حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد حلمي:

مشروعي المقبل ستاند أب كوميدي

كتب: القاهرة - هيثم عسران

 

بعد تربعه على عرش إيرادات السينما المصرية لنحو خمس سنوات متواصلة محققاً إيرادات تجاوزت المئة مليون جنيه، قرر الممثل الكوميدي أحمد حلمي الاتجاه إلى التأليف.

في لقائه مع «الجريدة»، تحدث حلمي عن تجربة كتاب «28 حرف»، الذي أصدره أخيراً ومشاريعه السينمائية الجديدة.

§         لماذا قررت إصدار كتاب «28 حرف»؟

الكتاب فكرة مجموعة من أصدقائي المقربين، لم أكتب له خصيصاً إنما يضم مجموعة المقالات التي نشرتها في الصحف، مضيفاً له مقالة حول الأزمة الشهيرة بين مصر والجزائر على خلفية مباراة كرة القدم المؤهلة لكأس العالم، كتبتها بلغة سهلة وبسيطة تصل إلى أي شخص، لأني لا أحب المقالات المليئة بالفلسفة.

§         هل ترى أن هذه الأسباب تحمس القارئ على شراء الكتاب؟

لم يقرأ الجمهور جميع المقالات التي نشرتها، والاحتفاظ بها مكتوبة في كتاب واحد أمر جيد ومحبب على الأقل بالنسبة إلي، لا سيما أن الهدف من طباعته ليس تحقيق عائد مادي لي، بل خصصته لصالح جمعية «ألوان وأوتار الخيرية» التي تساعد في تنمية مهارات الكبار والصغار، فضلاً عن أن سعر الكتاب أقل من ثلاثة دولارات وهو أقل من ثمن تذكرة الدخول إلى قاعة العرض. أتمنى أن يصبح كتابي موجوداً في كل بيت.

§         لماذا اخترت اسم «28 حرف»؟

لأنه الأنسب للكتاب، فأول مقالة كتبتها حملت هذا العنوان الذي يرمز إلى عدد الحروف الهجائية في اللغة العربية، وهي المقالة الثانية في الكتاب.

§         هل تفكر في الاتجاه إلى الكتابة؟

لم أفكر في ذلك حتى الآن، لأن الكتابة تحتاج إلى أن تحفزك قضية ما وتشجعك عليها محاولة التنبيه ولفت الأنظار إليها، وهو ما لم يحدث لي. كذلك لا أستطيع أن أحدد موعداً لهذه الخطوة لأنها مرتبطة بالمشاهدات التي أتعرض لها في حياتي اليومية، وحتى الآن لم أشعر بحاجتي إلى الكتابة.

§         لماذا اخترت أن يكون إهداء الكتاب إلى والدك؟

علاقتي بوالدي كانت مختلفة عن علاقات الأهل بأبنائهم، وهو مثلي الأعلى وقدوتي في الحياة، لذا وجدت أن أقل ما يمكن تقديمه له هو إهداء الكتاب.

§         قدمت في فيلمك الأخير «إكس لارج» شخصية البدين مستخدماً مواد لزيادة وزنك، كيف تحضرت لهذه الشخصية؟

كانت إحدى أكثر الشخصيات التي أرهقتني في التصوير، خصوصاً أني أصبت بالإرهاق بسبب المواد التي استخدمتها لزيادة وزني ووجدت صعوبة في الحركة، ما جعلني أختبر التعب الذي يشعر به الذين يعانون سمنة مفرطة. في المقابل، لم أضع مجهوداً كبيراً في التحضير للدور، خصوصاً أن غالبية الصفات التي تجمع بين أصحاب الوزن الزائد تكون مشتركة، فوجوههم طفولية ودائماً ما يقعون في مشاكل بسبب سمنتهم ويتعرضون لمواقف محرجة.

§         ماذا عن مشروعك الدرامي المؤجل مع زوجتك؟

المشروع ما زال قائماً وهو مسلسل كوميدي حلقاته منفصلة متصلة، يكتبه السيناريست تامر حبيب ولكن لم ينهِ سوى 11 حلقة فقط. سنحدد موقفنا النهائي من المسلسل بعد انتهاء حبيب من كتابته، خصوصاً أن تجربة الدراما ليست سهلة، لأنها تصل إلى كل بيت.

