حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أكد أن العقلية العربية تركّز على الجنس ولا تهتم بمشاهد القتل والسرقة

خالد يوسف: شقيقاتي محجبات وأؤيد مناقشة زنا المحارم

القاهرة - رحاب محسن

مخرج جريء يعتبره البعض دخل مجال الإخراج بشكل محترف من باب مناقشة قضايا وهموم المجتمع العربي بشكل واقعي، في حين انتقده البعض بسبب جرأة أفلامه، معتبرين أن المشاهد الجنسية تحتل المكان الأكبر في هذه الأفلام.

خالد يوسف أكد أن وجهة النظر العربية تتجه في اتجاه معين حول مشاهد الجنس دون النظر لمضمون العمل وما هي الرسالة الموجهة من خلاله، مؤكداً أن الالتزام ليس بالحجاب أو بالتدين الشكلي ولكن هناك أمور جوهرية هي مضمون التدين.

تآكل الطبقة الوسطى

  عاطف الطيب قدم 21 فيلم سينمائي من ضمنهم 20 فيلم عن الطبقة المتوسطة ومشاكلها وهمومها

وعن رأيه حول ما إذا كانت كثرة مناقشته لمشاكل الطبقة الوسطى جاءت برد فعل إيجابي من قبل الغافلين عن هذه الطبقة ومشاكلها, أكد المخرج خالد يوسف أنه ليس أول من سلّط الأضواء على الطبقة الوسطى فهناك الكثير من المخرجين العمالقة كانوا مهمومين مثله بهذه الطبقة، فمثلاً المخرج عاطف الطيب قدم 21 فيلماً سينمائياً، من ضمنهم 20 فيلماً عن الطبقة المتوسطة ومشاكلها وهمومها، ولا يوجد أي شخص عنده ضمير إلا ويجب عليه أن يهتم ويلقي الضوء على هذه الطبقة ساعياً لعدم تآكلها سواء كان ممثلاً أو مخرجاً أو صحافياً؛ لأننا في كل يوم نستيقظ لنجد عدة آلاف خرجت من الطبقة الوسطى إلى تحت خط الصفر ولا تمتلك حتى قوت يومها، وآخرين يرتفعون إلى فوق حد الغنى لذلك فهذه الطبقة في طريقها للانقراض.

وحول تقبله تدخل الفنانين في وجة نظره الشخصية كمخرج أكد يوسف أن جميع من يتعامل معه يسلم نفسه تماماً لوجهة نظره الإخراجية لثقته الكاملة بقدراته الإخراجية، ومع هذا فهناك مناقشة تتم بينه وبين أي فنان يتعامل معه، وهناك اختلاف في وجهات النظر أحياناً، ولكن في النهاية لابد من الالتزام برؤية المخرج لأنه يشاهد ما هي تركيبة الشخصية النفسية أكثر من الممثل؛ لأن المخرج هو المايسترو للفريق ككل، ولو كل شخص عزف على انفراد فلن يكون هناك "هارموني" أو توافق بين فريق العمل وسيخرج العمل غير مترابط في صوره نشاز.

  المشاهد الجريئة وجدت لضرورة درامية

لا يرفض الحجاب والجنس واقع في المجتمع العربي

وعن ما إذا كان يزعجه النقد حول جرأة القضايا التي يناقشها من خلال أفلامه نفى ذلك، لافتاً إلى اندهاشه من التركيز على بعض المشاهد وتجاهل مضمون العمال وخطورة القضايا التي يناقشها، فمثلاً من بين 20 ساعة هي مدة أفلامه العشرة يركز المنتقدون على دقائق معدودة, مشيراً إلى أنه يتحدى أن يحددوا مشهداً واحداً منها يثير الغرائز دون مضمون، فهذه المشاهد وجدت لضرورة درامية، وهو ليس لديه أي مصلحة في إشعال غرائز الشباب لأنه لن يستفيد من هذا، متهكماً بأنه لا يدير بيتاً للدعارة مثلاً سيعود عليه بالنفع من إثارة غرائز الشباب.

