حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

فليتنازل جميع الزملاء لتعويم مهرجان القاهرة

بقلم محمد حجازي

حرام أنْ يشهد مهرجان القاهرة السينمائي كل هذا الصخب من حوله. أهله الذين قدّموه وكانوا في صدارة الذين استقبلوا ضيوفه، وتواصلوا مع الإعلاميين وكانوا زملاء وأصدقاء للجميع فيه، ها هم يتواجهون، والمشكلة هي: لمَنْ الأفضلية، لمَنْ الغلبة، لمَنْ الكلمة الفصل في تنظيمه ودفعه على طريقته إلى الإمام.

هل نتذكّر الناقد الراحل كمال الملاخ، أم نتحدّث عن الكبير سعد الدين وهبة الذي حمى، وبقدرات ذاتية لا نقاش حولها، المهرجان ولائحته من أي اختراق إسرائيلي مُخاطِباً أكثر من جهة يهودية «بأنّه لن يكون بيننا أي تواصل إلا حين يوقع اتفاق سلام شامل في المنطقة بين كل العرب وإسرائيل»، ونحن واكبنا في إحدى دورات مهرجان كان أواخر التسعينات، كيف لاحقه التلفزيون الإسرائيلي القناة الأولى وهو يحاول التحدث إليه عند الباب لقصر المهرجان، فكان وهبة يقول أمامنا لمَنْ معه: ما يقرّبش من هنا، مش عاوزو.. أم نتحدّث عن الفنان حسين فهمي الذي هوجمت عدة مرات الدورات التي ترأسها فقط لأنه أراد أنْ يدخل الإعلاميون كما النجوم بأبهى مظهر وحلّة تماماً مثلما يحصل في المهرجانات الدولية، ففتح عليه الكثير من الزملاء «الصغار» النار متهمين إياه بالفوقية والرغبة في جعل المهرجان نخبوياً وللصفوة الميسورة من كل الراغبين في الحضور إلى حد أنّهم تناسوا تماماً أنّ فهمي استقدم إلى افتتاح إحدى الدورات النجم العالمي آلان دولون.

وكانت فترة رئاسة الفنان عزت أبو عوف هادئة، لا حِراك قوياً فيها، ثم واجهته ظروف في البلاد لم تخدم عملية تنظيم مهرجان فني ضخم بطريقة ميسورة، ومن دون عقبات إلى أنْ حصلت ثورة ٢٥ يناير/ كانون الثاني ٢٠١١ وألغيت معها دورة للمهرجان.. والآن وعلى اعتبار أنّ الأمور يُفترض أنّها سائرة نحو الحسم، فإن الإعلان عن إقامة الدورة المقبلة في ٢٨ تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٢، أشعل مواجهة حامية بين مؤسسة المهرجان التي يترأسها الناقد يوسف شريف رزق الله، وبالتالي يترأس المهرجان في حلّته الموعودة، وبين ممدوح الليثي رئيس جمعية كتّاب ونقّاد السينما الذي رفع دعوى لاستعادة المهرجان إلى حضن الجمعية، ما دفع بوزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد إلى التبروء من قرار تسمية المهرجان مؤسسة يتولى رزق الله رئاستها، مشيراً إلى أنّ سلفه الدكتور عماد أبو غازي هو الذي وافق على المؤسسة كي تنظّم هذه التظاهرة الكبرى، وأعلن عن أنّ القضاء هو الذي سيقول الكلمة الفصل، ويسمّي مَنْ هو الأحق بالمهرجان، داعياً في الوقت نفسه الجميع من كلا الطرفين إلى أنْ يوحّدوا جهودهم دعماً لهذا الصرح الفني الذي يحظى ببركته واعتراف واحترام عالمي.

إنّ الذي يواكب ما يحصل على الأرض من مهرجانات على كامل الأرض المصرية، يدرك أنّ المهرجان القومي للسينما المصرية هو أفضل ما كان يُقام من تظاهرات، أما العمل الفعلي فكان ينصب على مهرجان القاهرة الذي لطالما استقطب فنانين وإعلاميين عرباً، وكانوا فاعلين فيه، بينما لم تكن باقي المهرجانات على القدر نفسه من التنظيم والنجاح، خصوصاً مهرجان الإسكندرية، الذي تنقل من فشل إلى آخر عبر العديد من الدورات المتلاحقة وكان تحت إشراف الجمعية التي يترأسها الليثي الذي نُقرُّ بخبرته العريقة في العمل النقابي والنشاط النوعي والديناميكية الخاصة، لكنه اليوم يُفترض به أنْ يتقاعد، والناقد رزق الله الذي نعرفه شخصياً وواكبناه ما بين باريس، كان، القاهرة، دمشق وقرطاج، وكان دفقاً نشيطاً ويُعطي رسائل يومية للتلفزيون المصري ولا يترك شاردة أو واردة إلا ويغطّيها كما إنّه على تواصل نوعي وعميق مع معظم الأجانب الفاعلين، لذا كانت من مهماته قبل الأخيرة في مدينة الإنتاج هي الإشراف على قطاع الإنتاج مع الضيوف الأجانب الذين يفدون لتصوير أعمالهم في مصر، لذا فهو ليس نكرة، بل في المهمة التي يقدر عليها وتليق به، وكم نرجو أنْ يجيء حكم المحكمة لصالح تثبيته حيث هو خدمة للمهرجان.

