حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هل اقتربت فنانات اليوم من نجومية الزمن الجميل؟

كتب: غنوة دريان

 

أسماء كثيرة من فنانات اليوم يتنوع نشاطها بين التمثيل والغناء. الأبرز على الساحة في هذا المجال نيكول سابا، كارول سماحة، سيرين عبد النور، وأمل بو شوشة… فهل حققت تلك الفنانات النجومية التي كن يسعين إليها، وإلى أي مدى اقتربن من نجومية فنانات الزمن الجميل؟

جمعت كثيرات من نجمات الماضي بين التمثيل والغناء وحققن نجاحاً لافتاً، مثل الفنانة القديرة شادية والأسطورة صباح وليلى مراد وغيرهن. الموهبتان لدى كل من تلك الفنانات كانتا متكافئتين، فشادية مثلاً برعت في الغناء كما في التمثيل وما زالت أغانيها وأدوارها محفورة في وجدان الملايين، كما هي الحال بالنسبة إلى ليلى مراد وصباح.

اليوم، فنانات كثيرات وجدن في أنفسهن النجمات الشاملات اللاتي يملكن القدرة على التمثيل والغناء وربما الرقص في آن… مواهب قدمتها نيكول سابا مثلاً في فيلم «قصة الحي الشعبي» على رغم أنها آتية من عرض الأزياء وعالم الموسيقى الخفيفة (فرقة «الفور كاتس»).

تركت سابا الفرقة لتبدأ مشوارها منفردة، منطلقة من الفرصة الذهبية التي حصلت عليها إلى جانب عادل إمام في فيلم «التجربة الدنماركية»، ثم كرَّت السبحة وأثبتت سابا أنها قادرة على الجمع بين الغناء والتمثيل.

كارول سماحة التي قدَّمت في رمضان الفائت مسلسل «الشحرورة» أطلقت العنان لموهبتي التمثيل والغناء لديها منذ انطلقت في مسرحيات مع الرحابنة، مؤديةً أجمل التابلوهات الراقصة بحرفية. ومعروف أن الوقوف على مسرح الرحابنة ليس بالأمر السهل والوصول إليه يتطلب جهداً وموهبة حقيقية. لكن سماحة لم تستسلم لسحره وانطلقت بعيداً عن هذا السرب، وأثبتت نفسها خارجه كما نجحت داخله.

فضلاً عن التقديم، جمعت الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة أيضاً بين الغناء والتمثيل، وأثبتت وجودها بقوة في الدراما العربية عبر «ذاكرة الجسد» و{جلسات نسائية»، فحصلت من خلالهما على لقب أفضل ممثلة رمضانية في استفتاءات أجراها بعض المواقع الإلكترونية والمطبوعات الفنية. ولا ننسى أنها أول فنانة عربية تتنج لها شركة فرنسية.

بعد «ضرب جنون»، جدّدت بو شوشة الأغنية الجزائرية المستقاة من التراث الجزائري «يا رايح» لتعود بعدها بقوة إلى عالم الدراما التلفزيونية في مسلسل «زمن البرغوت»، الذي تشارك في بطولته إلى جانب الفنان الكبير سلوم حداد.

تحضر في اللائحة نفسها سيرين عبد النور، التي أصبحت رقماً صعباً في عالم التمثيل، خصوصاً بعد نجاحها في مسلسل «روبي» بالإضافة إلى إثبات وجودها في السينما المصرية من خلال «المسافر» و{رمضان أبو العلمين حمودة» ودرامياً في مسلسل «الأدهم»، فضلاً عن حضورها اللافت في المسلسلات اللبنانية.

لعل تيار التمثيل جرف سيرين عبد النور، إلا أن ذلك لا يعني أنها استغنت عن الغناء. لكن يبدو أن فكرة إطلاقها أغاني جديدة ما زالت مؤجلة راهناً، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها شركات إنتاج كثيرة.

