حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يخوض منطقة جديدة تماماً مع الدراما

أحمد السقا: لاأختار بطلات أفلامي

القاهرة- خالد بطراوي 

حقق الفنان أحمد السقا رحلة نجاح جعلته واحدا من نجوم جيله، لكنه اختار المغامرة طريقه منذ البداية، رفع راية التحدي واقتنع بأن طريق القمة مفروش بالأشواك، اعتبر نفسه خارج التصنيفات، ليس كوميديا ولا رومانسيا بل ممثل يعيش كل الشخصيات ذات التركيبات الفنية المتميزة دون تكرار أو حصر نفسه في انماط محددة، يرحب بالمخاطرة ويرفض الدوبلير.

تميز منذ انطلاقته بتقديم افلام مختلفة عن السائد، وهي ما تعرف بأفلام الحركة والأكش. لكنه هذا العام اختار أن يفاجئ جمهوره واتجه نحو الجديد من خلال فيلمه «بابا» الذي يقدم من خلاله شيئا مختلفا عما قدمه خلال مشواره الفني

اسماء أفلامه الغريبة وقدرته على لعب كل الشخصيات، وحقيقة ما تردد عن أسباب اعتذاره عن العمل مع عادل امام، وما الذي يمكن أن يقدمه في مسلسله الجديد «خطوط حمراء» الذي استغرق منه وقتا طويلا منذ كتابه السيناريو حتى آخر مشهد. كل التفاصيل في هذا الحوار

صرحت من قبل أن التلفزيون خارج حساباتك. فلماذا تراجعت؟ 

ـ لم أقل هذا الكلام، لأني ضد فكرة أن التلفزيون يحرق الممثل، لكن لا أنكر أن السينما هي التي تصنع تاريخا للممثل لأنها تضعه في ابهى صورة، ربما كانت المسلسلات في الماضي تقدم بشكل تقليدي، لكن الوضع مختلف حاليا فقد أصبحت الدراما عالية المستوى من حيث الموضوعات والتكنيك والصورة

فكرة مختلفة

هل تقديمك عملا تلفزيونيا له علاقة بأزمة السينما التي تمر بها حاليا؟

ـ ليس هناك علاقة بين الظروف الحالية وتقديمي للمسلسل، فالكل يعرف مدى رغبتي الشديدة منذ سنوات طويلة في تقديم عمل تلفزيوني، لكن كل هذا كان مرهونا بفكرة مختلفة ومهمة، أنا لا أجري وراء أسماء قدر ما أبحث عن مضامين.

ما الذي جذبك الى مسلسل «خطوط حمراء»؟..

ـ المسلسل مختلف جدا في الموضوع والتناول، وعندما قررت تقديم عمل درامي كان يشغلني فقط تقديم شيء جديد ومشوق يبتعد عن المط والتطويل ويجذب الجمهور، ووجدت ذلك في مسلسل «خطوط حمراء» حيث أعجبتني الفكرة تماما، وعودتي إلى الدراما بعد غياب 12 عاما ستكون من خلال عمل يجذب أي ممثل للمشاركة فيه لكونه يتناول موضوعا مهمًّا وهو أن لكل إنسان خطوطا حمراء إذا تجاوزها كتبت نهايته

لا اختلاف

لماذا تتكتم اسماء الممثلين المشاركين في بطولة المسلسل؟ 

ـ ليس هناك تعمد إطلاقا، لكننا في مرحلة اختيار الممثلين، خاصة أن المخرج أحمد شفيق يدقق في كل كبيرة وصغيرة، ومازال مشغولا بمعاينة اماكن التصوير في عدد من المحافظات

هل بالفعل لك دور في ترشيح أبطال المسلسل؟ 

ـ أنا لا أتدخل في اختيارات أي عمل، لأنها أمور تخص المنتج فقط، ولكن يحق لي التدخل في مناقشة الاختيارات إذا وجدت أشياء في غير محلها، لأنني لا أستطيع العمل إلا وأنا «مرتاح»، وبما أنني اتعاون مع منتجين ومخرجين محترمين دائما فلم أختلف معهم ولا مرة في حياتي

