حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بنطلون جولييت .. قانون العزل الفني

بقلم : د.وليد سيف

 

كان وجهه الباسم البريء لافتا للنظر كما كان اجتهاده في الأداء ملحوظا مما جعل الأنظار تتوجه إليه رغم محدودية مساحة ظهوره. لم يكن مفاجئا أن يكون طارق ابن وحفيد وسلسيل الإبيارية عوامًا ولكن الغريب كان في صغر مساحة أدواره حتي ولو في اعمال من تأليف وإنتاج والده. كان هذا يتنافي تماما مع طقوس وأساليب التوريث المعتادة في عهد مبارك في مختلف المجالات. فالسادة الوارثون كانوا يهبطون علي قمة المناصب الإدارية والأعمال الفنية بالباراشوت. جاء الأستاذ محمد عادل إمام شريكا أساسيا في بطولة فيلم عمارة يعقوبيان بل وربما في أهم أدوار الرواية من منظور درامي. وهو ذات الدور الذي كان مرشحا له فتحي عبدالوهاب والمؤهل له كل التأهل عبر مسيرة شاقة ومكللة بالنجاح عبر أدوار تصاعدت في مساحتها وقيمتها. ولكن شاءت إرادة عادل إمام حين تعاقد علي بطولة الفيلم أن ينتقل هذا الدور المحوري إلي ابنه وفلذة كبده.. نفس الشيء ينطبق علي مخرج ذات الفيلم مروان وحيد حامد الذي لم يكن يملك أي مؤهل لتولي هذه المهمة في مشروع بهذه الأهمية والقيمة والميزانية سوي اسم والده وفيلم قصير أحيط باهتمام إعلامي كبير يفوق قيمته لكن يتناسب مع حجم عائلته ومكانتها الفنية والإعلامية. وهكذا فنماذج التوريث في عهد مبارك كثيرة علي أي حال. ولكن طارق الإبياري بالتأكيد كان يسلك طريقا مختلفا. وخاض رحلة الصعود التقليدية التي يخوضها أي فنان حقيقي عادي وربما حظي ببعض الفرص والدعم بفضل أسرته ولكنه بالتاكيد لم يمارس البلطجة والبرشطة علي طريقة أولاد المخلوع غير المأسوف عليه. فقد صعد السلم تدريجيا خطوة خطوة. واستطاع أن يصل بفضل نجاحاته إلي دور مميز كأحد التلاميذ المشاغبين في فيلم (رمضان مبروك أبو العلمين) ثم في أحد الأدوار البارزة في مسرحية (سكر هانم). ولكن أفيشات فيلم بنطلون جولييت لا تتصدرها صورته فقط كبطل لكن أيضا كمخرج ومؤلف. والحقيقة انها مسئوليات جسيمة أدرك احمد مكي مثلا خطورتها وهو مخرج أصلا فأسند إخراج وتاليف أفلامه الأولي إلي آخرين عادة. مشروع غير مشروع تشير بعض المصادر إلي أن موضوع الفيلم هو مشروع تخرج طارق في قسم السينما والمسرح بالجامعة الأمريكية. ولا شك أن الفكرة رغم هزليتها تحمل قدرا من الطرافة والجرأة. وقد يري البعض أن عنوان الفيلم (بنطلون جولييت) يعبر عن تفاهة موضوعه. ولكن الحقيقة أن هذا النوع من العناوين يتناسب تماما مع الافلام الكوميدية البسيطة التي تعتمد علي المفارقة والمواقف الساخرة. وربما من أشهر الأمثلة علي ذلك عنوان الفيلم الكوميدي الأمريكي الأشهر (شوربة بط). والحقيقة أن البنطلون الفيزون الضيق الذي ترتديه حبيبة البطل هو محور المشكلة والسبب الرئيسي للأزمة التي تطرأ بينهما في الفيلم. وهكذا يفترض أننا نشاهد معالجة كوميدية لأزمة عاطفية أو أننا بإزاء ما يطلق عليه الرومانس كوميدي. وربما لا يخلو الفيلم أيضا حسب مزاعم وتصريحات بطله ومخرجه ومؤلفه من بعد اجتماعي يتمثل في فكرة عدم التواصل أو الاستيعاب بين الرجل والمرأة أو الشاب والفتاة في مجتمعنا كأساس للمشكلة. وهي مسألة ترتبط بأزمة مجتمعية متأصلة ومتمثلة في حالة العزلة والتجذر بين الطوائف بمختلف تقسيماتها وأجناسها وانتماءاتها الفكرية والاجتماعية. وحسب تصريح طارق: "ربما تكون الفكرة بسيطة، لكنها بالفعل جديرة بالتأمل علي مستويات أخري، سنجد أنها تدخل في كل تفاصيل حياتنا ومدي الاختلاف بيننا، وعدم تقبل فكر الآخر، بل وصل الأمر لعدم الاستماع لوجهة نظر الآخر". وهو يزعم أيضا "أن الفيلم جاء بعد دراسات وإحصائيات قمنا بها أنا وفريق العمل حول فلسفة الفتيات في التفكير في ارتداء الملابس، ورد فعل الأولاد علي الملابس، فكيف تفكر البنات، وكيف يفكر الشباب، وما وجهة نظر كل منهما، وما نريد أن نلقي عليه بقعة ضوء أيضا هو فكرة أن الملابس لا تعبر عن الشخصية، وهذا بالمناسبة ينطبق علي أشياء كثيرة جدا علي مستويات أخري، فمن يرتدي زي رجل الدين ليس بالضرورة رجل دين". إخلاص للبطل ولكن حقيقة الأمر أن الشاب الدارس الموهوب الذي نمي خبراته عبر سنوات من العمل والتجارب والدراسة يبدأ من حيث بدأ هنيدي ومحمد سعد وهاني رمزي. فالسيناريو هو مجرد وسيلة لإظهار خفة دم البطل ومهاراته في الإضحاك. والأحداث والمواقف لا تدفع الدراما ولا الحدث وإنما هي مجرد إفيهات هزلية معظمها قديم ومكرر. ولا يظهر أي جديد في الفيلم سوي وجوهه التي خاصم معظمها القبول. وعلي الرغم من أن الفيلم يحفل