بعد انطلاقتها في عالم الغناء، لجأت مايا نصري أيضاً إلى مصر لتخوض غمار التمثيل ولكنها لم تكن محظوظة كزميلاتها، إذ لم تظهر بطلة مطلقة واكتفت بدور سنيدة البطل في ظل الواقع السينمائي المتمسك بالبطولة الذكورية، إضافة إلى أن شركة «روتانا» وضعتها في قاعة الانتظار وأنتجت لها ألبوماً واحداً من أصل ثلاثة كان ينص عليها العقد، الذي انتهت مدته ولم يتم تجديده ولم تقدم نصري أي عمل جديد.

لم تكتف رولا سعد أيضاً بالغناء واتجهت إلى التمثيل عقب دخول خصمتها هيفا وهبي عالم السينما عبر «دكان شحاته»، فقدمت فيلم «الغرفة 707» وتستعد راهناً للدخول في عالم الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل «البحر والعطشانة»، فيما تخوض هيفا المغامرة عينها في «مولد وصاحبه غايب»، وكأن سعد تصرّ على «تقليد» زميلتها مع أنها تعلن باستمرار أنها لم تتعمد يوماً السير على خطاها وأن تشابه المشاريع الفنية يأتي بمحض الصدفة.

اختلاف الظروف

بعيداً عن بعض التجارب التي لا هوية لها، كتلك التي قدمتها مروى على سبيل المثال لا الحصر، هل نجحت فنانات اليوم في تحقيق النجاح الذي وصلت إليه نجمات الزمن الجميل؟ أجمع النقاد الذين تناولوا هذه الظاهرة على أن مواهب مثل شادية وليلى مراد وصباح وُلدت في ظروف مختلفة تماماً عن الظروف التي أدت بفنانات اليوم إلى الجمع بين الموهبتين. صحيح أن نجمات الأمس لم يصلن إلى الشهرة بسهولة، لكن عندما بدأت بوادر مواهبهن بالظهور وقفت إلى جانبهن كوكبة من كبار الممثلين والشعراء والكتاب والمخرجين. أما فنانات الزمن الحالي فقد ظهرن في زمن يطلق عليه نقاد كثر «زمن الفن الرديء»، من دون أن يشعروا ولو للحظة بتأنيب الضمير.

نيكول سابا، كارول سماحة، سيرين عبد النور، أمل بو شوشة… نجمات يملكن مواهب تميزن بها عن زميلاتهن. لكن يبدو أن الواقع الفني الراهن لم يفتح أمامهن الباب لتقديم الأفضل. ألم تكن سماحة لتبهر الجمهور بصوتها وإطلالتها لو أنها غنَّت في زمن الستينيات؟ ماذا لو عملت سيرين عبد النور تحت إدارة يوسف شاهين أو كمال الشيخ أو حسن الإمام، مع مخرجين يعرفون كيف يظهرون قدرات الممثل الكامنة والحقيقية، فبراعتها في «روبي» تؤكد أنها ممثلة بكل معنى الكلمة. وأمل بو شوشة، ألا نشعر عندما تطلّ علينا وكأننا أمام ممثلة آتية من زمن الأبيض والأسود؟ فضلاً عن قدرتها على أداء الأغاني الكلثومية وغيرها من ألوان طربية.

الجريدة الكويتية في

24/04/2012

 

نجوم Cabin in the Woods فخورون به

كتب: روجر مور 

ثمة أفكار «مبتذلة» في أفلام الرعب، يعرفها كل محبي هذا النوع من الأفلام. «فتحت أبواب الجحيم، وهجم الموت على الناس، ولسبب ما، يجب أن تخلع إحدى الفتيات قميصها» يقول فان كرانز، أحد نجوم فيلم The Cabin in the Woods. «أحب ذلك. إنها أحد أفضل الأفكار المبتذلة بالنسبة إليّ»، تقول بطلة الفيلم كريستن كونولي.

«الجزء المفضّل لديّ هو كيف أنّ الناس يريدون الانفصال»، تقول النجمة كريستن كونولي. تتابع: «هذه الأمور الرهيبة كافة تحدث في الأفلام. تصرخ «لا، لا» أمام الشاشة ولكن من دون فائدة. لا أحد يسمعك».
في الواقع، سترى نفسك تصرخ لكونولي وفران كرانز «اللذين لا يسمعانك» في فيلم The Cabin in the Woods الذي بدأ عرضه في الصالات هذا الشهر. إنه فيلم رعب كوميدي يستخدم بعض الأفكار المبتذلة التي نجدها في أفلام الرعب. وقد أراد الكاتب جوس ويدون (كاتب Dollhouse وBuffy the Vampire Slayer) والمخرج درو غودارد (كاتب Cloverfield) تغيير اتجاه أفلام الرعب، من «التعذيب الجنسي» الشائع جداً في السنوات الأخيرة بحسب ويدون.

