حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الأطفال لا يكذبون لكن الإشاعة تدمّر الحياة

إبراهيم العريس

 

في البداية قد ينغلق عليك اسم الممثل الذي يلعب الدور الرئيس في فيلم «الصيد» للدانمركي توماس فنتربرغ، لكنك في الوقت نفسه ستتذكر ان وجهه ليس غريباً عليك... كذلك الحال بالنسبة الى موضوع الفيلم، حيث إن الأمر لن يستغرقك طويلاً قبل ان تقول لنفسك إنك شاهدت هذا الموضوع على الشاشة من قبل، وتحديداً في أكثر من فيلم دانمركي... بل أكثر من هذا، في فيلم سابق للمخرج نفسه... في الفيلم الذي صنع له شهرته العالمية قبل 14 سنة في دورة العام 1998 من مهرجان «كان» -الذي عرض فيه «الصيد» هذا العام ضمن إطار المسابقة الرسمية-، ونعني بذلك فيلم «الاحتفال» الذي كان ولا يزال يعتبر إحدى التحف اللافتة في الإنتاجات القليلة لتيار «دوغما 95»، فالموضوع الأساس في الفيلمين واحد: اغتصاب الطفولة جنسياً من قبل البالغين، وهو ما سنعود اليه بعد قليل، اي بعد ان نشير الى ان متفرج «الصيد» سرعان ما سيكتشف ان بطل الفيلم الدانمركي مادس ميكليسن (والذي فاز بجائزة افضل ممثل في هذه الدورة من «كان» عن دوره هذا في «الصيد»)، انما هو خصم جيمس بوند في فيلم «كازينو رويال». في ذلك الفيلم كان شريراً، اما في «الصيد»، فإن الأمور أكثر تعقيداً من ان تسمح بمثل هذا الحكم على شخصيته. وهنا بالطبع قوة الفيلم.

لولا الرصاصة الأخيرة

في الحقيقة، كانت الأمور ستبدو اكثر بساطة وخطّية، لو ان مخرجه وكاتب السيناريو لم يُنهياه على لقطة ستبدو في نهاية الأمر شديدة الغموض الى درجة انها ستحمل من المعاني المفترضة ما ينسف سياق الفيلم ككل، بل اكثر من هذا: ينسف كل ما قاله المخرج على هامش عرض الفيلم، من انه اراد فيه ان يصور قوة الإشاعة وتأثر المجتمع بها «من خلال حكاية تكذّّب النظرة القائلة عادة بأن الأطفال لا يكذبون». وحتى لو جازفنا هنا بالوصول الى نهاية الفيلم قبل الحديث عنه، لا بد من اشارة الى مشهد النهاية هذا: حيث بعد ان تصطلح الأمور وتظهر «براءة» بطل الفيلم من التهمة «الظالمة» التي توجهها اليه طفلة الخامسة، والمتعلقة بمحاولته العبث الجنسيّ بها، وخلال رحلة صيد غزلان اقيمت لتتويج المصالحة والبراءة، ثمة طلقة رصاص تحاول ان تصيب من البطل مقتلاً... ويتلو الطلقة التي ينجو منها بطلنا مشهد مغبّش يوحي الينا بأن من أطلق الرصاص إنما هو ابن الرجل نفسه والذي كان طوال الفيلم اكثر الأشخاص إيماناً ببراءة أبيه مقاتلاً ظلم المجتمع له. ترى ما الذي اراد الفيلم ان يقوله عبر تلك المحاولة؟ ما هي رسالة تلك الطلقة؟ هما في الحقيقة سؤالان من المدهش أن كل ما كتب عن الفيلم لم يتطرق اليهما... ومهما يكن من الأمر هنا، سنفضّل بدورنا ان نتركهما معلّقين في عهدة القارئ ريثما يشاهد هو الفيلم بنفسه ويستخلص ما يشاء. اما هنا، فنعود الى الفيلم قبل ان تختلط الأمور اكثر بفعل استطرادات مبكرة اخرى!

صيد من لمن؟

يحمل الفيلم عنوان «الصيد»... والعنوان يوحي من ناحية مبدئية بهواية الصيد التي يمارسها في قرية دانمركية ريفية هادئة مجموعة من رفاق ذوي عائلات يعيشون يومياتهم وسط مناخات من الود والرفاقية، بيد اننا سنكتشف بعد قليل ان تلك المناخات انما هي اقنعة توافقية لا اكثر، كما اننا سوف نكتشف ان عنوان الفيلم نفسه لا يحيل الى هواية صيد الغزلان – مع ان الفيلم يبدأ بمشاهدها وينتهي بها– بقدر ما يحيل الى صيد آخر، هو المطاردة المدهشة القاسية والظالمة التي يقوم بها اولئك الرفاق ضد صـــديقهم لوكاس (ميكليسن نفسه)، حين يحكم عليه المجتمع قبل البوليس والقضاء، بناء على اتهام طفلة في الخامسة له.

