حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تجسّد دور ماري أنطوانيت في فيلم جديد

ديان كروغر: الناس ظلموا الملكة

إعداد - محمد هاني عطوي

 

إذا ما شاهدتها في قصر فرساي تظن أنها صاحبته، فها هي تجسد شخصية ملكة فرنسا ماري أنطوانيت بعدما كانت الملكة هيلين ملكة اسبرطة في فيلم “طروادة” عام ،2004 وهو الفيلم الذي أطلق شهرتها عالمياً . إنها الممثلة الألمانية وعارضة الأزياء الشهير، ديان كروغر التي أصبحت في سن الخامسة والثلاثين واحدة من البطلات الشهيرات اللواتي جسدن شخصية النمساوية ماري أنطوانيت على الشاشة .

ديان كروغر تعيد اليوم الذكرى من جديد لهذه الملكة الشهيرة في فيلم بعنوان “وداع الملكة”، وهو فيلم فرنسي تشاركها فيه الفرنسية الشهيرة فرجيني لودويان التي تجسد بدورها دوقة بولينياك، وتحاول ديان أن تربط بين حياتها وحياة ماري أنطوانيت الملكة، فوالدتها تسمى ماري تيريز وهو نفس اسم والدة الملكة ماري أنطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر التي جاءت إلى باريس في سن الخامسة عشرة وهي لا تتقن الفرنسية ولا عادات المجتمع الباريسي القائم على المظاهر .

ويبدو أن البلاط الذي تعيش فيه ديان وهي تجسد ماري أنطوانيت يشابه نوعاً ما عالم عارضات الأزياء، حيث يجب أن تكثر من الظهور بفساتين جديدة . وتقول: “عندما قرأت سيرة حياة الملكة ماري أنطوانيت، أحسست بانفعالات شخصية جعلتني أشعر بأنني أتقمص شخصيتها بالفعل، لكن التشابهات تتوقف عند هذا الحد، فالممثل الكندي جوشوا جاكسون صديقها الحميم ليس ملكاً إلاّ على عرش قلبها، فبين عملين سينمائيين يجدان نفسيهما يتنقلان بين لوس أنجلوس وباريس، ويفكران في إنجاب طفل يحمل جنسيات عدة ولذا تقول ديان: قصدت هذا لأنني فهمت أن الحياة أكثر أهمية من السينما: عن هذه التجربة كان لمجلة “باري ماتش” الفرنسية معها هذا اللقاء .

·     تجسدين شخصية ماري أنطوانيت في فيلم للمخرج بونوا جاكو بعنوان “وداع الملكة”، فهل تشعرين بأنك قريبة من الشخصية؟

- أنا ألمانية الأصل وهي نمساوية، وعندما وصلت إلى فرنسا كنت صغيرة السن ولم أكن أحسن التفوه بكلمة فرنسية واحدة، وأحسست عندها بالوحدة والغربة، وهكذا كانت هي عندما وصلت إلى فرنسا زوجة للملك لويس السادس عشر، وكانت في السن نفسها، فضلاً عن ذلك أمي تسمى ماري تيريز وهو اسم والدتها نفسه، شيء مثير أليس كذلك؟! لكن الفرق أنها كانت ملكة فرنسا وهنا لا أريد أن أذهب بعيداً في التشابهات ولكن ثمة بعض منها بيننا .

·        ما الصعوبات التي واجهتك في تأدية هذا الدور؟

- الناس لديهم رأيهم الخاص عنها والذين يحكمون عليها ظلماً أو ينتقدونها بقسوة هم أولئك الذين يكرهونها، لقد جسدت شخصية هذه الملكة ممثلات كثر في أفلام كثيرة، ولكن الفيلم الذي أصوره اليوم فيه بعض الخصوصية وهو يتحدث عن الأيام القليلة من عام 1789 التي تغير كل شيء فيها في فرساي، وهو قصة هذه الشخصية المضطربة التي تحولت من التهور إلى الحزن والغضب والشعور بالهجران . . والحقيقة أنه لم يكن لدي خط أحمر بين المشاهد الأخيرة والمشهد الأول الذي بدا لي معقداً بعض الشيء، حيث تظهر ماري أنطوانيت بشخصيتها الأكثر طيشاً ورعونة، ومن ناحيتي، فأنا أعمل منذ سن السادسة عشرة لأنني لم أخرج من عائلة ميسورة الحال، بل كنت أشعر دوماً أنني مسؤولة عن نفسي وغيري في العائلة، ولذا فمسألة الطيش والرعونة في شخصية الملكة غريبة عني، خاصة أنني كبرت في القرية ونشأت وترعرعت بين الكبار، ومن هنا ليس كل ما بيننا متشابهاً بل ثمة ا ختلافات كثيرة .

·        إلى أين يقودك ذوقك وحبك لبلد مثل فرنسا؟

- أشعر بأنني في بلدي وأحاول أن أمثل فيلماً في السنة الواحدة وأرى نفسي أكبر في هذا البلد .

