حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم بين العشرينات و2010

«باريس منتصف الليــــــــل».. لا جديد عند السيد وودي آلـــن

زياد عبدالله

تتواصل كوميديا وودي آلن وها هو يصل الفيلم رقم 41 مع فيلمه Midnight in Paris «باريس منتصف الليل»، المعروض حالياً في دور العرض المحلية، وبمعدل فيلم كل سنة، الأمر المتواصل منذ زمن طويل، وعلى شيء يدفع في الوقت نفسه إلى التعامل مع جديده، كما لو أنه روتين سينمائي، أشاهده ولا أتوقع شيئاً جديداً، ودائماً لا يخيب ظني، بما يدفع إلى القول بعبارة واضحة وصريحة: ليس لدى السيد آلن من جديد! ومنذ زمن طويل، ولا أعرف ما الذي يعنيه أن يفوز بأوسكار «أفضل سيناريو» أصلي مكتوب خصيصاً للسينماً عن «باريس منتصف الليل»، وقد سبق وأن فاز بالجائزة نفسها عن فيلمه «هانا وأخواتها» ،1984 وكذلك الأمر في «آني هول» ،1977 وقد حظي الأخير بأوسكار أفضل فيلم في عام إنتاجه. ربما الجديد لدى آلن أنه أصبح متوارياً خلف الكاميرا، وقد كان آخر ظهور له أمامها في «سكووب» ،2006 لكن ذلك لن يمنع الممثل الرئيس في تلك الأفلام الأخيرة التي لم يظهر فيها ممثلاً من محاكاة آلن، وتبني أداء مطابق له، وهكذا سنقع في «باريس منتصف الليل» على أوين ويلسون، كما لو أنه وودي آلن، ومن ثم تتبع أحداث الفيلم الذي يسعى إلى الإيهام بأنه مختلف عن الأفلام السابقة، وطبعاً ستجري أحداثه في باريس في استكمال لتنقلاته من مدينة أوروبيـة إلى أخرى، وليقول لنا في هذا الفيلم إن باريس أجمل مدينة على سطح الأرض، منطلقاً من لقطات متوالية ومتتابعة لباريس، لقطات سياحية بامتياز، ومن ثم سنقع على غيل واينز يتبادلان قبلة كما لو أنهما في لوحة مونيه.

لدى وودي آلن رهاب حقيقي من «الكليشيهات» والأفكار الجاهزة مسبقة الصنع، وهذا ما تشربناه مع أفلامه التي لم نفلت واحداً منها في مسعى استعادي على الدوام، لكن يمكن القول عن «باريس منتصف الليل» إنه فيلم عن «الكليشيهات» التي سرعان ما يقع فيها.

غيل شخصية الفيلم الرئيسة البديل عن آلن نفسه ليس إلا كاتب سيناريوهات في هوليود يسعى إلى كتابة رواية، وها هو في باريس بصحبة خطيبته الحسناء اينز (راشيل ماك آدامز) وبرفقة عائلة هذه الأخيرة، حيث الأب ليس إلا من المنتمين لحزب الشاي واليمين الأميركي الجمهوري، بينما غيل مسحور بباريس، ومأخوذ بالنوستالجيا، ويسعى إلى التخلص من الوصفات الأميركية الجاهزة التي تتحلى بها خطيبته التي سرعان ما يسحرها المدعي والمتبجج بول (ميشل شين)، البرفيسور الأميركي الذي سيلقي محاضرة في السوربون، والذي يعرف كل شيء عن كل شيء، وفق تعريفات وتوصيفات لا تتمتع بشيء إلا بالجمود والتعالي دون أي أفق مغاير أو إبداعي، فما أن تقول اينز إن خطيبها يعاني الحنين حتى يقول: «الحنين نوع من الإنكار» وهكذا وهو يمطر غيل بوابل من المعلومات التي لا يمكن للخطأ أن يكون وارداً فيها، ومستعد أن يختلف مع الدليلة السياحية التي تلعب دورها كارلا بروني أو ساركوزي أي زوجة الرئيس الفرنسي الحالي.

وكما مسارات أفلام آلن المعروفة، فإن أمرا خارقاً ولطيفاً سيطرأ على مسار الأحداث، إذ إن هوس غيل بالماضي وتحديداً فترة العشرينات من القرن الماضي سيتجسد في الفيلم، وسيعود غيل بالزمن دون آلة زمن فإذ به في باريس العشرينات، الفترة الثقافية والفنية الاستثنائية في تاريخ فرنسا والعالم، أي حين كانت باريس ملتقى لمن غيّروا وجه العالم بأدبهم وفنهم، وهكذا سيمضي غيل من شخصية مفصلية في تاريخ الفن إلى أخرى أشد وقعاً.

