حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفن والثقافة من أهم أشكال الحوار بين الهند وباكستان

استمرار انتقال الفنانين الباكستانيين إلى «بوليوود» رغم الخلافات السياسية

نيودلهي: براكريتي غوبتا

 

يتوجه الكثير من المغنيين والممثلين والموسيقيين وغيرهم من الفنانين، من شتى أنحاء شبة القارة الهندية، مباشرة إلى الهند لبناء مستقبلهم المهني في قطاع الترفيه الهندي.

وعلى الرغم من أن العدد الأكبر من هؤلاء الطامحين يأتي من المنافس اللدود للهند، باكستان، فإن الكثيرين يتوافدون أيضا من أفغانستان وسريلانكا ونيبال وبنغلادش للحصول على الشهرة في الهند.

وأحدث القادمين من باكستان بحثا عن الشهر في الهند هو المغني سلمان أحمد. وسوف يبدأ نجم الروك الصوفي (مجال موسيقي يمزج بين موسيقى الروك الحديثة وتقاليد الموسيقى الصوفية)، الذي سيقوم بجولة في شتى أنحاء الهند، بأول أدواره في بوليوود عن طريق التمثيل والتلحين في فيلم «إيقاع» (Rhythm)، الذي يبدأ تصويره في بولندا في شهر مايو (أيار)، رغم تسجيله بالفعل لأغاني الفيلم. وقد شارك سلمان في بعض المسرحيات التلفزيونية في وقت سابق، وقام بتقديم بعض الأفلام الوثائقية حول الأحداث الراهنة. إلا أن المشاركة في فيلم من إنتاج بوليوود يعتبر بالنسبة له أفضل شيء إيجابي حدث في حياته. حصلت فرقة الروك الصوفية الخاصة به، التي تدعى «جنون» (Junoon)، على شعبية كبيرة في الهند عن طريق تقديم الكثير من الحفلات في الهند. وتعتبر فرقة «جنون»، التي تشكلت في أوائل التسعينات، أشهر فرقة لموسيقى الروك في جنوب آسيا. وإذا صدقت التكهنات فسوف يشارك أحمد بالموسيقى في فيلم «الأصولي المتردد» (The Reluctant Fundamentalist)، الذي يخرجه المخرج الهندي المقيم في الولايات المتحدة ميرا ناير، الذي يبدي إعجابه منذ فترة طويلة بفتى فرقة «جنون».

والجدير بالذكر أن الفن والثقافة تعتبران من أهم أشكال الحوار بين الهند وباكستان، حيث تربطان بين قلوب الشعوب وتعززان السلام والانسجام في جنوب آسيا. وعلى الرغم من مغادرة كل الممثلين الباكستانيين تقريبا للهند بصورة سريعة عقب الهجوم الإرهابي الذي حدث في عام 2008، فقد شهدت السنوات القليلة الماضية قدوم الكثير من الوافدين الجدد.

وقدم الممثل والمغني الباكستاني علي ظفار ثلاثة أعمال متتالية في بوليوود، وهي من الأحدث إلى الأقدم «لندن وباريس ونيويورك» و«مير برازر كي دولهان» و«تيري بن لادن».

ويوضح ظفار معلقا على ثالث نجاحاته في بوليوود: «أشعر أنني أطير فوق السحاب، فليس هناك شيء يفوق إحساس تحقيق النجاح المتتالي. هذا أمر مشجع للغاية وأنا الآن أكثر ثقة بنفسي، حيث تمضي رحلتي في بوليوود على أحس حال».

وفي الوقت نفسه شارك الممثل الوسيم عمران عباس، أحدث الممثلين الباكستانيين الوافدين إلى الهند، في أول فيلم له في بوليوود في فيلم نجم نجوم بوليوود أكشاي كومار. وكان عباس، الذي كان يعمل مهندسا معماريا في الأساس، مشاركا في الكثير من الأفلام والمسلسلات الباكستانية، حيث قال في أحدث مقابلاته الإعلامية: «لقد تربيت مثل كل الناس في باكستان على مشاهدة أفلام بوليوود. وطالما كان يراودني حلم التمثيل في بوليوود أكثر من التمثيل في الأفلام الباكستانية. ولذا، عندما تلقيت مؤخرا عرضا للمشاركة في فيلم في بوليوود، لم أستطع الرفض».