وفجأة، يصبح الرجل عدو المجتمع وطريدته، وحتى من دون ان يسأل أحد نفسَه عما اذا لم تكن الطفلة كاذبة. «الأطفال لا يكذبون» هذا ما يقرره المجتمع. وحتى حين تريد الطفلة ان تصحح « خطأها» بتكذيب ما كان سبق لها ان صاغته من اتهام لأستاذها في حديقة الأطفال هذا... لن يصدقها هذه المرة أحد. وحتى لن تصدقها امها، وبخاصة لن يصدقها ابوها الذي كان في الأصل صديق طفولة لوكاس. لن يصدقوها هذه المرة على رغم تمسكهم بشعار «الأطفال لايكذبون»!

واضح ان فنتربرغ اراد من خلال هذا «التفصيل» هنا، ان يتوقف عند قوة الإشاعة وعند تفاهة المجتمع الضيق، الذي يفضّل دائماً ألاّ يطرح أي اسئلة على نفسه... وربما نجد المخرج في هذه النقطة بالذات، يحاول ان يعدّل ميزاناً كان نصبه للمفتري على الطفولة في فيلمه السابق «الاحتفال»، حيث اغتصاب الطفولة كان فعلاً حقيقياً سيعاقب عليه فاعله بعد سنوات طويلة. اما هنا، في «الصيد»، ووفق المجرى الرئيس لمنطق الفيلم، متضافراً مع تصريحات المخرج بعد عرضه وقبله، فإن التهمة ظالمة، والمجتمع هو الشرير، فالفيلم يقدم لنا لوكاس منذ البداية رجلاً طيباً يعيش ازمة عمل وطلاق واحتمال ان يُفصل عن ابنه المراهق. لكنه مع هذا، ذاتَ لحظة، سيرى بصيص نور من خلال وظيفة يحظى بها في حديقة الأطفال المجاورة، كما من خلال امرأة اجنبية عاملة في المدرسة يرتبط بها. كل شيء حتى الآن يشي بأن امور لوكاس ستسوّى، غير ان ما لم يكن في الحسبان، كان جارته الطفلة كلارا، التي اذ يرفض الاستجابة لمحاولتها العثور على عطف منه تجاهها يفوق المنطقي، تخبر هذه مديرة المدرسة بما يفيد ان لوكاس اراد استغلالها جنسياً. ومنذ تلك اللحظة يحدث الانقلاب وتبدأ حفلة الصيد ضد لوكاس... وبالتدريج يتخلى عنه الجميع، مصدقين انه حقاً فعل ذلك. وحده ابنه المراهق، الى جانب الصَّدِيق عرّاب هذا الابن، يدافعان عنه، وهو بدوره لن يوفّر جهوداً للدفاع عن نفسه مستخدماً العنف أحياناً، بعد ان طرد من عمله وراح الكل يضطهدونه، وأخبرت المديرة زوجته وابنه بالأمر، ما يعرضّه حتى لخسارة إمكانية ان يعيش الابن معه... غير ان هذا كله سيبقى –ولو الى حين– أضعف من ان يعدّل الميزان امام قوة الإشاعة.

غموض ... مفتعل؟

وحدها الشرطة اذ تحقق في الأمور لاحقاً، سوف توصل لوكاس الى بر الأمان. وهذا ما سوف يعيد اليه اعتباره، ويعيده الى أحضان المجتمع... بعد ان يكون الفيلم، في انتظار هذه العودة، صوّر تهافت هذا المجتمع وخضوعه لسطوة فعل الإشاعة القاتل. نعم، انطلاقاً من هنا، تبدو النهاية سعيدة من دون شك... ولكن يبقى سؤال: اذا كانت الأمور كذلك، وإذا كان تحقيق البوليس أعاد المجتمع الى صوابه، من اين اتت الرصاصة الأخيرة؟ ومن أطلقها؟ ولماذا؟

اننا نعيد طرح هذا السؤال هنا فقـــط، لأن غـــموض المشهد ودوافع هذا الغمـــوض تأتي لتجعل للفيلم نهاية مفـــتوحة قد لا يكون من الضروري اعتبارها، هنا بالذات، شيئاً سلبياً. ومع هذا، لا بد من القول إنها أضفت على الفيلم غموضاً بدا مفتعلاً، ما قلل من قوة عمل سينمائي هُلّل له كثيراً، قبل عرضه وبعده، بوصفه العمل الذي عاد به فنتربرغ الى تعبيره السينمائي القوي الذي كان قد لفت الأنظار في «الاحتفال» قبل ان يحقق المخرج، وغالباً خارج بلده الدانمرك، عدداً من الأفلام (من بينها الأميركيان «الحب هو المسألة الأساس» 2003، و «عزيزي وندي» 2005) التي لم تعطه ولو ربع المكانة التي كان «الاحتفال» وفرها له.