بالكثير من الحكايات والخيوط والشخصيات إلا انه لا يخلص أبدا إلا لبطله الذي لا يكاد يغيب عن الشاشة والذي لا يمكنك أن تميز ظهور أي أحد إلي جواره. ولن تحتفظ ذاكرتك بأي وجه من الوجوه التي شاهدتها. ولاشك انه في ظل هذا الإهمال لتطوير المواقف والشخصيات والخطوط الدرامية فإنك سوف تعيش في حالة من التشتت الذي سرعان ما يصيبك بالملل والإحباط. وسوف يزيد من إحباطك هذا الفشل الذريع في الإضحاك الذي تحققه كل الإفيهات والذي يلاحق كل ممثلي الفيلم بما فيهم بطله. والمأساة أن كلها تعتمد باختصار علي خفة دم الممثل. وهو رهان خائب لأن الكوميديا لا تصنعها خفة الدم فقط . كما أن البطل وجميع زملائه لم تنعقد بينهم وبين المشاهد المعرفة الكافية والثقة المطلوبة فضلا عن غياب الكاريزما أو عدم ظهورها لأن هذه الكاريزما لا تتحقق إلا بعد درجة من النضج لا أعتقد أن طارق قد وصل إليها بعد. أما باقي زملائه فبينهم وبينها مسافة ربما تكون أطول من الزمن المتبقي من عمرهم بكثير. أعود لأذكركم أن الفيلم من إخراج طارق الإبياري أيضا. وإذا كان الفنان الشاب يحرص في كل تصريحاته وأخباره علي إبراز أن له تجارب سابقة في الإخراج المسرحي والسينمائي ربما في عروض هواة أو أفلام قصيرة فإن فيلم بنطلون جولييت يؤكد لك أن خبرات طارق في هذا المجال شديدة المحدودية. ولكن الأهم من هذا هو أن طارق لم يتملك الأسلوبية أو الرؤي الإخراجية بأبسط معانيها وأقل مستوياتها. افتقاد الرؤية وهذه الرؤية في الحقيقة لا ترتبط غالبا بحجم الخبرات ولا مستوي الدراسة ولكنها حالة من الاكتمال والتصور التوفيقي بين مختلف عناصر الفيلم التي تتشكل في ذهنية فنان يمتلك إلي جوارها قدرة علي الإدارة واختيار فريق العمل أمام وخلف الكاميرا وتوظيف قدراتهم والتنسيق بينها لتحقيق أهداف محددة في كل عنصر ووحدة من وحدات الفيلم تتسق وتتكامل في ذهنية هذا الفنان وحده لتتحقق في صورة عمل محكم الصنع ومتسق العناصر والتفاصيل في كيان متكامل متحد. وهكذا فالإخراج ليس مجرد تحديد لزاوية الكاميرا وتوجيه للأداء. وليس عملية تنفيذ لسيناريو مكتوب بتقطيع المشاهد واللقطات بقدر ما هو امتلاك رؤية وأسلوبية. وهذه الرؤية قد تكون متواضعة أو معقدة تقليدية أو حداثية تقدمية أو رجعية ناضجة أو مراهقة. لكن مع الأسف فيلم الأستاذ طارق لا يحمل رؤية من أي نوع.. والصورة فيه تفتقد لأي معني أو هدف . فحتي مساحات الإضحاك في الفيلم محدودة مقارنة بالمشاهد التأسيسية التي لا تؤسس لأي شيء والتعريفية التي لا تضيف أي معلومة مؤثرة في الدراما. أما مشاهد الإضحاك فهي أيضا تفتقد لأي فلسفة أو فكرة فالضحك في الغالب ينبع من خلال الكلام، والصورة لا تلعب أي دور إلا بتصوير الممثل بطريقة بدائية جدا. والتصوير نفسه ـ وهو كعملية يتداخل فيها الجانب التقني مع الإبداعي ـ ليس مسئولية المخرج بشكل كامل. وهو هنا لا يلتزم بأبسط قواعد او تقاليد هذا الفن. فالظلال تسقط متي شاءت علي أي شخصية في اي وقت طبقا لموقعها من الضوء دون أي محاولة للسيطرة علي التكوين أو توزيع الألوان لتحقيق اي أهداف درامية.. وحدود الكادر دائما تترك مساحات خالية لا يملأ فراغها أي شيء أو معني.. والممثل أيضا في حالة توهان أو سرحان ربما اعتقادا من المخرج بأن هذا يضفي مصداقية أو واقعية للعمل. ولكن هذا في الحقيقة لا يكسب الفيلم إلا مزيدا من العشوائية والانفلات. لا أري فيما كتبته أي قسوة علي فنان شاب في عمله الأول.. ولكنها رغبة حقيقية في أن يحرص الممثل علي موهبته وأن يسلمها لمخرج أمين وكاتب متمكن. ويضعها في عمل يعتمد علي بناء درامي حقيقيي وليس علي نوايا طيبة في حبكة مهلهلة. وأن يضع الممثل نفسه في إطار فني سليم وبفهم صحيح لفن السينما وليس باعتبارها مجالا لعرض النكت المصورة أو تهريج الشباب والبنات أو سرد حكايات وشقاوة أيام الجامعة دون إطار ولا ارتباط فني وموضوعي وجمالي. ربما يستحق طارق أن يطبق عليه كمخرج ومؤلف قوانين العزل الفني ليس لأنه من الفلول لا سمح الله. لكن حماية لمفهوم الفن الذي داسته منذ سنوات أقدام نجوم أحالوه إلي سبوبة ومطية لتدعيم وتثبيت عروشهم تأكيد نجوميتهم وتلميع صورتهم بالطريقة التي يرونها لدي جمهور غالبيته من السذج الذين تربوا في عهد مبارك وعلي يد أجهزته اللاثقافية واللاإعلامية واللاتعليمية. لكن حتي هؤلاء السذج لن تنطوي عليهم سذاجة بهذا المستوي فقد تربت أذواقهم علي فنون أقل بدائية من فنانين تنطبق عليهم بالفعل قوانين العزل الفني لأنهم فلول فعلا ليس لمواقفهم السياسية لكن لأساليبهم وأفكارهم المسمومة الرجعية. لكن تلك قضية أخري.