فقد اختارا خمسة طلاب جامعيين، مجموعة من شخصيات أفلام الرعب، وأرسلوهم إلى كوخ ابن عم أحدهم في الغابة. وفي طريقهم إلى الكوخ، نرى من يرسم  طريقهم ويحرص على أن ترتكب شخصيات الفيلم الأخطاء التي نتوقعها.

«سكوبي دو»

يؤدي كرانز دور مارتي الذي يتعاطى المخدرات. لن يلومك أحد إذا تذكرت إحدى الشخصيات الكرتونية من طفولتك عندما ترى شعره وتسمع  صوته. ذكر مارتي: «لم أفكّر أن أجعل من مارتي «شاغي» جديداً. لم أفكّر في ذلك عندما اخترعت الشخصية أو خلال التصوير. لكن الآن، لا أعرف كيف فاتني ذلك. كيف أمكنني ألا أنتبه أكثر إلى شاغي عندما كنتُ طفلاً أشاهد سكوبي دو».

هل يجعل ذلك من كونولي، التي تجسد دور دانا، الفتاة «الذكية» البريئة، فيلما جديدة؟ ربما.

تقول كونولي: «ثمة دائماً فتاة ذكية رشيقة تقول: سأنزل إلى تلك الغرفة المظلمة وحدي. وحدي ولن يرافقني أحد، فيما يقول لها الآخرون: لا، لا تذهبي وحدك. اتخاذ قرارات سيئة هو الأساس في هذه الأفلام. لكن دانا (الشخصية التي تؤدي دورها) لم تتخذ الكثير من هذه القرارات السيئة».
وفي الفيلم أيضاً فتاة جميلة شقراء، بالإضافة إلى شاب وسيم حساس. لذا إنّ الفيلم ليس نقلاً لشخصيات سكوبي دو.

«استندت شخصية مارتي إلى المدمنين على المخدرات الذين عرفتهم في حياتي، خصوصاً إحدى حبيباتي السابقات»، قال كرانز ضاحكاً، وتابع: «استوحيت الكثير منها، ومن جايمس فرانكو فيPineapple Express، ومن براد بيت في True Romance». هل تذكرون كوري فلدمان في The Burbs؟ كانت لديه نظريات المؤامرة كافة. ومارتي هو الشاب الذي بدأ يتساءل من الذي يتحكم بكل ما يحدث في الكوخ.

ذكر كرانز: «في السينما لدينا هذا الهوس الرهيب بتعذيب الشباب وقتلهم. في الواقع، نجد أن الفيلم يطرح الأسئلة ولا يجيب عنها».

كانت الملاحظات الأولى حول فيلمCabin  أشبه بالهذيان مثل تعليق مجلة Variety: «منذ فيلم Scream لم يتمكن أي فيلم رعب من تخييب التوقعات التي ترافق هذا النوع من الأفلام». إلا أنّ هذا الفيلم كان معلّقاً، بسبب الصعوبات المالية التي كان يواجهها الاستوديو. وبقي فريق العمل والممثلون ثلاث سنوات يتساءلون متى سيبصر هذا العمل النور.

في هذا الإطار، تقول كونولي «الأمر مخيّب للآمال»، ويوضح أحد نجوم الفيلم كريس هيمسورث الذي جسد دور Thor منذ سنوات:» «لقد كان فيلم The Cabin in the Woods مسجوناً». ويضيف كونولي: «تشعر وكأنك ترغب فعلاً في أن ترى عائلتك الفيلم الذي كلّفك الكثير من الدم والعرق والدموع. وأنا أعني حرفياً الدم والعرق والدموع».

لا شك في أن أمل كرانز قد خاب أيضاً إلا أنه يحاول أن يفكّر بالأمور أكثر: «قد يكون Cabin in the Woods آخر فيلم أمثل فيه وسيسعدني ذلك، فأنا أفتخر بمشاركتي فيه».

