حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عرفان رشيد يتحدث عن ملتقى بحر السينما العربية

هل كان ربيعاً عربياً حقاً ؟

صلاح سرميني ـ باريس

 

عرفان رشيد ، صحفيٌّ، ناقدٌ، مخرجٌ، ومُنشطٌ سينمائيّ، صحيحٌ بأننا لم نعدّ ـ كما في السابق ـ نقرأ له كثيراً في الصحافة، ولكنه يُمارس دوره بشكلٍ عمليّ في تطوير الثقافة السينمائية العربية من خلال المُشاهدة، والاختيار، وحتى تكريس ذائقة سينمائية متقدمة لأعمالٍ مختلفة في مواضيعها، واختياراتها الجمالية، وذلك عن طريق المُهمّات المُلقاة على عاتقه كمدير البرامج العربية في مهرجان دبي السينمائي، ودوره في تقديم بعض الإنتاج السينمائي العربي إلى الجمهور المحليّ من خلال "بحر السينما العربية"، مُلتقى سينمائيّ ينعقد سنوياً في "ميسّينيا" الواقعة في جزيرة صقلية الإيطالية، ويُديره بهدوءٍ، وصمتٍ بعيداً عن الضجة التي يُحدثها البعض، أو الكثير من المهرجانات، قبل، أثناء، وبعد كلّ دورةٍ من دوراتها، وهي ظاهرةٌ ما زالت تُلازمها، ويقع في شراكها، بوعيٍّ، وقصدٍ، أو بدونهما، أكثر المُتحمّسين للثورات التي تجتاح العالم العربي.

خلال أيام الدورة الـ 65 لمهرجان كان 2012، جلستُ مع "عرفان رشيد"، ولم يكن في ذهني فكرة حوار متبادل، ولكن، بما أنني أجريتُ حواراتٍ مع عددٍ من المُشرفين، والمسؤولين عن مهرجاناتٍ عربية، فقد انتهزتها فرصةً للحديث عن تظاهرة سينمائية لا نعرف عنها الكثير، وهي، على حدّ علمي، الوحيدة في إيطاليا المُخصصة للسينما العربية.

بدأتُ بسؤالٍ تمهيديّ :

متى موعد المهرجان ؟

"بحر السينما العربية" ليس مهرجاناً، إنه بالأحرى" مُلتقى" ينعقدُ كلّ عامٍ في إطار مهرجان ثقافيّ شامل(هورتشينوس أوركا)، وسوف تكون دورته الخامسة في شهر أكتوبر ، ولكننا لم نُحدد التاريخ بعد. في العادة، نعرضُ ما بين ثمانية إلى عشرة أفلام روائية طويلة، و15 فيلماً قصيراً، وفي كلّ دورة نُخصص ثيمةً معينة، ونختار الأفلام المُرتبطة بها بغضّ النظر عن سنوات إنتاجها.

ماهي الثيمات السابقة ؟

بدأت الدورة الأولى بـ "الإنسان، المُواطن، الحدود". وفي الثانية، احتفينا بـ "الكوكب امرأة" وفي الثالثة، توقفنا عند "الطفولة" وفي الرابعة، تخيرنا "رغبات، يوتوبيا،... الحريّة". وبالتوازي معها، نُركز على بلدٍ واحد، أو مخرج معين، وهكذا، تمنحني الثيمة إمكانية العمل على الموضوع من زوايا، ورؤى متعددة، والاستفادة من الإنتاجات السابقة، لأنّ أيّ فيلم بالنسبة لجمهور "بحر السينما العربية" جديد تماماً، حتى المُنجز قبل 20 عاماً.تسعى التظاهرة إلى توفير فرص اللقاء مع الناس، والتحاور معهم، وخاصةً عن طريق النقاشات التي تعقب عروض الأفلام.

ماهي ثيمة الدورة القادمة، إن لم يكن هذا الأمر سرّاً ؟

سوف تنعقد الدورة القادمة تحت عنوان : هل كان ربيعاً عربياً حقاً ؟؟ ومن خلالها، نقدم مختاراتٍ من الأفلام التي تضمّنت إشاراتٍ، او تلميحاتٍ عن التغييّر.