§         والمشاريع السينمائية؟

استعد لتقديم فيلم «تراب الماس» المأخوذ عن راوية أحمد مراد التي تحمل الاسم نفسه. يعكف مراد على كتابة السيناريو، لكن لم تتحدد بعد التفاصيل الخاصة بالعمل ولا موعد عرضه.

§         وما جديدك؟

أحضر عرض «ستاند أب كوميدي» مع المخرج المسرحي خالد جلال، سنقدم خلاله ثماني حفلات وربما يظهر إلى النور خلال الأيام القليلة المقبلة.

§         لماذا لم تنضم إلى جبهة الإبداع على رغم أن كثيراً من الفنانين يرون أن حرية الإبداع أصبحت في خطر؟

لا أود أن أبدأ بالهجوم، لكني سأدافع عن الإبداع إذا تعرض لذلك، فأنا لا أحب استباق الأحداث.

§         لكن صدر حكم بحبس الفنان عادل إمام بسبب أعماله السابقة؟

هذا الحكم هو الواقعة الأولى من نوعها. في رأيي، تمرّ حرية الإبداع بحقل ألغام، إما أن تعبر منه بنجاح أو نصبح شهداء في هذه المعركة، ولا يمكن أن يتم الوصول إلى حل وسط لأن حرية الإبداع ليست أمراً يمكن أن نقدم فيه أي نوع من التنازلات.

§         هل اخترت مرشحك للانتخابات الرئاسية؟

ليس بعد، لأنني لم أجد المرشح الذي يجذبني برنامجه الانتخابي كي أمنحه صوتي، فالجميع يتحدث عن المشاكل التي نعيشها في مصر ويعد بحلها ولكنه لا يقدم علاجاً للمشكلة يضمن القضاء عليها، فنجد برنامج عمل فحسب من دون آليات تنفيذ.

لا أحاول الهروب من السؤال، لكني فعلاً لم أحدد مرشحي بعد، ولم أقرر ما إذا كنت سأذهب للإدلاء بصوتي في الانتخابات الرئاسية، وإن لم أجد المرشح الذي اقتنع به لن أذهب، لأن صوتي في هذه الحالة سيكون بلا معنى.

الجريدة الكويتية في

07/05/2012

 

الأفلام الروائية القصيرة تعاني انصراف المنتجين عنها

كتب: القاهرة - هند موسى

تواجه الأفلام الروائية القصيرة أزمة حادة في مصر لعدم إقبال المنتجين عليها، واختفاء الدعم المادي من وزارة الثقافة و{المركز القومي للسينما» عنها لماذا لا يتحمّس كثر لتقديم هذه الأفلام؟ سؤال طرحته «الجريدة» على مجموعة من المنتجين وسجلت الإجابات التالية.

مع أنها تزخر بمواضيع عالية الجودة، وتتسم بحرية في طرح القضايا غير موجودة في الأفلام الروائية الطويلة، بالإضافة إلى نيلها جوائز في مهرجانات محلية وعالمية، لا تحظى الأفلام التسجيلية في مصر بالاهتمام اللازم. في هذا المجال، يرى المنتج هاني فوزي أن عدم عرض هذه الأفلام في السينما، السبب الرئيس لإعراضه عن إنتاجها، مع أن ثمة قانوناً كان ينص على ضرورة عرض فيلم روائي قصير أو تسجيلي مع الفيلم الروائي الطويل، وطُبّق في الستينات والسبعينات، لكنه توقف بعد ذلك واقتصر عرض هذه الأفلام على «المركز القومي للسينما».

يضيف فوزي أن عدم إقبال الجمهور على الأفلام القصيرة يصعّب تسويقها، مع أنها باتت تعرض في الفترة الأخيرة على الفضائيات والمهرجانات والمراكز الثقافية، لكن أين الجمهور؟!

ويوضح أن «ثمة معادلة علينا الالتزام بها لنضمن متابعة جيدة لهذه الأفلام، وهي توفير أماكن جيدة قريبة من المشاهدين، في حال كانت لديهم رغبة في ذلك».

