حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم 

«تنورة ماكسي» مستمر في صالات «أمبير» السبع

بقلم محمد حجازي

 

شغل شريط: «تنورة ماكسي» لـ جو بو عيد معظم الأوساط خصوصاً لدى الجمهور الذي وجد مبرّراً إضافياً لمشاهدته، بعد كل اللغط الذي أحاط به وصولاً إلى الصورة التي لصقها جانب من الإعلام به، من حيث كونه لم يحترم الأديان، بينما الصورة هي غير ذلك تماماً، وحتى لا يُقال بأنّ فلاناً اسمه محمد يدخل على خط الفيلم نكتفي بالقول بأنّ الشريط حُمِّل أكثر مما يحتمل، كل ما نواكبه هو نوع من ردّات الفعل الشخصية، وبات أكثر من طرف يُفضّل طي الموضوع بطي العرض ووقفه.

لكن أي مفارقة هذه عندما نكون لا ندع مجالاً لفيلم كي يتنفّس على شاشاتنا بينما هو في الوقت نفسه، ينال جائزتين من مهرجان موناكو السينمائي لمخرجه بو عيد وبطلته جوي كرم.

هناك مشكلة مع الفيلم، لماذا منعه بالكامل، لماذا لا تتأمّن طريقة تُخفَّف من خلالها غلواء البعض في تناول موضوع الدين والدفاع عنه، وبالتالي يجد الفيلم طريقاً إلى الناس كي تقول ما عندها بدل أنْ يُترك الأمر لمزاج من هنا وآخر من هناك، ومتى؟! .. في مرحلة انطلاق عجلة راقية من النتاجات المحلية ذات القيمة الحضارية.

ربما قال البعض بأنّنا نتحدّث سياسة، لكن الواقع يؤكد أنّ عنصر المؤامرة موجود بقوة في كل ما يحصل خصوصاً حزب أعداء النجاح الذي يعرفه الجميع لأنّهم ذاقوا الأمرّين من جرائمه، فكانوا خير نموذج لإعطاء رأيهم

والفيلم ما زال يُعرض في سبع صالات، هي صالات أمبير، رغم صدور بيان عن المركز الكاثوليكي للإعلام يطلب من الأمن العام وقف عرضه، وهو أمر جعل الناس تتهافت على مشاهدة الشريط، فبعدما بدأ جيد الإيرادات في الأسبوع الأول، هبطت إيراداته في الثاني، وإذا بالحملة عليه تُعيد وضعه على سكة الإقبال على مشاهدته، وسرت شائعات عن وقف عرضه، لكن مصدراً مسؤولاً في تجمّع أمبير أكد لنا أنّ الفيلم يتابع عروضه العادية من دون أي تعديل.

وكان أعجبنا كثيراً منطق المخرج بو عيد، حين قال بأنّه لا يحتاج لمَنْ يدعم الإيمان في قلبه، فهو يحب المسيح والكنيسة، وهو ابن منطقة جزين (بكاسين)، وبالتالي لا يُعقل أنْ يتناول أهلها بأي سوء مستغرباً هذا التمادي في مهاجمة الفيلم والبعض يهاجمه حتى قبل أنْ يشاهده.

لماذا إذاً، يحصل كل هذا؟

«تنورة ماكسي»، في بيروت حاضر على الشاشات والمشاهدة متاحة للجميع، الذين سيدركون لاحقاً كم كانت الحملة كاذبة وظالمة فلا يوجد في الفيلم ما يؤخذ عليه، وإذا كان من أحد يريد التظلّم فالكلمة للقوات اللبنانية لأنّهم يُظهِرون صورة عن حرب تلك الأيام والميليشيات التي كانت تسيطر على كل شيء.

والحقيقة نُقدِّر أنْ يكون هذا ثاني فيلم يتّهم القوات، والآخر هو: الحوض الخامس، لـ سيمون الهبر ومعروف على مستوى كل الفعاليات أنّ هذا الحوض كان خلال الحرب تحت سلطة القوات، وكان والد الهبر يعمل سائقاً لشاحنة له، وهو يمتلك مخزوناً من الذكريات مع زملاء له من كل المناطق والطوائف، وحكى حكايات مؤثِّرة وعميقة تنزرع في الداخل ولا تغادره بسهولة.

«تنورة ماكسي»، يتابع مشواره وكل ما حصل قدّم الفيلم كثيراً وجعله على روزنامة الناس الفصوليين للتأكد مُمّا يُقال... 

