حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد صبحى: لا أخشى على الفن من الإسلاميين ومـشاهـد الـعـرى ليست إبداعاً

محمد رفعت

 

رغم قلة أعماله الفنية فى السنوات الأخيرة، إلا أنه قادر دائما على إثارة الجدل ورسم البسمة على الوجوه من خلال أعماله الكوميدية مثل «على بيه مظهر» و«رحلة المليون» و«يوميات ونيس» بأجزائها المختلفة، وهو أيضا قائد رأى وصاحب مواقف سياسية جريئة وآراء تستحق المناقشة والاحترام..إنه الفنان محمد صبحى يفتح لنا قلبه ويحدثنا عن مشروعه لإنقاذ أهالى العشوائيات فى مصر من خلال هذا الحوار معه.. 

·         ما رأيك فى تراجع الإنتاج الفنى فى مصر بعد الثورة؟

** شئ طبيعى بسبب الانفلات الأمنى، وإحجام شركات الاعلانات عن التمويل، وأعتقد أنها مسألة مؤقتة وستزول بعد استقرار الأوضاع السياسية فى مصر، والمشكلة ليست فى التراجع على مستوى الكم ولكن فى تراجع المستوى الفنى بشكل عام، وسخافة الموضوعات المطروحة.

·         وهل هذا يصب فى صالح الدراما السورية التى أصبحت تنافس الدراما المصرية بشدة؟

** أعتقد أن الدراما السورية ستتراجع كثيرا هى الأخرى بسبب الأحداث السياسية ومشاهد القتل والقمع اليومية والاحتجاجات المتصاعدة ضد الرئيس بشار الأسد، والمنافسة الحقيقية ستكون من وجهة نظرى من جانب الدراما الخليجية التى قفزت قفزات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، سواء من الناحية الفنية ومستوى الاخراج والتمثيل، أو من ناحية الموضوعات الاجتماعية المهمة التى تناقشها، فضلا عن سلاسة اللهجة الخليجية، وعدم صعوبة بقية العرب فى فهمها مثل لهجات دول الشمال الإفريقى المغرب والجزائر وتونس والتى تحول دون انتشار أعمالهم الفنية، رغم جودتها.

·         لماذا اخترت موضوع العشوائيات ليكون هدف حملتك لجمع التبرعات؟

** مناطق العشوائيات، هى «الحزام الخطر» الذى يهدد عواصم المحافظات المصرية، بعد أن أصبحت مأوى للمجرمين وتجار المخدرات، ولابد من أن يضم الدستور الجديد مادة تكفل حق السكن لكل مواطن، وإعفاء غير القادرين من دفع أى تكاليف، لحل أزمة 25 مليون نسمة ممن يعيشون فى العشوائيات، وأطالب بأن يضمن الدستور استغلال السكن مدى الحياة، على ألا يباع ولا يستأجر.

·         وهل صحيح إنك قلت إن معظم المعتصمين بالتحرير من سكان العشوائيات؟ 

** نعم..وهذا بالطبع ليس تقليلا من قيمة الثورة أو الثوار، لكن معظم من يصرون على الاستمرار فى الشوارع وعلى الأرصفة، محرومون أصلا من المسكن اللائق، وبعضهم يرى أن الخيام التى ينصبونها ويقيمون فيها فى عز البرد وفى العراء، سواء فى ميدان التحرير أو أمام مبنى التليفزيون فى ماسبيرو، قد تكون أرحم عليهم من البيوت الآيلة للسقوط التى يقيمون بها.

·         وما الذى يمكن أن يفعله المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمواجهة هذه المشكلة قبل تسليمه السلطة للرئيس القادم؟

** طالبت المجلس العسكرى بضرورة الكشف عن خريطة مصر، والأراضى التى تملكها الجهات السيادية، لأننى كلما سألت عن ملكية أرض من أراضى الدولة لكى نبنى عليها مساكن للفقراء..قالوا لى «دى تبع جهة سيادية»، وعلى الحكومة أن توفر الأراضى التى سيتم بناء عليها المدن السكنية لقاطنى العشوائيات، وليس معقولا أن نعتمد على المجتمع المدنى فى جمع تبرعات لشراء أراض للبناء.