حدث
«السيزار ٣٧» يوزِّع جوائزه في ٢٤ الجاري وسط منافسة حامية جداً ومُحرِجة جداً

٧ أفلام يتقدّمها Polisse ويحل The Artist ثالثاً وهو الأول

في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الجاري تُعلن جوائز الدورة ٣٧ من جائزة السيزار الفرنسية، التي تواجه هذا العام واحدة من أكثر المنابر حرجاً للجنة التحكيم التي ستقول مَنْ هو الفائز من بين العاملين في سبعة أفلام بلغت التصفية النهائية ومعظمها شاهدناه في بيروت، وعرفها العالم ويكفي هنا شريط (The Artist) للمخرج ميشال هازانافيسيوس، الذاهب إلى صدارة التكريم بأكبر عدد من الأوسكارات، ومع ذلك فهو لم يتصدّر الترشيحات الفرنسية بل سبقه Polisse بـ ١٣ ترشيحاً متقدّماً عليه بثلاثة ترشيحات، بينما الشريط الذي أضحكنا حتى البكاء (Intouchables) نال تسعة ترشيحات وفيه كل معالم الحضور، والتأثير والعمق والتواصل، ومع ذلك فإنّ شريط ماي وين عن الشذوذ عند الأهل في التعامل مع أولادهم جاء في المقدّمة، مع ستة ترشيحات فقط لأبطاله خصوصاً: كارين فيارد، ومارينا فورس، إلى جانب: جوي ستار، كارول روشيه، نيكولاس ديفوشيل، وفريديرك بيارو، والترشيح هو لنموذجَيْ أفضل دور أول وأفضل دور ثانٍ.

ومنذ انطلاقة الفيلم نشعر بخصوصية في عفوية أداء جميع العاملين، إذ إنّهم ارتاحوا لوجود المخرجة معهم أمام الكاميرا بينما الموضوعات المطروحة شديدة الحساسية، والدقة، وفي الحوادث الكثير من الحساسية خصوصاً عندما يتحدّث أب عن رغبته بابنته الصغيرة وسبب اندفاعه نحوها، ما جعل عناصر الفريق الخاص بالموضوع الأخلاقي لا يحتملون صفاقته ووقاحته، وعفونة أحاسيسه وكلماته وكادوا يقتلونه فوراً.

نعم ما في «بوليس» مؤثر، لكنه حتماً ليس الفيلم الأفضل بين الأفلام السبعة التي بلغت التصفية النهائية.

الشريط الثاني الذي حاز ١٢ ترشيحاً هو l`exercice de l`etat وهو واحد من سبعة أفلام شكّلت خيارات مهرجان كان في دورته الأخيرة، للمخرج بيار شولر، الذي كتب النص ويُدير أوليفيه غورميه، ميشال بلان، وزابو برايتمان في ١١٥ دقيقة.

والثالث في التراتبية وفق الترشيحات هو أهم الأفلام التي شاهدناها منذ زمن وليس خلال العام ٢٠١١ فقط، وهو «الفنان» الذي سحر كل من شاهده على امتداد العالم، ولن نفاجأ أبداً حين تتوجيه بأكبر عدد من الأوسكارات، وليس مزعجاً لكل المتابعين أن يكون الشريط ثالثاً في الترشيحات، بل المهم إعطاؤه حقه في الجوائز، حماية لصورة السينما الفرنسية بين أهلها خوفاً من نيل الفيلم الأوسكار بينما لم ينل السيزار، هنا ستكون المشكلة كبيرة، ولن يجد الفرنسيون ما يقولونه في هذا الصدد إلا الصمت، ورغم إعجابنا بعدة أفلام أخرى من المرشحين فإنّ عمل هزانافيسيوس لا يقارن، ولا يقاوم ولا يمكن وضعه مع أي شريط والقول أيّهما الأفضل. ابداً، خصوصاً مع بطلَيْ العمل الرائعين جان دو جاردان، وبيرنيس بيجو، اللذين كانا نموذجين رائعين أمام الكاميرا خدما الفيلم بكل طاقتهما.

