حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"يوميات" مدينة محاصرة من الداخل والخارج تكتبها نساء لا يعرفن الاستسلام

دعاء عجرمة من أبوظبي

 

خلال الدورة الأخيرة من مهرجان أبوظبي السنيمائي السينمائي الدولي لهذا العام، تم عرض فيلم "يوميات" للمخرجة الفلسطينية الشابة مي عودة ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية. يتناول الفيلم الحياة اليومية لثلاث شابات فلسطينيات يعشن في مدينة غزة المحاصرة من الاحتلال الإسرائيلي، لكننا لكن ومن خلال اليوميات الشخصية لهؤلاء الشابات، نكتشف أن هناك حصاراً من نوع آخر مفروض على أهل غزة، خاصة على النساء والشباب. فاريتي أرابيا كان لها هذا اللقاء مع مخرجة الفيلم مي عودة التي تحضر حاليا لفيلم جديد بعنوان "أوسلو حبيبتي".

§         في البداية حدثينا عن نفسك قليلاً، عن نشأتك وكيف أثرت على توجهاتك الفنية؟

أنا فلسطينية المولد والنشأة ولا أملك أي جنسية أخرى، عشت طوال حياتي تحت ظلم الاحتلال الإسرائيلي، فمنذ الطفولة يتكون الوعي السياسي لدى الفلسطينيين من خلال المشاهدات اليومية البشعة للاحتلال. كذلك لم تكن هناك دور للسينما، إذ كنا نشاهد فقط التليفزيون الأردني، وأتذكر أن التلفزيون الإسرائيلي كان يعرض يومياً فيلم مصري قديم في ساعة معينة في وقت معين، وكان ذلك من الأشياء الجميلة بالنسبة لي حيث أتاح لي الفرصة للتعرف من خلاله على السينما المصرية. ظلت تلك الذكريات معي، أحملها في داخلي كجزء من تكويني. المشكلة الصادمة في حياتي كانت حين حدث الانقسام الفلسطيني وهذا هو الجرح الأكبر، فطوال الوقت كان لدينا عدو واضح وهدف واضح هو تحرير فلسطين، لكن أن نقع في خندق دولتين وحكومتين، فهذا شيء مؤلم. تلك هي نشأتي السياسية. سافرت بعد ذلك للنرويج للدراسة وفي تلك الأثناء حدثت الحرب على غزة، وكانت لي صديقة إسمها صفاء، درست معي في جامعة بيرزيت، وبعدها عادت إلى غزة وفقدنا الاتصال. وفي أثناء الحرب كانت ترسل لي كل قائمة أصدقائها ويومياتها في غزة، فصرت أتابع عن طريقها ما يحدث هناك، بعدها قررت الذهاب إلى غزة لأكون موجودة على أرض الواقع، ولأنني لا أكتفي بالمساندة عن بعد، ومن هنا جاءت فكرة الفيلم.

§         ذكرت أن صفاء كانت زميلة الدراسة، فكيف تم إختيار بقية الشخصيات، وما الذي يميزهن عن غيرهن؟

أنا أقوم بتحرير جريدة فلسطينية اسمها "فلسطين الشباب" عن طريق الإنترنت عندما كنت في النرويج، وكان رئيس التحرير في الأردن والمحررون في فلسطين، ومنهم أسماء شاكر في غزة، ومن خلال الإنترنت تعرفت عليها صوتوفكراً فقط، وحين ذهبت الى إلى غزة قابلتها لأول مرة. أما أسماء الغول، فتعرفت عليها في غزة حين سمعت عنها وعن مواقفها الجريئة. وما يجمع تلك الشخصيات ويميزها بأنهن ثلاث صبايا شابات، يواجهن ظروف الحياة القاسية تحت الحصار في غزة، بالإضافة إلى ضغوط المجتمع المحيط بهن، ومع ذلك كل واحدة تقاوم بطريقتها الخاصة لإثبات رأيها وذاتها.

