حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الدلالي: أهمية جائزة خليجية لفيلم مغاربي

حوار : حسن مرزوقي

 

فاز فيلم "ابن يوسف.. جريمة دولة" بالذهبية الأولى في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في دورته الثانية عشرة في فئة إنتاجات شركات الإنتاج.  في البحرين الأسبوع الماضي. الفيلم من إنتاج الجزيرة الوثائقية وإخراج جمال الدلالي. هذه الجائزة هي الأولى التي يستلمها الدلالي أردنا أن نتعرف أهمية هذه الجائزة في مسيرته وآخر مشاريعه.

§         ماذا تعني لك هذه الجائزة؟

للنجاح عناوين عدة من بينها التكريم والحصول على الجوائز ولكن الذي يعنيني أكثر من هذا هو العرفان بالجميل لكل من ساهم ودعم هذا العمل. لحظة الفرح قد تكون عابرة ولكن معانيها ومدلولاتها تبقى راسخة

§         مخرج مغاربي يتحصل على جائزة في الخليج هل هذا علامة على اتساع تجارب الوثائقي العربي؟

من ناحية المبدأ لا معنى بالنسبة لي لهذه التقسيمات الجغرافية إذا كنا نقف على نفس الأرضية الثقافية والحضارية ولكن موضوعيا أن يتحصل فيلم يعالج قضية يغلب عليها البعد المحلي فهذا دليل على اتساع رقعة الإدراك والوعي بالشأن العربي عموما إضافة إلى تعدد الوسائط من مهرجانات وقنوات مختصة مما يسهل "عولمة المحلي" كما لا ننسى أن فيلم "صالح بن يوسف.. جريمة دولة؟" من إنتاج الجزيرة الوثائقية وهي بالبعد الجغرافي خليجية رغم أنه يهتم بشخصية تونسية أي مغاربية..

§     الجائزة جاءت ضمن مهرجان التلفزيون والإذاعة يعني ضمن حقل الإعلام .. في رأيك هل الوثائقي اكتسب مكانه في الإعلام العربي بالشكل المرضي؟

الوثائقي أصبح جزءا من المشهد الإعلامي العربي وإن كنا مازلنا في بداية الطريق.. ولكن المؤكد أن الفيلم الوثائقي يكتسب مزيدا من المساحات القابلة لمزيد من الاتساع بتوفر الحد الأدنى من الحرية وسهولة الوصول إلى المعلومة.  وقد حان الوقت لكي تخصص التلفزيونات العربية مساحات أكثر لعرض الأفلام الوثائقية العربية. مما سينمي ثقافة الوثائقي من ناحية ويساهم في تشجيع إنتاج الأفلام من ناحية أخرى.

§     شاركت عشرات الشركات المنتجة للوثائقي في المهرجان هل هذه علامة بداية تأسيس صناعة للأفلام الوثائقية في العالم  العربي؟

صراحة لا يمكننا الحديث عن صناعة ولكن وجود الكثير من التجارب المتفرقة سيؤدي حتما إلى تراكم التجارب للوصول إلى هذا الهدف. والمطمئن في الأمر أن هناك وعيا متزايدا بضرورة مأسسة هذه "الصناعة" وبداية الفعل تبدأ بالوعي به. الغريب في الأمر أن العالم العربي يعتبر كنزا ثريا لموضوعات الوثائقي نظرا لثراء البيئة وتزاحم الأحداث أي أن الموضوع متوفر ولكن تبقى الإمكانيات المادية والبشرية والأطر القانونية والمؤسسية في حاجة إلى دعم وجهد مضاعف لتأسيس ما أسميته صناعة الفيلم الوثائقي.

§         اشتغلت على شخصيات وطنية تونسية هل تفكر في شخصيات عربية .. وأين موضوع الثورة من مشاريعك  الوثائقية؟

أفلامي حول فرحات وحشاد والمنصف باي وصالح بن يوسف كانت في إطار محاولة ومساهمة في إعادة قراءة تاريخ تونس الحديث ولكنها لم تكن المواضيع الوحيدة التي تطرقت إليها في أفلامي فقد سلطت الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية متعددة من مثل الزواج المختلط، العنصرية، التهميش، الاسلاموفوبيا.. كما أنتجت شركتنا لصالح الجزيرة فيلم "تونس 2011.. ثورة كرامة" من إخراج زميلي فتحي الجوادي ونحن الآن بصدد تنفيذ أعمال عن هواري بومدين، الإعلام في تونس...

