حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الجمهور لم يتحمل الفيلم لنهايته

"على واحدة ونصيفجر أزمة بين الراقصات "الأحراروالصحفيين

(طارق الشناوي - mbc.net) 

أكثر المهن التي يمتلئ بنقدها لأرشيف السينمائي المصري وتتعرض لنقد لاذع في الأفلام والمسلسلات هي الممثل والمخرج والمنتج والكاتب ولم يحدث أن قرأنا أن نقابة الممثلين تطالب بوقف عرض عمل فني!

هل نرى عن قريب تنظيم جديد بين الراقصات يطلق على نفسه حركة الراقصات الأحرار، ردًا على تلك البيانات التي صدرت مؤخرًا عن حركة الصحفيين الأحرار التي تطالب بمصادرة الفيلم الرديء "على واحدة ونص"!؟. لا تزال مع الأسف بعض أصوات في نقابة الصحفيين المصريين تريد للنقابة أن تلعب دور الرقيب وتضع كل تاريخ النقابة الذي صنعته بالدفاع عن الحرية في مواجهة مع الحرية، وذلك عندما تعلو الأصوات وهي ترفض أن يقدم فيلم يتناول راقصة بدأت حياتها صحفية.

شاهدت الفيلم بمجرد عرضه واكتشفت أنني في الصالة مع ثلاثة فقط من المشاهدين لم يصمد اثنان منهم؛ حيث غادروا صالة العرض آسفين على ضياع وقتهم ونقودهم!.

الحكاية أن فتاة حاول زوج خالتها الاعتداء الجنسي عليها وتهرب للقاهرة وفي بيت للمغتربات تبحث عن مهنة وتقرر أن تصبح صحفية أو مذيعة ثم تتحول إلى راقصة، وتقول "من صحفية إلى راقصة يا قلبي لا تحزن"، وذلك بعد أن تلتقي برئيس تحرير قواد وفي النهاية تكتشف جريمة تهريب آثار مصرية وتبلغ عنها وتوتة توتة.

الممثلة بطلة الفيلم "سما المصريلم تكتف بأن تنتج بل كتبت أيضًا النص السينمائي ورقصت وغنت، والحقيقة أنك لن تجد في الفيلم أية لمحة تشي بأن هناك شيئًا له علاقة بالسينما ولن تشعر بوجود المخرج "جمعة بدرانفي أول تجربة له.. لا شيء له صلة قربى أو نسب بالفن السابع من الممكن أن تعثر عليه في هذا الفيلم، أو إن شئت الدقة – اللافيلملكن المأزق هو في الصحافة والنقابة التي مع الأسف يصر بعض أعضاء مجلس إدارتها على أن يعتبروها معركة حياة أو موت!!

ألا يعلم الصحفيون أن بينهم من يمارسون القوادة بل ومهنًا أخرى أبشع.. ألا توجد بالفعل راقصة بدأت حياتها صحفية ثم أصبحت مذيعة وبعد ذلك أعلنت أن "من صحفية إلى راقصة يا قلبي لا تحزن".. لماذا يغضب الصحفيون إذن من هذا الفيلم الذي لعبت بطولته راقصة.. بعض الزملاء بإعلان غضبهم للنائب العام ومخاصمة وزير الثقافة ومطالبة النقابة بالتدخل يحققون للفيلم دعاية مجانية!!.

"دور الرقيب"

إنها ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها الصحفيون ويعلنون الثورة ولكنها المرة الأولى التي أجد فيها جزء من مجلس النقابة يريد تصعيد الموقف.. سبق وأن فعلها عدداً من الزملاء ضد فيلم "عمارة يعقوبيانقبل نحو 5 سنوات بسبب تقديم شخصية "حاتم رشيدرئيس تحرير شاذ جنسياً التي أداها "خالد الصاويإلا أن النقابة وقتها لم تدخل في خصومة مع الفيلم بل إن الأصوات العاقلة في النقابة قالت أن المطالبة بمصادرة عمل فني هي التي تنال من حرية الصحافة مؤكدة أن الصحفيين ليس على رؤوسهم ريشة.

ولو راجعت أغلب الأعمال الدرامية التي تتناول الصحافة والصحفيين حتى تلك التي كتبها صحفيون سوف تكتشف أن الصحفيين هم أكثر من ينتقد المهنة بضراوة ويشهرون بزملائهم.

 خذ عندك مثلاً "دموع صاحبة الجلالةالذي قُدم كمسلسل إذاعي وتليفزيوني وفيلم الرواية كتبها الصحفي "موسى صبري"ويومها تساءل الناس عن شخصية البطل "محفوظ عجبومن هو المقصود البعض قال أن "موسى صبريأراد الانتقام من الصحفي "محمود عوضولاحظ توافق الإيقاع الموسيقى بين الاسمين "عجب وعوض".. وقيل أيضاً أن "موسىكان يقصد النيل من "محمد حسنين هيكللما بينهما من خصومة قديمة فكتب الشخصية للثأر الشخصي منه.

"انتقاد الصحافة"

ولدينا الكثير من الأعمال التي اقتحمت دهاليز الصحافة بانتقاد لاذع وضاري وأشارت إلى صحفيين بعينهم.. "زينب والعرش"القصة الأدبية تأليف الروائي "فتحي غانموشاركه في كتابة السيناريو "صلاح حافظومن الممكن أن تجد أيضاً في "اللص والكلابلنجيب محفوظ شخصية "رؤوف علوانرئيس التحرير الذي هيأ المناخ الفكري لـ "سعيد مهرانلكي يصبح سفاحاً.

