حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال لـ'المغربية' إن أزمة النص لا تعني السينما فقط بل كل الفنون البصرية الأخرى

جمال العبابسي : يستطيع الفن لعب دور مهم في التقريب بين الشعوب

حاوره : خالد لمنوري | المغربية

تألق فيلم "سيناريو" لعزيز سعد الله، بشهادة كل من رأوا الفيلم، كما برع في تقمص أدواره في العديد من الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل "رحيمو"، والأعمال المسرحية مثل "سعادة الرايس" و"للا لمولاتي".

إنه الفنان جمال العبابسي، الذي يشارك حاليا في ثلاثة أفلام سينمائية، وفيلمين تلفزيونيين، ومسرحيتين.

عن هذه الأعمال، وأشياء أخرى، يفتح جمال العبابسي قلبه لـ"المغربية" في هذا الحوار. 

·         شاركت أخيرا، في الفيلم السينمائي المغربي "سيناريو" لعزيز سعد الله بدور مهم، كيف تقيم مشاركتك في هذا العمل؟

جسدت دور رجل دين ظلامي متطرف يحاول إشعال الفتنة بين الناس، ونال أدائي إعجاب كل من شاهدوا الفيلم أثناء عرضه في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وأعتقد أن مشاركتي في هذا الفيلم السينمائي ستضيف لمسيرتي الفنية الشيء الكثير.

·     ألا ترى أنك وضعت نفسك في خانة الممثلين النمطيين من خلال تجسيدك دورا آخر من أدوار الشر، بعد دور مسيلمة الكذاب في المسلسل العربي السوري "الفاروق"؟ 

لا أبدا لا أرى ذلك، بدليل أنني شاركت في ثلاثة أفلام سينمائية جديدة بشخصيات مختلفة، ويتعلق الأمر بـ"تصنت لعظامك" للمخرج المغربي التيجاني الشركي، و"العجل الذهبي" للمخرج المغربي حسن الجزولي، و"ولد في مكان ما" وهو فيلم فرنسي للمخرج الجزائري محمد حميدي.

·         ما طبيعة هذه الأعمال؟

هي أفلام روائية سينمائية طويلة، أجسد فيها أدوارا مختلفة، رفقة ممثلين كبار، إذ شاركت محمد مجد في فيلم "العجل الذهبي"، وجمال الدبوز، وعبد القادر السيكتور، ومحمد كافي، في فيلم "ولد في مكان ما"، وهو دراما اجتماعية تعالج في قالب كوميدي معاناة المهاجر المغاربي مع الروتين الإداري في البلدان المغاربية، خصوصا الجزائر، حيث أجسد دور موظف جماعي.

·         كيف كانت تجربة العمل مع الجزائريين، خصوصا الكوميدي السيكتور والمخرج حميدي؟

تجربة ممتعة، ومفيدة في الوقت نفسه، إذ لأول مرة أحس بأن دول المغرب العربي بلد واحد، فالمهاجر المغربي بأوروبا يعيش تقريبا المشاكل نفسها التي يعيشها المهاجر الجزائري، وكذلك التونسي، ومن هنا فإن السينما المغاربية تستطيع إنتاج أفلام تتناول قضايا المغرب العربي. 

ويلاحظ في الآونة الأخيرة ظهور أفلام مغاربية فرنسية كبيرة، تجمع خليطا من النجوم من المغرب، والجزائر، وتونس، وأخص بالذكر "الرجال الأحرار" للمخرج المغربي إسماعيل فروخي، الذي اختار ممثلا جزائريا لبطولة الفيلم، وكذلك "عمر قتلني" لرشدي زم الذي اختار بدوره ممثلا تونسيا للبطولة، ولم يخرج فيلم "أنديجان" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب عن القاعدة، إذ اختار جمال الدبوز من المغرب لبطولة فيلمه "أنديجان"، كما حدث ذلك في فيلم "عين النسا"، حين اختار المخرج ممثلاث جزائريات إلى جانب ممثلات مغربيات.

من هنا أستطيع، أن أؤكد من خلال تجربتي المتواضعة، أن الفن يستطيع أن يلعب دورا مهما في التقريب بين الشعوب وفي خلق الوحدة التي تعجز السياسة أحيانا عن تحقيقها.