وهكذا سينقسم الفيلم إلى فيلمين، باريس 2010 وباريس ،1920 النهار للأولى ومنتصف الليل للأخيرة، حيث الحفلات والصخب على أشده، ومن يعيش تلك الحفلات ليسوا إلا شخصيات مثل الكاتب الأميركي سكوت فيتزجرلاد وزوجته المدمرة زيلدا، مروراً بارنست همنغواي الذي يسأله غيل أن يعطيه رأيه بروايته فيرفض همنغواي لأنه يكره الرواية دون أن يقرأها، وإن قرأها وأحبها فإنه سيكرهها أيضاً، لأنه لا يمكن لكاتب أن يحب عمل كاتب آخر، بل سيحسده عليها إن كانت جدية وبالتالي سيكرهها، وما إلى هنالك من حوارات يمضي بها همنغواي، الذي يعرّف غيل على غرترود ستاين، التي تقبل قراءة رواية غيل، ويتعرف في بيتها إلى أسماء مثل بيكاسو وماتيس، وامرأة اسمها ادريانا (ماريون كوتريد) سيقع غيل في غرامها والتي لن تكون إلا عشيقة بيكاسو الحالية، وعشيقة موندلياني السابقة، وعشيقة همنغواي لاحقاً حين تهرب معه متخلية عن بيكاسو.

العوالم سابقة الذكر ستسيطر على الفيلم كما لو أنها تروي لنا عن من كان يعيش في باريس في تلك الفترة، وصولاً إلى سلفادور دالي، ولويس بونويل الذي حين بعرف بحيرة غيل المتمثلة بكون الأخير يعيش في زمنين لا يبدي استغرابه أبداً، فيقول له غيل «طبيعي أن تشعر بذلك فأنت سوريالي أما أنا فإنسان عادي».

ملاحظة همنغواي على رواية غيل ستؤدي بالأخير إلى اكتشاف خيانة خطيبته له في الزمن الحاضر، وينتهي الفيلم بامتثال غيل لأحلامه ورغباته بأن يعيش في باريس وأن يجد من تحب المطر ولا تعتبره لا شيء إلا إصابة بالبلل كما هي خطيبته.

يصلح ما تقدم لأن يبهر لمن لا يعرفون شيئاً عن باريس العشرينات، إذ يقدم الفيلم مروراً سياحياً عليها، وفي السياق نفسه سيبهر من لم يشاهدوا أفلام وودي آلن الذي تحول إلى مطبعة أفلام، ففي كل عام لنا أن نشاهد له فيلماً في مهرجان «كان»، والنتيجة واحدة، إنه فعل مواصلة واصرار على مكاسب ليس لها أن تغيب ما دام الاحتفاء حاضراً على الدوام دون أن يعني ذلك شيئاً إن تعلق الأمر بالبحث عن ما يمنعنا من الشعور من الملل السنوي أيضاً، وتكرار العبارة التي بدأنا بها: «لا شيء جديد لدى السيد وودي آلن!».

الإمارات اليوم في

11/03/2012

 

«كمجنون».. فيلم للعشاق فقط

زياد عبدالله 

مازالت هناك مساحة لصناعة فيلم عن الحب فقط لا غير، ودليلنا على ذلك فيلم Like Craz «كمجنون» المعروض حالياً في دور العرض المحلية، الذي يمتلك رهاناً وحيداً ألا وهو الحب، وهو يمضي من دقائقه الأولى في هذا المسار ونحن نقع على آنا «فيلستي جونز» تقرأ في فصل دراسي بحثاً عن الصحافة وما طرأ عليها في عصر الإنترنت، ومن ثم تضع رسالة على زجاج سيارة جاكوب «انطون يلتشين» مذيلة إياها برقم هاتفها.

