حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جديد ريدلي سكوت

«بروميثيوس».. البـــحث عن الأصل المفقود

زياد عبدالله

 

ريدلي سكوت يعود إلى الفضاء، والفيلم هو Prometheus «بروميثيوس» المعروض حالياً في دور العرض المحلية بنسختين ثلاثية وثنائية الأبعاد، ولعل البدء بفعل «يعود» يمنحنا فرصة العودة أيضاً إلى رحلته الأولى إلى الفضاء مع فيلم Alien «مخلوق فضائي» ،1979 وإلى Blade Runner «بليد رانر» ،1982 وليكون هذا الأخير بعيداً عن الفضاء، لكن على مقربة من «الروبوتات» الذين يصيرون طبق الأصل عن الإنسان، لكن دون روح كما سيتردد في «بروميثوس» أيضاً.

يمكن مقاربة كل فيلم يمضي في مجاهل الفضاء من باب الفضول الإنساني، والهوس في اقتحام عوالم غامضة، لن تكون الرحلة إليها إلا حالة تشويقية مصاغة من اللحظة الأولى، ومصادق عليها طالما أن المجهول ما ينتظرنا، وما يحمله طاقم تلك الرحلة لا يتجاوز الافتراضات التي تحمل الصواب والخطأ، وقد يكون الأمر مهلكاً ومفتوحاً على طرائق وأساليب جديدة في الهلاك، ولعل السؤال الأزلي الساكن في أعماق كل إنسان متعلق بإمكانية أن تكون مخلوقات أخرى تتشارك مع الإنسان الوجود في هذا الكون المترامي، والتطلع دائماً سيكون نحو الكواكب البعيدة، طالما أنه كلما مضى الإنسان أكثر في هذا الفضاء المترامي، اكتشف الحجم الضئيل لاكتشافاته، وعلى شيء من خوض ما يصح توصيفه على الدوام بالعالم اللامتناهي، وعليه فإن من الطبيعي أن يكون من بين ما يبحث عنه هو إمكانية وجود حياة على كواكب أخرى غير الكرة الارضية. المقاربة سابقة الذكر ستكون سينمائياً محاطة بأطياف فيلم هائل لم يفقد أثره ولن، هو فيلم ستانلي كوبريك «أوديسة الفضاء 2001» ،1968 بما يجعل من هذا الفيلم مظلة تضم أفلاماً كثيرة، خصوصاً أن ريدلي سكوت في «بروميثيوس» يمضي خلف أسئلة وجودية كبيرة، وعلى اعتقاد أولي خاطئ بأن في تلك الأسئلة يكمن رهان الفيلم، لكنه سيكون في مكان آخر، وتفتح العوالم المجهولة عن كائنات ستكون أصل الإنسان الأول، وقد هجرت الكرة الأرضية واستقرت في كوكب ناء، لن يتيح لنا إلا معاينتها بوصفها كائنات معادية للإنسان الحالي، لكن الرحلة ستبقى متواصلة، إلا أن ذلك سيحدث بعد أن ينتهي الفيلم.

فضيلة الفيلم الكبرى تكمن في العالم البصري الذي يبني عليه ريدلي سكوت فيلمه، الفضيلة المرتبطة بتجربة سكوت المترامية، وهذا ما لم نكن في صدد القلق عليه، لا بل إنه غني جداً في «بروميثيوس» ومصاغ وفق مقترحات جديدة على صعيد أفلام الفضاء والكائنات الفضائية، وفيه الكثير من السحر والجماليات، الأمر الذي يطالعنا من اللقطة الافتتاحية، وذاك الكائن الراكض، الذي ليس إلا الإنسان الأولي، والذي لا يمكن وصفه هنا بالبدائي، كونه سيكون متفوقاً على الانسان الحالي بشكل أو آخر، والذي سرعان ما سنشهد تفسخه وتحلله، ومن ثم سنقفز إلى مجموعة من المكتشفين الذي يقعون في أحد الكهوف في اسكوتلاندا على رسوم جدارية ستشكل بالنسبة إليهم بمثابة دعوة لزيارة من قاموا بذلك.

يقع ذلك في عام 2089 وستسنتج إليزابيت شو (نعومي رابيس) ومعها تشارلي هولواي (لونغان مارشيل غرين) بأن الأمر يتطلب تلبية تلك الدعوة، خصوصاً مع وجود شركة مستعدة لتمويل رحلة فضائية قد تمتد لسنتين، لا لشيء إلا ليجد مالكها إجابات عن اتصال بأصل الإنسان وأسرار الخلق وأسبابه، وليتعدى الأمر ذلك بالطبع كون صاحب تلك الشركة سيكون باحثاً عن الخلود، واكتساب قدرات تجعله قادراً على هزيمة الموت، كما سنعرف ونحن نتعقب تلك المركبة الفضائية التي تكون فارغة تماماً في البداية لا أحد فيها سوى دايفيد ( مايكل فاسبندر) ونحن نراه يتجول من مكان إلى آخر، وعلى شيء من تسجية الوقت، وذلك بالتلصص على أحلام اليزابيت شو، ومن ثم لعلب كرة السلة وهو يدور بدارجة هوائية، لكن وقبل أن أنسى فإن دايفيد ليس بإنسان بل «روبوت»، وقد أنسى ذلك لمدى تطابقه مع الإنسان. ستكون المركبة هائلة الحجم التي تبحر في الفضاء محملة بطاقم عمل كامل، سرعان ما سيخرج من حجرات أو توابيت يعيشون فيها ما يشبه الثبات طوال ما يتجاوز السنتين، وذلك لكي يصلوا إلى الوجهة التي ستكون في الفيلم مجهولة تماماً، إلا أنها ستبدو صائبة تماماً. وحين يخرج الطاقم فإن المركبة سرعان ما ستجد ضالتها، وتستقر على سطح كوكب، لن يكون في النهاية إلا موطن الانسان الأولي، أو من كانوا موجودين على سطح الأرض وقد صاروا في غياهب مكان ناء يبتعد عن الأرض آلاف السنوات الضوئية.

هذه الاستنتاجات ستأتي من خلال مسعى ذلك الطاقم إلى اكتشاف أصل الإنسان وخالقه ووضع الأسئلة الوجودية على الطاولة ونيل إجابات وافية لم يصلها الإنسان يوماً، ولن يصلها في الفيلم أيضاً، لا بل سيبدو اقتحام المكان الذي يسكنه أولئك وهم ليسوا سوى بقايا بصرية أو خيالات في البداية فتحاً لباب الهلاك على مصراعيه، وإخراج واحد من تلك المخلوقات ستحول إلى تهديد مباشر للحياة الانسانية، كما لو أن هذه الدعوة ليست إلا اطلاقاً لتلك الكائنات لتعود من الجديد وتغزو الأرض، الأمر الذي يحسم بعيداً عن الأرض.