 بل إن صورة الصحفي مرتبطة عند الناس بتلك اللقطة الشهيرة التي شاهدناها في فيلم "لعبة الستعندما كان يجري الصحفي الفني حواراً مع الفنانة الشهيرة التي أدت دورها "تحية كاريوكاوهو يقول لها "أين ترعرعت سيدتيورغم ذلك فإن الصحفيين كانت لديهم المرونة للتعامل مع تلك الصورة التي تستفز الجمهور ضد الصحفيين.

لقد دخلت الرقابة التي صرحت بفيلم "على واحدة ونصكطرف مباشر في تلك الأزمة والاتهام الذي يلاحقها هو كيف وافقت على ما يهين الصحافة.. لو التزمت الرقابة بعدم التعرض للسلبيات في أي مهنة فإنها لن تجد ما سوف تتناوله في الأعمال الفنية والحقيقة أن كل أصحاب المهن كثيراً ما أثاروا قضايا مماثلة.

 رابطة البوابين المصريين - مع كل التقدير بالطبع لكل صاحب مهنة شريفة - إلا أنهم أعلنوا احتجاجهم على فيلمي "البيه البواب"الذي لعب بطولته "أحمد زكىو "صاحب الإدارة بواب العمارةالذي لعبت بطولته "نادية الجنديوقام "عادل أدهمبدور البواب وفي الفيلمين يصعد البواب من حجرة في بير السلم ليصبح هو مالك العمارة.

وسبق وأن غضب المحامين من شخصية المحامى "حسن سبانخالتي أداها "عادل إمامفي فيلم "الأفوكاتوولا ننسى غضب رابطة المأذونيين الشرعيين على تلك الصورة الساخرة التي تتناول شخصية المأذون على مدى تجاوز الثمانين عاماً وهي عمر السينما المصرية وهو ما تكرر مع المرشدين السياحيين والممرضات والأطباء وغيرهم.. ولو عدت إلى الأرشيف السينمائي سوف تكتشف أن أكثر المهن التي تتعرض لنقد لاذع في الأفلام والمسلسلات هي الممثل والمخرج والمنتج والكاتب ولم يحدث أن قرأنا أن نقابة الممثلين تطالب بوقف عرض عمل فني!!

الدعاوى القضائية في العادة لا توقف عرض الأعمال الفنية ولا أتصورها سوف تؤدي إلى ذلك أبداً ولكنها على العكس قد تُسهم في زيادة مساحة الاهتمام أكثر حتى أن بعض الفنانين يبحثون عن مثل هذه الدعاوى لتصبح قوة دفع ودعاية مجانية لأفلامهم.. على مجلس نقابة الصحفيين ألا ينصت لتلك الأصوات.. لقد كان سلم نقابة الصحفيين واحداً من أيقونات ثورة 25 يناير في دفاع الصحفيين عن الحرية ومواجهة فساد نظام مبارك فلماذا يريده البعض أن يرقص على واحدة ونص؟!.

(*) ناقد مصري والمقال يعبر عن وجهة نظره

الـ mbc.net في

19/03/2012

 

آخرهم كان جورج كلوني 

نجوم إعتُقلوا بسبب مواقفهم الملتزمة 

يوسف يلدا – سيدني:  

كانت الشرطة الأميركية قد إعتقلت النجم جورج كلوني، قبل أيام، أثناء مشاركته في إحتجاج ضد العنف في السودان. غير أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إعتقال نجم هوليوودي، بسبب من مواقفه الإجتماعية والسياسية الملتزمة. على الرغم من أن هناك الكثير من مشاهير هوليوود ونجومها، دخلوا السجن لأسباب

تتعلق بتناول الكحول أثناء قيادة سياراتهم، أو بمحاولة إعتدائهم على المصورين، والى غير ذلك من الأسباب التي لا تدخل ضمن ما نحن بصدده هنا، لكن، في المقابل، أصبح العديد من النجوم خلف القضبان بسبب دفاعهم عن مواقفهم الإجتماعية والإنسانية وافكارهم السياسية. ويمثل جورج كلوني آخر أولئك الذين تبنوا مواقف مناهضة لحكوماتهم، المر الذي يدفع بالسلطات الى إعتقالهم، وزجّهم في السجون. هنا عودة للتذكير بأسماء البعض من نجوم ومشاهير هوليوود الذين كانوا رهن الإعتقال والسجن، لمحاولتهم الدفاع عن أفكارهم السياسية ومواقفهم الملتزمة تجاه المجتمع.

جين فوندا

في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1970، إعتُقلت جين فوندا من قبل المسؤولين في دائرة كمارك الولايات المتحدة الأميركية، في مطار هوبكنز الدولي. وكانت هانوي فوندا، كما لقبها الناس، والمعروفة بنشاطها السياسي، ومعارضتها الشديدة لحرب فيتنام، في طريقها لحضور مؤتمر جامعي. وحسب تقرير الشرطة أن التهمة التي وجهت الى فوندا كانت العثور على المخدرات في حقيبتها. رغم أن السلطات ذكرت، فيما بعد، أن ما عثرت عليه لم تكن سوى أقراص تحتوي على الفيتامينات.

