حال رصد المقلّد ملامح نافرة في الشخصية التي يقلّدها ووضعها في إطار جميل يدخل البسمة إلى القلوب، شرط ألا يتعدّى حدود الآداب العامة ويتحول المشهد من تقليد إلى تجريح وسخرية، تذكر: «يقلّد البعض وجوهاً فنية بطريقة مبالغ فيها لا تضيف إلى المشهد بل تشعر المشاهد بالقرف والاشمئزاز، صحيح أن المبالغة مطلوبة ولكن بطريقة ذكية وراقية وبعيدة عن الابتذال».

بدورها تعتبر الفنانة دوميتيك حوراني أن التقليد فن جميل وتستمتع بمتابعة المقلدين الذين يعرفون قيم هذه المهنة ومبادئها ولا يتخطون حدودهم على غرار باسم فغالي.

تضيف حوراني أنها لا تشمئز من تقليدها، فلكل شخصية بارزة مواصفات معينة. والمقلد الذكي هو الذي يبني مشهده على هذه المواصفات ويبالغ فيها شرط ألا يخرج عن نطاق الآداب العامة.

الجريدة الكويتية في

29/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)