يشترط فوزي، كي ينتج هذه الأفلام، توافر تسويق لها مماثل للأفلام الطويلة والمسلسلات، وإمكان بيعها لدور العرض، يقول: «تتلقى دعماً من الخارج ولكنه ضئيل للغاية إلى جانب افتقارها إلى الدعم الداخلي، لذا تظل حبيسة الأدراج وتفقد بريقها وربما مواكبتها الأحداث».

أين التسويق؟

«التسويق هو الأهم فأنا لا انتج فيلماً لأشاهده في منزلي وحدي»، يوضح المنتج هاني وليم مالك شركة «سوليتير للإنتاج الفني»، مشيراً إلى أن القيمين على هذه الأفلام يقدمونها بشكل وثائقي أو بطريقة غير مفهومة يصعب على المواطن العادي فهمها، كونها تتطلب مستويات معينة من التفكير، «بالتالي يقلّ الإقبال عليها من الجمهور الذي يجهل الفرق بين الفيلم الروائي القصير والتسجيلي بسبب انحدار الثقافة السينمائية». ويرفض وليم مطالبة الدولة برعاية هذا الفن لأنها بحاجة إلى من يرعاها.

يلاحظ المنتج جمال العدل أن «الأفلام كافة تعاني ضعفاً في الانتاج أو حتى توقفه بسبب الأزمات التي تعصف بالبلد، فثمة حكمة تقول: حسن السوق يساوي حسن البضاعة والعكس صحيح، وما دام وضع السوق سيئاً فسيؤثر ذلك على البضاعة المعروضة، وبسبب قلة الأفلام العربية الروائية، طويلة كانت أو قصيرة، تملأ دور العرض حفلاتها بأفلام أجنبية».

يضيف العدل أن من ينتج فيلماً طويلاً يضع يده على قلبه خوفاً من عدم تحقيق إيرادات، «فما بالنا بمنتج أفلام قصيرة تكمن مشكلتها في مردودها الضعيف للغاية، لذا يتوجب على صناعها التحلي بصفات منها أن يكونوا  على درجة عالية من المهارة، وألا ينتظروا عائداً منها. من هنا، نلاحظ أن غالبية القنوات الفضائية الإخبارية تهتم بهذه الأفلام من حيث الإنتاج والعرض».

استثمار ضعيف

يعزو المنتج هشام عبد الخالق عدم توجهه إلى إنتاج أفلام قصيرة إلى انخفاض نسبة بيعها ويضيف: «شركات الإنتاج الخاصة لا تستثمر في هذه النوعية من الأفلام لأن مردودها ضعيف. يكمن الحل في ضمان مصادر توزيع أخرى إلى جانب المهرجانات ومحطات التلفزيون، مع أن الأخيرة لا تهتم بها إلى درجة كبيرة».

يلاحظ عبد الخالق أن الدولة كانت تدعم الأفلام القصيرة والتسجيلية، بالاشتراك مع بعض المنتجين، لرفع مستوى الإنتاج السينمائي عموماً، بالإضافة إلى دعم «المركز القومي للسينما» الذي تغير مجلس إدارته أكثر من مرة، ما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار انعكست على هذه الأفلام، فانخفض إنتاجها وخسرت مشاهديها وسط الأفلام الجماهيرية المعروضة، «لأن المواطن يرغب في رؤية الفنانين في أعمال سينمائية وبالتالي لن يدفع ثمن تذكرة لفيلم لا يتابع فيه النجوم الذين يحبهم».

ويرى عبد الخالق في جيل السينمائيين الشباب، الذين لا يملكون أموالاً تخوّلهم إنتاج مشروع سينمائي قصير على مستوى عال، بوادر أمل لأنهم لم ييأسوا ولجأوا إلى وزارة الثقافة لعرض أفلامهم ضمن المسابقات وللحصول على التمويل اللازم وضمان وقوف هذه الهيئات إلى جوارهم إلى أن ترى أفلامهم النور.