فانيسا ريدغريف

كما حصل للممثلة جين فوندا التي شاركتها البطولة في فيلم "جوليا"، فقد  تم إعتقال فانيسا ريدغريف خلال السبعينات، لإنضمامها الى حملة إحتجاجية  ضد حرب فيتنام، أمام سفارة فيتنام في الولايات المتحدة الأميركية. وفي أعوام السبعينات ذاتها، كانت ريدغريف قد فاجأت الجميع، بإلقائها خطاباً سياسياً، عندما فازت بجائزة أفضل ممثلة، خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار. حيث قالت: "زملائي الأعزاء، (...) أحييكم من هنا واعبر عن تقديري لكم لرفضكم الخضوع لتهديدات جماعة من الصهاينة القتلة، يعد سلوكها إهانة للمكانة التي يتمتع بها اليهود في جميع أنحاء العالم. وأعاهدكم بانني سأواصل محاربة معاداة السامية، والقمع، والفاشية".

مارتن شين

مارتن شين، الممثل المعروف لدى جيل الشباب بأنه يكون أب النجم الكوميدي تشارلي شين، بينما إشتهر بين الأوساط السينمائية بدوره في فيلم "أبوكاليبس ناو- القيامة الآن"، حارب على مدى سنوات طويلة من أجل قضايا إجتماعية، وبسببها إعتُقل في اكثر من مناسبة. ففي عام 1996 تم إعتقاله بسبب مشاركته في مسيرة مناهضة للأسلحة النووية أمام مقر "مركز بحوث ريفرسايد". وإعتقل أيضاً في عام 1997، عندما إحتج على حقوق جامعي الفراولة في كاليفورنيا.

سوزان ساراندون

وُجّهت الى الممثلة سوزان ساراندون، الفائزة بجائزة أوسكار، في عام 1999 تهمة الإخلال بالنظام العام، عندما شاركت في حملة إحتجاج في نيويورك ضد قتلة أمادو ديالو، المهاجر الغيني الشاب الذي أصيب ب 41 رصاصة، أطلقت عليه من قبل أربعة من رجال الشرطة الذين إعترفوا إنهم قتلوه خطأ، بعد ان إشتبهوا به.

داريل هانا

أما النجمة داريل هانا التي إشتركت سابقاً في العديد من حملات الإحتجاج المطالبة بحماية البيئة، كان قد تم إلقاء القبض عليها العام الماضي، أثناء مشاركتها في مظاهرة أمام البيت الأبيض ضد مشروع مد خط أنابيب نفط من كندا الى ساحل الخليج الأمريكي. وتم الإفراج عنها بكفالة قدرها 100 دولار.

لوسي لوليس "زينة"

في 27 فبراير/ شباط من العام الحالي، إعتقلت الشرطة لوسي لوليس، المشهورة بدور زينة في المسلسل التلفزيوني "زينة: الأميرة المحاربة"، ومعها خمسة من نشطاء "غرينبيس – السلام الأخضر"، لصعودها الى سفينة للتنقيب عن النفط، كانت تهم لمغادرة نيوزيلاندا. لكن الشرطة وجهت إليهم تهمة سرقة السفينة

وكانت الممثلة التلفزيونية قد أعلنت أنها ستواصل إلتزامها بحملتها من أجل حماية كوكب الأرض.

هايدن بانيتيري

أما الممثلة هايدن بانيتيري فقد صدر في 31 أكتوبر/ تشرين أول من عام 2007 أمر إعتقال ضدها في اليابان، بعد أن حاولت عرقلة صيد الدلافين السنوي في تايجي، واكاياما، عن طريق اللحاق بالصيادين ومحاولة منعهم في المياه، بواسطة رياضة الطفو (السرف). وقد تم نقل بانيتيري ومن معها من المحتجين مباشرة الى مطار أوساكا، من أجل منع تنفيذ أمر إعتقالهم

جورج كلوني: تجربة السجن كانت لطيفة!

إيلافاعتقلت الشرطة الاميركية نجم هوليود جورج كلوني ووالده يوم الجمعة خلال مشاركتهما في احتجاج نُظم امام السفارة السودانية في واشنطن.  وقال كلوني انه طلب من الرئيس باراك اوباما ان يطلب من الصين المساعدة في إنهاء الأزمة الانسانية في منطقة جبال النوبا في السودان.

ويتهم المحتجون نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالمسؤولية عن الأزمة ومنع وصول الغذاء والمساعدات الى سكانها.   

واعتُقل كلوني مع والده وآخرين بعدما حذرتهم الشرطة ثلاث مرات من عبور الخط الذي حددته امام سفارة الخرطوم.  ومن بين المعتقلين الآخرين الناشطان من أجل الحقوق المدنية نجل مارتن لوثر كنغ وبن جيلوس والممثل دك غريغوري

وجاء اعتقال كلوني الفائز بالاوسكار بعد اجتماعه بالرئيس اوباما وتقديم افادة في الكونغرس وحضوره مأدبة عشاء  أُقيمت لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البيت الأبيض

وقال كلوني لوكالة اسوشيتد برس قبل اعتقاله انه يأمل بلفت الانتباه الى الأزمة في السودان ولكنه لا يعرف إن كان تقدم تحقق في هذا المجال.  

وينشط كلوني في الحملات التي تُنظم لمساعدة الفقراء في افريقيا.  وبعد أن اطلق سراحه بكفالة، صرح كلوني مازحا: "إن تجربة السجن كانت لطيفة".

إيلاف في

19/03/2012

 

زوم 

أول غزو صالات للـ «داون تاون» خلال أشهر...

