حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أقامت دعوى قضائيَّة ضد شاهين وبدأت تصوير في غمضة عين 

داليا البحيري: لا أحكم على العمل بعدد مشاهده وأعشق صوت أنغام 

أحمد عدلي من القاهرة

كشفت الفنانة، داليا البحيري، عن ترشيحها لمسلسل "في غمضة عين" منذ عامين، مشيرةً إلى أنَّها كانت متحمِّسة للعمل، لكن الظروف حالت دون أن تستكمل التَّحضير له حتى عادت مجدَّدًا، معربة عن سعادتها بمشاركة أنغام في تجربتها الدراميَّة الأولى.

القاهرةقالت الفنانة، داليا البحيري، إن مسلسل "في غمضة عين" عرض عليها قبل عامين، مشيرة الى أنها تحمست للعمل عندما قدم لها بعد موافقة الفنانة انغام على المشاركة في بطولته.

وأضافت في حوارها مع "إيلاف" أنها تجسد دور "فاطمة" رفيقة "نبيلة" التي تنشأ معها منذ الصغر، لافتة الى أن المسلسل يعتبر تجربة مختلفة بالنسبة لها.

·         كيف جاء انضمامك لمسلسل "في غمضة عين"؟ 

ما لا يعرفه الكثيرون أن السيناريست، فداء الشندويلي، قدم لي سيناريو المسلسل قبل عامين تقريبًا خلال قيامي بتصوير مسلسل "ريش نعام"، وكان لا يزال في مرحلة الكتابة، ولكن ظروف الحمل أبعدتني عن العمل نظرًا لتفرغي لرعاية ابنتي، وبعد ذلك قدمه المؤلف لي ثانيةً وللاسف كنت مرتبطة بالتعاقد مع المنتج، محمود شاهين، من أجل تقديم عمل درامي فاعتذرت ثانيةً، وبعد انتهاء مدة تعاقدي معه وعدم تنفيذه لبنود العقد، عاد المسلسل لي مرة ثالثة فلم أتردد في الموافقة عليه لاسيما بعدما علمت بموافقة انغام ولم يستغرق الأمر سوى اسبوع واحد وبدأت التحضير له.

·         وما سر تحمسك للتجربة خصوصًا وأن البعض يعتبر البطولة المشتركة تراجعًا لنجومية الفنان؟

تجربة المسلسل مختلفة بشكل كبير، لأن القصة واقعية بدرجة كبيرة والابطال عندما تشاهدهم على الشاشة ستشعر أنهم "بني ادمين" من دم ولحم سواء في التصرفات أو السلوكيات، ولا يشترط أن يكون الدور الجيد بعدد المشاهد كما يعتقد البعض، فمثلاً عدد مشاهدي في المسلسل 350 مشهدًا تقريبًا، وفي المسلسلين السابقين كان يقترب من الألف مشهد، كما أنني قدمت التجربة من قبل في فيلم "حريم كريم"، وهو من الاعمال التي لا يزال الجمهور يتذكرها .

·         ألم تقلقي من أن يؤثر وجود انغام عليك وابرازها كبطلة للعمل؟

أعشق انغام وصوتها وأعتبر نفسي من مدمنيها، وكنت استغرب دائمًا من عدم خوضها تجربة التمثيل من قبل على الرغم من ادائها التمثيلي في الكليبات، واعتقد أن أداءها في التمثيل سيكون مفاجأة للجمهور عند مشاهدة المسلسل في رمضان، وبالنسبة للاهتمام فلا أفكر بهذه الطريقة لأن الاحترام متبادل بيننا وعلاقتنا جيدة للغاية.

·         وترتيب الاسماء على شارة العمل، هل تحدثت عنه؟

ترتيب الاسماء أمر يخصني شخصيًا ليس لأحد الحق في السؤال عنه، ولكن ما اؤكده أن الترتيب سيكون وفقًا لمكانة المشاركين في العمل وسيوضع بطريقة ترضي الجميع.

·         حدثينا عن دورك في المسلسل؟

أجسد دور فاطمة، وهي فتاة تعيش في دار لرعاية الايتام وصديقة نبيلة التي تقوم بدورها انغام، وتنطلق أحداث المسلسل حيث نشاهد علاقتهما سويًا وماذا يحدث بينهما، وهي تفاصيل لا استطيع الكشف عنها.

