حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مع جمال الدلالي مخرج "صالح بن يوسف.. جريمة دولة"

تونس - صالح سويسي

 

يعتبر المخرج التونسي جمال الدلالي المقيم بالعاصمة البريطانية لندن واحد من أهمّ مخرجي الفيلم الوثائقي على المستوى العربي، كما بدأ يخطو أولى خطواته عالميّا من خلال أعمال تطرح قضايا الأقلّيات في المجتمعات الغربية. قدم للمكتبة السينمائية الوثائقية عددا هامّا من الأعمال تناولت مواضيع مثل العنصرية والزواج المختلط والإسلاموفوبيا.. كما قدم أعمالا كرّم من خلالها عددا من الشخصيات التاريخية التونسية مثل محمد المنصف باي وفرحات حشاد وأخيرا صالح بن يوسف. فاز مؤخرا بالجائزة الثانية في المسابقة الدولية للأفلام الوثائقية في مهرجان بغداد السينمائي الدولي عن شريطه "الحب والموت".

في هذا الحوار حديث حول تجربة جمال الدلالي في إخراج الأعمال الوثائقية، وعن فيلمه الأخير عن الزعيم صالح بن يوسف ورأيه السينما الوثائقية التونسية. وقد كنا نشرنا هذا الحوار سابقا ونعيد نشره بمناسبة الانتهاء من فيلم "صالح بن يوسف.. جريمة دولة" والذي ستعرضه الجزيرة الوثائقية هذا الأسبوع

********

·         يبدو أنّك تخصصت في أعمال تُعنى بسيَر المناضلين الذين أغفلهم الخطاب الرسمي في تونس، أو تعمّدت أنظمة سابقة طمس تاريخهم؟

مع أنني لست ضد التخصص من ناحية المبدأ، لكن ما تفضلت به لا يعدو أن يكون ظاهر الأمر حيث أنني قمت بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية الأخرى التي ترتبط بالوسط الذي أعيش فيه، وأعني بذلك واقع الأقليات في الغرب، فتناولت مواضيع مثل الإسلاموفوبيا، التمييز العنصري، الزواج المختلط، الإبداع والتميّز.. أما التطرق إلى سير المناضلين فهي محاولة لرد جميل هؤلاء على جيل ما بعد الاستقلال وأنا واحد منهم. وكذلك هي محاولة متواضعة للإسهام في قراءة جديدة لتاريخنا المحاصر والذي لم نقرأه ونطلع عليه إلا من خلال مصدر وحيد،  وأعني بذلك الرواية الرسمية للأحداث.  قد يكون التاريخ ضحية الأيديولوجيات أو المصلحة أو الجهل أو النرجسية، ولكن الضمانة الوحيدة لمقاربة الحقيقة هو أن تجتمع لدينا مختلف الروايات والقراءات وبعد ذلك سيقع ما يمكن تسميته بـ "الانتخاب الطبيعي" أي البقاء للرواية الأصح والأوثق.

·         هل هو الهاجس الفنّي الإبداعي فقط ما يحرك فيك هذا التوجه أمّ أنّك ترى في ذلك واجبا وطنيا ودورا نضاليّا؟

 لا يجب أن يغيب الهاجس الإبداعي عن أي عمل فني ولكنني لا أؤمن بمقولة "الفن من أجل الفن"، الفن يجب أن يكون خادما لقضية وذا محتوى أو مضمون رسالي قيمي.  وكما أسلفت، شخصيا أحمل هاجس رد الجميل وتقديم إضافة وزاوية أخرى لقراءة الأحداث، وهنا لا يمكن فصل الإبداع عن الواجب والدور.. وأعتقد أن مدى النجاح أو الفشل في ذلك هو مدى المواءمة بين المضمون والإبداع.. بين الجوهر والصورة.. وخلاصة القول إذا أردت أن تخدم قضية يجب أن تختار الشكل الإبداعي المناسب