·        لقد كنت عارضة في نيويورك ألم تكن لديك الفرصة للاستمرار هناك في هذا المجال؟

- هذا الأمر لا يمكن تفسيره منطقياً وكنت أعتقد دائماً أنني لن أحصل على أية فرصة في السينما الأمريكية، وفي الوقت نفسه كنت معجبة بالممثلين الفرنسيين . من ناحية ثانية بدأت في تلقي دورس في المسرح بباريس ولا أظن أنني أمريكية أكثر من فرنسية، لذا أرى أنني لم أكن لأحصل على تسهيلات هناك أكثر من هنا خاصة أن السينما الفرنسية تقدم لي أفضل الأدوار وأجملها .

·     نلاحظ من خلال سلسلة الأفلام التي قمت بتصويرها أن ثمة أمراً مدهشاً، فأنت مررت من نجاح كبير في فيلم “بنيامين جيت” للمخرج جون ثورتلتوب إلى أفلام صغيرة أو لنقل قصيرة كفيلم “فرانكي” للمخرجة فابيين بيرتو والذي صور داخل مستشفى للعلاج النفسي، فهل أنت كنت بالفعل تشعرين بالشعور نفسه في كلا الفيلمين؟

- لا ليس على المستوى نفسه بالطبع، لكنني في الحقيقة لا أبحث عن التنوع ضمنياً، بل أختار السيناريو والمخرج وفق تصوراتي واقتناعاتي، فعلى سبيل المثال أحلم حالياً بالعمل مع المخرج دارين أرونوفسكي مخرج فيلم “بلاك سوان” “البجعة السوداء”، علماً بأنني أحن أو أمتلك الطاقة الكافية لعمل أفلام كأفلامي الأولى، رغم أن الأمر لا يسير على المنوال ذاته من النجاح المحقق في كل مرة، إنها مخاطرة لابد من خوضها وأنت وحظك، وعندما وثقت المخرجة فابيين بيرتو بي وبقدرتي على لعب دور معين في الفيلم الذي صورته معها، كان عمري 16 سنة فقط، ولم أكن أملك أية خبرة في هذا المجال، وأعتقد أن الإنسان يجب أن يكون خلاقاً على الدوام وهو ما يتميز به كبار المنتجين الأمريكيين فعلاً، فهم ينظرون إلى البعيد، وفي هذه الآونة أقوم بتصوير شخصية لمخلوق فضائي (Alien) “آليان” بإشراف المخرج أندرو نيكول الذي أخرج “ملك الحرب” .

·        هل أنت نادمة على عدم أدائك بعض الأدوار المهمة أو ضياعها منك؟

- بالطبع ولكن هذه هي الحياة ففي الولايات المتحدة لم أزل خاضعة لعملية توزيع الأدوار على الممثلين، وفي أغلب الأوقات نجد أن الاستوديوهات والمنتجين هم الذين يختارون الممثلين، وليس هذا من عمل المخرجين!

·        وبالطبع مازلت بالنسبة لهؤلاء البطلة “هيلين” في فيلم “طروادة”، أليس كذلك؟

- لقد مر وقت طويل على هذه التجربة، ومع ذلك فالأشخاص الذين يتخذون القرارات داخل الاستوديوهات لديهم أفق محدود، بمعنى أنهم يترددون في أن يمنحونا أدواراً لم نتطرق إليها سابقاً، فعلى سبيل المثال بعد تمثيلي في فيلم “أوغاد مجهولون” للمخرج كوينتن تارانتينو، كان يمكن أن أصور عشرات الأفلام كجاسوسة ألمانية، لكنني لم أكن أتمنى ذلك خوفاً من الملل من أداء الدور نفسه أو تكرار ذاتي، ومن هنا ففي كل مرة أجد نفسي مضطرة لأثبت نجاحي ورغباتي وأمنياتي .

·        هل كنت تتوقعين حصول جان دوغاردان على الأوسكار؟

- كنت مع الفريق الفرنسي الذي صور الفيلم خلال إحدى الأمسيات في فندق قصر مارمون في لوس أنجلوس، وكنا نشعر أن ثمة تصاعداً كبيراً في نجاح فيلم “الفنان” “The Artist”، خاصة أنني شاهدت الفيلم في صالات العرض في الولايات المتحدة، ولاحظت مدى الإعجاب والحماس لهذا الفيلم على وجوه الناس .

·        أين تفضلين العيش في فرنسا أم في أمريكا؟

- أعيش في باريس وعندي شقة في لوس أنجلوس وهناك كل شيء يدور حول السينما إلى درجة الاختناق، وأنا أحتاج إلى الواقع كي أعمل على تغذية أدواري بالأفكار الخلاقة وكي أشعر أنني حية، فأنا أوروبية وأعشق المشي في الشارع مع الناس .

·        لكنك تعيشين مع ممثل كندي يعيش في الولايات المتحدة؟

- هذا لا يغير شيئاً من الأمر فأنا أحب العيش في فرنسا وأحب أن أعود إلى شقتي وسأقسم وقتي بين فرنسا وأي مكان آخر .