تواصل: أعجبت كثيرًا بالسيناريو الذي كتبه فداء الشندويلي، فالحلقات الخمس الاولى تتلاحق فيها الاحداث بشكل سريع ثم تهدأ نسبيًا وتعود لتتزايد بصورة كبيرة، فالعمل بعيدًا عن فكرة المط والتطويل وسرعة الاحداث تزيد من تشويق الجمهور لمتابعته.

·         تتحدثين عن الاختلاف وشركة الانتاج تقدم أولى اعمالها، الا يمثل ذلك مصدراً للقلق احيانًا؟

القلق يكون لو كان الانتاج ضعيفًا أو ينفق بحرص شديد على التصوير، لكن شركة "ريد برودكشن" يشارك فيها الفنان محمد الشقنقيري وهو فنان، ودائمًا ما يكون الفنان متفهماً لطبيعة العمل والظروف الانتاجية ويتفهم الاحتياجات التي يتطلبها العمل، وهم وفروا انتاجًا محترماً للعمل حتى الان سواء في اماكن التصوير أو المعدات المستخدمة وغيرها من الادوات التي ستجعل الجمهور يشعر بالفرق.

·         هل السخاء مرتبط ايضًا بالملابس الفخمة التي اعتادت داليا ارتداءها؟

ملابس العمل دائمًا ما تكون جزءاً من الشخصية وتفاصيلها، وشخصية فاطمة التي اجسدها في إحدى المراحل ترتدي ملابس انيقة للغاية وهي التي حرصت على اختيارها بعناية بالتنسيق مع مصممة الملابس، خصوصًا وأن الجمهور اعتاد عليَّ أن اظهر في هذه المشاهد بملابس على احدث خطوط الموضة، على الرغم مما انفقه من اموال باهظة على شرائها.

·         غبت عن الدراما الماضي بسبب المنتج محمود شاهين، الى أين وصل خلافك معه؟

شاهين لم يلتزم باتفاقه معي وظل يحدد مواعيد مختلفة لبداية تصوير مسلسل "احلام مشبوهة" ولم يلتزم بها وخرجت في اللحظات الاخيرة قبل شهر رمضان، ولم يكن ممكنًا أن اتعاقد على عمل جديد لضيق الوقت، لذا حرصت العام الحالي على عدم تكرار الخطأ نفسه واشترطت عليه أن يحدد موعدًا لبداية التصوير وكان من المفترض وفقًا لاقتراحه أن نبدأ التصوير في منتصف نوفمبر الماضي وعندما لم يلتزم اعتبر العقد لاغيًا ولجأت الى النقابة التي قضت بأحقيتي في التعويض المالي وأقمت دعوى أمام القضاء للحصول على حقي منه.

·         والسينما، الا تفكرين في العودة اليها؟

غيابي عن السينما ليس مقصودًا، ولكن ظروف الحمل والولادة ورعايتي لابنتي قسمت، جعلتني أغيب عن الفن بشكل عام، وراهنًا يمر الانتاج السينمائي بأزمة بسبب الظروف الحالية، وهو ما يبرر اتجاه نجوم السينما الى الدراما، فضلاً عن رغبتي في أن أعود بعمل جيد مثل فيلم "اسماء" الذي قدمته هند صبري، ولن امانع إذ قُدم لي سيناريو جيد.

·         هل معنى ذلك أنك ترغبين في تقديم أعمال لا تحقق ايرادات؟

لماذا لا تحقق ايرادات، الفكرة أننا لا بد أن تكون لدينا سينما تقدم اعمالاً جيدة وفي الوقت نفسه تحقق ايرادات، لا يوجود تعارض في الدمج بينهما.

