حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مي عز الدين:

لا أخشي علي الفـن من صعود التيارات الإسلامية

بقلم : رضوي عبدالكريم

مي عزالدين فنانة موهوبة وشقية اثبتت منذ ان ظهرت ولاول مرة علي الشاشة أنها تمتلك موهبة حقيقية. عملت مع نجوم كبار واستطاعت خلال سنوات قليلة ان تشاركهم ادوار البطولة في اعمالهم الفنية، مي عز الدين شاركت يسرا منذ اكثر من 9 سنوات في مسلسل «أين قلبي» وهي اليوم تقدم نفس الدور اي ابنتها في فيلمها الجديد "جيم أوفر". ولكن هذه المرة هناك اختلاف كبير فهي في هذه المرة تقدم دور ابنة يسرا لكن بمساحة محاذية لنفس مساحة دور يسرا والتي وصفتها بـ "وش السعد". مي التي ألفها الجمهور وشعر كأنها أحد أفراد عائلته تمتلك طاقة وقدرة علي التواصل مع الجمهور ورغم صغر سنها إلا أنها حظيت بما لم تحظ به نجمات كبار اكبر منها سنا، مي اليوم تتحدث عن تجربتها كاملة في عمرو وسلمي الجزء الثالث .

جيم أوفر

·         في البداية حدثينا عن فيلمك الجديد "جيم أوفر" والذي تقومين بتصويره حاليا مع الفنانة يسرا؟

- أود أن أقول إنني سعيدة جدا بعودتي للعمل مع يسرا بعد اكثر من تسع سنوات من الغياب من العمل سويا منذ مسلسل لقاء علي الهوا، فيسرا وبحق هي "وش السعد" علي اي فنان يعمل معها في بداياته وفيلم "جيم اوفر" سيكون مفاجأة حقيقية للجمهور فهو سيناقش العديد من مشكلات المجتمع لكن في اطار اجتماعي كوميدي خالص. اما فيما يخص دوري في الفيلم فانا سأجسد دور ابنة يسرا والتي تعمل كراقصة وتحترف الرقص في احد الملاهي الليلية . وتحدث بيننا أنا ويسرا العديد من المواقف الكوميدية المثيرة في اطار احداث الفيلم، انتهيت من تصوير معظم مشاهدي في الفيلم ولم يتبق لي سوي ايام قليلة لكن لم اعرف توقيت عرض الفيلم في السينما حتي الان فهذا شأن المنتج.

عمر وسلمي

·         هل أنت سعيدة بالنجاح الذي حققه الجزء الثالث من فيلمك "عمر وسلمي" مع تامر حسني؟

- نعم بالتاكيد انا سعيدة جدا بالنجاح الكبير الذي حققه الفيلم فهو قد نجح بل نجح باكتساح، فقد حقق الفيلم ايرادات كبيرة جدا بعد ايام قليلة من عرضه في دور العرض السينمائية، وانا توقعت هذا النجاح فتامر له جمهور عريض والجمهور يحبه برغم ما تردد في كثير من الصحف بمقاطعة العديد من الفئات المختلفة للفيلم بسبب تامر وموقفه المغلوط من الثورة المصرية، فكل فئات الجمهور شاهدت الفيلم ومازالت تشاهده اما فيما يخص موقف تامر من ثورة الشباب فهو قد فهم بطريقة خاطئة، وتامر اعتذر للجميع وهناك من قبل وهناك ايضا من لم يقبل ولا يريد ان يفهم وظل يهاجم لمجرد الهجوم فقط، لكن ما يمكنني انا اقوله في النهاية هو ان الفيلم كسر الدنيا.

كلام رخيص

·         ما صحة ما تردد حول إجبارك من قبل منتج الفيلم علي حضور عرض الفيلم مع الجمهور في السينما لتحقيق إيرادات كبيرة ولجذب الجمهور؟

- أنفي هذا الكلام فهذا لم يحدث مطلقا، ولم يطلب مني السبكي شيئا من هذا علي الاطلاق فالفيلم لا يحتاج لمثل هذه الدعاية ولا لمثل هذا الكلام الرخيص الذي يردده البعض افتراء دون التاكد من صحة ما يقولونه او يكتبونه، وحتي لو طلب مني السبكي مثل هذا فهذا ليس عيبا مطلقا، فهذه طريقة يتبعها اغلب نجوم العالم لا لجذب الجمهور بل لرؤية رد الفعل الصادر مباشرة من الجمهور.