·         وكيف ترى أنت السبيل لحل تلك المشكلة؟

** أقترح عمل خريطة جديدة لمحافظات مصر، وإعادة توزيعها واستغلالها، ورفع الحد الأدنى فى أجور المواطنين لتشجيعهم على الانتقال لمدن جديدة، وتوفير كل الخدمات.

·         وهل تخشى على الفن فى مصر من وصول الإخوان المسلمين للحكم ؟

** لا..لا أخشى ذلك على الإطلاق..لأن الإخوان لديهم الكثير من العقول المبدعة كما يمتلك السلفيون شخصيات وطنية يمكن أن تحقق الكثير للوطن ولأن الفن تجاوز حالياً مسألة الحلال والحرام، والمهم تطوير الفن والإبداع بعد تخلفهما لسنوات فى العهد السابق، فلا أحد يمكن أن يدافع عن العرى والأعمال المسفة ثم يسمى ذلك إبداعا.

·         وما الذى أوصل المصريين لخلع مبارك من الحكم؟

** مبارك حقق الكثير لمصر من ناحية المعمار والبناء والمشروعات ولكنه لم يركز على بناء الانسان المصرى، ومشكلة مبارك أنه تحول 180 درجة بعد المحاولة الفاشلة لاغتياله فى أديس أبابا بأثيوبيا عام 1995، وبدلاً من أن ينتقم من أثيوبيا والإرهابيين المتورطين فى محاولة اغتياله، عاد لينتقم من المصريين أنفسهم، وسعى إلى توريث السلطة إلى ابنه جمال منذ ذلك التاريخ بتخطيط من سوزان مبارك ونجله جمال.

·         ولماذا تتصاعد المعارضة منذ فترة للمجلس العسكرى؟

** الجميع أخطأوا فى حق مصر خلال الفترة الماضية، وحتى الكتلة الصامتة أخطأت، ولو شكل ثوار التحرير مجلس قيادة من 50 شخصاً منهم بعد الإطاحة بالرئيس السابق لأمكن تجاوز كل عقبات المرحلة الانتقالية الحالية، ولأصبح لدينا برلمان ودستور ورئيس منتخب، وكنا سبقنا تونس فى عملية التحول الديمقراطى. 

·         وما رأيك فى أداء الإعلام المصرى بعد 25 يناير؟

** أندهش بشدة من أداء بعض الإعلاميين الذين تحولوا إلى ثوار بعد سقوط مبارك، وأصبحوا يبررون كل شىء إرضاء للتحرير، حتى حرق المجمع العلمى وجدوا تبريراً له واعتبروا أنه ليس أكثر أهمية من دم الشهداء، وهم لا يعلمون أنهم فى الحقيقة يحرقون الإعلام ويحولونه لوسيلة للتضليل وخداع الملايين.

أكتوبر المصرية في

08/04/2012

 

فيلم «حظ سعيد» ..

نكتة جديدة فى صحة ثورة يناير

محمود عبدالشكور 

كنتُ ومازلت من الذين يعتقدون أن «أحمد عيد» فنان موهوب وظريف، وأعرف أيضاً أنه كان من المؤيدين للثورة والمتحمسين لها، ولكن لا الموهبة وخفة الظل، ولا الحماس يمكن أن يكفى لكى تصنع فيلماً كوميدياً ناضجاً عن الثورة، وهذه بالضبط هى المشكلة الكبرى فى فيلم «حظ سعيد» الذى كتبه «أشرف توفيق» وأخرجه «طارق عبد المعطى»، نحن تقريباً لسنا أمام فيلم متماسك له معنى أو موضوع، وإنما أمام نوع من «التعليق الفكاهى» سواء حول مقدمات الثورة من قهر وظلم وتهميش أو وقائع وأحداث الثورة نفسها، مجرد مجموعة من الإفيهات والنكات المتتالية التى لا تعرف بالضبط ماذا تريد أن تقول، هناك أيضا رغبة فى «سلق» الفيلم وعرضه بسرعة لتسجيل موقف من تلك الأحداث دون أن نتحدث عن بناء درامى مع كثير من الخلط بين التهريج والعبارات والخطب الحماسية والإنشائية الساذجة.