إيلاف في

30/03/2012

 

العندليب .. أسرار تنشر لاول مرة  

توءم الكفاح والألم والعبقرية والموت أيضا‏,‏ جمعهما موطن واحد‏(‏ محافظة الشرقية‏),‏ ووحدت بينهما ظروف الحياة القاسية واليتم وجدران الملاجئ الباردة‏ .ومع ذلك لم تورثهما الظروف- بوابات الأمل وحمل مشعل النورعلي جناح نهرالإبداع الذي تدفق فنا راقيا بصدق التعبير وروعة التجسيد ليرفع المعاناة عن كاهل أبناء هذا الوطن, بينما صانع الأمل نفسه غارقا في غياهب وظلمات الموت البطئ... التوأم هما عبد الحليم حافظ وأحمد زكي. الأول بقامته النحيلة ووجه الشاحب جراء داء الكبد العضال ظهر مع مولد ثورة يوليو1952, ليصبح لسان حالها الذي جسد مفهوم الوطن أداء وموسيقي علي إيقاع الأغنية السياسية التي تدفقت بفعلها الدماء الحرة في عروق المصريين, والثاني هو أحمد زكي صاحب البشرة السوداء والشعر المجعد والعينين اللتين تلمعان بألق الموهبة, قد أحدث ثورة موازية في فن التجسيد الدرامي لشخوص ونماذج صارت أيقونات نادرة وعلامات بارزة في مسيرة السينما والتليفزيون والمسرح المصري.

لو كنت يوم أنساك.. إيه أفتكر تاني.. هكذا يردد الجمهور المصري حاليا ونحن معه علي ذات الدرب نغوص في ذكريات ومواقف ومفارقات في حياة نجمين سطعا في سماء الفن المصري وحفرا اسميهما بحروف من نور في سجل العظام والمبدعين من أبناء هذا الشعب الذي علم الإنسانية الحضارة منذ فجر التاريخ ومازالت تجري إبداعا صافيا بين ضفتي النهر العظيم, هيا بنا نغترف من رحيق موهبتهما زادا جديدا للأيام المقبلة عبر هذه شطور

{ أحمد فؤاد نجم يمنع لقاء حليم بسعاد حسني

كان شاعرنا الكبير أحمد فؤاد نجم وهو في طفولته زميل للعندليب الأسمر في ملجأ الأيتام, وبعد سنوات الملجأ الثماني افترقا الاثنان كل في طريقه, حليم أصبح نجما شهيرا, ونجم شاعت أشعاره في شوارع مصر وحواريها ورددها الجميع مع ألحان الشيخ إمام, وفي عام1972 أعجب عبدالحليم بسيناريو فيلم عرض عليه بعنوان وتمضي الأيام, ووجد فيه فرصة ليقدم فيلما شديد الرومانسية تلعب فيه سعاد حسني دور البطولة خاصة إنها النجمة الوحيدة في بنات جيلها التي لم تقف أمامه كحبيبة, ولكنها قامت بدور شقيقته في فيلم البنات والصيف, وكثير من الجماهير طالبوه من خلال رسائلهم بالعمل مع سعاد حسني, وما أثار حماسه أن الفيلم مأخوذ عن رواية غادة الكاميليا,وتوقع حليم للفيلم نجاحا لا يقل عن فيلمه الشهير والأخير أبي فوق الشجرة, وأخذ يبحث عن المخرج الذي يتولي إخراج هذا الفيلم, فأقترح عليه صديقه الدكتور حسام عيسي أن يعطي سيناريو هذا الفيلم الغارق في الرومانسية والميلودراما للمخرج يوسف شاهين, وسعد العندليب بهذا الاختيار خاصة أنهما لم يلتقيا من قبل في أي فيلم وكل منهما يحمل للأخر إعجابا شديدا, وحضر يوسف شاهين إلي منزل حليم وأستمع إلي القصة وأعجب بها جدا,وأخذ يعلق عليها وكعادته أخذ السيناريو قائلا إنه يعترض علي بعض الأشياء في السيناريو وسوف يقوم بتغييرها ورحب عبدالحليم بهذا, وطلب منه أن يذهب إلي الفيلا الخاص به في العجمي ليقوم بتعديل وتغيير ما يراه في السيناريو, لكن شاهين أجل الموضوع لحين إنتهائه من تصوير فيلمه الجديد العصفور, ومضت شهور قبل أن يرسل يوسف السيناريو المعدل إلي حليم وما إن بدأ العندليب يقرأ السيناريو ــ علي حد رواية الدكتور هشام عيسي الطبيب المعالج له وصديقه ــ حتي فوجئ أن جو أضاف للسيناريو شخصين هما أصدقاء البطل ولهم عليه أكبر التأثير أحدهما الشاعر أحمد فؤاد نجم والثاني الشيخ إمام, و لمعت في عيني حليم نيران الغضب وانطلق يمزق الصفحات قائلا مجنون... مجنون جايب لي اتنين شيوعيين يعلموني الوطنية!!, وانتهي الحلم الذي بدأت الصحافة تكتب عنه قبل أن يبدأ, ولم يخرج فيلم وتمضي الأيام للنور بسبب نجم وإمام.