سنتعرف مع نهاية الفيلم على أصل الكائنات في فيلم Alien ولعل «بروميثيوس» لن يكون إلا استكمالاً له وما بدأه سكوت فيه وغيره من مخرجين توالوا على أجزاء الفيلم الأخرى، لكن ومع «بروميثيوس» ستبدو التقنيات البصرية أشد وقعاً، كما أن تحطم مركبة فضائية تحمل كائنات فضائية على سطح كوكب ناء في «إلين» سيقابله الكهف ورسومه في «بروميثيوس»، كما سيكون الثلث الأخير من الفيلم صراعاً مريراً بين طاقم المركبة والكائنات التي تعود إلى الوجود من جراء حضور هذه الحملة الفضائية، وسنعطل كل الأسئلة الكبرى التي بدأ بها الفيلم ونضعها جانباً معلقة ولا معنى لها أمام انطلاق «الأكشن»، وتلك الكائنات الغرائبية التي تنفلت من عقالها ويعاد تكوينها، بدءاً من الأفعى ذات الشكل الخاص التي تدخل جسم اثنين من طاقم العمل، وصولاً إلى ما يصيب تشارلي من جراء ما يضعه له ديفيد في الكأس الذي يشربه، ومن ثم حمل اليزابيت شو منه بكائن عجيب سرعان ما تتخلص منه، إلا أنه يجد للحياة مكاناً ويستطيع مواصلتها بما ينقذنا ربما، ولنعرف من أين جاء هذا «الألين» كونه شبيه تماماً لما شاهدناه عام .1979

كل ما تقدم وطيف كوبريك مهيمن على الأجواء، بدءا من الموسيقى التصويرية، وصولاً إلى ما صار على شيء من «الكليشهيات» في أفلام الخيال العلمي، مثل حالة الثبات التي يعيشها أفراد الطاقم، وتمرد «الربوت» الذي يكون في «أوديسة الفضاء» ليس إلا «هال» الاسم الذي تحمله آله ناطقة لا وجود لها على شكل إنسان، وصراع هذا الروبوت مع رائد الفضاء الوحيد الذي ينجو من أفعاله التدميرية، بينما يطالعنا في «بروميثيوس» ديفيد الذي إن كان لنا أن نربطه بالرجال الآليين الذين لا نستطيع تميزهم عن الإنسان فإن ذلك يحيلنا إلى اعتباره «ربليكانت» كما هو اسم «الروباتوت» في «بليد رانر» الذين يتولى هاريسون فورد أمر تصفيتهم وهم على أعتاب اكتسابهم للمشاعر والعواطف أيضاً، كما أن الصراع بين الإنسان والآلة سيكون حاضراً في فيلم «بروميثيوس»، وليكون لديفيد أجندته الخاصة واكتشافاته التي يمضي خلفها كرمى لعيون سيده صاحب الشركة، لكنه هو من يتخلص من شارلي ويكون في صدد التخلص من اليزابيت شو إلا أنه لا ينجح في ذلك.

الفيلم بصرياً مملوء بالمقترحات الجمالية، وهو وفي كما أسلفنا لأوديسة كوبريك، لكن يمكن اعتبار هذه الوفاء على اتصال بالشكل فقط، فالعظمة التي يرمي بها القرد عالياً في «أوديسة الفضاء» والتي تتحول إلى مركبة فضائيـة تكون قد قالت لنا شيئاً بخصوص نشأة الانسان، وانتقاله من قرد إلى رائد فضاء سيكون مشغولاً تماماً بالوقوع على كل أسرار وجوده التي تنتهي بذاك العجوز الساكن بعيداً جدا عنا وهو ملازم لفراشه، ولعل «بروميثيوس» حمل بذور كل ذلك، إلا أن الاكتشافات التـي سنقع عليها سيجري تحريفها، وربطها مباشرة بسلسلة من الصراعات، ولن يقـول لنا أي شيء بخصوص ما أوهمنا بداية أنه رهان الفيلم.

اكتشاف الجنة

فيلم «بروميثيوس» لم يكون عنوانه كذلك بداية، وكان من بين الأسماء المقترحة لهذا الفيلم «الجنة»، وعند مشاهدة الفيلم سيكون الأمر مدعاة للمفارقة والتندر، فما سيكتشفه طاقم الرحلة لن يكون إلا جهنم، لا بل إن الجنة سبق ووردت في عنوان فيلم شهير لريدلي سكوت أخرجه عام 1992 وحمل عنوان «1492 فتح الجنة» عن كريستوفر كولومبوس واكتشاف أميركا، وهنا أيضاً ثمة مفارقة تكمن بأن ما يكون هذا اكتشافاً للجنة سرعان ما يتحول إلى جحيم.

«بروميثيوس» وسرقة النار

تمتزج في فيلم «بروميثيوس» الأسطورة بالخيال العلمي، ولعل عنوان الفيلم يقول لنا ذلك، فـ«بروميثيوس» وفي إحالته إلى الأسطورة الإغريقية كان مكلفاً من قبل زيوس بخلق الانسان، ومن المعروف حسب الأسطورة ذاتها أنه بالغ في حب هذا الكائن، بحيث جعله يمشي على قدميه وليس على أربع، وقد سرق له النار من الآلهة ما منحه المعرفة والنور والدفء، إضافة لتمرده على زيوس وتقديمه له أضاحي من العظام الجلد وتقديم اللحم للإنسان من ما جعله ضحية عقاب أزلي أنزله فيه زيوس، بربطه إلى صخرة وإقدام نسر في كل يوم على نهش كبده والذي سرعان ما ينمو له واحد آخر ليعود النسر وينهشه في اليوم التالي. معرفة ذلك قد يبدو هاماً في مقاربة الفيلم، والتعرف إلى من يكون هؤلاء الذين يجري البحث عنهم، بما يشكل المنطق الخفي للفيلم، كما لو أن من عثروا عليهم ليسوا إلى بروميثيوس وسلالته الخاضعين لعقاب الآلهة، لكن بما يقودهم إلى أن يكونوا أشرارا كما سنرى في الفيلم وعلى النقيض من أسطورة بروميثيوس وحبه الإنسان.