المواطن سعيد «أحمد عيد» هو نموذج الإنسان المصرى المُهان فى أقسام الشرطة، حصل على الدبلوم واحترف بيع الأنتيكات للسياح، ولكن أمين الشرطة «ضيائى الميرغنى» يفرض عليه إتاوة ويعذبه، أم سعيد هاجمتها الأمراض ولم يتوفر لها فرصة العلاج على نفقة الدولة، شقيقة سعيد فتاة شابة قوية الشخصية تطالب دوماً بالدفاع عن حقه، ورفض امتهان كرامته، شقيقة «عاطف» «حسن عبد الفتاح» تزوج فى شقة «سعيد» وأنجب طفلاً، أما زوجة «سعيد» «مى كساب» فهى تبحث معه عن شقة من شقق المحافظة عندما تندلع الثورة تشارك فيها شقيقة «سعيد»، ومن خلال نزوله لميدان التحرير للبحث عنها يكتشف عالم السياسة، ويتعرف على الشاب المناضل عادل «أحمد صفوت»، ويتوه بين الليبراليين والإخوان والسلفيين بصورة تذكرنا بفيلم سابق لأحمد عيد هو «رامى الاعتصامى»، يحاول بطلنا الحصول على شقة بجمع أموال من رجل أعمال ساند «مبارك» فى «موقعة الجمل» ينتهى الفيلم فجأة بيقظة «سعيد» فى الميدان بعد إصابة أخته مع أغنية «ما نرضاش» لمحمد منير، ثم نعود بعد أربعين سنة فى نكتة جديدة نرى فيها سعيد وزوجته وهما يتابعان تأجيل محاكمة «مبارك»!

صُنع الفيلم باستخفاف شديد، وعجلة واضحة فتاهت منه فكرته، هذا بافتراض وجود فكرة أصلاً، هناك حشد هائل من الإفيهات بعضها ظريف فعلاً، لكن هناك ارتباك من المخرج «طارق عبد المعطى» فى ضبط الأداء فى المشاهد الكوميدية، وإن كان قد تميز بالمقابل فى تقديم مشاهد معقولة للميدان وللمظاهرات، تبارى الجميع فى التنكيت والهزار فأصبحنا من جديد أمام فيلم آخر سطحى ومتواضع «فى صحة الثورة المصرية».

أكتوبر المصرية في

08/04/2012

 

الثائر أحمد زكي رئيس جمهورية التمثيل القادم من ميدان التحرير 

كلنا فاسدون لا أستثنى أحدا.. هكذا صرخ الفنان أحمد زكي في آخر مشاهد فيلم «ضد الحكومة» داخل قاعة المحكمة وأمام هيئة القضاء وكأنه يختزل واقعنا المؤلم الذي أوجده النظام داخل الشعب ففسد النظام واستشري فساده إلى أن أفسد شعبه بالتبعية.

أحمد زكي رئيس جمهورية التمثيل تمر غدا الثلاثاء ٢٧ مارس ذكرى رحيله السابعة تاركا خلفه رصيدا حافلا من الأعمال الخالدة في تاريخ الفن المصري سواء سينما أو مسرح أو دراما تلفزيونية.

لكن البعض تساءل بعد ثورة ٢٥ يناير التي كشفت عن زيف وضآلة الكثير من نجوم الفن الذين كانوا بوقا للنظام السابق وعبيدا للسلطة وعاندوا إرادة شعب اختار التحرر وقت الثورة.. تساءل البعض هل أحمد زكي لو كان حيا كان سينضم إلى ميدان التحرير أم يبقى أسيرا مثل غيره للنظام وينضم إلى الفلول؟!

أعمال أحمد زكي هي وحدها التي تجيب على ذلك، فكل شخصية لعبها أحمد زكي بمثابة ثورة، فهذا الفنان كان حالة مختلفة كان ثورة جاهزة للاشتعال طوال الوقت كان دائم التمرد والإبداع.