الحياة اللندنية في

22/06/2012

 

«كوكتيل» سينمائي متنوع

رام الله – بديعة زيدان: 

استمتع الجمهور الفلسطيني، في الفترة ما بين 11 و17 حزيران (يونيو) الجاري، بأحد عشر روائياً ووثائقياً من فرنسا، وفلسطين، ومصر، وكندا، ولبنان، والمغرب، وتونس، شكلت معاً العمود الفقري لمهرجان الفيلم الفرنسي العربي في فلسطين بنسخته الثالثة، وينظمه المعهد الفرنسي في رام الله، والقنصلية الفرنسية العامة.

ومن أبرز الأفلام التي عرضت فيلم الافتتاح الروائي الفلسطيني «حبيبي راسك خربان» لسوزان يوسف، وعالجت فيه قصة حب ممنوعة في قطاع غزّة يمكن وصفها بالمأسوية والتي تشبه بتفاصيلها قصة «مجنون ليلى»، حيث تدور الأحداث حول طالب وطالبة في إحدى جامعات الضفة الغربية يعيشان قصة حب، إلا أن الظروف أجبرتهما على العودة إلى غزة، وهو الفيلم الذي فاز بجائزة المهر الذهبي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما حصل على جائزة أفضل ممثلة، وأفضل مونتاج، وجائزة «فبريسكا» الخاصة بالأفلام.

أحوال مدينة الخليل

أما الفيلم الفلسطيني الثاني فهو الوثائقي «شرطي على الهامش» للمخرج ليث الجنيدي، والذي ينقل المشاهدين إلى مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، عبر تسليط الضوء على حياة الشرطي أبو السعيد، والذي هو وغيره من الفلسطينيين، وعلى رغم ظروف الاحتلال والظروف المعيشية الصعبة، يصرّون على البقاء في بيوتهم في البلدة القديمة من مدينة الخليل، متسلحين بالأمل وحب الحياة والوطنية.

وعرض في المهرجان أيضاً الفيلم اللبناني «هلأ لوين» لنادين لبكي، وهو من إنتاج العام 2011، وهو الفيلم الروائي الثاني لمخرجته نادين لبكي، وعرض للمرة الأولى في مهرجان «كان» السينمائي ضمن نشاط «نظرة ما».

ودارت أحداث الفيلم في قرية صغيرة معزولة عن محيطها، يسكنها مسلمون ومسيحيّون. بعد تركيب جهاز تلفزيون في أحد منازل القرية، تندلع المشاحنات الطائفية بين رجال القرية... وفي محاولة للتخفيف من حدّة المشاحنات، تلجأ نساء القرية إلى بعض الحيل والخدع. تقوم النساء باستقدام راقصات من أصول أوروبية شرقية لإلهاء الرجال عن المشاكل الطائفية. ثم يقمن بخبز الحلوى ودسّ الحشيشة والأدوية المخدّرة فيها في محاولة لسحب السلاح من القرية ودفنه. وأخيراً، تعلن كل امرأة تغيير دينها لوضع الرجال تحت الأمر الواقع (المسيحية تعتنق الإسلام والعكس).

ومن الأفلام المميزة التي استضافها المهرجان، فيلم «اختفاءات سعاد حسني الثلاث» للبنانية رانيا اصطفان، وعرض في عدد من المهرجانات، ومساحات العرض البارزة مثل غاليري سنتر تايمز في لندن بعد عرضه في متحف الفن الحديث في نيويورك، وحصد جوائز عالمية وتكريماً دولياً واسعاً.

السيدة وكيف اختفت

ولسعاد حسني في الفيلم مساحة الفيلم بأكملها... حيث استطاعت اصطفان أن توازن بين مواضيع المرأة والمجتمع والصورة، وترينا نبض البلد (مصر)، بين صعود وصهود كما ترينا الأمل يتفتح ويذبل تحت وطأة القمع، كما نرى الشعب المصري ينتقل من خمسينات وستينات حالمة إلى سبعينات شبه واقعية، فثمانينات تمهّد لتسعينات الألم، وصولاً إلى موت واقعي ورمزي.

وعرض المهرجان فيلم «678» المصري للمخرج محمد أمين، الذي تناول بجرأة عالية قضية التحرش الجنسي، التي بلغت ما بلغته حتى تحولت إلى ظاهرة في عصر ما قبل الثورة، وآليات تصدي النساء المتنوعة لهذه الظاهرة، ما بين انكفاء وعنف مضاد، عبر عديد الشخصيات النسوية اللواتي تعرضن لهذه التجارب المريرة، وتجسد أدوارهن نجمات كبشرى، ونيللي كريم، وغيرهما.

وحول المهرجان، الذي يتزامن في عرضه مع نسخة مشابهة في دورتها الثامنة عشرة في العاصمة الأردنية عمّان، قال جوليان كيابوميه لوكيزي، مدير المعهد الفرنسي في رام الله: «من مميزات هذا المهرجان أنه يشكل نقطة انعطاف في مسيرة المهرجان في فلسطين... في السنوات الماضية اشتملت عروض المهرجان على أفلام فرنسية وعربية، لكن مفهوم «المشاركة» هو المنطلق الأساس للمهرجان، ويتجسد في شكل واضح هذا العام، لافتاً إلى أن فرنسا كانت لها الريادة في مجال إنتاج الأفلام المشتركة، وهو ما تعبر عنه الأفلام المعروضة في المهرجان، عبر مواضيعها، أو عبر الإنتاج المشترك، أو التمويل».