آدم

·         قدمت دور فتاة مسيحية في مسلسلك الأخير "آدم" ألم تري أن ذلك كان مغامرة منك بعض الشيء وخاصة في المجتمع المصري؟

- نعم، انا لا انكر انني كنت خائفة جدا من هذا الدور، وهو كان شبيها بالمغامرة وخاصة ان الشخصية لها تفاصيل خاصة يجب ان تؤخذ في الاعتبار، وذلك لان اي خطأ بسيط في الشخصية سيؤدي الي مشكلة كبيرة في المجتمع، ولذلك استشرت الكثير من اصدقائي المسيحيين في الترانيم والصلوات الخاصة بهم حتي انفذها بدقة والحمد الله نفذتها بدقة .

·         هل هناك عمل تليفزيوني جديد لرمضان هذا العام؟

- بصراحة شديدة اود ان اخذ استراحة طويلة بعض الشيء بعد مسلسل "آدم" وفيلم "عمرو وسلمي " وفيلم " جيم اوفر" فأنا بجد متعبة جدا لذلك فضلت ان اكون بعيدة في رمضان هذا العام.

·         وماذا عن برنامجك الجديد علي قناة النهار؟

- نعم لقد عرض علي منذ فترة قصيرة من قبل المسئولين في قناة النهار ان اقدم برنامجا للاطفال وأنا بصراحة أحب الأطفال بشدة ومرتبطة بهم لذلك وافقت بشكل مبدئي علي البرنامج لكن لم نستقر علي فكرة البرنامج حتي الآن.

·         أين أنت من السياسة وخاصة أن الكثير من الفنانين شاركوا في ثورة 25 يناير ومنهم من كوّن أحزابا سياسية فأين مي من تلك المشاركة؟

- لا أنكر أنني بعيدة عن السياسة تماما فأنا ليس لدي معلومات كافية وليس لدي وعي سياسي كبير، فمعلوماتي عن السياسة بسيطة جدا لذا أحاول حاليا أن أقرأ كثيرا في السياسة كمحاولة لتزويد معلوماتي بعض الشيء فنحن جميعا فتحنا اعيننا علي عالم جديد بفضل ثورة 25 يناير، أنا وبصراحة لا أفكر في الانضمام إلي أي حزب سياسي فأنا لا أحب السياسة ولا أفهم فيها.

·         كيف ترين مستقبل الفن بعد صعود التيارات الدينية؟

- أنا لا اخشي علي مستقبل الفن مطلقا في ظل حكم الإخوان ما دمنا نقدم شيئا محترما وغير مبتذل او يحمل شيئا من الإسفاف، وكما قلت من قبل التيارات الدينية تمتلك القدرة علي التعامل مع الناس لذا اتوقع أنها ستتعامل بحكمة مع اي شيء سواء كان الفن أو غيره ولكن ما اطلبه من اي تيار ديني أو سياسي هو أن يكفل حرية الإبداع للجميع دون أي قيود .

·         مَنْ من المرشحين الموجودين علي الساحة الحالية ترشحينه لرئاسة الجمهورية؟

- بصراحة انا لم أكوّن رأيا حتي الآن حول أي مرشح من الموجودين حاليا علي الساحة لارشحه لرئاسة الجمهورية، ولكن الفيصل بيني وبين اي مرشح هو برنامجه الانتخابي وفكره الذي يحمله وماذا سيقدمه للبلد، هذا هو الفيصل ومازلت أستمع لكل المرشحين علي السواء في لقاءاتهم التليفزيونية حتي أكون رأيا حول من سأعطيه صوتي .

جريدة القاهرة في

27/03/2012

 