الإمارات اليوم في

10/06/2012

 

تركة النازية الثقيلة في "أطفال هتلر"

أمستردام – محمد موسى 

لم يخلف الزعيم الالماني أدولف هتلر أبناءا، لكن رفاقه واكثر معاونيه إخلاصا وتفانيا وإجراما من الحزب النازي تركوا ذرية ستتعذب كثيرا بعد رحيل الاباء، بسبب الألقاب الشهيرة التي تحملها، والتي تحولت بعد الحرب العالمية الثانية وانهيار النازية الى لعنة ستطاردهم حياتهم كلها، لتدفع بعضهم الى الهجرة الى الطرف الآخر من الارض، وآخريين الى تغيير اسمائهم، فيما كرست مجموعة منهم معظم حياتها للتذكير بالنازية ومخاطر الانزالق في الافكار والاهواء المتطرفة، والتي تأتي احيانا مغلفة بأخلص النوايا والشعارات.
ليس فيلم "أطفال هتلر" والذي يعود الى قصة "اولاد" النازية، الاول في تتبعه لرجال النازية وحياتهم الخاصة، فالقنوات التلفزيونية الالمانية لم تتوقف ابدا عن العودة لسنوات المانيا الاشد سوداوية في العصر الحديث والتي بدأت مع صعود النازية في منتصف عقد العشرينات من القرن الماضي. وقلبت هذه القنوات مرارا، وبشفافية يشاد بها حقا، صفحات الحرب العالمية الثانية المؤلمة، لكن الذي يميز هذا الفيلم التسجيلي الذي عرض في عدة مهرجانات سينمائية حول العالم في العام الماضي، بانه اسرائيلي الأنتاج، ويقف خلف اخراجه الاسرائيلي حانوخ زئيفي. جهة الانتاج تفسر أيضا بأن يتوجه الفيلم لملاحقة قصص ابناء زعماء نازيين اشتركوا بشكل شخصي ومباشر في المحارق اليهودية، والتي ذهب ضحيتها 6 ملايين يهودي. ليتم قياس حجم الافعال التي قام بها زعماء نازيين بقدر دورهم في تلك المحارق، ولتحمل الاخيرة، الثقل الاكبر من شعور الذنب الذي يحمله ابناء واحفاد رجال النازية، رغم ان هؤلاء كانوا اطفالا لا يتعدى عمر بعضهم الخامسة عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، فيما ولد الاحفاد بعد عقود من نهاية تلك الحرب.

يلتقي فريق الفيلم بمجموعة من أبناء وأحفاد قادة من الحزب النازي الالماني. اولئك القادة، قاموا بشكل منهجي بتعقب اليهود الاوربيين واشرفوا على تصفيتهم. احد اللقاءات تم في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تعيش حفيدة لهيرمان غورينغ ( احد قادة النازية المعروفين والذي اعدم بعد الحرب العالمية الثانية)، والتي "طارت من الفرح" حسب وصفها، عندما تمكنت من استعمال الاسم الثاني لزوجها بعد زواجها. لا تمانع هذه السيدة من الحديث عن عائلتها الآن، فهي قد بلغت منتصف العمر، وتصالحت مع ذاتها ومع ماضي عائلتها الذي عذبها كثيرا. هي تستطيع الآن مثلا، ان تحضر لقاءات مع مهاجرين المان في مدينتها الامريكية الصغيرة، وبعد ان كانت ان تتحاشي لقائهم لسنوات، كما اصبح بامكانها الآن من الاستمتاع بالموسيقى الشعبية الالمانية، دون ان تهبط اشباح الماضي وصوره وكوابيسه. فيما يرافق الفيلم نيكلاس فرانك، ابن القائد هانز فرانك، وهو "يلف" على المدارس الالمانية ليقابل طلاب من اعمار مختلفة، لينقل تجربته الذاتيه والتي تتضمن كثير من المطبات الصعبة، خاصة مع عائلته المباشرة، بسبب مواقف بعضهم الغاضب من نشاطه العام الذي يبقي إسم العائلة في قلب الحياة العامة، وهم الذين تركوا المانيا، مبتعدين تماما عن الاضواء.

ليس كل أبناء زعماء النازية وجدوا السلام مع ذواتهم بالتبرؤ من افعال ابائهم واجدادهم، فالطريق لآخريين كان أكثر وعورة وضبابية، ليدفع بعضهم الى الجانب الآخر، فالإقرار بجرائم الاباء يتطلب شجاعة ومكاشفة غابت عن البعض، الامر الذي دفع ببعضهم، وكما يخبرنا ابناء او اخوة لهم من الفيلم التسجيلي، لنكران او التقليل من جريمة النازية مع اليهود، بل إن بعض هؤلاء الابناء خصص جزء من حياتهم للبحث عن أدلة تنكر المحارق او تتهمها بالمبالغة.

مع اللقاءات العديدة التي قدمها الفيلم من أمكنة عدة في العالم، هناك رحلة عبر التاريخ والجغرافيا سنتابعها ايضا ضمن العمل التسجيلي، فالمخرج يقنع حفيد القائد النازي رودولف هوس، بالسفر برفقة صحفي اسرائيلي فقد اغلب عائلته في معسكر أوشفيتز الشهير في بولندا. يوافق الشاب الالماني بكل النيات الطيبة على الرحلة الاولى له لمكان المحارق المعروف. يجلس حفيد الضحية مقابل حفيد القاتل في القطار الالماني. يتضائل الحوار المتقطع بين الرجلين مع اقتراب القطار الى وجهته، ليتوقف تماما قبل ساعة من وصول القطار الى محطة القطار البولندية، والتي شهدت وصول مئات الآلف من اليهود الى القاعدة العسكرية في سنوات الحرب. تفتح الموظفة المعنية الفيلا الخاصة لجد الشاب والتي تمت المحافظة عليها، كما يتوجه الرجلان الى القاعات العديدة الواسعة، والتي يضم بعضها ثياب واحذية تعود لضحايا المحارق، مكدسة كتلال صغيرة. الرحلة ستصل الى ذورتها العاطفية عندما يقابل الرجلين مجموعة من طلاب المدارس الاسرائليين كانوا في رحلة مدرسية الى " أوشفيتز ". يوجه الطلاب اسلحة جارحة للشاب الالماني، الذي يجيب عنها بصدق واحيانا بدموع غزيرة. فهو يتفهم غضب المراهقين الاسرائليين ويعتبر تقبله، جزء من قدره وقدر عائلته والذي ستحمله لسنوات طويلة قادمة.

يشبه فيلم " أطفال هتلر " اعمال تسجيلية كثيرة انجزت عن الحرب العالمية الثانية، وخاصة تلك التي انتجت في المانيا، بمناخه الرزين ومكاشفاته الواثقة، والتي تعود حتما للشخصية الالمانية، الهادئة والبعيدة عن أظهار العواطف المبالغ فيها، هذه الشخصية واذا اختارت الحديث للكاميرا عن تاريخ شائك كالنازية والمحارق اليهودية، فانها تكون قد حسمت أمرها لكشف معظم الحقيقة، كانها تتطهر عبر ذلك من أثم الانتماء لدولة كادت ان تحرق العالم كله قبل سبعين عاما، رغم ان هذه الدولة نفسها مرت بعدها عبر تغييرات هائلة، لتتحول في السنوات الاخيرة الى الدولة التي تشد من أواصر اوربا وتعزز وتحافظ على وحدتها.

