حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

في ختام مهرجان برلين اليوم

فيلم الافتتاح الفرنسي وداعا مليكتي يطابق ثورات الربيع العربي

يقدمها‏:‏ سعيد عبد الغني

تسببت الأمطار الثلجية والبرودة الشديدة التي واجهت نهاية فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته رقم‏62‏ في إحداث ارتباك شديد في مسار فعاليات المهرجان‏..‏ ومنعت هذه الظروف نجوم ونجمات المهرجان من الوقوف امام كاميرات التصوير في الهواء الطلق‏..‏ وعلي البساط الاحمر‏..‏ وكانت رسالة المهرجان وشعاراته التغيير وخدمة المجتمع والحفاظ علي البيئة‏..‏ واستعانت ادارة المهرجان بلمبات اضاءة خاصة لتوفير الاضاءة المبهرة علي البساط الاحمر‏..‏ وتوفير سيارات كهربائية لتحركات النجوم والنجمات ووصل الامر الي التقشف وعدم التبذير في احتفالات المهرجانات من خلال المطبخ الذي يقوم بخدمة توفير الطعام للضيوف وإعتماده علي تقديم قليل من اللحوم‏..‏ وغيرها من الاصناف القليلة التي توفر العناصر الغذائية المتكاملة للجسم‏!!‏وكان حفل الختام رسالة للحفاظ علي حقوق الانسان في العالم‏..‏ وعدم التبذير والمبالغات الزائدة في تكاليف حفلات المهرجانات السينمائية‏..‏ لمواجهة الازمات الاقتصادية التي تواجه العالم‏..‏ درس‏..‏ ورسالة مهمة للمهرجانات‏.‏

ومن اهم افلام المهرجان المرشحة للدب الذهبي‏..‏ الفيلم الصيني غزال أبيض للمخرج وانج كوانات‏..‏ وهو مقتبس عن قصة صينية حول كفاح عائلات المزارعين‏..‏ لحماية ارضهم وزراعتهم‏..‏ قبل ظهور الشيوعية‏..‏ والمخرج سبق فوزه بالدب الذهبي عام‏2007‏ عن فيلمه زواج نويا عن قصة حب بين امرأة وزوجها في الريف الصيني‏.‏

‏*‏ وتنافس السينما الألمانية علي جائزة الدب الذهبي‏..‏ بفيلم باربارا الذي تدور احداثه في فترة السبعينات في المانيا الشرقية حول طبيبة يتم نقلها في الريف لتعمل هناك ونقلها جاء بشكل ظالم‏..‏ وأثناء عملها ترتبط برجل احبها وأحبته‏..‏ ويقرر مساعدتها علي الهروب‏!!‏ والفيلم اخراج كريستيان بيتزولد‏.‏

‏*‏ والفيلم الذي تنافس به المجر‏..‏ فيلم مجرد رياح للمخرج بينيس فيلجوف‏..‏ ويدور حول عدة جرائم قتل حدثت في المجر عامي‏2008‏ و‏2009‏

‏*‏ وتنافس الفلبيني بفيلم أسير للمخرج الفلبين بريلانت ميندوزا‏..‏ ويتعرض الفيلم لعملية خطف لشخصية تعمل في جمعيات الاغاثة الانسانية‏..‏ ويتم خطفها من جماعه إسلامية‏..!!‏

‏*‏ وتشترك السينما الامريكية في المنافسة علي جائزة الدب الذهبي‏..‏ بفيلم سيارة جاين مانسيفيلد وهو من اخراج بيلي بوب ثورنتون‏..‏ الممثل الذي احترف الاخراج ايضا‏..‏ وتدور احداث الفيلم ايام حرب فيتنام‏..‏ ويقوم المخرج بالاشتراك في بطولة الفيلم مع النجوم كيفين باكوم‏..‏ وروبرت دوفال‏!!‏

‏*‏ السينما الدنماركية تشارك في المسابقة الرسمية بفيلم شئون ملكية وتدور احداث الفيلم حول ملكة في القرن الثامن عشر تقع في حب الطبيب النفسي الذي يعالج زوجها المريض العقلي‏..‏

ومن الافلام المهمة التي قدمها المهرجان فيلم الافتتاح‏..‏ وداعا مليكتي وهو للمخرج الفرنسي بينوا جاكو‏..‏ وتدور احداثه التاريخية مع بداية الثورة الفرنسية‏..‏ ومصير الملكية الفرنسية في احداث الثورة الفرنسية‏..‏ وأعلن وزير الثقافة الالماني‏..‏ ان فيلم وداعا مليكتي يشير في مضمونه إلي مطابقته لثورات الربيع العربي‏..‏ وحقوق الانسان‏..‏ واظهر نهاية الملكة الفرنسية‏..‏ ماري انطوانيت‏!‏

وعرض خارج المسابقة الرسمية مجموعة افلام تاريخية هامة منها فيلم راقص الظل وغيره من الأفلام التاريخية‏!‏

واليوم تعلن جوائز مهرجان برلين السينمائي الدولي‏..‏ في ختام فعاليات دورته رقم‏62‏ وتنتظر قلوب النجوم‏..‏ والنجمات مفاجآت الدب الذهبي ومن يفوز بها يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية المخرج البريطاني مايك لي‏.‏

لعنة آفاتار تصيب الفيلم المصري ألف ليلة‏..‏ وليلة

بعد الدعاية الكبيرة للفيلم المصري الذي أعلن عن نفسه أنه أول فيلم مصري يدخل عالم التقنية السينمائية الجديدة التي هزت صناعة السينما‏..‏ واندفاع كل الأفلام إلي تمنيها واستخدامها في صناعة أفلامها‏..‏ بكل أنواعها‏.. من الأفلام الدرامية الطويلة‏..‏ وأفلام الكارتون‏..‏ وحتي تصوير مباريات كرة القدم ليشاهدها الجمهور علي الشاشات الجديدة التي صنعتها شركات إنتاج التليفزيونات لتحقق منافستها الدائمة لصناعة السينما‏..‏ ورؤية الأفلام التي تعرض علي شاشات التليفزيون وكل الأحداث الرياضية وغيرها بدون نظارات‏..‏ وبالعين المجردة‏.‏