{ حليم ينقذ شريف عامر مذيع الحياة اليوم من الموت

كانت تربط عبدالحليم حافظ علاقات صداقة كثيرة بعدد من نجوم الصحافة الشباب من هؤلاء الكاتب الصحفي في مجلة صباح الخير منير عامر,الذي انفرد بكتابة مذكرات العندليب في حياته وصدرت فيما بعد في كتاب بعنوان حياتي, وفي عام1971 رزق عامر بطفله الأول شريف الذي أصيب بعد ثلاثة أشهر من مولده بالتهاب رئوي حاد كان يهدد حياته واحتاج الأمر إلي مضاد حيوي غير موجود في مصر في ذلك الوقت, وكانت الحاجة ملحة وسريعة فكتب عامر القصة في مجلة صباح الخير, وبعد مدة لم تتجاوز اليوم الواحد فوجئ منير بمندوب الاستعلامات في دار روزاليوسف يسلمه طردا يحتوي علي الدواء المطلوب ومعه خطاب رقيق من عبدالحليم يتمني فيه الشفاء السريع للطفل الجميل شريف الذي أصبح اليوم مذيع مشهورا ويقدم برنامج الحياة اليوم.

{ عبدالناصر ينقذ حليم من صلاح نصر

كانت الأغاني الوطنية سببا في حب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لحليم حيث كان يعتبره ابنا من أبناء الثورة, لهذا وقف بجواره في كثير من المواقف لعل أشهرها عندما وضع تليفونه الرقابة وعرف حليم أن صلاح نصر مدير المخابرات المصرية وضع تليفونه تحت المراقبة وسبب له ذلك ألما شديدا وضيقا,وعندما علم عبدالناصر بهذا أمر برفع الرقابة, كما دعمه وسانده كثيرا بحضور حفلاته في أعياد الثورة حتي آخرها. ولم يقتصر الأمر عند ذلك فقط فعندما أثير موضوع الضرائب المستحقة عن أجور ومكاسب الفنانين اختار عبدالناصر حليم وعبدالوهاب لكي يناقشهما ويسمع آرائهم, ويومها تحدث حليم وشرح للرئيس موضوع الضرائب الباهظة الجزافية التي تقع علي الفنانين فأمر عبدالناصر بتخفيضها والتحقق من صحتها.

فضلا عن كل ذلك كان دائم السؤال عن صحة العندليب وكان كل ما يقابله يقول له عامل إيه يا حليم أن شاء الله تكون مبسوط وصحتك كويسة.

الأهرام اليومي في

30/03/2012

 

من ثورة يوليو إلي‏25‏ يناير حليم صوت الثورة المصرية 

أحمد السماحي 

ما بين ميلاده في‏21‏ يونيو‏1929‏ ورحيله الذي أدمي قلب كل عاشق في‏30‏ مارس‏1977,‏ دموع كثيرة بحجم الحزن‏,‏ وأفراح قليلة مثل أشعة شمس خجولة تتسلل بين الغيوم‏...!,47‏ عاما هي سنوات عمره منها ربع قرن شهد النجاح وأوجاع الكبد‏.. معادلة غريبة, لكنه تقبلها بصدر رحب, كان موهوبا صادقا.. وذكيا للغاية ولذا عاش حتي اللحظة الأخيرة علي القمة.. كثيرون كانوا ينتظرون ساعة رحيله ليحتلوا مكانه لكنهم دخلوا قبور النسيان قبل أن يدخل هو إلي قبره, رحل عنا في مثل هذا اليوم منذ35 عاما ولكننا مازلنا نعيش عصره وأغنياته.. وأحلامه وآلامه, ورغم مرور35 عاما علي رحيله إلا أنه كان الحاضرالغائب معانا في ميدان التحرير أثناء إندلاع ثورة25 يناير البيضاء.