يُوحي هذا التساؤل بالخيبة، الحذر، أو عدم الرضا عما يحدث حالياً ؟

أعتقد، بأنّ ما حدث في العالم العربي لم يكن إنفجاراً آنياً، ولكنه حصيلة تراكماتٍ من المُعاناة، اليأس، الغضب، والرغبة بالتغيير، ونحن نبحث عن تلك الأفلام التي ألمحت إلى هذا الموضوع، مباشرةُ، أو إيحاءً. من خلال التظاهرة، نرغب بأن تذهب السينما إلى المدارس المتوسطة، والثانوية، وسوف نحاول استضافة مخرجين للحديث مع الشباب. هناك الكثير من التعتيم حول قراءة الواقع العربي بسبب الإعلام وضعف التواصل، والغموض الذي يكتنف هذه الفترة. انطلقت الثورات العربية في مقتبل الربيع، ومن هنا جاءت التسمية "الربيع العربي"، وهي محاولةٌ لاستعادة "ربيع براغ"، ولكن، يُخيفني منح المُسميات قراءةً إيديولوجيةُ .

كانت السينما محكومة بإرادة الرقابة، ومن كان يُشير في عمله إلى ضرورات التغيير، تقمعه السلطة بطريقةٍ، أو بأخرى، على سبيل المثال، في الفيلم السوري "تحت السقف" لمخرجه "نضال الدبس"، ثمة ما يتساقط من السقف، لكنّه في النهاية يُغرق المكان بأسره، فهل كانت تلك الصورة الدلالية مؤشراً على الحالة التي وصلت إليها سورية ؟. لم تكن هذه الحركات وليدة اليوم، فقد سبقتها ركاماتٍ، واحتجاجات، ومن هذا المُنطلق، لا أتفقُ مع القائلين بأنّ "التويتر"، و"الفيس بوك"، هي التي فجرت الثورات، ولديّ قناعة بأنّ الشعوب استيقظت، وإلا لما حدثت "ثورة أكتوبر" في روسيا، أو "ربيع براغ" في تشيكوسلوفاكيا.

لماذا تنعقد تظاهرة "بحر السينما العربية" في إحدى مدن جزيرة صقلية، ألا توجد إمكانيات تنظيم تظاهراتٍ، أو تأسيس مهرجاناتٍ في المدن الإيطالية الكبرى ؟.

ـ لا توجد اهتمامات مؤسّساتية، ولولا الاهتمام المحليّ، وحماس مؤسسة (هورتشينوس أوركا) العلمية الثقافية، ودعم المدينة نفسها، لما تحقق الملتقى أصلاً، في مدنٍ أخرى أكبر، والأهمّ، أنه لا تُوجد حتى أمسية، وهكذا، علينا الإستفادة من كلّ النوافذ المُتاحة للتركيز على المُنجز العربي، حيث هناك جهلٌ كبير، وعدم اهتمام من المؤسّسات العربية، والأجنبية، الكثير من سفاراتنا لديها ملحقيات ثقافية، وينبغي عليها أن تُغير اسمها إلى ملحقياتٍ تربوية، أو دراسية، حيث ينحصر عملها في الشؤون الإدارية.

في إيطاليا، لا توجد نشاطاتٍ عربية مدعومة ما عدا تلك التي تُنظمها "الأكاديمية المصرية" في روما تحت إشراف السفارة المصرية.

البعض يؤسّس تظاهراتٍ، مهرجاناتٍ، وفعالياتٍ سينمائية بهدف الاستفادة الشخصية، المادية، والمعنوية.
ـ هذه حالةٌ طبيعية، دعنا نترك هؤلاء يستفيدون في حدود الأجور المعقولة، والمسموح بها قانونياً، بشرط أن ينجزوا نشاطاتهم، أنا لستُ ضدّ الإستفادة الشخصية، المهمّ أن يتحقق هذا النشاط، ويصبح مفيداً لجميع الأطراف. قد يستغلّ البعض الأمر لمصلحته الشخصية مئة بالمئة، ولكننا لا نستطيع منعه، فقط، يتوجب على هؤلاء الإنتقال من الهواية إلى الاحتراف.

المهرجانات العربية في أوروبا دكاكين، يُشرف عليها عاطلون عن العمل...??

عجيب، أنت تقول هذا الكلام، وتتعاون، علناً، وسرّاً، مع كلّ هذه الدكاكين في أوروبا، وما أدراني، رُبما في المريخ أيضاً، والله "خوش رأي" ...حسناً، إذا كانت هذه الدكاكين مفيدة للمجتمع، وتساهم في إيجاد فرص عمل للمُشرفين عليها، وغيرهم، فما هو المانع من تواجدها ؟ من يجلس على الناصية بدون أن يفعل شيئاً، لا يحقّ له توجيه مثل هذه الإنتقادات إلى الآخرين، وأنا لا أقصدك أنت. هناك 8000 مهرجان سينمائيّ في إيطاليا،......