عرض

«كان 65» يتابع عروضه ويُعطي درساً في السينما

«بيرانا» عادت تقتل .. لكن يصعب تصديقها

فعاليات مهرجان «كان» السينمائي الدولي تواصل تنظيم العروض والمؤتمرات الصحفية الليلية واللقاءات، منذ 16 أيار/ مايو الجاري وحتى 27 منه. وقد وصل ثلاثة مخرجين كبار إلى «كان» للمشاركة في ندوات بعنوان: درس في السينما: وهم فيليب كوخمان، نورمان لويد، والموسيقي الفرنسي ألكسندر ديسبلات.

المهرجان يستمر حتى يوم الأحد المقبل، ويبدو أنّ حظوظ مخرجنا يسري نصر الله ليست عالية، فالكثير من المتبارين هم من أفضل الذين قدّموا أعمالهم في «كان» وقد مررنا عليهم في المادة التي نُشِرَتْ يوم افتتاح المهرجان.

عرض

إنّه النسخة الثانية من Piranha بنظام الـ3D في عرضه الأول، لكنه متواضع الفكرة والتنفيذ ولا ينفع في شيء يجذب رغم أنّه تكلّف 20 مليون دولار، لكن على قصة لم نصدّقها كثيراً لأنّ السينما هي فن الإقناع، وهو ما لم يتوافر في الشريط الذي أخرجه جون غولاغر عن نص تعاون عليه ماركوس دونستان، وباتريك ميلتون، مع 4 مساعدين للمخرج.

أسماك البيرانا المتوحّشة تعود من جديد بعد المجزرة التي تسبّبت بها في البحيرة الدموية، والتي تحوّلت إلى خرابة لا حياة فيها، لكن البيرانا استطاعت العثور على منافذ عديدة للدخول إلى هناك والوصول إلى مكان وجود السابحين من الصبايا والشباب، وكانت فرصة للمخرج وفريقه كي يستعرضوا حقائق الصبايا تحت المياه وعلى الشاطئ، إلى أنْ يُصاب المتواجدون هناك وتكون جروحهم غائرة وعميقة.

أحدٌ لم يصدّق بأنّ الأسماك عادت، لقد اعتبروا أنّه تمت معاقبتهم بالرصاص، بالنار، وبعدم السماح لهم باستعمال منافذ تعبر منها إلى مناطق جديدة، وبعد مفارقات عديدة جرت المواجهة مع البيرانا، وكانت أصول اللعبة مُصانة، وتحوّل لون المياه إلى أحمر.

كاترينا بوبدن، دانيال بانا بايكر، كريستوفر لويد، فنغ راميس وتابيتا راي

قصير

أفلام 7 مخرجين

مهرجان الإسماعيلية الدولي الخامس عشر للأفلام التسجيلية والقصيرة، يُقام في الفترة بين 23 و28 حزيران/ يونيو المقبل بإدارة الزميل أمير العمري، حيث تم استحداث تظاهرة جديدة تحت عنوان: «نظرة إلى الماضي .. نوستالجيا مصرية». وتحت هذا العنوان تُقدّم أشرطة قصيرة لـ:

- محمد خان: البطيخة، صوّره عام 69.

- داود عبد السيد: 4 أفلام.

- عاطف الطيب: المقايضة.

- رأفت الميهي كتب حياة جديدة الذي أخرجه زميله أشرف فهمي.

- سعيد مرزوق: طبول.

- حسين كمال: معطف.

ويُحيّي المهرجان روح الفنان صلاح مرعي بإقامة معرض له ينسّقه معه أنسي أبو سيف.

صالات

8 أفلام

ثمانية أفلام رُخِّصت إلى الأسواق معاً بدءاً من 15 أيار/ مايو الجاري في القاهرة وضواحيها في محاولة لجذب الناس إلى الصالات وعدم الخوف من تداعيات ما يسمعونه عن بلطجية وخلافهم يهدّدون الروّاد.

القيّمون على التوزيع متفائلون بأنّ النتائج ستكون جيدة وما من داعٍ لأي قلق، فالجمهور متعطّش للعودة إلى الصالات بعدما هجرها أكثر من عام.

إشارة إلى أنّ قلّة الأعمال الفنية جعلت عدداً من النجوم يذهبون دونما تردُّد إلى الإعلانات ومنهم: عادل إمام، محمد منير، عبلة كامل، ماجدة زكي، غادة عادل، هالة فاخر، أحمد حلمي، منى زكي، دينا سمير غانم، إيمي، ودلال عبد العزيز، والنقابة تأخذ من الفنانين 2 بالمئة من قيمة الأجر الذي يتقاضونه.