·     لم تعودي تلك البطلة الأولى على الإعلانات كما أنك لم تبلغي مرحلة النضوج الكافي، فهل هذا يعني أن أمامك أياماً جميلة في عالم السينما في المستقبل؟

- هذا صحيح، فسابقاً كان سجلي السينمائي محدوداً لأنه كان يفتقد للتعقيد في الأدوار التي أمثلها، والآن أصبحت الثقة بي أكبر لأداء أدوار أكثر قوة وتعقيداً، نظراً لأن تجربتي أصبحت أطول من ذي قبل، فعلى سبيل المثال لم يكن بإمكاني أداء دور ماري أنطوانيت قبل 5 سنوات لكنني استطعت تحقيق النجاح المطلوب بالمثابرة .

·        إذاً هي السينما وليس شيئاً آخر؟

- بالطبع ليس الإخراج أما الكتابة فلا أعرف، وفي الفترة الأخيرة اشتريت حقوق أحد الكتب وأتمنى أن أجسد ما فيه في سلسلة متلفزة للقناة الأمريكية التي تعمل بالكابل (HBO) . وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى وقت، وليس من السهل عمل هذه السلسلة المتلفزة بين ليلة وضحاها، فضلاً عن ذلك، أرغب في أن أعيش حياتي كامرأة، فأنا لدي طفلان وأشعر أنه يمكنني أن أعمل بشيء آخر غير التمثيل .

·        هل هذا يأتي من رغبتك في عدم الاعتماد على الآخرين؟

- الأمر كان يؤرقني عندما كنت صغيرة السن أما اليوم فلا يشغل بالي إلى هذه الدرجة، فلقد حاولت أن أشق طريقي وحققت الكثير من المشروعات وأتمنى تحقيق الأفضل.

الخليج الإماراتية في

27/06/2012

 

اشتهرت بالقوة وحب السيطرة في الفن والحياة

علوية جميل "البرنسيسة"

القاهرة - “الخليج”:  

رسمت الشاشة الفضية خلال سنوات عمرها الطويل أكثر من صورة للأمهات، بعضها كان متوافقاً مع ما نعرفه عن ست الحبايب، وأشهرهن أمينة رزق وآمال زايد وعزيزة حلمي وفردوس محمد، وبعضهن حملن من صفات القسوة والجبروت، بل والانحراف أحياناً وأوجعن قلوب المشاهدين، يأتي في مقدمة هؤلاء علوية جميل، التي بدأت مشوارها الفني مع يوسف وهبي من خلال فرقة رمسيس .

أبدعت علوية في دور الأم المستبدة المتسلطة القادرة على فرض رغباتها على أبنائها بقسوة، ولا ينسى المشاهد لعلوية دورها في فيلم “التلميذة”، وملامحها المليئة بالجبروت، وهي ترفض زواج ابنها في الفيلم حسن يوسف من شادية لمجرد كونها ابنة الخادمة، ولها من الأدوار ما هو محفوظ في ذاكرة الدراما العربية لارتباط هذه الأدوار فقط بدور المرأة المتسلطة ذات الجبروت .

الطريف أن المحيطين بالفنانة علوية جميل كانوا يؤكدون دوما، أنها على المستوى الشخصي تتمتع بسمات شخصية تميل إلى الصلابة والقوة والسيطرة، ودليلهم على ذلك موقفها من زوجها الراحل محمود المليجي، عندما علمت بزواجه من الممثلة الشابة وقتها فوزية الأنصاري، التي كانت تعمل بفرقة أم كلثوم، فما كان من علوية إلا أن أجبرت المليجي على تطليقها في اليوم الثالث من الزواج، والأكثر من ذلك أنها صممت أن تبلغها بنفسها فاتصلت بها هاتفياً وقالت لها: “أنت طالق يا فوزية”، وذلك على عكس زوجها الفنان الكبير الراحل محمود المليجي الذي اشتهر بأنه شرير الشاشة الأول، في حين كان في حياته الشخصية رقيق القلب يشيع حباً وحناناً لكل من حوله، ولكل من عمل معه .

تزوجت الفنانة علوية جميل وهي في الثالثة عشرة من عمرها وأنجبت وحيدتها “إيزيس”، ثم تزوجت من شرير السينما المصرية محمود المليجي، الذي اشتهر في ذلك الوقت بأنه شرير الشاشة في عام ،1939 ولم ينفصلا حتى وفاته، وقد اشتركا في عدد هائل من الأفلام السينمائية، وقدما معاً عدداً من أهم أفلامها مثل “عريس الهنا، برلنتي، ليلى بنت الأغنياء، الملاك الأبيض، والمبروك”، وكان آخر أفلامهما معاً “سجين الليل” عام 1963 وهو أيضاً آخر أفلام علوية جميل قبل اعتزالها العمل الفني، حتى توفيت عام 1994 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين . كانت طبيعة أدوارهما بمعظمها متشابهة، حيث جسد محمود المليجي عن جدارة شخصية الشرير القادر على أن يزرع الشر أينما حل، بينما اشتهرت علوية جميل بدور المرأة القوية المسيطرة والمستبدة، وهي الشخصية التي اشتهرت بها في معظم إن لم يكن كل أدوارها على الشاشة، ولعل هذا التنميط الذي حدث لها قد حد بشكل كبير من فرصتها في أداء أدوار أخرى، ربما كانت قادرة على الإجادة فيها بنفس القدر، كما حدث على المسرح في بداية حياتها .