الجزيرة الوثائقية في

10/06/2012

 

الأدلّة البصرية في "ثورة الغريب"

 عدنان حسين – لندن 

سنتعرّض في هذه الدراسة النقدية لفلم "ثورة الغريب" للمخرج شريف صلاح وهو من إنتاج "الجزيرة الوثائقية" التي تتوفر على باع طويلة في هذا المضمار. قسّم المخرج فلمه إلى أربعة أقسام، وكان يهدف من هذا التقسيم إلى بناء فلمه على أربعة مستويات رئيسية تكشف للمتلقي رؤيته الإخراجية التي يحاول تأكيدها بواسطة المضامين العميقة، والأدلة البصرية الدامغة التي تعزز من مصداقية فلمه الوثائقي الذي انضوى تحت اسم رمزي يتوفر على أبعاد دلالية سنلمسها بين تضاعيف هذا الفلم، وفي نهايته المعبِّرة على وجه التحديد.

انتقى المخرج شريف صلاح اثنتا عشرة جملة مكثّفة لاثني عشر شخصاً من المساهمين في فلمه الوثائقي الذي اشتمل على "22" شخصية كانت تعبِّر عن وجهات نظرها على مدار الفلم الذي بلغت مدته "54" دقيقة. وغالبية هذه الآراء تؤكد على أن الثورة قد بدأت من السويس، وأن روح المقاومة مترسِّخة في أعماق المواطنين "السوايْسة" الذين حوّلوا بلدتهم إلى ساحة معركة حقيقية، وكتبوا على كل جدار فيها "يسقط حسني مبارك"، وأنهم لن يسمحوا بعد اليوم بأن يعيشوا غرباء أو مهمّشين فيها وهم الذين قاوموا القوات الإسرائيلية المحتلة على أرضها وألحقوا بها هزيمة نكراء لا يزال يتذكرها الصغار والكبار على حدٍ سواء.

اللقطة التأسيسية

يعتمد هذا الفلم على العديد من اللقطات والمَشاهد الأرشيفية المهمة التي تُغني الفلم وتعزّز أدّلته البصرية "Visual evidences"، كما تقوّي في الوقت ذاته حجاجه البصري " Visual argument"، خصوصاً في الجزء الأول من الفلم الذي سيُفتتح بلقطة تأسيسية "Establishing shot" مهمة تُحيل إلى السويس كمكان يتوفر على معطيات جغرافية أبرزها البحر الأحمر وخليج السويس وما ينطويان عليه من ثروات كثيرة سنأتي على ذكرها لاحقاً. كما أن شخصية عبد المنعم قناوي التي تتصدر اللقطة التأسيسية هي واحدة من الشخصيات المحورية التي يعتمد عليها بناء الفلم برمته، فإضافة إلى كونه أحد أبطال منظمة سيناء التي قاومت العدوان الإسرائيلي ودحرته في معركة السويس في 24 أكتوبر 1973، فهو يمثِّل العصب النابض الذي يمّد أبناء المدينة بنسغ المحبة والولاء النادرين لأرض السويس خاصة، وعموم الأراضي المصرية بشكل عام.

تشكِّل "الرؤوس المتكلمة" بتعبير المخرج والسينارست الأميركي باري هامب نقطة ضعف في العديد من الأفلام الوثائقية، لكن هذا الضعف يتلاشى حينما يعزّز المخرج سياق فلمه الوثائقي بالأدلة البصرية القوية والجدال البصري العميق اللذين يقدِّمان في نهاية الأمر قصة سينمائية محبوكة تصل إلى المتلقي من دون تشويش أو ارتباك

كسر شوكة المحتل

لاشك في أن قصة مقاومة المحتل الإسرائيلي، وكسر شوكته، لن تكتمل ما لم يسرد الجميع أدواراهم فيها. فعبد المنعم قناوي يتذكر جيداً كيف تشكّلت "منظمة سيناء" وهو أحد أعضائها البارزين الذين قاوموا المحتل ودحروه فوق أراضي السويس بعد أن كبّدوه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدّات. يؤكد قناوي بأن ثمن الانتصار كان غالياً فقد قدّم أهالي السويس خيرة شبابهم فداءً للوطن أمثال الشهداء أحمد أبو هاشم وإبراهيم سليمان وأشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين وغيرهم الكثير، فهؤلاء هم أبرز الشهداء الذين ذاع صيتهم في حينه، وتناقل الناس أخبارهم، ربما بسبب الواجبات الخطيرة التي أُسندت إليهم، فبعضهم هاجم الدبابات الإسرائيلية، وبعضهم الآخر اقتحم مبنى قسم شرطة الأربعين وأصبح هدفاً سهلاً  للنيران الإسرائيلية، فلا غرابة أن تصبح تضحيات "السوايسة" بالمئات لأن المعارك المحتدمة كانت وجهاً لوجه، ولا مجال أمامهم للتراجع والانكفاء. يعزِّز هذه القصة أحمد العطيفي، وهو أحد أبطال منظمة سيناء أيضاً الذي يتذكر اسم الدبابات الإسرائيلية "سنتورين 7" وكيف كان المقاومون السوايسة يقتحمون الدبابات، ويضربونها بالقنابل، ويلاحقون أفراد طواقمها الذين لاذوا بالبيوت المحاذية لها، بل أنه يتذكر عدد الدبابات التي أحرقوها بجرادل البنزين وهي "36" قطعة خشية أن تقوم إسرائيل بهجوم آخر وتستعيد فيه هذه الدبابات. أما الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس، فقد قال بأن عدد الدبابات والمدرعات العسكرية قد وصل إلى "67" قطعة دُمرت كلها بالأسلحة البسيطة المتوفرة لدى المقاومين. لم يمت كل المهاجمين الإسرائيلين الذي تمترسوا بقسم شرطة الأربعين فهناك ستة أفراد لاذوا بالفرار ونجوا بجلودهم ومن بينهم شخص معروف هو الذي كتب لاحقاً كتاباً أطلق عليه اسم "التقصير". وبحسب قناوي فإن الله سبحانه وتعالى أراد لهؤلاء المُحتلين أن يعودوا إلى إسرائيل ويسردوا لأهلهم وذويهم قصة المقاومة العنيفة التي صدمتهم وكبّدتهم خسائر جسيمة في الأرواح والمعدّات الثقيلة.