كيف ترى المنافسة الدرامية في رمضان القادم في ظل وجود مسلسلات لعادل امام ويحيى الفخراني ونور الشريف ومحمود عبد العزيز؟

ـ بالتأكيد، هذا شيء ايجابي رائع، وأنا سعيد جدا بكل النجوم الكبار الذين يتنافسون في دراما رمضان المقبل

لم أعتذر

ما حقيقة ما تردد حول اعتذارك عن عدم مشاركة الفنان عادل امام في مسلسل «فرقة ناجي عطالله»؟ 

ـ يشرفني المشاركة ولو بمشهد مع عادل امام أو أي نجم آخر، وأحلم بالعمل معهم حتى «كومبارس»، وكل ما قيل عن خلافات حدثت مع الزعيم عادل امام غير صحيح، فأنا من المؤمنين بأن الدور ينادي صاحبه

هل تختار مخرجين في بدايتهم لتكون لك حرية التدخل في السيناريو والاخراج؟ 

ـ أقسم انني لا ألتزم إلا بما يخصني ولم ولن أتدخل في عمل المخرج أو غيره، واختياري للمخرج إما أن يكون عن قناعة به وبعمله، وإما من خلال سيناريو جيد أو الاثنين معا

الاستعانة بدوبلير

تسربت اشاعة من أنك سوف تستعين بدوبلير فيما هو قادم من افلامك في حالة وجود مخاطر. فهل هذا صحيح؟ 

ـ نعم لأنني كنت سأتعرض لإصابة كبيرة أثناء العمل في فيلم «ابن القنصل»، والممثل لو أصر على عدم الاستعانة بدوبلير فالمخاطر سوف تؤدي به إلى كارثة، وبالتأكيد لن يكون سعيدا لو أصيب اصابة تقعده في بيته.

• «بابا» يبدو عنوانا غريبا، كيف تختار عناوين أفلامك؟ 

ـ أحاول قدر الامكان أن يكون هناك نوع من الرضا على عنوان الفيلم، فالعنوان يتم اختياره من واقع الفيلم، أو اسم البطل، أو واقع حدث، أو مكان، أو زمن، او طبيعة دراما، أو استعارة تترجم روح الفيلم.

تنافس الشباب

هل تعترف بوجود منافسة قوية بين النجوم الشباب بدليل عدم مشاركتكم معا في أي عمل فني؟ 

ـ طبعا أعترف بوجود منافسة، لكن ليس معناها العداء، وهناك زملاء اصدقاء يساندونني ويحبونني، وهناك زملاء غير ذلك، وعموما أنا لا اقابل الشر بالشر، ولا أرفض المشاركة مع أي زميل في عمل مشترك، وقد عرضت على كريم عبد العزيز اكثر من مرة أن نقدم عملا معا لكن ظروفه وارتباطاته حالت دون هذا التعاون

رغبتك في تقديم اكثر من فيلم فى العام. هل تراجعت؟ 

ـ أنا أحب السينما، والسينما تاريخ. وأريد أن أصنع لنفسي تاريخا، وإذا كان هناك فرصة ووقت لتقديم اكثر من عمل في السنة فلن أتراجع، وإن كان لدي افكار كثيرة وخطة مستقبلية في حدود امكانياتي، اتمنى تحقيقها

هل أصبحت في منطقة الأمان كأحد نجوم السينما؟ 

ـ النجاح يكون بداية منطقة الخطر، وقد بدأت منطقة الخطر معي بعد فيلم «الجزيرة»، وهذه المنطقة حين تبدأ عند الممثل لا تنتهي إلا بانتهاء حياته الفنية، فالخطر يبدأ دائما مع انطلاق النجاح.