وبعد ظهور أخبار عديدة في عالم السينما المصرية تشير إلي قيام كثير من الشركات‏..‏ والمخرجين باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد في أفلامها المقبلة‏..‏ وبعد أن تم الإعلان عن أول فيلم مصري سيتم تصويره بطريقة وأسلوب‏.3D‏ وبعد أن قام المخرج والمنتج للفيلم الأول بعمل برومو إعلان مصور بطريقة التقنية الثلاثية وعرض في كثير من القنوات التليفزيونية‏..‏ وعلي اسطوانات‏(‏ سي‏.‏ دي‏)..‏ وعلي صفحات الجرائد والمجلات‏..‏ بمشاهد مصورة لأبطال الفيلم نجوما ونجمات‏..‏ وبعد أن أعلن كل النجوم حماسهم لهذه التجربة‏..‏ وبعد أن أعلنت غادة عادل المشاركة في الفيلم أنها ستكون أول فنانة من جيلها تدخل عالم السينما ثلاثية الأبعاد العالمية‏..‏ وبعد الأمل الكبير الذي أحدثته أخبار وصور الفيلم‏..‏ والمجهود الذي تم تصوير البرومو الخاص به‏..‏ حدثت المفاجأة الصدمة‏.‏

الفيلم هو فيلم عن أحداث القصة الشهيرة وعلي أسلوبها يطرح أحداثه‏..‏ الفيلم اسمه ألف ليلة‏..‏ وليلة‏.‏

المفاجأة‏..‏ الصدمة‏..‏ تفاصيلها الغريبة التي أدت إلي توقف الفيلم تماما عن التصوير‏..‏ وهي اعتذار بطل الفيلم عمرو واكد عن عدم تصوير الفيلم وعن عدم استمراره في بدء تصويره‏..‏ وأعلن عمرو في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي‏(twitter)‏ أن فيلمه الجديد عنترة فارس العدالة سيعرض قريبا وأنه فيلم عالمي مهم جدا‏.‏

وأعلن واكد عن اعتذاره وعدم اشتراكه في تصوير ألف ليلة‏..‏ وليلة بسبب وجود بعض الأبطال السينمائيين من عصر الفلول البائد‏..‏ وأن البرومو قد تم تصويره قبل الثورة التي أظهرت الحقيقة‏..‏ وقرر هو ألا يقدم عملا مع أي من نجوم الفلول‏.‏

واستمرت الصدمة في مفاجآتها‏..‏ بعد إعلان بطلة الفيلم غادة عادل انسحابها من الفيلم ومن تصويره‏..‏ ولم تعلن عن أسباب انسحابها‏..‏ كما أعلن مخرج الفيلم والمشارك في إنتاجه انسحابه من المشاركة في إنتاج الفيلم‏..‏ لكنه لن يعتذر عن إخراجه‏..‏ وكان المخرج مشتركا في إنتاج الفيلم مع شركة ماب بيكتشرز إن ولم يعلق علي سبب اعتذاره عن الإنتاج‏..‏ والمعروف عن المخرج تامر مرتضي أنه متخصص في عمل المؤثرات البصرية والجرافيك في السينما‏..‏ وهي من أهم عناصر ثلاثية الأبعاد‏.‏

وساد الصمت التام بعد هذه الأحداث‏..‏ وعلق أحد أبطال الفيلم علي هذه الأحداث بأنها لعنة فيلم آفاتار صاحب الضجة الكبري في صناعة السينما الحديثة‏..‏ ومازال الصمت مستمرا‏..‏ ويشترك في بطولة الفيلم‏:‏ عزت أبو عوف‏..‏ وفتحي عبدالوهاب‏..‏ وغادة عبدالرازق‏..‏ وسوسن بدر‏..‏ وأحمد بدير‏..‏ وآسر ياسين‏..‏ ورامي غيط‏..‏

ملحوظة‏:‏ كل أبطال الفيلم يشتركون فيه بلا أجور‏..‏ وليست هناك عقود بينهم وبين الإنتاج أو شروط تمنع الاعتذار أو الانسحاب من الفيلم‏.‏

ثورة‏..‏ الرفض‏..‏ والبناء الخالد

عيون الشعب المصري لن تنام‏..‏ فقد قرر الشعب المصري ان يستمر في يقظته لايقاف اي تيار يحاول تعطيل مسيرة الثورة أو خدش مسيرتها التي تحمل آمال وأحلام الشعب المصري‏..‏ ولابد من استمرارها حتي تحقق كل المطالب التي قامت من أجلها الثورة المصرية البيضاء التي اذهلت العالم‏!!‏

إن وقفة الشعب بجميع اطيافه لرفض محاولات القيام بالاضراب العام من خلال العصيان المدني أذهلت العالم الذي شاهد احداث هذه الوقفة الجماعية‏..‏ من خلال كاميرات السينما‏..‏ وتليفزيونات الفضائيات العالمية‏..‏ والمصرية‏..‏ ومراسلي الصحف‏..‏ والتليفزيونات بكل الصدق‏..‏ وبدون اي مجاملة أو تحريف‏..‏ او مونتاج‏..‏ او دوبلاج او محاولة تغيير حقيقة الموقف الشعبي الرائع الذي يؤكد ان الثورة المصرية تنطلق من داخلها ثورات استمرارية لاتهدأ‏..‏ بل تذهل العالم‏..‏ بحضارة الشعب المصري واصراره علي المسيرة الثورية حتي تتحق كل آمالها‏..‏ وأحلامها‏!‏

سجلت الكاميرات السينمائية‏..‏ والتليفزيونية احداث ثورة الرفض وهي مبهورة من تصرفات الشعب المصري‏..‏ الذي كانوا قد اعلنوا‏..‏ انه يعاني من الانفلات‏..‏ ومن تفرق طوائفه‏..‏ ومن اقتراب ان يحدث تفسخ الحالة النادرة من التلاحم الذي ادي إلي ثورته العظيمة من شبابها وشعبها من ملايين المصريين‏..‏ الذي جمعهم الحب‏..‏ والايمان والكل في واحد‏..‏ ليقوموا بثورة‏25‏ يناير‏.‏