وأضاف لوكيزي: «عرض في المهرجان 11 فيلماً روائياً ووثائقياً حديثة الإنتاج، تعرض للمرة الأولى في فلسطين، وبعضها بمشاركة مخرجيها، أو منتجيها، أو أحد نجومها، حيث تنظم لقاءات وحلقات نقاش حولها، كما تنتظم العروض في عدد من المدن الفلسطينية: القدس، ورام الله، وبيت لحم، وجنين، ونابلس، والخليل، وغزة، وفي مراكز ثقافية وفنية متعددة، وكان التفاعل جيداً».

الحياة اللندنية في

22/06/2012

 

أجمل أيام حياتي بلا بداية ولا نهاية

بيروت - محمد غندور 

«لعبة الحظ»، «طريق بلا نهاية» و «فرسان الغرام»، يحتفلون بـ «أفراح الشباب» مع «أبو سليم في المدينة»، بعدما حرّروا «الرهينة» من «سارق الملايين» و«عصابة النساء» و «الجبابرة»، ورقصوا في «وادي المـــوت»، وتناولوا «العسل المر» و«السم الأبيض». عناوين لأفلام أنتجت في ســـتينات القرن الماضي وسبعيناته، وعرضت جمعية متروبوليس ملصقاتها الإعلانية الى جانب الأفلام، ضمن الدورة الأولى من «أجمل أيام حياتي» والتي تهدف الى أن تمتد الى ثلاث دورات لاستعادة الزمن الجميل من السينما اللبنانية وتعريف الجمهور إليها.

ولمن لا يعرف شيئاً عن تلك الحقبة التي تميزت بإنتاج لبناني - مصري مشترك، وبأفلام الحركة والتشويق والحب والغرام، تشكل التظاهرة الفنية التي تختتم مساء اليوم بفيلم «أجمل أيام حياتي» (1974) لهنري بركات، موعداً مع الماضي للتعرّف إلى بيروت ما قبل الحرب، وفترة الازدهار الاقتصادي والفني والشعري، قبل اندلاع الحرب الأهلية.

اختار فريق عمل «ميتروبوليس» (هانيا مروّة، أنطوان خليفة وجوانا حاجي- توما) 11 فيلماً في الاستعادة الأولى، هي: «بيروت صفر 11» (1966) لأنطوان ريمي، «أنتروبول في بيروت» (1966) لكوستانوف، «الجبابرة» (1963) لحسيب شمس، «عصابة النساء» (1970) لفاروق عجرمة، «العسل المرّ» (1964) لرضا ميسر، «بدوية في باريس» (1966) و «الجاكوار السوداء» (1965) لمحمد سلمان، «نغم في حياتي» (1975) و «أجمل أيام حياتي» (1974) لهنري بركات، «لبنان من خلال السينما» (2003) لهادي زكّاك، «هاوي السينما» (2011) لحبيب شمس. وكرّمت الجمعية صباح وإحسان صادق اللذين شاركا في الكثير من أفلام تلك الحقبة.

انقراض فن ما

على هامش التظاهرة إذاً، 13 ملصقاً اعلانياً من مجموعة عبودي أبو جودة، تكشف الكثير من الفروق ما بين الماضي والحاضر، وفي نظرة سريعة عليها، نلاحظ «انقراض» فن الرسم الاعلاني، بعدما سيطرت برامج الكومبيوتر والفوتوشوب، وباتت التكنولوجيا ركناً أساسياً من أركان العمل. وبعدما كان الملصق يحتاج إلى خطاط ورسام وأيام عدة لإنجازة، بات اليوم برنامج الكتروني قادراً على الرسم والتخطيط واقتراح الأفكار والألوان وطريقة التصميم.

ويظهر من خلال الملصقات المعروضة، مدى «شعبية» السينما في تلك الفترة، وتوجهها صوب الترفيه والربح المادي، خصوصاً أن غالبية الأفلام تلك الفترة، لم تُحاك مراحل مهمة من تاريخ لبنان كفترة الاستقلال مثلاً وما تخللها من تحركات وشبه انتفاضات، بل عكست فترة الانفتاح التي عاشتها بيروت، وتأثرها بمدن أوروبية.

واللافت أن تلك الحقبة، تميّزت بأفلام التشويق والاثارة، فتظهر صباح في ملصق «وادي الموت» (إخراج فاروق عجرمة) وهي توجه مسدساً صوب الجماهير، فيما يقفز بطل من مروحية مع خلفية نيران مشتعلة ودخان أسود. ويغلب الطابع البوليسي على بعض الملصقات، كما في «الجاكوار السوداء» و «بيروت صفر 11» و «انتربول في بيروت». ويغلب طابع الفتنة والإثارة الأنثوية على البعض الآخر، كما في «فاتنة الجماهير» (1964) و «غيتار الحب» (1973).