الرابع هو (Intouchables) للمخرجين أوليفييه نقاش، وإريك توليدانو عن نص لهما مع الرائْعين فعلاً: فرنسوا كلوزيت، وعمر سي، عن الرجل المشلول والثري الأبيض الذي سمح لشاب أسود من الأحياء الفقيرة بأنْ يدخل منزله ويتولّى خدمته الكاملة من النقدية، إلى الاستحمام، إلى النزهات، فبث روح التفاؤل في قلبه، من خلال جمعه بمَنْ يحب، وهو جعل له الحياة أفضل بكثير، عندما قاد به  السيارة بسرعة خائفة ثم جعله يطير بواسطة جناحين اصطناعيين، وجعله يضحك من قلبه ويرى الحياة أجمل، وحتى جعله ينسى اعاقته.

الخامس La Guerre est neclare لـ فاليري دونزيللي عن نص لها وضعته مع جيريمي القيّم، ولعب كلاهما بطولة العمل بكثير من العمق والإجادة والشفافية، عن حبيبين تزوّجا وأنجبا طفلاً أسمياه آدم، وفوجئا بعد فترة وجيزة بأن هناك ورماً خبيثاً في دماغه، ما جعله يبكي طوال الوقت وهما يصبران عليه، انطلاقاً من حبّهما الكبير لبعضهما البعض، وفعلاً وبعد فترة من المعاناة استطاعا شفاءه بشكل نهائي وعاش معهما حياة متفائلة سعيدة وفيها الكثير من التناغم.

والسادس كان Le Havre للفنلندي آكي كوريسماكي، الفائز بجائزة لوي دولوك عن نص له، يُدير فيه اندريه ويلتمس وجان بيار واردسان في ٩٣ دقيقة، عن طفل إفريقي يصل إلى ميناء الهافر، ويتبناه أحد الرجال الذي يعيش لوحده، وقد تكلّف الشريط حوالى ٤ ملايين يورو.

أما السابع فهو لـ آلان كافالييه بعنوان: Pater مع فنسنت لندون، آلان كافالييه نفسه، وبرنار بيرو في ١٠٥ دقائق، وصوّر في باريس.

في ٢٤ الجاري تُعلن النتائج والسيزار في وضع لا يُحسد عليه لأنّ المتبارين أقوياء في ٣ منهم.

وتتبارى سبعة أفلام على سيزار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالفرنسية من بينها الأميركي (Drive) والايراني Une Separation فيما يُكرّم المهرجان كايت وينسليت.

شخصية
وسام

إنّه الشخصية الرابعة غير الفرنسية التي تُمنح وسام فارس الفنون والآداب بعد السيدة فيروز، كلينت إيستوود، والرئيس التشيكي الراحل فاكلاف هافل.
إنّه عبد الحميد جمعة رئيس مهرجانَيْ «دبي والخليج»، الذي تسلّم الوسام من السفير الفرنسي في دولة الإمارات نيابة عن وزير الثقافة فريديريك ميتيران.

مخرج
سيرة

باشرت المخرجة نبيه لطفي، بالتعاون مع مدير التصوير المخرج محسن أحمد، تصوير فيلم وثائقي من حياة المخرج الراحل شادي عبد السلام، من إنتاج المركز القومي للسينما.
أُنسي أبو سيف يتولّى الإدارة الفنية بديلاً لـ صلاح مرعي الذي رحل مؤخّراً.

اللواء اللبنانية في

20/02/2012

 

روي سماحة على هامش الثورة

يوميات «شخصية» في ميدان التحرير

روي ديب  

بدأت رحلة فنان الفيديو والمصوّر روي سماحة (1978) إلى مصر بناء على طلب شركة «لايكا» للسير على خطى الرحالة الاسكتلندي جايمس بروس الذي جال مصر في القرن الثامن عشر وإعادة توثيق رحلته. يومها، دعا سماحة صديقه المخرج وفنان الفيديو غيث الأمين لمرافقته في الرحلة التي كانت ستنطلق في الأول من شباط (فبراير) 2011. لكن مع إندلاع الثورة المصرية، قرّر سماحة والأمين تقريب موعد السفر، فوصلا إلى القاهرة في 28 كانون الثاني (يناير). حين عادا إلى إلى بيروت في الرابع من شباط (فبراير)، جمعا المواد التي صوّراها لتشكّل مادة فيديو «شرّ شفاف» (27 د) الذي عُرض أخيراً في فضاء «أشكال ألوان» في بيروت.