§     هل لأنك امرأة وجدنا بعض الانحياز للمرأة في الفيلم وتقديمك لنماذج نسائية فقط للحياة تحت الحصار في غزة؟ إنحزت للمرأة في فيلمك وقدمت نماذج نسائية فقط للحياة في غزة تحت الحصار؟

أكيد أنا متحيزة للمرأة الفلسطينية، لقد ذهبت لتصوير الفيلم وأنا أعرف أن المرأة بالذات تعاني من الحصار أكثر من أي شخص آخر، فهي محاصرة من عائلتها ومجتمعها وحكومتها، إلى جانب الحصار الذي يفرضه الاحتلال، ولك أن تتخيلي ما تحتاجه من شجاعة وقوة تحمّل حتى تستطيع كسر هذا الحصار المضاعف والقيام بعمل إيجابي. ولقد أحببت تقديم نماذج نسائية مختلفة عن تلك التي نراها في نشرات الأخبار. كذلك أردت أن يكون الفيلم شخصياً، فتلك النماذج تربطني بهن علاقات شخصية، وقد كانت هناك نماذج أخرى قابلتها، لكنني لم أستطع إضافتها إلى الفيلم حتى لا أخرج عن السياق المحدد له.

§     يتميز فيلمك انه بأنه خارج عن التوقعات ويرصد الحياة في غزة برؤية مختلفة، بل هناك خط عام في الفيلم يدين السياسة الدينية لحماس في غزة، كفرض الحجاب وغيره، فما تعليقك على ذلك؟

ليست فقط مسألة الحجاب، بل مسألة فرض الرأي الواحد والتضييق على الحريات، فالعديد من الأماكن الثقافية التي يعبر الشباب فيها عن آرائهم، تم إغلاقها بحجة انها أنها أماكن تسمح بالاختلاط بين الجنسين. تلك هي سياسة تكميم الأفواه، سياسة غير مسموح بالكلام أو التفكير، وما أردت قوله انه أنه هناك بوادر قمع كبيرة تفرضها حماس على أهل غزة، للأسف، وكما أقول دائماً، فإذا وضعت مجموعة كبيرة من الناس في علبة ضيقة ومغلقة، فلابد لهم من الانفجار بعد فترة قصيرة. ست سنوات وغزة تحت الحصار، وحماس تجردت من أي سلطة على الحدود أو على الاقتصاد، فكيف يمكن أن تحكم الشعب جراء كل ذلك، فكان لا بد لها من أن تتشبث بالسلطة الدينية، وتحكم باسم الدين.

§         أين تم عرض الفيلم من قبل؟

تم عرض الفيلم في لندن وأمريكا وفي رام الله، وأيضاً أسعى لعرضه في غزة.

§         ألست متخوفة من ردود الفعل والعواقب المترتبة على عرضه في غزة؟

بل أنا أريد أن أسمع بنفسي آراء أهل غزة عن الفيلم، فلماذا أتحدث عنهم ثم أختبئ، لابد أن نواجه مشاكلنا وسلبياتنا الداخلية بصراحة حتى نتمكن من تغييرها، فكيف أحرر بلدي من الاحتلال إذا كنت غير نقية من الداخل، وهناك جملة في الفيلم على لسان أسماء الغول تقول: "كيف الواحد بده يحرر وطنه قبل ما يحرر حاله".

§         ما هو مشروعك الفني القادم؟

أحضر حالياً لفيلم بعنوان "أوسلو حبيبتي"، وهو وثائقي شخصي أيضاً، فالفيلم الوثائقي بالنسبة لي هو رحلة للإجابة على أسئلة تتعلق بشخصيتي وفلسطينيتي، أطرحها على نفسي وعلى المجتمع. كذلك أعمل كمنتجة لفيلم روائي قصير فلسطيني.