وتميزت تلك الحقبة بانفتاحها وجرأتها في التعاطي مع مواضيع الحب والجنس، وصوّرت الكثير من المشاهد التي تظهر أكبر نسبة من جسد المرأة بطريقة مبتذلة، ومن دون أن يخدم ذلك العمل، بل لجذب جمهور أكبر. وقد لا تتكرر مرحلة الانفتاح هذه في لبنان إلا في بعض الأعمال الممنوع عرضها في الصالات المحلية، ومن المستحيل أن تتكرر في مصر، خصوصاً بعد التشدد الاسلامي في التعاطي مع الأمور الفنية بعد ثورة 25 يناير. ولم تقتصر الجرأة على المشاهِد، بل تخطتها إلى الملصق الاعلاني، كأن تظهر مريم فخرالدين مثلاً وهي تُقبّل بنهم صلاح ذو الفقار في «فرسان الغرام»، وهي أيضاً حالة تقدمية اعلانية لم نعد نشهدها.

وجوه مكبّرة

ومن الأمور اللافتة أيضاً، المساحة الكبيرة التي يحتلها بطل الفيلم أو بطلته على الملصق. فيبدو وجه سميرة توفيق أكبر من وجه رشدي أباظة في «بدوية في باريس»، ويبرز وجه صباح المكبّر بين وجوه أنثوية أخرى في «عصابة النساء».

وبعدما عملت «ميتروبوليس» طوال سنوات على تعريف الجمهور على أبرز المخرجين الملتزمين، ونظمت احتفالات للسينما من أوروبا الشرقية وإيطاليا وتركيا، ها هي تحاول اليوم إنعاش الذاكرة اللبنانية، وتجميع إرثها وتقديمه للجمهور من خلال دورات مستقبلية، ستكون نافذة الجيل الجديد على الماضي.

الحياة اللندنية في

22/06/2012

 

استعادة للسينما المصرية في باريس...

الخوف من الصورة؟ اختفى، لم يختفِ

باريس - ندى الأزهري 

لم تكن الثورة هي المحفز لهذه الاستعادة، بل كانت الفكرة سابقة عليها وجاءت الثورة لتعطيها زخماً وربما لتعجل في اقامتها. السينما المصرية التي فرضت وجودها خلال أكثر من ثلاثة أرباع القرن على كل شاشات العالم العربي، تحلّ ضيفة على السينماتك الفرنسية على مدى اسابيع من 13 حزيران (يونيو) إلى الخامس من آب (أغسطس) بمعدل فيلم واحد يومياً. خمسون فيلماً من تاريخ هذه السينما وحاضرها اختيرت من ضمن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف فيلم، لتقدم صورة عن مصر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين... أفلام تمثل مختلف العصور والأنواع والاساليب السينمائية وتبدي غنى هذه السينما التي تنوعت مواضيعها من الكوميديا الموسيقية إلى الواقعية مروراً بالسياسية والتاريخية.

الاستعادة محاولة لعرض نظرة «متكاملة» عن السينما المصرية، ولكن... ثمة أفلام علّمت تاريخ هذه السينما لم تحضر والسبب «اهمال مصر في الحفاظ على تراثها السينمائي» الذي منع وجود بعض الأفلام المهمة وفق الناقدة ومؤرخة السينما المصرية ماجدة واصف.

نلحظ في الاستعادة أعداداً قليلة (3) من أفلام فترة الثلاثينات والأربعينات التي أُنتجت خلالها أفلام ترفيهية بعيداً عن مآسي الحرب الثانية كأفلام اسماعيل ياسين والكوميديا الموسيقية مع ليلى مراد والثنائي فريد الأطرش وسامية جمال... كما تتجلى في العروض الفترة الذهبية للسينما المصرية في الخمسينات التي شهدت ظهور التيار الواقعي في السينما المصرية وبروز اسماء كبيرة كصلاح ابو سيف وهنري بركات ويوسف شاهين. كذلك احتكرت فترة الستينات العدد الاكبر من الأفلام (12 فيلماً من الستينات مثلاً مقابل ستة من الثمانينات ومثلها من التسعينات)، تلك الفترة الناصرية التي تحررت فيها السينما من عبء قوانين السوق بعد دعم الدولة لها، فشهدت ظهور أفلام خالدة اهتم معظمها بالعالم الريفي مثل «البوسطجي» و «الخوف» لحسين كمال و «الزوجة الثانية» لصلاح ابو سيف و «الارض» ليوسف شاهين و «المومياء»( 1969) لشادي عبدالسلام.

ولم تقتصر أفلام السبعينات المختارة على تلك التي تناولت القيم الجديدة التي بدأت تحكم المجتمع المصري كالرأسمالية والانتهازية، بل تحضر أيضاً افلام عدة تناولت الحقبة السابقة والنكسة في شكل خاص مثل «ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال و «الكرنك» لعلي بدرخان، و «العصفور» ليوسف شاهين. واختيرت من عقد الثمانينات أعمال جسدت وسائل تعبير جديدة كما في «سواق الأوتوبيس» لعاطف الطيب، و «زوجة رجل مهم» و«احلام هند وكاميليا» لمحمد خان، و«الطوق والإسورة» لخيري بشارة. أما التسعينات التي شهدت عودة الصناعة السينمائية في مصر وبروز جيل جديد من المخرجين، فيعرض منها «الكيت كات» لداوود عبدالسيد و «يا دنيا يا غرامي» لمجدي أحمد علي...