·         تألقت أخيرا في العديد من الأعمال الدرامية، سواء المغربية أو العربية، فما هي آخر أعمالك التلفزيونية؟ 

شاركت أخير في تصوير فيلم تلفزيوني بلجيكي مغربي، مع المخرج إسماعيل السعيدي، بمدينة أصيلة، للقناة الثانية، رفقة الممثلة المغربية فاطمة وشاي، والبلجيكية أودري، كما أشارك حاليا في تصوير فيلم تلفزيوني مغربي جديد بعنوان "الفردي" لرؤوف الصباحي، رفقة فاطمة الزهراء بناصر، وصالح بن صالح، وعبد النبي البنيوي، ونعيمة إلياس، وليلى الفاضلي، وزهيرة صادق، وماجد لكرون، وآخرين، وتدور أحداث الفيلم، في قالب درامي كوميدي، حول شرطي يفقد مسدسه يوم تقاعده.

·         المعروف عنك أنك بدأت حياتك الفنية بالمسرح، فما هو جديدك فيه؟

أستعد لتقديم العرض الأول من مسرحية "الخابية" لمحمد أومال، يوم 7 مارس الجاري، بمسرح محمد الخامس بالرباط، مع جمعية شباب مولاي يوسف بالدارالبيضاء، السينوغرافيا والإخراج لسعيد باهادي، والمحافظة لسهام بوبشتة والتشخيص لعبد العزيز العلوي، وسهام بوبشتة، وأحمد أومال. كما أستعد للمشاركة في مسرحية أخرى، بعنوان "عنبر الما وازهر" مع فرقة مسرح أكاديما.

·         هل لك شروط معينة لقبول الأعمال التي تعرض عليك أم أنك تقبل بأي دور؟

أقرر قبول العمل أو رفضه، بعد قراءته، محاولا البحث عن التفاصيل الصغيرة، كي أبرزها في الشخصية، خصوصا أنني لا أرفض الأدوار الصغيرة، لأنني أستمتع بها كثير.

·         حضرت أخيرا فعاليات مهرجان طنجة السينمائي، كيف ترى واقع السينما المغربية حاليا ؟

رغم الكم الذي حققته الإنتاجات المغربية، إلا أن هناك أزمة جودة وتنوع في المواضيع، فجميع المواضيع التي تناولتها الأفلام المغربية متشابهة، نتيجة غياب سيناريوهات قوية. وأعتقد أن أزمة السيناريو أو النص لا تعني السينما فقط، بل كافة الفنون الأخرى، سواء الدراما التلفزيونية، أو المسرح.

الصحراء المغربية في

06/03/2012

 

النويري يقدم محاضرة سينمائية ويعقّب على فيلم إيراني 

يقيم نادي الكويت للسينما نشاطين ثقافيين، الأول عبارة عن محاضرة سينمائية، والثاني عرض فيلم «انفصال» الحاصل منذ أيام قليلة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

تحت رعاية نادي الكويت للسينما وبدعوة من «مجموعة كويت سينما» يلقي الناقد السينمائي عماد النويري محاضرة بعنوان «سحر الصورة وأسئلة البدايات»، غدا الأربعاء الساعة السادسة والنصف مساء بمقر النادي بالمدرسة القبلية، يتحدث فيها عن أهم المحطات في تاريخ السينما العالمية منذ بداية ظهور الفن السابع عام 1895، وحتى ثورة الديجتال التي أصبحت تقدم للمشاهد صورة افتراضية يتم الاستغناء فيها عن الكثير من عناصر الفيلم المعروفة.

وتأتي المحاضرة  ضمن برنامج تثقيفي لأعضاء «مجموعة كويت سينما» التي تمارس نشاطها بدعم ورعاية نادي الكويت للسينما، وقد شارك في هذا النشاط المخرج الكويتي رائد عباس في ورشة تدريبية عن الفيلم القصير أقيمت الأسبوع الماضي،  كما نجحت المجموعة خلال الشهور القليلة الماضية في انجاز وتحقيق أربعة أفلام قصيرة ستعلن قريبا.