§         هل من مستقبل للوثائقي بعد الثورات العربية؟

بالتأكيد هناك مستقبل لأن مساحة الحرية في اتساع وحواجز المنع والتعتيم في انحسار. العالم العربي يشهد إعادة تشكل عميق وأتمنى أن يكون الوثائقي شاهدا حاضرا على هذه التحولات بل فاعلا ومساهما فيها.

الجزيرة الوثائقية في

22/05/2012

 

 

سعيد الماروق:

حياتي فيلم تراجيدي طويل

باسم الحكيم 

يستعدّ المخرج اللبناني لكليبين مع مايا دياب ووائل كفوري، فيما يوزّع نشاطه الدرامي في مصر، والسينمائي في هوليوود، حيث يستعدّ لإنجاز فيلم من بطولة كليف أوين

غاب سعيد الماروق طويلاً عن الساحة الفنيّة. آخر كليباته هو «لامشيلك حافي» لفارس كرم نهاية الصيف الماضي، وعملاه المقبلان هما تصوير أغنية «شكلك» لمايا دياب، و«يا ضلّي يا روحي» لوائل كفوري في حزيران (يونيو) المقبل.

قبل شهرين من تصوير كليب دياب، أنجز الماروق تصوّراً للعمل في دفتر يظهر فيه تفاصيل كل لقطة، ضمن سياق القصّة المحبوكة. يراهن على تصوير الأغنية برؤية عصريّة مختلفة، مؤكداً أن «هذا الكليب سيمثّل مفاجأة حقيقيّة»، مثنياً على «أنوثة دياب وجاذبيتها التي يجب أن تتفجر أكثر أمام الكاميرا». أما مع وائل كفوري، فيشير إلى أنّ «ملامحه تساعدني على إنجاز عملي»، ويثني على طواعية «شكله السينمائي» الذي يسهل التحكم فيه أمام الكاميرا.

تشهد حياة المخرج اللبناني تحوّلات جذريّة. حلم السينما التي يصفها «بالحياة» قد يتحقق قريباً. يبدو أن محطتيه القادمتين ستكونان بين هوليوود والقاهرة في موازاة أعماله اللبنانيّة. هكذا، أعاد خلط أوراقه من دون أن يهجر الكليبات، مشيراً إلى أن «الفيديو كليب ذو فضل عليه، عرّف الجمهور به». وبعدما استعان به المخرج الأميركي مايكل باي في تصوير مشاهد الأهرام في مصر ضمن أحداث الفيلم الأميركي Transformers2، يقرأ الماروق حاليّاً نص فيلم آخر، رشّح لإخراجه وسيكون التعاون الأنضج مع السينما الأميركيّة.

يوضح الماروق لـ «الأخبار» أن «المنتج جيرمي وول، أرسل لي سيناريو BlueBird، وأقرأه منذ 20 يوماً، وأعطيت موافقتي المبدئية على تنفيذه». عندما تسأله عن اسم البطل المرشح، يتردد قليلاً قبل أن يجيب «سيكون كليف اوين». وعن موعد التنفيذ، يشير الماروق إلى أن «المنتج يواجه بعض المشاكل في اختيار الممثلين، وسنبدأ فور حلّها».