فوجئ العالم‏..‏ بثورة جديدة امتدادا لثورة‏25‏ يناير وإعلانا عن ثورة‏25‏ يناير‏..‏ تحمل في طياتها ثورات عديدة تضيف إلي ابهار شعوب العالم بثورتها يوم‏25‏ يناير‏2011‏ ابهارا اخر قام بها الشعب المصري ـ شبابا وكبارا‏..‏ ومن كل أطياف الشعب وهم يهبون دفعة واحدة قوية مليئة بالرفض‏..‏ ويشاهد العالم احداث ثورة الرفض علي الهواء مباشرة‏..‏ وتعلن بقوة وجودها الدائم‏..‏ وصلابة ثورتهم‏..‏ واستمرار مسيرتها‏.‏

ووقف العالم‏..‏ امام احداث ثورة الرفض‏..‏ لاعلان القيام بالعصيان المدني وقف العالم مشدوها امام هذا الرفض‏..‏ ووقع العالم في حيرة‏..‏ تجبره علي تغيير كل اتجاهاته التي بدأ يشير أو يقوم بها ضد الثورة الأم‏..‏ وذلك بتهديدات‏..‏ ومحاولات لتثبيت حركة الثورة ووقفها بكل وسيلة وصلت إلي التهديد بمنع المعونات المشروطة التي يمكن ان تؤدي إلي خدش كرامة وحضارة الشعب المصري وثورته الحقيقية الرائعة‏..‏ وفرض بعض التلميحات بضرورة عدم التحقيق مع الأجانب الذين كانوا يشكلون جمعيات أهلية‏..‏ دون تصريح من دولة مصر‏..‏ صاحبة السيادة علي اراضيها وأمنها‏...‏ وكان اعضاء هذه الجمعيات‏..‏ يتقاضون الملايين من دول اجنبية للقيام ببعض الأعمال غير القانونية والتي تؤدي إلي افساد البلاد‏..‏ ومحاولة تمزيق وحدتها‏..‏ وتفتيتها‏..‏ شعبا‏..‏ وارضا‏..‏ تحت مسميات بعيدة عن حقيقة مايحدث‏..‏ وجميعهم الآن امام المحاكم والقضاء المصري النزيه‏..‏ النبيل‏..‏ يحاسبهم عن اعمالهم‏.‏ وأعلن الشعب المصري كله‏..‏ ان بدأ بثورة البناء الخالد لبلدهم لهم‏..‏ التي كل جزء منها ومن مصادر ثروتها الدفينة‏..‏ والتي استغلت اسوأ استغلال‏..‏ كل جزء منها يكفي اضعاف المليارات التي يدفع المندهشون علي رفض الشعب المصري لها‏..‏

ان البناء الخالد الذي سيقوم به شعب مصر سيغني عن سؤال الآخر‏..‏ وشروطه‏..‏ ويكفي الشعب المصري ويحقق لنا الأمن‏..‏ والأمان‏..‏ الاجتماعي‏..‏ والاقتصادي‏.!‏

عيون شعب‏..‏ لاتنام

الفراشة‏..‏ أنت تراني الآن من خلال صوتي

فعلا تحقق ظهور قرص شمس فجر يوم جديد‏...‏ وصعدت الشمس بقرصها المشرق‏..‏ إلي عنان السماء‏..‏ لتملأ الدنيا المصرية بشعاع الضوء الرائع‏..‏ لتحقق موقفا شعبيا تتحدث عنه كل أجهزة العالم‏..‏ كاميراتها السينمائية‏..‏ والتليفزيونية‏.

تنقل موقف الشعب المصري جميعه من الدعوة الخاصة‏..‏ بالعصيان المدني‏..‏ وفوجيء العالم بثورة بيضاء أخري تؤكد إستمرار ثورة‏25‏ يناير‏..‏ وبظهورها تعلن أن الشعب المصري لاتغيب عنه حضارته‏..‏ وأنه شعب لاينام‏..‏ وستظل عيونه يقظة حتي يهزم كل المحاولات التي تريد أن تصيب الثورة بسهام الغدر‏..‏ والإحباط‏...‏

انظر حولك؟‏!..‏ وانتبه وأنت تقود سيارتك وسط شوارع مدينة القاهرة اليوم السبت‏11‏ فبراير الماضي‏..‏ هذه محلات الملابس في الأحياء الأهلية المتواضعة تفتح أبوابها وتعلن عن بضاعتها بمنتهي الجرأة والتحدي الطيب الرافض للعصيان المدني‏..‏ أنظر إلي جموع الموظفين‏..‏ والعمال‏..‏ والطلبة وهم في طريقهم إلي مدارسهم وكلياتهم‏..‏ أرجوك أن تنظر حولك‏..‏ وأنت تتابع مايحدث حولك‏...‏ والإنتباه علي قيادة السيارة بأمان‏!!‏

كان هذا هو صوت صديقتي الفراشة يملأ صوتها‏..‏ جنبات السيارة‏..‏ دون أن تظهر هي بشكلها العادي الذي دائما كنت آراه‏..‏ صوتا فقط‏..‏ وقالت‏..‏ سأكون هذه المرة صوتا فقط‏...‏ حتي لاأشغل عينيك بشي آخر‏..‏ سوي ماتراه الآن تحت ضوء شمس يوم جديد يشرق بحب هذا الشعب العظيم بحضارة عمرها‏7‏ آلاف عام‏..‏ ولايمكن أن تغيب‏.‏