انفصال

وعرض نادي الكويت للسينما في إطار فعاليات ديوانية الأفلام وبالتعاون مع مراقبة السينما بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الفيلم الايراني «انفصال»، وذلك بعد غد الخميس في صالة عبدالرزاق البصير بالمبنى الرئيسي للمجلس الوطني- المدخل الخلفي من ناحية مجمع الصوابر الساعة السابعة والنصف مساء. يقدم الفيلم ويعقب عليه الناقد السينمائي ومدير النادي عماد النويري.

الفيلم من تأليف وإخراج وإنتاج أصغر فرهادي، والفيلم حصد خلال الأيام القليلة الماضية أوسكار أفضل فيلم اجنبي في النسخة الرابعة والثمانين من حفل الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما، يصور الفيلم علاقة زوجين يمران بالطلاق، ويتطرق إلى العادات والعدالة والعلاقة بين الرجل والمرأة في إيران الحديثة، والفيلم هو ثاني فيلم إيراني يتم ترشيحه لجائزة الأوسكار وأول فيلم إيراني يفوز بالجائزة.

يذكر أن «انفصال» حقق نجاحاً كبيراً وقد عرض في أكثر من 70 دولة، كما عرض في طهران في شهر مارس2011، وشاهده أكثر من 3 ملايين شخص وحقق أرباحا تقدر بحوالي 3 ملايين دولار.

وصرح فيصل العنزى رئيس اللجنة الثقافية بنادي السينما أن عرض الفيلم يأتي ضمن توجهات النادي لعرض كل جديد في السينما المعاصرة، وقد سبق للنادي تقديم مجموعة من أهم الأفلام العالمية مثل: الختم السابع، وسايكو، والبحر بداخلنا، وقندهار.

الجريدة الكويتية في

06/03/2012

 