أما القاهرة التي فتحت له أبواب السينما، حين أسندت إليه تنفيذ فيلم «365 يوم سعادة» للمنتج محمد ياسين، فهي التي تدخله اليوم إلى الدراما التلفزيونيّة. بعد اعتذاره عن العديد من النصوص آخرها مسلسل «ألف ليلة وليلة»، يكشف الماروق أنّه وقع على «فكرة مجنونة يكتبها مع السيناريست والشاعر اللبناني علي مطر، وتدور أحداثها بعد 200 عام». ويصف المسلسل بالأضخم إنتاجياً الذي «يضم شخصيّات أسطوريّة». يشير إلى أنّ «هذا الاختبار الصعب يستوحي قصته من الخيال»، مؤكداً «أنّه سيقلب الطاولة على الدراما العربية التقليدية». ويكشف أنّ المنتج سيكون محمد ياسين (أرابيكا)، والعمل مرشح للعرض على قناتي mbc و«الحياة» المصريّة. بعد ذلك، يعرب الماروق عن إعجابه بمسلسل «الولادة من الخاصرة» للمخرجة رشا شربتجي، ويبدو أنّه ينوي تنفيذ سيناريو بهذه الدسامة مع كاتب العمل سامر رضوان الذي اجتمع به أخيراً.

وبعيداً عن المشاريع التي تحوّلت نصوصاً، تنتظر التنفيذ، يدرس الماروق جديّاً إمكان وضع تجربته الشخصيّة في كتاب، يروي فيه نشأته في أحضان أب وأم مصابين بالصم والبكم، مروراً بلحظة وفاة والده الذي تعلّق به كثيراً، ثم سفر العائلة إلى ألمانيا ومواجهتها ظروف الحياة الصعبة، ووضع مسؤولية تربية شقيقتيه فاطمة وإيمان على عاتقه. ولا يخفي نيته تحويل حياته إلى فيلم سينمائي، ما زال حائراً أمام نقطة النهاية فيه. هنا، سيكرّر الماروق تجربة «إحساس جديد» التي نفّذها لنانسي عجرم، حين نقل تجربة شخصيّة في الكليب، إنما سيكون هنا أمام عمل أكثر نضجاً، لأن هامش التراجيديا في شريط سينمائي، سيحظى بالمساحة الأوسع. ولعله ينجح في إقناع مجتمع عربي يقول إنّه «ينقصه الوعي في التعامل مع هذه الفئة من المهمشين»، بأن يعترف بوجودها ويتعامل معها من دون أن يشعرها بالدونية. تجربة واحدة لا تكفي، و«لأن السينما هي الحياة» بالنسبة إلى الماروق، فهو يعد اللحظات التي تفصله عن دخول هوليوود.

الأخبار اللبنانية في

22/05/2012

 

«انفصال» ليس مجرد خلاف بين زوجين!

لماذا يفوز فيلم إيراني بست وأربعين جائزة عالمية؟

شريف صالح 

عندما يفوز الفيلم الإيراني «انفصال» بعشرات الجوائز الكبرى في معظم المهرجانات العالمية، فإن أية متابعة للفيلم، يفترض أن تجيب عن هذا السؤال: ما الذي يميزه عن غيره؟

أول عناصر التميز: بساطة القصة، فنحن أمام زوجين «بيمان معادي - نادر» وزوجته «ليلى حاتمي - سيمين» يقرران الانفصال بعد أكثر من عشر سنوات زواج، لأن الزوجة حصلت على تأشيرة هجرة وتريد حياة أفضل لها ولزوجها وابنتها خارج إيران، أما الزوج فيرفض لأنه مرتبط بأبيه العجوز المريض، الذي فقد الذاكرة وبالكاد ينطق. أي «طموح» الزوجة في مواجهة «وفاء» الزوج لأبيه.

ثاني العناصر تركيب المعاني على نحو جدلي شيق، فمع استكمال الزوجة لإجراءات الانفصال والاستعداد للسفر، تنحاز ابنتهما «11 سنة» للبقاء مع الأب، ليس تفضيلاً له، وإنما لقناعتها أن هذا هو الخيار الوحيد لإجبار الزوجة على البقاء، لأنه لا جدوى من سفر أمها وحدها، طالما هي تراهن على مستقبل أفضل لابنتها وليس لنفسها!

ويلجأ الزوج إلى خادمة متدينة «سارة بيات - راضية» تأتي لتنظيف البيت وخدمة الأب العجوز، لكن دون علم زوجها الإسكافي المدين والعاطل «شهاب حسيني حجت»، وهنا يصبح صراع الزوجين الآخرين، ما بين «الضرورة» التي تفرض على الزوجة المتدينة رعاية عجوز ليس محرما لها، وما بين «التقاليد» الدينية.