«محمد».. جريمة إيران السينمائية

بقلم : سمير الجمل 

كنت ولا أزال أكثر من يدافع عن الدراما الإيرانية في جودتها الفنية ومهارة صناعها ويكفي أنهم في دائرة التشدد والرقابة قدموا للعالم- الدراما التليفزيونية والسينمائية ما بهر العالم.. وحصدوا بها كبري الجوائز كان آخرها الأوسكار والجولدن جلوب والدب الذهبي من برلين ومع ذلك أصرخ هنا بأعلي صوتي: أرجوكم توقفوا عن هذا العبث السينمائي فإنها جريمة بكل المقاييس الإنسانية والإسلامية والسينمائيةالحكاية أن المخرج المعروف مجيد مجدي تناقلت وكالات الأنباء اسمه في الآونة الأخيرة عندما أعلن عن مشروعه في تصوير فيلمه الجديد «محمد» صلي الله عليه وسلم تجسيد شخصه الكريم من خلال الممثل «مهدي باكدل» وهو الذي سبق له تقديم أدوار العاشق والمنحرف أخلاقيا ولا ندري لماذا وقع الاختيار عليه دون غيره .. مع أنهم في مسلسل يوسف الصديق اختبروا أكثر من ثلاثة آلاف شاب حتي كان الدور من نصيب «مصطفي زماني» ولم تكن له تجارب فنية سابقة اللهم إلا محاولات بسيطة علي مستوي الهواية ومن هنا توفرت إلي حد كبير العناصر التي اقنعت المشاهد.. حتي وإن كان من الرافضين لظهور الأنبياء والرسل والخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة، وأنا من هؤلاء لا أقولها من باب الحرام والحلال حيث لا توجد النصوص القاطعة في هذا الأمر..لكني أقولها من باب الموضوعية لأن الممثل الذي جسد دور النبي كيف له أن يعيش حياته الطبيعية في عمله ومع جيرانه وماذا لو ارتكب خطيئة إنسانية يقع فيها غيره آلاف المرات هل نحاسبه كنبي أو رسول أو نعامله كبشر مثل سائر باقي خلق الله و«مصطفي» لم يبتعد عن الفن بعد دور يوسف وهذه ليست بدعة لأن من أدي دور السيد المسيح في أحد الأفلام اشترطوا عليه ألا يظهر سينمائيا بعد ذلك وقد كان وبالنظر إلي الأرقام التي تداولتها وكالات الأنباء حول ميزانية فيلم «محمد» -صلي الله عليه وسلم- سنجد أنها تبلغ 50 مليون دولار .. حيث سيتم بناء مدينة تضاهي مكة وبها الكعبة المشرفة وأنا أشك كثيرا في هذا الرقم خاصة أن نجوم الفيلم كلهم من إيران وزمنه لن يتجاوز الساعتين ونصف الساعة بينما زادت ساعات مسلسل يوسف علي الـ22 ساعة.. وكان حافلا بالمجاميع والديكورات الفرعونية وبكم هائل من الممثلين والممثلات وبلغت ميزانيته حوالي 7 ملايين دولار إلا إذا كان التمويل سيتم من مؤسسات أجنبية خاصة أن مخرج العمل له علاقات أوروبية وله اسمه علي الصعيد الدولي عندما ترشح فيلمه «أطفال الجنة» لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي عام 1998 منافسا للفيلم الإيطالي «الحياة حلوة». ظهور الأنبياء وما يؤكد كلامي أن مصدرا إيرانيا رفيع المستوي قال لي بأن الشيعة في إيران وإن كانوا قد اجازوا ظهور سيدنا إبراهيم والسيد المسيح والنبي يوسف الصديق لكنهم يرفضون تماما تجسيد النبي - صلي الله عليه وسلم- والخلفاء من بعده .. وقد صدق هذا الكلام فإننا حتما سوف نسمع ونقرأ تصريحات - داخل إيران نفسها تنتقد الفيلم لكن حتي ساعة كتابة هذا المقال.. لكن الصحيح أن التصوير جري بالفعل في مدينة نور السينمائية وفي كرمات جنوب شرق إيران حسب ما جاء في موقع قناة «I FILM» الإيرانية ومن المنتظر ترجمة الفيلم إلي ثلاث لغات. وكالمعتاد سيخرجه علينا بعض المشايخ هنا لكي يطالبوا بمنع الفيلم وهو كلام غير منطقي لأننا إذا منعنا دخوله رسميا إلي مصر فلن تستطيع منعه من العرض بالعواصم الأخري .. وفي ظل ثورة الاتصالات من السهل جدا تسريب العمل عبر مواقع الإنترنت أو علي اسطوانات CD ومن الأساس نحن لا نعرض الأفلام الإيرانية إلا فيما ندر ومن خلال بعض مهرجانات السينما. تنام درامي أما الذين يحرمون شاهده العمل فإنهم قالوا نفس ما قالوا عن مسلسل يوسف ومشاهدة ملايين المصريين والعرب عدة مرات واستمتعوا بمستواه الفني المبهر.. وعلي ذلك لا نملك سوي تقديم البديل لا أدري كيف نفعل هذا وهناك مقولة كاذبة وسخيفة تدعي أن المسلسل الديني لا يربح وبالتالي يتسابق أغلب المنتجين إلي قصص المخدرات والعوالم والفساد وهي مقولة تكشف أيضا عن سوء تقدير لأن الأسواق العربية أصبحت ضيقة للغاية أمام الدراما المصرية في ظل تنامي الدراما الخليجية ومنافسة السورية .. وبالتالي يجب البحث عن أسواق جديدة في دول العالم الإسلامي التي تزيد في الشرق والغرب علي 57 دولة وهذه الدول تبحث بكل شوق عن أعمال إسلامية مترجمة إلي لغات دولية فرنسية - انجليزية أغلب أهلها يعرفونها .. وقد حدث هذا مع مسلسل يوسف علي سبيل المثال الذي تم بيعه لأكثر من 70 قناة وحقق أرباحا خرافية. الحجة الثانية هي ندرة النصوص الدينية والتاريخية ومؤلفيها وهي أيضا كاذبة وظالمة لأن الأقلام المحترمة موجودة والسيناريوهات التي اجازها الأزهر الشريف وأشاد بها تبحث لنفسها عن خلاص وعن مخلصين يريدون تقديم المتعة والفائدة للناس فيما ينفع دنياهم ودينهم وينمي روح التسامح والمحبة والتعايش وهذه هي رسالة الإسلام الكبري. وإذا كنا نقول بأن فيلم «محمد» -صلي الله عليه وسلم - جريمة درامية ودينية فإن جريمتنا نحن أكبر بانشغالنا التام بالأعمال الرخيصة في مضمونها وافكارها علي حساب قضايا مهمة تصرخ وحدها في البرية.