لن يكون هذا فيلمه الأخير، فكرانز يؤدي دوراً رئيساً في نسخة ويدون منMuch Ado About Nothing  لشكسبير، وكونولي تقوم بدور مهم في الفيلم المشوق The Bay لباري ليفينسون الذي يبدأ عرضه في الصالات هذا الصيف.

ومع بدء عرض فيلم Cabin in the Woods في الصالات، لا شك في أنّ العروض ستنهال عليهما.

الجريدة الكويتية في

24/04/2012

 

The Three Stooges… تكريم الثلاثي الأسطوري

كتب: نيويورك – جون أندرسن 

ستُسمع، مجدداً، ضحكة الثلاثي الكوميدي «ستودجز» الشهيرة «{نياك، نياك، نياك» في أنحاء البلاد مع إطلاق الفيلم التكريمي المنتظر منذ فترة طويلة The Three Stooges والذي يهديه الأخوان «فاريلي» للثلاثي الأسطوري في عالم التمثيل الهزلي.

يتيح فيلم The Three Stooges الفرصة لجيل جديد من محبي الفن الهزلي للتعرف إلى الثلاثي الكوميدي. ربما ظَّلت الحضارة الغربية منقسمة لفترة طويلة حول بعض المعضلات الثقافية (الكاتشب أو الخردل؟ بيتي أو فيرونيكا؟ تعليق رف الحمام إلى الأسفل أو إلى الأعلى؟)، إلا أن اختيار أبطال فيلم The Three Stooges لم يطرح أي مشاكل أو صعوبات.

وعن شخصيات الفيلم، يعلق المخرج والكاتب بيتر فاريلي: «لا يمكن إخراج أول فيلم سينمائي عن الثلاثي «ستودجز» من دون شخصيات مو، ولاري، وكورلي».

في الواقع، عُرضت على الشاشة الكبيرة، منذ ابتكار شخصيات «ستودجز» الأصلية، أي منذ عام 1922، أفلام كثيرة أعادت إحياء تلك الشخصيات، بطريقة مختلفة، إلا أن أفلام الأخوين فاريلي تتسم بالأصالة نوعاً ما، لا سيما  Dumb & Dumber،There’s Something About Mary، Me, Myself & Irene، وHall Pass.

لكن، في الوقت ذاته، اعتمد المخرجان فاريلي في نسختهما من فيلم The Three Stooges على إضافة لمستهما الخاصة مع إدخال قصة توضيحية عن شخصيات الفيلم. مثلاً، على رغم أنه لم يكن واضحاً مطلقاً ما إذا كان «لاري» أخاً لإحدى الشخصيتين، لم يذكر فيلم فاريلي في أي من مشاهده أنه تم ترك الإخوة الثلاثة أمام عتبة دار «سيسترز أوف ميرسي» (أخوات الرحمة) للأيتام. ويظهر في الفيلم مشهد إضافي حيث يتم رمي حقيبة قطنية فيها الإخوة الثلاثة من خارج سيارة مسرعة. عند فتح الحقيبة، يلكز الطفل «مو» بإصبعه عين الأخت «ماري مينجيل» التي يؤدي دورها لاري ديفيد.

صورة مستنسخة

عن ضرورة تجسيد شخصيات الفيلم كما هي في الأصل، يوضح بيتر فاريلي أن المخرجين تعمدا، بصورة أساسية، أن يكون أبطال الفيلم صورة مستنسخة عن الشخصيات الأصلية. ووقع الاختيار على الممثلين كريس ديامانتوبولوس بدور شخصية «مو» (أبرز أفلامه Up all night، ومسلسل»24»)، وشون هايس (أبرز أفلامه المسلسل التلفزيوني Will & Grace)، بدور «لاري»، والممثل التلفزيوني المخضرم ويل ساسو بدور «كورلي». شكلت تلك الاستراتيجية في اختيار الأبطال عائقاً إضافياً أمام إنتاج فيلم بات، منذ تسعينات القرن الماضي، موضوع مناقشات عدة تناولت، من وقت إلى آخر، اختيار ممثلين لم يلق بهم أداء أدوار شخصيات الفيلم كشون بين وروبرت دي نيرو.