شهر

«الحوض الخامس» لـ سيمون الهبر

ضمن تظاهرة دفاتر يومية.. شهر السينما اللبنانية، شاهدنا شريط: الحوض الخامس للمخرج الشاب سيمون الهبر، إنتاج جورج شقير، بول شيرزير، إيبريت نايدهاردت، بالتعاون مع مؤسسة دبي للإعلام والترفيه، وبالتعاون مع سوق دبي السينمائي، إنجاز مؤسسة الشاشة في بيروت (VTR).

أدار التصوير باسم فياض، وتولّت المونتاج كاترين ضومط، مع موسيقى تصويرية لـ سنتيا زالين، هنا نتعرّف على والد المخرج الذي لطالما عمل سائق شاحنة في منطقة المرفأ، وتحديداً في الحوض الخامس الذي وضعت القوات اللبنانية يدها عليه خلال سنوات طويلة من الحرب المنصرمة، وحكايات سائقين وشهود على تلك المرحلة في شريط جميل مؤثر هو الثاني لـ سيمون.

كتاب

سبارتاكوس

«سبارتاكوس .. صناعة فيلم .. تحطّم القائمة السوداء».

إنّه عنوان كتاب يحتضّر له كيرك دوغلاس عن الفيلم الذي صوّره بإدارة ستانلي كيوبريك عام 1960 وتكلّف يومها 12 مليون دولار.

دوغلاس (95 عاماً) استعان بصوت إبن مايكل للتعليق على نسخة DVD منه، بينما كتب جورج كلوني مقدّمة الكتاب.

مخرج

تكريم

يوم 31 آب/ أغسطس يتسلّم المخرج الإيطالي المخضرم فرنشيسكو روزي (89 عاماً) أسداً ذهبياً تكريمياً من الدورة 69 لمهرجان البندقية السينما الدولي عن مجمل أعماله، والتي تُقام في الفترة من 29 آب/ أغسطس وحتى الثامن من أيلول/ سبتمبر.

مناسبة

مئوية

أسمهان، عبد الغني السيد، ابراهيم حمودة، اسماعيل ياسين، أحمد ضياء الدين، محمود ذو الفقار، حسن رمزي، عباس كامل، فريد الجندي، كلهم وُلِدا قبل مئة عام، لكن لا توجد مرجعية متخصّصة عربياً للاحتفال بذكراهم في الوقت المحدّد.

نص

المنصّة

أعلن السيناريست بشير الديك عن أنّ الرقابة على المصنّفات الفنية وافقت أخيراً على نص: «المنصّة»، بعد مرور ١٥ عاماً على تعاقب قرارات المنع.

النص يرصد حيثيات وأسباب حادثة المنصة التي قُتِل فيها الرئيس أنور السادات على يد عدد من العسكريين في الجيش المصري خلال عرض عسكري

خارجي

مشاهد

المخرج علي إدريس يصل أواخر الشهر الجاري إلى بيروت لأخذ عدة مشاهد لفيلمه الجديد: بابا، من بطولة أحمد السقا، ونيكول سابا، ودرّة. الشريط وضعت له السيناريو زينب عزيز

تحضير

ضيوف الإسكندرية

وليد سيف مدير مهرجان الإسكندرية السينمائي، الذي يُقام في أيلول/ سبتمبر المقبل، أكد أنّ النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي أكدت حضورها الشخصي لفعاليات التظاهرات، وهكذا فعل المخرج الإسباني بدرو إلمودوفار الذي وافق على تكريمه وعرض آخر فيلم له: الجلد الذي أعيش فيه، مع أنطونيو بانديراس، وموضوع خاص جداً وجريء جداً.

ويحضر مدير التصوير العالمي ستورا رو الذي يتعاون مع كبار السينمائيين غالباً كي يشارك في ندوة تقنية عن الفيلم القصير

مركز

الكاثوليكي 60

يوم الجمعة المقبل في 25 أيار/ مايو الجاري تنطلق فعاليات الدورة 60 للمركز الكاثوليكي المصري للسينما بإدارة الأب بطرس دانيال، يستمر حتى الأول من حزيران/ يونيو المقبل.

لجنة التحكيم يترأسها الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة السابق يترأس لجنة التحكيم المؤلفة من: علي عبد الخالق، إلهام شاهين، عزت العلايلي، داليا البحيري، طارق التلمساني، راجح داود، ماجدة موريس.

التكريم يشمل: توفيق صالح، وحيد حامد، فردوس عبد الحميد، يسرا، عزت العلايلي، حسين فهمي، يوسف داو، محمد عشوب، منى البنداري والتقني حمدي أحمد ونقولا بركات.