أنظر حولك ياصديقي‏...‏ وإسمع أخبار الرفض وشاهد من خلال هذه الشاشة التليفزيونية الصغيرة التي في سيارتك لقطات للعمال في مصانعهم‏...‏ الأطباء والممرضات في المستشفيات‏..‏ جموع الشعب في طريقها إلي أعمالهم‏..‏ يركبون القطارات‏..‏مطار القاهرة الذي إستقبل عددا كبيرا من الطائرات وصل إلي‏4701‏ طائرة دون أي خلل في المواعيد للطائرات القادمة‏....‏ والمغادرة‏...‏ أنظر إلي جميع العاملين موظفين وعمالا الذين حضروا من اجازاتهم ليعملوا علي تسيير القطارات‏..‏ وإضافة وقت لساعات العمل الرسمية‏4‏ ساعات بدون أجر‏...‏ أنظر إلي أتوبيسات النقل العام‏..‏ وهي تقل الموظفين‏..‏ إلي أعمالهم في مواكب حريصة علي مواعيدها‏...‏ أنظر إلي الفلاح وهو يعمل في أرضه بصبره الطيب للأرص التي هي منبع الرخاء‏...‏ أنظر إلي الشرطة‏..‏ وهي تسير المرور بحب وهدوء‏..‏ ونشاط‏...‏ أنظر إلي سيدات البيوت‏..‏ الأمهات وهن في داخل المحلات لشراء احتياجاتهن الأسرية‏..‏ أنظر إلي الطلبة والطالبات في مدارسهم وأساتذتهم‏..‏ ومدرسيهم يعملون في جو من الثقافة والإتقان والرسالة التعليمية الواجبة‏..‏ أنظر إلي الجامعات المليئة بشباب المستقبل المشرق بهم‏.‏

أنظر إلي وجهك في المرآة التي أمامك‏..‏ بعد أن توقفت الآن بسيارتك أمام عملك‏..‏ لتري قسمات وجهك المبتسمة الراضية‏..‏ التي تعبر عن حبك لشعب مصر أم الدنيا حبيبتك‏..‏ كما تحب أن تناديها‏..!‏

ونظرت إلي صوت ومكان مصدره‏..‏ أملا في رؤية صاحبته فراشتي الصديقة لأشكرها علي حضورها‏.‏ فقالت‏..‏ لن تراني الآن ياصديقي فأنا أسمع كلام صمتك وأنت الآن تراني منخلال صوتي‏..‏ وإلي لقاء دائم‏..‏ مع إشراقة الشمس الدائمة‏..‏ وحب الشعب المصري الدائم بثورته وإستمرارها‏..‏ لتستكمل مشوارها‏...‏ وحتي لا أنسي أبدا‏..‏ أن أقول لك‏..‏ تحياتي أيها الصديق الدائم‏...‏ لمصر‏..‏ أم الدنيا فعلا‏.‏

الأهرام المسائي في

19/02/2012

 

فيلمه الجديد في المنازل قبل الصالات

ميل غيبسون نجم تجربة سينمائية

محمد رُضا  

هناك فيلم جديد للممثل ميل غيبسون ولن تعرضه صالات السينما، بل سيذهب مباشرة إلى البيوت . هذا ليس لأن صالات السينما قاطعت الممثل بسبب مواقفه المعلنة، بل لأن شركات الإنتاج تريد تحويله إلى فأر مختبرات، إذا نجحت التجربة ستوجّه أفلاماً أخرى مباشرة إلى البيوت . إذا لم تنجح فإن الخسارة خسارته هو .

التفاصيل تعود إلى الاتفاق القائم بين “ستديو فوكس” الشهير وبين شركة “آيكون انترتاينمنت” البريطانية القاضي بإنتاج هذا الفيلم، ففي العام الماضي، وبينما كان فيلم “السنجاب” الذي قام ببطولته غيبسون تحت إدارة الممثلة والمخرجة جودي فوستر، يجول خجولاً في الصالات العالمية، تم الاتفاق بين المؤسستين على إنتاج هذا الفيلم . مباشرة بعد انتهاء التصوير، تقدّمت شركة “فوكس” من شريكتها “آيكون” تسألها إذا ما كانت ترضى ببث الفيلم مباشرة إلى البيوت بواسطة محطّات متخصصة بمشتركين يدفعون لقاء العرض . “آيكون” كان عندها تحفّظات بسيطة لكن مهمّة، هي تريد أن تعرض الفيلم في الصالات البريطانية والأسترالية (حيث أسهم ميل غيبسون ما زالت مرتفعة) ولا تكترث للاقتداء بخطّة “فوكس” التوزيعية . و”فوكس” وافقت .

الفيلم بعنوان “أقبض على الأمريكي” وهو الترجمة الصحيحة لGet the Gringo ، ومخرجه هو أدريان كرونبيرغ الذي اشتغل مساعداً أول للمخرج أوليفر ستون على فيلم “وول ستريت: المال لا ينام”، ويشارك غيبسون التمثيل مجموعة من الممثلين المعروفين بالوجه وليس بالاسم، ومنهم بيتر ستورمار ودين نوريس . أما الموضوع فيتحدّث عن أمريكي ألقت السلطات المكسيكية القبض عليه وأدانته وسجنته، وكيف ينجح في الهرب من سجنه بعد أن ساعده صبي مكسيكي في التاسعة من عمره .

موعد البث في مايو/أيار المقبل، لكن هذا التعاقد على إهمال دورة صالات السينما بأسرها والإسراع في توجيه الفيلم إلى الشاشة الصغيرة (وقبل إطلاقه على اسطوانات) ليس الأول، فالعديد من أفلام مهرجان “سندانس” الذي انتهى قبل أسابيع قليلة اشترتها شركات التوجه المباشر إلى المنازل، ومنها فيلم من بطولة بروس ويليس وربيكا هول وكاثرين زيتا جونز عنوانه Lay the Favorite .

أيضاً فيلم “موازنة”، وهو يجمع بين رتشارد غير وسوزان ساراندون . وهناك أفلام ما زالت حائرة . بعض المنتجين يفضّل بثّها مباشرة عبر المحطّات المتخصصة لقاء تذكرة إلكترونية تتراوح بين عشرة وخمسة عشر دولاراً، وآخرون يعتبرون أن في ذلك مخاطرة تجارية غير محمودة العواقب . من بين الأفلام الحائرة تلك “لا أحد يمشي” وهي دراما عائلية مع ديلان مكدورمنت، و”فنون ليبرالية” مع اليزابث أوسن ورتشارد جنكنز .