ولكن يقدم بعض المشاهد التي يجب أن تكون بالعمل لأنها ضرورة في سياق الفيلم، كما أنها واقع بحياتنا والسينما مهمتها عرض الحقيقة بحلوها ومرها، وهو عن نفسه يرى أن النقد الذي يثار دائماً حول أفلامه سببه حالة الخلط بين الواقع والتمثيل التي أصبحت غريبة على منطقتنا العربية ولا تثار إلا مع مشاهد الجنس، فمثلاً الكل يتفق على أن الزنا حرام كما أن القتل والسرقة والنصب حرام أيضاً، فلماذا لا نتكلم عن مشاهد القتل والسرقة بينما نتكلم عن مشاهد الجنس، وهذا يؤكد أن العقلية العربية من فئة معينة لا تفكر إلا في الجنس، وهذا سببه أننا نعيش في حالة إحباط تام جعلت الناس تفكّر من منطلق أنه إذا كنا قد خسرنا الدنيا فلابد أن نعمل لآخرتنا، وهذا من خلال تدين شكلي مظاهره الحجاب ومحاربة الرذيلة.

وأضاف أن هذا ليس معناه أنه يرفض الحجاب، مشيراً إلى أن شقيقاته كلهن محجبات، لكنه يرفض التدين الشكلي؛ لأننا لو طبقنا جوهر الدين الذي يحثنا على قيمة العمل سيكون وضعنا أفضل.

  تعلمت من يوسف شاهين على المستوى الشخصي أشياء أكبر بكثير مما تعلمته منه على المستوى العملي

مناقشة قضايا زنا المحارم

وعن رأيه في السينما النظيفة أكد المخرج خالد يوسف أنه لا يوجد شيء اسمه السينما النظيفة، وهي من وجهة نظره سينما غير نظيفة؛ لأن السينما واقع لا يجب أن نسرد حسناته فقط، ففي هذه الحالة لن تكون سينما صادقة وواقعية لكنها ستكون أفلاماً كرتونية لمجرد التسلية فحسب.

وحول علاقته بالمخرج الراحل يوسف شاهين, وهل يسير في حياته العملية على نفس منهجه الإخراجي، أكد خالد أنه مدين بكل ما حققه من نجاح على المستوى الفني للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، كما أنه تعلّم منه على المستوى الشخصي أشياء أكبر بكثير مما تعلمه منه على المستوى العملي, ومع هذا فهو لا يجد نفسه صورة مستنسخة من شاهين، كما أنه لديه وجهة نظر وخط سير مختلف، أما على المستوى الشخصي فقد تعلمت منه قيمة التسامح، فقبل معرفته لم يكن لديه القدرة الكافية على التسامح مع الآخرين.

وعن ما إذا كان مؤيداً لمناقشة زنا المحارم من خلال الأفلام السينمائية أكد أنه مؤيد لهذا تماماً لأنه واقع في حياتنا ولو لم نسلط الضوء عليه ونكشف عن مخاطره وعواقب فسيكون السكوت عنه أكثر خطورة من مناقشته, كما أن السينما دورها كشف القضايا الخطيرة التي تهدد استقرار الأسرة العربية والمصرية على حد سواء.

العربية نت في

22/03/2012

 

يرى مصر الآن بلا ملامح

عادل إمام: أرفض المزايدة على إيماني بالله

القاهرة - سامي خليفة 

رفض الفنان عادل إمام في تصريحات خاصة لـ"العربية نت" التعليق على الحكم بحبسه، جراء الدعوى القضائية التي أقيمت ضده بتهمه ازدراء الأديان في سلسلة أفلامه السينمائية، مكتفياً بالقول إن هذه القضية لا تخصه وحده، بل إنها قضية العديد من المبدعين والمفكرين، لذا سيترك محاموه يتخذون إجراءاتهم القانونية حيال من قام برفع الدعوى، خاصة أن هناك العديد من الجمعيات الأهلية أعلنت انضمامها له وتضامنها معه، بالإضافة لأشخاص كثيرين أعلنوا رفضهم لهذا الحكم.