السخرية المُرَّة

ينطوي هذا الفلم على نفس تهكمي أيضاً يمكن تلّمسه في بعض الجُمل المتناثرة التي تفوّه بها السيد عبد المنعم قناوي لمناسبة تكريمه من قِبل السيدة جيهان السادات في أول عيد قومي للسويس حيث قال بالحرف الواحد: "جاءت جيهان السادات واحتفلت بهذا اليوم المجيد وكرّمتنا، أعطتنا كل واحد منا شهادة استثمار بعشرة جنيه"!. يشعر المواطنون السوايسة بأن حقهم مغموط تماماً كمقاومين ومواطنين في آنٍ معاً. فالسيد طلعت خليل، عضو الهيئة العليا لحزب الغد بالسويس يقول إن الناس الذين قاوموا المحتل في 24 أكتوبر 1973 تم اهمالهم بشكل غريب، فهم لم يتكرموا حتى على المستوى المعيشي. وهذا ما يؤكده الشيخ حافظ سلامة الذي ذكر بأن أحداً لم يُكرَّم من رجال المقاومة، ولكنه أشار إلى حصول كل واحد منهم على "نوط الامتياز" الذي لا تتجاوز قيمته "50" قرشاً أو "5" جنيهات في أفضل الأحوال! إنّ التكريم الأساسي، كما يذهب، العم قناوي هو "أولاً وأخيراً عند رب العالمين"، ويبدو أنه لا ينتظر شيئاً من الحكومة المصرية التي كانت ضنينة معه إلى حدّ اللعنة. لقد تحول العم قناوي إلى رمز روحي وأخلاقي في نفوس السوايسة صغيرهم وكبيرهم، فالناشطة السياسية الشابة جهاد محمد تقول بأنها "تربّت على كلمات الكابتن غزالي، وحكايات الحاج عبد المنعم قناوي، وكل الرجال المصريين الأبطال". أما سعود عمر، القيادي العمالي بمدينة السويس فقد جاشت مشاعره حينما تذكّر العم قناوي الذي يسافر من السويس إلى القاهرة وبالعكس على قدميه، ويحمي مؤخرة الجيش الثالث، ويقوم بالعديد من الأعمال البطولية، لكن حينما تنتهي الحرب، وينفضّ الحصار عن السويس، يعود العم قناوي كسائق ميكروباص لكي ينقل أطفالنا، الذين تتماثل مشاعرهم الطفولية مع مشاعره الصادقة، من البيت إلى المدرسة يومياً ثم تخنقه العبرة فتتلاشى صورته. الكابتن غزالي، مؤسس فرقة أولاد الأرض له وجهة نظر أخرى تماماً فهو يرى أن التكريم قد خطفه الناس الذين لا يستحقونه أبداً حتى على صعيد صعيد علاقتهم بالوطن.

عرّافة مبارك

يلفت أحمد الكيلاني الانتباه إلى شيء غريب في شخصية الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي زار محافظات مصر كلها مرات عديدة خلال ثلاثين سنة من سنوات حكمه المشؤوم، ولكنه لم يزر السويس مرة واحدة في حياته! وحينما ندقق كمتلقين في السبب الرئيسي الذي يمنعه من الزيارة نرى أنه، بحسب الشيخ حافظ سلامة، كان يخشى من زيارة السويس لأن عرّافة أسرّته بأن نهايته ستكون في السويس إن هو زارها أو دخلها بأي شكل من الأشكال! لذلك يعتقد حسين الشاذلي، وهو مشارك في ثورة 25 يناير، أن مبارك أهمل السويس، وهمّشها، وأقصاها من مجال تفكيره. فلا غرابة أن يعتقد الشيخ حافظ سلامة بأن السويس خُطط لها أن تكون جنة أرضية في أقل تقدير، لكنها الآن أشبه بمقبرة، وهذا التوصيف الدقيق عززته الكثير من الأدلة البصرية التي أُخدت في مختلف أحياء وأزقة السويس حيث شاهدنا الجدران المتآكلة التي سقط كساؤها الخارجي، ورأينا مواسير المياه الصدئة التي تنقِّط ماءً، كما روّعتنا أكداس النفايات التي ارتفعت على أرصفة الشوارع الرئيسية والفرعية للمدينة. إذاً، كانت السويس عروساً للبحر الأحمر قبل العقود الثلاثة من حكم مبارك، وها هي الآن أشبه بمقبرة على الرغم من أنها أغنى محافظة في مصر، كما يذهب أحمد الكيلاني، في نقل أحساسيس المواطنين السوايسة الذين يعتقدون بأن ثلث الثروة النفطية، وثلث الصناعة المصرية موجودة في السويس، فهذه المدينة التي يبلغ تعدادها "750" ألف نسمة، فيها أربعة موانئ كبيرة، وفيها نصف قطاع الصيد تقريباً، وأن مواطنيها يعتقدون بأنها هونغ كونغ المنطقة، لكن نظام مبارك أفقرها، وهمّشها، وجعلها تغص بالبطالة. وقد ذكر أشرف محسن، وهو من المشاركين في ثورة 25 يناير بأن عدد العاطلين عن العمل قد بلغ "35" ألف مواطن لم يعثروا على فرصة عمل في مدينتهم وهم مضطرون للبحث عن عمل خارج السويس. ويعتقد أن السبب هو استقدام نظام مبارك للعمالة الأجنبية، وقد رأينا دليلاً بصرياً منشوراً في إحدى الصحف يكشف بأن مصر استقدمت "40" شركة أجنبية وبمعيتها "8" آلاف عامل أسيوي، هذا إضافة إلى القمع، والاعتقالات العشوائية، وانعدام الجانب الأمني. ربما تكون مشاركة الناشطة السياسية الشابة جهاد محمد متفردة، ليس لأنها امرأة حسب، وإنما لأنها واعية ومدركة لخطورة هذا النظام القمعي الذي خطف سفينة البلاد الكبيرة وغامر بها على مدى ثلاثة عقود طويلة، وأوصل الناس إلى الاحساس بفقدان كرامتهم. لنستمع إلى ما تقوله الشابة جهاد: "حاسة إني ماليش كرامة في بلدي" وتضيف: "وممكن يحبسني مئة سنة، وممكن أتبهدل بدون أي سبب"! عيد جمال، وهو مشارك آخر في ثورة 25 يناير، يُسجن، ويُعلّق يوماً كاملاً في غرفة التعذيب لأنه طلب من عنصر مباحث قسم الأربعين هويته.

الجزيرة الوثائقية في

10/06/2012

 

 

"أجمل ايام حايتي"... في بيروت

 وكالات 

تنطلق في 13 حزيران/يونيو الحالي الدورة الاولى من "أجمل أيام حياتي" وهي استعادة لأفلام لبنانية انتجت في الستينات والسبعينات من القرن الفائت تعكس وضع السينما اللبنانية في تلك المرحلة، وتقدم تحية الى مدينة بيروت وتكرم الفنانة صباح والممثل احسان صادق اللذين طبعا بحضورهما عشرات الافلام السينمائية المحلية.

يعرض خلال هذه التظاهرة التي تقام بمبادرة من جمعية متروبوليس ومكتب السياحة اللبنانية في باريس، 11 فيلما لبنانيا بالأبيض والاسود والالوان، بحضور احد ممثليها او المشاركين في اعدادها.