لم يكن العنصر النسائي الباكستاني غائبا عن هذا المشهد، على الرغم من حالة الجدل الهائلة التي أثيرت في باكستان نتيجة الأدوار الجريئة التي قدموها في بوليوود. تعتبر ميرا (أو إيرتيزا رباب)، التي ظهرت في أفلام مثل «كاساك ونزار»، ملكة هذا الجدل، حيث تصدرت عناوين الأخبار نظرا لتقبيلها ممثلا آخر في الفيلم، ولكن لسوء الحظ لم تهدأ العاصفة التي نتجت عن سلوك ميرا الغريب على الشاشة بين العامة في وطنها، حيث تعرضت للكثير من النقد. يذكر أن أحدث أفلامها مُني بالفشل.

لا يسعنا ونحن نتحدث عن الجدل أن ننسى فينا مالك، الصديقة السابقة للاعب الكريكيت الباكستاني محمد آصف، التي أصبحت حديث كل منزل في الهند عقب مشاركتها في برنامج تلفزيون الواقع الهندني «بيغ بوس»، حيث تصدرت علاقتها مع شريكها في السكن اشميت باتيل عناوين الأخبار. ولم تشأ مالك أن تهدأ حالة الجدل التي تحيط بها، فقامت مؤخرا بالظهور عارية في مجلة «إف إتش إم»، وهو ما أثار دهشة كبيرة وأكسبها الكثير من الدعاية. يذكر أن مالك قد شاركت في فلمين سابقين.

بينما سارت نيرما (واسمها الأصلي عائشة)، على درب ميرا، حيث عادت نيرما، وهي امرأة جميلة ذات ابتسامة مضيئة وبشرة خالية من العيوب وشاركت في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، إلى بلدها بعدما حاولت دخول صناعة السينما الهندية ولكنها فشلت في ترك أي أثر. وهناك أيضا الممثلة موناليزا (أو ليتزا) التي أثار دورها في فيلم «كاجراري» الذي مُني بالفشل الكثير من اللغط في باكستان، ولم يسمع أحد أي شيء عنها منذ ذلك الحين. هناك ممثلة أخرى اختفت من المشهد في الهند، وهي سارة خان، التي شاركت في أول عمل لها في بوليوود في فيلم «وفاء»، حيث اختفت كلتا الممثلتين دون أي أثر، على الرغم من المشاركة في مشهد الحب الجريء الذي يصفه الكثيرون بأنه مبتذل. لا بد أن هناك الكثيرين الذين سعوا للحصول على الشهرة والثروة من أوسع أبوابها ودخول العالم البراق الخاص بالسينما الهندية الرائجة. وتعتبر نجمة الروك الناجحة جدا نرجس فخري أحدث الوافدات إلى الهند، ولكن يبدو أن حياتها المهنية تواجه بعض الصعوبات في الوقت الراهن.

ومن المثير للاهتمام أن توقف معظم الممثلات عن العمل لفترة ما في بوليوود كان بسبب الزواج أو الطلاق وأنهن يعشن حياة غير مستقرة بشكل عام. وقد لاقت بعض الممثلات الباكستانيات فترات نجاح كبيرة في بوليوود في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

فقد اختفت زيبا بختيار (شاهين) من الساحة في بوليوود بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «هينا» الذي أعقبه فشل فيلم «جاي فيكرانتا». وتذوقت سلمى آغا طعم النجاح عن طريق أفلام مثل «نكاح» و«قاسم بايدا كارني والي كي» وغيرها من الأفلام، ولكنها تزوجت بعد ذلك برجل أعمال مقيم في لندن، وطلقت منه ثم تزوجت بعده ثلاث مرات.

كما شاركت الممثلة أنيتا أيوب في فيلمين فاشلين هما «بيار كا تارانا» و«رجل العصابات»، قبل أن يتم ترحيلها مع نهاية مدة تأشيرتها التي استمرت ثلاث سنوات للاشتباه في علاقتها بالأشخاص الذين نفذوا تفجيرات بومباي عام 1993.

ومن بين كل الممثلات الباكستانيات، هناك سومي علي (التي نتذكرها بعلاقتها مع نجم بوليوود الجذاب سلمان خان، الذي ولد لأم بنغالية وأب باكستاني)، حيث عملت لفترة طويلة عارضة أزياء وشاركت في 10 أفلام في بوليوود. ومن المثير للاهتمام أن كل هؤلاء الممثلات تقريبا (باستثناء سلمى)، شاركن في العمل الاجتماعي وحقوق الإنسان وقضايا المرأة عقب العودة إلى باكستان أو الانتقال إلى أي مكان آخر.