فارييتي العربية في

13/05/2012

 

جمال سنان: لا مستقبل لأفلام "الدي في دي"، والمحطات اللاشرعية هي أكبر تهديد لصناعة الأفلام

بدار سالم من دبي: 

على الرغم من أن الثورات العربية التي انطلقت شرارتها في العام الماضي قد حملت في طياتها الكثير من الإيجابيات، في نطاق صناعة السينما، فيما يتعلق بالسلطوية والرقابة والنوعية، إلا أن عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي ألقى بظلاله على العديد من شركات الإنتاج والتوزيع في المنطقة. فقد انخفضت إيرادات السينما المصرية خلال العام 2011 بحوالي 50% تقريباً عن العام 2010، محققةً 220 مليون جنيه في إجمالي الإيرادات بمتوسط عدد 10 ملايين مقارنة بحوالي 400 مليون جنيه، بإجمالي عدد 20 مليون مشاهد في السنة في عام 2010.

وبينما يرى بعض الخبراء أن صناعة السينما في عام 2012 قد تسترجع عافيتها، يرى البعض الآخر أن هناك الكثير من التحديات التي يجب التعامل معها أولاً لضمان مستقبل صناعة الأفلام في المنطقة.

أحد أهم التحديات التي يواجهها أو التي تواجه الموزعين في العالم العربي ما بعد الثورة، هو وجود عدد من التلفزيونات غير الشرعية التي يتم بثها على النايل سات، حيث يشير جمال سنان، رئيس مجلس إدارة والمدير العام لشركة إيجل فيلمز، إلى أنه هناك حالياً خمس محطات تلفزيونية غير شرعية متخصصة بعروض الأفلام، وتقوم ببث أفلام أمريكية جديدة، كما يضيف قائلاً: "هذه المحطات تحصل على الأفلام التي نقوم بتوزيعها من محلات الفيديو وتعرضها على التلفزيون بشكل غير شرعي. وهذا الأمر يؤثر سلباً على جميع الموزعين في المنطقة، وقد تحدثنا عن هذه المشكلة مع عدد من المنتجين والاستوديوهات في الولايات المتحدة الأمريكية والمسؤولين في مصر، ونتمنى أن تقوم الجهات المعنية بمنع مثل هذه المحطات من عرض هذه الأفلام".

سنان هو واحد من الموزعين الرائدين في الشرق الأوسط، وقد قام بتأسيس شركة ايجل فيلمز كشركة توزيع مستقلة قبل عشرين عاماً في فبراير عام 1992 في بيروت، حيث أن المقر الرئيسي للشركة يتمركز في لبنان. ولدى الشركة فروعاً في كل من دبي ولوس أنجلوس وحوالي 40 موظفاً، كما تقوم الشركة بتغطية منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على منطقة الخليج العربي. وقد قامت الشركة بتوزيع عدد من أنجح الأفلام الأمريكية ومنها Gangs of New York، The Expendable، Aviator، بالإضافة إلى حصولها مؤخراً على حقوق توزيع كل من Hunger Games و 2 The Expendable.

ويقول سنان: "لقد صنعت نفسي بنفسي، والدي كان يعمل في مجال التوزيع والسينمات عرض أول، ومن هنا بدأت علاقتي بالسينما والتوزيع والإنتاج." ويشير سنان إلى أن أهم الأسواق والتي تعود على الشركة بالإيرادات هي الإمارات وتتبعها الكويت ولبنان وقطر وباقي الدول العربية، وبميزانية سنوية تصل إلى 28 مليون دولار للتوزيع، حيث تقوم الشركة بشراء العديد من الأفلام بحوالي 50 فيلماً بالسنة إضافة إلى 150 عملاً تلفزيونياً سنوياً.