جريدة القاهرة في

24/04/2012

 

"رد فعل ".. والفعل المضاد

بقلم : آلاء لاشين 

* لم أدرك سبب ضحك الجمهور أثناء العرض إلا عند انتهاء الفيلم! بسبب السذاجة التي قدمت بها الأحداث التي لاتحتوي علي أي غموض كالذي شاهدناه في افلام مشابهة مثل «ملاكي إسكندرية» وشارع «18» وأفلام أخري عديدة * المخرج حسام الجوهري حاول لكن كان عليه ان يجود من مستوي أداء محمود عبدالمغني وحورية فرغلي فهذة ليست المرة الأولي لهم في التمثيل ولكنها الأقل أثناء مشاهدة الفيلم داخل دار العرض كان يجلس أمامي فتاتان لم تستطيعا تمالك نفسيهما من الضحك منذ بداية الفيلم ولكنني لم أدرك سبب هذا الضحك الا عند انتهاء الفيلم!! فقد كانتا تضحكان من السذاجة التي قدمت بها أحداث الفيلم. الفيلم لايحتوي علي الغموض الذي شاهدناه في افلام مشابهة مثل «ملاكي اسكندرية» وشارع «18» و الأول شارك فيه «محمود عبدالمغني» بطل "رد فعل" ويعرف ماهو الغموض. والثاني من اخراج «حسام الجوهري» و هو ذاته مخرج الفيلم لكن جانبه الصواب هذه المرة حيث لم يكن اللغز معقدا بل استطاع المشاهدون كشفه مبكرا وهنا يكون السؤال محيرا عندما يسألك احد عن الفيلم جيد ام لا؟ وتجد نفسك عاجزا عن الرد لأنك لاتعرف ماذا تقول!!! قصــــــة الفيلـــــــم سلسلة من جرائم القتل المتلاحقة تحدث داخل عقار بمصـــر الجديدة يقطن فيه مجموعة كبيرة من الشخصيات العامة الفاسدة ويحاول ضابط المباحث فك ألغاز هذة الجرائم بمساعدة صديقه الطبيب الشرعي. السيناريـــــــــو كتبه وائل أبو السعود ومستوحي من مجموعة من الجرائم التي ينشرها ويكتب عنها كصحفي بجريدة اخبار الحوادث، ولكن التيمة مقتبسة من عمارة يعقوبيان حيث كان يسكن داخل العمارة مجموعة من الفاسدين.الفيلم يصنف من افلام الاثارة والتشويق ولكنه لا يحتاج لبذل مجهود لفك اللغز فيمكنك الوصول للجاني بسهولة. فالفيلم يفتقر الي الغموض الذي يتطلبه تلك النوعية من الأفلام كما أن بناء شخصية ضابط المباحث كان مليئا بالثغرات منها تركه ملف التحريات الخاص بالقضية للطبيب الشرعي وهذه ليست من سمات شخصية رجل المباحث الذي يحافظ علي معلوماته في القضيه فالحبكة الدرامية هنا كانت ضعيفة ولا تتناسب مع هذه النوعية من الأفلام فكانت هشة مما جعلها تخل بأحداث العمل و كان من الافضل إلقاء المزيد من الضوء علي مرض الفصام لانه يشكل السبب في ارتكاب البطل للجرائم ولأن المشاهد بصفة عامة لديه شغف بالغوص في اعماق المرض النفسي بهدف المعرفة و تكون فرصة جيدة له ان يعلم عنه شيئاً من خلال احداث فيلم فهي تسهل عليه فهم هذا الشيء المعقد كمرض الفصام فهو مرض عقلي يتميز بمجموعة من الأعراض النفسية والعقلية مثل الهلاوس السمعية ونادراً الهلاوس البصرية، وكذلك اضطرابات التفكير مثل الضلالات وتؤدي هذه الأعراض إن لم تعالج في بدء الأمر الي اضطراب وتدهور في الشخصية