ولعل ما حدث لفيلم “نداء هامشي” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يلقي ظلالاً على أن التوجّه إلى شاشات المنازل مباشرة يبدو فكرة مثيرة للاهتمام، لكنها ليست ضماناً رابحاً، فذلك الفيلم الجيّد عُرض تجارياً ثم عرض عبر البث المباشر بعد ذلك بنحو شهر . الإقبال عليه سينمائياً لم يكن مؤثراً لكنه كان أفضل من الإقبال عليه عبر البث المباشر، فهو أنجز أكثر من خمسة ملايين دولار عبر صالات السينما الأمريكية ونحو ستة ملايين دولار عبر الصالات العالمية (ميزانيّته لم تزد عن أربعة ملايين)، لكنه حقق أقل من أربعة ملايين دولار في بثّه المباشر .

من ناحية أخرى، لا يجب أخذ “نداء هامشي” كبرهان، بل كمجرد مثال . ذلك أن هناك أفلاماً حققت عبر البث المباشر أكثر مما حققته في الصالات الأمريكية ومنها الفيلم الياباني “ثلاثة عشر قاتلاً”، إذ أنجز أربعة ملايين عبر الشاشات الصغيرة، وأقل من مليون دولار من صالات السينما . رغم ذلك فإن أصحاب الصالات يقولون إن هذا الفيلم الياباني ليس بدوره مثالاً، كونه أنجز أضعاف ذلك في بلاده وعبر صالات السينما وحدها .

سينما العالم

ستريب أفضل من فيلمها

الجائزة التقديرية التي منحها مهرجان برلين في دورته المنتهية أخيراً، للممثلة الأمريكية ميريل ستريب في مكانها الصحيح، فصاحبة أكثر من خمسين فيلماً إلى اليوم، والممثلة التي يعتبرها السينمائيون واحدة من أفضل المواهب النسائية قاطبة، تستحق هذا التقدير ومن مهرجان عالمي بوزن برلين .

ما يُثير في هذه المسألة أمران . الأول أن هذا التقدير يأتي قبل نتائج الأوسكار حيث تم ترشيح ستريب لأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في “المرأة الحديدية”، والثاني هو أن هذا الفيلم نفسه لم يجد بين النقاد الكثير من الإعجاب . الحصيلة التي أجمع عليها النقاد هي أن ميريل ستريب هي أفضل ما في الفيلم .

“هوليوود” تذهب إلى الحرب مجدداً

مع استمرار العمل على فيلم “اقتل بن لادن” للمخرجة كاثلين بيغلو، التي سبق لها أن حققت “خزانة الألم”، وخروج بضعة أفلام تتحدّث عن الخيارات العسكرية بتحبيذ، يتقدّم فيلم “فعل شجاعة” للمخرج مايك ماكوي للعروض وسط احتفاء إعلامي ملحوظ . الفيلم، الذي يقوم بتمثيله عدد كبير من جنود طيران البحرية الأمريكية متحدّثاً عن عملية إنقاذ، شهد عرضاً إعلامياً خاصّاً في صالة آركلايت في وسط هوليوود، وذلك قبل أسبوع واحد . ما فاجأ المدعوّين هو وصول أبطال الفيلم ليس بسيارات ليموزين، بل عبر عملية إنزال جويّة . قبل العرض صعد الجنود المنصّة حيث قوبلوا بالتصفيق الحار وقوفاً ما يعزز السؤال: هل تقرأ هوليوود الطالع هذه الأيام؟

شبّاك التذاكر ينهض فجأة

الأرقام التي سجّلتها الأفلام التي بوشر بعرضها الأسبوع الماضي، قلبت التشاؤم الذي حط مع نهاية العام الماضي، واستمر حتى الآن، فالفيلم الأول، “العهد” أنجز 42 مليون دولار، والفيلم البوليسي “بيت آمن” حل ثانياً بأربعين مليون دولار  أي أنهما جمعا معاً أكثر من ثمانين مليون دولار . الفيلم الجديد الثالث “الرحلة 2” جمع أكثر بقليل من 27 مليون دولار، وتبعه من كثب إعادة إطلاق فيلم “ستار وورز  الفصل الأول” بعدما زوّده جورج لوكاس بالأبعاد الثلاثة، وحقق نحو 22 مليوناً و500 ألف دولار .

أوراق ومَشاهد

الصحافي الذي استغل الظرف

“فارس في الحفرة” أو Ace in the Hole، عمل انتقادي ساخر حول صحافي بلغه أن هناك مأساة، فحاول استغلالها ليكسب سباق تغطيتها لأجل رفع مستواه، والانتقال من صحيفته المحلّية إلى صحيفة قومية ما يعود عليه براتب أعلى . حسب السيناريو الذي قام بكتابته بيلي وايلدر، فإن رجلاً كان يُعاين كهوفاً قديمة سقط في أحدها حين انهار عليه . الصحافي تشاك (دوغلاس) عرف بالخبر قبل سواه، وأدرك أنها فرصته الذهبية للرقي بعد طرده من عدّة صحف بسبب شربه الشديد وتهجّمه على زميلاته وسوء أخلاقه عموماً . وسريعاً ما يسعى لإدارة عملية الإنقاذ فإذا به يعرقلها عوض تركها تسارع في عملها، وذلك لإطالة مدّة المعاناة، وذلك لكي تمدّه بالمزيد من القدرة على الكتابة حصرياً عما يحدث . هذا يستمر إلى أن يكتشف تشاك أن صحّة الرجل بدأت تتراجع كثيراً وأنه مقبل على الموت . يستيقظ ضميره ويحاول مساعدته لكن الرجل يموت ويتحمّل الصحافي عبء ما قام به .

الفيلم يُشير إلى أن الصحافي ليس الوحيد الذي يمكن أن ينتعش على حساب ظرف مأساوي .