وأفلامه تعبر عن واقعنا الحالي.. ارجع إلى فيلم «البريء» وشخصية أحمد سبع الليل رضوان الفولي المجند الجاهل محدود التفكير الذي قام قادته في المعتقل بعمل غسيل مخ له ليسحل ويضرب وينكل ويقتل إذا لزم الأمر أصحاب الفكر ومعارضي النظام «لاحظ أنه نفس ما يحدث مع الثوار» لكن الفيلم انتهى بصرخة سبع الليل الذي فتح نيران رشاشه على كل من في المعتقل وقام بتصفيتهم.. وبسبب هذا المشهد ظل الفيلم مضطهدا لسنوات بل مازال يعرض على الفضائيات محذوفا منه مشهد النهاية والسبب أن أحد القيادات الأمنية في عهد النظام البائد حضر عرضا خاصا للفيلم في الثمانينيات وبمجرد ان شاهد مشهد النهاية صرخ داخل قاعة العرض بعصبية «لو كل مجند شاف الفيلم دا هيصفي قياداته» ومنذ هذا الوقت تم اغتيال المشهد وبتره تماما.

وفي فيلم «البداية» قدم زكي فكرة قيام الأنظمة الرأسمالية واستبدادها بصمت الشعوب عندما سقطت الطائرة في جزيرة وقام رجل الأعمال جميل راتب بشراء الجزيرة ممن كانوا معه على متن الطائرة وفجأة وجدوا أن اللعبة انقلبت إلى حقيقة وأنهم تحولوا إلى خادمين لهذا الحاكم المستبد الذي اعتمد على الجهل وتغيب حارسه وأوهمه ان أحمد زكي بينادي بالديمقراطية وان الديمقراطية كفر «ارجع إلى تصريحات بعد المتشددين من التيار الإسلامي ووصفهم للديمقراطية بأنها كفر بل واتهامهم لكل من يختلف معهم بالكفر».

وفي فيلم «زوجة رجل مهم» عبر أحمد زكي ببراعة عن تسلط رجال الشرطة وقدم شخصية رجل الشرطة ببراعة شديدة وكأنه يختزل حال الداخلية قبل الثورة وبعدها وجنون العظمة الذي ينتابهم وتفننهم في التعذيب والتنكيل بالناس بلا أدنى تأنيب من ضميره وانتهى الفيلم بعزله من الداخلية «هذا العزل كان منتظرا بعد الثورة في حال تطهير الداخلية»، وواصل رحلته ضد ضباط الشرطة عندما ارتدى بدلة المسجون الهارب في فيلم «الهروب» واستخدامه كأداة من قبل رجال الداخلية لإلهاء الاعلام والشعب عن الكثير من القضايا الأخرى.

وفي فيلمه «معالي الوزير» فضح أحمد زكي قبل رحيله كل وزراء النظام الفاسد فضح فسادهم وآليات اختيارهم من قبل النظام وفكرة أن الوطن أشبه بعزبة لرجال السلطة يعيثون فيها فسادا وطغيانا.

هكذا عاش وأبدع وأمتع أحمد زكي في كل شخصية قدمها بدءا من رئيس الجمهورية كما حلق عاليا في فيلمي «ناصر ٥٦» و«أيام السادات» وصولا إلى شخصية البواب في «البيه البواب».

أحمد زكي صاحب مشوار لم يخل من السير على الأشواك أو النحت في الصخر لكي يصل، كان نموذجا للثائر الذي لا يتوقف نبض الثورة بداخله لذا لا تتعجب اذا رأيت أحمد زكي في ميدان التحرير وقت اندلاع الثورة فمثل هذا الفنان الذي لم يتملق السلطة ولم يكن من أراجوزات النظام السابق بل لم يكن يظهر في حفلاتهم الزائفة ولا مناسبات التملق التي تقام تأليها للرئيس المخلوع وحاشيته.

ولعل القدر كافأ أحمد زكي برحيله قبل أن يلوث تاريخه السينمائي بتقديم فيلم «الضربة الجوية» كسيرة ذاتية عن المخلوع لأنه كفنان كان أكبر من تلك السقطة الفنية فمن يحمل جينات التمرد والثورة داخله يصعب عليه أن يقدم سيرة ذاتية لرئيس كان مازال يجلس متربعا على عرش السلطة في البلاد قبل ان يزيحه الثوار.