وبنظرة على ما يعرض من سينما القرن الحالي، نلحظ عودة إلى المواضيع «الجريئة» وعلاقات الحب والجنس التي لم تهملها سينما العقدين السابقين ولكنها عالجتها بطريقة خجولة، ويعبر عن هذا التوجه «سهر الليالي» الفيلم الأول لهاني خليفة (2004). كما يحضر تيار جديد في هذه السينما يمثله «ميكروفون» لأحمد عبدالله (2010)، وهو تيار يمكن القول إنه ينتمي الى السينما المستقلة وموازٍ لما يوجد في سوق العرض من أفلام هزلية ثقيلة وميلودرامية حافلة بالمبالغات. هذه السينما المدعمة بالحيوية تركز على اوجاع المجتمع وتناهض النظام السابق، هي سينما لمؤلفين شباب يقدمون الواقع ويدعون الى تأمله وشبّهتهم صحيفة «ليبراسيون» بأنهم «وارثون إلى حد ما لبعض السينمائيين السياسيين الذين هزّوا وحركوا الضمائر في مصر والذين تقدمهم السينماتك اليوم».

ثقافة الصورة

لكن تلك الاستعادة لم تقتصر بالطبع على افلام النخبة بل حضرت فيها أفلام جماهيرية عبّرت هي الأخرى عن تيارات من السينما المصرية لا يمكن تجاهلها كأفلام المخرج حسن الإمام والممثل عادل امام، وهنا تم الاختيار وفق معايير احترمت التسلسل الزمني، وراعت التنوع، ومع هذا وذاك برزت أهمية العمل وقيمته الجماهيرية والفنية.

وقد نظمت السينماتك الفرنسية (المكتبة السينمائية) بهذه المناسبة ندوة بعنوان «تصوير مصر»، حضرتها ماجدة واصف التي ساعدت في اختيار الافلام التي تعطي في رأيها «فكرة عن تنوع هذه السينما وغناها». وأشارت واصف إلى غياب بعض علامات السينما المصرية من برنامج الاستعادة، ما جر الحديث إلى المحاولات القائمة لأرشفة السينما المصرية وإنشاء سينماتك. وقد أرجع مجدي أحمد علي، المخرج ومدير المركز القومي للسينما في مصر، الذي شارك في الندوة، تعثر المشروع، إلى النظرة «الرديئة» للسينما من جانب النظام السابق وإلى إهمال وزراء الثقافة لهذا المشروع القديم على رغم إعلانهم الدائم عن نيتهم تنفيذه، ورأى أن حالة السينماتك «الحزينة» تعكس الوضع» الكارثي» للسينما في مصر. فعلى رغم الاتفاق مع فرنسا، كان الجانب المصري هو المقصّر دوماً لأسباب مالية. كما ألقى باللوم على بعض المنتجين الذين لا يطبقون القانون الذي يلزمهم وضع نسخة من الفيلم في المركز القومي للسينما.

كما تطرقت الندوة إلى ثقافة الصورة في مصر والنظرة نحوها قبل الثورة وبعدها. فكان رأي أحمد علي أن الاحوال مضطربة بعد الثورة وبعد وصول الإخوان المسلمين «المعادين للسينما». ورأت المخرجة التسجيلية صفاء فتحي أن ثمة تحولاً في النظرة المصرية إلى الصورة «فكل من يصور هو جاسوس ونيته سيئة»، واعترضت الفرنسية ايمانويل دورموا مخرجة «مفروزة» على هذه الفكرة بالقول إن الخوف من الصورة التي تشوّه صورة البلد كانت هناك دائماً ومن قبل الثورة.

وأعطت ماجدة واصف تقويماً مختلفاً لهذا الحذر من إظهار القباحة، فأرجعته إلى الرغبة الدائمة في إعطاء صورة حسنة عن الذات، فثمة نوع من المنع «اللاواعي» لتصوير الأحياء القذرة. ووافقها أحمد علي مشيراً إلى أن هذا كان سائداً لدى الجميع في السابق، فالسينما والصورة كانتا حالة احتفاء يتزين حينها المرء ويرتدي ثياباً لائقة ولكن مع مجيء التيار الواقعي حدث التغيير. وشبّه السينما بالمرآة، فحين تكون سعيدا وحليقاً فأنت تود رؤية نفسك، ولكن حين تكون مكتئباً وفي حالة غير لائقة فلن تحب رؤية صورتك، «وما ينطبق على الفرد ينطبق على الشعوب، وأهم شيء الثقة بالنفس فرفض إظهار المخبّأ هو عدم ثقة بالنفس».