وتزين هذه الباقة من الافلام اللبنانية القديمة المختارة الشاشة الكبيرة في سينما "متروبوليس امبير" في بيروت حتى 22 حزيران/يونيو، وسوف يقدم الافلام للجمهور نقاد وصحافيون وهواة سينما عايشوا هذه المرحلة على غرار الناقد اللبناني اميل شاهين.

وتؤكد رئيسة جمعية "متروبوليس" هانية مروة ان هذه الدورة مهداة خصوصا الى احسان صادق الذي بدأ مشوار السينما اللبنانية من امام الكاميرا وخلفها وكذلك الى الفنانة صباح حيث سيعرض فيلمان من بطولتها في 16 حزيران/يونيو.

ويقول نقيب الفنانين المحترفين السابق الفنان احسان صادق الذي شارك في نحو 28 فيلما سينمائيا لبنانيا، لوكالة فرانس برس "انها مبادرة جيدة يتعرف الجمهور من خلالها على الصفحات الماضية من حياتنا الفنية وهي فرصة نناقش فيها الافلام مع الجمهور الذي سيسترجع اعمالا قد شاهدها البعض في الماضي، وسيكتشف الجيل الجديد عبرها كيفية الانتاج سابقا مقارنة باليوم. انها مبادرة تقيم تواصلا ما بين الامس واليوم".

وتفتتح هذه الاستعادة بتكريم للفنان إحسان صادق ويعرض في الامسية نفسها فيلم "بيروت صفر11" من انتاج 1967 للمخرج انطوان ريمي وهو من بطولة صادق والفنانة صباح، ويروي ظروف اختفاء تمثال اثري وتصارع عصابتين على الحصول عليه.

ويرى صادق ان "موضوع هذا الفيلم اجتماعي مشوق، ويلاحظ ان السينما اللبنانية في فترة الستينات وبداية السبعينات كانت في عزها وكان استوديو بعلبك حيث كانت تصور معظم الافلام مجهزا باحدث التقنيات".

ويضيف "كانت السينما اللبنانية تسير في شكل جيد تنتج بمعدل 20 فيلما سنويا. وهذا رقم مهم بالنسبة لبلد صغير. لكن مع الاسف اليوم ثمة مشكلة في الحركة السينمائية التي تبدو رمزية. ثمة مخرجون يحققون ذاتهم في بعض الافلام لكن ليس من صناعة قائمة".

ومن العوامل التي ادت الى ازدهار السينما اللبنانية في تلك الفترة بحسب صادق هي مرحلة التأميم التي شهدتها مصر "حيث لجا المنتجون المصريون الى لبنان وعملوا هنا وساهموا في تنشيط الحركة السينمائية محليا، اذ ان معظم الافلام في تلك الحقبة كانت من انتاج مشترك ما بين مصر ولبنان " .

وخلال الاستعادة، تعرض اربعة أفلام للمخرج محمد سلمان من بينها "الجاكوار السوداء" من انتاج 1965 وهو فيلم بالأبيض والاسود من بطولة احسان صادق وطروب ورشيد علامة وسمير شمص.

اما فيلم "غيتار الحب" من انتاج 1974 فاسند سلمان بطولته إلى صباح و جورجينا رزق وعمر خورشيد وناديا جمال. ومحور قصة الفيلم سلوى التي تؤدي دورها صباح وهي شابة فقيرة، تبيع الذرة المشوية على احد شواطئ لبنان، وترفض باستمرار الزواج من رجل يكبرها سنا.

ويجمع "أهلا بالحب"(1970) فريد شوقي وصباح، ويتناول قصة حسين المتواضع الذي يحلم بان يعيش بين الاغنياء، يستعير ملابس من صديقه ويذهب الى الحفلات و يتصرف على أساس أنه ينتمي الى الطبقة الثرية، وهناك يتعرف على المغنية دينا التي تقع في غرامه وتصدم حين تكتشف حقيقته.

كذلك سيعرض فيلم "بدوية في باريس" (1966) لمحمد سلمان مع سميرة توفيق ورشدي أباظة، عن فتاة بدوية تسافر للمرة الاولى الى باريس، وفي مدينة الاضواء تكتشف أنها تتمتع بموهبة فنية باهرة.

والجمهور على موعد مع "عصابة نساء" من إنتاج 1970 الذي أخرجه فاروق عجرمة وتقوم ببطولته صباح و طروب واسماعيل ياسين وفريد شوقي ويوسف وهبي، عن صحافيين تركيين يعدان في بيروت تحقيقا مثيرا يكتشفان عبره مقر عصابة من الجنس اللطيف.

ويعرض في الاستعادة فيلمان للمخرج هنري بركات هما "أجمل أيام حياتي" من 1974 مع نجلاء فتحي وحسين فهمي وسمير شمص، عن فتاة ثرية مدللة والدها، الذي يرفض زواجها من شاب تحبه، فتهرب إلى لبنان عن طريق البحر متنكرة بزي رجل وتلتقي شابا على متن السفينة ويصبحان اصدقاء وسرعان ما يكتشف انها فتاة.

اما "نغم في حياتي" من منتصف السبعينات مع ميرفت امين وفريد الاطرش وحسين فهمي فيتناول قصة حنان فتاة جذابة و جميلة، تعمل سكرتيرة لدى المطرب ممدوح، ولكنها تدخل في علاقة مع محسن ينتج عنها حمل فتتأزم المواقف.

ويقتبس فيلم "العسل المر" الذي انتج في العام 1964 للمخرج رضا ميسر رواية كتبها البريطاني توماس هنري هول وهو من بطولة سمير شمص وكواكب وسواهما.

وسيتمكن الجمهور من مشاهدة فيلم بالأبيض والاسود عنوانه" إنتربول في بيروت" (1966) لكوستانتين كوستانوف مع طروب ورياض غلمية ومحمد عبد الوهاب، عن ميكانيكي يقع ضحيه عصابة تورطه في قتل امرأة، وعندما يخرج من السجن يكون هدفه الوحيد البحث عن هذه العصابة.

وتخصص استعادة "اجمل ايام حياتي" أمسية لعرض فيلمين وثائقيين قصيرين عن السينما اللبنانية هما "لبنان من خلال السينما " للمخرج هادي زكاك من انتاج 2003، ويسلط الضوء على 50 فيلما روائيا تم انتاجها من الخمسينات حتى 2001، و"هاوي السينما" لحسيب شمس من انتاج 2011 عن السينمائي اللبناني حبيب شمس، ويتبعهما عرض فيلم "الجبابرة" لحبيب شمس وهو شريط بالأبيض والاسود من انتاج 1963 ومن بطولة المغنية طروب والمصارعين جان واندريه سعادة والممثلة فريال كريم.