ركلام .. النوايا الطيبة في سوق النخاسة

بقلم : د. رفيق الصبان 

النيات الحسنة في السينما لا تكفي دائما لإنقاذ فيلم ما .. ما لم تتوافر إلي جانب هذه النيات عناصر فنية متكاملة تتمكن من الوقوف في الواجهة، تاركة هذه «النيات الحسنة» تختفي وراء ستار شفاف من الموهبة والذكاء والتمكن من التعبير الملائم. «ركلام» يتكلم عن الأسباب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تدفع أربع فتيات في عمر الزهور.. إلي احتراف الدعارة وبيع أجسادهن في سوق النخاسة. «العاهرة» في السينما .. كانت دائما من المواضيع المثيرة لاهتمام الكتاب والمخرجين ومن قبلهم الكتِّاب الذين اعطوا لهذه المهنة أحيانا ألقابا واسبغوا عليها صفات ترفعها من الحضيض الذي تعيش فيه إلي مستوي يقرب من مستوي القداسة أحيانا.. كما في «غادة الكاميليا» مثلا.. التي توجت شخصية بنت الهوي بهالة من التضحية والحب والوفاء لم تحظ بها أية بطلة أخري .. بل ويكاد هذا السحر الخاص الذي يطلق عليه لويس لونيل «سحر الشر الذي لا يقاوم» أن يجتذب إليه كبار الممثلات اللاتي يتسابقن لأداء هذا الدور الصعب والمعقد كل علي طريقتها. . وبأسلوبها الخاص بها ويجدر بالذكر مثلا أن مرجريت جوتييه بطلة غادة الكاميليا قد جسدت في المسرح المصري من خلال كبار بطلات شهيرات بدءاً من روزاليوسف ووصولا إلي فاطمة رشدي، أما في السينما فقد تسابقت كل من ليلي مراد ونجلاء فتحي ونادية لطفي ومريم فخر الدين في أداء هذا الدور دون أن يعبأن بالهالة اللاأخلاقية التي تحيط برأس الشخصية. حلبة السباق غادة عبدالرازق أرادت أن تدلو بدلوهها هي أيضا في هذا المضمار.. ولكنها لم تشأ أن تكون وحدها في حلبة السباق .. بل جاءت بزميلات ثلاث ليصاحبنها رحلة الجحيم الطويل.. هذه القصة تبدأ بدورية آداب تلقي القبض علي أربع عاهرات متلبسات بالجرم المشهود في فيلا أنيقة لرجل أعمال كبير ويذهب الفيلم بنا وبهن إلي رحلة استرجاعية «فلاش باك» لكل منهن لكي تعرف الأسباب التي أدت إلي سقوطهن وإلي وصولهن إلي نهاية هذا الطريق الشائك المليء بالمآسي والدموع. ويحسب لغادة عبدالرازق أنها لم تعط الأولوية لدورها وإنما تقاسمته تقريبا بالتساوي مع زميلاتها وإن كانت قد اختصت رحلتها الخاصة بالكثير من الأحداث المثيرة والقريبة من الميلودراما إذ تبدأ حكايتها وهي تعيش مع أمها وزوج أمها الذي يتأفف من وجودها ومن الصرف عليها.. مما يدفعها إلي السفر للعمل في القاهرة عند خالتها التي تقيم هناك، وفي دار خالتها تتعرض لإغراء وشهوات زوج الخالة الذي يحاول اغتصابها ولكنها ترفض ذلك بإباء وشمم فيتهمها أمام الخالة بأنها هي التي ارادت اغواءه! مما يتسبب في طردها .. واضطرارها للعودة إلي بيت أمها وقبول الزوج الذي اختاره زوج أمها وهو تاجر حشيش مزواج يضعها مع حريمه وتنجب منه ولدا، ولكن سرعان ما يقبض عليه وسرعان ما تجد نفسها مرة أخري في الشارع .. وقد أنكرها الجميع مما يضطرها شيئا فشيئا إلي احتراف الرذيلة وتعاني شادية «وهذا اسمها في الفيلم» الويلات من اغتصاب جماعي إلي ضرب وإهانة وتشرد قبل أن تجد طريقها إلي «الكباريه» حيث تتعرف علي باقي الفتيات اللاتي سيشاركنها مصيرها المشئوم .. تحت رعاية قوادة محترفة تبتزهن وتأخذ منهن ثلاثة أرباع ما يكسبنه من الزبائن مما يدفع شادية وزميلاتها إلي الثورة عليها وقرار العمل لوحدهن ولكن القوادة المتمكنة تثأر منهن علي طريقتها وتبلغ بوليس الآداب بالسهرة المشئومة التي ستقودهن بعد ذلك إلي السجن. ولا تختلف قصص الفتيات الثلاث اللاتي شاركن شادية في عملها الفاسد عن قصتها، فالأحداث كلها تصب في نهر واحد هو قسوة الأهل والرجال والزوج.. والمعاملة السيئة والعوز المادي واغراءات المجتمع الاستهلاكي .. وضعف النفوس. احتراف الدعارة هناك مثلا الوارثة الثرية التي يفلس أبوها فيتركها خطيبها الثري