أخبار الخليج البحرينية في

08/04/2012

 

«كلمات الشاهدة» و«ظل رجل»

المرأة المصرية وظل الرجل الطويل

زياد عبدالله 

ينحاز التوثيق للثورة المصرية في «كلمات الشاهدة» و«ظل رجل» إلى التحليل والاستنطاق أكثر من الحفظ والتسجيل، وهما السمتان اللتان هيمنتا على أفلام وثائقية كثيرة تولت رصد تلك اللحظة التاريخية، في تمركز حول الـ18 يوماً التي أفضت إلى سقوط حسني مبارك، وعلى شيء من الاحتفالية، وليجد «كلمات الشاهدة» للأميركية المصرية مي اسكندر معبره من خلال صحافية مصرية شابة اسمها هبة عفيفي لم تتجاوز الـ25 من عمرها، بينما يمضي «ظل رجل» للإنجليزية المصرية حنان عبدالله في تتبع مصائر أربع نساء مصريات من أجيال وخلفيات اجتماعية مختلفة.

الفيلمان عن المرأة المصرية أولاً، التي لم تحظ من مقاعد برلمان مصر ما بعد الثورة إلا بـ11 مقعداً، كما أن الانشغال بأحداث الثورة وحيثياتها وتطلعاتها حاضر بقوة في «كلمات الشاهدة» من دون أن يكون كذلك في «ظل رجل» المنشغل تماماً بالشخصيات التي يقدم لها ومصائرهن في ظل مجتمع ذكوري يدفع لتبني المثل الشعبي «ظل راجل ولا ظل حيطة» المأخوذ عنه عنوان الفيلم.

يمر «كلمات الشاهدة» على أحداث 25 يناير مروراً مكثفاً مع بداية الفيلم، ومن ثم يمضي في تعقب بطلته هبة عفيفي، التي تمثل بدورها جيلاً مصرياً أطلق هذه الثورة، فهي صحافية مستجدة في النسخة الانجليزية من جريدة «المصري اليوم»، تنتمي للطبقة الوسطى، محجبة لكن بحجاب مودرن، ليبرالية في آرائها السياسية، تمارس حريتها ونشاطها السياسي بحماسة كبيرة دون عوائق، وعلاقتها مع عائلتها قائمة على الإيمان بما تقوم به، بما في ذلك اعتصامها في ميدان التحرير، وأمها لن تمنع نفسها في الفيلم من التعبير عن مشاعر الخوف التي تكبدتها عندما كانت هبة معتصمة وهي تقول ذلك لابنتها التي يراودها شعور بضرورة توجهها إلى ليبيا لمعاينة ما يحدث هناك.

الرهان الوثائقي الناجح للفيلم يأتي من تقديم الحياة الطبيعية لهبة كما لو أن الكاميرا لا ترافقها، أو أن فعل المشاهدة ليس إلا مرافقة لما تقوم به هبة خارج الفيلم، وبالتالي فإننا سنقع عليها في البيت والشارع والعمل، ونتعرف إلى أختها غير المهتمة بالسياسة، وأمها حاضرة على الدوام تساندها وتشاركها ما تقوم به بما في ذلك قيام هبة بإنشاء حساب خاص لأمها على «فيس بوك»، بحيث تنغمس فيه الأخيرة وتنشط سياسياً عليه.

المضي مع عفيفي ومعاينتها عن كسب، سيكون بعد سقوط حسني مبارك، وعلى شيء من تتبع التحديات والمصاعب التي تواجه عفيفي وبالتالي جيلها في تحقيق ما تتطلع إليه من تأسيس لوطن التعددية والديمقراطية، وهكذا سننتقل معها من مشكلة إلى أخرى، وكل ما أمامنا يقول إن هناك الكثير مما يجب القيام به، إذ إن التحقيق الصحافي الذي تنغمس فيه عفيفي في بداية الفيلم عن مصير المفقودين أثناء الثورة المصرية لن يقودنا في النهاية إلا إلى الصدام مع حكم العسكر، وعلى شيء يحول الفيلم إلى المخاطر والمآزق التي تترصد المستقبل المصري.