ينطلق الفيديو من المطار لغاية وصول الاثنين إلى القاهرة، ونزولهما في فنادق عدة، ثم مرورهما على ساحة التحرير، والأهرامات وغيرهما. منذ البداية، اختار سماحة أن يختفي جسدياً من الصورة بعدما رأيناه أمام الكاميرا ليأخذ مكانه خلفها، ويتحول إلى مرافق غيث الأمين في رحلة استكشافه. يتحوّل صوته ــ الراوي لقصّة الفيديو ــ إلى ذلك الصوت الإلكترونيّ الذي اعتدناه صوتاً لمجموعة «أنونيموس» التي يظهر شعارها في أولى لقطات تحوُّل الصوت في الفيديو. قد يكون سماحة أراد توجيه تحية إلى تلك المجموعة التي أعطت زخماً للثورات العربيّة بفضل سلاحها الإلكترونيّ، خصوصاً في تونس ومصر. لكنّ الصوت الإلكترونيّ المعولم الذي تتبناه Anonymous ويجرّدها من هويتها، يبدو مستغرباً توظيفه في الفيديو، خصوصاً أنّ سماحة يستعمل لغة صوريّة وصوتيّة شخصية جداً وسط الثورة المصريّة، وبعيدة عن هذه العولمة. يبقى خيار الصوت الإلكترونيّ قابلاً للنقاش فنياً، بينما لا نجد مبرراً لإستعمال اللغة الانكليزيّة في فيديو لمخرج لبنانيّ يتناول الثورة المصريّة. علماً أنّه حتى «أنونيموس» بدأت تعتمد العربيّة في توجّهها إلى العالم العربيّ.

وصل الرفيقان إلى القاهرة، وتعدلت المشاريع. لم تعد الرحلة تهدف إلى السير على خطى جايمس بروس لكنها حافظت على طابعها التوثيقيّ/ السياحيّ ضمن الثورة. بأسلوب سماحة المعتاد، تتمازج الصور، واحدة فوق الأخرى، بين مشاهد من تظاهرات الثوار، وإقتلاع صور حسني مبارك، والآليات العسكريّة في الشارع... ويتقاطع الفيديو مع مشاهد تتكرّر لمصاعد الفندق، يخبرنا خلالها الأمين عن حلم يراوده حيث الناس يجرون في الشوارع، يراقبون بعضهم، ثم ينقطع الحلم، ليعاود لاحقاً. عنصر يضاف إلى البعد الشخصيّ ليوميات تجربة الثورة.

مشاهد لطائرات عسكريّة تخترق السماء والفيديو أحياناً. قصف ليليّ، وصوت رصاص، واشتباكات. تبقى الكاميرا، وشخصيات الفيديو خارج كل ما يحدث رغم تواجدهما أحياناً وسط الثوار. تبدوان أشبه بسائح بوغِت بتحركات غريبة في وسط البلد، فقاده فضوله إلى الاقتراب وروية ما يحدث عن كثب. مع ذلك، يغادر سماحة والأمين القاهرة لزيارة الاهرامات واستكمال رحلتهما. أيضاً، نرى صوراً تتقاطع بين صور أرشيفية للأهرامات وحديثة يظهر فيها بعض السياح المتذمرين من الباعة، ثم نعود إلى القاهرة حيث الثوار، والعسكر، والطائرات، والصور القديمة للعاصمة المصرية المأخوذة من الأرشيف، وإحساس المخرج والممثل بأنّهما ملاحقان، ما يدفعهما إلى تغيير فندقهما وثيابهما، ولهجتهما مراراً وتكراراً!

تتواصل تلك الرحلة السياحيّة وسط الثورة مع قرار بعدم الغوص في حيثيات الأحداث، وصولاً إلى مشاهد في غرفة الفندق: غيث الأمين مستلق على سرير، ثم مشهد لفتاتين مصريتين تقبّلان بعضهما على شاشة الكمبيوتر، وألعاب فيديو. انتهت الرحلة، وجاء وقت العودة إلى بيروت، فتوليف فيديو Transparent Evil.

إنّه عمل آخر لفنان لبنانيّ يطال الثورات العربيّة. قد يجد بعضهم في «شرّ شفاف» أسلوباً شاعريّاً لتناول أحداث تعني الجميع، كما تعني الفرد (روي سماحة) بشكل مختلف. ليس مطلوباً من كل عمل فنيّ أن يحمل راية النطق بإسم الثورة، أو تحليلها. لكن ربما من المبكر ونحن ما زلنا في صميم الثورة أن نستعيض عن فعل الثوّار بالبحث عن «شرّ شفاف» مختبئ في زيارة الأهرامات، وقصة بوليسيّة عن الملاحقات الخياليّة، وفتاتين تقبّلان بعضهما في فيديو كناية عن يوميات تجري في خضم الثورة.