محمد حجازي  

غريب أمر اللبناني، وكأنّه خُلِقَ ليكون عكس التيار السائد، وإذا كان من دليل ساطع وغير بعيد، فهو الحرب الماضية والحاضرة التي كانت فصولها تدور في كل حي، بينما كان الأحياء منّا، يُصلِحون ويبتكرون المشاريع ويعيدون بناء ما تهدّم وينطلقون إلى آفاق أرحب وأعمق من التفاؤل بالغد على أُسُس غير منطقية لكنها الطريق الوحيد للبناء من جديد.

في عز الحرب.. كان هناك مَنْ صنع أفلاماً لبنانية، وهنا ليس مجال تقييمها.. وكان هناك من بادر وبنى صالات وجهّزها وافتتحها لتكون علامات فارقة في مستواها من الدرجة الأولى.

اللبناني دائماً متفائل، ورغم أنّ رأس المال يوصف بالجبان حين يريد توظيف ميزانيات مرتفعة لمشاريع جديدة، إلا أنّ هذه المعادلة لم تكن حاضرة في ربوعنا وربما صح القول بأنّ أصحاب الرساميل من عندنا كسروا هذه القاعدة، عندما أقدموا حيث لا يجروء الآخرون، ومن معالم ذلك ما يجري حالياً من تحضيرات لإطلاق 14 صالة في وسط بيروت، في الأسواق كأول صورة من صور إعادة الصالات إلى ملعبها الأول في تعاون بين شركتي السيدين ماريو حدّاد وحامد الآتاسي (بين أمبير - وسينما سيتي) والعمل جارٍ منذ فترة، على أنْ يتم الافتتاح خلال أشهر، في عملية تُنهي علامات الاستفهام التي كنّا نرسمها دائما، متسائلين: لماذا تبقى الـ «داون تاون» من دون صالات سينما، التي لطالما عرفت عزها وانتشارها وجمهورها الكبير في هذه المنطقة بالذات قبل أنْ تُبنى مدينة جديدة فوق المدينة التي هدّمها السلاح والمؤامرات على لبنان.

بالمقابل فإنّ السيد سليم راميا (غراند سينما) ينشئ تجمّعاً سينمائياً من ثماني صالات في منطقة ضبيه، أيضاً موعدها مع الجمهور في الفترة إياها مع زميلاتها في وسط البلد، في صورة تبدو تمددية في كل الاتجاهات داخل البلد، فالصالات قيد التجهيز والتحضير في عدد من المناطق أبرزها في البقاع، عكار، والنبطية بعد فترة غير طويلة على فعالية خطوة افتتاح دور سينما في مدينة صيدا.

كل هذا، ونسمع من بعض الحواجب المقطّبة بأنّ عصر السينما قد انتهى، فهل تبدو الصورة كذلك على الأرض؟ طبعاً لا، فالحاجة التي تدفع إلى مشاريع مفتوحة على هذا النحو، وعلى هذه الكثرة لا يمكن أنْ تكون استناداً إلى معطيات غير واضحة ومضمونة، وهل من مشكك في أنّ المجمّعات التجارية أوجدت سبباً كافياً لوجود صالات جديدة، حتى لا نقول بأنّ هناك حاجة ماسّة في هذه المجمّعات لمشاريع الدور الجديدة.

والذي ربما لا ينتبه إليه البعض، يتعلّق بكيفية تأمين أفلام تُبرمج على شاشات كثيرة، تحتاج إضافة إلى تعدُّد الأفلام، إلى نسخ كثيرة تلبّي احتياجات عدد الدور الموجودة.

اللبناني جريء، مقدام، وعنده نسبة مخاطرة أكثر من غيره في بلاد أخرى، لكنه عند الحساب بالجملة يُريح، بينما تجارة المفرّق لا ترُيح كثيراً وحس المبادرة الفردية من صفاتنا المتوارثة ولا شيء يحدُّ منه إطلاقاً رغم كل معالم وحسابات البيدر التي لا تنسجم مع حسابات الحقل.

مباركة علينا المشاريع الجديدة، خصوصاً أنّها تجيء في وضع صعب تعيشه منطقتنا، لكن يبدو أنّ حروبنا الطويلة في لبنان علّمتنا أنّ الانتظار ليس حلاً وإلا بدونا كمَنْ ينتظر غودو..

إسمه «توماس شل» روى سيرته كتاب استند إليه الفيلم

الضحيّة الذي رمى بنفسه من أعلى البرجين في نيويورك

جسّده توم هانكس في استعادة لأحداث أيلول المُرعبة

تأخّرت هوليوود كثيراً في الكلام عن أحداث أيلول/ سبتمبر التي أسقطت برجَيْ مركز التجارة العالمي في نيويورك، وقضت على خمسة آلاف شخص كتقدير أوّلي.

سنوات مرّت لم تظهر فيها إلا أشرطة قليلة جداً عن حدث عالمي ما زالت تداعياته السياسية والعسكرية تتوالى أمامنا في كل مكان من منطقتنا وبعض العالم،  ومع ذلك لم تقدّم هوليوود شيئاً يُذكر، وكل ما فعله أحد كبارها المخرج أوليفر ستون عندما صوّر شريطاً يُحيّي فيه الضحايا من رجال الأطفاء على خلفية ما بذلوه من تضحيات.

Extremely Loud And Incredibely Close هو عنوان الفيلم الميلودرامي الذي أخرجه ستيفن والدري عن الضحية الذي رمى بنفسه من أحد الطوابق العالية في أحد البرجين، وواكبته عيون العالم في لحظة، رعب غير مسبوق، وتبيّن لاحقاً أنّ الضحية يُدعى توماس شل، ويجسّد دوره في حضور شرفي يكاد يكون عابراً النجم توما هانكس الذي يكفي أنْ يقبل بظهور اسمه في الشريط كي تكون للفيلم خصوصية وقيمة ومستوى.

