حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم 

3 أفلام لبنانية على البرمجة والآتي أكثر وأعمق

بقلم محمد حجازي

عودة إلى فيلمنا اللبناني الحاضر بأكثر من صورة، وموضوع على الساحة المحلية والإقليمية مع مخرجين مخضرمين أو في غالبيتهم من الشباب، وضربات متلاحقة قد تكون متلاحقة في الظاهر، لكنها تشكّل أساساً لمناخ متقدّم من الحضور في واقع الحال.

«كاش فلو»، و«إنسان شريف» على شاشاتنا، بعد حقبة من العروض المكثّفة، لـ «وهلأ لوين؟!»، وما سبقه من «رصاصة طايشة»، مروراً بـ «خلّة وردة»، الذي نوّع الحضور السينمائي بما هو غير عاطفي، وسياسي، دخل إلى موضوع المواجهة مع إسرائيل وإنْ في شريط متواضع (عادل سرحان)، لكننا لو عدنا قليلاً إلى الوراء، إلى «القديس شربل« لـ نبيل لبس، لعرفنا أنّ جيلاً متميّزاً من المخرجين يُعلن عن نفسه، وقد سمعنا كلاماً كبيراً عن شريط فؤاد عليوان الجديد «عصفوري»، لا نتجرأ على ذكره قبل مشاهدته، هذا إضافة إلى أشرطة أخرى عديدة قيد التصوير أو التحضير، أو البحث عن تمويل.

والسؤال الذي لم نعثر له على جواب بعد: لماذا لا تستثمر المصارف اللبنانية في الإنتاجات الجديدة؟!

نعم، عرفنا أنّ طلال الجردي مع رفاقه في شركة «فيا ميديا« (سامر سعيدي، كمال ترو وطارق سويد) اقترضوا من المصارف لتصوير «تاكسي البلد» الذي تعرضه شاشاتنا متأخّراً بعدما شاهنا نسخته العملية مع فريقه قبل عام تقريباً، وتأخّر إنجازه بالكامل بفعل صعوبات مالية حالت دون متابعة العمل عليه لفترة قبل جهوزيته وطرحه على الشاشات.

ثلاثة أفلام لبنانية تُقدّم في وقت واحد على شاشاتنا، هذا جيد، ورقم رائع، ولو استمر أصحاب الصالات عندنا في فتح أبوابهم لهذه النماذج الإنتاجية الراقية، فلن نجد حاجة لاحقاً للشكوى والمطالبة بأماكن محترمة في البرمجة للإنتاج اللبناني، مع وجود فائض قوي في عدد الدور الموجود وتلك التي ستظهر قريباً في ضبيه (غراند سينما) أو في عكار، والنبطية (أمبير).

يبقى أنّ التوزيع الخارجي يحتاج إلى عناصر إضافية داعمة ومتجانسة حيث النُسخ الجيدة مطلوبة، والمواضيع المفتوحة على شعوب المنطقة أيضاً يُفترض وجودها وهناك حالة من انعدام التوازن في الدبلجة، وهي أزمة صوت وأحياناً تكون هناك مشاكل في الصورة فيما نحن في عصر الديجيتال، والأبعاد الثلاثة.

مطلوب في هذا الإطار، جهة ناظمة، ونحن ندرك أنّ عدداً من المؤسسات والمرجعيات باتت جاهزة لتقديم دفعات دعم، وأحياناً تقدّم قروضاً ميسّرة، أو تسهّل الفوز بمشاركات إنتاجية مع أوروبا أو أستراليا، وكل هذا مباح ولا مجال للدخول على خطّه، حتى ولو كان من منطلق تخويف هؤلاء في ما يفعلونه، وهم أبرياء.

مشروعان لبنانيان جديدان مثلاً، مدعومان مادياً مع أربعة أفلام عربية أخرى من قِبل صندوق الدعم الثقافي العربي أحدهما لـ احمد غصين، في وقت يفوز الكثير من اللبنانيين الشباب بمنح دعم لمباشرة مشاريعهم السينمائية، تكون جزءاً من خطة تستهدف تجميع المال المطلوب من عدة جهات، وأبلغنا مخرج حاضر في مثل هذه المعادلات: نحتاج إلى صبر أيوب حتى نفوز بتمويل يكفي لمتابعة العمل، وإنجاز الأفلام، يعني أنْ يصل المخرج أحياناً إلى مرحلة التنفيذ وقد فقد نصف وزنه

نقد

«إنسان شريف» لـ جان كلود قدسي صوّره بين لبنان والأردن

عن جرائم الشرف .. مع مجدي مشموشي مستعرضاً مهاراته كممثّل

بقلم محمد حجازي

شريط لبناني جديد.