هو حليم وفي راوية أخري العندليب الأسمر, وفي ثالثة عبدالحليم حافظ الذي أصبح بمعاناته وآلامه رمزا وأسطورة وتعويذة للحياري والمتعبين!

هو أيقونة الرومانسية.. الذي غني للحب أجمل هتافات القلب, وغني للمجد والحرية أغلي الأناشيد الوطنية, سار علي أشواك الألم.. وتجرع مرارة المرض,وما بين الحب والحرية كان مشواره الذي تذكرناه بقوة ونحن نسمع ثوار ميدان التحرير يغنون صورة صورة كلنا كده عايزين صورة, ويا أهلا بالمعارك يا بخت مين يشارك,و ثورتنا المصرية أهدافها الحرية وعدالة إجتماعية وغيرها من أغنياته الوطنية التي كانت تذكي نار الحماس في سامعيها لأنها كانت تجمع بين قوة العاطفة ورقة المشاعر.

لم يكن غريبا أن يردد ثوار التحرير أغنياته الوطنية, لانها كانت مشغولة بالصدق والحب تعبر عن أحاسيس المواطن البسيط وإنفعالاته وعواطفه وتطلعاته وآلامه وأفراحه,ولم تكن مشغولة بالفهلوة, ولا بمنطق السبوبة أو التواجد لمجرد التواجد في مناسبة وطنية, لأن حليم ببساطة شديدة كان ابنا لثورة23 يوليو1952 فعندما قامت كان يخطو خطواته الأولي في عالم الغناء, بعد أن لفت إليه الأنظار بقوة من خلال طريقة غنائه الجديدة المتميزة وأغنياته العاطفية الأولي الناجحة صافيني مرة و يا مواعدني بكره وبتقوللي بكره و علي قد الشوق حيث قدم قبل هذه الأغاني حوالي50 أغنية لم تحقق أي شهرة ــ,لهذا لم يتوان حليم من المشاركة مع زملائه الفنانين في إحتفالات الحكومة والشعب المصري بعيد الثورة وفي العيد الأول للثورة عام1953 قدم أولي أغنياته الوطنية ثورتنا المصرية التي كتبها الشاعر مأمون الشناوي ولحنها رؤوف ذهني, وكان الشناوي يشرح فيها مبادئ ثورة يوليو,ويقول مطلعها ثورتنا المصرية أهدافها الحرية وعدالة اجتماعية ونزاهة ووطنية,ثم تتالت الأعمال الفنية الوطنية والثورية والتي تعتبر تأريخا فنيا لأحداث ومراحل الثورة,والتي كان يرددها الشعب المصري في الشارع في اليوم التالي لإذاعتها, حتي لم يعد يقبل أو يتصور الناس أن يمر احتفال بعيد الثورة دون أن يغني فيه العندليب الأسمر.

أزمة عاطفية

وفي نهاية الخمسينيات فقد حليم حبيبته التي كانت حب العمر, التي كان يحكي لها كل همومه ويقول لها عبارات الغزل ويشعر نحوها بالشوق واللهفة كلما غاب أو ابتعد عنها,ويملأه الرعب كلما مرضت أو تعرضت لمكروه, وغابت شمس حياته بغياب ابتسامتها المشرقة التي كانت تضئ له دائما طريق المستقبل, ويومها اكتئب حليم وكان يردد بينه وبين نفسه: لمن سأغني يا حبيبتي ؟ يا فرحة كانت مالية عينية واستكترتها الدنيا عليه, يا حبيبتي راح اللي راح وفرقتنا الليالي, لو كان بإيدي كنت أفضل جنبك وأجيب لعمري ألف عمر وأحبك,وقرر بعد خروجه من حزنه أن يستبدل حبيبته في أغنياته بوطنه, وسأل نفسه لماذا لا أغني لوطني مثلما أغني لحبيبتي ؟لماذا نصرخ دائما ونحن نغني أغانينا الوطنية ؟هل الحب صراخ عصبي ؟ وأصبح يفكر في بلده ووطنه مثلما كان يفكر في حبيبته إذا غاب عن وطنه أو اضطر للابتعاد عنها عاد فاتحا ذراعيه قائلا من أعماق قلبه بالأحضان.. بالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان, وهكذا لم تعد الأغاني الوطنية مجرد أناشيد حماسية زاعقة بل أصبحت أغاني عاطفية تنبض كلماتها بالحب الرقيق الصادق في حب مصر.