وأثناء رعايتها للعجوز يهبط إلى الشارع فجأة، فتسرع للحاق به وتتعرض لحادث، وتضطر للذهاب إلى طبيبة خصوصا أنها «حامل»، فتقيد العجوز في الفراش، في تلك الأثناء يعود الابن فيرى والده مقيدا يكاد يلفظ أنفاسه، فيثور على الخادمة فور عودتها ويتهمها بالسرقة ويطردها ويدفعها خارج البيت، فتشعر بالخزي والعار أمام طفلتها الصغيرة التي كانت تصحبها، وتسقط على الدرج وتجهض الجنين. وهنا يتعقد الصراع: هل هي فقدت الجنين بسبب حادث السيارة أم بسبب دفعها على الدرج؟ هل من حقه أن يجرح كرامتها ويتهمها بالسرقة لمجرد أنها «خادمة»؟

وينفعل زوجها العاطل ضد «نادر» فيتهمه بقتل جنينه مطالبا بالدية، ويتهم «نادر» الخادمة بتعريض أبيه للخطر والإصابة وفقد النطق. ومع تورطه في القضية واحتمال سجنه ثلاث سنوات، ما يعني ضياع مستقبل ابنته، ينكر «نادر» أنه كان يعرف بحمل الخادمة. وفي الأخير يوافق وديا على تسوية الأمور مقابل دفع الدية شريطة أن تقسم الخادمة على المصحف بأنه سبب إجهاضها، لكن الخادمة المتدينة تخشى اليمين الحرام فترفض. وهنا يصبح الصراع ما بين «العدل» كقيمة سامية ومطلقة، وقدرتنا كبشر على تحمل تبعاته، وتنفيذه.

إن القاضي الغائب عن الكادر في معظم المشاهد، أو الحاضر وهو مشغول بعشرات القضايا والتفاصيل، لا يمكن أن يكون ميزاناً للعدل، ونحن كمتفرجين نعجز إزاء الحجج المتبادلة، وإدراك دوافع ونيات كل شخصية، نعجز على إطلاق حكم واضح سليم، فلكل شخصية مأساتها وقيمة تدافع عنها، ومنطق لا يخلو من وجاهة.

عبر جدل المعاني وتنافرها، وتداخلها، يتماسك الصراع على خطين أساسيين: خط مادي كاشف للواقع الإيراني بتعقيداته مثل: سوء الرعاية الصحية، البطالة والديون، الرغبة في الهجرة بأي ثمن، التمييز ضد المرأة، سوء القضاء. لكن كل ذلك يُعرض كأنه «قدر» لا فكاك منه، فلا توجد سلطة سياسية إلا في وجهها البيروقراطي المتعسف، ولا توجد محاولات جادة لحل أية مشكلة، إننا إزاء أفراد عالقين في شرك. في مقابل خط روحي يمثل الثقافة الإسلامية وتقاليدها، حيث تلجأ الخادمة إلى الفتوى عبر الهاتف، ويطلب الزوج «نادر» أن تقسم على المصحف، وفي مشهد آخر تقسم بإمام الزمان أنها ليست سارقة. ودائماً ثمة تمسك بهذا الإرث، رغم أنه عملياً لا يبدو مفيداً في حل تلك الصراعات المادية والمعنوية، ربما لأن الجميع هم «ضحايا» نظام قائم، وربما لأن تطبيق الأحكام يأخذ طابعا روتينيا وشكليا، فلو عرف المتصارعون معنى التسامح والاعتذار وطلب العفو وإنكار الذات، لتم حل معظم الصراعات!