وتدفعها أمها إلي احتراف الدعارة الراقية مما ينتهي الأمر بها هي أيضا إلي الوقوع في شرك العدالة وهناك المؤلفة الساذجة التي تقع في براثن صديقتها اللعوب التي تجرها رويدا رويدا إلي عالم الأضواء.. والتي تبيع عذريتها قبل زواجها بأيام إلي أحد كبار رجال المال ويكتشف خطيبها الذي يعمل لديه الحقيقة المروعة .. عندما يفاجئها في فراش الرجل وأمامها كومة النقود التي تركها لها الرجل. مشاهد ميلودرامية بامتياز عرف كيف يختارها ويؤجج أحداثها ويصعد مواقفها «مصطفي السبكي» كاتب القصة والسيناريو. أعرف أن طبيعة جو الدعارة يدفع دفعا إلي المواقف الميلودرامية ولكن هناك دائما هذا العنصر الإنساني المليء بالشجن الذي يمكن أن يعطي هذه الأحداث بعداً آخر ويقرب هذه الشخصيات النافرة إلي قلب المتفرج .. وهذا ما فات تماما علي المؤلف الذي ركز علي الخلفيات الاجتماعية ومظاهر الدين المزيف والمجتمع الذكوري الظالم .. وعدم قدرة المرأة الشرقية علي المقاومة والوقوف في وجه هذه التيارات الصعبة التي تتجاذبها. استعمل المؤلف والمخرج من بعده تيمة القطار وحركته الدائبة ذهابا وإيابا وقضبانه الحديدية ومركباته المتنقلة ليقول من خلالها أو يوحي بكثير من الرموز التي ساعدت علي اعطاء الفيلم ابعادا سينمائية مبتكرة. كما لا يمكن تجاهل رؤية علي رجب المكانية لمدينة الإسكندرية .. التي يعرف أكثر من غيره خصائص متميزة لها أعطت فيلمه وبعض أحداثه مذاقا سينمائيا سلسا وفيه الكثير من الإثارة. تشكيلات سينمائية كما أنه قد سعي جاهدا لاعطاء «صوره» و«تشكيلاته» السينمائية جوا وبعدا كانا بعيدين عنه تماما في أفلامه السابقة ولكن في نهاية الأمر كان يدرك جيدا أنه أمام فيلم تقوم أحداثه كلها علي الميلودراما وعلي العواطف الهائجة لذلك ترك العنان لأحداث الفيلم تتشابك وتتصاعد بوتيرة حادة مهتما كل الاهتمام بطابعها الظاهري المؤثر والمستدر للعواطف وغير عابيء بالأحاسيس الداخلية الكثيرة والمتدفقة التي يمكن أن تبرر سلوك بطلاته وتصرفاتهن وردود أفعالهن . الأحداث كلها خارجية والتعبير عنها جاء أيضا خارجيا وبقيت «نفوس» هانة الصبايا غامضة مجهولة كصندوق مغلق.. وهذا ما أثر تماما علي أداء الممثلات الأربع، خصوصا أن بعضا منهن وخصوصا البطلة الأولي قد تجاوزت في سنها السن المفترضة للشخصية التي تمثلها .. فبدت لنا منذ ظهورها الأول امرأة ناضجة تحمل مكايدها خبرة السنين وليست هذه الفتاة الصغيرة التي تواجه ظلم مجتمع وقسوة أسرة ولامبالاة مدينة. ولا يعيب الفيلم أنه ركز كثيرا علي مشاهد علب الليل وغرز الحشيش والجو الجنسي العام للأحداث.. لأن طبيعة الفيلم نفسه ترتكز رئيسيا علي ذلك.. وإنما يحسب له أيضا أنه رغم توقفه كثيرا حول هذه الأماكن وشخوصها لم يسقط في ابتذال كان من الممكن كثيرا أن يغرق فيه حتي أذنيه. كما وفق علي رجب في اختيار شخصياته الذكورية التي جاءت ملائمة تماما للأحداث .. رغم كون معظمها قد أعطي لوجوه جديدة أشير بالذات إلي أخوة إحدي الفتيات الثلاث وأمها الفقيرة وأخوها القاسي المتدين الذي لا يكف عن ضربها .. والأخ المتدين الذي يحس بإمكانية انزلاقها دون أن يحاول مساعدتها. شخصيات ذكورية أخري مرت مرورا هامشيا في ثنايا الفيلم ولكنها بدت لي أكثر واقعية وأكثر إنسانية من بطلاتها الأربع الذي اكتفي المخرج بتصويرهن من الخارج مع أنه في مطلع التترات ركز علي عملية «الماكياج» التي تغير من معالم الوجه الحقيقي لتستبدله بوجه مرسوم .. مما يوحي إلينا بأننا سنري تحليلا شديد الخصوصية لهاته النساء اللاتي يضعهن المجتمع علي هامشه وينهش في أجسادهن ويزيف روحهن.. دون أن يمنحهن حقهن الإنساني الحقيقي.. ووجههن الصافي الذي شوهته رغبات الغير وشهواتهن. «ركلام» فيلم طموح له جسد طائر جميل ولكن تنقصه الأجنحة كي يطير بنا إلي السماء التي كنا نحلم بأن نطير إليها معه.