وقال إمام: إنه وبعيداً عن هذا الحكم أرفض رفضاً قاطعاً أن يزايد أحد على إيماني بالله سبحانه وتعالى.

الشرطة تقوم بواجبها

بشأن التهديد باختطاف أحفاده وهل هذا يدل على استمرار الانفلات الأمني، قال إمام إن الشرطة المصرية فعلت ما عليها حيال هذا الموضوع، وتم القبض على الشخص الذي كان يهدده بشكل سريع قبل مرور يومين، وهو ما يعتبر انجازاً كبيراً من جهاز الشرطة، برغم الكوارث التي تحدث في البلد من سرقة سيارات وانتشار البلطجة في جميع الشوارع إلا أن الشرطة تقوم بتنفيذ مهامها على أكمل وجه.

وعن توقعاته لمستقبل مصر في الفترة القادمة قال الزعيم: "ربنا يستر على مصر فهي بلا ملامح الآن"، وتمنى في نهاية كلامه أن تبقى مصر أم الدنيا، وتظل بلد الأمن والأمان مثلما اعتدنا عليها منذ نشأتنا، وتكون أرضاً خضراء للأجيال القادمة.

دعاوى قضائية بالجملة

وكان الفنان عادل إمام قد تعرض للحبس ثلاثة شهور، لاتهامه بازدراء الأديان من خلال مجموعة من الأعمال السينمائية التي قدمها خلال مشواره الفني، وكونه يسخر من الزى الإسلامي وتلفظه ببعض الجمل الحوارية التي رآها المحامي السلفي عسران منصور مسيئة للدين، مثلما حدث في أفلامه (الإرهابي) وفيلم (السفارة في العمارة) وفيلم (مرجان أحمد مرجان ) ومسرحية ( الزعيم) وصدر الحكم في هذه القضية برئاسة المستشار محمد عبدالعاطي .

ولم تتوقف قضايا الإساءة للدين عند الفنان عادل إمام وحده، فبعد الحكم على الأخير بثلاثة أشهر قام أيضا مجموعة من المحامين السلفيين بإقامة دعاوى قضائية على مجموعة من الفنانين، يأتي على رأسهم المخرج خالد يوسف والفنانة غادة عبدالرازق وسمية الخشاب وعلا غانم وإيناس الدغيدي والمخرج محمد فاضل لاتهامهم بالإساءة للدين ونشر الفاحشة من خلال أعمالهم.

العربية نت في

22/03/2012

 

بسبب تأييده لباراك أوباما

"الجمهوريين" يتهمون هانكس بالعنصرية

كتبت - ولاء جمال جبة

وسط تصاعد الحرب التى يشنها "الجمهوريين" على الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة، خاصة مع قرب موعد الانتخابات الأمريكية، يتعرض نجوم هوليوود من النشطاء السياسيين إلى حملة شرسة على الإنترنت من مؤيدى الجمهوريين, وكان أحدثهم نجم هوليوود والحائز على الأوسكار توم هانكس.

حيث أشار موقع "هوليوود ريبورتر" إلى السخرية السياسية والنقد اللذين تعرض لهما النجم توم هانكس من موقع "ديلى كولر" – وهو أحد المواقع الإخبارية الموجودة فى واشنطن والمعروفة بميولها اليمينية – وجاء ذلك الهجوم بعد أن ظهر هانكس فى فيلم وثائقى يؤيد ترشيح الرئيس الأمريكى باراك أوباما لفترة ولاية أخرى؛ ومن ثم قام الموقع الإخبارى بنشر شريط فيديو ظهر فيه توم هانكس يعود لعام 2004 وصفه النقاد بأنه عنصرى.