الأخبار اللبنانية في

20/02/2012

 

مالك بن إسماعيل: بارومتر الديموقراطية

سعيد خطيبي  

أخيراً، صدرت علبة تتضمّن خمسة أفلام وثائقية أنجزها مالك بن إسماعيل بالتعاون مع «المعهد الفرنسي للسمعي البصري» (INA) في باريس. تعرّضت أعمال المخرج الجزائري (1966) للمنع في بلده باستثناء «اغترابات» (2004) الذي عرض مرة واحدة، مصوّراً مصحّة للأمراض العقلية في قسنطينة، وناقلاً واقع المرضى ويومياتهم ضمن استعارة أكبر لأمراض المجتمع الجزائري. مع ذلك، لا يرى المخرج مبرراً للتعتيم والرقابة على أعماله: «الأشرطة الوثائقية تنقل حقيقةً اجتماعية وسياسية تحرج الرسميين. الواقع يعتبر دوماً مصدر إزعاج للأنظمة الاستبدادية».

شريط «اللعبة الكبرى» (2005) يمثّل أحد الأعمال الأكثر إثارةً للجدل في تجربة المخرج. في هذا العمل، تابع الحملة الانتخابية التي قادها الأمين العام لـ«حزب جبهة التحرير الوطني» الأسبق علي بن فليس عام 2004، ووقف خلالها في وجه الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة. شريط ينقل الوجه المظلم من اللعبة السياسية في الجزائر تضمن شهادات شخصيات معروفة أجمعت على عدم شفافية الانتخابات وتلاعب الجيش بالنتائج التي أدّت إلى فوز بوتفليقة. «الأفلام التسجيلية بارومتر الديموقراطية. وما دامت المجتمعات تمنع أشرطة الهواة التسجيلية، فهي تحدّ من الحرية والديموقراطية» يقول بن إسماعيل. أما الشريط الثالث «الصين ما زالت بعيدة» (2008) فينبش التاريخ الموازي لجزائر الخمسينيات، انطلاقاً من واقعة اغتيال مدرسين فرنسيين عام 1954 في إحدى قرى ولاية باتنة الواقعة على سفوح جبال الأوراس، وإعلان بداية الثورة التحريرية. ويتابع في «عطلة رغم كل شيء» (2000) رحلة عودة عائلة مغتربة في فرنسا إلى بيتها في الجزائر. يستعيد بنبرة كوميدية نوستالجيا البيت العائلي، وحميمية العيش المشترك في المجتمع الجزائري. وتضمن القرص أيضاً فيلماً قصيراً لبن إسماعيل بعنوان «ديموقراطية» (2001). أشرطة بن إسماعيل تقترب من الهامش، تحاول متابعة تطورات المجتمع لتصنع أرشيفاً للعقود القادمة. إنّه فراغ الذاكرة، ما يدفعه إلى البحث عن شخصيات مميزة وتصوير مساراتها، رغبة في تجنب أخطاء الآباء الذين نسوا أرشفة ماضيهم بالصوت والصورة. المخرج يتحسّر على فشل السينما الجزائرية في التعبير عن نفسها، وعجز القائمين عنها في إنجاز فيلم عن الشخصية الرمز الأمير عبد القادر، وبحثهم عن مخرج أجنبي لتصوير سيرته. بن إسماعيل يؤمن بأنّ السينما تولد من المجتمع الذي يصنع صورته بنفسه ويملك الحق في تصديرها بما يتوافق مع تطلعاته.

الأخبار اللبنانية في

20/02/2012

 

المشاهدون منحوه العلامة الكاملة رغم «الشكل الجديد»