سعادة سينمائية تفتح على أمل، وإمكانية أنْ يصير عندنا في وقت ما صناعة تخدم ناسها، وتحمل قضايانا إلى أبعد مكان.

«إنسان شريف» يُباشر عروضه في الثامن من الجاري، سبقه عرضان واحد للصحافة ليل الإثنين الماضي، وآخر جاء في احتفالية أوسع مع ناس المهنة والإعلام وشخصيات، في جديد للمخرج جان كلود قدسي (آن الأوان) أنتجه بالإشتراك مع فرنسا، وبدعم من مهرجان الدوحة ترايبيكا، وصوّره بين لبنان والأردن كون القصة تلحظ جانباً قضية جرائم الشرف المعروفة جداً في الأردن، التي تُثار حولها نقاشات، وتتّخذ مواقف متضاربة.

البطولة معقودة لـ مجدي مشموشي، هذا الوجه المتبدِّل، المعبّر، والقادر على الإقناع في مناخ الفيلنت كما في الشخصيات السوية والمتّزنة، ومن حقّه القول له هنا: إنّ الفيلم على عاتقه، هو الذي يقوم به، ويُعطيه القيمة التي يستحقها، ورغم محاولتنا رصده فاقداً للسيطرة على الدور في سياق المشاهد، إلا أنّنا لم نفز بشيء غير تأكيد أنّ الدور مناسب جداً له، ومعه في أدوار تدور في محوره: كارولين حاتم وجه جميل لم تعرف الكاميرا كيف تتعامل معه، محمود سعيد الممثل المخضرم في دور غير فاعل، شادي حداد حضور جيد، ومساحة دور أفضل من الباقين، وثقة في ما يفعله، وبرناديت حديب الممثلة المتمكّنة ضيفة شرف، لكن لها محلّها حتى في اللقطات العابرة لها مريضة ثم ميتة، ثم خلال غسيلها قبل الدفن، وهي الصورة نفسها التي عرفناها لها في  فيلم (لما حكيت مريم) لـ أسد فولادكار (مع طلال الجردي)، ولقطة واحدة لكل من: عايدة صبرا، وليلى حكيم وحسام الصبّاح.

موسيقى توفيق فروخ جميلة، إيقاعية جاذبة، لفيلم عانى من بطء، في كل المشاهد، ومن تطويل، وتأّمل لا ينتهي، ولقطات تتوالى، يستغلها بحرفية، وعمق الفنان مشموشي، الواضح أنّه مسكون بالسينما وطريقة عملها، فأي تقطيع مشهدي، يُبقي هذا الممثل حاضراً في الشكل والمضمون.

قضايا الشرف، وحالات الثأر والنتائج التي تترتّب على العناصر المعنية، حاضرة في قصة الفيلم، التي تدور أحداثها بين الأردن ولبنان، حيث تُرتكب جريمة يسقط فيها قتيل بيد ابراهيم (مجدي) الذي يهرب، ثم تهرب زوجته (كارولين) ويسري خبر أنّهما قُتِلا من دون العثور على جثتيها، ويذهب كل واحد منهما في طريق، ليكون لقاء الصدفة في بيروت، واستعادة للحنين السابق، ومحاولة مراجعة الذات، والتصالح مع المحيط الاجتماعي، وتكون عودة إلى الأردن، لتصفية ما كان في ماضي الأيام، وتحصل ردّات فعل سلبية قاسية لكنها تكون آخر صور العنف في هذا الإطار الذي يبني الحياة على مكدّسات من الأحزان.