زوجة الرجل المسكين تغريها الشهرة المفاجئة والمال، المصوّر الشاب الذي يساعد الصحافي يبدأ ببيع صوره إلى أكبر المجلات لقاء مبلغ أكبر . وشريف البلدة تواطأ، ولو من حيث لا يدري، مع الصحافي في عملية تأخير عملية الإنقاذ . ويكمل المخرج الصورة عندما يحوّل مسرح الحدث إلى سيرك سياحي ينتشر فيه الباعة ويصب فيه السياح راغبين في الفرجة .

تم استيحاء السيناريو من حادثتين واحدة وقعت سنة 1925 والأخرى سنة ،1949 وكان هذا الفيلم هو الأول للمخرج بيلي وايلدر الذي ينتجه ويكتبه ويخرجه معاً . وأول سيناريو ينجزه من دون كاتبه الأصلي تشارلز براكت الذي عمل معه على فيلمين كلاسيكيين من قبل هما “الويك إند الضائع” و”سنست بوليفارد” . كذلك، هو أول فيلم لوايلدر يفشل نقدياً وتجارياً، لكن النقد السلبي الذي أحاط به حين إنتاجه سنة 1951 تراجع مع الأيام . الفيلم ليس أفضل أفلام وايلدر لكنه عمل جيّد في معالجته، كما في رسم المحيط النقدي الصارم ضد مجتمع مستعد للتضحية بحياة شخص مقابل مصالح خاصّة .

م .ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في

19/02/2012

 

ندوة وأفلام عن «الربيع العربي».. يا له من شتاء طويل!

برلين: محمد رُضا  

لم يكن هناك مشترك سوري في الندوة التي أقيمت قبل يومين وتناولت وضع «سينما الربيع العربي»، لكن ذلك لم يؤثر على عدد الحضور أو سخونة الموضوع. وعلى ندوات تقام عادة في مهرجانات عربية في الخارج يكون عدد المعتلين للمنصة أكثر من عدد الحاضرين، أو جمهور غفير من الراغبين في معرفة الحقيقة، والوضع المستجد على الساحة، إن لم يكن سياسيا فسينمائيا على الأقل.

أما المنصة ذاتها فقد احتوت على المنتجة اللبنانية هانيا مروة والمخرجة المصرية هالة جلال (التي كادت لا تحضر بسبب إشكال في «الفيزا») والمخرجة التونسية نادية الفاني والصحافية المصرية نورا يونس.

ليس ما قيل جديدا غير معروف، لكنه حط على مسامع جمهور يبغي المعرفة. وفي حين أن الكلام المماثل في المحافل العربية عادة ما يجر مناقشات تخرج من نطاق احترام رأي المتحدثين إلى محاولة مصادرته، فإنها هنا عرفت قدرا رائعا من تبادل وجهات النظر، وإن التقت المتحدثات على أكثر من نحو كما لو كانت أوركسترا رباعية عليها أن تعزف لحنا واحدا.

الوجود العربي في برلين في الواقع انبثق من هذا الربيع الساخن الذي دخل شتاءه الثاني ولا يزال محتدما، يلاحظ هذا في كل الأفلام التي عرضت، باستثناء «بيع الموت» لفوزي بنسعيدي، و«ضل راجل» لحنان عبد الله، و«الجمعة الأخيرة» ليحيى العبد الله.

«بيع الموت» هو ذلك العمل المغربي الذي يتمحور حول حياة القاع كما يراها المخرج بنسعيدي، دافعا إلى الأمام شخصية رئيسية تطلب الحب لكنها تجد نفسها منهوبة، بالا ونفسا ومالا أيضا، من الآخرين. الفيلم المصري «ضل راجل» هو فيلم تسجيلي عن الوضع السائد بين الرجل والمرأة، أو - إذا ما أردت - وضع المرأة في مجتمع يظلله الرجل بمواقفه وتقاليده. أما «الجمعة الأخيرة» فهو الفيلم الأول للمخرج الأردني الذي يرصد حياة أب وابنه يمر الأول فيها بفترة صحية حرجة اختار لها المخرج أسلوبا مداعبا، ولو أنه لا يترك الجدية تتسرب من بين يديه. يضاف إلى هذه الأفلام، المغربي والمصري والأردني، فيلم سالي الحسيني «أخي شيطان» الذي هو في حقيقته بريطاني التمويل، ولو أنه لا يتناول ما يحدث الآن على أي صعيد بل يبقى في إطار حكاية فردية بعيدة نسمع عن الأوضاع المصرية فيها عبر الراديو في مشهدين أو ثلاثة.

* في الثورة وظلالها

* هذه الأفلام شهدت ازدحاما لا يقل عن ذلك الذي شهدته الأفلام الآتية من قلب ذلك الربيع الثوري، ومنها «كلمات الشاهد» لمي إسكندر، وهي مخرجة أميركية الإقامة سبق لها أن حققت فيلما تسجيليا بعنوان «زبالين» معظمه في محله، رغم طوله المفرط الناتج عن دوران الفكرة حول نفسها أكثر من مرة. هذا ما يحدث في فيلمها الجديد أيضا. تختار المخرجة صحافية فعلية اسمها هبة عفيفي تعمل في «المصري اليوم» تقول إنها كثيرا ما رغبت في أن تصبح صحافية، والفرصة أتاحتها أحداث يناير (كانون الثاني) العام الماضي.. ها هي تنطلق في الشوارع وتجري المقابلات مزودة بالورقة والقلم. تسأل ويجيبونها وتكتب ما تستطيع أو تختار. هل هناك ضرر في ذلك؟ أقصد لجانب أن الميزانية لم تكف لشراء جهاز تسجيل صغير؟