جريدة القاهرة في

27/03/2012

 

رجل الدين المسيحي في السينما المصرية..

بقلم : محمود قاسم 

منذ «شفيقة القبطية» إلي «حسن ومرقص» كشف رحيل الأنبا شنودة عن المكانة التي يتمتع بها رجل الدين المسيحي في المجتمع المصري بشكل عام وداخل عشيرة الأقباط بشكل خاص كما كشفت حالة العزاء العامة التي استمرت عدة أيام عن مكانة هذا الرجل في قلوب المصريين، مهما قيل عن تموجات في الوحدة الوطنية المصرية. فلا شك أن هذا الإقبال الهائل من جانب المصريين لتقديم واجب العزاء في رحيل البابا يعكس الصورة الصادقة التي صورتها الأفلام المصرية عن علاقة المحبة والتماسك وهي صور تكررت دوما في حكايات الأفلام المصرية. وطوال عمر هذه السينما رأينا كيف يكون البيت المصري القبطي، وكيف تكون العلاقات بين المسلمين والأقباط من ناحية لكن ما يهمنا هنا هو المكانة التي يتمتع بها رجل الدين المسيحي لدي الأقباط، وقد انعكس ذلك بقوة فيما نراه علي جدران هذه البيوت في الكثير من الأفلام، فإلي جوار الصلبان المتعددة الموجودة في هذه البيوت وأيضا اللوحات العالمية التي تصور مراحل من حياة السيد المسيح مثل الميلاد والرحيل إلي مصر والمثول فوق الصليب هناك في هذه البيوت صور للقديسين الذين لعبوا دورا في الحياة القبطية طوال أكثر من عشرين قرنا، هؤلاء القديسون عاش الكثيرون منهم في عصور تاريخية، أما الباقون فهم ينتمون إلي القرن العشرين خاصة الأنبا كيرلس الذي له مكانة خاصة في القلوب ثم الأنبا شنودة. يحتفي الأقباط إذن برجال الدين مما يعكس مكانتهم فهذه الصور واللوحات والرموز تعني أن القبطي يلف بها نفسه وذكرياته هي موجودة من حوله في بيته أكثر من أي مكان آخر بالإضافة إلي الكنيسة التي يرتادها بصفة منتظمة أو بشكل متقطع. الشخصية المقدسة ولو أنك سرت في شارع شبرا مثلا وتأملت واجهات المحلات التي تبيع الرموز الدينية والصور الخاصة بأشخاص لهم اسهاماتهم في تثبيت العقيدة المسيحية فسوف تكتشف مكانة هذه الرموز بشكل يجعلك تقّدر إلي أي حد تصل هذه المكانة، فإن البيت امتداد للكنيسة وإن رجل الدين يقوم بدوره كواعظ وكصاحب مكانة اجتماعية لدي البيوتات وأيضا في دور العبادة. وفي تاريخ السينما الروائية المصرية الذي يبلغ هذا العام خمسا وثمانين سنة، فإن رجل الدين القبطي قد لعب دورا بارزا في حياة الرعية في كل صور حياتهم ، وكانت الصورة تعكس الواقع ، فهذه الشخصية المقدسة لها مكانتها في الواقع والأفلام، يلجأ إليها المواطن في السراء والضراء يعترف إليها من وراء ساتر عندما تشتد به الأزمات أو تلم به الكروب، أو عندما يقترف الخطية أيا كان شكلها، لذا فإن وجود رجل الدين القبطي مقرون دوما بقصص الأفلام التي ظهر فيها الأقباط بشكل أساسي وأمامنا الكثير من الأمثلة علي هذا الدور الذي يلعبه رجل الدين فهو بمسوحه وملابسه وأسلوبه يتصرف بالحلم والحكمة والصبر من أجل أن يحقق مراده وهو حل المشاكل التي يقع فيها الرعية ومن المهم أن ينجح في مهمته. من المهم الإشارة إلي أن كتّاب هذه الأفلام ومخرجيها هم في المقام الأول من المسلمين أمثال حسن الإمام وحسين صدقي وشريف عرفة ومنير راضي وبعض هذه الأفلام أخرجها أقباط مثل ساندرا وأسامة فوزي وسوف نستعرض هنا بعض النماذج وليس كلها وذلك اعتبارا للمساحة الخاصة بالنشر. لعل أهم هذه الأفلام وإن لم يكن أولها هو «الشيخ حسن» الذي أنتجه وكتبه وقام بتمثيله وإخراجه حسين صدقي والذي عرض من قبل تحت اسم «ليلة