الجزيرة الوثائقية في

21/05/2012

 

«الشيخة موزة» قنبلة (جدل) موقوتة

 محمد عبد الرحمن/ القاهرة 

اشتعل النقاش حالما أُعلن عن فيلم يتناول سيرة زوجة أمير دولة قطر. نوّاب مصريّون تقدّموا بطلب إحاطة لمنع المشروع بحجة إساءته إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما ردّ المخرج علي رجب بأنّ اصحاب الطلب يستفيدون من تدخّل الشيخة موزة في شؤون مصر ومن تصدير الإسلام السياسي إلى المحروسة

رغم أنها تلقت تعليمها في مصر وتحرص على التواصل مع القائمين على مدرستها الثانوية ومعلّميها حتى اليوم، إلا أنّ العلاقة الملتبسة بين مصر وقطر جعلت صورة الشيخة موزة زوجة أمير قطر مشوشة دائماً في أذهان المصريين. هذا الأمر دفع الكاتب الصحافي محمد الباز إلى رصد سيرتها في كتاب حمل عنوان «الشيخة موزة... ملكة تبحث عن عرش» (2012). الكتاب وجد حماسة عند المخرج علي رجب الذي قدّم سابقاً أفلام «خالتي فرنسا»، و«كركر» و«ريكلام»، ومعه السيناريست مصطفى عمار. قرّر الإثنان تحويل الكتاب إلى شريط سينمائي يعكفان حالياً على صياغة نصه.

لكنّ إعلان علي رجب أنّه رشّح غادة عبد الرازق لتجسيد شخصية الشيخة موزة، دفع بالمشروع إلى الأضواء سريعاً، خصوصاً حين نفت الممثلة المصرية علمها بالأمر. وقالت إنّها لا تفضل تجسيد شخصية على قيد الحياة، حتى لو قال بعضهم بأنّها قريبة الشبه من زوجة أمير قطر. لكنّ فريق العمل عاد ليؤكد أنّ ترشيح نجمة «زهرة وأزواجها الخمسة» لم يكن رسمياً، بل مجرد اقتراح لم يعرض على صاحبة الشأن.

غير أن اعتذار غادة المبكر والحاسم لم يحبط رجب وعمار ومؤلف الكتاب محمد الباز. أكّد الأخير أنّ «المشروع ما زال قائماً، وسنعلن تفاصيله في الوقت المناسب». يحدث هذا رغم قيام بعض النواب الذين ينتمون إلى التيار الديني في البرلمان، بتقديم طلب إحاطة يشددون فيه على أهمية إلغاء المشروع «حرصاً على العلاقات الطيبة بين مصر وقطر». وتلك فرضية مبكرة تعتبر أنّ الفيلم سيسيء إلى هذه العلاقات. لم يقرأ أحد السيناريو بالطبع لأنه لم يكتمل، كما أنّ طلب النواب يدخل في اطار اختصاصات الرقابة التي يجب أن يصل إليها النص أولاً قبل أن تحكم بالموافقة أو الرفض. أي أنّ النواب هنا يرفضون الفكرة من أساسها وهي سابقة لم يواجهها أحد من صناع السينما لا قبل الثورة ولا بعدها. وكان علي رجب قد ردّ على هذا الطلب، متسائلاً: «هل يجد مجلس الشعب وقتاً للتفكير فى هذه الأمور؟ وهل هذا ما كنا ننتظره من مجلس شعب الثورة؟ أن يمنع الفكر ويضيق على الإبداع؟». وتابع: «من يريد وقف العمل هو المستفيد من وراء الشيخة موزة ومن وراء تدخلها في شؤون مصر الداخلية والمستفيدين من تصدير الإسلام السياسي إلى مصر». وختم: «لماذا لم يقدم طلب إحاطة لمنع تدخل الشيخة موزة في شؤون مصر الداخلية؟».

أما عن الفيلم نفسه، فقال محمد الباز إنّ الشريط سيتناول السياسة القطرية في السنوات الأخيرة من خلال شخصية الشيخة موزة، وسيبدأ من آخر زيارة لها للقاهرة ثم يعود بطريقة الـ«فلاش باك» إلى انقلاب أمير قطر على والده ودورها في دعم نظام الشيخ حمد بن خليفة، وعلاقاتها القوية مع الكيانات الكبرى في العالم وصولاً إلى الدور القطري في الربيع العربي، إلى جانب وجود واضح لشخصية سوزان مبارك والسياسيين المصريين في التقاطعات المشتركة بين الشيخة موزة والسياسة المصرية.