وبالإضافة إلى مشكلة القنوات غير الشرعية، يشير سنان إلى أن زمن أسطوانات الـ DVD في الشرق الأوسط قد انتهى بسبب القرصنة التي قتلت صناعة التوزيع، ويضيف قائلاً: "في منطقة الخليج العربي انخفض مبيع الأسطوانات بنسبة 70 بالمئة بسبب القرصنة والتنزيل المجاني للأفلام على الإنترنت. نحن نحاول محاربة هذا الوضع، ولكن يبدو من الصعب السيطرة عليه." وأكد سنان على أنه من مجموع 200 فيلم ومسلسل تقوم الشركة بشرائهم في السنة، تقوم أيجل فيلمز بإطلاق 10 بالمئة فقط على شكل أسطوانات، بما يشمل الأفلام الكبيرة فقط.

المشكلة الأخرى التي اعتقد البعض أنها ستختفي ما بعد الثورات العربية تتعلق بالرقابة، ويقول سنان: "المشكلة هي أن الرقابة تختلف من بلد عربي إلى آخر، ومن خلال خبرتنا في السوق، أرى أن الرقابة في الكويت مثلاً تحتل المرتبة الأولى من حيث شدة الرقابة، تتبعها الإمارات، أما لبنان والأردن فالرقابة هناك أقل تشدداً على الرغم من بعض الاستثناءات."

وبسؤاله عن سبب منع بعض الأفلام، أشار سنان إلى أن الرقابة ترفض الأفلام التي تحمل الكثير من الإشارات الجنسية أو الرسائل السياسية أو الدينية. ومؤخراً منعت السلطات اللبنانية فيلماً للمخرجة دانيال عربيد عنوانه "بيروت في الليل"، صُوّر في لبنان، بسبب إشارته إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

أما عن طريقة اختياره للأفلام التي يقوم بشرائها وتوزيعها، يشير سنان: "عند اختيار الأفلام أركز على الفيلم والنجوم والميزانية، ولكن اختيار الأفلام يقوم أيضاً على البلد التي سيتم عرضه فيه. ففي الإمارات مثلاً، يحب المشاهدون أفلام الأكشن والرعب، أما في لبنان فيفضلون أفلام الكوميديا الرومانسية.

وعن سبب تركيزه على شراء الأفلام الأمريكية فقط، يقول سنان أنه لا يوجد سوق للأفلام العربية، ويضيف: "على الرغم من أن سعر الفيلم الأمريكي أغلى من العربي إلا أن "هناك عدة مناطق أستطيع توزيع الفيلم فيها على عكس الفيلم العربي، مثل فيلم مصري لمحمد حلمي قد ينجح في مصر ولكن ليس في لبنان. الأفلام الغربية تناسب جميع الأسواق، إضافة إلى التلفزيون المدفوع. ولكني أعمل حالياً على إنتاج أفلام ومسلسلات تضم نجوماً من مختلف الجنسيات العربية"

وفي حين يلوم بعض النقاد الموزعين العرب على عدم اهتمامهم بعرض الأفلام الفنية وتركيزهم على الأفلام التجارية، يشير سنان إلى أن المشكلة ليست بالموزع بل بالمشاهد، ويقول: "لقد حاولنا إحضار بعض الأفلام الكلاسيكية ولكن هذه الأفلام لم تنجح إطلاقاً، فمثلاً قمت بإطلاق فيلم «هيوجو» للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي في صالات السينما مؤخراً، وهو فيلم بغاية الجمال والقصة رائعة ولكن الإقبال عليه كان أقل من المتوقع. كموزعين نقوم بإحضار الأفلام التي يريدها المشاهد، فبنهاية اليوم لا نريد أن نخسر."

وعن خطط الشركة المستقبلية، يشير سنان إلى أن الشركة لديها خطط في كل من الأردن وسوريا، وتوقع سنان أن يكون العام 2012 عاماً صعباً للتلفزيون بسبب الأوضاع السياسية وتأثيرها على الإعلانات، بينما توقع الأفضل لصناعة الأفلام، منهياً حديثه بالقول "السينما عمرها ما بتموت".