يرى البعض أنّ الاشتغال على الأفلام الوثائقية يتطلّب الكثير من البحث والقراءة والاطلاع بمعنى أن انجاز الشريط الوثائقي مرهق وليس من ورائه ربح كبير، كيف تنظر لهذا الطرح؟ المهم أن تفعل الشيء الذي تحبه وتقتنع به.. أما الجهد والوقت والمال فهم من لزوميات العمل الناجح. كما وجب التنويه أن العمل الفني عمل جماعي وأحد عوامل ومقاييس نجاحه هو تصريف الجهد الجماعي بشكل يجعل منه عامل دفع وتميز.  ما يعجبني في الوثائقي أنه يحاول قدر الإمكان محاكاة الحقيقة والواقع ولذلك تتضاءل إلى الحد الأدنى كل المؤثرات "التجميلية". وفي هذا السياق، أعتقد أن الجزيرة الوثائقية قد نجحت إلى حد كبير في أن تجعل من الوثائقي العربي صناعة وأعادت له بعضا من المكانة على خارطة البرامج التلفزيونية والعروض السينمائية..  ولذلك شهدت السنوات الأخيرة كمّا متناميا من المهتمين بالوثائقي وانخراطا أكبر من ناحية الإنتاج. وفي النهاية الوثائقي بالنسبة لي متعة تستحق عناء الجهد والوقت والمال.

·         في شريطك الجديد"صالح بن يوسف..  جريمة دولة" تناولت الموضوع توثيقيّا وروائيّا، وتسعى لتقديم عملٍ يحمل الشقيّن معا، لماذا كان هذا الاختيار؟ ألم يكن كافيا أن تشتغل على الجانب التوثيقي فحسب؟

البداية كانت مع فيلم "محمد المنصف باي.. نهاية عرش" وتتواصل الآن مع فيلم "صالح بن يوسف" وفي التجربتين كان الجانب التمثيلي أو إعادة تمثيل مشاهد معينة خادما للوثيقة ورواية الأحداث. فليس هناك تعارض بين الاثنين إذا كانت الرؤية الأساسية للعمل هي أن يحافظ على طبيعته الوثائقية وقد عملت مع الزميلة المخرجة إيمان بن حسين لتكريس هذا التكامل.. هناك أحداث مفصلية ولحظات فارقة في حياة صالح بن يوسف ارتأينا أن لا نكتفي في سردها بالشهادات وأنْ نستعين بوسيلة إيضاح يمكن أن تنقل المشاهد إلى جو تلك اللحظات وتجعله يعيشها بكل تفاصيلها.  فالأمر لا يُؤخذ من زاوية المفاضلة ولكن من باب التكامل وخدمة للهدف الأساسي وهو تسليط الضوء على أحداث معينة ونقل المشاهد إلى جوّها وملابساتها.

·         إذن هل يمكن اعتبارها خطوة أولى في طريق إخراج الأعمال الروائية؟

 ربما..  ولمَ لا؟؟ على كل حال مازلت منهمكا في مشاريعي الوثائقية التي أوليها كل اهتمامي الآن.

·         كيف يرى جمال الدلالي المخرج التونسي المقيم في لندن واقع السينما الوثائقية في تونس؟ وما موقعها عربيّا ودوليّا؟

أصدقك القول، رغم التهجير أحاول قدر الإمكان متابعة الحركة السينمائية في تونس ومنها السينما الوثائقية، قد بدأت أكتشفها عن قرب بعد ثورة  14 يناير، ولكن عموما تعتبر التجارب التونسية رائدة ومتميزة في الوطن العربي،  ولعلّ التحدّي الأهمّ  أمامها الآن لمزيد من الانتشار هو فك الارتباط العضوي سواء من ناحية التمويل أو المواضيع المطروقة بالجانب الفرنسي وكذلك البعد عن الشحن الأيديولوجي الصادم لهوية البلاد.

الجزيرة الوثائقية في

05/04/2012

 

''ذات مرة في الأناضول'' في افتتاح أيام المتوسطي

ضاويـة خلـيـفـة – الجـزائـر 

افتتح الفيلم التركي ''ذات مرة في الأناضول'' للمخرج نوري بيلج سيلان، أيام الفيلم المتوسطي الذي رفع من خلاله المنظمون شعار ''المتوسط أرض السينما''، حيث يميز هذا اللقاء السينمائي المتوسطي الذي يضاف إلى جملة الأنشطة التي دأبت على تنظيمها دائرة السينما و السمعي البصري بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، يميزه عرض 18 فيلما روائيا طويل إلى غاية 7 من أبريل الجاري بقاعة كوسموس بديوان رياض الفتح بالعاصمة.