يضيف فاريلي: «قابلنا كبار نجوم الشاشة الكبيرة، لكن كانوا يريدون الارتجال في أداء شخصية لاري. وكان جوابنا «لا»، فنحن نريدهم أن يجسدوا الشخصية كما هو تماماً، وتقليد جميع حركاتها وصوتها الأنفي، ولكنتها الخاصة بولاية «فيلاديلفيا. لم يعجبهم ذلك، فطلبنا كان مخيفاً بالنسبة إلى أي ممثل، وقد خسرنا ممثلينا».

كذلك، لم تتمكن استوديوهات الإنتاج من فهم نهج الأخوين فاريلي في اختيار ممثلي الفيلم وأداء الشخصيات كما هي. عن تلك المشكلة، يعلق فاريلي: «لم يستوعب القيمون على استديوهات الانتاج كيف يمكن انتقاء ممثلين لتجسيد شخصيات أفلام عرضت منذ 70 سنة في أفلام الحاضر؟} ويضيف: «كان حظنا متعثراً أيضاً، فقد أفلست استوديوهات «أم جي أم» التي تبنت إنتاج الفيلم، وتأجل تصوير الفيلم لأسباب عدة».

يعزى أحد الأسباب وراء تردد استوديوهات الإنتاج في إعطاء الضوء الأخضر على أي مشروع فيلم يجسد شخصيات «ستودجز»، إلى فشل الأفلام المصورة أخيراً التي تجسد تلك الشخصيات. في الحقيقة، كانت تلك الأفلام سيئة، لا سيما Snow White and the Three StoogesوThe Three Stooges Meet Hercules، وThe Three Stooges Go Around the World in a Daze. وعلى الأرجح، كان كيرلي ليتحسر على تلك الأفلام بعبارته الصوتية الشهيرة «ووو – ووو….!».

يضيف فاريللي: «على الأرجح، كانت استوديوهات الإنتاج تتساءل: ألم يتم تصوير أفلام عن شخصيات ستودجز وفشلت؟ لكنّ الأفلام التي أنتجتها تلك الاستوديوهات لم تحظَ بسيناريو متقن الكتابة، وذلك ليس عادلاً. الأمر أشبه باختيار ويلي مايز لأداء أحد الأدوار، والقول عنه إنه ليس جيداً بقدر ما سمعنا عنه».

يروي فيلم The Three Stooges قصة ثلاثة فتيان يحاولون إنقاذ دار الأيتام الذي ترعرعوا فيه. وتؤدي دور الراهبات ممثلات شبيهات بجاين لينش، وجينيفر هادسن، وكايت أبتون، بالإضافة إلى الممثل لاري دايفيد، كما سبق ذكره. أما بالنسبة إلى «جمالية» الفيلم، إن صح التعبير، فهي تحاكي تماماً شخصيات ستودجز الأصلية، أي مليئة بالشغب الممزوج بالفكاهة. ويقول المخرج فاريلي عن الفيلم: «سعينا، قبل كل شيء، إلى إرضاء محبي شخصيات ستودجز الأوفياء لهذه الشخصيات. واعتقدنا أنه في حال نجحنا في إرضائهم، فسيتم كل شي كما تأملنا».

وعلى رغم أن الفيلم يعد فكاهياً بامتياز، إلا أن قصة شخصيات ستودجز الثلاث حزينة في حقيقتها. فبالإضافة إلى الوباء الشديد الذي فتك بالمجموعة، لم يدرك الثلاثي مطلقاً كم كانوا مشهورين آنذاك. والحقيقة أن مدير استوديوهات الإنتاج «كولومبيا بيكتشيرز» هاري كوهن سعى دوماً إلى تقليل شأنهم وشهرتهم خوفاً منهم في مطالبته بتسديد أجور أكبر، علماً أنه استعان بالنجاح الكاسح الذي حققه فيلم «ستودجز» على شباك التذاكر لابتزاز أصحاب الصالات السينمائية وإجبارهم على عرض أفلام أقل نجاحاً من إنتاج شركة «كولومبيا».