فارييتي العربية في

13/05/2012

 

مشاهدون منحوا الفيلم علامة الصفر

«ركـلام».. مشاهـد جريئـة وقصص غير منطقية

علا الشيخ - دبي 

تلاقت آراء معظم مشاهدي فيلم «ركلام» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، على أن الفيلم تعمد المبالغة في المشاهد الجريئة، إلى درجة الإسفاف، مشيرين إلى أن قصة «ركلام» بنيت على حبكة مستهلكة، لم تعد مقنعة للكثيرين، وهي فكرة أن الفقر وعوز المرأة للمال قد يحولها إلى عاهرة، ورأى مشاهدون التقتهم «الإمارات اليوم» أن الفيلم لا يستحق أي علامة، ومنحوه «صفراً».

«ركلام»، الذي أخرجه علي رجب، وقامت ببطولته غادة عبدالرازق، ورانيا يوسف، وانجي خطاب، ودعاء يوسف، يحكي قصة حقيقية تم نبشها من ملفات النيابة العامة في مصر، حسب صناع الفيلم، وتدور حول اربع فتيات لا يجدن عملاً الا في ملهى ليلي، ويمتهنّ الدعارة. ويركز الفيلم ايضا على فساد السلطة، وتدخل اصحاب رؤوس الأموال من خلال محاميهم لإنقاذ الفتيات في كل مرة يدخلن فيها السجن.

أين الرقابة

تصور بداية الفيلم نساء يعشن في ظروف صعبة وقاسية، فهن منتهكات من قبل جيرانهن والباعة، وكل من يقع ناظره عليهن، هن جميلات ولديهن كل المواصفات التي تجعل الرجال أسرى لهن، لكنهن يطمحن في العيش الرغيد، ولا يبحثن عن زوج يزيد من فقرهن، تظهر المشاهد الأولى وهن مدافعات شرسات عن شرفهن، ومحاربات لكل عين تريد النيل منهن.

حسب الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي «في قانون الدراما ينبغي مراعاة الجرعة، وفي الفيلم التجاري إذا لم تستطع أن تضبط مقادير المشاهد الجنسية فسيشيح الجمهور بوجهه عن الفيلم».

وقال محمد بشير (18 عاماً): «بصراحة شعرت بالخجل من كمية المشاهد غير اللائقة، والتي توجد فيها مبالغة في الإيحاءات، حتى إنني لم استطع اكمال الفيلم، وشعرت بالخجل أكثر لأنني اشاهده مع عائلتي».

فيما أضاف عدوان المنهالي (29 عاماً) «هناك اسراف في الجرعة الحسية في الانتقال من مشهد الى آخر، حتى إنني شعرت بالابتذال في المشاهد»، مشيراً الى انه شعر بالخجل «لأن هناك العديد من المراهقين كانوا يشاهدون الفيلم».

بدورها، قالت لميس ساتون (46 عاماً): «المشاهد الجريئة في الافلام العربية مبتذلة، وليست كالأفلام الأجنبية»، موضحة «ففي الأولى الكثير من انتهاك الجسد والمرأة فيها سلعة لا أكثر، وصراحة شعرت بالضيق أكثر من العبارات الايحائية التي كانت تخدش الحياء».

أما عوشة المزروعي (33 عاماً) فتساءلت عن الرقابة وغيابها «الفيلم فاضح وخادش للحياء، وانا شخصياً جئت لمشاهدته لأن انتاجه حدث بعد ثورة 25 يناير، وقلت ان فيه وجهة نظر، لكنه استهان كثيرا بعقل المشاهد، فغادة عبدالرازق تريد ان تثبت جدارتها بالإغراء، لكنها لم تنجح ولن تنجح لأنها فنانة مبتذلة»، على حد تعبيرها.

من جهته، قال محمد الايوبي (40 عاماً): «كنت اتوقع ان اشاهد فيلما متكاملا، من قصة وسيناريو واخراج وتمثيل، لكني دفعت ثمن تذكرة لمشاهدة فيلم اقرب الى افلام التسويق للجنس».

