حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يمتنع عن العمل ويتهم المنتجين بالازدواجية

نبيل الحلفاوي: نسيت التمثيل وتفرغت لمتابعة الأحداث

القاهرة - المعتصم بالله حمدي

 

فنان قدير وعاشق للفن، فهو يمتلك كاريزما خاصة وحضوره طاغٍ في الأعمال التي يشارك فيها، وهو متوقف حالياً عن التمثيل لرفضه بعض الأساليب التي تنتهجها شركات الإنتاج، لذلك قال لنا “نسيت أنني ممثل”، وكان نشاطه السياسي من خلال “تويتر” ملحوظاً في الفترة الماضية، وهو يرى أن ذلك الأمر طبيعي لأنه مهموم بقضايا وطنه، إنه الفنان نبيل الحلفاوي الذي تحدث معنا بصراحة شديدة معترفاً بأن قرار اعتزاله مرهون بقدرته علي العطاء .

في البداية حدثنا عن جديدك الفني .

لا توجد مشاريع جديدة أشارك فيها خلال الفترة المقبلة، وما زلت أنتظر أعمالاً فنية تستحق أن أقدمها لجمهوري .

·         لكننا سمعنا عن مشاركتك في أكثر من عمل فني خلال الأيام الماضية؟

كل ما ينشر في وسائل الإعلام عن أعمال تخصني لا أساس له من الصحة، فأنا أسمع عن أخبار غريبة تؤكد موافقتي على بطولة مسلسلات وأفلام وهذا الكلام غير حقيقي .

·         هل تراجعت أسهمك عند شركات الإنتاج رغم مكانتك الفنية الكبيرة؟

الموضوع ليس كذلك لأنني بالفعل أتلقى عروضاً من شركات الإنتاج لكنني لا أوافق عليها .

·         ما الأسباب التي تجعلك ترفض هذه الأعمال؟

موضة تخفيض الأجور التي تنتهجها بعض شركات الإنتاج لا تعجبني ولذلك أرفض التقليل من شأني والموافقة على بعض الأجور الهزيلة التي تعرض عليّ .

·     سياسة تخفيض الأجور تتماشى مع الأوضاع الاقتصادية الحالية وضعف فرص تسويق الأعمال الفنية . . وكان عليك أن تتقبل الوضع . . فلماذا تعترض؟

أؤيد هذه السياسة لو طبقت على الجميع، فأنا أعمل بالفن لأنني أعشقه والأمور المادية لا تشغلني كثيراً، ولكن عندما أجد بعض الأسماء تتقاضى الملايين وترفض تخفيض أجرها جنيهاً واحداً في الوقت الذي تخفض شركات الإنتاج أجور البعض بشكل قياسي فهذا الأمر لا يمكن أن أقبله .

·         لكنك بهذا الشكل يمكن أن تتوقف عن العمل؟

صدقني خلال الأيام الماضية نسيت أنني ممثل وأعيش معظم الوقت متابعاً للأحداث التي تجرى من حولي، وأشارك برأيي عن طريق “تويتر”، وطالما جهات الإنتاج تكيل بمكيالين فأنا ممتنع عن العمل، وهذا الأمر لا يشغلني لأنني إنسان صاحب موقف ولا يمكن أن أرضخ لضغوط البعض .

·         هل تتوقع أن تحدث طفرة حقيقية للفن المصري خلال المرحلة المقبلة؟

هذا يتوقف على دور قطاعات الإنتاج الحكومية في دعم الفن لأن ترك الأمور للقطاع الخاص الباحث عن الربح في المقام الأول يعد أمراً غير مقبول .

·         كيف ترى شكل الفن في ظل التغيرات على الساحة المصرية خلال الفترة الحالية؟

لا يزال الوقت مبكراً للحكم على طريقة التعامل مع الفن المصري لكنني متأكد من أن الفن الراقي سيسود وهذا أملنا جميعاً .

·         بما أنك تتابع الأحداث الحالية عن قرب . . كيف ترى تغطية وسائل الإعلام لها؟

للأسف لا تزال لعبة المصالح تفرض نفسها على الساحة الإعلامية والمفروض أن تلتزم الصحف والفضائيات بالمهنية لأن موضوعيتها ستكون الفيصل في استمراريتها .