القبس الكويتية في

05/03/2012

 

إدوارد: سعيد بشخصيتي الكارتونيَّة في بنات العم

كتب: القاهرة - هند موسى 

نجح في أن تكون له مكانة خاصة على الخارطة الفنية عبر أعمال سينمائية وتلفزيونية عدة شارك فيها أكبر نجوم الفن.

إنه الفنان إدوارد الذي لا يجد حرجاً في كونه أحد أشهر نجوم الدور الثاني لإيمانه بالبطولات الجماعية.
عن دوره في فيلمه الأخير في «بنات العم»، وجديده كان لنا معه هذا اللقاء.

·         حدثنا عن مشاركتك في فيلم «بنات العم»؟

الفيلم من تأليف أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد وبطولتهم، وجميعهم يتميزون بخفة الظل وأتوقع لهم مستقبلاً باهراً في السينما لأن تفكيرهم مختلف تماماً عن تفكير المؤلفين الموجودين على الساحة الفنية ولديهم قدرة على مخاطبة الشباب بأسلوب ملائم، لذلك تمكنوا من الفوز بقاعدة جماهيرية كبيرة من هذه الفئة، يضاف إلى ذلك أن قصة الفيلم نفسها كانت أحد أسباب حماستي للمشاركة فيه فهي أقرب إلى قصص الأطفال الخيالية.

·         ما الذي أعجبك في الدور على رغم صغر حجمه؟

ببساطة، لأنه جديد عليّ. منذ دخولي عالم التمثيل، تمنيت أن أقدم عملاً للأطفال وعندما قرأت قصة الفيلم وجدت في شخصية «الكارتوني» فرصة مناسبة لتحقيق أمنيتي.

·         كيف استعددت لهذا الدور؟

غيرت في شكلي لأن الفيلم يعرض الشخصية في مرحلتي الشباب والشيخوخة. من ناحية الإطلالة، ارتديت ملابس ملائمة لفترة السبعينيات وفي الكبر استعنت بمصفف غيّر لون شعري إلى الأبيض، إلى جانب استخدامي طبقة معينة من الصوت لإضافة لمسة كوميدية إلى الشخصية. الحمد لله، جاءت ردود الفعل على دوري إيجابية.

·         ألم تخش أن يظلم الفيلم بسبب توقيت عرضه؟

إطلاقاً. يدخل الجمهور السينما في أي وقت، خصوصاً في ظل الصراعات التي يعيشها في محاولة للترفيه عن نفسه. في العام الماضي، عرض لي «ثاني أكسيد الكربون» في توقيت صعب ونجح محققاً إيرادات عالية لدرجة أن كثراً اعتبروا أننا افتتحنا الموسم الذي خاف منه الجميع.

·         ماذا عن دورك في فيلم «فبراير الأسود»؟

أقدم شخصية ضابط مباحث في فترة ما قبل ثورة 25 يناير يتزوج من ابنة خالد صالح التي تجسدها الممثلة ميار الغيطي، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي، وهو تأليف محمد أمين وإخراجه.

·         ماذا عن فيلم «بابا»؟

لا أستطيع التطرّق إليه بالتفصيل لأن الشركة المنتجة حذرت فريق العمل من التحدث عنه إلى الإعلام إلى حين الانتهاء من تصويره. عموماً، الفيلم بطولة النجم أحمد السقا ودرة وصلاح عبد الله وخالد سرحان وسليمان عيد، وتأليف زينب عزيز.

·         من رشحك للمشاركة فيه؟

المخرج علي إدريس، مؤكداً أنه يراني أنسب من يقدمه فوافقت عليه.

·         ما سر حبك للعمل مع علي إدريس؟

هذا الفيلم الرابع الذي يجمعنا. فعلاً، أعشق العمل معه وأعتبره الأب الروحي لي في مجال الفن بسبب الكيمياء بيننا، إذ أفهم ما يريده مني في التصوير بينما يعرف هو كيف يوجه أدائي.