من جهته، يعزو الناقد رفيق الصبان انصراف المنتجين عن الأفلام القصيرة إلى عدم وجود تشجيع كاف للقيمين عليها، سواء من الدولة أم من الجمهور، ويذكّر بالقانون الذي يجبر أصحاب دور السينما على عرض فيلم قصير يتبعه فيلم طويل، موضحاً أن هؤلاء ألغوه بإهمالهم الأفلام القصيرة واستبدالها بعرض إعلانات الأفلام الجديدة، إلى جانب مشكلة التسويق التي هي الأهم بالنسبة إلى المنتج.

يستغرب الصبان عدم الاهتمام بالأفلام القصيرة مع أنها المدرسة التي يتخرج فيها مخرجو الأفلام الطويلة، ما أدى إلى تراجعها. ويرى في عودة القانون القديم، الحل للخروج من أزمة الأفلام القصيرة وإدخالها عهد الإنتاج الضخم، لأنه يجبر المنتجين، بشكل غير مباشر، على خوض هذه التجربة.

يُذكر أن «إسكندرية المستقلة» إحدى الفرق التي تعاني ضعف التمويل وافتقاد أماكن لعرض أفلامها، وقد أعلن موني محمود، أحد مؤسسيها، أنه بصدد الانتهاء من بناء أستوديو فني، يتم فيه تصوير أحدث أعمالها السينمائية بتمويل ذاتي وبالاعتماد على دعم السينمائيين المستقلين.

الجريدة الكويتية في

07/05/2012

 

الممثلات… بين جرأة مسموحة ومحرّمة

كتب: بيروت- ربيع عواد 

إلى أي مدى يتقبّل الجمهور في مجتمعاتنا العربية ما هو مسموح في المجتمعات الغربية في ما يتعلّق بأداء الممثلات الأدوار الجريئة سواء في الشكل أو المضمون؟ الواضح والأكيد أن ثمة ممثلات أدين أدواراً جريئة جاءت ضمن سياق الأحداث فاكتسبن إعجاب المشاهدين، في حين ترفض ممثلات أخريات أي جرأة  سواء في المظهر الخارجي أو في الأداء لخجلهن من أسرهن، حتى لو كانت مدروسة وبعيدة عن الابتذال.

أدّت الممثلة اللبنانية باميلا الكك أدوار العشيقة، فتاة الهوى، الفتاة المثليَّة وارتدت السروال القصير ولباس البحر ونالت إعجاب الجمهور لحرفيتها وموهبتها وقدرتها على إقناع المشاهد بالدور الذي تؤديه.

تقول الكك إن إيصال الرسالة من خلال ما تقدمه هو الأهم بالنسبة إليها، وتعارض من يعتبر أن الجرأة مرادفة للإثارة، وتتساءل في حديث لها: {أين المشكلة في الجرأة التي تطاول الشكل والثياب ما دامت تخدم الأحداث؟ في مسلسل «سارة» ارتديت السروال القصير، لكن لا يُعتبر ذلك إغراءً لأنَّ هذه المشاهد نراها يومياً في الشارع اللبناني، فنحن نعيش في بلد متحرِّر ومنفتح، وتحمل الجرأة رسائل هادفة ومهمَّة، وأتحدّى من يقول إنني قدمت دوراً فارغاً لا يحمل رسالة».

الأرملة والشيطان

لا تجد الممثلة لورا خبّاز مشكلة في ارتداء ملابس جريئة ما دامت تخدم الدور، وهذا ما حصل معها في مسلسل «الأرملة والشيطان»، وقد استغربت انتقاد إطلالاتها وقالت: «أدّيت دور فتاة تحاول إغراء أحد الرجال، ومن البديهي أن تكون ملابسها مغرية وهذا أمر لست ضده إطلاقاً».

تشدد خباز على أن العمل الدرامي ابن بيئته، ومن الطبيعي أن بترجم الواقع كما هو من دون تجميل أو تعقيد شرط ألا يؤذي العين.

بدورها تؤكد الممثلة نادين نسيب نجيم أنها على استعداد لأداء دور جريء في هوليوود إذا عرض عليها ذلك، في حال كان مهماً في مضمونه وينقلها إلى مصاف النجومية، «أنا متصالحة مع جسدي، وإذا طلب مني أن أخرج من حالي فلن اعترض».