·         لماذا دهش البعض من بروز ميولك السياسية مؤخراً؟

هناك من يظن أن الفنان لا يشعر بمحيطه الخارجي، والحقيقة أننا جزء أصيل من المجتمع ولا بد أن يتواصل مع طموحات الإنسان وإحباطاته ونعبر كذلك من خلال أعمالنا عن واقعه الحقيقي .

·         هل أنت متفائل بالواقع المصري؟

نعم والشباب هم كلمة السر في مستقبل أفضل، ومثلما قاموا بالثورة يستطيعون المحافظة عليها واستكمال المشوار الصعب الذي يواجه تحديات كبيرة .

·         لو عرض عليك الظهور كضيف شرف في عمل فني قائم على الشباب فقط . . هل تقبله؟

بالطبع ما دمت سأدعمهم وما داموا يقدمون رسالة هادفة من خلال هذا العمل .

·         متى يمكن أن تفكر في الاعتزال؟

إذا وجدت نفسي غير قادر على العطاء .

الخليج الإماراتية في

05/04/2012

 

«واحد صحيح»..

«بفكّر في اللي ناسيني وبنسى اللي فاكرني»

زياد عبدالله 

يمكن أن توضع كلمة «الحب» هكذا بين مزدوجين، لنقول عنها إنها الكلمة المفتاح في كل ما سنشاهده في الفيلم المعروض حالياً في دور العرض المحلية «واحد صحيح» للمصري هادي الباجوري في أولى تجاربه الإخراجية، طبعاً بكل تعقيدات هذه الكلمة وبساطتها في الوقت نفسه، واحتفاظها على الدوام بذاك السحر المتعلق بتلك الكيمياء العجيبة بين الرجل والمرأة.

فيلم «واحد صحيح» مليودراما عاطفية، تضعنا حيال علاقات اجتماعية متأسسة بين أفراد ينتمون إلى طبقة غنية متعلمة، ليس لها أن تكون إلا البرجوازية المصرية، حيث علاقات الصداقة والحب منفتحة، وغير خاضعة لأي من عوائق التقاليد والأحكام المؤطرة مسبقة الصنع، لا بل إن جميع من في الفيلم يعيشون حياة عصرية، كما أن الفيلم يتحرك في فضاء أمكنة الأثرياء بين المكاتب والبيوت الفاخرة أو الفلل وأماكن السهر من نوادٍ ليلية ومطاعم وحانات فخمة، وغير ذلك من عوالم متأسسة لتلبية احتياجات نمط عيش حر ومرفّه.

نعود إلى الأحداث، وللدقة عليّ أن أقول «العلاقات» بدل «الأحداث»، فالفيلم أولاً وأخيراً ليس إلا تمركزاً حول عبدالله (هاني سلامة) والعلاقات المنسوجة معه، المتشابكة والمتشعبة والتي سرعان ما ستتضح وينفرط عقدها في النهاية، فهو شاب ناجح، وله أن يكون شخصية عامة ما لم نقل «سوبر ستار»، ولعل أغنية وردة «في يوم وليلة خدنا حلاوة الحب كله» التي تتردد في الفيلم حين تنشأ علاقة بين عبدالله وتلك الدكتورة المتزوجة، والتي يكون زوجها مثلياً، ستدفعني الى الاستعانة بالأغاني لتسليط الضوء على الكيفية التي تم التأسيس فيها للعلاقات التي تشكل رهان الفيلم الأساسي وربما الوحيد!

الدكتورة سابقة الذكر لن تكون إلا مخاطبة لحواس عبدالله، إنها امرأة الشهوات والجنس، وبالتالي فإن حلاوة الحب تؤخذ في ليلة واحدة، ومن ثم تتكرر وعبدالله يقول إنه لم يعاين هكذا أحاسيس من قبل، وإلى جانبه تأتي المذيعة مريم التي لنا أن نصفها بالزوجة المثالية، والتي تحظى بمساندة أم عبدالله، لكن عبدالله ليس في وارد أن يقع في غرامها وهو يعرف في قرارة نفسه انها امرأة مثالية، مريم تشارك زميلها كريم في العمل كل مشاعرها تجاه عبدالله، بينما كريم متيّم بها على مبدأ أغنية لزياد الرحباني تقول: «كل الاشيا الحلوة فيكِ بتعطيها ألو وما بتعطيني شي إلا انو تبكي عندي لم بتزعلوا»، وصولاً إلى المرأة الثالثة (كندة علوش) في حياة عبدالله، حب حياته الحقيقي، المستعد لخاطر عينها أن يتخلى عن كل شيء، وهي كل النساء في امرأة واحدة، الضائعة منه منذ أكثر من خمس سنوات والتي يصادفها في السينما، لكنها مسيحية وهو مسلم، وهي امرأة ملتزمة بدينها، رغم أن والدها هجر أمها وتزوج من امرأة مسلمة، وهي اختارت له اسم «عبدالله» حين أسلم، إنها حب حياته المستحيل.