ستنشأ علاقة حب بينهما، وعدا ذلك فإن الكتابة عن أحداث الفيلم أمر غير متاح، لأن ذلك هو الحدث الرئيس في الفيلم، وليحضر سؤال عاجل في هذا الخصوص، أين هي الدراما إذن؟ كيف لنا أن نشاهد فيلماً ليس إلا علاقة حب بين طالب وطالبة؟ والإجابة في تصوير الفيلم واللقطات السريعة المأخوذة من زوايا تصوير تتنوع إلى ما لا نهاية بالتناغم مع مونتاجه المحكم، وبالتالي الأسلوب الذي يسرد فيه مخرجه دريك دوريموس قصة الحب هذه، وقد نال جائزة مهرجان «سانداس» الكبرى في فئة الفيلم الدرامي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

العقبة الوحيدة التي ستواجه آنا وجيكوب تتمثل بأن آنا إنجليزية وعليها أن تعود إلى بلدها بعد إنهاء دراستها في لوس أنجلوس، وتحت وطأة الحب فإنها ستمدد إقامتها وتخالف الفترة الممنوحة لها بـ«الفيزا» ما يشكل بعد ذلك عائقاً في وجه عودتها إلى أميركا.

سيكون الفيلم إحاطة بالبراءة، والحب بوصفه أجمل ما يحصل للإنسان، ونحن نتكلم عن الحب الأول. إنه عما تكتبه آنا عن هذا الحب ومفكرتها التي تلصق عليها الصور والتذكارات هي التي ستعمل صحفية، إنه عن مفردات الحب وهداياه كما سيهدي جيكوب آنا كرسياً خشبياً، هو الذي يعمل مصمم مفروشات وقد كتب في أسفله عنوان الفيلم «كمجنون»، إنه عن تفاصيل الحب الصغيرة التي بمقدورها أن تحتل كامل الحياة وتهيمن عليها، التفاصيل التي تتفوق على ما تسعى الحياة أن توهمنا به بوصفه موضوعات رئيسة.

إضافة إلى ذلك وحين يعيش كل من آنا وجيكوب بعيدين كل في بلده سيكون الفيلم توثيقاً لإجراءات التأقلم على هذا الوضع، والتي تفشل جميعاً بأن تصمد وتستمر، بما في ذلك مسعى كل واحد منهما إلى إقامة علاقة بعيدة عن الآخر وتجربة قصة حب جديدة، وليكون نصيبها الفشل، علاقات هشة سرعان ما ينفرط عقدها لدى جيكوب بتلقيه رسالة نصية صغيرة من آنا، ليهجر كل شيء ويعود إليها.

زمن الفيلم الافتراضي سيكون زمن الحب، وكمثال على ذلك، فحين تودع آنا جيكوب بعد تمضيته وقتاً معها في لندن ، فإنها ستبقى واقفة في المطار مع تسريع كل ما حولها إلى أن يعود جيكوب بعد ثلاثة أشهر، وهذا سيتكرر بأشكال مختلفة تلتقي جميعاً على انه لا حياة لأحدهما دون الآخر، مهما حصل بينهما، وكل ما عدا ذلك سيكون فعل تزجية للوقت الذي يتوقف متى غاب أحدهما عن الآخر.

الإمارات اليوم في

11/03/2012

 

5 أفلام تحاول تكرار نجاح لبكي

رهان جديد على الجمهور اللبناني

محمد رُضا  

فيلم في العروض منذ ثلاثة أسابيع بنجاح جيّد . آخر دخل السوق قبل يومين . وقبل نهاية الشهر الحالي ينطلق فيلم ثالث، ثم هناك فيلم رابع سيلوح في الأفق مع مطلع شهر مايو/ايار المقبل . وفي مكان بين هذه جميعاً، هناك فيلم خامس لم يحدد موعد عرضه بعد . الجامع بين هذه الأفلام أنها لبنانية . والمشترك بينها أنها تتوجّه إلى السوق اللبنانية بمزيج من الثقة والحذر . وهناك أسباب موجبة .

الفيلم الذي بوشر بعرضه عنوانه “سيولة نقدية” (أو كما يصر الملصق على عنوانه الإنجليزي Cash Flow)، كوميديا كتبها وأخرجها سامي قجّان الذي يحرص على التأكيد أن الفيلم هو مئة في المئة لبناني . بمعنى أن التمويل، الذي وفرته شركة عادة ما تنتج للتلفزيون اسمها Day Two Pictures لم تسع لتمويل الفيلم بالاشتراك مع جهة عربية او أجنبية .