لا، أنتَ تُبالغ، هل تقصد 800 مهرجان؟؟ هذا رقمٌ كبير أيضاً ؟

ـ أقصد مهرجان، وملتقى، وأسابيع أفلام، وتظاهرات، وعروض، وفعاليات، ونشاطاتٍ تغطي كلّ سينمات العالم، ومع هذا الكمّ الخرافي، ما الذي يمنع من تأسيس مهرجاناتٍ للسينما العربية في كلّ مكان، بشرط أن لا نضع العصي بين أرجل بعضنا. فنجاح مهرجانكَ هو نجاحٌ لي، ونجاح مهرجاني هو نجاحٌ لكَ، وإلاّ ليس من حقكَ الإدّعاء بأنكَ تدافع عن السينما العربية، أو أيّ سينما كانت.

يُقال، إنّ المهرجانات السينمائية الخليجية أوجدت نوعاً من الحساسيات بين المهرجانات العربية.

الحساسيات بين المهرجانات العربية موجودة منذ سنين، وبالتحديد، ما يتعلق بتواريخ إنعقادها، حيث كانت، وما تزال تتداخل فيما بينها، وتُسبب إشكالياتٍ، وقد تمّ مناقشة هذا الأمر في بعض هذه المهرجانات نفسها، ولم تصل إلى نتائج محددة، أو قابلة للتنفيذ.

إنها صراعاتٌ سابقة على تأسيس المهرجانات في بلدان الخليج، والحالة الموجودة حالياً لم تحدث بسببها.

وماهو الحلّ يرأيك ؟

ـ التنسيق فيما بينها، لأننا جميعنا نأكل من نفس الطبق، السينما العربية فضاءٌ مكشوفٌ تعرفه كلّ المهرجانات، الفيلم الذي يذهب إلى أحدها ـ رُبما ـ لا يأتي إلى آخر، وليس من مصلحة أحد أن يتحول هذا الأمر إلى صراع.

يجب أن تسود روحٌ سينمائية بين هذه المهرجانات، هناك تنافسٌ في الرياضة، ولكن، حالما يُطلق الحكم صفارة النهاية، يتوقف اللعب، وهذا التنافس لا يعني الخصومة، والعداء، من حقّ أيّ مهرجان أن يصبح الأفضل في العالم، فقط يجب أن يتحول هذا الكلام إلى فعل .

كيف ؟

تنقية الأجواء، تبادل الآراء، إصغاء الواحد إلى الآخر، والأهمّ، النزاهة المهنية .

ولكن، ألا تعتقد بأنّ هناك تخمة مهرجاناتٍ في الخليج ؟

ما الذي يمنع بأن تتكاثر المهرجانات، إنها تنعقد بأموالٍ خليجية، ولكنها غير منغلقة على الخليجييّن فقط، هي مفتوحة أمام كلّ السينمات العربية، والعالمية، وقد تكشفت نباهة مهرجان الخليج السينمائي عندما وسّع الإطار الجغرافي سينمائياً كي يشمل العراق، واليمن، وهذا دليلٌ بأن هذه المنطقة تحاول أن تكون، وقد أصبحت، ملتقى للإبداع، والإنجاز الإقليميّ، هناك رغبةٌ بأن تتحول هذه المناسبات إلى فرصة حقيقة للعاملين في المجالات السينمائية المختلفة تجمعهم بهدف اللقاء، وتبادل الأفكار، والنقاش حول مشاريعهم، ومنجزهم الثقافي.

هل أثرّت هذه المهرجانات على تلك الأقدم منها في الدول العربية الأخرى ؟

تاريخ مهرجانات قرطاج، القاهرة، دمشق، مراكش...كفيلٌ بالمحافظة على إستمراريتها.

ما هو السبب في هذه الأجواء الضبابية في مهرجانات الخليج ؟

الإمكانيات المالية ما بين بلدٍ وآخر مختلفة، ويمكن تقليص هذه العقبات إذا حوّلنا الصراع إلى تنافسٍ شريف، نزيه، وصادق. ليس دور أي مهرجان ما تعليم الآخر كيف يُنفذ آلياته، أو برمجته، لأنّ كلّ مهرجان يمتلك حريته الخاصة، ولكن، لا ينبغي أن يتحول الأمر إلى سوقٍ، أو حلبةٍ للمُضاربات. من المفيد لهذه المهرجانات التنسيق بينها، وتوفير الفرصة للسينمائييّن في الاختيار بين هذا المهرجان، أو ذاك....