جريدة القاهرة في

06/03/2012

 

ركــلام ..سينما أي كــلام

بقلم : ألاء لاشين 

لم أجد تعبيرا سوي أن هذا الفيلم قدم ليكون (نحتاية) أي مصدر رزق لصناع العمل وليس لتقديم فن أو سينما *لا أدري لماذا تقدم غادة عبد الرازق هذه النوعية من الأفلام التي تستنفذ طاقتها دون جدوي.. فهل من باب التواجد علي الساحة السينمائية كل عام بفيلم أم هناك سبب آخر ؟؟فهي تكررمأساة (بون سواريه) لكن في قالب درامي وكأنها لم تتعلم مما سبق لم يحدد المخرج هل ما يعرض (سرد ) للحكاية أم هو (فلاش باك) فقد جعل المشاهد مشتتاً وفي حالة توهان بسبب عدم توظيفه لأدوات السرد وطريقة تقديمها بشكل صحيح، والإيقاع كان بطيئا في بعض المشاهد التي ليس لها ضرورة في داخل الفيلم فالإيقاع مرتبط بوقت المشهد. توقعت من تريلر (اعلان) الفيلم أنه سوف يقدم حالة فنية رائعة ومهمة ولكنني صدمت أن الفيلم قد انتهي دون أن يقدم شيئا، فقد شعرت بخيبة الأمل والندم لأنني شاهدته ..... فأنا لا أمانع أن يتناول صناع الفيلم تيمة فنية أو قصصاً حقيقية قدمت من قبل، ولكن المشكلة تكمن في طريقة تناولها من جديد وهي مشكلة فيلم ركلام التي لم أجد تعبيرا له سوي أن هذا الفيلم قدم ليكون (نحتاية) أي مصدر رزق لصناع العمل وليس لتقديم فن أو سينما. والسؤال هنا لماذا تقدم غادة عبد الرازق هذة النوعية من الافلام التي تستنفذ طاقتها دون جدوي ..... فهل من باب التواجد علي الساحة السينمائية كل عام بفيلم أم هناك سبب آخر ؟؟ فهي هنا تكررمأساة فيلم (بون سواريه) لكن في قالب درامي ولم تتعلم مما سبق ففيلم ركلام لايساوي شيئاً سوي الإفلاس الفكري . قصـــــــــة الفيلـــــــم :- أربع فتيات يعانون قسوة الحياة الأولي (غادة عبدالرازق) التي تعاني قهر زوج الأم ونظرات المحيطين بها الي جسدها . والفتاة الثانية (رانيا يوسف) التي تريد الزواج بمن تحب ولا تستطيع بسبب ظروفه المالية, أما الفتاة الثالثة (دعاء سيف الدين) تعاني بعد موت والدها قهر أشقائها وفسخ خطبتها بمن تحب وزواجها باخر غصبا عنها، الفتاة الرابعة (انجي خطاب) ابنة المليونير الذي أفلس في البورصة . ويضطررن جميعا أن يعملن فتيات ركلام في احدي الملاهي الليلية حتي يستطعن العيش وتحقيق أمانيهن . سبق وأن قدمت القصة من قبل العديد من المرات ولكن هذه المرة هي الأسوأ في عرضها، فالسيناريو الذي كتبه مصطفي السبكي سطحي مليء بالثغرات متنافر ومشاهده ليست مكملة لبعضها البعض بل أقحم عليه بعض المشاهد للإطالة باحداث الفيلم، فهو لم يقدم مبررات درامية قوية تجعل المشاهد يتعاطف مع تلك الفتيات بل كانت مستفزة وكان من الممكن حل مشكلاتهن بطريقة شريفة . فهو لم يستطع اعادة تقديم الفكرة بطريقة جديدة وجيدة بل كانت مفلسة ومملة ومشتتة . الأداء :- غادة عبد الرازق فنانة موهوبة تقدم أدوارها بحرفية لكن جانبها التوفيق في هذا الفيلم فقد حاولت جاهدة تقديم دورها بإتقان ولكنها لم تكن في تألقها المعتاد الذي تظهر به في أفلامها مع (خالد يوسف) وسؤالي هنا لماذا لا تحافظ علي أعمالها الجيدة التي قدمتها من قبل !!! فهذة النوعية من الأفلام تشوه تاريخها وأتمني أن تختار أدوارها بعناية