عنصر التميز الثالث: الواقعية، فعلى خلاف موضة أفلام الأكشن والخيال العلمي والفانتازيا والكائنات اللا بشرية، على طريقة «سيد الخواتم» و«آفاتار» يعود بنا «انفصال» إلى الواقع، إلى تفاصيلنا اليومية، بكل توتراتها وصراعاتها، وأشواقها، ولمساتها العاطفية. فمازال الواقع متخم بالقضايا والشخصيات الجديرة بأن تراها عدسة السينما. وهو هنا ينتمي إلى مشاريع سينمائية إنسانية الطابع كما نراها في أفلام المخرج المصري الراحل عاطف الطيب خصوصا «سواق الأتوبيس».

وعلى الرغم أن تلك الواقعية قد تشعر المشاهد في بعض اللحظات بالملل، والكآبة، وأن الفيلم لا يقدم لنا جديداً، ولا إبهاراً، لكن المعالجة الواقعية اتسمت بالحرفية العالية جداً في أداء الممثلين الذين لا يشعروننا في أية لحظة بأنهم «ممثلون»، والإحكام الشديد حد الإتقان في كتابة النص بتعقيداته وصراعاته.

رابع عناصر التميز يتعلق برؤية وإدارة المخرج علي أصغر فارهادي، فهو قدم عملاً متماسكاً على صعيد التمثيل والنص ومواقع التصوير، دون فذلكة. وقام بتحريك الكاميرا بسلاسة بالغة، وتأطير الكادرات دائماً بصورة متوترة، من زوايا عالية أحياناً، أو بقطع أجزاء من حواف الكادرات، ورؤية التكوينات من وضع مائل أو مهزوز. فلا شيء تام ومستقر أمام العدسة، ولا جمالية خاصة بكادر بعينه، بل إن كل الكادرات تتناغم في تسريب الشعور بالضيق والقلق والتوتر إلى حواس المشاهد، دون أن يفرط المخرج في رؤيته الواقعية والمباشرة.

إن «انفصال» ليس صراعاً بين زوجين على وشك الطلاق، ولا صراعاً بين الواقع المادي ومثالية الخطابات الدينية، ولا بين «المصلحة» الخاصة و«العدل»، بل إنه تعرية لوجودنا الإنساني البائس.. هذا الوجود المعلق على قرار لم نتخذه بعد، وحلم لم يتحقق.

حاصد الجوائز

هناك أفلام يخدمها الحظ أكثر من غيرها، فربما يرفض الإيرانيون أنفسهم أن يعتبروا فيلم «انفصال» أعظم فيلم في تاريخ السينما الإيرانية، ويكون لهم الحق في ذلك. لكن من الصعب في الوقت نفسه تجاهل كم الاحتفال العالمي به، والجوائز التي حصل عليها في وقت قياسي. وحتى لا يكون الكلام مجانياً، وبالرجوع إلى موقع «IMDB» أحد أهم المواقع التي تعني بالسينما عبر العالم، يتبين ما يلي:

حصل الفيلم على تقييم 8.6 من أكثر من 40 ألف مشترك، أي درجة «امتياز».

احتل الفيلم المركز ال 69 في قائمة أهم 250 فيلم في تاريخ السينما العالمية،

حصد الفيلم 46 جائزة ورشح لعشرين أخرى، وأهم الجوائز التي حصل عليها: أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ورشح لجائزة أوسكار أفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم في مهرجان آسيا الباسفيك، وأفضل ممثلة للفنانة ليلى حاتمي في مهرجان «آسيان»، كما رشح لجائزة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الانكليزية في «البافتا»، ونال خمس جوائز في مهرجان برلين من بينها جائزة الدب الذهبي كأفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثل لكل من بيمان معادي وشهاب حسيني، وأفضل ممثلة لكل من ليلى حاتمي وسارة بيات، واختاره نقاد شيكاغو ونقاد لوس أنجلوس ونيويورك كأفضل فيلم أجنبي، كما فاز بجائزة سيزار الفرنسية والكرة الذهبية «الغولدن غلوب» كأفضل فيلم أجنبي.

جهود نادي الكويت للسينما

يحسب لمجلس إدارة نادي الكويت للسينما برئاسة حسين الخوالد، ومدير النادي الناقد والزميل عماد النويري، ولمراقبة السينما في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عرض فيلم «انفصال» مترجماً إلى العربية مباشرة عقب فوزه بالأوسكار.