«الجميلة والوحش».. ملحمة عاطــفية بتقنية ثلاثية الأبعاد

علا الشيخ – دبي 

في هذا الفيلم تعود «ديزني» الى أوروبا منبع القصص الخيالية، وتحديداً في فرنسا، لإعادة احياء حكاية «الجميلة والوحش»، الملحمة التي تحكي الحب بعيداً عن شكلياته، حب الإنسان للإنسان من دون شروط أو قيود، ولتعطي فرصة للمتلقي أن يبحث في داخله عن جماله الذي لا علاقة له بالشكل الخارجي، هذه المرة عمدت «ديزني» الى احياء الحكاية بالتقنية الثلاثية الأبعاد كي تتماشى مع متطلبات الصورة الحديثة، قصة أعادت للمشاهد تاريخاً كاملاً من الذكريات منذ كانت الحكاية عبارة عن مسلسل للأطفال في الثمانينات وفيلماً كرتونياً في التسعينات، الذكريات المرتبطة بالحكاية هي التي دفعت مشاهدي الفيلم إلى الاصطفاف أمام شباك التذاكر للحصول على تذكرة الأيام الجميلة، حسب وصفهم، لم يعنهم تأثير التقنية الحديثة في كلاسيكية الصورة، مادامت راسخة في عقولهم ووجدانهم، لم يقدروا على منح الفيلم الا العلامة التامة متحدين أي شكل جديد يهدد حميميتهم تجاه طفولتهم وتجاه ذكرياتهم الجميلة التي تشبه الوحش الطيب القلب.

الحكاية

الفيلم، وهو من اخراج دايفدد ليستر، وقام بأداء الأصوات فيه كل من استلا وارن، ريت جايلز، وفيكتور باراسوس، يبدأ بمتسولة عجوز وجهها مخيف، تقصد باب قصر أمير فرنسي شديد الوسامة، وهي تعاني الجوع والبرد، فيستقبلها الأمير بطريقة قاسية ويعبر عن مشاعره تجاه وجهها القبيح، فتقوم العجوز التي كانت يوماً جميلة جداً وهي بالأساس ساحرة، بإلقاء لعنة عليه تحوله الى وجه يشبه قسوة قلبه، وألقت سحرها أيضاً على خَدَمِه فحولتهم إلى مجموعة من الأواني المنزلية، لأنها أرادت أن تلقن الناس درساً أن الجمال الحقيقي ينبع من القلب ومن الروح وليس من الشكل، فوجد الأمير الوسيم نفسه أسير قصره لسنين عديدة، لأنه على قناعة بأن أي مخلوق على هذه الأرض لن يقبل النظر الى وجهه الذي أصبح مخيفاً.

في المشهد التالي يتم التركيز على شخصية بيل، الشابة الجميلة التي تنتقل الى قرية بروفينكال الفرنسية، ويعتبرها أهل القرية غريبة لأنها تقضي معظم وقتها في قراءة الكتب، وتزداد غرابة القرية عندما ترفض بيل طلب أكثر الرجال وسامة لأنه مغرور واسمه جاستين، تنتمي بيل الى عائلة متواضعة ووالدها يعمل مخترعاً، وكان منهمكاً في اختراعه الجديد لآلة تقطيع الخشب، فسافر يقصد المعارض التي تسهل عليه مهمته فأضاع طريقه، وأضاع حصانه، ووصل الى قصر الوحش، وعندما يكتشف الوحش وجود موريس يستريح في قلعته من عناء السفر، يجُره إلى زنزانة رطبة، ويسجنه، تتنبه ابنته بيل الى تأخره فتقرر البحث عنه، وتجد حصانه الذي يدلها على طريقه، وتلتقي وجهاً لوجه مع الوحش لتطلب منه أن يحرر والدها، فيشترط عليها أن تأتي اليه، لأنه يعلم ان خلاصه في يدها وتوافق بيل، ويشترط الوحش على بيل أن تتصرف بحرية كاملة على ألا تقترب من الجناح الغربي من القصر الذي فيه الوردة الحمراء المسحورة.

بعد أن تحرر بيل والدها موريس يعود الى قريته ويقصد المقهى طالباً النجدة من رجال القرية لإنقاذ ابنته من براثن الوحش، فلا يصدقه أحد، ويقرر جاستين المكلوم من رفض بيل له، أن يهدد موريس في المصحة العقلية كي يجبر بيل على الزواج منه، لكن موريس يفرُ بحثاً عن بيل، قبل حدوث هذا الأمر. في الوقت ذاته تتعايش بيل مع مكونات القصر من فناجين وأباريق ناطقة، لكن الفضول يجعلها تتسلل الى الجناح الغربي الذي منعها منه الوحش، فتلتقي بالوحش الذي يستشيط غضباً منها ويطردها خارج القصر فتجري مذعورة والذئاب تلاحقها، ليحن قلب الوحش عليها ويذهب اليها وينقذها من الموت الذي كان محققاً لها، وتبدأ علاقة الألفة بينهما بعد أن تقترب منه.