أكثر من ذلك حيث انها تخطت مرحلة الانتشار والشهرة بمراحل ولكيلا لا تهدم ماقامت ببنائه طوال السنوات الماضية أو يجب أن تأخذ بالمثل الذي يقول " لا فائدة من السير بسرعه في الطريق الخطا " واذا استمرت علي هذه النوعية من الافلام فلن تحلق بعيدا عن سماء أفلام خالد يوسف . (رانيا يوسف) ابتعدت عن القالب الصافي السليم الذي وضعت نفسها فيه وقد آن الأوان لكي تبدأ في أداء أدوار خارج هذا والنمط خاصة أن لديها من الموهبة مايؤهلها لذلك وكي لا يعتاد عليها الجمهور في هذا الشكل . ففي هذة الشخصية قدمت نمطاً جديداً في أدائها التمثيلي يأخذها لمرحلة فنية أخري . أما الوجهان الجديدان (انجي خطاب) و (دعاء سيف الدين) لم يفعلا شيئا سوي القاء الكلام، فقد غاب عنهما تماما الأداء التمثيلي والاحساس بالدور وهذه ليست مشكلتهم بل المشكلة تقع علي عاتق المخرج لأنه هو المحرك الأساسي لأدائهما التمثيلي . (اسلام نجيب) وجه جديد قدم دور وكيل النائب العام بأسلوب جيد فهو ممثل صاعد موهوب اذا توفرت له الفرصة مرة أخري فسوف تثبت قدماه في عالم السينما . (مادلين طبر) قدمت دورا جديدا رغم صغر مساحة الدور الذي اذا حذف لن يؤثر في الفيلم ولكنها تركت فيه بصمة جيدة . (علا رامي) حقا كانت هي مفاجأة هذا العمل ففيلم ركلام لم يقدم سواها في الأداء التمثيلي الجديد وقدمت قالب فنياً لم تقدمه من قبل ولم نعتد عليها فيه فقد أجادت تقديمه بطريقة جيدة وليست مستفزة . الإخراج :- حالة من التوهان والتشتيت قدمت من خلال فيلم ركلام فالمخرج، (علي رجب) لم يحدد هل ما يعرض (سرد ) للحكاية أم هو (فلاش باك) الرجوع للوراء فقد جعل المشاهد مشتتاً وفي حالة توهان بسبب عدم توظيفه لأدوات السرد وطريقة تقديمها بشكل صحيح، والإيقاع كان بطيئا في بعض المشاهد التي ليس لها ضرورة في داخل الفيلم فالإيقاع مرتبط بوقت المشهد، ويجب الا يزيد أو يقل زمن المشهد علي الشاشة لان هناك فترة زمنية محددة يمكن أن ينتبه فيها الانسان فاذا زادت تلك الفترة يحدث خلل في الايقاع والسينما تمتاز بإيقاعها السريع وليس المتمهل وظهر ذلك من خلال مشهد القطار والمطر فهي لقطات أقحمت للإطالة وليست أكثر .... ورغم أن القضية قد تكون حساسة وهامة الا انه لم يستطع تقديمها بشكل جيد فالفيلم يفتقر التجديد في كل شيء من تيمة لعمق درامي حتي أن أفيش الفيلم مقتبس من الفيلم الاجنبي (برايد ميدز) فيبدو أن صناع العمل كانوا يريدون عدم ارهاق فكرهم فقاموا باقتباسه وتقديم تيمة مقدمة مسبقا ولكن بطريقة مشوهة، والرسالة التي يدعون أنهم يريدون توصيلها وهي الابتعاد عن صديقات السوء لم يستطع المشاهد فهمها، حتي النهاية جاءت تقليدية وهي معاقبتهم بالحبس وتركوا متزعمة شبكة الدعارة (ليالي) علا رامي حرة طليقة دون أن يمسها أي عقاب. وللأسف فإن فيلم ركلام افتقد الترابط العضوي بين أحداثه وقدم قصة مشوهة لا يتعاطف معها الجمهور بل تمني الجمهور أن ينالوا عقوبة أكثر من ذلك . والذي يحسب لهذا الفيلم انه اعطي فرصة للوجوه الجديدة للظهور علي الشاشة الفضية واثبات وجودهم .

جريدة القاهرة في

06/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)