ولدت الفنانة علوية جميل في لبنان عام ،1910 واسمها الحقيقي “اليصابات خليل مجدلاني” نزحت إلى مصر مع أسرتها وانضمت إلى فرقة رمسيس مع يوسف وهبي عام ،1923 كانت أول مسرحية لها “توسكا”، مع الفنانة فاطمة رشدي، ثم قدمت بعد ذلك “راسبوتين، النائب المحترم، حب عظيم، رجل الساعة وهكذا الدنيا”، ثم قدمت من خلال الفرقة مسرحيات عدة مثل “الكونت دي مونت كريستو، راسبوتين، النائب المحترم” وغيرها . . التحقت بالفرقة القومية، واستمرت بها عشر سنوات مثلت خلالها 11 مسرحية .

بدأت مشوارها الفني من السينما في فيلم “أولاد الفقراء” عام ،1924 ومثلت الكثير من الأفلام وجسدت من خلالها شخصية الأم القاسية أو المرأة الشرسة، ومن صدق الأداء اعتقد البعض أنها متكبرة وأطلق عليها لقب “البرنسيسة” .

قدمت عبر مشوارها السينمائي ما يقرب من 46 فيلماً، شاركت فيها بالكثير من الأدوار التي تعد علامات، ليس في مشوارها الفني فقط، بل في تاريخ السينما المصرية، حيث إن أغلب إن لم يكن كل الأعمال التي شاركت فيها تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، والقصير منها تم اختياره من بين أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، من بينها: “أولاد الفقراء” عام ،1924 “نداء الدم” ،1934 “برلنتي، عريس الهنا، سيف الجلاد، وابن الحداد” عام ،1944 و”المظاهر، أحلام الحب، قتلت ولدي، كازينو اللطافة، والجيل الجديد” ،1945 و”يد الله، الحياة كفاح، الخير والشر، ليلى بنت الأغنياء، عواصف، والملاك الأبيض” ،1946 و”العقل في إجازة” عام ،1947 و”قدم الخير الأب، والحسناء” عام ،1952 و”نساء بلا رجال، والأم القاتلة” عام ،1953 و”دلوني يا ناس، والناس مقامات” عام ،1954 و”نحن بشر، الله معنا، الحبيب المجهول، والغائبة” عام ،1955 و”معجزة السماء” ،1956 و”المتهم، طريق الأمل، ونهاية حب” عام ،1957 و”مع الأيام، وعواطف” عام ،1958 و”شباب اليوم، والمبروك” عام 1959 و”أبو أحمد، وبين أيديك وبهية” 1960 و”التلميذة” 1961 و”مافيش تفاهم” 1962 و”سجين الليل” ،1963 وبعد هذا الفيلم الأخير اعتزلت علوية جميل السينما، والفن بشكل عام، وظلت بعيدة عن الأضواء حتى توفيت في العام 1994 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، ومشوار فني لم يزد على عشرين عاماً .

الخليج الإماراتية في

27/06/2012

 

نجحت في جذب الجمهور رغم الأحداث

أفلام سينمائية في مهمة انتحارية

القاهرة - “الخليج”:  

بعد الفشل الذي لاحق عددًا كبيرًا من الأفلام موسم الصيف الماضي، توقع بعض السينمائيين والنقاد ألا تغامر شركات الإنتاج بأفلامها موسم الصيف الحالي، خاصة مع توتر وسخونة الأحداث السياسية في مصر وانشغال الجمهور بانتخابات الرئاسة واندلاع العديد من المظاهرات الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى التأكيد أن نجاح أي فيلم في تلك الظروف أمر غير مضمون، بل ويعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر، ورغم ذلك قرر البعض طرح أفلامه والدخول بها في تلك المهمة الانتحارية مثل أفلام “المصلحة” و”حلم عزيز” و”جيم أوفر” و”حصل خير” وغيرها . . وهو ما دفعنا إلى التساؤل عن أسباب تلك المغامرة ونتائجها ومفاجآتها أيضاً؟ وتوجهنا إلى صناع الأفلام في هذا التحقيق . .