وعلى الرغم من تجاهل المنظمات الحقوقية لهذا الفيديو إلاّ أن العديد من الجماعات المحافظة طالبت باراك أوباما فى مؤتمر المساواة العنصرية، باستبعاد النجم توم هانكس من الفيلم الوثائقى المؤيد لأوباما وهو "The Road We've Traveled".

شاهد الفيديو

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=2POembdArVo

 

http://dailycaller.com/2012/03/20/tom-hanks-glenn-frey-in-2004-racial-shocker-blackface-jokes-at-fundraising-auction-video/#ooid=wxZGk2NDrg-La1uELeKCqmhm5LPjlI7p

الوفد المصرية في

22/03/2012

 

فى أغنية قطر الحياة

أحمد مكى يؤكد موهبته فى الأداء التراجيدى

كتبت: ماجدة خيرالله 

يؤكد أحمد مكى يوماً بعد الآخر أنه لا يعتمد فى نجاحه على الموهبة فقط ولكن على قدر هائل من الذكاء، ولذلك استطاع قبل أن يصل إلى الثلاثين من عمره أن يقفز إلى الصف الأول ويناطح أهم نجوم الشباك الذين سبقوه إلى النجاح بعشرة أعوام على الأقل!

ولم يتوقف «مكى» كثيراً أمام ردود الأفعال التى صاحبت عرض فيلمه «سيما على بابا» فقد اختلف الناس حوله، ولكنه استغرق فى التفكير فى الشكل والموضوع الذى يمكن أن يعود به لجمهوره، ولأنه متنوع الموهبة وله تجارب مع أغانى «الراب»، وقدم منها أكثر من تجربة ناجحة منها «دور فى نفسك» مع دنيا سمير غانم، يعود ليقدم أغنية جديدة ولكنها هذه المرة، يمكن أن نعتبرها فيلما قصيرا، يضم قصة لها بداية وذروة ونهاية، الأغنية هى «قطر الحياة» التى انتشرت بسرعة خرافية على مواقع التواصل الاجتماعى «اليوتيوب والفيس بوك» وشاهدها خلال الأيام الأولى ما يزيد على مليون وخمسمائة وأربعين ألف شخص، يعنى لو افترضنا أن هؤلاء جمهور سينما يبقى نضرب الواحد فى ثلاثين جنيه متوسط ثمن التذكرة، يعنى يبقى أكثر من أربعين مليون جنيه إيرادات هذه الأغنية التى هى فى حقيقتها فيلم متكامل العناصر، كلمات الأغنية وضعها أحمد مكى بنفسه، ولحنها شادى السعيد، وفيها يقدم مكى جانباً مختلفاً من قدراته التمثيلية، فهو يبتعد عن الكوميديا تماما بل يقدم حالة مأساوية لشاب عاطل، من أسرة متوسطة الحال، يكتشف أنه وصل إلى سن الثلاثين دون أن يفعل شيئا سوى الانتهاء من الدراسة والانضمام لصفوف العاطلين، الشاب يشعر أنه أصبح عبئا على أسرته، وهذا ما يسبب له إحساساً بالإحباط والهزيمة، ويقوده أصدقاء السوء إلى طريق المخدرات، ويتحول من شاب صحيح الجسم والعقل إلى مُدمن، عصبى المزاج عدوانى النزعة، وحتى يوفر المال الذى يصرفه على الهيروين يضطر للاستدانة من أصدقائه ولما يضيق صدرهم به، يضطر للسرقة من والده، وعندما ينكشف أمره يتحول إلى وحش هائج ويتعامل بعنف شديد مع أقرب الناس إليه، وتستشعر أسرته أن لا أمل فى إصلاحه فيطردونه من المنزل، ليهيم على وجهه، ثم يذهب لأحد الأصدقاء ويستغرق فى تعاطى المخدر الذى يُنهى حياته، وهو فى ريعان الشباب، وقبل أن يفارق الحياة تمر أمام عينيه رحلة عمره ويكتشف أنه لم يفعل شيئا له قيمة وأن سنوات العمر تسللت من بين يديه فيتمنى لو عادت به الحياة مرة أخرى ليصلح ما أفسده، ولكن قطار الحياة لا يعود لنقطة البداية مرة أخرى! زمن الأغنية لا يزيد على خمسة دقائق استطاع خلالها أحمد مكى أن يقدم شخصية الشاب المحبط ثم المُدمن بكل تفاصيلها وتصاعد انهيارها حتى يصل إلى نقطة اللاتوازن، وما يصحبها من عنف وتصرفات غير مسئولة وحالة هياج دائم ثم سكون، ليؤكد أنه يستطيع أداء الشخصيات المعقدة بنفس مهارة إجادته للشخصيات الكوميدية «الكاراكتر» وكانت هناك لمحة من هذا قدمها فى فيلم «ليلة البيبى دول» للمخرج عادل أديب ولكن نظرا لفشل الفيلم لم يلتفت أحد لأداء مكى لشخصية سائق التاكسى التى قدمها بأسلوب مبتكر، وبعد ما يقرب من الخمس سنوات يعيد تجربة تقديم شخصية بعيدة عن الكوميديا فى أغنية قطر الحياة للمخرج أحمد الجندى وقد شارك بالتمثيل كل من أحمد حلاوة وحنان يوسف وليد فواز، ومن أهم عناصر التميز فى الأغنية كاميرا «مازن المتجول» الذى تعامل معها كفيلم درامى متكامل وكانت النتيجة تجربة فنية متميزة تضاف إلى رصيد مكى وكل من شارك فيها!