·         ما آخر أخبار فيلم «مؤنث سالم»؟

انتهينا منه منذ فترة وكان المفروض عرضه خلال إجازة نصف السنة، لكن أجهل سبب تأجيله. إنه العمل الثاني لي مع رامز جلال، ويشاركنا فيه كل من إيمي سمير غانم وحسن حسني، فيما يتولى الإخراج أحمد البدري.

·         ماذا عن فيلم «تيتا رهيبة»؟

سنبدأ التصوير خلال الأسبوعين المقبلين، وأشارك فيه مع محمد هنيدي وسميحة أيوب وأجسد شخصية ضابط أيضاً، لكن هذه المرة بعد ثورة يناير.

·         ما تعليقك على حالة النشاط الفني التي تعيشها؟

سعيد بها بالتأكيد، وأجمل ما فيها أنها جمعتني بنجوم ألتقي بهم لأول مرة مثل أحمد السقا ومحمد هنيدي وخالد صالح.

·         شاركت في أفلام معظم نجوم الكوميديا مثل عادل إمام وأحمد حلمي وهاني رمزي ورامز جلال… مع من تفضل العمل؟

كل فنان منهم له طبعه الخاص في العمل ومتخصص في لون معين من الكوميديا، لذا من الصعوبة المقارنة والتفضيل بينهم، وأتمنى تكرار تجاربي معهم لأن فيها تنوعاً.

·         هل يغضبك تصنيف البعض لك بأنك «كوميديان»؟

على العكس، فهذا في حد ذاته نجاح لأن الكوميديا هي أصعب ألوان التمثيل وبصعوبة يخرج الممثل الضحكة من المشاهد.

·         البطولة في غالبية أعمالك جماعية، فما سر تفضيلك لها؟

بطبعي أحب الجماعة في كل شيء، وأعتقد أنها في الأفلام تشكل فرصة للمنافسة بين الممثلين.

·         متى تبتعد عن الأدوار الثانية ونراك في البطولة المطلقة؟

لست مشغولاً بالتفكير في كيفية الوصول إلى هذا المركز، لأني أشعر بالراحة والرضا عن المكانة التي وصلت إليها من حب الجمهور لي والأعمال التي شاركت فيها. لا أهتم بأن أكون بطل العمل الأوحد بقدر اهتمامي بتقديم شخصية تبقى في ذهن المشاهد، والدليل على ذلك قبولي المشاركة في «بنات العم» حيث الشباب الثلاثة هم الأبطال، لكن من دون دوري في الفيلم سيشعر المتفرج بخلل في الأحداث.

·         هل ثمة أدوار معينة تتمنى تقديمها؟

أشعر أن أحلامي في الفن بدأت تتحقق في الأدوار التي عُرضت عليّ أخيراً، فبعد الشخصية الكارتونية تمنيت تجسيد دور شاب في منطقة شعبية وسيتم ذلك في رمضان المقبل ضمن أحداث مسلسل «خرم إبره» مع عمرو سعد وسوسن بدر، ومن تأليف حسان دهشان وإخراج إبراهيم فخر.

الجريدة الكويتية في

05/03/2012

 

سمير عوف: متصوف السينما الوثائقية

صفاء الليثى 

يعد المخرج سمير عوف واحدا من رواد السينما التسجيلية المصرية، قدم الكثير من الأفلام منها : "القاهرة 1830 م , قصيدة بنتاؤر 1970 م ، لؤلؤ النيل 1972 م , مسافر إلى الشمال .. مسافر إلى الجنوب 1974 م"  ووجهان فى الفضاء 2000 ثم أرض السماء 2003 وأخيرا أيام الراديو 2009

تتميز أفلام سمير عوف بجماليات خاصة وابتكار فنى ندر وجوده فى الفيلم التسجيلى المصرى الذى كثيرا ما تغلُب عليه المباشرة وتتواضع فيه لغة السينما. فى أعماله ملمح شخصى وكأنه يحكى جانبا من سيرته الذاتية برؤية تتسم بالتصوف والتأمل، ينجح فى جعلنا نلمس ما وراء الجماد تمثالا كان أم أثرا قديما،  وهو بلغته الشفافة يصل لحقيقة الشيء الذى يتناوله سواء كان مدينة ما، أم تمثالا أم تجربة لمهندسين يعملان بجد كما هو الحال مع نماذج فيلمه "مسافر إلى الشمال مسافر إلى الجنوب" .