عند هذا الحدّ، توجه الحوار في منحى آخر، توقفتُ تلقائياً عن الكتابة، واكتفيت بمناقشة الباقي من حديثنا المُتبادل، بينما كنتُ أفكر بعنوان الدورة القادمة لمُلتقى "بحر السينما العربية":

"هل كان ربيعاً عربياً حقاً ؟"

الجزيرة الوثائقية في

20/06/2012

 

الفن طرف في تحولات "بلاد القُمامة"

قيس قاسم ـ السويد  

لم تُساعد الدقائق الأولى من فيلم "بلاد القمامة" على فك طلاسم العلاقة الغامضة بين مصور حداثوي شهير وبين مُنبشي مزابل مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بالسرعة الكافية، بل على العكس رسخت الإنطباع بأن الوثائقي متجه للتعريف بمنجز الفنان فيك مونيز، وجوانب من حياته، خاصة وأنه بدأ بمقاطع من مقابلة تلفزيونية مسجلة، أجريت معه قبل سنوات، عرض خلالها أفكاره وأسلوب شغله الذي جعل منه واحداً من أشهر الفنانيين المعاصرين، وأدهشت، طريقته الخاصة في تفعيل العلاقة بين المادة الخام للوحة وبين موضوعها، الجمهور والنقاد التشكيليين على سواء، لتجاوزه حدود العلاقة "المقننة" بين عدسة المصور الفوتوغرافي وما يقف أمامها. لقد أنشأ اسلوباً تفاعلياً يمكن بواسطته مساعدة الناس الذين يصورهم، لتغيير حياتهم. ف"ادعاءات" قدرة الفن على التغيير بالنسبة اليه قيمة أخلاقية، تطبيقية وليست نظرية مجردة، وأسلوبه في استخدام نفس المواد التي يعملون بها، ويحصلون على قوتهم اليومي منها، كخامة عمل أساسية في لوحاته المحورة من صورة فوتوغرافية الى لوحة "كولاج" مكبرة، تسهم في تحقيق هدفه، كما فعل من قبل مع مزارعي قصب السكر في الكاريبي والآن يفكر بذات الشيء مع نابشي المزابل في العاصمة البرازيلية..!

عند هذه النقطة من وثائقي المخرجة الإنكليزية لوسي ووكر ومساعدتها البرازيلية كارين هارلي تبدأ بعض طلاسم العلاقة الغامضة بالتفكك، وستزداد، مع الوقت وكلما تجلت أكثر، لحمتهما وأواصرهما القوية، فالمصور سيبقى جزءاً من العمل فيما سيُسَلط الضوء قوياً على حياة المعتاشين من قُمامة المدينة، وردود أفعالهم على وجود حركة دخيلة عليهم؛ كاميرات سينمائية ومصورين فوتوغرافيين يصورون أدق تفاصيل حياتهم فوق أرضهم.. أرض القُمامة.

يذهب المصور فيك مونيز لإنجاز مشروعه الجديد "سلسلة صور من المزابل" الى منطقة يارديم غراماشو، الواقعة في ركن قصي من العاصمة البرازيلية. على أرضها أقيم جبل من القُمامة، يبدو على الخارطة كنقطة منزوية يعيش فوقه وبين سفحه بشر منزوون أيضاً، ينبشون في عزلتهم قُمامة مدينتهم، يدورونها ويصنفونها ثم يبيعون الصالح لإعادة التصنيع منها الى شركات ووسطاء. الباحثون في القمامة أو مدورو القمامة كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم، يعيشون حياتهم وسطها مع عوائلهم، فهي مصدر رزقهم اليومي الوحيد ولا يعرفون غيره مصدراً للحياة! حين جاءهم المصور استقبلوه بابتساماتهم وعلامات استغرابهم على وجوههم، فهم لم يألفوا وجود الغرباء بينهم ولا أحد أصلاً من المدينة يريد الإقتراب من "محمياتهم" أو الاعتراف بوجودهم. لم يفهموا تماماً ما قاله لهم ولكنهم قبلوا به ورحبوا بوجوده بينهم، فالناس هنا ورغم فقرهم يتمتعون بقدر عال من اللطف والفخر، لم يستحوا من فقرهم ولا من عملهم، ففي النهاية هو أفضل لهم من التسول أو المتجارة بالمخردات، وبالنسبة للنساء أفضل ألف مرة من ممارسة الدعارة وتشريد أطفالهن في الطرقات. لقد عاش المصور نفسه حياة الفقر ولهذا يعرفها جيداً، ولا يتنكر لماضيه كطفل انحدر من عائلة عمالية فقيرة أقامت في إحدى أحياء مدينة ساو باولو الفقيرة وظلت فيها حتى اليوم.