البداية مع المنتج والمؤلف وائل عبدالله الذي كشف عن تحقيق فيلم “المصلحة” لأحمد السقا وأحمد عز أكثر من خمسة عشر مليون جنيه خلال أسبوعين فقط من عرضه، واصفاً تلك الإيرادات بالمعجزة التي أعادت الروح إلى السينما المصرية مرة أخرى، وقال: “السبب الرئيس الذي دفعني للخوض في تلك المغامرة وطرح فيلم “المصلحة” في هذا التوقيت الصعب هو إيماني الشديد بضرورة عودة الروح مرة أخرى إلى السينما المصرية، لكن للعودة أصول يجب أن يدركها جميع العاملين بتلك الصناعة، وأقصد أن تكون العودة إلى السينما بأفلام قوية ومتكاملة العناصر بإمكانها إعادة الروح إليها مرة أخرى بعد فترة طويلة من الكساد، وهو الأمر الذي سوف يجبر الجمهور على الذهاب إلى السينما ومشاهدة ما تعرضه، وفيلم “المصلحة” عمل تتوافر به جميع العناصر التي بإمكانها تحقيق تلك المعادلة الصعبة، فإلى جانب وجود نجوم الصف الأول في العمل، إلا أن الفيلم يناقش العديد من القضايا المهمة في إطار مشوق ومثير” .

وعن توقعه لتحقيق العمل لتلك الإيرادات الضخمة، قال وائل عبدالله: كنت واثقًا من نجاح العمل ومن تحقيقه تلك الإيرادات، وذلك لسبب واحد وهو أن الجمهور المصري ذكي وقادر على التفريق بين العمل القوي الناجح والعمل السيئ .

العمل الثاني الذي قرر دخول هذا السباق هو فيلم “حلم عزيز”، فبعد النجاح الضخم الذي حققه الفنان أحمد عز في فيلم “المصلحة” قرر أن يفاجئ جمهوره بعمل ثانٍ يقدم خلاله دوراً يختلف تماماً عن دور تاجر المخدرات الذي قدمه خلال فيلم “المصلحة”، حيث تدور أحداث العمل في إطار كوميدي إلا أن البعض انتقد تلك الخطوة التي اتخذها أحمد عز خاصة أنه أصبح ينافس نفسه بوجود فيلمين له في موسم واحد . لكن عز أجاب: “الإيرادات لا تشغلني لأن كل فنان لا يأخذ سوى نصيبه الذي كتبه الله له، لكن الأهم بالنسبة لي هو إسعاد جمهوري بطرح عملين قادرين على إخراجه من حالة الاكتئاب التي أصابته في الفترة الأخيرة بسبب الأحداث السياسية الأخيرة” .

وأضاف: “الحمد لله نجحت في تحقيق تلك المعادلة الصعبة، فكل عمل استطاع أن يثبت نفسه، وأنا سعيد بردود الأفعال الجيدة التي وصلتني حول العملين، وبعودة الروح مرة أخرى إلى السينما” .

العمل الثالث الذي قرر خوض تلك المغامرة الصعبة هو فيلم “حصل خير” لسعد الصغير واللبنانية قمر، ورغم عدم تحقيقه نفس النجاح الضخم الذي حققه فيلم “المصلحة”، فإن منتجه محمد السبكي عبّر عن سعادته بردود الأفعال التي وصلته حول العمل وبحجم الإيرادات التي حققها حتى الآن، كما كشف عن سبب تراجعه عن قراره بعرض الفيلم في موسم عيد الفطر، والدخول به السباق السينمائي في هذا التوقيت الصعب، قائلاً: “السينما قدمت لي الكثير وفضلها عليّ كبير، وجاء الوقت لكي أرد لها الجميل، فهي الآن في محنة كبيرة ولا بد من وقوف المنتجين بجانبها وطرح أفلامهم في هذا الموسم وذلك لكي تدور عجلة الإنتاج مرة أخرى” .

وعن المنافسة القوية التي يشهدها هذا الموسم، قال: “هذا الأمر أسعدني كثيراً لأنه يصب في النهاية لمصلحة السينما لكنني أريد أن أؤكد أن فيلم “حصل خير” قادر على منافسة تلك الأفلام وتحقيق أعلى الإيرادات” .

السبكي لم يكتف بدخول هذا السباق بفيلم واحد فقط بل يستعد خلال أيام قليلة لطرح فيلمين آخرين الأول “جيم أوفر” الذي تقوم ببطولته يسرا ومي عز الدين والثاني بعنوان “ساعة ونصف” الذي يشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين، منهم سمية الخشاب وإياد نصار وآيتن عامر وسوسن بدر وأحمد السعدني ومحمد عادل إمام ويسرا اللوزي .

الفنانة يسرا التي تحمست لقرار محمد السبكي بعرض فيلمها “جيم أوفر” في هذا التوقيت الانتحاري، علَّقت: “أرفض الآراء التي تقول إن هذا الموسم صعب أو انتحاري، وذلك لسبب بسيط، وهو أن السينما قادرة على إثبات نفسها في كل وقت بغض النظر عن الأحداث السياسية التي تقع من حولها، وأكبر دليل على صحة كلامي النجاح الضخم الذي حققه فيلم “المصلحة”، فرغم عرض الفيلم أثناء انشغال الجمهور المصري بانتخابات الرئاسة، إلا أنه تمكن من تحقيق نجاح ضخم للغاية” .