وقد بارك جموع السينمائيين من ممثلين و مخرجين هذا المجمع السينمائي كون مثل هذه التظاهرات والمهرجانات السينمائية قليلة و نادرة نوعا ما، فأيام الفيلم المتوسطي ستمكن الجمهور الجزائري من متابعة جديد السينما العالمية و الاستمتاع بأحسن العروض السينمائية التي توجت في أكبر المحافل وأهم المهرجانات الدولية كالفيلم الفرنسي ''الفنان'' الحائز على خمس جوائز أوسكار.

بانوراما سينمائية من على أرض المتوسط 

هذا تبعث أيام الفيلم المتوسطي خلال عمر التظاهرة 18 فيلما روائيا، حيث ستكون الضفة الجنوبية ممثلة بالفيلم المغربي ''الأندلس يا لحبيبة'' لمحمد نظيف، ''ديما براندو'' لرضا الباهي، ''دمشق مع حبي'' للسوري محمد عبد العزيز، و الفيلم الجزائري''نورمال'' لمرزاق علواش، و من فلسطين ''حبيبي راسك خربان'' لسوزان يوسف، ''الخروج من القاهرة'' لهشام الصاوي، و من لبنان ''رصاصة طايشة'' لجورج الهاشم، و من الضفة الشمالية سيكون الموعد مع الفيلم الفرنسي الصامت المتوج بخمس جوائز أوسكار ''الفنان''  لميشيل هزانافيكيوس، و ''تيرافارما'' للايطالي ايمانويل كريياليز، ''سوناتة صامتة'' لجانيز بورغر من سلوفينيا، و من اسبانيا ''الخبز الأسود'' لأغوستي فيلارونغا، و ''مونتيفيديو طعم الحلم'' للصربي ''دراغان بييلوغليك، أما السينما اليونانية ستكون ممثلة في أيام الفيلم المتوسطي بفيلم المخرج المخرج قسطانطين جياناريس و الموسوم ب ''رجل في البحر''، و ''فيش آند شيبس'' لالياس ديميتريو من قبرص، ''72 يوما'' لدانيلو سيربيدزيا و هو إنتاج مشترك بين كرواتيا و صربيا، ''سيركوس كولومبيا'' لدانيس تانوفيتش، و لأول مرة مشاركة السينما الألبانية بفيلم ''الصفح'' للمخرج بوجار أليماني، بالإضافة إلى الفيلم التركي الذي وقع الافتتاح ''ذات مرة في الأناضول'' لنوري بيلج سيلان.

وإلى جانب العروض السينمائية التي تحتضنها قاعتي ألفا و بيتا بسينما كوسموس بالعاصمة، تم برمجة بفيلا عبد اللطيف دروس سينمائية لفائدة المخرجين السينمائيين الشباب و طلبة بعض المعاهد السينمائية كالمعهد العالي لفنون العرض و السمعي البصري ببرج الكيفان و أولاد فايت، و سيشرف على هذه الدروس بشكل يومي عشر مخرجين ممن سيحضرون عرض أفلامهم و كذا تأطير الشباب السينمائي المستفيد من هذه الورشات، كالمخرج التونسي رضا الباهي و المغربي محمد نظيف، اللبناني جورج هاشم، و الاسباني أغوستي فيلارونغا و آخرون.

وحرصا منها على تقديم متعة سينمائية للجمهور و اطلاعه على جديد السينما العالمية برمج المنظمون عرضين لكل فيلم، حيث سيتبع العرض الأول بعرض ثاني في اليوم الموالي و في ساعات مختلفة.