حول رأي الجمهور اللبناني بها بعد تقديمها هكذا أدوار، تجيب: «هو أول من سيشاهد فيلمي إذا مثّلت إلى جانب أي ممثل مشهور، وسيقول بعد نجاحي: هذه فنانة لبنانية».

وعن انتقاد البعض لمشهد القبلة مع الممثل يوسف الخال في مسلسلها الأخير تتساءل: «لماذا يتقبل الجمهور مغنية تظهر بملابسها الداخلية ويرفض مشهد القبلة بين ممثل وممثلة؟».

على رغم أنها لا تحب وصفها بالجريئة إنما بمؤدية الأدوار الصعبة، يضع البعض الممثلة اللبنانية كارلا بطرس في خانة الممثلات الجريئات نظراً إلى تحررها من ناحيتي الشكل ومضمون الأعمال التي حصدت من خلاها شهرة واسعة.

لا تجد بطرس مشكلة في ارتداء المايوه أو ملابس قصيرة وما شابه في مسلسل درامي في حال كان يخدم الدور، معتبرة أنه لا يمكن التحدث مثلاً عن بائعة هوى وجعلها ترتدي ملابس طويلة ومغلقة، إلا أنها ضد المشاهد النافرة أو التي تخدش عين المشاهد، ولا بد من احترام تقاليد وعادات كل بلد.

تشدد على ضرورة عدم الخلط بين دور الممثلة في أي عمل تقدمه وبين حياتها الشخصية وتضيف: «إذا أديت دور قديسة فلا يعني ذلك أنني قديسة في حياتي العادية».

ندم

تؤكد الممثلة المصرية آنجي عبد الله أنها لو عاد بها الزمن إلى الوراء لما قدمت مشهداً ظهرت فيه بالمايوه، معتبرة أنه من الخطأ أن تكرره، لذا اعتذرت عن فيلم سينمائي مع مخرجة مشهورة، تقول: «يرفض المجتمع المصري هذه الأدوار، والأعمال السينمائية المصرية التي تحقق إيرادات في دور العرض هي تلك التي يمكن أن يشاهدها أفراد الأسرة وليس الكبار فقط».

تشير إلى أن تقديم نفسها كممثلة لا يشترط أن تكون مغرية بل أن يكون الدور جيداً والأداء متقناً وتضيف: «رفضي تقديم هذه الأدوار يتمّ عن قناعة خاصة بي، وحتى لا يأتي يوم يخجل فيه أولادي من مشاهدي في الأفلام، لذا قررت الابتعاد ولن ارتدي المايوه مستقبلاً في أي عمل ولو كان سيحقق لي انتشاراً وشهرة سريعة»

الجريدة الكويتية في

07/05/2012

 

فجر يوم جديد:

بنطلون جوليت اتسع للبطل وحده!

مجدي الطيب 

استقبلت صالات العرض المصرية فيلماً بعنوان «بنطلون جوليت» يمثل تجربة فنية مثيرة وجديدة، على صعيدي الطرح الفكري واللغة السينمائية.

يتناول الفيلم قضايا: الحرية، والقهر، والاختلاف في الرأي، وعدم قبول الآخر، وأيضاً مفهوم الرجولة الحقة في المجتمع الذكوري، بشكل مغاير عن المعتاد، فالبطل الشاب يرتبط بعلاقة حب وفتاة، لكنه يبدو مؤرقاً بالبنطال الضيق «الليغنز»، الذي ترتديه، ويرى فيه «تجاوزاً صارخاً» و{انحرافاً أخلاقياً» و{انقلاباً ضمنياً» على العادات والتقاليد. بينما ترى الفتاة أنها الحرية التي تمارسها كيفما ترى، ولا ينبغي لأحد أن ينازعها فيها أو ينزعها عنها، لأنها لم تُقدم على ارتكاب «فعل فاضح»، وتتمنى لو أن الحكم على المرء يتم من خلال جوهره وليس مخبره.