أضافت يسرا: “أريد أن أكشف عن شيء مهم، وهو أن السبب الرئيس الذي دفعني للموافقة على فيلم “جيم أوفر” هو رغبتي الشديدة بالعمل مع السبكي فهو منتج جريء للغاية، يعشق المغامرة بأفلامه وربما لو كان فيلمي مع منتج آخر لخاف أن يعرضه في هذا التوقيت” .

وفي نهاية كلامها قالت يسرا: “واثقة بأن فيلمي سيجذب الجمهور، خاصة أن أحداثه تدور في إطار كوميدي، لذلك فهو قادر على إخراج الجمهور من حالة الاكتئاب التي أصابته بسبب الأحداث السياسية المتوترة، وهذا أمر يقلل من نسبة المخاطرة بعرضه في هذا الموسم” .

الفنان الأردني إياد نصار تحمس أيضاً للمغامرة بفيلمه الجديد “مصور قتيل”، الذي يتعاون من خلاله مع درة وأحمد فهمي وحورية فرغلي، ووافق على فكرة طرحه في موسم الصيف الحالي، وأكد إياد أنه لا يخشى عدم تحقيق الفيلم إيرادات في ظل ازدياد الأحداث السياسية في مصر سخونة وتوتراً، وأضاف: “أنا عاشق للمغامرة بطبيعتي ولذلك وافقت على عرض الفيلم في هذا التوقيت، ولو كل فنان خاف وضغط على منتج فيلمه لتأجيله حتى استقرار الأوضاع فسوف تتعرض السينما المصرية للانهيار” .

تابع نصّار: أعتقد أن فيلم “مصور قتيل” قادر على منافسة أفلام كبار النجوم مثل “المصلحة” و”جيم أوفر”، خاصة أن هذا العمل يغلب عليه طابع التشويق والإثارة، حيث أجسد من خلاله دور مصور صحافي يكتشف جريمة قتل ويقوم بتصويرها لكنه يجد نفسه متورطاً فيها.

الخليج الإماراتية في

27/06/2012

 

 

وضع السينما العربية كوضع مهرجاناتها

محمد رُضا 

يفصل الصيف بين بداية الاستعداد للمهرجانات العربية الكبيرة وبين بداية العمل الفعلي. الصيف هو ثلاثة أشهر من عدم الانتظام في العمل لأسباب تتعلّق بالعطلة التي يفرضها فصل حار يهرب فيه الناس إما إلى الجبال أو إلى البحار أو إلى المدن البعيدة او يقبعون في منازلهم بأقل جهد من الحركة. المهم هو أنهم اعتادوا على عدم العمل خصوصاً في المنطقة الحارّة في عالمنا العربي، وهي منطقة الخليج ومصر.

بداية الاستعداد طفيفة الأثر. ظهور في مهرجان برلين، ثم ظهور أقوى في مهرجان "كان". في كلا المهرجانين يقوم مستكشفون بمعاينة أفلام عربية وغير عربية لضمّـها إلى جدول الدورة التالية. في "كان" يزداد هذا النشاط تبعاً لحقيقة أن المهرجان الفرنسي هو العالم السينمائي بأسره في مدينة. يؤمّون الحفلات ويقيمون بعضها، يشاهدون الأفلام، يعقدون الاجتماعات ويداومون على الاتصال بمن أنجز عملاً او في سبيل إنجازه ذلك العمل. والمنافسة بين المهرجانات الكبيرة يبدأ هنا بالنسبة للأفلام العربية: على المخرج والمنتج أن يقررا (إذا ما كانا منفصلين) أي مهرجان عربي سيدفعون بالعمل إليه لعرض عربي (او عالمي) أوّل: دبي، أبوظبي او الدوحة.

وحين يأتي الصيف، تستمر مهرجانات أوروبا والعالم (سيراييفو، كارلو?ي ?اري، لوكارنو) لكن كل شيء يتوقّف في عالمنا، وهنا تقع المشكلة الإدارية الرئيسية الأولى التي لن أتقدّم لاقتراح حلّـها (لا أحد يأخذ بالإقتراحات على أي حال) خصوصاً وأن العنوان أعلاه يقترح حديثاً في جانب آخر: كيف يتبدّى مستقبل المهرجانات العربية اليوم؟

إذا أردت أن آتي الموضوع من الآخر، فإن الوضع آيل إلى انحدار وقد يكون انحدارا نوعياً وكميّاً في آن معاً. المهرجانات العربية الرئيسية (وسأضم إليها هنا القاهرة ومراكش) وصلت إلى ذرواتها. بلغت أعلى ما تستطيع القيام به. لا أقول أن ذلك يعني أنها ستتوقّـف، لكن سأدّعي أنها المناسبة التي عليها جميعاً مراجعة ما تعتبره إنجازات وما تبغيه حقّـاً من أهداف.