القدر» وقد أثار الفيلم مشكلة حول مسألة تغيير العقيدة لكننا سوف نتوقف هنا عند مكانة رجل الدين في العديد من الأفلام خاصة «الشيخ حسن» فالسيناريو المكتوب يقوم علي فكرة الالتصاق المباشر بين مسلمين ومسيحيين حيث إن أسرة لويزا ليست مصرية تماما لكن هناك أيضا أقباط، ونحن نري الخواجة جورج الذي يحرص أن يتعلم ابناؤه اللغة العربية ويستعين لذلك بالطالب الأزهري حسن، وفي هذا البيت لا تجد الرمز الديني منتشرا كالعادة إلا في حدود ضيقة، كما أنه في هذا البيت يمكن العثور علي سجادة صلاة، حتي إذا وصل الشيخ حسن أدي الفريضة، وفي عائلة الخواجة جورج هناك رجل دين يجسده منسي فهمه أنه القس شقيق الزوجة، وهو بالتالي خال لويزا، التي قررت أن تتزوج بالشيخ حسن. هذا القس رجل وقور طاعن في السن صاحب لحية بيضاء يتصرف بمرونة لكنه ليس عصريا مثل «الشيخ حسن» وإن كان يؤدي واجبه في حدوده فحين يعلم الأب أن لويزا قد تزوجت بـ «الشيخ حسن» فإنه يستدعي صهره القس من الإسكندرية وهو الشخص الذي يتحدث إليه الشيخ حسن بإجلال واضح يا حضرة الأب المحترم، لذا فهو ينصاع له أن يطلق امرأته كي تتاح لها فرصة العودة إلي دارها عزباء بدون زوجها، بعد أن قال القس: لويزا سننظر إليك كأنك قاتل أمها وأن الصفاء والحب سينقلبان إلي الضد لا أتكلم بصفتي رجل دين ولكن بصفتي إنسانا تصرف حتي لا تخسر لويزا. والقس يبلغ ابنة أخته أنها لن تدخل بيت أبيها إلا إذا حدث الطلاق ويتفق الزوجان علي طلاق صوري. أنا مسلمة مكانة رجل الدين هنا تتمثل في الدور الاجتماعي في الوعظ والارشاد وهو لا يملك سوي الكلمة وفي المشهد الأخير من الفيلم وأمام إصرار الشيخ حسن علي زيارة زوجته فإن رجل الدين القبطي يتجه إلي الوعظ وفي اللحظات الأخيرة للويزا فإن الشخص الوحيد الذي ينفرد بها ويستمع إلي اعترافاتها هو القس الذي تعترف له ابنة أخته «أنا مسلمة ولازم تسلم بنتي لجوزها.. هو المودة والرحمة». وباعتباره رجل دين فإن القس يطلب من الزوجة المحتضرة أن تذكر سيدنا يسوع وهي تلفظ الروح بين يديه بعد أن نطقت بالشهادتين ولا يملك الخال سوي أن يبكي ثم يحمل الوليد ويخرج إلي بقية الأسرة ويردد: البقية في حياتكم. ثم يسلم الطفلة إلي أبيها ويخبره أن يستلم جثمان زوجته. حسين صدقي في هذا الفيلم صور رجل الدين متسامحا مثقفا عاقلا أمينا علي الرسالة التي تحمل إليه فيؤديها بأمانة بمعني أنه بتسليمه الابنة لأبيها فإنه يعترف بأنها تحمل ديانة أبيها وأن تسلم الزوج لجثمان زوجته يعني أنها عقيدة الشيخ حسن. وقد صورت السينما المصرية الكثير من رجال الدين المسيحي في أفلام الخمسينات وقدم حسن الإمام فيلمه «شفيقة القبطية» عام 1963 عن رواية كتبها المسلم «جليل البنداري» مع الكثير من التغيرات وفي الفيلم لم نر أي رمز ديني في بيوت الأغنياء، وأما بيوت البسطاء في شبرا فقد امتلأت بالرموز الدينية حتي تكاد الحوائط أن تختفي لكثرة هذه الرموز من لوحات زيتية تعبر عن المسيح وأمه بتنويعات مختلفة أو الصلبان متعددة الأحجام وأيضا صور لقديسين قدامي ومعاصرين مما يعكس مكانة رجل الدين في هذه الأسرة المصرية. إلي هذا البيت تذهب الابنة شفيقة وهي الراقصة الشهيرة الماجنة لكنها عندما تدخل بيت أبيها فإنها تضع رداء أقرب إلي حشمة الراهبات في ألوانه البسيطة وفي الكسوة والتعقيل تبدو ضعيفة ترتجف أمام قوة أمها التي ترفض أن تأخذ منها مظروفا به أموال للمساعدة في تربية ابنها عزيز الذي لا