والسلوك وأهم أعراض الفصام اضطرابات الإدراك والتفكير والسلوك والوجدان والضلالات «وهي جزء من اضطرابات التفكير» وهي اعتقادات خاطئة يحملها المريض علي أنها أمور حقيقية او معتقدات غريبة وخاطئة يؤمن بها المريض إيماناً راسخاً لا يحتمل الشك مثلما حدث في الفيلم فهو تعرض لأحد أنواع الفصام يظهر علي شكل سلوك طفولي أو أعراض سلبية فقط بدون أعراض إيجابية. الأداء «محمود عبدالمغني» دكتور طارق الدميري دائما يذكرني أداؤه بالراحل الفنان «أحمد زكي» فهو فنان موهوب يقدم أدواره بتلقائية وتمكن ولكن هذه المرة لم يكن في مستوي جميع أفلامه السابقة فكان أداؤه أقل بكثير مما كان يتطلبه الدور فافتقد الفن والأداء الذي اعتدنا أن نراه منه. «عمرو يوسف» حسن ضابط المباحث كان مقبولا في دوره هذا رغم أنه مليء بالثغرات التي لا يصح ان يقع فيها رجل مباحث الا انه قدمه بطريقة جيدة فهو لم يقدم نوعية هذه الأدوار من قبل مما يجعله يسير في خطي الي الأمام. «حورية فرغلي» دكتورة رضوي قدمت دورا لم يكن مناسبا لها وتعمدت اصطناع الرقة المبالغة لكي تقنعنا أنها فتاة تعيش في الخارج وبهذه الطريقة أصابت المتفرج بالسآمة حيث ان تمثيلها وأداءها جاء أقل من اعمالها السابقة والمشاهد التي تجمعها مع الدكتور طارق «محمود عبد المغني» كانت طويلة ومملة وضعت للاطالة باحداث الفيلم ليس أكثر. و هذا الدور لا هدف منه إلا لإدخال بطولة نسائية في الفيلم وأعتقد أن حورية قدمت ادوارا من قبل أفضل من هذا بكثير وكان من المفترض أن تفكر كثيرا قبل قبول هذا الدور لأن وجوده مثل عدمه حتي ولو حذف بالكامل فلن يؤثر في أحداث الفيلم. «انتصار» الصحفية، تهاني قدمت الدور بشكل جيد فجسدت دور الصحفية الفاسدة التي تستغل قلمها لمصلحتها الشخصية وهذا الدور يعد اضافة لأعمالها الفنية. الموسيقــــي التصويريــــة خدمت القصة بشكل كبير فكانت ملائمة للأحداث رغم أنها موسيقي للأغنية الخاصة لدعاية الفيلم الذي غناها «ايساف» مما جعلها ترفع من ايقاع الفيلم وتضيف اليه عنصر التشويق الذي افتقرته أحداث الفيلم. «المخــــرج » «حسام الجوهري» قدم في الفيلم اضاءة وصورة جيدة لكن يظل شارع «18» أقوي بكثير حتي انه عرض جزء منه ضمن احداث الفيلم أثناء مشاهدة الفنانين رءوف مصطفي ومحمود الجندي له في السينما فكانت الفكرة جيدة و ملائمة لأحداث الفيلم ولكي يذكر الجمهور بأفلامه السابقة ويحسب له أيضا أنه استعرض ضمن أحداث الفيلم بعض معالم القاهرة القديمة والمناطق الأثرية ولم يظهر العشوائيات بل حاول أن يظهر سحر وعبق التاريخ. لكن كان عليه ان يرفع مستوي أداء محمود عبد المغني وحورية فرغلي فهذه ليست المرة الاولي لهم في التمثيل ولكنها الأقل. وفي النهاية وطبقا لقانون العالم الشهير «نيوتن» لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فكان رد فعلي مضادا تماما لهذا الفليم.