وفي مواصلة الأغاني يمكن اعتماد أغنية محمد عبدالوهاب «بفكر في اللي ناسيني وبنسى اللي فاكرني» كسطر ناظم للعلاقات التي نتعرف اليها في الفيلم، دون أن ننسى رابع امرأة في حياة عبدالله والتي نحسبها صديقة فقط (بسمة)، وهي التي يروي لها عبدالله كل شيء، وهي في الوقت نفسه زوجة أعز أصدقائه وشريكه في العمل والحياة.

فيلم «واحد صحيح» يقترح مقاربة نقدية تعتمد على الأغاني بدل النقد، والشعور بأن الفيلم كما يشاهد المرء مئات الأفلام وتفارقه ويفارقها المشاهد بمجرد مغادرته مقعده في صالة السينما، مستعيداً هنا ما يقوله انطونيويني: «لابد من وجود سبب لكل فيلم»، الأمر الذي يتعثر العثور عليه مع «واحد صحيح».

الإمارات اليوم في

05/04/2012

 

آل باتشينو وجوليت بينوش في دورين ثانويين

«ابـن لا أحـد».. فيلم يبحث عن نسب ضائع

زياد عبدالله 

يضعنا فيلم The Son of No One «ابن لا أحد» المعروض حالياً في دور العرض المحلية في ورطة سينمائية تعتمد على إيهامنا بأن الفيلم يريد أن يقول لنا شيئاً خارج الإطار التشويقي الذي يجلدنا به، لا بل إن إيقاعه البطيء يعزز من هذا الشعور ونحن نتابع شخصيته الرئيسة جوناثان وايت «تشانيغ تاتوم» تعيش مآزقها القادمة من ماضٍ يمضي جنباً إلى جنب مع حاضر الفيلم، وليكون الماضي هو المكان الذي ستأتي منه كل الكوراث التي يستغرق الفيلم طويلاً ليكشف النقاب عنها.

الاستنتاج الذي بدأت به يأتي من نهاية الفيلم الذي كتبه وأخرجه ديتو مونتيل، والتي ستكون خيانة لكل ما يسعى المشاهد الحصيف أن يجمعه في سياق مشاهدته، بمعنى أن شعوراً ما يأتي بأننا حيال مقولة متعلقة بفقراء نيويورك ومصائرهم التي لن تكون إلا مأساوية، أو تحالف كل شيء ضدهم، بما يجعل من وايت الناجي الوحيد من مصير الجريمة والجنون والمخدرات لا لشيء إلا لأنه أبيض، بينما كل من حوله من «الملونين»، وهذا تماماً ما يحدث في الفيلم، لكن دون أن يخرج ذلك عن الإطار التزيني، طالما أنه لم يستخدم درامياً، ولم يأبه أحد بتسجيل مقولة في هذا الخصـوص.

تعديلات

ليس لدي معلومات في شأن ما سأورده، لكن وبالاعتماد على حدس درامي أو نقدي، إن صح الوصف، فإن فيلم «ابن لا أحد» يدفعني الى القول إنه تعرض لتعديلات كثيرة حتى صار على ما هو عليه، بمعنى أن بنية الفيلم وكل ما نشاهده في ثلثيه لا علاقة له بالثلث الأخير في الفيلم، فما سيكون المشاهد حياله هو نبش بشكل أو آخر لما على مدينة مثل نيويورك أن تكون عليه، أو التأسيس لقصة على ارتباط بالعنصرية والفقر والفساد تحت مظلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فحاضر الفيلم سيكون في عام ،2002 أي بعد عام على تلك الأحداث، بينما الماضي فسيكون عام ،1986 ومصير وايت أو «ميلك»، كما يطلق عليه جيرانه في«كوينزبورو»، سيكون على النقيض تماماً من مصائر جيرانه أو صديقه فيني (بريان كيبلبرت) الزنجي الذي يكون شاهداً على كل ما اقترفه وايت، فبينما يصبح وايت شرطيا، يمضي فيني حياته في مصح، ومن ثم توهب حياته للضياع والعطالة.