''ذات مرة في الأناضول'' قصة واقعية بأبعاد فكرية ولغة سينمائية 

انطلاقة أيام الفيلم المتوسطي كانت بحضور المخرج التركي نوري بيلج سيلان الذي تابع عرض فيلمه المتوج بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائي في دورة العام الماضي وسط جمهور جزائري، وقد أكد بيجلان في حديثه للجزيرة الوثائقية أن انجاز هذا الفيلم لم يكن سهلا بل كان تحديا كبيرا كونه اشتغل على تفاصيل دقيقة، فقصة الفيلم التي تمتد على 12 ساعة اختصرها المخرج و قدمها في ساعتين و نصف، واصفا كتابة سيناريو ''ذات مرة في الأناضول'' المستوحي من قصة واقعية بالتحدي الأكبر،

أحداث العمل الذي جمع بين البعد  الفلسفي و الفكري و الإبداعي، و الصناعة السينمائية، تدور في بلدة صغيرة واقعة بالأناضول يتقاسم بطولاتها طبيب، محامي و عدد من ضباط الشرطة، الذين يحققون في جريمة قتل غامضة في سهول الأناضول، و بعد أن تبدأ التحريات التي تشمل المنطقة الريفية و التي اتخذها المخرج موقعا للتصوير، تنتهي هذه التحريات باعتراف مرتكب الجريمة بفعلته، و بعدها يدل المحققين على مكان الجثة، فيشكل على اثر ذلك فريق بحث، مكون من ضابط، وطبيب، ومدعٍ عام وسائقين، وموظفي دولة، وقوات الشرطة السرية لتمشيط المنطقة، و تبدأ رحلة البحث في سهول الأناضول في بلدة ''كيشكين''، وبعد ساعات طويلة من البحث يقودهم القاتل إلى مكان مجهول لأن لحظة ارتكابه للجريمة كان مخمورا ولا يتذكر المكان بالتحديد، و يزداد عنصر الإثارة و التشويق عندما يتفاعل أعضاء فريق البحث مع بعضهم، ويتطرقوا لموضوعات مختلفة عن الموت، والانتحار، والقيم الإنسانية و الأخلاقية، وماضيهم الشخصي، وأعمالهم، ويسهم الحديث الموسوم بلحظات الخوف والقلق في التعرف على جوانب سلبية في حياة كل شخص من هؤلاء

وقد اعتمد المخرج نوري سيلان على مشاهد تطول فيها عملية البحث ليدخل المشاهد إلى دهاليز القصة الحقيقية و يشعره بصعوبة الوصول إلى الحلول و الحقائق، فهذا ما يبرر طول مدة فيلم المخرج التركي الذي تعمد على الشفرات و أراد من المشاهد فكها كما بدا في بعض المقاطع و الأحاديث التي تتطلب التمعن و التركيز.

الجزيرة الوثائقية في

05/04/2012

 

انطلاق مهرجان اسطنبول السينمائي

اسطنبول – عاصم الجرادات 

انطلقت فعاليات مهرجان اسطنبول السينمائي في دورته الحادية والثلاثون تحت إدارة مؤسسة الثقافة والفنون في إسطنبول والتي تستمر لغاية 15 أبريل - نيسان الجاري، وتم عقب الافتتاح عرض فيلم "The Deep Blue Sea" للمخرج "تيرنس دافيس" الذي تم تكريمه عن مسيرته الفنية خلال حفل الافتتاح الذي أقيم في صالة لطفي كيردار، وسيضم المهرجان حوالي 200 فيلم موزعة على 22 فعالية، وكرم المهرجان عدد من رموز السينما التركية من بينهم سيفين أوكياى أول ناقدة سينمائية فى تركيا والمخرج السينمائى "علي أوزغنتورك" والذي يعد من رواد جيل الثمانينات في صناعة السينما التركية، بالإضافة إلى الممثلة الكوميدية أيسن جرودا والممثل "هاليت اكتشتبه"  بمناسبة مرور 69 عاماً على مسيرته الفنية بصناعة السينما التركية، حيث بدأ التمثيل وهو فى سن الخامسة من عمره.