وقالت صاحبة «مفروزة» انها من خلال معاينتها الحياة في حي شعبي وتصويرها فيه فيلمها الطويل (5 أجزاء)، لحظت أن الحدود بين الخاص والعام معقدة جداً، فهم «لا يريدون الظهور خجلاً كما أن الناس كانت تخشى حقاً من الأمن ومن تشويه صورة مصر»، ورأت ان الخوف بعد الثورة لم يختف، ففي البدء «كان الخوف من الأمن والآن من السلفيين». وجرى الحديث عن المناخ الحالي في مصر تجاه الفن»... مناخ كره للفن فمن يرى جلسات مجلس الشعب يظن أن لا مشاكل في مصر سوى الفنانين والسينما».

الحياة اللندنية في

22/06/2012

 

السقا وعز في مواجهة الرئيس المنتظر مع «ميني» موسم

القاهرة - أحمد فرغلي رضوان 

لم يكن جمهور السينما المصرية يتصور أن يجد نفسه للمرة الأولى مشتتاً بين نجومه الذين عرفهم منذ سنوات وينتظر أعمالهم ليشاهدها، ونجوم جدد لم يعتد عليهم فرضتهم عليه الفضائيات ليلاً ونهاراً، وهم مرشحو انتخابات الرئاسة المصرية.

ومن هنا فإن الحالة السياسية الاستثنائية في مصر منذ أكثر من عام، فرضت نفسها على الجميع بحيث أصبح لا صوت يعلو فوق صوت السياسة ونجومها الجدد والذين أصبحوا ينافسون نجوم الفن في الإعلانات والظهور عبر الفضائيات!

غير أن صنّاع السينما سرعان ما بدأوا ينتفضون في مواجهة هذه الحالة المغايرة المسيطرة على الشارع المصري وبدأوا بطرح أفلام قد لا تكون من ناحية العدد مماثلة لأعوام ازدهار سابقة، ولكنها أتت ضمن محاولة منهم لإعادة الحياة إلى دور العرض.

البداية كانت مع الفيلم المنتظر منذ أكثر من عامين، «المصلحة»، وهو أول بطولة مشتركة لأحمد الســـقا وأحمد عز والإخراج لساندرا نشــــأت. الفــــيلم كان ينتظره جــــمهور كبير بعد تسريبات عن قصته التي اســــتوحاها المؤلف وائل عبدالله عن قصه أحد بارونات تجارة المخدرات في مصر وتحديداً في شبه جزيرة سيناء وصراعه مع الشرطة.

وكان تصوير هذا الفيلم قد توقف مثل كثير من المشاريع عقب اندلاع ثورة الشباب في 25 كانون الثاني (يناير)2011. ثم استكمل على فترات متباعدة لغموض مستقبل صناعة السينما وانشغال الجميع بالحراك السياسي وانتخابات الرئاسة في مصر.

أما المفاجأة فكانت إقبال الجمهور على الفيلم حين عرض وتحقيقه إيرادات كبيرة ما جعله يعتبر خير عودة لنجوم شباك تذاكر السينما المصرية بخاصة أن أحمد عز نجح فيه بأن يُكوّن ثنائياً فنياً خفيف الظل مع صلاح عبدالله.

ينتمي الفيلم إلى أفلام الحركة البوليسية ويتحدث عن الصراع بين ضابط الشرطة أحمد السقا وتاجر المخدرات أحمد عز اللذين ظهرا في أفضل حالتهما الفنية ومعهما الفنان صلاح عبدالله فقدم الثلاثة مباراة في الأداء أمتعت الجمهور وأخذت النصيب الأكبر من تعليقاتهم وأجادت المخرجة في صناعة فيلم أكشن مصري ينتقل بهذه النوعية من الأفلام إلى مرحلة متقدمة عما كانت عليه من قبل. والفيلم حقق نحو 15 مليون جنيه مصري بعد نحو أربعة أسابيع عرض وهو رقم جيد جداً بسبب الظروف الراهنة.

عز ينافس نفسه

و كان اللافت لهذه «الميني/موسم» أن يُعرض لبطل واحد هو أحمد عز فيلمان وهي سابقة في تاريخه السينمائي والفيلم الثاني هو «حلم عزيز» الذي أتى فيلماً اجتماعياً كوميدياً للمخرج عمرو عرفة ويشاركه البطولة فيه النجم الموهوب شريف منير.

ويدور «حلم عزيز» من حول رجل أعمال شاب كوّن ثروته من إزاحة خصومه من أمامه بطرق غير مشروعة وشريرة، وتبدأ الأحلام تطارده عن طريق والده الذي يحاول لفت نظره إلى ضرورة إصلاح أخطائه مع خصومه لأن نهايته تقترب.

وبالفعل يتحول الرجل إلى فعل الخير وإصلاح حياته.. منذ البداية يضع الجمهور البطل أحمد عز في مقارنه بدوره في الفيلم السابق («المصلحة») ورغم إجادة عز كممثل في الفيلمين إلا أن الجمهور يبدو منحازاً للأول الذي استمتع به أكثر كفيلم تشويقي أكشن.