وايت ولأنه أبيض سينجو بأفعاله، فماضيه الذي يمضي جنباً إلى جنب مع حاضره سيخبرنا بأنه أقدم على قتل شخصين، وبمساعدة صديق والده أو شريك والده المحقق تشارلز ستانفورد «آل باتشينو» ستطوى صفحة الجريمتين وينجو وايت بفعلته، وسرعان ما سيستيقظ هذا الماضي من خلال رسائل تصل وايت وإقدام الصحافية لورين (جوليت بينوش) على فتح الملف مجدداً، وعليه فإن حياة وايت ستكون على المحك، هو المتزوج والأب لابنة.

ليس هدفي من الادعاء بأن السيناريو تعرض لتعديلات إلا توضيح ما سيصير عليه الفيلم حين يصل مأزق وايت ذروته، ولنكون في النهاية أمام فيلم يخون كل ما اعتقدت أن الفيلم ماضٍ خلفه، فهو ليس أكثر من فيلم يتناول فساد الشرطة وما أكثرها من أفلام، لا بل إن كثرتها لا تسعفني بأن اتذكر عنواناً واحداً منها، وليكون الأمر مغرياً أكثر فإن الشرطة ستبدو تماماً كما المافيا تعتمد العائلية، لا بل إن رئيس وايت سيصفها بالعائلة التي لا تفرط بأولادها مهما اقترفوا من جرائم وانحرافات.

أصل نهاية الفيلم التي تبدو مضحكة في منطقها، فمع كل ما تقدم يبدو الأمر فقط مسعى ليواصل وايت حياته، كل من يموت ويقتل يكون في خدمة هذا الغرض، ولعل مقاربة ذلك بمنطق درامي حصيف سيدفعني الى القول إن ما يحدث على سطح البناية التي يقتحمها وايت في اللحظة الأخيرة لينقذ صديقه فيني أمر يستدعي التوقف مطولاً، بمعنى أن التوقع المنطقي وكل ما سبقه من خيانات وأفعال لا تحكمها إلا مصالح ضيقة يفترض أن تقود إلى تلك النهاية التراجيدية الإغريقية، بمعنى أن يقتلوا جميعاً لأنهم جميعاً لا يستحقون الحياة، فإذا بعبقرية السيناريو تتمركز حول هدف سخيف يتمثل بنجاة وايت، وليبقى ستانفورد مخلصه شاء أم أبى، لا بل إن مواصلة وايت الحياة ستكون بمنتهى النذالة.

فيلم محيّر

لا يفوتني القول أيضاً إن إسهام كل من آل باتشينو وجوليت بينشو لا معنى له في هذا الفيلم إلا من باب اسميهما، فقد فات المخرج حتى أن يستثمر قدراتهما، ولو حتى في دورين ثانويين، إنه فيلم محير حقاً، مثلما يوصف من هو بين الطفولة والمراهقة فتكون ثيابه تنتمي للعمر المحير، فهو لم يقدم لنا بطلاً على الطريقة الهوليوودية في شخصية وايت، حتى نقبل تلك النهاية السخيفة، وليكون الفيلم بالنهاية ليس إلا قفزة في الهواء، ولا يختلف في شيء عن أفلام تترك لك شخصيتين ثانويتين، يتضح في النهاية أنهما من يحركان كل شيء، أولى الشخصيتين هي رئيس وايت في الشرطة، والذي سيتضح في النهاية أنه رمز الفساد واللاعب الرئيس في كل ما كان يحاصر وايت، وبينما تشكل أخت فيني الشخصية الثانية، والتي ستكون الشاهد المنسي أو المخفي على ما اقترفه وايت حين كان فتى صغيراً، وبالتالي فيمكن التفكير بها بوصفها كاتبة الرسائل، والتي تختمها برسالة لا معنى لها، لا من قريب ولا بعيد، فبعد أن خربت حياة وايت فإذا بها تكتب «واصل حياتك يا ميلك»، كما لو أنها لم تفعل شيئاً، كما الفيلم نفسه الذي يمكن اعتبار وجوده مثل عدم وجوده، ففي النهاية لا شيء مما أوحى به الفيلم سيبقى، ولعل عنوان الفيلم معبر في هذا الخصوص، فالفيلم ابن لا أحد، أو ابن حرام في مسعى لترجمة العنوان بما يتناسب والمحتوى.

الإمارات اليوم في

05/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)