الفيلم الثاني هو “تاكسي البلد” أخرجه وكتبه دانيال جوزيف من إنتاج وليد فخرالدين وبطولة طلال الجردي وكارينا لوغ ومجموعة كبيرة من الأسماء تلعب أدواراً منتشرة على جانبي المنطقتين الجغرافيّتين اللتين تشكلانه: القرية والمدينة . فبطل الفيلم يوسف (الجردي) سائق تاكسي في بيروت حيث تقع غالبية المشاهد، ولو أن الفيلم يعود بنا أكثر من مرّة الى حياة بطله حين  كان صبياً في العاشرة يعيش في إحدى القرى الجبلية .  إنها قصص من “الضيعة” التي لا تفعل أكثر من إلقاء ظل على خلفية بطل الفيلم من دون أن تشكّل وجوداً درامياً ملحّاً . وهو من تمويل لبناني وإماراتي مشترك .

أما الفيلم الثالث فهو “إنسان شريف” للمخرج جان-كلود قدسي الذي أخرج قبل أعوام عدّة فيلماً عنوانه “آن الأوان” . الفيلم الجديد شهد عرضاً خاصّاً قبل أيام قليلة وكشف عن تعامله حول موضوع جرائم الشرف من خلال قصّة رجل كان ترك الأردن إلى لبنان هرباً من الثأر بعدما ارتكب جريمة شرف بسبب امرأة أحبّها .

الفيلم الرابع هو “تنورة ماكسي” لجو بوعيد، وهو مخرج آت من خلفية إعلانية، ومثل “تاكسي البلد” شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي . دراما مُعنى بتنفيذها من بطولة جوي كرم وشادي تينه وكارول عبّود .

أما الفيلم الخامس الذي لم يحدد موعد عرضه بعد فهو “الفالانتاين الأخير لي في بيروت” لسليم الترك . وهو أول فيلم عربي بالأبعاد الثلاثة وكان عُرض تجريبياً على هامش مهرجان “كان” في دورة العام الماضي بتوقيع مخرجه وكاتبه سليم الترك .

تنطلق هذه الأفلام متتابعة على وتيرة الجمع بين العنصرين الترفيهي والانتقائي . الأول حبّاً بالوصول إلى الجمهور العريض والثاني حبّاً بالحصول على تقدير لجان التحكيم إذا ما تسلل الفيلم إلى هذا المهرجان او ذاك . الثابت أنه منذ  نجاحات المخرجة اللبنانية نادين لبكي في الأسواق اللبنانية والعربية والعالمية (أيضاً)، أي منذ أن حققت “سكر بنات” قبل أربعة أعوام، مكررة هذا النجاح على نطاق أوسع في فيلمها الثاني “وهلأ لوين”، وهناك رغبة لتقليد نجاحها ذاك في أفلام أخرى . والأهم أن هناك رغبة في كسر المتوارث من العادات . فالجمهور اللبناني واصل العزوف عن الأفلام اللبنانية ذاتها منذ سنوات عدّة بل في أغلب سنوات الأمس . وقد حاول سينمائيون عديدون بعث اهتمام ذلك الجمهور بالفيلم اللبناني من دون نجاح، بذلك راوحت بضعة أفلام في السنوات العشر مكانها حين انطلقت على الشاشات اللبنانية ثم انسحبت بعد أسبوعين أو ثلاثة بهدوء . من بين تلك الأفلام شريط برهان علوية الأخير “خلص” وفيلم بهيج حجيج “شتّي يا دني” قبل أقل من عام .

الأجندة الثقافية لنجم كبير

أعلن الممثل والمخرج والمنتج روبرت ردفورد عن التشكيلة التي سيعرضها مهرجان “سندانس” في نسخته اللندنية في الشهر المقبل . وهي تتضمن أفلاماً انتخبها بعناية مما عرضه في مهرجان سندانس الرئيسي في مطلع هذا العام . ومن بينها فيلم مكسيكي ليوسف ديلارا ومايكل د . أولموس بعنوان “فيلي براون” حول فتاة مكسيكية تنتهي وحيدة بعدما دخلت والدتها السجن، وهو من بطولة جينا رودريغيز ولو دياموند فيليبس . أيضاً هناك “حب” حيث عوض الفتاة هناك صبي يعيش حياة الشوارع مبكراً بسببت تفكك عائلته، وهذا من إخراج شلدون كانديس . فيلم آخر مختار للدورة الإنجليزية قائم على المزج بين التصوير الحي والتحريك بعنوان “تبسيط مغالى فيه حول جمالها” .