كانت كل تلك النجمات جميلات وموهوبات بصورة تقليدية، ولكنهن فشلن بطريقة ما في الارتقاء إلى المستوى الذي يتناسب مع الأفلام الهندية. وقد يتساءل البعض عن السبب، هل يمكن أن يكون السبب في ذلك أن الكثير منهن حاولن سلك الطريق المختصر، عن طريق المخاطرة بالقيام بأدوار جريئة، لم تأتِ سوى بنتائج عكسية في بلادهن فقط ولكن مع الجماهير الهندية أيضا؟

يعتقد المحلل والناقد في بوليوود كومال ناهتا أن المواهب القادمة من باكستان تندمج في الهند بسهولة وتتمتع بقبول أكبر بسبب أصولهم الآسيوية. يقول ناهتا: «على الرغم من إعجابنا وترحيبنا بالمواهب التي تأتي من أي مكان، يتعلق الجمهور الهندي بسهولة بالنجوم الأجانب بسبب الخصائص المتشابهة والخلفية الثقافية. نحن نرحب بالمواهب القادمة من الغرب بالتأكيد، إلا أن المواهب القادمة من باكستان تتمتع بقبول أسرع». يمثل الغناء المسجل مسبقا في أفلام بوليوود جزءا كبيرا من الأرباح التي يجنيها المغنون الباكستانيون، الذين شاركوا في بعض أكبر أفلام بوليوود، بما يجعلهم من ضمن أكثر المغنين الذين يقومون بتقديم الأغاني المسجلة في الأفلام الهندية في الوقت الحالي.

عبور المغنين الباكستانيين الحدود لأداء أغنية أو أغنيتين ليس أمرا جديدا بالمرة، ففي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي أعدت المغنية الباكستانية الراحلة التي كانت تقيم في لندن نادية حسن وأخوها صهيب الموسيقى لفيلم «ديسكو ديواني» الذي حقق نجاحا باهرا في الهند. وعلى الرغم من ذلك بدأ هذا الاتجاه في الظهور في عام 2004، عندما ظهر راحات فاتح علي خان لأول مرة في بوليوود، وأعقب ذلك الترحيب الحار الذي حظي به عاطف أسلم في بوليوود. ولم يكن عاطف أسلم الوحيد الذي حقق نجاحا هنا، حيث قام كل من راحات فاتح علي خان وشوكت أمانات علي وعلي ظافر ومصطفى زاهد وعلي عصمت وكول وآني وعادل تشودري وشهزاد روي بعبور الحدود للغناء في الهند.

نال عدنان الكثير من الشهرة والمال والعمل في الأفلام الهندية أكثر بكثير مما قام به في باكستان، حتى إنه استقر في الهند في الوقت الحالي.

يسير راحات فاتح علي خان على خطى عمه مغني «القوالي» الأسطوري الراحل نصرت فاتح علي خان، حيث يعتبر الآن من أكثر المغنين رواجا في بوليوود، وذلك بسبب أسلوب «القوالي» الذي يضيفه إلى الكثير من الأغاني. قال راحات في مقابلة سابقة: «كانت بوليوود بمثابة المنصة الكبرى لعرض موهبتي». وبعد ستة أعوام من تزايد شعبيته كمغنٍّ في بوليوود، أسهمت تلك الشعبية في حصول عاطف أسلم على مستقبل مهني مشرق على هذا الجانب من الحدود. واعترف عاطف في مقابلة أجريت معه أن الفنانين الباكستانيين يتجهون بأنظارهم صوب الهند للحصول على الشهرة والنجاح المالي والكثير من الفرص، حيث قال: «لا توجد هناك صناعة سينما في باكستان، لذا يلجأ كبار المغنين إلى البحث عن طرق أخرى. هناك مجالات كبيرة للعمل في الهند في مجال السينما والموسيقى، مما يخلق فرصا أفضل أمام الفنانين».