تشتاق بيل الى والدها وتطلب من الوحش أن يريه اياها من خلال مرآته السحرية، فتجده تائهاً في الغابات يبحث عنها بعد أن هرب من جاستين خوف أن يضعه في مصحة عقلية، ويقوم الوحش، بعد أن وقع في غرام بيل، بمنحها حريتها لتذهب وتنقذ والدها. تجدُ بيل موريس وتعيده إلى القرية الصغيرة، لتفاجأ بوصول عربة لأخذه إلى المصحة العقلية، فيعرضُ جاستين على بيل إنقاذ والدها إذا وافقت على الاقتران به، لكنها ترفض بقوة، لتثبت أن ادعاءات والدها عن وجود الوحش حقيقية، تستعمل بيل المرآة السحرية لتُري القرويين صورة للوحش. يعتري القرويين الذعر والخوف، ويتهم جاستين بيل بـ«حب هذا الوحش»، فترد عليه قائلة «إنه ليس وحشاً، أنت الوحش!» فيقوم جاستين بتحريض القرويين لقتل الوحش.

النهاية

يهرب موريس وبيل من الزنزانة متوجهين الى القلعة، وهنا يأتي دور أدوات المطبخ والضيافة، وتشكل صمام دفاع للقلعة وللحب الذي فيه خلاصهم كلهم، يقوم جاستين بمهاجمة الوحش، ولا يدافع الوحش عن نفسه، فهو يريد أن يموت بعد أن شعر بأن بيل تركته، فترك نفسه صاغراً لضربات جاستين، لتظهر بيل فجأة تشجع الوحش على قتال جاستين، فينتصر عليه ويقرر القضاء على حياته، لكنه يتعاطف مع توسلاته لأن قلبه أصبح مليئاً بالحب.

تذكارات الماضي

باسل خلف (30 عاماً) الذي اصطحب عائلته لمشاهدة الفيلم قال «منذ بداية الفيلم وأنا أشعر باستمتاع له علاقة بالماضي، وكيفية تأثير مثل هذه القصص فينا سابقاً»، مؤكداً «سعيد جداً أنني أصطحب ابنتي معنا».

وقالت زوجته الآء (28 عاماً) «سعيدة جداً، فهذه القصص والفيلم القديم ومسلسل الكرتون أثرت في كثيراً منذ الصغر، وتعلمت منها دروساً كثيرة»، واستدركت «مع أن التقنية أساءت قليلاً إلى كلاسيكية الأحداث الراسخة في عقولنا».

وعبرت شيرين المتولي (35 عاماً) عن سعادتها الغامرة لمشاهدة الفيلم بهذا الشكل «أنا عاشقة لهذه القصة منذ كنت طفلة، ولا أبالغ أنني بسببها اكتشفت ان الجمال الخارجي ليس كل شيء».

أحمد الزعابي (21 عاماً) «جئت مصطحباً شقيقتي، وهي أم لأطفال، كي تشاهد الفيلم الذي شكّل منعطفا في حياتها» كما قالت له، وأضاف «أنا أيضاً استمتعت بالفيلم وربما أكثر منها، ففيه من العبر الكثير».

في المقابل قال طارق المهندي (30 عاماً) «الفيلم بهذا الشكل استطاع أن يحاكي مجتمع الديجيتال، ولكن بقصة جميلة في أن الجمال الخارجي ليس كل شيء».

لكن التكاتف بالنسبة لمنى الأميري (36 عاماً) كان السبب في الخلاص من المشكلات «هذا التنبه من قبل الأدوات المنزلية والإشارات المنبعثة من علاقة حب تنمو على الرغم من كل الاختلافات، زاد من طاقاتها ومن شعورها بضرورة تأدية واجبها لتقريب الحبيبين»، واضافت «هو الحب وحده القادر على صنع المعجزات».

زينب الرميثي (40 عاماً) التي اصطحبت أطفالها لمشاهدة الفيلم قالت «جئت بحجة الأطفال، لكن الحقيقة أنني أردت أن أشاهد الفيلم الذي يتناسب مع جميع الأعمار»، مؤكدة «الفيلم الذي انتج في التسعينات كان أجمل من حيث الإحساس بالتفاصيل، لكن هذه التقنية جعلت القصة ثانوية أمام الانبهار الذي تقدمه هذه التقنية»، أما سمية عوراني (42 عاماً) قالت «على كل أم وكل أب أن يصطحبوا ابناءهم لمشاهدة الفيلم كي يعلم أطفالهم معنى الحب الصادق الذي يجب أن يكون من الداخل وليس انبهاراً فقط بالشكل»، مؤكدة «كثيرات ينخدعن بالمناظر ويبحثن عن الشكل، متناسيات أن القلب والروح أهم بكثير». ووافقتها الرأي صديقتها نور الهدى (44 عاماً) «هي دعوة للبحث عن بواطن الأمور والتدقيق في الصدق الذي تبعثه اشارات من القلب، وليس الوجه الذي يخدع أحياناً».