روبرت ردفورد في الوقت نفسه يرأس مهرجان “سندانس” الخاص بالسينما المستقلّة الذي قام بتطويره خلال السنوات العشر الماضية حتى بات أحد أهم عشرة مهرجانات حول العالم بسبب سياسته ومنهجه المعتمدين على ترويج سينما لم تنتجها الشركات الكبرى (ولو أن الشركات الكبرى تغزو المهرجان لشرائها، ما يرفع من قيمة المهرجان بالفعل) . لا ينسى ردفورد أنه ممثل ومخرج في الأساس ولا يريد إهمال هذا الدور . لذلك نراه يواصل صنع الأفلام وتمثيلها وهو حالياً يتابع عمليات ما بعد التصوير على فيلمه المقبل “الصحبة التي تحتفظ بها” أو The Company You Keep وهو من بطولته لجانب جولي كريستي، سام إليوت، برندن غليسون، ستانلي توشي ونك نولتي . وخلال ربيع هذه السنة سيدخل تصوير فيلم جديد للمخرج ج . س . شاندور بعنوان “كله ضاع” . وشاندور لفت الانتباه بعمله الأول في السنة الماضية “نداء هامشي” . هذان الفيلمان، والأسطر المنشورة عنهما قليلة، سينضمّان إلى الأعمال الجادّة المتعددة التي أقدم عليها ردفورد والتي عرف بها منذ السبعينات عندما تصدّى للتمثيل في أفلام تحمل أفكاراً مناوئة للمؤسسة . بدءاً من “المرشّح” سنة 1972 و”كيف كنّا” (1973) و”ثلاثة أيام من الكوندور” (1975) الذي كان من أوائل الأفلام التي تحدّثت عن وكالة ال”سي آي إيه” وهي تستدير ضد عملائها . ثم “كل رجال الرئيس” (1976)، حافظ الممثل على خط من الأعمال الليبرالية الخالصة ذات السمة الانتقادية الى اليوم . وهو كان قدّم “أسود كحملان” كدراسة عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان . في ذلك هو أقرب إلى خط وورن بيتي منه إلى خط كلينت ايستوود وكلاهما من الممثلين الذين انطلقوا في الفترة ذاتها (أواخر الستينات) ومارسوا الإخراج والتمثيل بنشاط ملحوظ (ولو أن وورن بايتي أقلّهم ظهوراً الآن) .

في “الصحبة التي تحتفظ” تذكير بذلك، فهو يؤدي شخصية ناشط سياسي سابق كان قرر الاختفاء عن الأعين إلى أن اكتشفه مجدداً صحافي ما يعرّض الناشط إلى متاعب جمّة .

اوراق ومشاهد

من أجل عينيها

كل ما يحدث مع الكوميدي باستر كيتون في فيلمه الرائع “المصوّر” أو The Cameraman يحدث لأنه واقع في الحب . من النظرة الأولى إلى الأخيرة بعد نحو 45 دقيقة في هذا الفيلم الصامت الذي تم إنتاجه سنة 1928 يفعل كل ما يستطيع عاشق فعله لأجل الفوز بها ويكاد لا يفوز . من أجلها امتهن التصوير . حمل كاميرا متهالكة ليصوّر الأحداث ويبيعها للشركة التي تعمل سالي (مرسلين داي) فيها . إنه بحاجة للعمل وهو لا يعرف شيئاً عن تصوير الأحداث الأخبارية (أو عن التصوير المتحرك أساساً)، لكنه سيعمل لأنها في تلك الشركة وسيصوّر ما يستطيع لأجل أن يكون قريباً منها .

حين تخبره سالي، العاملة فتاة سنترال، بأن هناك حريقاً كبيراً يستطيع تصويره وعرض نتاجه على رئيس المؤسسة، يحمل كاميرته تلك ويسارع لإداء المهمّة ولا ينسى أن يكسر الباب الزجاجي بالكاميرا التي يحملها . كان الممثل الرائع كيتون أطلق نكاتاً من المفارقات والحركات من بداية الفيلم لكن في المشهد التالي يمنح بعداً مضاعفاً لكوميديّته: في رغبته سباق منافسيه إلى حيث تشتعل النار، يسأل شرطياً لا يدري شيئاً . ثم يشاهد سيارة إطفاء منطلقة في الطريق العام . يركض وراءها ويتعلّق بها، لقد فاز فعلاً بالسبقة تقول في نفسك، فها هو سيذهب إلى حيث الحريق الكبير بصحبة الإطفائية نفسها . لكن كيتون ونحن، نفاجأ بأنها إنما عائدة إلى مقرّها وهاهي تدخل مرآبها وتتوقّف .