الضرر في الفيلم ذاته.. لسبب تسويقي محض تحتم المخرجة على هبة وعلى مجلس التحرير وعلى بعض معارف الصحافية وأقاربها الحديث بالإنجليزية. يشعر المرء بأن وتدا دق في هذه الصورة التي تحاول أن تنقل الواقع، ففي نهاية المطاف هذا هو الدور المرجو من «تسجيلية» الفيلم. هو تسجيلي في مقابل روائي خيالي. والواقع أنه حتى لو كان «كلمات الشاهد» خياليا لما جاء إنطاق شخصياته اللغة الإنجليزية أمرا سينمائيا ضروريا، فما البال بفيلم يريد لمس الواقع وينزل إلى الشوارع لالتقاط أنفاسها؟

التركيبة بأسرها تبدو كذلك ممهورة ببعض العبث، إذا كان لا بد من محاولة قراءة ما حدث عبر زرع صحافية مبتدئة، فإن الأحرى هو منح الفيلم تبريرا كافيا لذلك. هل الفيلم هو عن شخص أم عن ثورة؟ وإذا كان عن شخص في المقدمة على خلفية الثورة، فلماذا هو وليس سواه؟ هذا يجب أن نجد إجابة له في الفيلم وليس بالحديث عنه في النقاش الذي جرى بعد العرض. الأكثر فداحة هو توظيف طيبة الناس وهم يتدافعون للحديث إلى تلك الصحافية لنقل وجهات النظر.. بالنسبة إليهم ربما بدت كما لو كانت مراسلة الـ«سي إن إن»، بل هي أكثر مدعاة للثقة كونها مصرية، لكن أليس مزعجا أن تعلم شيئا لا يعرفه الآخرون ويمضي الفيلم مرمما كل ذلك على نحو غير واقعي؟

وهناك فيلم آخر لا يقترب كثيرا من الثورة، لكنه يمشي في ظلالها نوعا ما؛ عنوانه «العذراء والأقباط وأنا» لنمير عبد المسيح. والإشكال اللغوي ذاته يطالعنا. مخرج الفيلم الذي يكاد يظهر في كل مشهد منه، هو شاب مسيحي من الأقباط يعيش مع والديه في فرنسا. رائع. لكن هل كل عربي يعيش مع أسرته في فرنسا يتحدث بالفرنسية؟ ربما تفلت كلمات على نحو تلقائي، لكن ليس على نحو متواصل. المشكلة تصبح ملحة حين يصل المخرج إلى مصر لإنجاز فيلم عن ظهور السيدة مريم العذراء لأعين المؤمنين الأقباط قبل عدة سنوات، فنراه ونسمعه يتحدث بالعربية مع من يقابلهم في مصر، لكنه كلما اتصل بأمه حدثها بالفرنسية. الأم تجيد الفرنسية لكن تقسم ردودها بين اللغتين على نحو متساو تقريبا.

الرغبة في تسويق الفيلم لم تحد من تطلعات أفلام تسجيلية وروائية تحدثت لغة الوطن الأم. على ذلك بمجرد اعتمادها في هذين الفيلمين نجدهما يخسران نقاطا في خانة طموحاتهما لتناول الوضع كما هو قائم. بالنسبة لفيلم نمير عبد المسيح فإن الرغبة في تصوير ظهور مريم العذراء للعيان تأخذنا في رحلة المخرج لاكتشاف بعض ما غاب عنه في الظرف القائم بين الأقباط والمسلمين: «المسلمون يكرهون المسيحيين، والمسيحيون يكرهون المسلمين، وكلاهما يكره اليهود»، يقول المخرج في فيلمه فيضحك المشاهد الغربي من المفارقة. لكن إذا كان المخرج لا يؤمن بأن مريم العذراء بدت للعيان، وإذا ما كان تأكد له أن هذا الظهور كان وهجا إلكتروني الشبه، فلماذا الفيلم؟ ثم لماذا اهتمامه بصنع فيلم يستخدم فيه الشاشة الخضراء والكومبيوتر لصنع ظهور للسيدة الجليلة ولو كان «مفبركا»؟ ألم يكن من الأفضل لو عرض نفسه كمؤمن بذلك الظهور لكي يكتشف أنه ليس هناك ما يثبته؟

أول لقطة

* نهاية مهرجان وبداية آخر.. في انتظار مفاجآت مهرجان «كان»

* «الشرق الأوسط» في مهرجان برلين السينمائي الدولي بقي هناك يومان على نهاية الدورة الثانية والستين من المهرجان الألماني، حيث عرض فيه مئات الأفلام من كل حدب وصوب وشكل. وإذ يشرف المهرجان على نهايته، فإن بدايات مهرجان «كان» تتراءى في الأفق. فهل لنا أن نقرأ مثلا ما الذي من المرجح أن يكون المهرجان الفرنسي قد خبأه لنا؟

بدأ مدير «كان»، تييري فريمو، الذي وافق على إجراء مقابلة خاصة في غضون الأسابيع المقبلة يلقي فيها الضوء على ما خفي من آليات العمل في ذلك المهرجان ورأيه في ما يتعلق بالسينما العربية، في العمل حثيثا لدورة أخرى تضاف نوعيا إليه. والمخرجون الذين انتهت أعمالهم، وأولئك الذين ستنتهي أعمالهم خلال الأسابيع والأشهر القليلة الفاصلة، باتوا يقفون في الصف، بعضهم سوف لن يرفض له طلب. هل يمكن مثلا لمهرجان أن لا يعرف فيلما لمخرج ذي اسم لامع إذا لم يكن الفيلم على مستوى مناسب؟

هذا ليس حال «كان» وحده، بل حال كل المهرجانات. اسم كبير يطرح للجمهور والنقاد ولجنة التحكيم، وكل حلقة سترى وتحكم، لم يمنع مهرجان نفسه من الأسماء الكبيرة إذا ما توفرت؟ لكن الملاحظ أن «كان» هو الأكثر اعتمادا على المخرجين/ الزبائن، أولئك الذين يعودون في كل مرة مختارين «كان» لعرض أفلامهم. طبعا بعض الاستثناءات متوفر (الأخوان كوون يذهبان إلى فينيسيا أيضا)، لكنها مجرد استثناءات.