جريدة القاهرة في

24/04/2012

 

ركلام .. قليل من السينما كثير من العري

بقلم : مني الغازي 

* الفيلم ينتمي الي سينما الوعظ الاخلاقي.. والتي عادت للظهور مع فيلم كباريه وتلاه تاكيدا عليها في الفرح واستمرت مع منتجها السبكي ثم بدأ المقلدون لنجاحات تلك الأفلام التجارية فأصبحنا نمتلك تيارا جديدا لسينما الوعظ * الفيلم ما هو الا مجرد صدي من بعيد لنغمة قسوة المجتمع والفقر علي الأنثي مما يدفعها إلي احتراف العمل المدر للمال بدءاً من اظهار الجسد انتهاء ببيعه معذرة لأستاذنا الروائي الراحل فتحي غانم ولاستاذ السينما اطال الله عمره رأفت الميهي لاستعارتي لاسم رواية وفيلم «قليل من الحب كثير من العنف» ولكن لو قدر لاحدهم وابتلي بمشاهدة ما يدعي ركلام لاقتنع باننا امام ادق كلام يمكن ان يقال عنه . وعظ أخلاقي الفيلم من المفترض انه ينتمي الي سينما الوعظ الاخلاقي التي عادت للظهور مع فيلم «كباريه» وتلاه تأكيدا عليها في «الفرح» واستمرت مع منتجها السبكي ثم بدأ المقلدون لنجاحات تلك الافلام التجارية فاصبحنا نمتلك تيارا جديدا لسينما الوعظ يمكن اعتباره تيار الوعظ الحديث.. وهنا تعود بنا الذاكرة الي تيار الوعظ الكلاسيكي وامبراطور سينما الوعظ مخرج الروائع الفنان حسن الإمام صاحب التوليفات النموذجية التي كانت تبكي وتبهج وتنصح مع دراسة نفسية واجتماعية كاملة امتدت من عام 1947 الي 1986 عبر تاريخه السينمائي ويمكن مراجعتها وفيها ما لا يقل عن (50) فيلماً تعرضت في اطار احداثها لما يسمي بالركلام وقد يعترض احدهم علي كلامي علي اعتبار ان الركلام كلمة مستحدثة ظهرت مع انتشار البارات الدرجه التالته في السبعينات ولكن قبل ان ندخل في موضوع الفيلم فيجب ان ندرك ان الركلام في افلام حسن الامام هي تلك الفتاة التي تنحصر مهمتها في الفتح للزبائن في الكباريه او البار او الخمارة حسب الاحداث و قد تكون فتاحة بس زي فاتن حمامة او فتاحة ومطربة مثل شادية او راقصة سامية جمال ونادية لطفي او صاحبه المكان زوزو ماضي او القوادة زوزو شكيب او المرغمة زهره العلا وميرفت امين وغيرهن الكثيرات من هنا تبدأ الصورة في الاتضاح فـ (الركلام) هي الفتاحة بتاعة أفلام الابيض واسود . اما فيلم اليوم ( ركلام ) فما هو الا مجرد صدي من لنغمة قسوه المجتمع والفقر علي الأنثي مما يدفعها الي احتراف العمل المدر للمال بدءا من اظهار الجسد انتهاء ببيعه وهنا نستخدم كلمه صدي لان الفيلم لا يعبر فعليا لا عن واقع ولا عن قسوه مجتمع بل هو صدي بعيد وتقليد ساذج لافلام اكل عليها الدهر وشرب فكل من (شادية) و (دولت) و(سوزان) و (شكرية) ما هم الا مجرد اشباح لشخصيات دراميه ولا يمكن اعتبارهم شخصيات درامية فعليا و هو ما يدفع بالفيلم الي الهاوية والفيلم كما اكد صناعة مستوحي من قصص حقيقية ولكنه لا يحتوي علي شخصيات حقيقيه انهم مجموعة من المدعين وقفوا امام الشاشه وخلفها واوهموا انفسهم واوهموا من حولهم بان ما يصنعونه ينتمي الي عالم السينما الا انه والله اعلم لا يربطهم بالسينما سوي كونهم علي شريط سيليلوزي وبعض المناظر الطبيعية التي يضمها الشريط. تتعرض احداث الفيلم لرحله سقوط اربع فتيات الاولي فقيرة تصرف علي نفسها وتهرب من قسوة زوج امها وتحرشه بها و تطاردها عيون الرجال حتي تسقط والثانية مندوبة مبيعات تمل من الرزق القليل وتغريها صديقتها بالمال فتسقط والثالثة راقصة ومن مستلزمات مهنتها السقوط والرابعة بنت ناس افلس ابوها المليونير فسقطت سقوط ساذج ان السقوط الساذج وغير المبرر الذي تتعرض له البطلات الاربع فكلهن يظهرن في بداية حكيهن كفتيات قويات متمسكات بالشرف ومن المؤكد ان سقوطهن لا يجب ان يأتي بالسذاجة التي طرحها لفيلم إن السيناريست مصطفي السبكي الذي ظهر عام 2000 بفيلم «شجيع السيما» وكان اول افلام المخرج علي رجب ايضا يعود ليجتمع معه مرة اخري في عام 2012 و لكن هنا بعد مجموعة خبرات انتهت العام الماضي بفيلم ( فكك مني ) - ويالها من خبرات وتطور - و هو هنا يلجأ الي شكل