يستند نص الفيلم إلى الكتاب الذي أصدره جوناثان سافران فور، وهو نفسه كتب السيناريو مع إيريك روني، لكن بدا واضحاً أنّه لا توجد معطيات كثيرة قادرة على خدمة الموضوع، على الأقل حول الموضوع وتوماس هو مجرد أب جيد ودود وقع في أسره ابنه الوحيد أوسكار (توماس هورن) حيث كانا يلعبان الكاراتيه، ويمارسان هوايات عديدة في البحث والتقصّي ورسم الخرائط، لذا كانت خسارة أوسكار لوالده كوارثية فهو يمثّل بالنسبة إليه جانباً مضيئاً جداً لم يعرف غيره بحكم سنه الصغير.

فوضى عارمة يوم الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر واتصالات لم تعد ميسّرة على عادتها، وبدت الصورة مرعبة، لا أحد يدري ماذا يحصل وسرعان ما رأى العالم كيفية سقوط البرجين بعد انشطار أحدهما وجاءت خسارة إحدى العائلات الأميركية الصغيرة من خلال الزوج والأب الشاب توماس. نعم الضحية هو الموضوع، لكن هناك تغييباً شبه كامل لدور زوجته ليندا التي لعبت دورها ساندرا بولوك حيث لا نرى سوى الحزن، مع تذكّر بعض اللحظات الجميلة، في المقابل يأخذ أوسكار مناخ الأحداث كلها بعد ذلك من دون ترك أي فرصة لأحد في الشريط، حتى لجدّه الذي يجسّده ماك فون سيدو، الحاضر بالإشارة فقط كونه أبكم.

مفتاح في يد الفتى، هو بين أغراض ومتعلقات الأب الراحل يحمله ويروح يلف به، شوارع عديدة في نيويورك حتى عثر على تابعه القفل في عهدة مطلقين ملونين، فتواصل معهما وأنهى بالتالي رحلة بحث أراد من خلالها استكمال صورة الوالد في حياته بعدما خسره فجأة.

في فريق الإنتاج إسم طارق كرم، ولم تتيسّر لنا الفرصة لمعرفة ما إذا كان طارق هو نفسه شقيق الفنان عادل كرم، وحضور شرفي آخر لـ جون غودمان كبواب يقول بضع كلمات فحسب، لكن يبدو أن رسالة الفيلم هي التي جعلت الأسماء الكبيرة تقبل بالمشاركة ما دام الموضوع يمس مشاعر الأميركيين إلى هذه الدرجة المرعبة حقاً.

كريس منغيس تولّى إدارة التصوير لفيلم مدة عرضه 129 دققة، يمر سريعاً، مؤثرة جداً، خصوصاً أداء الممثل الفتى توماس هورن الذي أعطى للشريط روحاً خاصة صادقة ومتميّزة

عروض

جوليا روبرتس في دور الملكة الشريرة التي يحطّمها حب أميرين شابين

وفي «لوراكس» اقتُطِعت المعالم البلاستيكية ليعود الشجر والثمر والعشب

عادت جوليا روبرتس، وهذه المرة في شخصية شريرة على غير عادة الشخصيات التي اعتادت لعبها سابقاً حيث يبدو أنّ الممثل كلما تقدّمت به التجربة، يبحث عن التميّز، وعن التغيير في عالم متداخل من المعطيات والتطوّر.

Mirror Mirror هو عنوان الشريط الذي أخرجه الهندي تارسيم سينغ عن رواية لـ جايكوب وويلهالم غريم، وضع لها السيناريو الجاذب جداً، ميليسا والاك، وجايسون كيلر، عن ملك (شون بين) حكم مملكة عاشت سعيدة هانئة يملأ أيامها الفرح والهناء، تزوّج وأنجب وحيدته سنو وايت (ليلي كولينز) ثم توفيت زوجته، فتعرّف إلى امرأة بهره جمالها، فلم يستطع كشف خبايا نفسها المدمِّرة واستطاعت (جوليا روبرتس) إقناعه بالزواج منها، حيث لم يمض وقت قصير حتى كانت نفّذت سحراً أسود ضده ألغت وجوده بالكامل وورثت العرش وصيّة على الإبنة سنو وايت.

لم تكن الأمور ولا مرة مريحة وميسّرة وكانت الاميرة سنو وايت قيد الإقامة الجبرية، ممنوع عليها الخروج من غرفتها، لكنها نجحت في التسلّل والنزول إلى الناس، لتعرف أي حيال مزرية يعيشون، وتقودها الصدفة إلى جانب مضيء من قدرها حيث تتعرّف إلى أمير فالنسيا آندرو آلكوت (آرمي هامر) الذي ما أنْ رآها حتى اشتعل الحب في قلبيهما، فكانت هذه بداية لجانب مشرق من حياتها لأنّ الأمير وإنْ عانى الكثير من سحر الملكة فإنّه عاد إلى سنو وايت، فالملكة وجدت فيه النموذج الذي تريده من الدنيا، لحل مشكلة وحدتها القاتلة، لذا وضعته تحت إمرتها مسحوراً لا يدري شيئاً سواها، وكان فك السحر سهلاً جداً من خلال قبلة طبعتها سنو وايت، ليتبدّل كل معيار جعل الملكة حاكمة مطلقة وأول المفاعيل سقوط هيمنة هذه المرأة على الحياة في القصر، وفجأة، تنهار وتذوي لتتحوّل إلى تراب منثور ضاع في بلاط المكان، ومعه ظهر الملك مجدداً، واستعاد الأمير آلكوت وعيه وحسم خياره بالكامل ثم كان التطبيق من خلال إعلان الأميرين زوجين بلسان الملك شخصياً.