تولّى الإنتاج المخرج قدسي، ميشال غصن (أفلام فيلمز) أنطوان ووكليرمون تونير - ماكد للإنتاج، ومساهمة: الفرنكوفونية العالمية، Ford Sud Cinema ومركز الدوحة للأفلام

عرض

«جي إدغار» مؤسس الـ FBI في عهدة «إيستوود» - «دي كابريو»

40 عاماً وهو يُدير الجهاز ويواجه العصابات ويعيش مع رجل

بقلم محمد حجازي

ليس واضحاً بالنسبة إلينا السبب الذي يدفع مخرجاً بحجم نجومية كلينت إيستوود كي ينجز فيلماً من نوع السيرة الشخصية فقط ليقول لنا بأنّ مؤسس جهاز  الـ FBI كان شاذّاً، وعاش مع رجل آخر في مكتبه وبيته طوال أربعين عاماً.

جي إدغار هوفر.

إنه إسم هذا المؤسّس الذي التزم موضوعه إيستوود استناداً إلى نص وضعه داستن لانس بلاك وجسّد الشخصية النجم ليوناردو دي كابريو المتألّق مجدداً مع التايتانيك في نسخة ثلاثية الأبعاد نشاهدها قريباً.

خطوات إدغار، كانت طبيعية في البداية، فهو انجذب إلى هيلين غاندي (نعومي واتس) التي رفضت عرضه العاطفي، وقبلت أنْ تكون موظّفة لديه كسكرتيرة لمكتبه، وسرعان ما مال إلى جنسه، والتزم علاقة طويلة حتى مماته مع موظف وسيم، كانا يختلفان على أقل وأتفه مشكلة مع جرعة عالية من الغيرة القاتلة.

الشريط الذي عرضته الصالات الأميركية بدءاً من التاسع من كانون الثاني/ يناير 2012 صوّره إيستوود بميزانية 35 مليون دولار، وجاء في 137 دقيقة على الشاشة، تتخلّله بعض مشاهد العنف من ذاك الذي عرفته أميركا في العشرينات مع العصابات التي سيطرت على الساحة طويلاً، وخاضت معارك دامية وطاحنة في ما بينها، من دون أنْ تكون لسلطة القانون هيبة أو حضور فاعل، لذا فإنّ الـ FBI حين باشرت حضورها أظهرت تميّزاً في الأداء انعكس راحة تامة على المواطنين.

رون هاوارد المخرج المعروف، والمنتج المساهم في المشروع أشار إلى أنّ الإضاءة على حياة هوفر هدفها التعريف برجل القضاء الأميركي الأول الذي أسهم في إعادة الاعتبار للسلطات الأمنية في مواجهة المتطاولين على الأمن والنظام والأبرياء، لكن الخيار الذي اعتمده «إدغار» في حياته الخاصة، وميله إلى جنسه، كاد يحجب عنه ريادته ودوره في إطلاق أهم جهاز ما زال إلى اليوم فاعلاً، لا بل هو ينافس الـ CIA، في كيفية تنفيذ مهماته بنجاح.

ربما كان دي كابريو هو الرابح الثاني بعد إيستوود في الفيلم، الذي توافرت له عناصر عديدة: من الميزانية إلى استقدام نجم بحجم دي كابريو، إلى ما أُتيح من تسهيلات في التصوير، تم في التوزيع (وارنر).

إيستوود، هذا الموهوب الكبير يحب الموسيقى ويؤلّفها والموسيقى المصاحبة للمشاهد له، من عندياته، وقد اعتمد على خبيرَيْ المؤثرات الخاصة والمشهدية: ستيف ريلاي، وأولي راثكن، وأدار التصوير تدم سنتيرن، وجسّد باقي الأدوار: جوش هاميلتون، غوف بيرسن، شيريل لاوسون، كاتلين ديفر برادي ماثيوس، كونر رايت وتلعب جودي دانش دور والدته آنا ماري هوفر، ديرموت ميلروني وجوش لوكاس

اللواء اللبنانية في

05/03/2012

 

«تاكسي البلد» فيلم لبناني كوميدي ممتع

دانيال جوزيف لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لتسويقه في الصالات العربية

بيروت: صهيب أيوب 

لا يخطئ مشاهد فيلم «تاكسي البلد» في التقاط روح مدينة بيروت وملامح أشخاصها. يبدو البعد النفسي لاختلاط نماذج بشرية مختلفة حاضرا بقوة في تركيبة الفيلم، حيث إن الشخصيات تتقاسم حيز المدينة داخل سيارة تاكسي سائقها (الممثل طلال الجردي) مرن الطباع ولديه حس الدعابة وماكر ويحمل حكايات لا يمكن تصديقها بالكامل فهي في بعض زواياها متخيلة، مثله مثل حال أي سائق تاكسي يحب الحكي، وتظهر من خلال الحبكة التصاعدية للفيلم الشخصيات بتواتر متوازن حيث إن لكل شخصية بعدها الرمزي في دلالات واضحة لمجتمع بيروت المديني.