سينمائي صعب و يحتاج الي حرفية كبيرة لا يبدو انه قادر عليها فيتم عرض الأحداث باسلوب الفلاش باك من وجهة نظر الشخصيات وناهيك عن دور الفلاش في ايقاف الحدث الدرامي وفشله في الحفاظ علي وجهة النظر الاحادية التي فرضها علي نفسه ككاتب وهنا تاتي محاولات السيناريست لملاء تلك الفلاشات بالايحاءت الجنسية لكسر الملل وايجاد مبرر لملء لدي المشاهد للمتابعة الا انه في النهاية يمكن اعتبار الفيلم به كثير من الإطالة والملل علي مستوي البناء الدرامي .... ناهيك عما سبق واشرنا اليه من الفشل في بناء الشخصيات حتي باتت كل شخصيات الفيلم كما لو كانت تحاول تقليد افلام عربي قديمة حتي شخصية خال شادية الذي يعتدي عليها لا يظهر لنا هل هو انفصام في الشخصيه ام انفلات اخلاقي ام مجرد غلطة ام انه نتيجة للكبت الديني وتأتي الطامة الكبري في الحوار المبتذل علي لسان جميع الشخصيات برغم ما اشارت اليه الرقابه من حذف لالفاظ واشارات بالسيناريو والفيلم وتكتمل الكارثة بالنهاية التراجيدية التي يعاقب فيها كل الاشرار الوحشين بالكوارث والمصائب ليتم تطهيرهم متناسيا المؤلف ان الاساس في تلك الموضوعات ان ابطاله ما هم الا ضحايا لكن يبدو انه بعد ان شاهد الفيلم اقتنع بانهم مذنبون وولاد ( ... ) ويستاهلوا كل خير . شجيع السيما المخرج علي رجب 12 سنة سيما و ثمانية افلام بدات مع شجيع السيما مرورا بالأجندة الحمرا وصايع بحر وخالتي فرنسا وسيد العاطفي وكركر وبلطية العايمة وأخيرا ركلام وهنا نلحظ ان علي قد تطور فادرك ان الحدث الدرامي والممثلين ليسوا باهمية اللقطات التسجيلية فنري القطار والبحر والسماء في لقطات كثيرة... مكررة مما يؤدي الي بطئ الايقاع اكثر فيتحول الايقاع البطيء بالسيناريو الي ابطاء في التنفيذ عدا ذلك لا يمكنك الامساك بجملة سينمائية واحدة تحسب لمخرج الفيلم الي جانب الفشل في ادارة مجموعة الممثلين الجدد بينما اعتمد السابقون علي تراثهم في الاداء من قبل . ولكننا نجد مشاهد توحي باننا امام فن ولكنها بلا اي معني مثل مشاهد انتظار القطار وانتظار المترو وهي بلا اي قيمه درامية تذكرنا بمشهد الغرق في البحر الذي كرره علي رجب 6 مرات في فيلم بلطية العايمة. التمثيل كان في المطلق تقليدي .... فشل الصغار وكرر الكبار انفسهم ... ولكن وجب التنويه والتوقف عند اداء واحد مميز و هو للفنانة ( علا رامي ) في دور القوادة ( ليالي ). الاغاني الشعبية المستخدمة كانت من العوامل المساعدة علي اظهار الجو العام للاماكن التي تدور بها الاحداث كما ساهمت في المط والتطويل علي حساب البناء الدرامي واهمها بعنوان "الدنيا تلاهي" من غناء المطرب الشعبي أسامة الأمير، ويقول مطلع الأغنية "الدنيا تلاهي ..والكل ماشي ..وقلت إنسي وشوف الناس جرالها ايه ..والدنيا تبقي ايه"و الثانية بعنوان "في الضياع" من غناء المطرب الشعبي هوبا أما الأغنية الثالثة بعنوان "ابو الليل" من غناء أسامة الحسيني وهذا يضعنا امام محاوله صناع الفيلم لمحاكاة الجو العام فقط ولا يدركون ان مسئوليتهم تتخطي ذلك وهو ما نراه في افلام السابقين فمن المؤكد ان الغناء والرقص في الصالات في الخمسينات لم يكن مشابها لغناء هدي سلطان او شاديه ولكن صناع السينما مهمتهم الارتقاء بالمشاهد وليس ان ينقلوا اليه السفيه من الكلمات والغناء والذي لا يسمعه لانه لا يذهب الي تلك الاماكن الرخيصة فيحضرونه اليه في السينما كما جاءت الموسيقي التصويرية غير مناسبة علي الاطلاق وساذجة جدا في تعبيرها عن الحدث. في النهاية نحن امام عمل من بطولة غادة عبد الرازق ورانيا يوسف والوجهان الصاعدان ريهام نبيل ودعاء سيف النصر ومن تأليف مصطفي السبكي وموسيقي تامر كروان ومونتاج دعاء فاضل ومدير التصوير نانسي عبد الفتاح ومكساج محمد فوزي ويشارك في تمثيله مادلين طبر وعلا رامي وإيناس مكي وضياء الميرغني و إنجي خطاب ولي لي قاسم و محمد درويش وماهر ماهر، ومن إخراج علي رجب كل هؤلاء اجتمعوا معا ليفشلوا في تقديم فيلم رديء.. فما صنعوه اقل من ذلك بكثير .