تعد فعالية المسابقة الدولية من أهم هذه الفعاليات حيث يتنافس 11 فيلماً على جائزة التوليب الذهبي، وأبرز هذه الأفلام فيلم "قيصر يجب أن يموت" الفائز بجائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين هذا العام، في حين يتنافس 12 فيلماً تركياً على جائزة التوليب الذهبي الخاصة بالأفلام التركية. وفي ذات الوقت يفرض الفيلم الوثائقي نفسه كملك من غير تاج حيث سيعرض حوالي 12 فيلماً وثائقياً تركياً انتاج عامي 2011 / 2012. وبالإضافة إلى ذلك يتواجد الكثير من الأفلام الوثائقية العالمية

الحضور العربي

يتجسد الحضور العربي في فعالية أفلام الثورة حيث تسيطر السينما العربية على مجمل هذه الفعالية التي تضم 9 أفلام، وهناك خمسة أفلام عربية الانتاج والمضمون في حين هناك فيلمين عربيي المضمون. حيث يعرض فيلم "في ظل الرجل"   الوثائقي للمخرجة المصرية "حنان عبد الله" هذا الفيلم الذي لاقى إقبالاً وإعجاباً في مهرجان برلين الأخير ويقدم الفيلم صورة مُركزة ومتمعنة في الحياة اليومية للنساء في مصر، ويُلقى الضوء على نساء تقود المظاهرات، وتحشد لها وتواجه عناصر الأمن، وهناك كذلك في ذات الفعالية فيلم الديمقراطية: حالة طوارئ انتاج عام 2006 للمخرج "وائل عمر"، ويشارك كذلك الفيلم الوثائقي التونسي "لا خوف بعد اليوم" بعد المشاركة الخاصة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، للمخرج السينمائي الوثائقي مراد بن الشيخ، يعرض الفيلم لحظة تاريخية تونسية هي الثورة التي أطاحت بالنظام السابق. ويتحدث الفيلم عن سقوط حاجز الخوف من خلال متابعة شخصيات مناضلة من الواقع.  وفي نفس الموضوع  قدم المخرج التونسي الياس بكار فيلمه "كلمة حمراء" الذي كان قد اُختير ضمن أفضل 20 فيلماً وثائقياً لسنة 2011 ، وعُرض في العديد من المهرجانات منها كوبنهاغن وغوتبرج ومونوريال، ويتحدث الفيلم عن لحظات مفصلية في مسار الثورة التونسية من 18 كانون الثاني 2011 إلى سقوط حكومة الغنوشي في تونس العاصمة وتالة وسيدي بوزيد والقصرين والرقاب وصفاقس وقرقنة والرديف. وبعيداً عن مصر وتونس يعرض فيلم ليلى والذئب للمخرج اللبنانية هيني سرور يتناول الفيلم  دور النساء الفلسطينيات واللبنانيات في كفاحهن الوطني

وضمن فعالية أفلام ضد الاكتئاب يُعرض الفيلم التسجيلي الطويل الفرنسي الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الدوحة «العذراء والأقباط وأنا»، إخراج المصرى الأصل نامير عبدالمسيح.

ويذكر أنه ستقام على هامش المهرجان ندوات حوارية وورش عمل وحفلات موسيقية وغيرها من الفاعليات الثقافية والسينمائي.

الجزيرة الوثائقية في

05/04/2012

 

مهرجانات السينما، والإتحاد الدوليّ لجمعيات الافلام

صلاح سرميني ـ باريس 

في قراءةٍ سابقة، كتبتُ بأنّ الإدارات المُتعاقبة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي تُروّج معلوماتٍ خاطئة عن علاقتها الأسطورية مع "الإتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام" في باريس، وأكثرها تهويلاً، بأنه واحدٌ من 11 مهرجاناً مُعترفاً به في العالم .

(الرقم الصحيح هو 14 بمسابقةٍ دولية، 28 بمسابقةٍ متخصصة، 4 بدون مسابقة، 5 مهرجانات أفلام قصيرة، وتسجيلية).

ويندرجُ تحت هذا الخطأ مبالغاتٍ من نوع

إعتراف دوليّ، شرعيةٌ دولية، أهمّ مهرجان في العالم بعد...، مهرجان من الفئة أ، مهرجان من الدرجة الأولى...، ...