المزيج اليومي في حركة بيروت التي لا تنام يبدو هو جزءا من «أصل» الحكاية في الفيلم الذي عرض لأول مرة في «سينما صوفيل» منذ يومين، فيما تتكيف أجزاء القصة مع شخصية سائق التاكسي «صاحب» الحظ المتعثر الذي تحوله بيروت إلى «أفضل شوفير في البلد»، كما تقول له الزبونة الأميركية جوردان (الممثلة كارينا لوغ) بابتسامة لطيفة في نهاية الفيلم، محاولة اكتشافه والتودد إليه ليصبحا صديقين، بلا أي إشارات أخرى لنوع العلاقة الغريبة التي ربطتهما، فهو لم يحبها ولم تحبه ولم يقيما علاقة ما. وهنا تكمن قوة الفيلم بابتعاده عن عنصر المشهد «الحار» وقدرته على سحب الجمهور إليه منذ أول دقيقة إلى نهاية الفيلم.

ينتقل الشريط في حياة البطل يوسف على طريقة «الفلاش باك» إلى طفولته قبل الحرب الأهلية من دون الغوص، كما تفعل الأفلام اللبنانية عادة، بتفاصيلها وتداعياتها والمبالغة في توصيفها، إذ جاء الفيلم متاحا للمشاهدة بـ«لا نكد»، هادئا وصاخبا بكوميديا معتادة عند معظم الممثلين الذين شاركوا في الفيلم، لا سيما عند الممثل طلال الجردي، وكاسرا بطريقة غير مألوفة في التعامل السينمائي اللبناني الزمن متعاطيا معه بشكل استنسابي ممتع.

يحاول الشريط أن يأخذنا عميقا بطريقة غير مصطنعة إلى يوميات سائق تاكسي هاجر قريته الواقعة في شمال لبنان حاملا معه ألفا وخمسمائة دولار أميركي إلى العاصمة، باحثا عن حياة أخرى مع حلم لترك البلد نهائيا بعد الحصول على فيزا إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكن شاءت أقدار البطل يوسف إلا أن يبقى في بيروت ويحبها بطريقته متناسيا حلم الغربة، ونائما في سيارته كل ليلة.

في العاصمة يلتقي بأشخاص مختلفين يجلسون في المقعد الخلفي لسيارته وكل واحد منهم له قصة وحكاية ومعه نتدرب على كيفية التعامل معهم. فهو استطاع بحنكته وطرافته أن يخطف ثقة امرأة أميركية تسكن في بيروت وتعمل في ناد رياضي فاخر، معها يستطيع أن يتكيف مع الحياة البيروتية بشكل آخر وأن ينسى قريته وناسها «الحشورين» كما قال في أحد مشاهد الفيلم.

ومن هناك يعود إلى قريته في سنة وفاة أمه ولتعود الذاكرة به إلى طفولة منسية مليئة بالحكايات الظريفة من بطل الحي كارلو ومصارعاته وولعه بأجمل فتاة في الحي والذي يصاب بالإيدز بعد هجرته إلى البرازيل مثل ما فعل والد يوسف عندما كان عمره 5 سنوات تاركا إياه مع أمه (الممثلة هيام أبو شديد) وحيدين بلا معيل، وقصة سرقته مال المزارات الدينية للسيدة مريم العذراء وشغفه بأن يصبح لاعب كرة قدم مشهورا جدا بعد أن كانت قريته مقسمة بين مشجعين للبرازيل ومشجعين لإيطاليا، قبل أن تقسمهما الحرب ومعها التيارات السياسية والحزبية.