أسباب غير منطقية

تبدأ كل واحدة من بطلات «ركلام» مع بداية أول مشهد بالفيلم في تذكر الأسباب والظروف الصعبة التي دفعت بها إلى ذلك الطريق، فالشخصية الأولى التي قدمتها الفنانة غادة عبدالرازق كانت الفتاة شادية التي تعاني قسوة زوج أمها، ما اضطرها إلى الخروج والعمل للحصول على المال اللازم لتتقي شره، وهنا تتعرض إلى كثير من المضايقات والنظرات التي تنهش لحمها، وتظل مستاءة ورافضة العمل كخادمة بالمنازل خشية أن تقع فريسة سهلة لأي طامع.

الشخصية الثانية دولت (رانيا يوسف) فتاة بسيطة من عائلة متوسطة الدخل تعمل مندوبة مبيعات، تتطلع في شوق إلى استكمال رحلتها مع خطيبها لتكلله بالزواج والذي ترفض أن يمسك يدها محاولاً تقبيلها. الشخصية الثالثة (سوزان) فتاة من عائلة ارستقراطية ثرية، تؤدي انهيار البورصة وضياع أموال والدها إلى عملها برفقة والدتها (مادلين طبر) عند خالتها بالنادي الصحي الذي تمتلكه، والزواج عرفياً من أحد الأثرياء. الشخصية الرابعة تمثلت في (شكرية)، الفتاة الفقيرة التي تعاني قسوة وجهل وتحكم شقيقها العاطل، فتوافق على الزواج من محامٍ صديق لشقيقها، وتكتشف عجزه الجنسي مع أول يوم زواج.

هذه قصص الفتيات، والسؤال الذي خطر في بال المشاهد هل هي اسباب كافية للانحراف؟ مثل تساؤلات تالة سلام (16 عاماً) التي دخلت الفيلم برفقة والدتها «كيف لفتاة مثل دولت ان تعمل في ملهى ليلي، مع انها من عائلة ميسورة وتربت تربية صارمة؟ وهي الملتزمة مع خطيبها وتمنعه حتى من لمس يدها، ووقعت بعد ذلك فريسة لوسوسة صديقتها، وشخصية شادية التي تعاني تحرشات زوج خالتها بها ومن نظرات البواب، وتظل تحكي طوال الفيلم عن الشرف، ليس منطقياً ان تقع فريسة، وبقية القصص ايضاً ليست منطقية». وأضافت تالة «كنت سأشجع الفتيات من سنّي على مشاهدة الفيلم اذا كان التسلسل منطقيا، لكنه مؤذٍ، حتى ان والدتي اصرت على عدم اكمال الفيلم».

وكانت والدة تالة (48 عاما) فخورة بالاستنتاجات والتساؤلات التي خرجت بها ابنتها من الفيلم، وقالت: «الفيلم فج لأن قصص الفتيات عادية جدا، ولا يوجد مبرر ابداً لمثلهن ان ينحرفن».

في المقابل، قال عدنان خيري (39 عاماً): «الفيلم يحكي فساد السلطة وتحكم رؤوس الاموال حتى في البشر، وقدرتهم على بيع وشراء كل شيء يتحرك على الارض، لكن المخرج حوّل هذه الجزئية الى مشاهد ساخنة اضاعت الفكرة من الأساس، في قصص غير منطقية ليست جيدة بحق نساء كرامتهن غالية عليهن على الرغم من فقرهن».

نهاية متوقعة

على الرغم من وصول الفتيات الى اعلى مراتب العلاقات الساخنة مع مسؤولين كبار في مصر، الا ان القانون كان لهن بالمرصاد في النهاية، خصوصا ان المسؤولين أنفسهم هم من تخلى عنهن، فلم يعد لديهن خط دفاع يحميهن، والغريب ان التعاطف معهن لم يكن موجوداً لغياب الحجة، والحجة بطبيعة الحال تغيب لأن الحرة ترفض أي اشكال المساومة على كرامتها.