ويشتهر المغنون الباكستانيون بتقديم موسيقى مختلفة، في الوقت الذي تتسم فيه معظم الموسيقى التي تقدم في الهند بأنها من النوع النمطي. تتنوع رغبات الجماهير، لذا عندما تظهر الحاجة إلى التنوع لا يجد المنتجون والمخرجون بديلا عن البحث عبر الحدود لاكتشاف مواهب جديدة. ويعتبر الموسيقيون والمخرجون الهنود شديدي الإيجابية تجاه الفنانين الباكستانيين.

وتساءل المؤلف الموسيقي سالم ميرشانت عن أهمية تدفق تلك المواهب من خارج الهند، قائلا: «هناك الكثير من المواهب التي تتدفق على الهند من كل أنحاء العالم، ومنذ زمن مهدي حسن جاء الكثير من الأشخاص من الخارج ليقدموا لنا المتعة، ثم تحمل راحات فتح علي خان مسؤولية تلك التركة، أما الآن فيأتي الكثير من المواهب الشابة تباعا. أيا كان الموقف السياسي، كانت وستظل المواهب والموسيقى مرحبا بها في تلك الصناعة لأن الموهبة ليس لها وطن».

يؤكد المخرج الهندي سانجاي غادفي أن الموهبة أهم بكثير من الجنسية. يقول غادفي: «كمخرج، أنا أنظر إلى الموهبة وليس الجنسية، فصناعة الترفيه تعتمد بشكل كامل على الموهبة والرواج، وإذا كنت تمتلك تلك المقومات فلا يهم البلد الذي أتيت منه. هذا هو الخيط المشترك في صناعة السينما في العالم».

الشرق الأوسط في

23/04/2012

 

افلام الحبيبة الكهرباء، ومعاناتها !!

غزة - أسماء الغول 

"أمانة ما تغيبي عني والله العظيم بحبك والله العظيم يا عالم بحبها..زمان ما كانت تغيب عني وهلقيت يا خسارة بتروح كثير وبتيجي قليل ..ما أحلى طلتك وعيونك وكل شيء فيك حلو..نفسي أروح أنا وانت لحالنا على البحر.."

هذا ما يقوله الشاب محمد من غزة بأسلوب مؤثر حتى أن المُشاهد يسرح معه في افتقاده وتأثره وهو يخاطب حبيبة بعيدة، ويفرح لجرأة شاب يعيش في مكان تسكنه الأزمات، آخر ما يفكر فيه أهله فيلم عن الحب.

ويكرر الشاب الذي تتركز على وجهه الملتحي كاميرا في ضوء ضعيف وصورة ليست بتلك الجودة :"أما انت فأنا بكرهك وبكره طلتك ولن تكوني بديل عن حبيبتي"، يستمر محمد في مونولوج أمام الكاميرا الثابتة عليه ولا تتغير، إلا حين تأتي الكهرباء وينير المكان حوله وهنا يقول: "ألم أقل أن حبيبتي سترجع".

 إذن فيبدو أن محمد منذ البداية يخاطب الكهرباء، وحين كان يعبر عن الكره كان يخاطب الشمعة التي ظهرت في نهاية الفيلم الذي يحمل عنوان "حب في ظلام شمعة". 

صورة ساخرة عبرت عن واقع مؤلم، وأين يمكن أن يحدث هذا التعبير الابداعي السريع كرد على أزمة متفاقمة؟ سوى في مكان مثل قطاع غزة حيث "ينعم" أهله بالتيار الكهربائي ست ساعات يوميا فقط!.

الفيلم لا يتجاوز التسع دقائق، يعتمد على الحوار وتعابير وجه محمد الشاب الهزلي السمين، وقد نشره البعض على المواقع الاخبارية بعد وضعه على يوتيوب، وتمت مشاهدته مايزيد عن الـ12 ألف مرة. فبالنسبة لهؤلاء الشباب من الصعب عليهم تنظيم عرض لأفلامهم في غزة لأن الأمر غالبا ما يحتاج إلى إذن مسبق من الجهات الرسمية، وحجز مكان للعرض وتمويل لا يملكه الشباب الذين استغلوا ما تتيحه وسائل الاعلام المجتمعي أفضل استغلال، ليحاكوا بذلك خطوات الشباب المصري الذين نشروا ما ابدعوه من أفلام وبرامج ساخرة وأغاني شهيرة على يوتيوب قبل أن تشتريها القنوات ويجدون جهات راعية لها

الفيلم الذي جاء خفيفاً كتفريغ شبابي عن الحالة أكثر مما يمثل صناعة سينما لنقد الواقع مثّله الشاب محمد ابو عليان واخرجه وسيم الهندي ومن مونتاج حسين عبد الجواد.