فيلم لأول مرة يعطي قيمة إضافية للعمل السينمائي اللبناني، إذ بدا بفكرته البسيطة خفيفا وسريع الهضم ويمكن تصنيفه بأنه فيلم عصري يتناسب مع حاجة السوق اللبنانية. الحبكة التي اعتمدها مخرج الفيلم دانيال جوزيف في كتابة السيناريو تواطأت مع تقنية الصورة المبهرة (تصوير تشارلز دي روزا) والموسيقى الجادة (السيمفونية البلغارية) التي رتبها إيلي براك مع حضور سلس لشربل روحانا مع فرقته في أحد مشاهد الفيلم، فظهر الشريط الروائي الطويل مستقيما على خط واحد بلا أي ترددات مضجرة أو تحتاج إلى جهد للفهم. فالشخصيات قدمت بشكل طازج وعلى مراحل مفككة من الفيلم وبتناسق «نسبي» مختلطة بزمن العاصمة المليئة بالحياة والسهر وأنماط العيش المختلفة وزمن قرية نائية تعود إلى ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية.

يؤكد المخرج دانيال جوزيف في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم لم يكن ليخرج بحلته الحالية لولا تراكم الروح اللبنانية فيه، فدانيال الذي عاش جل حياته في الولايات المتحدة الأميركية استطاع بجهد مشترك مع الممثلين أن يخرج بتوليفة سيناريو ولقطات لبنانية بحتة. إذا لا يمكن لمن يسكن بيروت إلا أن يجد هذا العمق في إبراز صورة المدينة وحياتها، وأيضا في تصوير روح القرية اللبنانية ومجتمعها المحلي المختلط اختلاطا قاسيا إلى حد لا يمكن الفتك به. إذ تبدو العلاقات قوية والناس تراقب بعضها البعض وتنتقد كل «شاردة وواردة» كما تفعل جارة يوسف التي تحكي عن سهراته إلى «وجه الصبح» رغم أن موت أمه لم يتعد الأربعين يوما، وكما تحاول خالته (الممثلة عايدة صبرا) أن تثنيه عن فعل ذلك وهي لا تزال تراه طفلا في التاسعة من عمره. ويوضح جوزيف أن الفيلم سيعرض في الصالات اللبنانية ابتداء من الثامن من مارس (آذار) على أن يصار إلى تسويقه في الصالات العربية فهو «يستحق المشاهدة»، كما يقول.

يشير جوزيف إلى أن وجوده في لبنان لتصوير فيلم سابق عن بيروت (بلود تاكسي) بعد أحداث 7 مايو (أيار) دفعه إلى تغيير السيناريو والتوجه لكتابة سيناريو «تاكسي البلد». كتب السيناريو باللغة الإنجليزية وساعده في ترجمته الممثل طلال جردي حيث تشاركا مع وليد فخر الدين ولينا خوري في إنتاج الفيلم بمساهمة صغيرة من مؤسسة «إنجاز» في دبي، ومن هناك كل شخصية شاركت في كتابة دورها. إذ أكدت الممثلة نغم أبو شديد لـ«الشرق الأوسط»، التي أضحكت المشاهدين بظهورها القصير في الفيلم أن «المشاركة في كتابة الدور كان متعة حقيقية وتجربة استثنائية في العمل السينمائي اللبناني»، موضحة أن «التآلف الذي أوجده العمل بين الممثلين كان فكرة رائعة من المخرج والمنتجين»، مشيرة إلى أن العمل «سيكون له صدى إيجابي لأنه مهضوم ومسل ومبتعد عن الهموم التي تخبط بلبنان».

الشرق الأوسط في

05/03/2012

 

رفض أدوار الإرهاب لأن فيها إساءة لصورته كممثل للرجل العربي في السينما العالمية

آدم صباغ.. ممثل لبناني يخطو أولى خطواته نحو العالمية

بيروت: هيام بنوت 

لم يستغل اللبناني آدم صباغ لقبه «ملك جمال العرب» ليقتحم أبواب الشهرة، بل فضل متابعة دراسته الجامعية في العلوم السياسية في لبنان، ولكن عندما قرر إكمال تحصيله العلمي في الولايات في هذا الاختصاص استهواه التمثيل، واستطاع أن يثبت نفسه في المجال، ويضم رصيده حتى الآن 4 أعمال، ويعرض له حاليا مسلسل «The Bay». ظهر في أهم البرامج الأميركية العالمية، كما تم اختياره كوجه من بين آلاف الممثلين لبطولة لوس أنجليس للملاكمة إلى جانب البطل العالمي إيفاندر هوليفيلد.