حقائق

تَم تعديل الفيلم للعرض على الشاشة من قبل ليندا ولفيرتون، استناداً إلى نسخة الجميلة والوحش التي كتبتها جين ـ ماري أميرة بيومونت، وكان السبب وراء ذلك، حسب ما قاله تنفيذيو ديزني، إنهم شعروا في السنين الأخيرة، خصوصاً في السنتين 1990 و،1991 بأن الثقافة الأميركية قد تم اجتياحها بسطحية تامة، وأن معاملة المرأة صارت تتم شيئاً للعرض والمقارنة، والرسالة التي تصل للشباب بأنه بقدر جمال زوجاتهم أو النساء اللائي يرافقنهم، يكون نجاحهم، تقول ديزني إن فلسفة الفيلم تلخصها عبارة «في عالمنا المتطلب للجمال، الجمالُ ليس كل شيء».

فاز فيلم «الجميلة والوحش» الذي انتج في أوائل التسعينات بجائزة أوسكار لأفضل موسيقى أصلية، وأفضل أغنية لآلن مينكن وهاورد آشمان عن «الجميلة والوحش»، التي غنتها في الفيلم آنجيلا لوزبري الشهيرة، ونهاية الفيلم سيلين ديون وبيبو برايسون. كما رشحت أغنيتان أخريان لأفضل موسيقى، أغنية «كوني ضيفتنا» و «بيل»، جاعلاً منه أول فيلم رسومي يتسلم ثلاث جوائز أوسكار لأفضل أغنية، كما رشح الفيلم لجائزة أفضل صوت وأفضل فيلم، وهو الفيلم الرسومي الوحيد الذي رشح لجائزة أفضل فيلم.

ألهم الفيلم وقتها مسارح بردواي وويست إيند الموسيقية، التي حققت نجاحات باهرة وجائزة توني خاصة، كما أصبحت أولى خطط إنتاج ديزني.

نُشرت أيضاً نسخة ديزني من القصة وبيعت قصصاً وكتباً هزلية استناداً إلى الفيلم الهزلي الذي نشرته ديزني.

أكبر الأصوات سناً

أنجيلا نسبيري

ممثلة بريطانية من مواليد ،1925 ولدت في لندن لأم ممثلة وأب سياسي. درست بأكاديمية ويبر دوغلاس للفنون المسرحية لمدة عام، قبل ان تنتقل إلى نيويورك لتدرس هناك بمدرسة فيجان للفنون المسرحية. ظهرت لانسبيري لأول مرة على شاشة السينما عندما تم اختيارها لتقوم بدور الخادمة نانسي فى الفيلم الدرامي «غاز لايت» عام 1944 وقد رشحت لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى هذا الفيلم، وحصلت على ترشيح آخر على الجائزة نفسها وعن الفئة نفسها في الفيلم الدرامي، بعد أن كانت قد قدمت أدواراً عدة مساعدة في أفلام أخرى عدة. استمرت في تقديم الأعمال الفنية المتميزة، وقد قدمت أول دور بطولة لها في الفيلم الكوميدي «شيء لكل شخص» عام .1970

معلومة

كان العرض الأول لـ«الجميلة والوحش» عام ،1991 الذي حصل في ذلك الوقت على جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم، وكان أول فيلم رسوم متحركة يترشح لجائزة الأوسكار ويحصل عليها.

قالو عن الفيلم

القصص والشخصيات العظيمة تصبح خالدة وشركة ديزني محظوظة بأنها تمتلك كنزاً من الاثنين، ونحن سعداء بأن نعطي الفرصة للجمهور من كل الأعمار أن يختبروا الأفلام التي أحبوها بطريقة أكثر إثارة وهي البعد الثالث، خصوصاً الجيل الجديد الذي لم يشاهدها على شاشة السينما من قبل.

مدير استوديوهات «والت ديزني»... آلان بيرجمان

شعور غريب، إعادة إحياء فيلم دخل قلوبنا بتقنية تتلاءم مع متطلبات العصر هي حالة درامية بامتياز.

ديفيد إيدليستين... من «نيويورك ماغازين»

أحببته كثيراً لكن الأصل يظل أهم بكثير.

ساندي أنجيلو شين... من «سينز ميديا»

هو مبهر لكنه لا يرتقي لقصته المثيرة والعميقة.

جوزيف بروميكس... من «أون لاين فيلم»

الإمارات اليوم في

20/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)