سيصل فيلم مي اسكندر في النهاية لاستفتاء على تعديلات الدستور المصري، بالمقابل ستقول لنا بدرية المرأة الصعيدية الجميلة في فيلم «ظل رجل» إنها لم تشارك بهذا الاستفتاء والسبب ولادة بقرتها. بدرية واحدة من النساء الأربع اللواتي يظهرن في فيلم حنان عبدلله، ونحن نتعرف إلى بدرية تعمل دون توقف، موزعة بين الأرض والبيت والأولاد وتربية الدواجن، وقد كانت تحلم بأن تدرس الفن التشكيلي، وهي تسرد علاقتها بزوجها التي ما عادت كما كانت من قبل، وإلى جانب بدرية تحضر وفاء المرأة الستينية التي تكره الرجال بعد فشل زواجها وطلاقها، وقد سافرت إلى لندن وعملت في غسيل الثياب، بينما نعايش سلسلة طويلة من علاقات الخطبة الفاشلة مع سوزان الثلاثينية المستقلة مالياً من خلال المتجر الذي تملكه وتديره في مصر الجديدة، وصولاً إلى شاهندة الناشطة السياسية الخمسينية أرملة شهيد الفلاحين صلاح حسين الذي اغتيل عام 1966 في دلتا مصر، والتي تمضي على خطاه وتواصل طريقه في نضالاتها في مناصرة حقوق الفلاحين.

سيجتمع الماضي والحاضر والمستقبل في الفيلم من خلال تلك الشخصيات النسائية، ولعل عوالم كل واحدة منهن وما تمثله ستشكل إضاءة عميقة وحصيفة للواقع المصري، لكن في امتثال تام لعنوان الفيلم، وترك ما هو خارج علاقة كل واحدة منهن بالرجل عائماً دون توضيحات، وإن كنا نريد للأمر أن يكون متصلاً مع ثورة يناير، فيمكن القول أيضاً إن حال المرأة أحد المحددات الرئيسة للمنجز الثوري الذي عليه أن يتحقق ويجعل من عنوان الفيلم عبارة لا معنى لها، أي أن وجود الرجل في حياة المرأة ليس له أن يكون أساسياً ومفصلياً كما هو في الحالات التي قدمتها حنان عبدالله، وعلى التغيير أن يكون تغييراً عميقاً في البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع، الأمر الذي تجمع عليه النساء في نهاية الفيلم في تأكيدهن على أن الثورة كانت حتمية لكنهن كما سيغلب على إجابتهن لا يأملن كثيراً بأن يكون المقبل خارج ظل الرجل الثقيل عليهن.

الإمارات اليوم في

08/04/2012

 

«غضب العمالقة»..

عودة إلى عالم الأساطير اليونانية

ريهام جودة 

«هرقليز»، «طروادة»، «جيسون وآلهة الحرب»، «زيوس»، وغيرها من عشرات الأعمال التى قدمتها هوليوود فى السينما والتليفزيون، ودارت فى أجواء الأساطير اليونانية القديمة، حيث أجواء الحب والحرب والآلهة وصراعها مع البشر، وإلى هذه النوعية، التى تجتذب الجمهور، تعود هوليوود بكامل إمكانياتها الفنية والتقنية والمؤثرات الخاصة لتقدم فيلماً جديداً يحمل اسم «Wrath of the Titans»، الذى بدأ عرضه تجارياً فى الولايات المتحدة وعدة دول منها مصر قبل أيام قليلة تحت الاسم التجارى «غضب العمالقة»، الفيلم جزء ثان من فيلم «Clash of the titans»، الذى عرض قبل عامين، وقد تحمس المنتج «باسيل لوانيك» لتقديم جزء ثان منذ انتهاء تصوير الجزء الأول.

الفيلم بطولة «سام ورثينجتون»، و«ليام نيسون»، وأخرجه «جوناثان ليبزمان»، وتدور الأحداث حول مرور عقد من الزمان على هزيمة «بيرسيوس» البطولية للوحش العملاق «الكراكنفى» فى الجزء الأول من الفيلم، حيث يعيش «بيرسيوس» ابن الإله «زيوس»، من إنسانة، فى هدوء فى قرية صغيرة، يعمل كصياد سمك بعد أن نضج وكبر، وصار أباً لابن لديه ١٠سنوات، اعتمد المخرج على الجرافيك والمؤثرات الخاصة فى تضخيم أحجام هذه المخلوقات الغريبة والوحوش العملاقة بعد تصميمها على يد فريق استشارى، ووجود شخص بداخلها يحركها، واستخدام المؤثرات فى خلق الدمار والفوضى التى تسببها حولها، لتظهر كأنها واقعية، بينما كان التحدى فى تصميم العملاق «سيكلوبس» وطوله ٣٠ قدماً يحمل عيناً واحدة ضخمة، وكان أكبر تحد واجه فريق العمل هو إظهار هذا العملاق بشكل واقعى وحقيقى، لهذا تم تقديم ١٥ماكيت لرأس الشخصية للمخرج ليختار منها، ثم العمل على المؤثرات الخاصة لخلق جسد ملائم له.