ويمكن القول هنا بصدد الفيلم أن استخدام الغرافيك جاء فيه مكثفاً لمشاهد تقترب من ثلث الأحداث كعالم غريب وفانتازيا لم يعتدها الجمهور المصري ولا يحبذها. الفيلم لا يزال في أسابيع عرضه الأولى وتخطى رقم المليون جنيه في أول أيام عرضه.

ثالث الأفلام التي تخوض سباق «الميني/موسم» الصيفي ينتمي إلى سينما آل السبكي والباحثين دائماً عن وجوه لبنانية لتقديمها كبطلات بغض النظر عن الموهبة التمثيلية، فمعاييرهم مختلفة! هذه المرة البطلة هي المغنية قمر التي عرفت من خلال قضية إثبات نسب طفلها إلى رجل أعمال مصري شهير وبنت شهرتها مع هذه القضية؟! وبالطبع لم يكن هناك بطل آخر في الفيلم سوى سعد الصغير الذي استمر في وصلاته الغنائية الراقصة مع قمر التي قدمت بعض الأغنيات المصرية الشعبية الشهيرة. الفيلم يحمل اسم «حصل خير» ولا نعرف أي خير من هذه السينما.

بيد أن المفاجأة الجيدة هنا كانت عدم تحقيق الفيلم إيرادات كبيرة (لم تتخط مليوني جنيه إلى الآن!) عكس أفلام سعد الصغير ودينا والتي تخطت 10 ملايين جنيه في آخر أفلامهما.

ولا يزال غياب نجوم السينما عادل أمام ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد مستمراً عن منافسة الصيف، إذ انشغلوا بتقديم مسلسلات لرمضان المقبل باستثناء هنيدي.

الحياة اللندنية في

22/06/2012

 

«حصل خير»..

كوميديا تفتقد المرح وسيناريو مهلهل وكوكتيل اسكتشات ساخرة من أفلام كلاسيكية قديمة

إيهاب التركى  

تستمر شركة «السبكى» فى الاستخفاف بفن السينما عمدا، وتتحفنا كل فترة بهراء وعبث مصور على شريط سينمائى، مدعية أنه فيلم، وآخر منتجات «السبكى» العبثية هو فيلم «حصل خير»، من تأليف سيد السبكى، وإخراج إسماعيل فاروق، وما فعلاه، ومن خلفهما المنتج أحمد السبكى ونجوم الفيلم، أبعد ما يكون عن الخير، بل إنه شر سينمائى، يتفنن فى إسقاط الفن إلى هاوية أكثر عمقا مما هى فيه أصلا. الفيلم يفترض أنه كوميدى، لكنه لا يقدم سوى استظراف ركيك ثقيل الظل، ويفترض أنه استعراضى لو اعتبرنا العك والعجن الذى تقوم به بطلة الفيلم «قمر» رقصا واستعراضا، ويفترض أيضا أنه فيلم غنائى إذا اعتبرنا نشاز سعد الصغير وأمينة يندرج تحت بند الغناء، وعائلى إذا اعتبرنا وجود طفلة فى الفيلم تمنحه هذا اللقب. فى البداية أتمنى أن لا يخبر أحدٌ الفنانة المعتزلة شادية بما فعله صناع الفيلم بأغنيتها «رنة خلخالى»، وأغنيتها مع الراحل عبد الحليم حافظ «حاجة غريبة»، فصحتها ربما لا تحتمل العبث بتراثها الفنى.

الفيلم نفسه أشلاء فكرة تم تفجيرها بعد دقائق قليلة من بداية الفيلم، نرى فى البداية ثلاثة رجال يسكنون فى عمارة واحدة، يعانى كل منهم مشكلة مع زوجته، يقع الثلاثة فى غرام الساكنة الجديدة، الفنانة الاستعراضية اللبنانية الحسناء، قمر.

يستهلك السيناريو معظم الوقت فى تفاصيل أول لقاء لكل منهم بالجارة الحسناء نهارا، ثم أحلامهم المطولة بها ليلا، ولأن السيناريو يعانى من خلل فى بنائه وثقوب درامية يمر منها الديناصورات، فإنه يتحفنا ويعوضنا عن خواء الأحداث بفخفخينا من اسكتشات ساخرة مشوهة ومقتبسة من هنا وهناك، من عدد من الأفلام الشهيرة مثل «الشقة من حق الزوجة»، و«اللعب مع الكبار»، و«الهروب»، و«معبودة الجماهير» وغيرها، دون أن تحقق هذه المشاهد أى متعة فنية أو هدف درامى، ينتقل الفيلم من مشهد إلى مشهد بارتباك وارتجال.

كريم محمود عبد العزيز يقلد أباه النجم محمود عبد العزيز، ومحمد رمضان يقلد -كالعادة- أحمد زكى، وسعد الصغير يفعل أى شىء إلا التمثيل، ومجهوده الوحيد أنه نقل زفة الأفراح من قاعات الأفراح إلى قاعات السينما.

التحرير المصرية في

22/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)