وهذا ما أكده طارق علي (37 عاماً) «الفيلم مهين للمرأة، ومهين لكرامتها ولقدرتها على التحمّل، فالمرأة الحرة لا يمكن أن تنجرّ لمثل هذه الاوكار ابداً».

حول الفيلم

قصة الفيلم مستوحاة من قصص حقيقية، حسب ما أكد صناع الفيلم.

قامت هيئة الرقابة المصرية بحذف مشهدين من مشاهد الفيلم، وذلك لأنهما خارج السياق العام للفيلم، كان من ضمنهما المشهد الذي يحتوي على إيحاءات جنسية، وإثارة تظهر على تعبيرات وجه غادة عبدالرازق.

أوضح المخرج أن غادة عبدالرازق كانت سببا رئيسا في خروج الفيلم إلى النور، إذ إنها رفضت الحصول على أجرها في ظل الضائقة المادية التي تعرض لها الفيلم، لافتا إلى أنها قامت بخفض أجرها، كما أنها لم تحصل عليه إلا بعد طرح الفيلم ونجاحه.

بعد حذف 30 مشهداً من دور الفنانة رانيا يوسف في الفيلم عبرت عن غضبها من تصرف المخرج الذي لم يتصل بها، ويبرر لها سبب الحذف، وكردة فعل على هذا التصرف قامت رانيا بمقاطعة الأعمال التسويقية للفيلم، وتبرأت منه.

«ركلام» هو تعبير شائع في أوساط عالم «الكباريهات»، والمقصود به فتيات الملهى الليلي اللائي عليهن مجاراة الزبائن، ودفعهم لشراء زجاجات الخمر، وينتقلن بعد تلك المداعبات مباشرة إلى عالم آخر فيمنحن أجسادهن لمن يدفع.

زوم

نفت الممثلة غادة عبدالرازق ما تناقلته وسائل الإعلام حول تدخل مقص الرقابة في حذف أي مشهد من فيلمها الجديد «ركلام»، مؤكدة أن الفيلم يحمل مواعظ للفتيات. وقالت: «الرقيب سيد خطاب أثنى على أدائي في الفيلم، ولن يتم تصنيف الفيلم لفئة عمرية، فعلى الفتيات البالغات 15 عاما مشاهدته للاتعاظ منه ومن صديقات السوء، فـ(ركلام) في ميزان حسناتي أنا وفريق العمل»، حسب صحيفة «وشوشة».

المخرج

ولد علي رجب عام 1964 في مدينة الإسكندرية. ودرس الهندسة بجامعة الإسكندرية، لكنه كان يهوى الفن فقرر التحول الى الإخراج، فعمل في بدايته مساعد مخرج في العديد من الأفلام مع عدد من المخرجين، منها فيلم «مجانينو» للمخرج عصام الشماع عام ،1993 وفيلم «دانتيلا» للمخرجة إيناس الدغيدي، و«حسن وعزيزة قضية أمن دولة» للمخرج أسامة فريد عام .1999 وفي عام 2000 قام بإخراج أول أفلامه «شجيع السيما» الذي قام ببطولته أحمد آدم، تلاها بأفلام عدة، منها «صايع بحر»، «خالتي فرنسا» و«بلطية العايمة» عام ،2008 كما أن له مسلسلاً وحيداً هو «الوديعة والذئاب».

أصوات الشخصيات

غادة عبدالرازق

ولدت غادة عبدالرازق عام ،1965 بدأت فتاة اعلانات، درست علوم الكمبيوتر، قدمها المخرج محمد عبدالعزيز في فيلم «لماضة».

ومن المسلسلات التي عملت بها «ياسر على الأرض»، «أمانة ياليل»، «عائلة الحاج متولي» الذي كان السبب الرئيس وراء شهرتها وانهيال العروض والسيناريوهات عليها. وفي المسرح قدمت «الاخوان الأندال»، «حودة كرامة»، وفي عام 2003 عملت في فوازير رمضان «فرح فرح». ومن أعمالها التلفزيونية أيضا مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة».