وأجمل ما في تلك السهرة الحضور الذي ملأ قاعة عبد الرزاق البصير، ما يؤكد على أن السينما جادة لها جمهورها دائما، وأن الأنشطة عندما تواكب الحدث تحقق صدى أكبر. ونتمنى على إدارة النادي أن تضع ذلك في الحسبان عند برمجة أنشطتها مستقبلا، وأن نرى في أقرب فرصة بقية الأفلام الفائزة بالجوائز العالمية هذا العام.

Sherifsaleh2000@gmail.com

الفوز الإيراني ليس هزيمة للمصريين

من أغرب استطلاعات الرأي التي قرأتها في حياتي، استطلاع منشور في جريدة «اليوم السابع المصرية» تحت عنوان: «نقاد سينمائيون: حصول إيران على الأوسكار مجاملة سياسية بتوقيع إيراني»، وبعدما قرأت المكتوب شعرت بمرارة شديدة لكم المغالطات الواردة فيه بشأن الفيلم الإيراني «انفصال» الحائز أخيراً على أوسكار أفضل فيلم أجنبي. لكنني أرجأت الكتابة بانتظار رؤية الفيلم الذي عرضه نادي الكويت للسينما.

وقال أحدهم في الاستطلاع: «الأوسكار يغلب عليها المجاملات أكثر من المهنية، ولفتوا إلى استحقاق السينما المصرية نيل الجائزة، خاصة مع تفوقها على السينما الإيرانية». وسنضع مجموعة من الملاحظات حول مثل هذا الرأي:

- قد لا تخلو جائزة في العالم من «مجاملات» أو «حسابات» سياسية، لكن الكلام بأن ذلك «يغلب» على الأوسكار، متهافت جداً، فلا يمكن أن تكتسب «الأوسكار» تلك المكانة كأهم جائزة سينمائية في العالم، ويحكم فيها آلاف السينمائيين، إذا كانت تدار بمنطق المجاملة والترضيات!

- ليس فوز الفيلم الإيراني هو السبب في عدم فوز أي فيلم مصري، ولا علاقة بين الأمرين، وجائزة الفيلم الأجنبي يرشح لها سنويا خمسة أفلام رسميا وهي قائمة معروفة، وطيلة ثمانين عاما تقريبا لم يرشح لها فيلم مصري على حد علمي، بينما معظم دول العالم كان لها أفلام في تلك القائمة. وغير معقول أن المحكمين في الأكاديمية يضطهدون السينما المصرية طيلة عقود.. ولو كان المنطق يفرض مجاملة إيران، فبالتأكيد كانت هناك مناسبات كثيرة لـ «مجاملة» مصر!

- صحيح السينما المصرية لها تاريخها وعراقتها وتأثيرها، لكن من الصعب القول إنها متفوقة على السينما الإيرانية، وكلنا يعلم الطابع التجاري لها والمشاكل التقنية، ما يؤثر سلبا على وجودها في المهرجانات السينمائية الكبرى، وإذا أخذنا معيار الجوائز العالمية فإن السينما الإيرانية تكاد أن تكون «الحصان» الأسود في معظم المهرجانات وحصلت بالفعل على عشرات الجوائز. إلا إذا بررنا ذلك بأن مهرجانات برلين وكان والأوسكار والبافتا والبندقية، كلها تجامل الإيرانيين!

- على خلفية التوتر في الملف النووي حاليا، يصبح منطق «المجاملة» غير مبرر، وبمنطق السياسة أي خطوة تقارب تكون متبادلة. ولا أظن أن هوليوود تدار أساسا بهذا المنطق، بل هي تعد من معاقل المعارضة للسلطة السياسية في معظم الأوقات.

- نخلص من ذلك إلى أن الهجوم على الفوز الإيراني، ليس له أي مبرر، ومن الأفضل للسينمائيين المصريين أن يراجعوا طريقة مشاركتهم في المهرجانات الدولية ونوعية الأفلام التي تشارك فعلا. لكن منطق التبريرات والمغالطات، لن يغير من الأمر شيئاً!