يعرفها. وعندما تدخل شفيقة البيت تجد الأم تجثو أمام تمثال السيدة العذراء ورموز دينية أخري، منها صور القديسين تدعو إلي حفيدها عزيز غير الحاضر في هذا المشهد بالهداية ولا تلتفت الأم إلي ابنتها التي وصلت حتي تنتهي من تضرعها، وفي هذا المشهد تبدو مكانة الرمز الديني لدي الأقباط ومن هذا الرمز ايقونات لقديسين وينعكس هذا علي موقف الأم تجاه ابنتها العاقة فهي ترفض مظروف النقود الذي تتركه شفيقة من أجل ابنها. عالم الرهبنة وقد تكرر ظهور هذه الرموز الدينية خاصة الايقونات، حين عادت شفيقة مرة أخري إلي البيت نفسه بعد وفاة أبيها لقد فقد المكان رجليه في يوم واحد ـ الجد والحفيد ـ ووسط الرموز الدينية يدور حوار بين الأم وابنتها وتأتي الشرطة السياحية بحثا عن أدلة لإدانة الابن عزيز. المشهد التالي مباشرة هو مشهد دخول الدين حيث نري مراسيم دخول سعاد وحبيبة وعزيز إلي عالم الرهبنة وتتم هذه المراسيم وسط الراهبات من أعمار مختلفة وقد حملت كل منهن نسخة من الكتاب المقدس تقرأ منه بينما تحمل سعاد ملابس الرهبنة، وهي أيضا ترتدي زيا مشابها وفي مشهد لاحق فإننا سوف نري الراهبة جاثية فوق المدبح تتعبد وقد بدا الصليب أمامها كبيرا وتحولت إلي شخص آخر لقد صارت سعاد راهبة من حولها الصحراء والراهبات ومن صورة نسائية من رجل الدين يعشن في عالم مجرد من مباهج الحياة، حيث قسوة الصحراء والجبال. قد صور حسن الإمام عوالم مشابهة في فيلمه التالي «الراهبة» حيث نقل الأحداث إلي ربوع لبنان حول فتاة تدخل إلي الدير بعد أن صدمت في أن حبيبها قد اقترن باختها وفي هذا البيت اللبناني امتلأ بيت الأسرة أيضا بالرموز الدينية المألوفة علي الجدران وإذا كانت الأم الكبري في الدير تعادل رجل الدين في الكنيسة، فإن الفيلم صور هذه الأم بشكل مستنير متفتح فهي تحفظ الشعر وتري أن الحب الحقيقي هو حب الخير، وتنصح هدي بالصلاة باعتبارها طريق المحبة والخلاص وهي تتحدث أن حياة الراهبة هي السعادة، وليست التقشف وتخبرها أن سعادتها قد تكون في مكان آخر، تكون فيه زوجة صالحة تردد هدي :«أنا وهبت نفسي لخدمة الرب، خليني معاكم أبوس أيديكي، وحياة العذراء». في المشهد الختامي للفيلم ومن خلال تأثير الأم الكبيرة ووسط موسيقي كنسية تسجد هدي بملابس الراهبة، تسألها الأم عم تطلب فترد: أن أكون راهبة وعلي التو تبدأ البسملة المسيحية «باسم الأب والابن والروح القدس»، ويتم التعهد بنعمة الله، ويتم خلع الملابس البيضاء ويضعون الغطاء الأسود وسط شعائر كنسية وتنحني هدي أمام الأم الكبيرة ووسط الراهبات عالم ليس فيه رجل واحد ترتدي زي الرهبنة كأنها عروس في ليلة زفافها، ثم تحمل الصليب، وتمسك بالشمعة وتخرج من القاعة الكبري إلي حيث سوف تعيش الجزء الباقي من حياتها. أي أن الأم الكبري هنا لعبت دور القس في الجانب الآخر فهي تتلقي امرأة مصدومة في مشاعرها وعليها أن تتقبل صدماتها وأن تغير لها حياتها الاجتماعية بأن تتجه باختيارها إلي طريق الله علي الطريقة المسيحية. حسن الإمام هو أيضا الذي اهتم بزيادة المساحة الزمنية لدور رجل الدين المسيحي في فيلم «بين القصرين» عام 1964، فالتلاحم بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة 1919 غير موجود بنفس الكيفية في النص الأدبي لنجيب محفوظ لكن السيناريو الذي كتبه محمد مصطفي سامي جعل دور رجل الدين المسلم والمسيحي أكثر تأثيرا واتساعا حين يذهب القس إلي المسجد ليعضد الشيخ والمسلمين في الموقف