رانيا يوسف

ولدت رانيا يوسف عام 1973 لأب ضابط وأم مضيفة جوية، عملت عارضة أزياء، وفتاة إعلانات. شاركت في بطولة الفيلم الياباني «الذيل». لمعت في مسلسلات «رياح المدينة»، «عائلة الحاج متولي»، و«النساء قادمات». وقدمت الكثير من الادوار في العديد من الافلام.

مادلين طبر

ولدت مادلين طبر عام ،1960 وهي ممثلة لبنانية تخرجت في كلية الاعلام عام ،1982 وعملت صحافية ومذيعة بالإذاعة والتلفزيون في لبنان وفي مجلة الشبكة. بدأت التمثيل فى لبنان وسورية، حيث قدمت العديد من الافلام، منها «كفرون» امام الفنان السوري دريد لحام، وفي عام 1992 سافرت الى القاهرة واثبتت نجوميتها في التلفزيون المصري، وانتقلت الى الدراما واشتهرت في مسلسلات عدة، منها «وداعا قرطبة»، «نفوس من ذهب ونحاس»، «قلوب حائرة»، «ايام المنيرة»، «الفرسان»، و«زمن عماد الدين». كما شاركت في بطولة فيلم «الطريق الى ايلات» الذي منحها فرصة جماهيرية.

صبري فواز

ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي، قام بدور بليغ حمدي في مسلسل أم كلثوم وفيلم «حليم»، وشارك في العديد من الأدوار في المسلسلات المصرية، من أهمها «الوصية»، «العائلة»، «امرأة من زمن الحب»، «الأصدقاء»، «لحظات حرجة»، «حدائق الشيطان»، و«ليالي الحلمية»، وأفلام «مبروك وبلبل»، «أيام السادات»، «دم الغزال». أخرج العديد من المسرحيات، أهمها «حنقول كمان»، «ايزيس»، و«صدى الأصداء». وألّف وأخرج مسرحية ميسدكول من هولاكو، وكتب السيناريو والحوار لمسلسل حكايات بهية، وله مقالات عدة ببعض الصحف والدوريات التي تصدر في القاهرة.

قالوا عن الفيلم

الناقد السينمائي طارق الشناوي: «إننا بصدد عمل فني، المفروض أنه كذلك، اعتقد صُنّاعه أنهم من الممكن أن يخدعوا الجمهور الساذج، هكذا تصوروه، الذي سيكفيه تلك الجرعة المكثفة من مشاهد الاغتصاب وأخرى من القوادة وثالثة من التعاطي، من الممكن أن تعيد المشهد الواحد أربع مرات لأن عندك أربع منحرفات، وكل منحرفة من حقها أن تَغتصب وتُغتصب مثنى وثلاث ورباع طبقاً للشريعة السينمائية، وجاءت النتيجة تشهد لمصلحة الجمهور، حيث احتل الفيلم ذيل القائمة في الإيرادات».

الناقد محمود عبدالشكور: «هناك عناصر جيدة في الفيلم، وهناك طموح في تجاوز موضوع يتحدث عن فتيات الكباريهات اللاتي ينحرفن إلى الدعارة (بكل ما قد يوحي به من استغلال تجاري)، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى الاصطدام بمشكلات في السيناريو، وبهذا الإطار (الميلودرامي) الذي يعتمد على المصادفات والإسراف العاطفي مع تحويل الشخصيات إلى ضحايا لظروف عاتية.

أسامة الشاذلي من «موقع سينما»:«السيناريست مصطفى السبكي كاتب الفيلم قدم لنا الفكرة بسطحية مفرطة، بل مستفزة في بعض الأحيان، لأنه لم يقدم مبرراً درامياً واحداً لسقوط واحدة من بطلاته».

الإمارات اليوم في

13/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)