الوفد المصرية في

22/03/2012

 

حكايات أبوسمرة!

ذكريات لا تنسي مع البابا شنودة

سمير صبرى يكتب : 

ازدادت سرعة دقات قلبي وأنا أسير في الممر الطويل التاريخي للطابق الثاني من الكاتدرائية ونظرت حولي أتأمل المكان العتيق لعلي أنشغل عن التوتر الكبير الذي أعانيه.. فبعد ثوان سوف ألتقي بشخصية عظيمة ونظرت بجانبي للقس الذي كان يقودني إلي الغرفة التي سأقابل فيها البابا.. وابتسم القس المرافق لي وكأنه شعر بالتوتر الذي أمر به فقال:

- أستاذ سمير أنت محظوظ جدا لان »سيدنا« وافق علي طلبك فوراً للتسجيل معك في برنامجك الناجح النادي الدولي وهو سبق سوف تنفرد به فانت صاحب أول حوار للتليفزيون المصري مع »سيدنا«!

وكنا قد وصلنا إلي باب الغرفة التي يجلس فيها البابا شنودة.. وازداد توتري.. ودخل القس وانا وراءه.. ورأيت البابا شنودة لأول مرة كان يجلس علي فوتيه مدهب كبير وأسرع القس المرافق لي بتقبيل يده ففعلت مثله وانا غير مصدق انني أمامه.. وابتسم البابا لي واشار لي لكي اجلس بجواره ونحن في انتظار وصول كاميرا التليفزيون والفنيين.. وضربت لخمة شديدة.. مش عارف ابتدي كلامي منين ولا ازاي.. ويبدو انه شعر بقلقي فنظر لي وابتسم من جديد وبدأ هو الحديث ليزيل قلقي وقال لي:

أستاذ سمير فيه حاجات كتيرة مشتركة بيننا أنا زيك خريج كلية الاداب دفعة ٧٤ أنت دفعتة كام؟

-٨٦ يا سيدنا

-أنا قسم تاريخ وانا عارف انك قسم انجليزي وانا جامعة القاهرة وانت جامعة الاسكندرية البلد الجميلة اللي بحبها جدا زيك.. انت تجيد اللغة الانجليزية كاحد ابنائها وانا تعلقت بها جدا من اخويا روفاييل الذي كان يدرس اللغة الانجليزية.. انت تتحدث اللغة كأهلها وانا فيه بعض الكلمات بتطلع مني انجليزي علي صعيدي شوية!