وإرتبط صوت عبدالحليم بأفراح وأحزان بلده فأثناء العدوان الثلاثي علي مصر غني تحت راية بورسعيد وأني ملكت في يدي زمامي والله يا بلدنا,ويا أهلا بالمعارك, وعندما اختار الشعب جمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية غني أحنا الشعب أخترناك من قلب الشعب, يا فاتح باب الحرية يا ريس يا كبير القلب, وعندما تمت الوحدة بين مصر وسوريا غني غني يا قلبي وهني الدنيا وقول مبروك, كبير البيت واتجمع شملك أنت وأخوك,قول للدنيا دا أجمل عيد مصر وسوريا اتخلقوا جديد,وغني أيضا نشيد الثأر, وأثناء احتفال الشعب بوضع حجر الأساس لبناء السد العالي عام1960 غني رائعته قلنا هانبني وآدي أحنا بنينا السد العالي, وأقام في مبني الإذاعة والتليفزيون عام1967 تحت دوي القنابل ومعه عبدالرحمن الأبنودي وبليغ حمدي وكمال الطويل ليساهموا بالكلمة واللحن والأداء في المعركة وكانت أولي أغنياتهم أضرب أضرب لأجل الصغار لأجل الكبار لأجل النهار, ويا بركان الغضب يا موحد العرب, وبالدم هناخد تارنا, وعندما حدثت النكسة وتأكدوا من الهزيمة غني من كلمات الأبنودي وألحان بليغ حمدي رائعته التي لا تنسي عدي النهار والمغربية جاية تتخفي ورا ضهر الشجر وعشان نتوه في السكة شالت من ليالينا القمر,لكنه سرعان ما نبذ اليأس وروح الإنكسار, وعمل علي رفع الروح المعنوية للشعب بعد الهزيمة, فقدم من كلمات الأبنودي وألحان كمال الطويل نشيد أحلف بسماها وبترابها الذي أقسم أن يغنيه في كل حفلاته في أي مكان في الدنيا ولن يتوقف عن ترديده حتي يتحقق الانتصار, وأيضا أبنك يقولك يا بطل هاتلي نهار, وفي تلك الفترة ذهب إلي لندن وغني في قاعة البرت هول رائعته المسيح التي يقول مطلعها الذي يغنيه علي لسان أحد أبناء القدس يا كلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها وفتحي عيون البشر للي حصل علي أرضها, ويومها أحتشد8 ألاف شخص يمثلون الأمة العربية لتكون المبالغ المحصلة لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان.

وقي حرب أكتوبر عام1973 كان يتناول غدائه وعشائه داخل المبني وقدم مجموعة من روائعة الوطنية مثل خلي السلاح صاحي وعاش اللي قال الكلمة بحكمه و لفي البلاد يا صبية, وقومي يا مصر, والفجر لاح, وعندما حول الرئيس الراحل يوم5 يونيو عام1975 إلي يوم سعادة وفرح للشعب المصري والعربي وأعاد افتتاح قناة السويس غني حليم من كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجي النجمة مالت ع القمر فوق في العلالي وغني أيضا من كلمات مصطفي الضمراني وألحان محمد عبدالوهاب المركبة عدت وأهي ماشية والكل شايفها بتتعاجب والضحكة أهي زادت وبتغني كان الأمل مغلوب صبح غالب وكانت هذه الأغنية آخر ماغني عبدالحليم من أغانيه الوطنية.

ولم يقتصر غناء عبدالحليم علي مصر فقط ولكنه غني أيضا لكل البلاد العربية فغني لكفاح الجزائر البطولي عام1962 قضبان حديد اتكسرت,وغني للكويت من الجهرة للسلمية ولتونس يا مولعين بالسهروللبنان يا سلام علي لبنان,أما المغرب فكانت لها نصيب الأسد من أغنيات العندليب نذكر منها ليالي العيد وآه يا ليلة محلاكي.

الأهرام اليومي في

30/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)