سيدة المرايا .. أو الملكة الساحرة، كانت في أروع حالات الأداء، لتثبت جوليا أنّها ممثلة من طراز مختلف، تضاعف أداؤها عملاً إثر عمل.

في 106 دقائق، كنّا مع مناخ تاريخي غير ثقيل أبداً، ومؤثرات خاصة سهلة ومركبة في آن تولاها فريقان يقودهما الخبيران: لوي غريغ، وواين برنيتون، فيما شارك في تجسيد باقي الادوار: ناتان لان، مار وينغهام، مايكل ليرنر، روبرت إيمس، مارتن كليبفا، داني وودبرن.

The Lorax

شريط كرتوني متميّز، تكمن أهميته في أنّه يحمل رسالة توعوية جيدة في إنتاج من العام الجاري 2012 توزّعه يونيفرسال في 86 دقيقة، وتولى إخراجه كريس رينو، يساعده كيل بالوا، استناداً إلى رواية للدكتور زوس، وضع لها السيناريو كن دوريو، وسيتكو بول، بينما شارك نجوم أمام الكاميرا في تقديم أصواتهم للشريط وشخصياته الكرتونية أمثال: داني دي فيتور، اك ايفرون، بيتي وايت، وتايلور سويفت.

الموضوع ببساطة يتمحور حول منطقة بكاملها يحكمها اللون الأخضر، لكنه لون كاذب، فكل الأشجار والأعشاب من البلاستيك ما أثّر سلباً على الطبيعة كون أحد الفاعلين من الأثرياء التزم هذه المظاهر البلاستيكية كي يجني منها أرباحاً كبيرة لكن يجيء اقتراح تحوّل سريعاً إلى حملة قضت بتغيير كل هذه المعالم المضرّة وقطع البلاستيكية وإحلال زراعات طبيعية مكانها.

وإذا بالارض العطشى تبدّل جلدها من خلال المزروعات، فتقدّم خدمة رائعة للمواطنين في المنطقة، لقد جعلت الاشجار والاعشاب تنمو بسرعة مذهلة، ليعم الاحتفال بعودة الطبيعة

أشرطة

تمهيداً لإقامة دورته الخامسة في نيسان

مهرجان الخليج يستعيد أشرطته للجمهور

بين 10 و16 نيسان/ إبريل المقبل تُقام الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي، الذي بادر منذ يومين في 16 الجاري بمباشرة عروض لأهم الأعمال التي حظيت بجوائز وتقديرات في الدورات الماضية من المهرجان.

وكانت الانطلاقة يوم الجمعة في 16 الجاري مع اربعة افلام:

سبيل لـ خالد المحمود (2010) بنت النوخدة (2008) احتفال بالحياة (2006) أحلام في صندوق (2003) كلها لـ المحمود.

وعُرِضَتْ أمس الأول السبت أفلام: شيخ الجبل لـ ناصر اليعقوبي (2008) آخر ديسمبر لـ حمد الحمادي (2011) غيمة شروق لـ احمد زين (2009) البحر يطمي لـ حمد سفران (2008) تنباك لـ عبدالله حسن احمد (2007) بنت مريم لـ سعيد سلمان الموري (2008).

وأمس الأحد عُرِضَتْ أفلام: الزوجة الثانية لـ موزة الشريف (2010) البحث عن الشريك المثالي: ستايل دبي، لـ إلهام شرف وهند  الحمادي (2009) أنا عربي، لـ أحلام البناي، وجمانة الغانم (2009) جمل مجنون لـ محمد فكر (2011) أحلام تحت الإنشاء لـ معز بن حافظ (2009) تابو لـ نوار الشمسي (2008) إش لـ حفصة المطواع وشمّة بونواس (2010).

أما اليوم الاثنين فتُعرض أفلام:

إعادة لـ منى العلي (2010) غيمة أمل لـ رواية العبدالله (2009) شعوب وقبائل لـ ميسون العلي (2010) مرة لـ نايلة الخجا (2009) أنا رجل لـ شمة بونواس وسحر الخطيب (2006).

هذه التظاهرة تنتهي يوم السبت في 24 آذار/ مارس الجاري

اللواء اللبنانية في

19/03/2012

 