واشارت مروة إلى ان معرضا لملصقات نادرة لأفلام لبنانية جمعها اللبناني عبودي أبو جودة، سيقام بالتزامن مع عرض الأفلام.

الجزيرة الوثائقية في

11/06/2012

 

مشاهدون منحوا الفيلم من 7 إلى 10 درجات

«مدغـشقر 3».. حلـم العودة إلــى الوطـــــــن

علا الشيخ - دبي 

يصوّر الجزء الثالث من فيلم «مدغشقر»، الذي حمل عنوان «أكثر المطلوبين في أوروبا»، مغامرة جديدة بالتقنية الثلاثية الأبعاد، فبعد رحلة الى افريقيا في الجزء الثاني، يقرر اعضاء فريق مدغشقر ان يعودوا الى منازلهم في نيويورك، لكن هذه المرة ومن خلال طائرة تفقد البطاريق السيطرة على قيادتها، فتحط بهم في ربوع اوروبا. وبين الأسد والغراب والحمار الوحشي والزرافة ثمة حكاية تروى لها علاقة بالتحدي للوصول إلى المبتغى، والتفكير السليم حتى لو جاء بمشكات، لكن بر الأمان والعودة إلى الوطن ستكون النهاية، فمن خلال «سيرك» يدرك فريق مدغشقر ان التجوال معه هو الحل في العودة، في مغامرة لا تخلو من الفكاهة والتشويق. الفيلم الذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية، ادى فيه دور الأصوات كل من بن ستيلر وديفيد شويمر وكريس روك وساشا بارون كوهين وجادا بينكيت سميث ومارتن شورت، وهو من اخراج توم ماكغراث، وحصل على علامة راوحت بين سبع و10 درجات، وفق تصويت مشاهدين.

حلم العودة

تستمر الأحداث من نهاية الجزء الثاني من فيلم «مدغشقر» بعد تيه في ربوع افريقيا، خلال رحلة الأصدقاء الأربعة الأسد (أليكس)، والحمار الوحشي (مارتي)، وفرس النهر (غلوريا)، والزرافة (ميلمان)، الذين يكافحون للعودة إلى منازلهم.

وفي خضم التخطيط للعودة الى نيويورك يواجهون الكثير من العراقيل ومطاردات الشرطة، لكن طريق الهرب من كل هذا الزخم البشري يقودهم الى «سيرك»، يجدون من خلاله الغطاء المثالي لمعضلة أن بشرياً وشى بقدرتهم على الكلام. يقول بدر شاهين (سبع سنوات)، الذي جاء بصحبة خالته رند، «أحببت كل شيء في الفيلم، وشعرت بسعادة كبيرة، حتى أنني لن اتردد في مشاهدته مرة أخرى»، مانحاً اياه العلامة التامة، اي 10 درجات من .10 في المقابل تقول خالته رند، (30 عاما): «كنت سعيدة من فكرة العودة الى الوطن مهما وجدنا من مغريات في الأماكن الأخرى، وقد دهمت هذه الفكرة مشاعري تجاه فكرة العودة الى فلسطين، وقد نقلتها الى ابن أختي حتى لا ينسى هذه الفكرة، وكيفية ربطها بفريق مدغشقر الذي يعيش في كل مكان حياة جميلة، لكن حلم العودة الى مدينته هو الهاجس الاكبر لديه»، مانحة الفيلم 10 درجات. فكرة الفيلم حول العودة إلى الوطن أثارت أيضاً هيفاء الحسيني، (22 عاماً)، التي شاهدت الفيلم مع صديقتها وداد العلوني، (24 عاماً)، وتقول ان «فكرة الفيلم جميلة، والغريب أن يطرحها فيلم أميركي تسهم حكومته في تشتيت شعبي العراق وفلسطين».

وتضيف ان «مشاهدته تتطلب التركيز على محتواه الذي يحث على حلم العودة إلى الوطن»، مانحة الفيلم سبع درجات. في المقابل تقول صديقتها وداد، «أحببت الفيلم كثيراً، وضحكت من كل قلبي، فأنا مغرمة بالأفلام الكرتونية، ولا افوت مشاهدتها»، مانحة الفيلم 10 درجات.

تعويذة

بعد عملية الكرّ والفرّ بين اعضاء فريق مدغشقر والشرطة، يصطدمون بشاحنة مكتوب عليها عبارة «سيرك متحرك»، فتلمع عيون الأسد، ويقول «هذا هو الحل»، لتخرج الاغنية التي رافقت الأجزاء الثلاثة «آي لايك موفيت موفيت» (انا احب الانتقال)، كأنها تعويذة الفيلم خلال سرد الحكايات. الفيلم فيه مواقف فكاهية واضحة، حسب حسام زغلول، (22 عاما)، الذي يقول «إنه مضحك، وقد استمتعت بمشاهدته وأصدقائي، ففيه الفكرة والرسم الجيد والكوميديا والصورة والمشهد الأخاذ»، مانحاً اياه تسع درجات. في المقابل تقول سارة منهالي (15 عاما)، بعد مشاهدة الفيلم، «ضحكت كثيرا وأحببت الخصال الحميدة التي يتمتع بها الاسد، على الرغم من الصورة الراسخة عنه بأنه مفترس»، مانحة الفيلم العلامة التامة. هذه المجموعة من الحيوانات مدللة بشكل مبالغ فيه، وتتمتّع بوجبات طعام شهية، كما أن الأداء التمثيليأ كان الجزء المرح أيضاً عبر الاستمتاع بأصوات ممثلين شهيرين، اذ يتخيّل المشاهد الممثلين كأنهم شخصيات الرسوم المتحركة.

يجد ستيلير أسده الداخلي، يتهادى كالمغرور، مصابا بمرض عصبي، لكن أليكس محبوب، أما روك فينزلق بسهولة في ذاته الثانية المخطّطة، ومارتي الحمار الوحشي بروحه المنطلقة وعباراته الساخرة، ويتلاءم أيضاً الممثل ديفيد شويمير مع شخصية ميلمانس جيرمافوب بشكل مثالي، فهو أحد سكّان نيويورك الذين لا يحبون الطبيعة.

«الفيلم يحكي دواخل الحيوانات التي لا يعرفها سواها، في اشارة واضحة الى النفس البشرية، وقدرتها على أن تكون افضل مما هي عليه»، حسب منيرة البغدادي (33 عاما)، التي منحت الفيلم ثماني درجات. وأثنى على الفكرة قيس المزاحمي (29 عاما)، الذي قال «فريق مدغشقر من الحيوانات، لكنها شخصيات كرتونية تحمل رسائل الى البشر، علهم يفهمون ويستوعبون أن الحياة تحتاج الى الطيبة اولاً»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

نهاية لجزء رابع

ظرف ما يجعل أليكس يتولى السيرك، على أمل ان يقوده قبوله هذا العرض الى وطنه، فهو مقارنة بالمجتمع الاوروبي، المحافظ نوعا ما مقارنة بالمجتمع الاميركي، لا يمكن أن يبهر فريق مدغشقر.