وتميل هذه التهويمات إلى منح الإتحاد صلاحية الوصاية على المهرجانات، وسلطةً عُظمى لا نعرف حدودها، كأن يوافق/أو لا يوافق على تأجيل دورة ما، يمنح/ أو لا يمنح الشرعية الدولية، يتدخل/أو لا يتدخل في مواعيد المهرجانات، علماً، بأنّ هذه النقطة بالذات، هي، في كلّ الأحوال، شأن داخلي.

ومن بديهيات تنظيم المهرجانات، بأن تكون دورية (وإلا أصبحت حدثاً سينمائياً، أو تظاهرة)، ومن الطبيعي أيضاً، بأن تحافظ على مواعيد ثابتة في شهرٍ محدد مع فارقٍ في بعض الأيام، حيث ترتبط مواعيد مهرجانات السينما في العالم بتفاصيل تقنية، وتنظيميّة بحتة لا علاقة لها بالإتحاد، وإنما بالفنادق، شركات الطيران، الرعاة، وحتى الأخذ بعين الإعتبار حالات الطقس، والمناخ، والأحداث المهمّة المُفترض انعقادها في نفس الفترة (من المُستحيل، على سبيل المثال، التفكير بإنعقاد مهرجانٍ ما في بلدان الخليج خلال شهور الصيف)، وتعكس المحاولات السابقة للتنسيق بين مواعيد المهرجانات العربية مصالح إنتهازية أكثر منها دراسةً معمّقة، ورغبةً حقيقةً في خدمة السينما، وقد أظهرت النتائج عبث تلك الفكرة نفسها، وخيالية تحقيقها، وكان الأحرى بالمسئولين عن هذه المهرجانات الإستفادة من ذاك الوقت الضائع في تحسين الحالة التنظيمية لكلّ مهرجانٍ على حدة، وتطوير برمجتها.

وللردّ على تلك الأوهام التي يُروّجها مهرجان القاهرة، سوف أستعين بالمعلومات المُتوفرة في موقع الإتحاد نفسه.

بدايةً، لا يمتلك الإتحاد صلاحية منح شرعية دولية، أو أهمية، ولكنه يمنح "إعتماداً" للمهرجانات التي تتقدم بطلباتٍ، وتوافق على "ميثاق شرف"(1). 

من جهةٍ أخرى، لا يوجد إطلاقاً (والموقع شاهدٌ على ذلك) قائمة من فئة أ، أو أيّ فئة أخرى، ولا مهرجاناتٍ من الدرجة الأولى، أو الثانية.

هناك، حتى كتابة هذه السطور، 51 مهرجاناً مُعتمداً (وليس 11 كما يُروّج مهرجان القاهرة) موزعة في أربعة قوائم تقنية لا علاقة لها بأهمية مهرجان عن الآخر، وكلّ قائمة منفصلة عن الأخرى، ومرتبة وُفق تاريخ إنعقادها.

ـ المهرجانات التي تتضمّن مسابقةً دولية للأفلام الروائية الطويلة.

COMPETITIVE FEATURE FILM FESTIVALS

FIAPF ACCREDITED FESTIVALS

ويبلغ عددها 14 مهرجاناً، هي :

برلين، كان، شنغهايّ، موسكو، كارلو فيفاري، لوكارنو، مونتريال، فينيسيا، سان سباستيان، وارسو، طوكيو، مار دي بلاتا/الأرجنتين، غووا/الهند، القاهرة(موقع مهرجان القاهرة هو الوحيد حالياً في حالة صيانة).

وتتضمّن هذه القائمة ـ فعلاً ـ بعض أهمّ المهرجانات المهمّة في العالم(1)، ولكنها لا تخلو أيضاً من مهرجاناتٍ لم نسمع عنها من قبل، أو قليلاً، مثل "مار دي بلاتا" في الأرجنتين، و"غووا" في الهند.

يُقال أيضاً، بأنّ الإتحاد يُنسّق، أو يتدخل في تنسيق مواعيد المهرجانات، ومع ذلك، نجد في هذه القائمة فقط، عدداً منها تتداخل في تواريخ إنعقادها، مثل (شنغهاي، موسكو، كارلو فيفاري)، ومن ثمّ (مونتريال، فييسيا)، وأيضاً (وارسو، طوكيو).