رسم المصور لبعض مدوري المزابل، بورتريه، نُقل عن صورته الفوتوغرافية، وراح من بعد يشتغل على تفاصيل كل واحد منهم من خلال ما سيعرفه عنه وما يجد فيه. كانت المعايشة اليومية مفتاحة لتكوين الإنطباع الحقيقي وتعميقه، ولهذا كانت حياة كل واحد منهم تشكل له مادة بصرية مذهلة، انها حيوات متفرقة جمعتها المزابل ولم تنفر قذراتها إنسانيتهم. قصة كل واحد كانت إلهاماً له وتعميقاً لقناعات فكرية وفنية. ففيك كان مدركاً أن في دواخل هؤلاء الفقراء رغبة في التغيير، ورغبة في الأحسن غير أن ظروف قاسية تحيطهم من كل صوب تمنع عنهم تحقيق ما يريدون، إنها القاعدة العامة وعليه اليوم تفصيلها ورسم تفاصيلها الصغيرة.

حين شرع في دمجهم في عملية الخلق الفني، إندفعوا دون تردد. لقد أجر مكاناً كبيراً ورتبه ليكون مرسماً وعلى أرضيته طبع صورهم وطلب منهم تلوينها من موجودات القُمامة نفسها: قناني بلاستيكية، علب طعام محفوظ، أكياس، أقمشة. كل ما في الزبالة من مواد، وترك لهم حرية توزيعها وتظليل وجوههم بها. بعد مدة سيجدون أنفسهم فيها، ولن تصدق عيونهم إنهم اشتركوا في عملية إبداع فني والكثير منهم لم يدخل مدرسة في حياته. كانت دموعهم الوسيلة الأكثر صدقاً للتعبير عن فرحتهم، التي ستصل مداها حين يبلغهم المصور بإشتراك بعضها في معرض ومزاد فني يقام في لندن. الى هناك أخذ لوحة وموضوعها الحي، وشهد الشاب مدور الزبالة بنفسه عملية بيعها. لقد وصل سعرها 50 ألف دولار أعطاها له فيك ليبدأ مشروعاً حياتياً جديداً بها. فمبدأه هو منح مبلغ ما يباع من لوحات الى "أصحابها". في ريو دي جانيرو حضر معرضهم قرابة مليون شخص، واُستقبل مبدعوه بالترحيب وحصلوا على مبالغ جيدة من مبيعاته، فشرع كل واحد منهم في حياة جديدة. لقد غير الفن الكثير من تفاصيل عيشهم وفتح أذهانهم على عوالم أخرى، رغم أن الكثير منهم ما زال يتذكر أيام عيشه وسط المزابل، لكنهم ومن دون شك لا يريدون العودة اليها ثانية، وربما ووفق ما أعلنته الحكومة البرازيلية على اثر قيام معرضهم ستغلق جبل المزابل كله نهاية هذا العام فلا يعود هناك وجود لا لقمامة غراماشو ولا لآلاف من البشر كي يعتاشون عليها. أما الفنان فيك مونيز وحال الانتهاء من عمله بدأ بالتفكير في مشروع جديد، في الوقت الذي تشعر المخرجة لوسي ووكر، بالزهو لتحقيقها تحفة وثائقية خرجت من "بلاد القُمامة".

الجزيرة الوثائقية في

21/06/2012

 

طارق البدوي:

صورنا مشاهد فيلم "خالد سعيد" بمنزله الحقيقي

كتبت الهام عبدالرحمن

عادت أسرة فيلم "خالد سعيد" من الإسكندرية بعد تصوير مجموعة من المشاهد هناك علي مدار أسبوع.

يقول السيناريست الشاب طارق البدوي. صورنا في بيت "خالد سعيد" الحقيقي وايضا "الكوفي نت" التي تعرض فيها للضرب حتي الموت..

أضاف: تتنوع المشاهد في القاهرة ما بين ميدان التحرير وعدد من الشقق بوسط القاهرة. الفيلم إخراج اسامة رؤوف. بطولة تيسير فهمي التي تقوم بدور والدة الشهيد خالد سعيد. محمد الغمري. إنجي عبدالله وجمال محيي. أحمد الجوهري. سعيد المختار. بالاضافة لعدد من الوجوه الشابه.

الفيلم يتضمن أغنيتين ألحان عزيز الشافعي. تؤدي المطربة شاهيناز والأخري لم يتحدد من سيؤديها.

وعن اختيار خالد سعيد لعمل فيلم عنه. قال السيناريست طارق البدوي: كانت لي تجربة مسرحية عنوانها "علي فين يا بلد" ركزت علي أحداث ماسبيرو وكل من خالد سعيد ومينا دانيال. وحضرت العرض والدة خالد وأخته. وأبديا اعجابهما به. هذا شجعني علي أن أعرض عليهما سيناريو الفيلم وبعد قراءته وافقت الأسرة علي تصوير الفيلم. وفتحوا لي منزلهم لأصور فيه.