وتخطر في بال أليكس اعادة إحياء قصة علاقة فريق مدغشقر مع أغنيته القديمة نفسها «آي لايك موفيت موفيت»، بطريقة تبهر الجمهور، ويحقق الفريق نجاحاً باهراً، لكن النهاية كانت مفتوحة، بما يعطي خيارات متعددة للمشاهد للتنبؤ بجزء رابع من الفيلم.

«لا خوف مع الإرادة والتحدي من أجل الوصول إلى المبتغى المتمثل بالعودة الى الوطن الأم»، حسب محمد الظاهري (27 عاما)، الذي عبر عـن إعجـابه بالفكـرة.

ويقول «أحببت الجزء الثالث أكثر من الاجزاء السابقة، فموضوع الحرية والتحدي والإرادة، وأهمية الوطن هي جوهر الفيلم»، مانحاً اياه العلامة التامة.

هوامش

تصدّر فيلم الرسوم المتحركة «مدغشقر» في الجزء الثالث، إيرادات الأفلام في أميركا، وشارك في مهرجان كان السنمائي، ضمن قائمة الأفلام التي نافست خارج المسابقة الرسمية في عرض خاص. جماهير غفيرة اعتمرت شعراً مستعاراً بألوان مختلفة حضرت إلى الفندق الموجود فيه الممثلون في مدينة كان، كي يلتقطوا الصور التذكارية معهم. تلقى الفيلم من موقع «الطماطم الفاسدة»، الذي يعنى بالنقد السينمائي ملاحظات، إذ إن 76٪ من النقاد قالوا إن الفيلم «جيد». وأكدت الآراء المتفقة حوله أن «الجزء الثالث اهم من الثاني بكثير من حيث الحبكة والمشهد».

قاعدة الأجزاء الثلاثة

يدور أساس قصة الأجزاء الثلاثة حول الأصدقاء الأربعة الذين يعيشون حياة مترفة وسهلة في حديقة حيوانات، إلى أن يفكر (مارتي) في تجربة الحياة في البرية، ويحاول الهرب، ثم يتم شحن الحيوانات بالخطأ، وتفلت الصناديق التي تحملها في البحر، لتستقر على جزيرةأ مدغشقر، حيث مملكة قرود اليمور التي تعيش في تهديد مستمر من حيوانات الفوسا التي تقتل اعداداً كبيرة منهم. ويكتشف الاسد اليكس طبيعته المفترسة على خلاف اصدقائه، إلا انه يستطيع التغلب على هذه الطبيعة، ومن هنا يأتي اساس الاجزاء الثلاثة بأن كل حيوان منها يتأقلم مع المحيط ليبتعد عن اي صفة شريرة فيه. الجزء الاول عرض عام 2005 بوصفه فيلماً خاصاً للأطفال، إلا أن الكبار راق لهم كثيرا، وشباك التذاكر حينها حقق نحو 300 مليون دولار اميركي عند عرضه. وفي عام 2008 عرض الجزء الثاني بعنوان «مدغشقر.. الهروب الى افريقيا»، وحقق الفيلم إيرادات عالية في شباك التذاكر.

مشاعر أبطــــال الفيلم

بن سيتلير عبر عن ولعه بهذا النوع من الأفلام، وتحدث قليلاً عن الصعوبات التي واجهت طاقم العمل أثناء صناعة الجزء الأول من سلسلة افلام «مدغشقر». وتحدث عن النتيجة المبهرة للعمل، التي جعلتهم يصرون على جزء ثان من الفيلم، ثم الجزء الثالث، وأكد أنهم مع الشروع في كل جزء جديد يزداد مرحهم وحماستهم أكثر.

من ناحيته، عبر كريس روك عن حبه الشديد لأفلام الأطفال، وقال «اشعر بضحكاتهم في اذني».

أما الممثلة جيسيكا تشاستين، فقالت إنها منذ شاهدت الجزءين الأول والثاني للعمل وهي تتمنى أن تصبح جزءاً منه، وبالفعل هذا ما حدث عندما تقدمت لاختبارات الجزء الثالث، وحصلت على دور فيه. المخرج توم ماكغراث أكد أنه أراد منذ البداية صناعة شيء غير واقعي بل هزلي ومجرد، وهذا ما كان، على حد وصفه.

ديفيد شويمر

ولد عام 1965 في نيويورك، وهو مخرج وممثل. تخرج في مدرسة بيفرلي هيلز الثانوية عام ،1984 ثم التحق بجامعة نورث وسترن، وتخرج فيها، ثم اتجه إلى الشمال الغربي وحصل على درجة البكالوريوس في المسرح عام ،1988 وبدأ في المشاركة بتأسيس شركة المسرح الزجاجي.

شهرته الواسعة كانت في دوره الذي قدمه في مسلسل «الأصدقاء» في شخصية روس، وقد تزوج أخيرا من زوي بيكمان عام ،2010 وأنجب منها طفلاً.

بن ستيلر

ولد عام 1965 في نيويورك، وهو نجل الممثلين الكوميديين جيري ستيلر وآن ميرا. درس في جامعة كاليفورنيا المسرح والسينما والتلفزيون. وكان أول أعماله مسلسل «سكاتي وإيلي» ،1986 بينما أول أفلامه «إمبراطورية الشمس» ،1987 ثم قدم برنامجه الترفيهي «بن ستيلر شو» عام .1992

تزوج بالممثلة كريستين تايلور عام ،2000 وأنجب منها طفلين، وحصل على جوائز، كان أهمها جائزة «إيمي»، وأشارك في العديد من المسلسلات التي تركت بصمة لدى المشاهدين، مثل مسلسل «الأصدقاء» عام ،2007 وكذلك بعض الأفلام مثل «ليلة في المتحف» عام ،2006 وفيلم التحريك «مدغشقر» .2005

فرانسيس ماكدوماند

ولدت عام ،1957 وحصلت على درجة البكالوريوس في المسرح عام ،1979 من كلية بيثاني، وست فرجينيا.

كانت بدايتها من خلال مسرحية «ترينيداد وتوباغو»، وعام 1984 اشتركت في بطولة أول فيلم لها «دم بسيط».

توالت بعدها أعمالها الفنية التي تميزت في تجسيدها وأدائها بحرفية عالية، فرشحت عن دورها في فيلم «حريق الميسيسيبي» لجائزة الاوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عام ،1988 بعدها بثماني سنوات حصلت على جائزة أالاوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «فارغو». وهي متزوجة من المخرج الاميركي جويل كوين.

الإمارات اليوم في

11/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)