يعقد الشاب، البطل، أن اعتراضه على البنطال ليس من قبيل حب التملك أو السيطرة على فتاته ليشعر برجولته أو الاستجابة للمجتمع من حوله، وإنما هو تعبير عن الحب وتأكيد على أن الاتفاق على التفاصيل، التي تبدو صغيرة، يقود إلى تفاهمات أكبر وحب أكثر عمقاً وأطول عمراً، وهو التباين في وجهتي النظر، الذي عبرت عنه الأغنية الرئيسة «بنطلوني وأنا حرة فيه»، التي أكدت على أهمية الحرية، وجاءت أقرب إلى «المناظرة» بين الرأيين!

اللغة السينمائية التي تبناها فيلم «بنطلون جوليت» جاءت لتعكس أيضاً الروح الشبابية، حيث الجنون، والطموح، والتمرد على النمطية المعتادة، وتحطيم القواعد الجامدة. فالكاميرا تبدو متحررة حتى لو بدت الصورة صادمة أو غير تقليدية، والمونتاج بتناغم مع جنون الشكل والمضمون، ويبتكر إيقاعه الخاص، بينما تُذكرك «التترات»، التي اعتمدت على فن «التحريك» في أفلام الستينات. كذلك تم توظيف فن «الغرافيك» ببراعة وخفة ظل، حيث تحولت المؤثرات إلى «إفيهات كوميدية» (العين التي تفارق الوجه لتلاحق الفتاة الجميلة، والدخان الذي ينبعث من الرأس لفرط التفكير والبحث عن حل للأزمة، وصاحب الضمير الحي الذي يبدو ملاكاً بينما يبدو صاحب الضمير الميت كالشيطان).

تعامل أصحاب الفيلم مع «الخيال»، معتبرين أن ما يحدث على الشاشة مجرد «لعبة»، لذا لم يمانعوا في أن ينظر الممثلون إلى عدسة الكاميرا، ومداعبتها إذا لزم الأمر!

هكذا سارت تجربة «بنطلون جوليت» تأليف وإخراج وبطولة الوجه الشاب طارق الإبياري حفيد الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري، ونجل المنتج المسرحي والكاتب يسري الإبياري، لكنها لم تستمر طويلاً على هذا النهج المتمرد، وتخلت في بعض المشاهد عن روح الجنون والطموح، واستسلمت للنمطية، كما في الترجمة الحرفية و{المدرسية» لكلمات أغنية «البوسطجية اشتكوا»، التي قدمها الفيلم بتوزيع جديد، وأداء بديع لنسمة محجوب نجمة «ستار أكاديمي»، وتقديم شخصيات تقليدية كرجل الأعمال الذي يتحرش بالفتيات مقابل الموافقة على رعاية حدث يُشاركن في تنظيمه!

أما الطامة الكبرى في فيلم «بنطلون جوليت» فتمثلت في الإجحاف الذي طال كوكبة الوجوه الشابة الجديدة: نهال لاشين، أحمد شكري، محمد عماد، عليا المكاوي، محمد أبو السعود، عمر المهندس وسامي سليم على يد المخرج طارق الإبياري، الذي تجاهل التنويه إلى أسمائهم في «الأفيش» ومواد الدعاية، على رغم اجتهادهم، وإن تواضع أداؤهم، إذ قرر لأسباب غامضة تأجيل التعريف بهم إلى لحظة نزول «تترات» النهاية، وهو أول من يُدرك أنها اللحظة التي يُغادر فيها الجمهور القاعة، وهو ما حدث بالضبط، وظل الشباب مجهولين بعد التجربة، في الوقت الذي احتكر فيه «طارق الإبياري» الفيلم، فانفرد ببؤرة المشهد في «الأفيش» كمؤلف ومخرج، مثلما كان يفعل يوسف شاهين، في تناقض صارخ مع رسالة الفيلم ومضمونه. فالفيلم الذي يدعو إلى الحرية وقبول الآخر ونبذ القهر المعنوي، ينقلب على نفسه ودعوته، ويترك للمخرج والمؤلف والبطل حرية الهيمنة وقهر الآخرين والسيطرة على العمل بأكمله، ومن ثم يترك انطباعاً لدى كل من يُشاهده بأن «بنطلون جوليت» ضاق على الجميع، واتسع لـ «طارق الإبياري» وحده… وأن دعوته إلى الحرية أفسدتها النرجسية!

magditayeb@yahoo.com

الجريدة الكويتية في

07/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)