أما الفيلم الآخر الذي ظهر في ذات الفترة، خلال النصف الثاني من شهر فبراير الماضي بعد أن أعلنت سلطة الطاقة في قطاع غزة عن توقف تقديم خدمات الكهرباء لأهالي القطاع نتيجة نفاد الوقود، فيبدو أن مخرجه اشتغل عليه لفترة أتاحت له مزيدا من الاتقان إذ ركز على اظهار أصوات شبابية يتحدثون فيه عن أزمتهم مع غياب الكهرباء والانترنت، وحلول ضوضاء المولدات.

أنور الشيخ صوت في الفيلم يتحدث عن نظرية استحمار الشعوب واغراقها بالأزمات الأمر الذي يجعلها تغيب عنها الكثير من الحقائق التي تحدث حولها، بل الأدهى أنها تتأقلم مع معاناتها وتستسلم لمبررات الحكومة لها.

أحمد بعلوشة شاب آخر في الفيلم يسخر من الواقع بقوله أنه لو كان الوضع جيدا في قطاع غزة فمن الصعب عليه أن يعيش فيه، ويستغرب لو تحسنت تفاصيل حياته، فعندما تأتي الكهرباء ساعة أكثر من المعتاد فهو يفصل أمان الكهرباء فقد اعتاد العتمة وأصوات المولدات الصغيرة.

حمل الفيلم عنوان "ضوضاء" نسبة إلى صوت المولدات الكهربائية الصغيرة التي تغص بها شوارع القطاع بحيث يصبح من الصعب أن تسمع ما يقوله جارك إذا اقتربت منها، ومدته 19 دقيقة، يوثق معاناة الشباب وسخريتهم من حياتهم اليومية التي رغم انقطاع الكهرباء عنها معظم أيام الشهر إلا أن قيمة الفاتوة الشهرية تزيد عن المائة دولار كما يقول أحدهم في الفيلم، مضيفا: "الآن لم يعد مهماً أن يكون الموبايل الذي تحمله يحوي تقنيات عالية أو كاميرا لأن أهالي القطاع يبحثون عن جهاز محمول فيه ضوء كشاف فقط".

محمد الشيخ يوسف صوت آخر في الفيلم يقترح أن يجدوا طريقة كي تصدر هذه المولدات قطعا موسيقية بدلاً عن صوتها المزعج، بشكل يجعله قادر على اهداء صديقه على سبيل المثال مقطوعة مولد جارهم الموسيقية، أو لحن مولد البقالة في الشارع وهكذا.!!

نشره المخرج الشاب محمد الجبالي على يوتيوب وتمت مشاهدته ما يزيد عن الخمسة عشر ألف مرة، قائلا للجزيرة :" بعد أن شعرت بالاختناق من ضوضاء المولدات ورائحة البترول التي تخرج منها، قررت أن آخذ كاميرتي الفوتغرافية Nikon D5100 وأصور بها أصدقائي في الشارع ومنازلهم والجامعة ليقولوا لي عن حياتهم مع الكهرباء".

مخرج الفيلم ضَمّن الفيلم بعض اللقاءات التي لها طابع رسمي ما جعل فيلمه يشبه تقريرا صحافيا، في حين لو أنه ركز على ثيمة الضوضاء ذاتها كصوت وجعل لها معادلا في الصورة وأضافها لأصوات الشباب التي قدمها، لحمل فيلمه مزيدا من تلك اللمسة الشبابية اللاذعة في كوميديتها وإبداعها.

الجزيرة الوثائقية في

23/04/2012

 

اختتام مهرجان الجزيرة: "نصف ثورة" يحصد الذهبية

الوثائقية – خاص 

اختتمت الدورة الثامنة لمهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية وتم الإعلان الأفلام الفائزة والإعلان عل الجوائز. وقد تميزت هذه الدورة بكثافة الأفلام الفائزة التي تتحدث عن القضية الفلسطينية سواء كانت من إنتاج عربي أو من إنتاج أجنبي. كما تميزت جل الأفلام الفائزة بالبعد الإنساني والابتعاد عن الشأن السياسي المباشر وإن كانت السياسة حاضرة في جلها. كما لاحظ المراقبون بتطور في جودة الأفلام التقنية والفنية دورة بعد دورة.