وعن الأزمة المثارة بينه وبين أسرة مسلسل "مولد وصاحبه غايب" قال: انتظر قرار لجنة القراءة في نقابة السينمائيين نهاية الأسبوع بعد أن ارسلت لهم الحلقات الستة الأخيرة من مسلسلها "نوسة" لاجراء مطابقة بينه وبين سيناريو "مولد وصاحبة غايب" وكذلك أن هناك جلسة في المحكمة بتاريخ 6 يوليو المقبل في الدعوي التي رفعتها علي الثلاثي هيفاء وهبي والكابتن مصطفي محرم والمنتج محمد فوزي بتهمة الاستيلاء علي مصنف فني وقد اتصل بي منذ أيام الكابتن مصطفي محرم وتحدثنا عن موضوع القضية وشرح الأمر من وجهة نظره. لكن أمر الأسرة في يد القضاء وانتظر كلمته.

المساء المصرية في

21/06/2012

 

الأفلام تسوق بأسمائهم.. ويتقاضين أجورا تضاهي أجور الرجال

نجمات «بوليوود» يغيرن قواعد اللعبة في السينما الهندية

نيودلهي: براكريتي غوبتا

يبدو أن الحظ بدأ يبتسم لممثلات السينما الهندية، بداية من طلبهن زيادة أجورهن وصولا إلى الحصول على أدوار أكبر. لم تحصل السيدات من قبل على حقهن سواء كان ذلك في مجال الدعاية لعلامات تجارية أو بيع الأفلام، التي تحتوي على أغان باهرة والتي تعد لا غنى عنها مثل المطاردة بالسيارات في الأفلام الأميركية، بسبب الهيمنة الذكورية. وبلغت نسبة مشاركة الممثلات في الحملات الإعلانية 40 في المائة مقابل نسبة مشاركة الذكور التي تبلغ 38 في المائة. وفي حين لا يمكن إنكار أن السينما الهندية لا تزال صناعة يهيمن عليها الرجال، حيث يحصل الرجال على الأدوار الرئيسية ويتم تسويق الأفلام بأسمائهم، تدخل بعض التغييرات على المعادلة لصالح البطلات، حيث تحقق الأفلام التي تقوم على الدور النسائي إيرادات لا تقل عن الأفلام التي تقوم على دور الرجال.

ها هي الفاتنة فيديا بالان تسحب البساط من تحت أقدام البطل في فيلم «إشكيا» ولا يمثل ذلك دعوة مفتوحة بجذبه إلى شباك غرورها فحسب، بل أيضا يمثل نجاحا في جذب جمهور الأسر المحافظة إلى دور السينما من خلال دورها بما فيه من تطور وثراء لم تشهده السينما الهندية من قبل. وقد ضمنت بذلك تحقيق إيرادات كبيرة. ويمثل هذا إنجازا إذا فكرت في السينما الهندية التي يهيمن عليها الرجال؛ لأنه حين يتعلق الأمر بالقلق من عدم تحقيق أرباح، يكون البطل هو الذي تعول عليه صناعة السينما في استعادة تكلفة الإنتاج، لكن يبدو أن هناك بعض التحول.

الوقت الآن مناسب لتكوني ممثلة ناجحة في السينما الهندية، فقد غيرت فيديا بالان، الممثلة الشابة التي تبلغ من العمر 34 عاما، وحدها قواعد اللعبة فيما يتعلق بالممثلات في السينما الهندية، من خلال ما حققته من نجاح في أفلامها الخمسة السابقة، وأعلاها في تحقيق الإيرادات كان «الصورة القذرة»، حيث تجاوزت إيراداته المليار روبية في أنحاء العالم عام 2011. وبعد زيادة أجرها في السينما، طلبت أن يفوق أجرها أجر البطل الذي سيشاركها بطولة الفيلم المقبل. ويعتقد أمود ميهرا، المحلل التجاري، أن هذا أمر منطقي، حيث قال: «فيديا بطلة لا تحتاج إلى بطل، فقد كانت بطلة الفيلم سواء كان ذلك فيلم (إشكيا) و(لم يقتل أحد جيسيكا) أو (الصورة القذرة) أو (كاهاني). يحق لها طلب زيادة أجرها، ويمكنني أن أطلق عليها لقب (أمير خان السينما الهندية) بين الممثلات، فهو يحصل على أعلى أجر بين الأبطال». وتشعر فيديا نفسها بأن الأفلام التي تقوم على البطولة النسائية بدأت تزدهر وتحقق إيرادات، وأن الوقت قد حان للممثلات لأن يحصلن على نصيبهن من الكعكة. وأضاف: «على الممثلات الاضطلاع بأدوار أكبر والطلب من المنتجين زيادة أجورهن. مع ذلك يأتي مع ذلك مسؤولية».