كيف يقيم صباغ تجربته كفنان عربي تمكن خلال سنتين من المشاركة في كل هذه الأعمال؟ أجاب آدم: «بتوفيق من الله. تقنيات التمثيل في أميركا تختلف بشكل جذري عن تقنيات التمثيل المعتمدة في لبنان، كما أنه توجد دائما تقنيات حديثة وأنماط جديدة مطلوبة على الشاشات، ولذلك يجب على الممثل أن يكون متمكنا من هاتين الناحيتين. الخطوة الأصعب التي ترافق الممثل في مرحلة البدايات هي اختيار الوكالة المناسبة التي تؤمن له الأدوار الملائمة. وبدايتي كممثل كانت مع فيلم (Mansion of Blood) إلى جانب الممثل العالمي غاري بيوسي الحائز على جائزة الأوسكار، ومن بعد لعبت دور شرطي في مسلسل (The Bay) مع ماري إيفانس، كما انتهيت من تصوير حلقة (بيلوت) من مسلسل (Venice Heat) وقريبا سيباشر بتصوير فيلم جديد بعنوان (Rampage)».

وعن طبيعة الأدوار التي يلعبها، يقول صباغ: «لم أصل حتى الآن إلى البطولة المطلقة، ولكن كل أدواري أساسية ومهمة. فمثلا في مسلسل (The Bay) ألعب دور طبيب من جذور عربية يعيش في منطقة The Bay، وفي الأساس فإن هذا العمل يعتمد على البطولات المشتركة، وأنا أحد أبطاله، أما (Mansion of Blood) فهو فيلم رعب، وأجسد فيه شخصية صديق ابنة صاحب القصر الذي تدور فيه الأحداث».

ويضيف صباغ: «يجب على الممثل العربي الذي يريد الوصول عالميا أن يخطط جيدا لعمله، وأن يحسن اختيار أدواره وأن لا يرضى بأي فرصة، إلا إذا كان كل همه المشاركة في فيلم أجنبي وليس أكثر. بالنسبة إلي، التمثيل هو مشروع حياتي، خصوصا أنني أعيش في أميركا ولا أزال في مقتبل العمر. في الخارج، هم لا يرون الممثل العربي سوى في أدوار الإرهاب، وهو بمجرد أن يقبل بها، فهذا يعني أنه قضى على مستقبله المهني، لأن صورة الممثل الإرهابي ليست محببة ولا مقبولة، وهذا النوع من الأدوار لا يضمن له الاستمرارية. إلى ذلك، فإن شكلي وإتقاني اللغة الفرنسية، والإنجليزية، والروسية، والعربية، ساعدني كثيرا، لأنني كنت أُطلب للقيام باختبار أدوار لشخصيات إيطالية وإسبانية وعربية، أما بالنسبة لأدوار الإرهاب، فإنني كنت أرفض حتى القيام بالاختبارات الخاصة، لأنني أرى في ذلك إساءة لصورتي كممثل عربي، يمثل الرجل العربي في السينما الأميركية والهوليوودية، ومن هنا قدمت شخصية شاب إيطالي في أول أدواري السينمائية».

ومن هذه الناحية لا يعتبر صباغ نفسه الأذكى بين الممثلين العرب الذين شاركوا في أعمال عالمية، يقول: «الأمر ليس كذلك، كل ما في الأمر، هو أنني عرفت كيف أختار أدواري، والطريق لا يزال طويلا جدا أمامي».

ونفى صباغ أن يكون قد التقى بالفنانين خالد النبوي وقصي خولي اللذين خاضا تجربة العمل في هوليوود، قائلا: «لم ألتق بهما ولكنهما يستحقان العالمية، لأنهما موهوبان جدا».