وضحكت معه واكتشفت منذ اللحظة الأولي أنني امام صاحب دعابة راقية جدا وروح مرحة واحسست نحوه بأبوة نادرة.. شخصية لا تستطيع ان تقاوم ان تحبها وتحترمها فوراً.. واستطاع »سيدنا« ان يذيب الجليد بيننا وبدأت أمارس مهنتي واكتشفت من حديثي معه انه صاحب كاريزما عالية نادرة تتسم بالبساطة الشديدة عاشق للثقافة وللشعر قديمه وحديثه

سألته: احلي قراءاتك في شعر الحديث؟

قال: التراشق الشعري البديع بين شوقي وحافظ إبراهيم!

قلت: شوقي أم حافظ.. من هو مثلك الاعلي في البلاغة؟

قال: مثلي الاعلي في البلاغة والفصاحة هو السياسي المصري الكبير مكرم عبيد باشا.. من أقطاب ثورة ٩١ وهو في رأيي أحد اهم الفصحاء المعدودين في تاريخ مصر الحديث بل هو من عظماء تلك الفترة المهمة في معركتنا مع الاستعمار البريطاني هو ومعاه طبعا سعد باشا زغلول ومصطفي النحاس!

قلت: معني ذلك ان سيدنا من اعضاء حزب الوفد؟

قال: انا مصري ودمي وروحي لكل الاحزاب التي تخدم مصر الغالية هل تعلم أن مكرم باشا عبيد كان يحفظ كثيرا من آيات القرآن الكريم حباً في لغته وبيانه المعجز وانا ايضاً مثله اعشق القرآن الكريم وأستشهد بالكثير من آياته في أحاديثي وفي المقالات التي كنت أكتبها بعنوان »أخلاقنا« عندما كنت صحفيا ناشئا .

قلت: سيدنا أديب وصحفي وشاعر ومفكر وسياسي ورجل دين.

قال ضاحكاً: تقصد سبع صنايع يا أستاذ سمير.. زيك يعني ما انت ممثل ومذيع ومغني وإعلامي عايز نصيحة مني اقرأ دائما »قل أعوذ برب الفلق« علشان ربنا يحفظك من الـ !PHD

قلت: PHD تقصد الدكتوراه يا سيدنا دي أمنية عمري أني احققها وضحك البابا وقال: المقصود بلPHD  ليس الدكتواره.. إنها اختصار لجملة

»PULL HIM DOWN« يعني بالترجمة الحرفية »إطرحه أرضاً« أو نزله من المكانة اللي هو فيها.. وده شعار حزب أعداء النجاح في بلدنا اللي بيحاولوا دايما هدم الناجحين بدلا من محاولة معرفة سر نجاحهم وتفوقهم علشان يعملوا زيهم! وقطع حديثه الرائع وصول كاميرا التليفزيون المصري ليحقق لي شرف أول من يجري حوارا مع البابا شنودة للتليفزيون المصري وتم إذاعة الحديث يوم ٧ يناير ولاقي إعجابا شديدا من المشاهدين واضفت انا لرصيد تسجيلاتي مع العظماء تسجيلاً نادرا لشخصية فريدة رائعة.

وكان لقائي الثاني معه بعدها بسنوات حينما كنت اقدم برنامج »هذا المساء« وكالعادة استجاب البابا لطلبي ورحب بالتسجيل معي من جديد وكانت المرة الثانية اسهل بكثير وامتع نظراً لأنني كنت أخذت علي هذه الشخصية البسيطة المثقفة جداً .