نحلق معه عبر بالونه الطائر فوق الآثار المصرية القديمة فرعونية أو قبطية أو إسلامية فى فيلم " أرض السماء" ، يجعلنا نبكى على الآثار الغارقة فى فيلمه لؤلؤة النيل وقد ابتكر أن يصور والكاميرا فوق مركب يُشد بطيئا بالحبال فتنقل الحركة مشاعر الأسى على الآثار الغارقة، المشخصنة فى فيلمه، المحملة بعبق التاريخ ومجهود من قام بتشييدها.   

ولد سمير عوف عام 1942 بالقاهرة، درس الإخراج بالمعهد العالى للسينما وتخرج منه عام 1965، عمل في بداية حياته الفنية مساعد مخرج لكل من كمال الشيخ وتوفيق صالح وشادي عبد السلام الذى ارتبط به وكان شريكه فى الإعداد لفيلمه الطويل  المومياء والقصير الفلاح الفصيح. تشرب أسلوبه الفنى مما ميزة عن جيله كله. يندر أن تجد فيلما له لم يتوج بجائزة فى مهرجان محلى أو دولى. منها 1972  حيث تقلّد فيلم "لؤلؤة النيل" ميدالية سان مارك في مهرجان فينيسيا 1972و شهادة تقدير من مهرجان لندن وجائزة التصوير من مهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة بمصر. وفي 1973 تحصل على جائزة الطاووس الفضي من مهرجان نيودلهي ، وتحصل فيلمه "أغنية طيبة" على جائزة التصوير من مهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة بمصر سنة 1974 وجائزة اتحاد النقاد المصرين لنفس السنة. أما فيلم "مسافر إلى الشمال مسافر إلى الجنوب" فقد نال جائزة الإخراج من مهرجان الأفلام التسجيلية والقصيرة بمصر 1975 وفي نفس السنة تحصل على جائزة مهرجان جرينوبل في فرنسا وجائزة اتحاد النقاد المصريين.

كانت الأفلام التسجيلية تعرض قبل الفيلم الروائى الطويل فى دور العرض العامة وبعد جريدة مصر السينمائية ، فكانت المسابقة السنوية لاختيار أفضل الأفلام التى عرضت فى العام. وتدخل فيها الأفلام القصيرة والتسجيلية. ومازال القانون الملزم لدور العرض بعرض فيلم تسجيلى قبل الروائي الطويل موجودا، ولكنه لم يعد يطبق بعد الشاشات المتعددة وسياسة الانفتاح والاستهلاك. حتى بداية الثمانينات كان الجمهور يشاهد الفيلم التسجيلي وكان النقاد يدرجونه ضمن جوائزهم، وعندها تكرر حصول أفلام سمير عوف على جائزة النقاد جنبا إلى جنب على الجوائز الأخرى في المهرجان القومى وفى المهرجانات العالمية. مثلما هو الأمر مع  فيلمه "وجهان في الفضاء" الذي حصل على جائزة أحسن فيلم تسجيلي من المهرجان القومي للسينما المصرية 2000  و جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان دمشق السينمائي الدولي 2000.. وكذلك الشأن مع فيلم "أرض السماء" الذي حصل على جائزة الإبداع الذهبية من مهرجان إتحاد الإذاعة والتليفزيون سنة 2004 وفي نفس السنة حصل على جائزة اتحاد التسجيليين المصريين في مهرجان الإسماعيلية . أما فيلم " الأزهر الشريف عمارة وبناء " فقد حصل على جائزة أحسن فيلم تسجيلي في المهرجان القومي وجائزة اتحاد الإذاعات من تونس سنة 2006.