وتعد الأفلام التي تقوم على البطولة النسائية حاليا منتجا مزدهرا مثلها مثل الأفلام التي تعتمد على بطولة الرجال. وعلى الرغم من شعور الكثير من المنخرطين في صناعة السينما بالهند بأن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن المال الذي يتم الحصول عليه من خلال إسناد الأدوار الرئيسية للممثلات، فإن البعض يشعر بأن تأثير البطلات بشكل مباشر على أسعار بيع الأفلام يعد سببا كافيا للانتباه إليهن. تتزايد باستمرار أهمية النساء في إيرادات الأفلام مقارنة بالرجال. وعلى الرغم من أنه لا يزال أمامهن الكثير كي يتمكنَّ من كسر هذا القالب الذكوري، فإن التغييرات التي حدثت تبدو واضحة للعيان. أما اليوم، فتزداد أهمية المرأة كمستهلكة، حيث تأخذ قراراها بنفسها فيما يتعلق بحقها، ورغبتها في دفع الأموال مقابل مشاهدة فيلم ما يعبر عن جزء من حياتها أو الشخصيات الواقعية التي التقتها، وفقا لمسؤول الإعلانات البارز والشاعر الغنائي براسون جوشي.

يقول لوفيلين تاندون، المخرج المساعد لفيلم «سلومدوغ مليونير»، إنه في الوقت الذي اكتشفت فيه هوليوود منجما للذهب متمثلا في عشاقها من النساء في شتى أنحاء العالم، فإن بوليوود تؤكد أيضا أن مشاهديها من النساء يعلبن دورا شديد الأهمية في نجاح أفلامها. يضيف تاندون: «تعتبر النساء رأس المال العاطفي لمعظم الأفلام. لا أعتقد أن أي شخص في عالمنا المعاصر يمكنه تجاهل الدور الذي تلعبه النساء أو حتى الاعتقاد بأنهن لا يمتلكن القوة الكافية لدفع الناس للذهاب إلى دور العرض. النساء في الهند اليوم أصبحن متعلمات ومثقفات، تربين على مشاهدة القنوات التلفزيونية الفضائية والسينما العالمية في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، بينما تشاهد البنات أمهاتهن يقمن بأدوار على قدم المساواة مع أزواجهن، وأنهن أصبحن أكثر بكثير من مجرد زوجات مطيعات. أصبحت النساء ترغب في دفع المال من أجل مشاهدة نساء العصر الجديد على الشاشة، هؤلاء النساء اللاتي تمكنَّ من تحقيق التوازن بين حياتهن الشخصية والعملية وكسب الكثير من المال أكثر من أي وقت مضى والتمتع بالحياة».

يقول سونيل بونجابي، الرئيس التنفيذي لشركة «سينيماكس»، إن طبيعة الجماهير آخذة في التغيير، مدللا على هذا القول بجمهور مدينة مومباي، حيث مثلت النساء 60 في المائة من مشاهدي فيلم «الصورة القذرة».

وفي الوقت نفسه، ظهرت هناك نزعة جديدة في الأفلام الهندية، حيث تقوم النجمات بدعم العلامات التجارية والإعلانات في الأفلام، مما يمكنهن من كسب المزيد من الأموال من وراء هذه الإعلانات مقارنة بأجورهن في الأفلام. أما اليوم، فتطالب كاترينا وكارينا كابور وديبيكا بادوكون وبريانكا شوبرا بزيادة الأموال اللاتي يحصلن عليها مقابل دعم هذه الماركات التجارية.

يقول المصور الفوتوغرافي البارز أتول كاسبيكار: «من الجيد أن تكوني ممثلة ناجحة في مدينة بوليوود». وفي الواقع، فإذا تم إجراء حصر لعدد الحملات الإعلانية التي يقوم بها نجوم السينما، فسوف يتبين أن النجمات قد بدأن ببطء وبصورة تدريجية في الاستحواذ على المراكز الأولى، وهو ما يعزى للتغيير النسبي الذي حدث في المواقع التي يحتللنها في صناعة السينما. فلم يعد وجود المرأة في الأفلام الآن لمجرد الديكور، حيث أصبح لهن وجود رئيسي في صناعة السينما، وكنتيجة منطقية لهذا الأمر أصبحن الآن يتمتعن بمكانة كبيرة في صناعة الإعلانات.