المناصر لسعد زغلول كما يذهب الشيخ إلي الكنيسة في زيارة مقابلة، ومن ناحية أخري فإن بنات المدارس القبطية يخرجن في مظاهرات إلي الشوارع ويختلطن ببنات المدرسة السعيدية وأيضا بالرجال ينادي الجميع بالإفراج عن سعد زغلول رمز الثورة المصرية في تلك الآونة. أمامنا في الأفلام صور متشابهة كثيرة لدور رجل الدين علي المستوي الاجتماعي مثلما حدث في أفلام عديدة منها «لقاء هناك» إخراج أحمد ضياء الدين عام 1976، لكن لا شك أن صورة رجل الدين المسيحي ودوره الاجتماعي قد برزت بقوة في السنوات العشر الأخيرة من خلال أفلام عديدة منها «بحب السيما» لأسامة فوزي و«مافيا» لشريف عرفة و«فيلم هندي» لمنير راضي و«حسن ومرقص» لرامي إمام وأغلب هذه الأفلام تدور أحداثها في شبرا. رأينا رجل الدين بشكل واضح في أحداث فيلم «فيلم هندي» من خلال صداقة بالغة القوي بين عاطف القبطي المتدين وسيد هاوي غناء الراب، عاطف اذن يرتاد الكنيسة دوما بحثا عن التوبة والنصيحة، ولديه حس بقدسية الشعائر التي يقوم بها فهو يقوم برش ماء التطهر بشكل مبالغ فيه فوق السيارة التي ارتكب فيها قبل يوم «خطية» عند المقطم وهو الذي سيقوم بخطبة الفتاة ماري شديدة التدين المرتبطة بالكنيسة بقوة، وسيكون أول لقاء بينهما في الكنيسة حيث اعترف هو بخطيئته إلي القس الذي استمع إليه بحكم مهامه، بينما جلست ماري تصلي في مقعدها. ومنزل عاطف هنا مليء بالرمز الديني مثل الصلبان المعلقة فوق الحائط بأحجام متباينة وصور للسيدة العذراء وللأنبا كيرلس. في بداية الفيلم يذهب عاطف إلي الكنيسة ويعترف للقس الذي يجلس أمامه مباشرة دون حاجز ويقول: إن حياتي معقدة باشتغل شغلانة وحشة قوي، أنا أفسد الناس دي. ثم يحدثه عن الأحلام الجنسية التي يراها وهو نائم متكلما بالتفصيل عن هذه الأحلام وبكل خوف يردد مطمئنا إلي القس: متهيألي مش ح اتجوز ابدا. ثم يبكي ويسرد إلي من يناديه «أبونا» سيرة حياته مختصرة وأنه تقدم من قبل لأكثر من فتاة ولم يوفق في الزواج، ذلك كله دون أن يعلق القس الذي عليه أن يسمعه فقط، لذا فما إن ينتهي الاعتراف حتي يغادر عاطف مكانه وقد اغتسل نفسيا بشكل ملحوظ. رجل الدين هنا يؤدي دوره داخل الكنيسة حين يأتيه شخص يبحث عن منفث نفسي لأزماته الحياتية، ويبدو القس هنا وهو يطيب خاطر الشاب ذي ملامح محايدة يطمئنه أن أموره ستنصلح لذا فهو يمنحه «جركن» مياه مصلية كي يغسل بها عاطف سيارته من اثر الخطية. وفي فيلم «مافيا» فإن هناك دورا ملحوظا لرجل الدين في أن يزوج اثنين ليس بينهما أي تعارف مسبق الشاب هو رأفت الذي يعمل ضمن جهاز الاستخبارات ، وقد افرد الفيلم مساحة درامية كي نتعرف علي الجانب الاجتماعي لرأفت، وهو أمر لم يحدث بالنسبة لرفاقه الثلاثة من المسلمين، فهناك مشهد يدور داخل كنيسة، حيث نعرف الجانب الآخر من حياة رأفت ، فهو شماس داخل الكنيسة ، يتحدث إلي القسيس الذي يلعب دورا اجتماعيا ملحوظا ويخبر رأفت أنه اختار له عروسا ويبدأ المشهد من خلال بناية الكنيسة من الخارج، ثم يصل رأفت بصحبة أمه، ويعبر عن جزعه من العروس التي تم اختيارها له من قبل القس تبدو الأم العجوز خفيفة الظل، لكنها تعكس كم افتقدت للجمال الأنثوي في شبابها، أسوة بالعروس التي تم اختيارها لابنها ونفهم أن الأم تلح علي ابنها أن يتزوج منذ أن عاد من مهمته الأخيرة، تقول الأم بكل فخر : بيقولوا شبهها فيرد ابنها: بقي دا كلام ياماما.. دلوقتي عرفت ليه أبويا مات بدري. وعندما يلتقي