جريدة القاهرة في

24/04/2012

 

«ميدان التحرير».. يقتحم شاشات أوروبا وكندا

بقلم : صبحي شفيق 

ميدان التحرير ليس نوعا من الريبورتاچات التي تصاحب النشرات الإخبارية في كل قنوات التليفزيون، عندنا وعندهم، بل هو موضوع ثلاثة أفلام تدور فيها الأحداث علي أرضية الأثني عشر يوما التي انتهت بسقوط «رأس النظام» ولا أقول النظام. مخرجو هذه الأفلام شباب أوروبي أولهم مواطن كندي من أصل تشيكي هو بيتر لوم وعنوان فيلمه «عودوا إلي الميدان». أما المخرج الثاني ستيفانو صافونا فهو إيطالي الجنسية وعنوان فيلمه «التحرير، ميدان التحرير» . أما الفيلم الثالث فهو إخراج جماعي انتجته قناة فرنسا 24 ساعة وعنوانه «التحرير، إنني أغني اسمك» . لهذه الأفلام أهميتها علي مستوي دلالة الأحداث وليس الأحداث فالتحرير كميدان نراه في الأفلام الثلاثة طاقات إنسانية كلها سخط كلها احتجاج نبدأ بشعار فإذا بالشعار يتحول إلي كتل بشرية من أين جاءت؟ ما بواعثها؟ كيف يتأتي أن نجد أمهات، أمهات من بسطاء الناس من أساتذة جامعة أو صحفيات بل نمط للأسرة المصرية العادية، ما الذي يدفعها إلي أن تنزل في تظاهرات احتجاج دون أن ينتابها أي خوف من أي قوي بوليسية أو سلفية؟ عودوا إلي الميدان سؤال تطرحه المشاهد الأولي لفيلم «عودوا إلي التحرير» ومن الحشود الساخطة ينقلنا بيتر لوم إلي مصائر فردية هي التي تكون الشبكة الثورية يتوقف عند أسرة في منطقة رد الفعل إزاء اعتقال الابن الأكبر بتهمة استخدام «الإنترنت» لتحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية التي انتهت بانهيار البنية السفلي للنظام. قبل 25 يناير نري الابن الأصغر في صحبة والده يتنقلان من محام إلي آخر ويحاولان الحصول علي اذن لمقابلة رجال أمن الدولة ليشرحا لهم حقوق المواطن في التعبير عن الرأي لكن عبثا، ويتجهان إلي جمعيات حقوق الإنسان ويكشف لنا المخرج عن التناقض بين الفعل الثوري والاحتجاج اللفظي. ويصدر الحكم بحبس الشاب ونعرفه باسم مايكل نبيل سند يصدر الحكم بالحبس ثلاث سنوات بأي تهمة؟ سب الجيش، ونشر الفوضي متي؟ كيف؟ وأين؟ وتتوتر أسرة نبيل سند وكذلك كل من يحيط به خاصة نشطاء وحقوق الإنسان، عندما يعلن نبيل الإضراب عن الطعام. ويظل نبيل في سجنه حتي الإفراج الجماعي العام عن المعتقلين السياسيين في 21 يناير الماضي. بورتريه ثوري لسنا أمام بورتريه لشاب ثوري فمن المطالبة بالإفراج قبل ثورة 25 يناير حتي الثورة تتعدد شخصيات النشطاء وما اعتقال محلل سياسي شاب إلا إشارة إلي آلاف من النشطاء الذين استخدموا فيس بوك - مثلا - لطرح حلول موضوعية قائمة علي أسس علمية لإنقاذ مصر من الهاوية. حركة الفيلم هي الانتقال من الجزئي «موضوع شاب» إلي الكلي «الجماهير الثائرة» وهو رد إيقاعي بصري علي سؤال البداية : لماذا حدثت انتفاضة شعب بأكمله ؟ ونترك نبيل لأسرة تعيش علي السياحة ولا تجد الحل إلا في تغيير الأوضاع القائمة لكن هل انتهت الثورة بسقوط رأس النظام؟ سؤال يطرحه الفيلم أيضا وتتابع المشاهد لتكشف عن استمرار آليات النظام في قمع الثوار إلي حد القتل والحل؟ الحل هو عنوان الفيلم:«عودوا إلي ميدان التحرير» وهي دعوة تتبناها عدة أسر من بسطاء الناس. عرض هذا الفيلم لأول مرة في مهرجان روتردام الذي افتتح دورته في 25 يناير الماضي وكرسها لأفلام الربيع العربي، وهي مبادرة رائعة من سينمائيين علي وعي بروح التضامن بين كل سينمائيي العالم الصادقين. أما الفيلم الثاني «التحرير، ميدان التحرير» فقد فاز بالجائزة الأولي في مهرجان سينما الحقيقة الذي يقام بمركز بومبيدو بباريس في نهاية إبريل من كل عام ثم انتقل إلي دور العرض العادية في العديد من مدن فرنسا وإيطاليا وهولندا ومازال يعرض بباريس إلي الآن. يبدأ الفيلم بما يشبه أناشيد المعابد الفرعونية وعلي دقات إيقاعية تتابع كلمات النشيد: إن مكانك في التابوت/ مع الفراعنة/ فلترقد/ لقد أصبحت شيخا عجوزا، هرما/ الفرق بينكم وبيننا، أننا الشعب/ الشعب العامل/ الشعب الجائع/ الذي حرمت عليه كل سبل الحياة/ وأنت، أنت أيها المصري، ماذا تريد/ أتريد الديمقراطية/ قبل أن يشرع ذلك العجوز الهرم، في بيع اهرامات الجيزة/ وبيع السد العالي/ ماذا تريد؟ وتنتقل الكاميرا من مظاهرات حاشدة إلي مصائر فردية شباب علي أقصي درجات الوعي بالسياق السياسي - الاجتماعي، منهم من يحملون درجات الماجستير والدكتوراه لكنهم بلا عمل بينما عجائز تعيش في ثقافات العصور الوسطي تتربع علي البنية العليا للمؤسسات راتب كل واحد منهم يتجاوز المليون جنيه شهريا .. فتاة خطيبها لا يجد عملا وبالتالي استحالة الزواج.. ماذا تفعل؟ ماذا تفعل كل فتاة مثلها؟ أسر تطرد من مساكنها ولا تجد مأوي لمن تشكو؟ الحركة في الفيلم اشبه بدوامة من محيطه تتسع الدوائر لتعود متشابكة في حركة الجموع الثورية. أتغني باسمك وإلي الفيلم الثالث عنوانه « ميدان التحرير، إنني اتغني باسمك» وعنوانه الفرعي «الأغاني التي اسقطت النظام» المشاهد شرائح غنائية يصحبها تعليق، إما من كاتب الأغنية أو المغني الشخصية الرئيسية في التعليق هي شخصية الشاعر أحمد فؤاد نجم يفسر عنوان الفيلم بقصيدة لشاعر فرنسا الثوري «بول إيلوار» عنوانها «أيتها الحرية إنني أتغني باسمك». والواقع أن أشعار نجم هي غناء فردي والأداء جماعي الصدي وقد نفذ إلي قلب إيقاعها الموسيقار الشيخ إمام فإذا بها تتحول إلي نشيد جماعي يتردد في أوساط شبابنا كما في أوساط شباب أوروبا فقد شهدت أثناء إقامتي بباريس كيف احتفلت الدولة «المدينة الجامعية الدولية» بأغاني نجم - إمام وذلك للتعبير عن تضامن شباب أوروبا بملحن معتقل وشاعر هارب مطلوب القبض عليه لا لشيء سوي أنهما يتغنيان بحب مصر ويدعواها إلي اليقظة. «يا مصر قومي وشدي الحيل/ كل اللي تتمناه عندك». ويؤكد مخرجو الفيلم عن التواصل بين الأجيال فهاهو موسيقار شاب يقول:« اليوم فقط بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بدأت أفهم الشيخ إمام. وإلي هذه العبارة تضاف عناوين العديد من الأغاني الثورية عايدة الأيوبي تعود إلي الظهور وبصحبة الموسيقار المغني كايروكي تتردد كلمات أغاني «الميدان»: «يا ميدان ، كنت فين من زمان» والأغنية أشبه ببيان ثوري لكنه بيان إيقاعي غنائي لا أثر فيه للخطابة أو للأناشيد الحماسية المدرسية التي هي أشبه بواجبات المدرسة وتبرز أسماء جديدة. حمزة نمرة، رامي، عصام، نبيل العنيل، مستر التلهي «ولا أدري صحة الاسم بالعربية» والأخير يردد: «في كل شارع في بلادي / صوت الحرية ينادي».

جريدة القاهرة في

24/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)