الدورة الـ14 لمهرجان تسالونيكي للأفلام الوثائقية

عالمنا المتناقض في أفلامها وللعرب وعنهم الكثير

تسالونيكي ـ قيس قاسم    

افتتح مهرجان تسالونيكي للأفلام الوثائقية دورته الرابعة عشرة (9-18 آذار/مارس) بفيلم "الغاضبون" وكأنه في اختياره هذا أراد الإفصاح عن وجهته لهذا العام. فالعالم، وفي لحظة إنعقاده، يشهد تحركاً ثورياً نحو التغيير وميلاً جماهيرياً متزايداً إلى الإعلان عن غضبه ورفضه للواقع الرديء، فالقمع والأزمات المالية لم يعد السكوت عنها ممكناً، كما ليس ممكناً أيضاً أن تبقى السينما الوثائقية بعيدة عنها، طبعاً، لهذا كانت صرخات الغاضبين في فيلم المخرج الفرنسي توني غاتليف تأتينا من كل صوب  حتى في  هدير البرتقال التونسي الذي صوره مثل سيل عارم  اندفع  في شوارع المدينة وأزقتها واستقر في النهاية عند قارب صياد على البحر. أهدى صاحب "الغاضبون" هذا المشهد  الرائع الى ذكرى التونسي محمد البوعزيزي، فأذى البؤس الإقتصادي يكوي اليوم جلود ملايين من البشر، ويأخذ  بعداً كونياً مثل طبيعة الأزمة المالية التي تناولها فيلم اليوناني ستليوس كولوغلو "أولغارشية" وحلل فيه طبيعتها العابرة للقارات واستحالة الفكاك من تأثيرها في ظل ارتباط وقبول دول وأنظمة إقتصادية ب"قوانين السوق" وتعاملات البنوك العالمية، وعلاقة كل ذلك بالمشكلة الإقتصادية المخيفة التي تعيشها بلاده اليوم.

على مستوى السينما العربية أو الأفلام التي تناولت منطقتنا، فإن معظمها لم يبتعد كثيراً من نقل واقع يتقاسم قضاياه مع العالم مثل الهجرة والعسف السلطوي الى جانب الصراع الإجتماعي وقضية المرأة، فيما أُعطي "الربيع العربي" حيزاً محدوداً، مقارنة بما عرضته مهرجانات أوروبية مثل برلين وغوتنبرغ وروتردام. فقد قدّم تسالونيكي "1/2 ثورة" للمصري الأصل عمر الشرقاوي ضمن برنامج "ضيف المهرجان". أما الإيطالي ستيفانو سافونا فجاءنا بفيلمه "تحرير" المختلف كثيراً عن تلك الوثائقيات التي سجلت يوميات وتفاصيل ثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية وحمل بعضها عناوين مماثلة، مستمدة من اسم الساحة التي شهدت إنطلاق الحراك الجماهيري الذي أسقط حسني مبارك. يكمن أحد الفوارق في طريقة تسجيله للمشهد، فبدلاً من الجموع راح للفرد، وعوضاً عن اللقطات الواسعة لجأ الى المقربة، ومن الصوت العالي الهادر سجل الخافت الخفيض ليؤنسن الفعل الثوري، ويمنح شخوصه المختارة من بين الجموع روحاً آدمية وربما ستفسر طريقة اشتغاله هذه أسباب انتظار مخرجه أياماً على إنطلاق الأحداث في الخامس والعشرين من يناير، قبل أن يبدأ تسجيل فيلمه. فمن الواضح انه لم يرغب في نقل الحدث آنياً، إنما أراد صنع تسجيلي  يقوم على شخوص واضحي التكوين، يتفاعلون مع الأحداث واقعياً، ومن خلالهم سنفهم تفاصيل المشهد المصري في لحظة تاريخية نادرة. مشاهدة "تحرير" بعد نيف وعام على قيام الثورة، خلّف لدى كثيرين شعوراً بأن الثورة  فقدت قيمتها المرتجاة حين انتهت الى سيطرة قوى محافظة، تعيد الأمل بالفعل نفسه، ولو بعد حين، وأن فكرة "الثورة من دون رأس" التي ستتردد كثيراً على لسان المتظاهرين تغذي فكرة أكبر منها عنوانها: القادم سيكون أفضل. ليس تفاؤلا ساذجاً بقدر ما هو نتاج تشكيل وعي غير كامل الصياغة، حتى اللحظة، بحاجة الى وقت لتعاد بلورته بوضوح. ما سجلت عدسة سافونا من حوارات أثناء "استراحة المحاربين"، تدعو إلى التعجب والسؤال: لماذا لم تُلتَقط من قبل؟ من الذي حَجبها؟ "تحرير" يقدم جواباً غير مباشر عبر تسجيله مراحل تشكل الوعي المناهض للسلطة أثناء التظاهرات والشخصيات التي لاحقها كانت بمثابة عينات حية من حركة تكمن قوتها لا في نتائجها السريعة إنما في قوة إصغائها إلى الآخر، في التفاعل معه وسط مناخ بدا، عبر التسجيلات التلفزيونية السريعة، وكأنه كان مفقوداً في الأصل ما شجع على إطلاق أحكام سريعة بل، ووفق ما شاهدناه، خاطئة بحق محركي الثورة الذين ما زالوا يحاولون الوصول الى صياغات كاملة. فما حققوه على الأرض وخلال أيام تم على قاعدة تجريبية سجلها "تحرير" بأدق التفاصيل حين ركز كاميرته وطيلة الوقت على وجوههم وما يرتسم عليها من حيرة وقلق وسؤال عما ستؤول اليه الأحداث التي كانوا يصنعونها بأياديهم من دون دراية كفاية منهم بأهمية ما يفعلونه أو يؤسسون له مستقبلاً. "تحرير" وثائقي عن المستقبل أكثر منه عن الماضي/الحدث وجزء كبير من أهميته يكمن في هذا الجانب.