حين انطلق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في السبعينات، كان العالم العربي يعيش مرحلة مختلفة تماماً وفي كل شيء. سينمائياً، كان الانكباب على تحقيق أفلام نوعية لا يواجهه سوى العمل على أفلام استهلاكية. أنت هنا او هناك. أربعون سنة إلى الأمام او نحوها، اختلفت الرؤية لما هو نوعي ولما هو كمّـي او استهلاكي. كذلك تعددت أساليب العمل بأسرها: السينما عرفت الدجيتال والدجيتال ساعد على العزوف عن التمسّـك بالعناصر الإنتاجية الأساسية ومحاولة استحواذ كل فيلم لديه فكرة وكل فيلم يحمل مستوى عرض أعلى من المعتدل أصبحت منوال ما تعمل عليه المهرجانات العربية. هذا ما يفسّـر أن العديد من الأفلام المشاركة في المسابقات المختلفة في أكثر من محطّـة تفتقر إلى درجة أفضل من الفعل الإبداعي. في الحقيقة، ليس منها سوى القليل جدّاً، الذي يمكن تأهيله لخوض مسابقة مهرجان سينمائي دولي.

قيام المهرجانات باحتضانها له ما يبرره (قلّـة عدد الأفلام الجيدة المنتجة وتعدد المهرجانات) لكنه أشاع مستوى ثالث بين الصالح والطالح هو الذي نشاهد من خلاله العديد مما يتم عرضه في المسابقات العربية. ذلك النوع الذي يتوسّـط المسافة في كل شيء. فهو ليس إبداعاً متكاملاً، وفي أحيان ليس إبداعاً على الإطلاق، وليس رديئاً او ركيكاً بالمطلق، رغم وجود استثناءات على الجانبين.

تأخذ فيلماً مثل «الجمعة الأخيرة» ليحيى عبدالله: فيلم جيّد التكوين، موضّـب لطرح موضوع اجتماعي جاد وفائز بالجائزة الأولى في أحد المهرجانات العربية. في النظرة المتعمّـقة لا يخلو من عيوب عمل تشمل عناصر فنيّة. خذ «دمشق مع حبي» لمحمد عبدالعزيز، تجد أنه يبحث عن نبرة فنيّـة يتحدّث من خلالها، فهو بين النقد الجاد وبين النقد الهازل. يحمل موضوعاً مهمّـاً فيه مشاهد لا معنى لها. لكنه شوهد في أحد هذه المهرجانات على أي حال.

وفي حين أن الفيلم اللبناني «الحوض الخامس» لسيمون الهبر فيه ما يُقدّر، لكن ذلك لا يستمر طويلاً مع تكشّف فجوة بين المنشود والمعمول به، أما «حلبجة- الأطفال المفقودون» لأكرم حيدو فتجد أن موضوعه الجيّد ينتفي بعد نصف ساعة. النصف الآخر من الفيلم دوران حول نفسه بسرد رتيب.

لكن هذا هو المستوى الشامل ويستطيع الواحد منا أن يتساءل كيف يمكن لمهرجانات السينما أن تكون مسؤولة؟

لو تابعنا مسيرة مهرجان "دبي" السينمائي مثلا نجده أكثر المهرجانات العربية تجسيداً للرغبة في تحقيق مستقبل أفضل للسينما العربية على طول مساحتها من المغرب وموريتانيا إلى الإمارات. وهو بعد تسع سنوات من إقامته، لا يزال المصدر الأول لما هو سينما عربية جامعة مع عروض تشمل، عددياً، أكبر كم من الأفلام المنتجة. لكن وتبعاً للمنافسة القائمة من مهرجاني أبوظبي والدوحة، اضطر لتسليم بعض خصائصه وأفلامه- وبالتالي- انفرادته إلى الغير. هذا الغير يحاول بنجاح متفاوت جذب السينمائيين العرب وأعمالهم وهذا من حقّه المشروع. المنافسة لابد أن تؤدي إلى فائدة الجمهور والسينمائي- لكن، وفي حالنا العربي الراهن، بثمن باهظ.

مع تعدد المهرجانات "الدولية" الهادفة لوضع هذا المهرجان او ذاك البلد على "الخارطة العالمية" اختلفت العلاقة التقليدية بين صانع الفيلم وبين المهرجان.

أولاً: صار ممكناً لصانع الفيلم أن يختار بين المهرجانات الكبيرة. مرّاكش محصور في أحلامه الفرنسية. القاهرة (الذي غاب عاماً وعليه الآن أن يبرهن عن حسن إدارته خصوصاً بعد النجاح الذي أنجزه مهرجان الإسماعيلية التسجيلي مؤخراً) لم يعد في الصف الأول عربياً. أبوظبي والدوحة ودبي هي الملاذ كون جوائزها تحمل مبالغ مادّية مرتفعة. ثم هناك الحوافز المالية الإضافية: ابرم عقدك معنا فنساعدك على إنجاز الفيلم لقاء أن يأتي عرضه الأول عندنا وليس عندهم.

أي وضع يتركه هذا في ذات السينمائي العربي؟

نحن أمام ثلاثة وضعيات:

أولاً: صار يحقق فيلمه بقصد أن يشترك في أحد هذه المهرجانات.