كيتون في الفيلم سيعوّض خسارته هذه حين تخبره سالي بما لا تخبر أحداً سواه: هناك في الحي الصيني سيُقام استعراض احتفالي كبير . هذه المرّة يصل المصوّر إلى المكان المناسب وفي الوقت المناسب وإذا، لحسن حظّه، ينقلب الاحتفال إلى معركة كبيرة بين عصابتين كبيرتين . يجد نفسه في وسط تلك الأحداث ويصوّرها جميعاً . بلغة المحترفين لديه “خبطة” كبيرة وحصرية . حين يعود إلى مكتب المؤسسة يكتشف أن البكرة ضاعت من صندوق الكاميرا، لكنه سيجد تلك البكرة في الوقت الذي اعتقد فيه أنه خسر فتاة أحلامه .

استطاع فيلم “الفنان” المعروض حالياً أن يتبلور كأفضل قصّة حب سجلتها الشاشة في العام الماضي . مشاهدة “المصوّر” تجعلك تتساءل عن السر الذي يمكن للفيلم الصامت فيه أن يحشد المشاعر على هذا النحو المفعم بالعاطفة .

م .ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

11/03/2012

 

محمد جناحي ينتهي من «قولي يا حلو؟»

كتبت-بتول حميد 

انتهى المخرج البحريني محمد يوسف جناحي من تصوير فيلمه القصير «قولي يا حلو؟» الذي يعد إنتاجاً لشركة المنتس للإنتاج السينمائي.

الفيلم الذي كتب السيناريو الخاص به المخرج ذاته، تتجه بوصلة أضوائه تجاه قضية إنسانية ويضعها في قالب كوميدي مغلفة بالكثير من البساطة والتلقائية.  و تدور قصة فيلم «قولي يا حلو؟» حول شاب كفيف بسيط يحاول أن يصنع من آلة الناي عصا سحرية تزغرد في حياة أفراد أسرته.

ويشير جناحي إلى أن العمل الذي أسبق هذا الفيلم كان تحت اسم «بحر بنفسجي»، وقد حاز على الجائزة الذهبية في مهرجان الخليج السينمائي مطلع 2010.  ويضيف جناحي أنه رغم إيمانه بأن العمل هو الذي يفرض نفسه في الساحة الفنية بما يقدمه من فكرة وجودة في الإخراج والأداء إلا أن الإحباط الذي يساور المخرج حين لا يشعر بالتقدير قد يُفقده طعم النجاح.

وعن فكرة الفيلم، يقول جناحي"خلال فترة الركود عن العمل الإخراجي، رأيت شاباً كفيفاً يعزف بالناي أمام معرض البحرين الدولي للكتاب في نهاية عام 2010، استوقفتي طريقة عزفه فطلبت منه أن يعزف معزوفة خاصة لكي تكون الموسيقى التصويرية لآخر حلقة من الرسالة اليومية للمعرض، وطلبت تحديداً لحن أغنية «قولي يا حلو» للفنان العراقي ناظم الغزالي، اللحن الذي عزفه رسخ في ذاكرتي حد أني قررت أن أعمل فيلماً يتكلم عن موهبته وما أخر العمل الظروف المادية". ويتابع" ومما يعكس العفوية والتلقائية التي تعد البطلة الأولى في الفيلم، يؤطر الفيلم أبطاله من الشاب الكفيف وأسرته إلى جانب وجوه جديدة أخرى أبرزها الشابتان الإعلاميتان سارة البدري وريم سيف النيري".

وعن تعاونه مع الروائي وكاتب السيناريست فريد رمضان يقول جناحي، أن هذا هو العمل الأول الذي يقترن فيه إخراجه بحوار رمضان، وقد تلمس من خلال هذا التعاون تفاني فريد في إضفاء الروح الإبداعية في الحوار.

ويشكر جناحي جميع طاقم الفيلم، وعلى وجه الخصوص الشابة الفوتوغرافية وسن مدن، والمنتج المنفذ  صالح ناس وشاكر بن يحمد والشابين محمد وعيسى الصنديد.  ويأمل محمد أن يشارك فيلمه في عدد من مهرجانات السينما العربية والدولية، من بينها مهرجان الخليج السينمائي في دورته الخامسة التي تقام في الفترة 10 - 16 أبريل/ نيسان المقبل في دبي

بوابة المرأة في

11/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)