وبالإضافة إلى تداخل المواعيد، تتوالى هذه المهرجانات واحداً بعد الآخر، بدون أن يتذمر أحدٌ من الوسط السينمائيّ العالمي.

ـ المهرجانات التي تتضمّن مسابقةُ للأفلام الطويلة، ولكنها متخصصة في بلدٍ معين، تيمة، أو نوع :

 COMPETITIVE SPECIALISED FEATURE FILM FESTIVALS

FIAPF ACCREDITED FESTIVALS

عندما يتخصص مهرجانٌ معين بالأفلام الأولى، والثانية لمخرجيها، هل تنتفي عنه صفة الدولية (هو أصلاً ينتقي أفلامه من كلّ أنحاء العالم)، وعندما يبحث آخرٌ في التوجهات الجديدة للسينما، هل ننزعُ عنه صفته الدولية ؟

هذه القائمة التي تتضمن 28 مهرجاناً، ولا تقلّ أهميةُ عن المهرجانات التي تتضمّن مسابقة دولية، لا تعني بأنها من الفئة ب، أو الدرجة الثانية، لأنه لا يوجد فئات، ولا درجاتٍ أصلاً، ويمكن حصر التيمات التي تهتمّ بها وفق القائمة التالية : .

ـ سينمات أمريكا اللاتينيّة، والأفلام الناطقة بالإسبانية (قرطاجنة/كولومبيا).

ـ العمل الروائي الأول، والثاني (صوفيا/بلغاريا، ترانسلفانيا/رومانيا، بوسان/كوريا الجنوبية).

ـ الأفلام المُتعلقة بالأدب، المسرح، الموسيقى، الرقص، السينما، الفنّ التشكيلي(إستانبول/تركيا). 

ـ أفلام الفانتازيا، والخيال العلمي (بروكسل/بلجيكا، سيتجس/إسبانيا).

ـ أفلام المخرجين الجدد (جيونجو/كوريا الجنوبية، فالانسيا/إسبانيا).

ـ الإتجاهات الجديدة في السينما (سيدني/أوستراليا).

ـ الأفلام الروائية، والتسجيلية من وسط، وجنوب شرق أوروبا (سراييفو/البوسنة، والهرتسك).

ـ الأفلام، والتوجهات السينمائية الجديدة (فركلاو/بولونيا، ستوكهولم/السويد).

ـ الأفلام المُنتجة في أوروبا، آسيا الوسطى، آسيا (المآتة/كازاخستان، تالينا/إستونيا).

ـ الأفلام من بلدان لا تُنتج أكثر من 30 فيلماً في السنة (ترويا/البرتغال).

ـ الأفلام الناطقة بالفرنسية (نامور/بلجيكا).

ـ الأفلام المُنتجة في أوروبا، آسيا الوسطى، الشرق الأوسط (أنطاليا/تركيا).

ـ أفلام المخرجين الجدد (بوغوتا/كولومبيا، تسالونيك/اليونان، تورينو/إيطاليا).

ـ  العمل الأول للمخرجين (مومبي/الهند).

ـ المخرجون الشباب (كيّيف/أوكرانيا).

ـ الأفلام التسجيلية، والعمل الروائي الأول، أو الثاني لمخرجيها (لوس أنجلوس/الولايات المتحدة).

ـ الأفلام المُنتجة في دول البلطيق، آسيا الوسطى، وسط شرق أوروبا، روسيا (مينسك/بيلاروسيا).

ـ الأفلام المُوجهة للشباب (جيجون/فرنسا).

ـ افلام من آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية (كيرالا/الهند).

ـ الأفلام البوليسية، وأفلام الغموض(كورمايور/إيطاليا).