تمكنت كارينا كابور، أهم ممثلة في بوليوود في الوقت الراهن، من كسر كل الحواجز عندما طالبت بأعلى أجر حصلت عليه ممثلة في تاريخ بوليوود، وهو 800 مليون روبية هندية، وحصة من الأرباح أيضا في فيلمها المقبل «البطلة»، حيث يمثل دورها محور الفيلم. تعلم كابور (31 عاما) كل الإحصائيات الخاصة بأفلامها العشرة التي شاركت فيها منذ عام 2009، حيث استطاعت 4 أفلام منها تحقيق إيرادات تتجاوز مليار روبية هندية. وحيث إن أمامها بعض العروض للقيام بحملات إعلانية لـ20 ماركة تجارية، تقول كارينا: «أنا ذكية للغاية، إنه مجرد سيرك، فإما يعطوني جائزة كبيرة أو عرضا ضخم».

أشادت الممثلة الهندية فريدا بينتو، إحدى واردات السينما الهندية من هوليوود، بقيام كارينا كابور بالمطالبة بالحصول على أجر هائل في فيلمها الجديد، حيث قالت بينتو في إحدى المقابلات التي أجريت معها: «قامت كارينا بعمل رائع عندما طلبت الحصول على أجر كبير لم تحصل عليه أي ممثلة هندية من قبل».

وإذا كانت كارينا كابور تحتل المرتبة الأولى بين نجمات السينما الهندية في طلبات المخرجين، فإن كاترينا كايف (27 عاما)، إحدى واردات السينما الهندية من إنجلترا، هي نجمة عالم الإعلانات في عام 2011، حيث جاءت في المرتبة الثانية بعد ملك بوليوود الممثل والمغني شاه روخ خان، متقدمة على لاعبي الكريكت الهنود أمثال ماهندرا سينغ دوني وساشين تيندولكار وأسطورة بوليوود الحية أميتاب باتشان.

لم تنظر ممثلات بوليوود إلى الوراء منذ الفيلم النسائي المحوري «الموضة» الذي تم عرضه في عام 2008، حيث أظهر الفيلم تقدم الممثلة بريانكا شوبرا (29 عاما) نحو صدارة صناعة السينما.

تقول بريانكا شوبرا إنه لا توجد أعذار أو مبررات: «حيث إن هذا هو الوقت المثالي كي تحتل النساء مواقع الصدارة في بوليوود». انضمت شوبرا لنادي الممثلات الكبيرات اللاتي يحصلن على مليار روبية هندية في الفيلم بعد نجاح فيلميها «دون 2» و«أغنيباث».

ومن المتوقع أن تقوم بوليوود بإنتاج عدد من الأفلام التي تقوم فيه النساء بأدوار البطولة، حيث ستشهد الشهور القليلة المقبلة عرض أفلام للنجمات بيباشا باسو وكارينا كابور وبريتي زينتا وسريديفي وراني موخرجي وصاني ليون، التي سيعرض لها أول أفلامها في بوليوود مع المخرجة والممثلة الشهيرة فرح خان في كوميديا رومانسية جديدة. تتنافس النجمة شيترا نغادا سينغ مع فرح خان، حيث سيتم عرض فيلمها الجديد «كام - القصة غير الرسمية» في اليوم الذي سيشهد عرض الفيلم الجديد للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي.

وعلى الرغم من عدم تعارض مواعيد عرض الأفلام، فإن مراقبي الصناعة والتجارة يتوقعون زيادة الإثارة بدرجة كبيرة في الأيام المقبلة.

يقول تاران ادراش، محلل تجاري: «الشهور القليلة المقبلة هي شهور الممثلات بامتياز، حيث إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ بوليوود التي يتم فيها عرض ثمانية أفلام متتالية تقوم فيها النساء بالأدوار الرئيسية. تعد هذه الأفلام بمثابة الإعلانات التجارية، حيث يعتبر وجود نجمات الصف الأول في بوليوود فيها بمثابة الإضافة».

يضيف ادراش: «من الجيد أنه قد أصبح لدينا الآن بعض الأفلام التي يتم تسويقها اعتمادا على أسماء النجمات. يعد هذا أمرا مشجعا، حيث إن وجود النساء في الأفلام الهندية أصبح أكثر وضوحا».

تقول بهارتي برادان إنه في الوقت الذي تؤدي فيه هذه الظاهرة إلى خلق نوع من الاهتمام الكبير بصناعة السينما الهندية، تعد هذه الظاهرة أيضا أمرا مثيرا بالنسبة للجمهور، حيث إنهم سيرون النجمات يقمن بالأدوار الرئيسية بالكامل، مضيفة: «لطالما تحدثنا عن تنافس النجوم، أما الآن، فدعونا نفسح المجال أمام النجمات».

الشرق الأوسط في

21/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)