فى فبراير 2012 بلغ سمير عوف سن السبعين وعرض له بهذه المناسبة فيلمه " مسافر إلى الشمال  مسافر إلى الجنوب " الذى يقدم فيه فكرة مبتكرة عن شابين ولدا في عام واحد 1948 وتخرجا فى عام واحد 1972 . الأول المقاتل والمهندس فاروق خريج هندسة القاهرة سافر منها شمالا ليبنى كبارى عبور المعدات الحربية فى حرب 1973، والثانى المهندس أحمد عفيفى تخرج من هندسة عين شمس ليسافر منها إلى أسوان ليشارك فى عمليات إنقاذ معابد فيلة من الغرق. التوازى بين النشاطين يحمل فكرة عن روح أكتوبر التى سعت إلى استعادة كرامة مصر فى حرب أكتوبر وحضارة مصر من الغرق بسبب مياه السد العالى

بعده عرض فيلمه الأول "القاهرة 1830" وهو قراءة لوصف مصر طبقا لرسومات دافيد روبرتس، وكانت أيضا فكرة مبتكرة لاستعراض تاريخ مصر من خلال وثائق بفن التصوير الجرافيكى. وفى أقل من 10 دقائق ومع شريط صوت ابتدعه المخرج انتقلت إلينا حالة من التأمل فى تاريخ مصر فى القرن التاسع عشر

ثم عرض فيلم " أرض السماء" الذى يقدم فيه رؤية ذاتية عن العناصر الروحية والمعمارية التى أثرت فيه طفلا وجعلته يشعر بالمزيج الحضارى من مساجد مصر ومآذنها فى الحى الذى نشأ وتربى فيه، وبين الآثار الفرعونية التى ارتبط بها واقترب منها أثناء عمله مع الفنان الكبير الراحل شادى عبد السلام. ظهرت العمارة الإسلامية والعمارة الفرعونية شاهقة نحو السماء تظهر عظمة  الإحساس والإيمان بوحدانية الله.

وانتهى العرض مع فيلمه الأخير "أيام الراديو" وهو من إنتاج المركز القومى للسينما 2009، وقد تناول فيه فن الأوبريت الإذاعى وتأثيره على الوجدان الثقافى الذى تربى عليه وهو يجلس جدته فى بيته المطل على مآذن القاهرة

يستعرض الفيلم أربع صور غنائية يعكس تنوعها مكونات الحضارة المصرية ما بين الفرعوني والإسلامي والمعاصر، عبر أوبريت " خوفو مشيد الهرم الأكبر"، و أوبريت عوف الأصيل "وبينهما السيرة العطرة لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام. مرة أخرى وكأنه يكثف فكرته السابقة عن المزيج الحضارى عبر وسيط مختلف باستعراض روائع من الإذاعة المصرية فى الخمسينيات

يندر أن تجد موسيقى من خارج الصورة أو تعليقا صوتيا. فقط شريط صوت مكون من مواويل حسن أبو ليلة فنان الصعيد الشعبى وهمهمات المصلين ومرددى الأدعية، مع صوت الهواء الصارخ فى الصحارى، أصوات طبيعية يمزج بينها الفنان سمير عوف لينقل لنا عالمه الروحى كما يشعر به. كانت الأفلام الثلاث وكأنها تمثل معزوفة واحدة، سمفونية من ثلاث حركات تصل المشاهد بحالة الوجد التى عاشها المخرج مع مفردات أعماله. التى تشكل ما يمكن اعتباره فيلما واحدا متواصل الحلقات.

وحاليا يسعى سمير عوف لعمل فيلم عن القيم، منتقدا فيه التدين الظاهرى الذى يسود بلادنا الآن ويقف عائقا ضد تواصل البشر معا فى إطار من المودة والسلام مع النفس.

الجزيرة الوثائقية في

05/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)