ثانياً: صار يحقق فيلمه ضمن معطيات أن الحوافز ستمكّنه من إنجاز العمل وهي بحد ذاتها كافية لأن ما يريده هو إنجاز العمل بالفعل. بمعنى أنه إذا لم ينل الجائزة فقد أنجز الفيلم بمساعدة مهرجانتية.

ثالثاً: بات هناك تعامل مختلف بينه وبين المتلقّي. التقليد هو أن يصنع المخرج فيلمه إما لجمهور عريض أو لفئة محدودة.

لا النوع الأول ولا الثاني يحدد قيمة العمل، فهناك الجيد والرديء في كل صنف، لكن ما يجده اليوم متاحاً هو تحقيق فيلمه على نحو عريض يتوجه به إلى المهرجانات العربية ويطرحه للجمهور الواسع في الوقت ذاته. إذا ما أحسن المخرج العمل على هذين الجانبين، او إذا ما كان ذا خبرة في هذا المجال، فإن المحاولة قد تكون ناجحة (قد)، لكن إذا ما كان المخرج جديداً فإن الحاصل هو تناقض الصورة بعضها مع بعض.

معروف أن المخرج يرسم خطّـه الفني بالاستناد إلى كل ما سيؤلف الفيلم من عناصر وملامح وأساليب، وأن لديه اختياراً يعمد إليه منذ البداية. هو إما يلتزم بهذا الجانب الإبداعي او يتخلّى عنه. مقابل كل لقطة يصنعها في سبيل الاقتراب من جمهور خارج مساحة الفئة المثقّفة او النوعية التي تنتظره، هناك تنازل. معظم الأفلام تتوقّف دون تنازل شديد، لكنه تنازل كاف لوضعها في مستوى العمل الذي لم ينجز أفضل ما بالإمكان إنجازه. المهرجان العربي في الوقت الذي لا يطلب من المخرج العربي التنازل، الا أنه- بحوافزه- يترك الباب مفتوحاً أمام معالجة متسرّعة تفيد ذلك التنازل او تدعو إليه، فبعض لوازم الإبداع هو المعاناة. المخرج الذي لا يُعاني غالباً ما يصنع الفيلم الذي يتوجّه إلى القسم الغالب من المشاهدين، وهذا ما يؤدي إلى انتشار أعمال جيّدة لكنها ليست جيّدة على نحو كاف.

رابعاً: إذا ما كان المخرج قادراً على عقد الصفقات، فما هي الحاجة إلى المنتج؟ لقد ساعدت المهرجانات العربية من حيث لم تشأ في تهميش دور المنتج وتحويل الدفّـة صوب المخرج الذي سيستطيع جلب الاستثمار بنفسه بناء على اسمه والاستعداد المسبق من المهرجانات لعقد تحالف معه من قبل إنجاز الفيلم. تهميش دور المنتج لا يمكن أن يعود بالفائدة على السينما العربية. المنتج هو الجانب الصناعي الكامل للعمل. السينمائي الذي سيعمل لصالح الفيلم بصرف النظر عن الجانب المهرجاناتي. سيكفل له العناصر التي تستطيع الإيفاء بما قرأه على الورق وناقش فيه المخرج من جوانب. سيؤمّن أفضل شروط العمل الممكنة له وسيرتفع بفيلمه كما سيرتفع الفيلم به. الإجهاز على هذا الدور هو تفتيت عضد يؤذي ولا يفيد.

كل هذا وسواه بات جزءاً من واقع المهرجانات العربية المتنافسة، لاستحواذ الأفضل. وفي حين كان من المأمول في البداية أن تُثير تعددية المهرجانات سباقاً إلى الأمام. لكن السنوات الأخيرة بدت كما لو أن هذه المنافسة تضخّمية في معظم الحالات. دخول المهرجانات (لا يهم كانت عربية او أجنبية) طرفاً في "التحفيز" هو طرف في "الإنتاج" وهو ليس من صنعها ولا شأنها، لكنه بات ممارساً تحت مسميّات مختلفة، لكن بالنظر إلى التجارب الماثلة، فإن العديد من الأفلام التي تم إنتاجها بتوفير دعم مهرجاناتي عربي، لم يصل إلى المستوى الفني اللائق.

والخوف من أن يؤدي كل ذلك إلى انتكاسة خصوصاً وأن المهرجانات العربية لا تستطيع أن تستمر هكذا من دون حسابات مالية (بعضها بدأ ينكمش فعلاً). هناك سقف وهذا السقف حين يصل إلى حدّه الأعلى فإن احتمالات انخفاضه تصبح- على الأقل- متساوية مع احتمالات توقّفه عنده. الأفضل هو أن يواصل السقف ارتفاعه، لكن هذا ليس خياراً وقت الحاجة، بل منهج عمل من البداية وهو ما كانت معظم المهرجانات العربية بحاجة إليه قبل اليوم.

الجزيرة الوثائقية في

27/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)