وبغضّ النظر عن ميولنا نحو هذه التيمة، أو تلك، سينما هذا البلد، أو مجموعة من البلدان، فقد عرفت هذه المهرجانات المُتخصصة كيف تكسب تميّزاً خاصاً بها، وهو التوجه الذي أدعو إليه دائماً بضرورة الإبتعاد عن "الهوس الدولي" الذي أحدث منافسةً عقيمةً، وتعيسةً بين المهرجانات العربية، الخليجية منها بالتحديد، الفخورة بإستنساخ بعضها، وكأنّ الخيال توقف عند كلّ ما هو عربي، دولي، أو خليجي، بينما كانت تمتلك فرصةً عظيمةً في التفرّد من خلال الإهتمام بتيماتٍ أخرى تمنحها أصالتها، وتتحول إلى مواعيد لا غنى عن متابعتها، والحصول على أقصى فائدة منها، وأعتقد بأنّ ما يحدث فيها حالياً يشجع على إفساد من لم يفسد بعد من المُنتجين، المخرجين، الصحفييّن، النقاد، والعاملين في الوسط السينمائي.

ـ مهرجانات الأفلام الطويلة بدون مسابقة :

NON-COMPETITIVE FEATURE FILM FESTIVALS 

FIAPF ACCREDITED FESTIVALS

وهنا، يمكن أن نسأل أنفسنا :

هل هذه المهرجانات الدولية بدون مسابقةّ أقلّ شأناً من تلك الدولية بمسابقة ؟

كحال المهرجانات الأربعة المُعتمدة من طرف الإتحاد(هوساوند/النرويج، تورونتو/كندا، فيينا/النمسا، كالكوتا/الهند)، وعشرات المهرجانات الأخرى الغير معتمدة، والتي لم تبحث عن هذا الإعتماد، ولا تهتم به.

ـ مهرجانات الأفلام الروائية القصيرة، والتسجيلية :

DOCUMENTARY AND SHORT FILM FESTIVALS 

FIAPF ACCREDITED FESTIVALS

تكشف هذه القائمة عن علاقة الإتحاد بالمهرجانات، وإرتباطها بمصالح المُنتجين بالتحديد، حيث لا يوجد فيها أكثر من 5 مهرجاناتٍ فقط (تامبير/فنلندة، أوبرهاوزن/ألمانيا، كراكوف/بولندة، سانت بطرسبورغ/روسيا، بيلباو/إسبانيا).

وفي الوقت الذي لا نجد فيها مهرجاناً فرنسياً واحداً، نعرف مسبقاً بأنّ المهرجان الفرنسي الذي ينعقد في مدينة "كليرموـ فيرا" البالغ من العمر 34 دورة من أهمّ مهرجانات الأفلام القصيرة في العالم، وهو بمثابة "كان الفيلم القصير"، ومع ذلك، لا نجده في القائمة، وبالمُقابل، تختفي من هذه القائمة عشرات مهرجانات الأفلام القصيرة، والتسجيلية الموازية، والمتساوية في الأهمية، وبإعتقادي، لو وجدت قدراً ضيئلاً من الفائدة المادية، أو المعنوية من هذا الإتحاد لما ترددت يوماً في طلب الإعتماد، والحصول عليه.

في ختام هذه القراءة، لم أعدّ استغرب لماذا إنطلقت الثورات العربية من تونس، عندما نعرف بأنها تحتضن "أيام قرطاج السينمائية"، التظاهرة العربية الأقدم، الأهمّ، والأكثر متابعةً من طرف الجمهور التونسي، ومع ذلك، لم يُطلق عليها المُؤسّسون، أو الإدارات المُتعاقبة، مهرجاناً، ولم يتفاخروا يوماً بدوليّتها، وإكتفوا بمُسابقتها المُخصصة للأفلام العربية، والأفريقية، وهذا لم يمنع إمتاع جمهورها بأفلام من كلّ أنحاء العالم.

هوامش:

 (1) FIAPF is also a regulator of international film festivals, including some of the world's most significant (ones. FIAPF' International Film Festivals' Regulations are a trust contract between the film business and the festivals who depend on their cooperation for their prestige and economic impact.

ـ مواضيع ذات صلة :

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تحت المجهر.

.http://doc.aljazeera.net/cinema/2011/07/201173132248796282.html

القاهرة السينمائيّ الدولي: بين الإعتراف، والإعتماد

http://doc.aljazeera.net/followup/2012/03/201232773122480216.html

الجزيرة الوثائقية في

05/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)