سألته: سفرياتك الأخيرة في جميع عواصم العالم هل معناها ان »سيدنا« يحب السفر؟

قال: يا صديقي العالم زي الكتاب.. اللي ما يسافرش كأنه قرأ صفحة واحدة بس شوف تبقي الخسارة قد أيه لأن الإنسان لما بتتعدد مشاهده المختلفة بتتعدد منابع إلهامه أيضاً.. وشوف ازاي الادباء الرحالة استفادوا من رحلاتهم واطلاعهم علي حياة الشعوب المختلفة وافادوا قراءهم وعندك مثلاً الأمريكي »إرنست هيمنجواي« وعندنا القدير »أنيس منصور« إضافة طبعا إلي التليفزيون والسينما والسياحة اللي قربت وربطت بينا وبين العالم.

الثقافة ضرورة حيوية للانسان بدونها ينعزل الانسان عن العالم.

قلت: من هم الكبار قوي في الأدب اللي »سيدنا« معجب جداً بأعمالهم؟

قال: كلهم شكسبير وبيرنارد شو في الأدب الأنجليزي.. أناتول فرانس وموليير في الأدب الفرنسي.. تولستوي وتشيكوف ودستيفسكي في الادب الروسي.. ألبرتو مورافيا الإيطالي.. القراءة ياصديقي تجعلك تتطلع إلي داخل وعمق طبيعة النفس البشرية.

قلت: كرجل عسكري سابق.. ماذا كان شعورك يوم عبور الجيش المصري القناة ونصر أكتوبر ٣٧؟

قال: إداني إحساس تاني بقيمة المصري في الحياة.. مصر تستحق هذا النصر! وتم إذاعة هذا الحديث عام ٧٩٩١ أي بعد عشر سنوات بعد حديثي الأول معه في برنامج »النادي الدولي« . وكان التسجيل الثالث لي معه عام ٣٠٠٢ لقناة دريم وتم إذاعته أيضاً في عيد ٧ يناير وفي هذا التسجيل أكد علي إصراره أنه لن يدخل القدس إلا مع إخوانه المسلمين بعد تحرير المدينة المقدسة وتحدث معي أيضاً عن موقفه من التطبيع مع إسرائيل وعدم ذهابه إليها مع الرئيس السادات عام ٧٧ الذي صنع الجفاء بينه وبين الرئيس الراحل والذي أدي بعدها إلي قرار عزله وتحديد إقامته في دير وادي النطرون!

وعندما اتذكر الآن هذه الاحاديث الرائعة والتسجيلات التي حصلت عليها مع هذه الشخصية العظيمة التي تعاملت بذكاء شديد مع كل حوادث الفتنة البغيضة التي مرت علينا في السنوات الأخيرة وأدار كل الازمات التي كادت تعصف باستقرار الوطن ووحدة نسيجه بهدوء وصبر وحكمة واحيانا بالصمت الحكيم!

وقد سعدت بعد ذلك برؤية البابا عدة مرات سواء في الإفطار الرمضاني الذي كان يدعو إليه كل رموز المجتمع أو في اللقاءات العديدة التي كنا نستضيفه فيها في أندية الليونز أو »الروتاري« والتي كان يحرص علي الحضور اليها والجلوس بجوار شيخ الأزهر الذي كنا نستضيفه معه والذي كان دائما يختتم اللقاء معه بأن يروي للحضور »آخر نكتة« والتي كانت دائماً تدور حول العلاقة بين الأقباط والمسلمين .

ولن أنسي أبداً مقولته الشهيرة: مصر ليست وطناً نعيش فيه.. ولكنها وطن يعيش فينا والتي عبر فيها عن معني الوطن والوطنية كما حققه طوال حياته.

S.SABRY@SAMIR-SABRY.COM

أخبار اليوم المصرية في

23/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)