في داخل الكنيسة بالقسيس الذي يلعب دور الأب الروحي للجميع نري أنه شديد الحرص أن يضمن له الزواج حياة مستقرة ويخبره أن العروس تعمل في مدرسة النور المقدس، ونفهم هنا أن الزواج له دواع إنسانية، فالعروس المرتقبة يتيمة وليست لها أسرة ويردد القسيس أنها هدية وعندما تحضر العروس نراها مفتقدة للجمال بالإضافة إلي ضعف بصرها وأنها ذات لدغة ويبلغ القسيس بذلك فيردد الكلام الطاهر لا يخرج من اللسان بل من القلب، ثم يردد: جسد إيه ولدغة إيه المهم الروح اللي حتعيش معاها. داخل الكنيسة يقام الحفل المنتظر وتبدو صورة البابا يوحنا بولس بقامته المحنية وتري رأفت وسط مجموعة المرتلين ويقوم فضيلة البابا - بابا روما الذي يزور مصر - بإلقاء كلمة ويكتشف رأفت دخول الإرهابي المتخفي في زي قسيس، ويعرف أن زميله حسين سوف يقوم بدوره مما يعني أن أغلب أماكن الفيلم هي الكنيسة ورجالها وأن البطل الرئيسي المسيحي هو أيضا شماس، وهو عمل تطوعي في الكنيسة، كما أنها المرة الأولي التي تدور فيها أعمال عنف ومطاردات داخل الكنيسة حيث الهدف الرئيسي هو بابا روما، وهنا لم نر البابا القبطي، وليست هناك إشارة إلي الأقباط المصريين. الشيخ بولس لا شك أن الحديث عن فيلم «حسن ومرقص» في إطار هذه الدراسة يحتاج إلي المزيد من الصفحات لكننا سنحاول أن نوجز قدر الإمكان فنحن أمام عملية تبديل أدوار بين شيخ مسلم وقس مسيحي، وفكرة الفيلم تنتمي إلي الفانتازيا السياسية وهي أقرب إلي الفيلم الأمريكي face off وقد اتضح هنا إلي أي حد يحظي رجل الدين باحترام شديد لدي من يحوطه من العقيدة نفسها سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فلكل منهما دور ديني واجتماعي ولكل منهما أسرته وحياته الخاصة ورجل الدين المسيحي هنا اسمه الأب بولس هو واحد من الذين شاركوا في المؤتمر رقم 51 للوحدة الوطنية حيث يدور حوار بين شيوخ حول ما يتمتع به الأقباط في الوطن من ثراء ومميزات ثم قطع علي رجال دين مسيحيين يشكون من ظروف خاصة ببناء كنائس وترميم بعض الكنائس القديمة. القس هنا بناء علي تعليمات أمنية يجد نفسه وقد صار إمام مسجد أي من الشيء إلي النقيض، ونفاجأ أن الجار الذي يسكن في الشقة المقابلة للشيخ حسن «بولس» هو المواطن مرقص عبدالشهيد الذي يعيش في ظروف مشابهة، ارتدي الأول هوية المسلم ظاهريا باسم الشيخ حسن وارتدت زوجته ماتيلدا الحجاب الإسلامي، وصار ابنه جرجس يحمل اسم عماد، أما الأسرة التي تسكنها في المقابل، فهناك مرقص عبدالمجيد والشيخ محمود وأسرته التي حملت اسماء مسيحية. إذن نحن أمام مواجهة بين رجلي دين حيث تبدأ الاحتكاكات عندما تقع ابنة أحدهما في غرام الآخر، دون أن يعرف أي منهما هوية الآخر الدينية ومن خلال هذا التقابل يبدأ الفيلم في كشف مشاعر الطرفين المسلم والمسيحي تجاه نفسه وتجاه الآخر فيما يعتبر نقدا اجتماعيا وهنا نكتشف أن علي كل رجل دين أن يظل حاملا رسالته في حياته وأن مسألة التمويه هذه مؤقتة وذلك قبل أن تحدث المواجهة الجماعية في الشارع كي يتواجه اطراف من أتباع الرجلين. وقد اختار الفيلم أن يكون البطلان هما رجلا دين وليسا مجرد مواطنين عاديين كي يكشف صورة المواجهة بين الطرفين، لكن ما يهمنا هنا أن نؤكد أنه أيضا في فيلم «حسن ومرقص» بدا رجل الدين وقورا ملتزما بتعاليم دينه وأنه يؤدي دوره الوظيفي علي أحسن ما يكون الأداء.

جريدة القاهرة في

27/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)