أحداث مكررة تعزف على أوتار البطولات الأميركية

«عمل شجاع» رؤية سينمائية بملامح لعبة إلكترونية

كثيرة هى تلك وجهات النظر التى راحت تتضارب حول فيلم المغامرات الاميركى«عمل شجاع» والتى تتفاوت بين الاعجاب المنقطع النظير وبين متحفظ رغم العوائد الضخمة التى حصدها الفيلم ولكننى لا أعرف لماذا شعرت للوهلة الأولى أثناء مشاهدتي لفيلم «عمل شجاع» أنني أعيش داخل لعبة بلاي ستيشن استراتيجية، فقد بدت أحداث الفيلم تشبه تفاصيل الألعاب الحربية التي يتحول فيها اللاعب الى بطل يسعى إلى مواجهة خطر الإرهاب وتحرير الرهائن، مع الفارق أن اللاعب هنا تحول إلى مجرد مشاهد لأحداث فيلم بدت فكرته مستنسخة من أفلام أخرى تعودنا أن تقدمها لنا هوليوود كوجبة سينمائية دسمة مليئة بالحركة وشد الأعصاب، وتحاول من خلالها إبراز تفوق الجندي الأميركي وقدرته على حماية بلاده من هجوم إرهابي حتى لو لزم الأمر دخوله إلى عش الدبابير.

مشاهد الفيلم الخالي من نجوم هوليوود المعروفين ومناظر الدماء ملأى بالحركة التي تشد الأعصاب، ورغم ذلك فهي لم تتمكن من نسف المشاعر الانسانية التي بدت واضحة في بعض لقطات الفيلم خاصة في بدايته، حيث يستهدف تفجير إرهابي مجموعة من الأطفال، وكذلك في المشاهد التي تجمع أعضاء فريق النخبة مع عائلاتهم وأطفالهم. عناصر الحركة واللعب على وتر المشاعر لم تخف السقطات التي وقع فيها مخرج الفيلم مايك مكوي، خاصة في بدايته، حيث لم تكن ملامح الفيلم واضحة تماماً لدخوله السريع والمتخبط في الأحداث، إلى جانب ان الفيلم بدا منذ بدايته وكأنه يدور في فلك حياة شخص واحد وهو الملازم أول أنجل الذي كان ينتظر ولادة ابنه الأول ويسعى في الوقت ذاته إلى حماية بلاده من خطر الإرهاب رغم أنه جزء من فريق مكون من 7 أشخاص يمثلون النخبة في الجيش الأميركي، ليتضح في نهاية الفيلم أن الراوي يقرأ رسالة الملازم أول انجل إلى ابنه الذي لم يره. مايك مكوي والذي كان بارعاً في استخدام المؤثرات الصوتية والبصرية والتقنيات العالية تكنولوجياً وحربياً، لم يستطع التخلص من عقده الألعاب الالكترونية الحربية والتي بدت واضحة في حركة الأسلحة، وهو ما يشير إلى أنه استخدم في تصويره للفيلم تقنيات تصميم الألعاب الالكترونية، وهو ما ساهم في إضعاف بعض اللقطات، إلا أنه يحسب للمخرج نجاحه في تقديم فيلم حربي يكاد أن يكون خالياً من الدماء، خاصة وأننا تعودنا في مثل هذه النوعية من الأفلام أن يكون اللون الأحمر طاغياً. وبقدر تخلصه من مشاهد الدماء إلا أنه كان متوغلاً في وحل الأماكن واللغات المختلفة التي تنقل بينها في الفيلم، فمن أميركا إلى الفلبين والصومال وأفريقيا والمكسيك وأوكرانيا وغيرها، وأعتقد أن هذا ما قد أضر بالفيلم لأن المشاهد عادة يفضل أن يعيش الأحداث في أماكن محددة وأن يركز فيها، واستخدام أكثر من دولة ولغة أعتقد أنه أضاع على المشاهد فرصة التركيز في الفيلم، وهو ما يمثل سقطة بالنسبة للمخرج.

النهار الكويتية في

22/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)