ولإعادة ابتكار اليونان القديمة عاد فريق العمل لنفس أماكن تصوير الجزء الأول، كما أنهم قاموا بدراسات عديدة لشكل القرى فى ذلك الوقت عن طريق مراجع من قرى فى أفغانستان وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث لايزال الكثير من الثقافات القديمة متواجدة فى هذه الأماكن حتى الآن، ومن أجل المعركة الأخيرة والفاصلة بين القوى المدمرة والبشر، سافر فريق الفيلم إلى جنوب «ويلز» لمدة أسبوعين، وقد بنى مخيم الأميرة «أندروميدا» العسكرية فى محجر يقع على مشارف أكبر المدن فى ويلز.

المصري اليوم في

08/04/2012

 

 

نقابة السينمائيين تتضامن مع خالد يوسف وطارق النهري ضد «السلفي والعسكري»

أحمد الريدي 

مسلسل أزمات التيار السلفي عرض مستمر، ما بين طلب إحاطة ومنع تصوير، تدخل الأزمة هذه المرة حلقتين جديدتين، الأولى كانت عبارة عن لقاء ناري في إحدى الحلقات، البطل هو النائب السلفي ممدوح إسماعيل أو هكذا كان يشعر في هذه اللحظة، في مواجهة مع المخرج خالد يوسف، ليهاجم النائب السلفي المخرج خالد يوسف ويهاجم أفلامه مؤكدا أنه لا يجوز لأحد أن يشاهدها وهو متوضئ، وهو ما جعل نقابة السينمائيين  بحسب تصريحات نقيبها مسعد فودة لـ «التحرير تصدر بيانا تدين فيه تصرفات النائب السلفي وتصريحاته التي اعتبرتها النقابة غير مسئولة، مطالبة التيار السلفي أن يحترم المبدعين وألا يحكموا على أي أعمال قبل أن يشاهدوها، وأكد فودة أن النقابة تعلن تضامنها مع المخرج خالد يوسف قدم عدة أفلام منها «دكان شحاته» و «كف القمر» مؤكدا أن ما صرح به النائب السلفي غير مبرر ولايجوز أن يخرج منه، مشددا على ضرورة أن يتحلى بالعقل في الحوار، من جهة أخرى أشار فودة إلى أنهم أعلنوا تضامنهم مع الفنان طارق النهري الموجه له اتهامات بشأن التحريض على المجلس العسكري، وذلك عن طريق تكليف المستشار القانوني للنقابة محمد لاشين بمتابعة الموقف والتحقيقات، كما أشار فودة إلى أنهم ينتظرون الطعن المقدم ضد اللجنة التأسيسية لوضع الدستور التي تم انتخابها في الفترة الماضية وبدأت جلساتها وأن النقابة أعلنت تضامنها مع الدعوات التي تنادي بدستور لكل المصريين ويجمع فئات الشعب بأكملها. وفي نفس السياق استنكرت جبهة الإبداع عبر منسقها العام الدكتور عبد الجليل الشرنوبي قيام النائب السلفي ياسر القاضي بتقديم طلب إحاطة بمجلس الشعب يطالب وزير الإعلام من خلاله التحكم في محتوى المسلسلات التي ستعرض في رمضان المقبل، حيث اعتبر أن وجود نواب يحصر مشكلات المجتمع في المسلسلات فهو نوع من أنواع خيانة الأمانة التي حملهم بها الشعب، واعتبر أن هذه المطالب ليست سوى تجاوز لأزمة وطن لم تصل ثورته إلى أى من محطاتها بعد، وأكمل الشرنوبي قائلا للنائب ولكل من سار على دربه سوى«اتقوا الله في هذا الوطن»، معتبرا أنهم قاموا بإصابة الوطن بالإحباط واليأس.

التحرير المصرية في

07/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)