صباغ الذي قرر أن تكون انطلاقته عالمية، قارن بين تجربته وتجربة الممثلين العرب الذين قرروا الانطلاق من المحلية نحو العالمية، قائلا: «يشرفني أن أشارك في أعمال لبنانية وعربية لأنني لبناني وعربي، ولكن التمثيل لم يكن هدفي عندما سافرت إلى الولايات المتحدة، بل كان هدفي هو متابعة دراستي في العلوم السياسية والحصول على شهادة «دراسات عليا» في هذا الاختصاص، ولكني وجدت أن الظرف والمكان مناسبين لدراسة التمثيل، وهذا ما حصل بالفعل، خصوصا أنني أتمتع بموهبة التمثيل، ولكنني لم أفكر أبدا في خوض المجال أثناء وجودي في لبنان، لأن الوضع التمثيلي لم يكن مشجعا أبدا، على الرغم من أنه توجد نخبة كبيرة من الممثلين الجيدين والبارعين، الذين أحبهم وأقدرهم وأتعلم منهم».

هل يوافق صباغ رأي الفنان العالمي عمر الشريف الذي يعتبر أن عدم إتقان اللغة الإنجليزية هو أهم عائق حال دون وصول النجوم العرب إلى السينما العالمية؟ يقول: «هناك عدد كبير من الممثلين العرب يستحقون العالمية، ولا ينقصهم سوى الفرصة. بالنسبة للغة، فبالإمكان تعلمها، أما الموهبة فلا يمكن تعلمها على الإطلاق. الوسط الفني في العالم العربي يضم ممثلين من الدرجة الأولى وأيضا ممثلين لا يستحقون حتى اللقب الذين يحملونه، بينما في أميركا، فإن الأغلبية من المثلين المحترفين وهم وحدهم الذين يحصلون على أعمال، أما غير الموهوبين فلا مكان لهم، على عكس ما يحصل في عالمنا العالم العربي، حيث يحتل الشاشات الممثلين غير الأكفاء، أما أصحاب المواهب فيلزمون بيوتهم».

وفي رد على سؤال عن النجم العالمي الذي يطمح لأن يكون مثله، قال صباغ: «لا أحب أن أكون سوى أنا نفسي، وفي الأساس لا يمكنني التشبه بشخص لا يشبهني، لذلك لا يوجد ممثل معين أحبه بالمطلق، بل إن الأمر يرتبط بالدور الذي يقدمه بالقصة، وبالممثلين الذين يشاركونه البطولة، أي أنني أركز على العمل ككل. حاليا يوجد جيل جديد من الممثلين الواعدين ويعول عليهم الكثير، وأنا من بينهم، لأنني عضو في نقابة الممثلين، ولو لم أكن ممثلا جديرا لما كنت تمكنت من الوصول إلى هذا المكان. أنا شخص يتعلم كل يوم، من المخرجين والممثلين، وهذه مسألة مهمة جدا، لأنها مفتاح النجاح».

ويفضل صباغ الأدوار التي تشبه شخصيته مثل الأدوار الواقعية التي يمكن تصديقها، وعن هذا يقول: «لا أحب أدوار الخيال، مع أنه توجد أفلام رائعة أنتجت مؤخرا في هذا المجال، أما أفلام الرعب فليست المفضلة عندي، ولكنني قبلت المشاركة في فيلم (Mansion of Blood)، لأن الدور أعجبني من ناحية، ومن ناحية أخرى وجدت أن هذا العمل مناسب جدا لأقتحم من خلاله عالم السينما. أتمنى في المستقبل أن أشارك في أعمال أضخم وأهم، وأن أقف إلى جانب بعض النجمات أمثال جوليا روبرتس وناتالي بورتمان»، ويتابع: «من الضروري جدا أن أفكر بمثل هذه الطريقة، لكي أتمكن من تحقيق أحلامي والوصول إلى مراتب متقدمة جدا».

ويؤكد صباغ أنه تربطه علاقة صداقة بعدد كبير من النجمات، يقول: «لينزي لوهان صديقة مقربة جدا، وكذلك سلمى حايك، وباريس هيلتون». ويشير صباغ إلى جنوح بعض النجوم بسبب ضغط العمل، قائلا: «هذا طبيعي بسبب القلق الذي يعيشونه من أجل المحافظة على الاستمرارية، ولكن عندما يتحلى الفنان بالتوازن الفكري والإيمان، وإذا كانت تربيته سوية، فلا شيء يمكن أن يؤثر فيه».

الشرق الأوسط في

05/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)