ويضم مهرجان الجزيرة أربعة فئات هي فئة الطويل والمتوسط والقصير وفئة آفاق جديدة. أما الجوائز فهي الجائزة الذهبية وجائزة لجنة التحكيم وجائزة قناة الجزيرة الوثائقية وجائزة الحريات وحقوق الإنسان الذي يقدمها قسم الحريات وحقوق الإنسان في شبكة الجزيرة. ثم جائزة الطفل والأسرة التي تقدمها قناة الجزيرة للأطفال.

الأفلام الطويلة...  

ذهبت جائزة الجزيرة الذهبية للفيلم الطويل إلى الفيلم المصري "نصف ثورة" للمخرج المصري عمر الشرقاوي وكريم الحكيم. وهو فيلم تناول الثورة المصرية وما عقبها من أحداث. ولكن برؤية جمالية وفنية مختلفة. ومثل هذا الفوز بالجائزة الأولى مسألة رمزية حيث تتربع الثورات العربية على العمل الوثائقي العربي في مهرجان الجزيرة في لحظة تاريخية حاسمة في العالم العربي.

أما جائزة لجنة التحكيم فقد ذهبت إلى فيلم "هذه أرضي الخليل" للمخرجين جوليا أماتي وستيفان ناتنسون. فيما ذهبت جائزة الجزيرة الوثائقية للفيلم الطويل إلى الفيلم اللبناني "مرسيدس" وهذه الجائزة تقدمها الجزيرة الوثائقية، لأفلام لم تنتجها الجزيرة. وفيلم "مرسيدس" من إخراج اللبناني هادي زكاك الذي قدم تاريخ لبنان من خلال تاريخ سيارة مرسيدس التي مرت بكل المراحل والظروف الصعبة والجميلة التي مرت بها لبنان. وقد تحصل هذا الفيلم على جائزة في مهرجان دبي. وجدير بالذكر أن هادي زكاك كان قد أنتج للجزيرة الوثائقية فيلم "درس في التاريخ" والذي حصد ايضا الكثير من الجوائز.

وذهبت جائزة الحريات وحقوق الإنسان في هذه الفئة إلى فيلم "الوجه الآخر لأوروبا" وهو من إخراج روسيلا سكيلاتشي أما جائزة الطفل والأسرة في فئة الطويل فقد فاز بها فيلم "اليتيم" للمخرج قوا فا ياو.

ذهبت الجائزة الذهبية في الفيلم المتوسط للمخرج شوتشين تان عن فيلمه "الإذن بالهجوم" أما ذهبية الأفلام القصيرة ففاز بها فيلم "الرحّل" لمولدوسيت متمبيتاكونوف وآرتيكباي سويندوكوف.

أما بقية الجوائز فهي كالآتي :

جائزة لجنة التحكيم :

• المتوسطمشتي اسماعيلي :  لمهدي زامانبور كياساري  

• القصيرحرية الركض في غزة : لجورج عازار

جائزة الجزيرة الوثائقية :

• المتوسطالحجر المقدس : ليلي حجازي ومؤيد عليان

• القصيرسماع خانة : بريهان مراد

جائزة الحريات وحقوق الإنسان

• المتوسطالفلوجة .. الجيل الضائع : لفرات العاني

• القصيرمونولوغات من غزة : خليل مزين

جائزة الطفل والأسرة :

• المتوسطالطفل والمهرج : آيدا غرون

• القصيرالجوار : جوليا باشا وربيكا ونجرت جابي

أفق جديد :

• وجه مختلف : فيكتوريا موسغوين

• فلسطين في الجنوب : آنا ماريا هورتادو

وتجدر الإشارة إلى أن إحدى مفاجآت حفلة التكريم حضور الرئيس التونسي منصف المرزوقي لحفل الاختتام وقد قام بتسليم جائزة الحريات وحقوق الإسنان للفيلم القصير "مونولوغات غزة" لخليل المزين. وكان المرزوقي قد حل ضيفا على مركز الجزيرة للدراسات لإلقاء محاضرة حول الانتقال الديمقراطي في تونس وبعد المحاضرة كان ضيفا على مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية.

الجزيرة الوثائقية في

23/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)