وحتى مع الانتهاء من النص وعرضه على الرقابة وتوافر المنتج المستعد لتمويل فيلم، قد لا يدعمه الموزعون الخليجيون. هكذا، يظل مشروع فيلم «الشيخة موزة» قنبلة جدل موقوتة حتى دوران الكاميرا وانجاز اللقطة الأولى أياً كانت البطلة.

الأخبار اللبنانية في

21/05/2012

 

إحراق تمثال المخرج محمد كريم في مدينة السينما 

هل بدأت موجة استهداف التماثيل بعد تكفير الفنانين؟

محمد خضر 

تبدو المواجهة بين الجماعات التكفيرية والوسط الفني والإبداعي في مصر، مسلسلاً من المعارك المتعاقبة بما ينذر بدقة المرحلة الراهنة وخطورتها على الفن والفنانين. وفي خطوة غير متوقعة، أقدم مجهولون مؤخراً على إحراق تمثال لرائد السينما المصرية المخرج الراحل محمد كريم، الموضوع في مدينة السينما في الهرم حديثاً، تمهيداً لاحتفالية بكريم في المدينة. بعدما رفض نائبان من حزبي النور (السلفي) والحرية والعدالة (التابع للإخوان المسلمين) اقتراح وزارة الثقافة برفع التمثال في الشارع أمام أكاديمية الفنون، التي يرأسها سامح مهران، بوصفه «صنماً يحمل دعوة للشرك بالله».

وتعليقاً على الحادثة، أصدرت «جبهة الإبداع» التي تجمع تحت لوائها مجموعة كبيرة من الفنانين المصريين، (أطلقها المنتج محمد العدل)، بياناً استنكارياً جاء فيه: «استيقظنا على مأساة تعرض لها التمثال، ممن رأوا فيه صنماً. ويشهد الله أنهم هم صناع الأصنام من روح الدين، أو ممن رأوا في فن السينما أنه يشكّل ما هو محرّم، ولا يليق بنا ألا نكرّم أحد رواد هذه الصناعة. وعليهم أن يعوا أنه بفضل أشخاص مثل محمد كريم ومن تلوه، عرف العالم أن للعرب عقولاً وروحاً وإبداعاً، وأن هناك من المسلمين مبدعين يحترمهم ويجلهم العالم، في حين أن كل ما فعله أمثالهم من دعاة الظلام هو خلق حالة العداء المعروفة عالمياً». 

وطرح رئيس جهاز السينما (مدير التصوير السابق) سمير فرج أمس فرضية حصول الاحتراق بفعل تعامد أشعة الشمس على التمثال الذي ألبسه الناحت السويري ملابس رسمية كاملة. ورد عليه خبير آثار بأن هذا الاحتمال مستبعَد، لأن الشمس تتعامد مرة واحدة في العام على معابد وأعمدة منطقة الأقصر الفرعونية فقط.

وتأتي خطوة إحراق التمثال، التي ردتها الصحف المصرية الى «جماعات سلفية»، بعد المحاكمة التي طالت الفنان عادل إمام، وما قيل عن رغبة سلفية في ممارسة الرقابة الدينية الصارمة على كامل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني السابق، منذ بداية السينما العام 1927، والتلفزيون في الخمسينيات من القرن المنصرم. الأمر الذي دفع برئيس «اتحاد الكتّاب» محمد سلماوي إلى إصدار بيان أمس الأول، يدين فيه محاولة مصادرة الإبداع بأثر رجعي، داعياً جميع الفعاليات الرسمية والعامة لوقف هذا التوجه فوراً.

السؤال المطروح حالياً هو: هل بدأت معركة هدم التماثيل (على أساس أنها أصنام) في مرحلة التجاذب الحساسة بين الطرفين؟ وهل ينذر ذلك بأن المكان المستهدف في المرة المقبلة، سيكون «دار الأوبرا» على سبيل المثال، حيث توجد تماثيل للفنانين الكبيرين محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم؟ وماذا عن تماثيل أخرى لفنانين كبار ومثقفين في أمكنة أخرى؟ إنها مخاوف مطروحة بقوة هذه الأيام، خصوصاً أن من طالته «الأذية» الرمزية أولاً هو من رواد السينما الأوائل. فالمخرج محمد كريم أخرج أول فيلم مصري مقتبس عن رواية مصرية بعنوان «زينب»، للكاتب محمد حسين هيكل. وكان فيلماً صامتاً شارك فيه بهيجة حافظ وسراج منير. وهو الذي أقنع الموسيقار محمد عبد الوهاب بالتمثيل وأخرج له سبعة أفلام. كما كان أول عميد «للمعهد العالي للسينما» في العام 1959.

السفير اللبنانية في

21/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)