في هذا الصدد، يعبر فاريلي عن رأيه صراحة قائلاً: «أتعلمون ما الذي يثير غضبي؟ أولئك الأشخاص الذين يتذمرون عبر الإنترنت من أن تصويرنا فيلم «ستودجز» هو انتهاك صارخ. لكن ما أراه انتهاكاً صارخاً هو أن عدداً كبيراً من الأولاد لا يعرف تلك الشخصيات ولا يعرف أن ممثليها لم ينالوا ما يستحقونه. فلم يعامل أولئك الممثلون معاملة مميزة كما يستحقون. لم يعاملوا أسوة بغيرهم من ممثلين كبار، كنجوم Laurel and Hardy وMarx Brothers، بل كانوا مصنفين في المرتبة الثانية. وعلى رغم ذلك، كانوا بالنسبة إلينا أكثر الممثلين طرافة وتأثيراً فينا».

مو ولاري وكورلي

عام 1922، انضم مو هاورد (اسمه الحقيقي هاري موزيس هورويتز) وأخوه الأكبر سناً شيمب هاورد (اسمه الحقيقي سامويل هورويتز) إلى إحدى المسرحيات الهزلية التي عرفت لاحقاً بعنوان  Ted Healy and His Stooges. أطلقت على المسرحية أحياناً عناوين أخرى أبرزها Ted Healy and His Southern Gentlemen، وTed Healy and His Racketeers.

انضم إلى الثنائي عام 1925 الممثل لاري فاين (اسمه الحقيقي لويز فاينبرغ). عام 1930، مثل الثلاثي في أول فيلم لهم معاً بعنوان Soup to Nuts. وعلى رغم أن الفيلم والعرض المسرحي لم ينالا ترحيب الجمهور، إلا أن شخصيات «ستودجز» لاقت النجاح.

عرف هيلي بمراسه الصعب. أما شيمب الذي مثل في أفلام بعيدة في المضمون عن الأفلام التقليدية التي تحاكي شخصيات ستودجز كفيلمW.C. Fields ، وكان له دور فيThe Bank Dick؛ فقد ملَّ من دوره وغادر المسرحية عام 1932. وقد عرفت الكوميديا الأميركية المصورة نقلة نوعية مع استبدال هيلي بأخيه الأصغر سناً هاورد (جيروم ليستر هورويستز) لأداء دور كيرلي.

علة رغم أن هيلي لم يغادر زميليه حتى عام 1934، فقد أصبح الثلاثي بشخصياته الأصلية، مو، ولاري، وكيرلي، أشهر الممثلين، وحصرياً في مجال الأفلام الكوميدية القصيرة، طيلة فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. وقد مثلوا في حوالى 190 فيلماً قصيراً من إنتاج «كولومبيا بيكتشرز»، لكن لم يمثلوا سوى في خمسة أفلام سينمائية طويلة.

عام 1946، تعرض الممثل كيرلي لسكتة دماغية، فانضم شيمب إلى المسرحية. وعام 1955، توفي الأخير بسبب نوبة قلبية فأنجز تصوير الأفلام المقتبسة من المسرحية باستخدام مشاهد مثل فيها شيمب، وبالاستعانة بالممثل جو بالما لتصوير المشاهد التي لا يظهر فيها وجهه. ثم انضم الممثل الكوميدي جو بيسير إلى المجموعة، إلا أن استوديوهات «كولومبيا» تخلت، بصورة غير مشرفة، عن الثلاثي «ستودجز»، عام 1957، بعد 24 سنة من الخدمة.

لكن الشاشة الصغيرة وجدت في ذلك الثلاثي المرح وسيلة لاستقطاب جماهير الأطفال. وقد أعيد إحياء شخصيات The Three Stooges في أفلام سينمائية خالدة في الأذهان، شارك فيها جو دي ريتا بدور كيرلي.

انتهى عرض تلك الأفلام، بصورة شبه نهائية بعد إصابة لاري بسكتة دماغية عام 1970، رغم سعي مو إلى إحياء عرضها أكثر من مرة، من خلال التعاون مع الممثل الهزلي إميل سيتكا، الذي مثل دور لاري في حوالى 40 فيلماً قصيراً عن شخصياتThe Three Stooges. وعام 1975، توفي الممثلان لاري ومو.

الجريدة الكويتية في

24/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)