عند تخوم السؤال المستقبلي يقف أيضاً فيلم "خمس كاميرات محطمة" للفلسطيني عماد برناط ومعه غاي دافيدي، المعارض لسياسات دولته العنصرية ضد شعب أعزل. يحمل في هذا الفيلم أحد أبنائه كاميرا يظل يسجل بواسطتها المواجهات العنيفة والدموية التي تتكرر يوميا، ويسقط خلالها فلسطينيون، لدرجة تدفع بالسؤال الى الواجهة: الى متى يظل هذا الوضع قائماً؟ الى متى يظل الجيش الاسرائيلي يقتل البشر من دون رادع ومبرر؟ فاحتجاجات أبناء قرية "بلعين" السِلمية والمُطالبة بفتح ثغرات في جدار إسرائيل العازل لحريتهم يُواجَه بعنف منفلت جنوني تُسجل تفاصيله، بلا كلل، كاميرات عماد. خمس كاميرات، يستبدل الواحدة منها بأخرى كلما تعرضت الى كسر أو إصابة بطلق ناري. الخامسة منها جعلت منا شهوداً على موت شاب عايشناه لأكثر من أربع سنوات تعرفنا عليه من خلال ما وثقته الكاميرات. كان "الفيل" - هكذا كان ينادينه الأطفال تحبباً- موجوداً في أغلب تسجيلاتها لكنه غاب في الخامسة ليصدمنا من حيث كنا نتوقع مجيء الموت في كل لقطة. إنه التناقض العاطفي بين توقع الموت وبين إحساسك الفظيع بالفجيعة حين تكون شاهداً عليه. في وثائقي عماد قوة إدانة هائلة تعادل بل تزيد على قوة بطش الجيش، وفيها من الجمال السينمائي ما يبهر، حين يلجأ الى الربط بين يوميات قريته المسجلة بكاميراته الخمس وبين وليده الجديد جبريل بسؤال عما ينتظره في مقبل الأيام، فلا الكاميرات فيها ما يطمئن ولا الواقع يعطي ذرة من أمل، فأي مصير هذا وأي قدر مشؤوم على عماد  وابنه القبول به؟

"دمى" الفلسطينية عبير حداد واجهت بها سلوكاً "داخليا" بشعاً مسكوتاً عنه، وكانت المواجهة مع العدو "الخارجي"  ذريعة دائمة لتأجيل مناقشته علناً أو عرضه نقدياً، على طاولة البحث الإجتماعي، في حين لعب وثائقيها هذا الدور، ذلك أن "دمى" بحث في الظاهرة، وإن ظل في حدود دوره السينمائي المثير والمحفز للأسئلة المُحْرِجة. استندت حداد في فيلمها إلى مجموعة شهادات لنساء تعرضن للتحرش الجنسي وفعل الإغتصاب من قبل أقارب لهن. مستوى الشهادات وشجاعة بعض المتحدثات أعطيا الفيلم قيمة تسجيلية، فسقف التوقعات في تناول مثل هذة الموضوعات سينمائياً في عالمنا العربي يظل متواضعاً. معظم  الشاهدات تعرضن للتحرش الجنسي عندما كن  طفلات أو في أولى مراحل نضجهن الجسدي لهذا اكتسب وصفهن لتأثير الفعل الحيواني على مستقبلهن بعداً عميقاً، وكشفاً لممارسة تتستر عليها أغلب ضحاياها مكرهات بثقافة "العيب" أو تجنب الفضيحة. لكن "دمى" عبير حداد تجاوزتها بشجاعة. يشير "دمى" الى ميل جديد في السينما الفلسطينية يتجه نحو عرض الذات ومكاشفتها بدأت أولى ملامحه في الظهور عند إيليا سليمان، ويبدو أنه في طريقه الى الترسخ. وعلى مستوى آخر تعزز الأفلام الغربية عن الفلسطينيين برؤيتها "الخارجية" المتحررة من ضغط الواقع وشروطه الميل النقدي وفيلم "سينما جنين، قصة حلم" الذي عرض في سوق المهرجان عينة في هذا الحقل، كونه لم يكن معنياً بأسباب إهمال صالة عرض الأفلام في المدينة وتوقف عملها بقدر تركيزه على تفاصيل إعادة تأهليها والصعوبات الجدية التي واجهت المشروع الذي جاء به المخرج الألماني نفسه كارلوس فيتر من بلاده. لمعرفة حجم التناقض الإجتماعي والسياسي في المدينة ما كان على صاحب الفيلم سوى حمل كاميرته وتسجيل مراحل بناء الصالة يوماً بيوم.

العراق ما زال موضوعاً وثائقياً حيوياً نجده في أكثر من فيلم وإلى جانب فيلم الأخوين محمد وعطية الدراجي "في أحضان أمي" الذي عرض في خانة "قصص لتحكى" وضمت العدد الأكبر من أفلام الدورة، هناك "الاتجار بالفن: غنائم الحرب على الإرهاب" الذي يقدم فيه روماين بولزينغر حقائق عن الطرق التي استخدمها تنظيم "القاعدة" والميليشيات الشيعية المسلحة للحصول على الآثار التاريخية للعراق وكيف تحولت عمليات بيعها في الخارج الى مصدر مالي مهم لقادة تنظيماتها. وبعيداً من الموضوعات الإشكالية، كانت هناك أفلام حاولت التقرب من الإنسان العادي وهنا لا بد من ذكر فيلمين متقاربين، أخذا عينة من الناس واشتغلوا عليها بحميمية شخصية كما فعل اللبناني محمود قعبور مع جدته في فيلمه الرائع "تيتا ألف مرة" الذي عرض في السوق، فيما جاء فيلم المخرجة ميرنا تيستا "كاتينولا"، ضمن "البرنامج اليوناني"، بحكاية آسرة عن تلك العجوز اليونانية التي أصرت على تمضية آخر مشوار عمرها في القاهرة التي أحبتها وصارت لها موطناً أول.

أبوظبي السينمائي في

18/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)