بعض الأسماء شبه المؤكدة تضم المخرج النمساوي الرائع والمخيف بنقده ظواهر حياتنا على نحو عميق، ميشال هانيكه، وعنوان فيلمه «حب» الذي انتهى من تصويره فعلا، وهو من بطولة إيزابيل أوبير وجان - لوي ترتنيان. كما تضم المخرج البرازيلي وولتر سايلز وفيلمه الذي انتهى أيضا من تصويره وعنوانه «على الطريق» وبطولته تتوزع بين كرستين دانست، وإيمي أدامز، وفيغو مورتنس، وسام رايلي. المخرج البريطاني كن لوتش سيعرض فيلم «الملائكة تتشارك»، والإيراني المغالى في تقديره عباس كياروستامي يعرض فيلم «النهاية»، والكندي ديفيد كرووننبيرغ سيقدم فيلم «كوزموبوليس» مع روبرت باتينسون وبول جياماتي وجولييت بينوش. ومن فرنسا بات شبه مؤكد اشتراك المخرج جاك أوديار بفيلم «صدأ وعظام».

أفلام

* الكاميرا تدور في الأماكن.. عرب النقب وتائهات إندونيسيا

* في «شرقية»، الفيلم الإسرائيلي المشترك في البانوراما، قراءة رصينة وهادئة، ولو أنها غير كافية للوضع القائم في المنطقة، ليس لأنه يتعرض لما يحدث الآن في سوريا ومصر، بل من خلال إشعارنا بأن هذا العالم البسيط المؤلف من بقعة جافة من صحراء النقب وبلدة إسرائيلية قريبة ما هو إلا تعبير عن احتكاك القضايا المحيطة. بذلك، ومن دون تغيير خط الحكاية لوضعها على خلفية حدث أعم، هناك التذكير بأن المسألة غير المحلولة إلى اليوم هي مسألة أرض من هذه التي يعيش فوقها العربي واليهودي؟

تحديدا، وتبعا لمجريات الفيلم الذي أخرجه آمي ليفين (أول محاولة روائية له بعد أعمال تسجيلية)، السؤال هو: من يملك ذلك البيت الذي يعيش فيه كامل؟ أوراقه تقول إن الملكية له منذ أيام العثمانيين، لكن الإسرائيليين لا يعترفون بذلك. كل هذا الجدال والبيت هو كوخ فوق أرض جدباء في قرية ضائعة وسط صحراء النقب. كامل (أبو وادي) يعيش فيه ويعمل حارسا في البلدة الإسرائيلية التي ينتقل منها وإليها بواسطة الحافلة. في تلك القرية يعيش شقيقه خالد (أبو محارب) وزوجته، والسلطات تريد إجلاء الجميع. كامل مستعد للمهادنة، على عكس شقيقه الأكبر ذاك، لكنه يعلم أن ما يحدث له يقضي على آماله وأحلامه في أن يحظى بالمعاملة المتكافئة كونه خدم سابقا في الجيش الإسرائيلي ويعمل حارسا حكوميا الآن.

يضع المخرج عناصر حكايته البسيطة في أجواء مناسبة؛ فالأحداث والشخصيات بدوية والموقع صحراوي حيث إيقاع الحياة رتيب وبطيء. لا مفاجآت في هذا المشروع ولا نتائج تعكس أكثر من طيبة خاطر ولو في محلها حيال ذلك البدوي الذي لا يرغب في أكثر من البقاء حيث هو. كامل وشقيقه يصلان إلى ركن مسدود بإصرار الجيش على تنفيذ قرار هدم البيت الذي اتخذته المحكمة، وطريقتهما لحل المشكلة هي محاولة تمرير مسرحية علنية يزرعان فيها عبوة ناسفة ثم يبطلان مفعولها لكي يبدوا بطلين حريصين يستحقان العيش في ذلك المكان.

المسألة مسألة موقع، لكن في أحداث تبعد جغرافيا، كما مضمونا، سنوات ضوئية عن «شرقية».. إنه «بطاقات من حديقة الحيوان» (المسابقة) لمخرج يكتفي باسم إدوين الذي يقفز من نقطة اهتمام إلى أخرى ليعرض حكاية فتاة مثالية في جو قليل التنويع وغير بعيد عما يترسخ في الذهن في الوهلة الأولى.

ليست هناك من حكاية كاملة، لكن ما يطالعنا الفيلم به هو أن الظلام خيم على فتاة صغيرة فقدت والدها (الذي لن نراه) بعدما أغلقت حديقة الحيوان بابها وبقيت وحدها. نتابعها لفترة وقد تآلفت مع وحدتها الجديدة وانخرطت في حياة الحديقة نهارا وليلا. ثم ينتقل بنا الفيلم إلى الزمن الحالي حيث باتت فتاة شابة لا تزال تعمل وتعيش في الحديقة وأحب حيواناتها إليها هو الزرافة، لكن هناك حديثا عن قرب إغلاق الحديقة وإيقاف الموظفين، مما يجعلها تبحث عن عمل جديد تجده في مؤسسة «تدليك». تعمل هناك وتتحدث للزبائن غير المهتمين بعادات الزرافة، هذا قبل أن يغلق الفيلم عليها وقد عادت إلى تلك الحديقة.

يعمد المخرج إلى تعليق مطبوع يصاحب الفيلم في أكثر من مشهد، ثم ينتقل بعد ذلك إلى تعليق صوتي، كل منهما لا يبدو مؤثرا حيال مشاهد تفتقر إلى الحرارة ولا تثير إلا القدر المحدود من الاهتمام وجدوى المتابعة. هناك تصوير جيد للمشاهد العامة، لكن الشاعرية التي تمنحها للمضمون محدودة بدورها وغير فاعلة. هناك فصل مهدور تتعرف فيه البطلة على شاب يرتدي ملابس وقبعة رعاة البقر ويأخذها معه إلى استعراضاته السيركية.. هذا جزء من رحلتها، لكنه لا يشكل فائدة درامية في نهاية المطاف. الفيلم هو عن اللقطات والمشاهد اللحظية أكثر مما هو حكاية.

والموقع مميز بالنسبة لفيلم «رحمة» للألماني ماتياس غلازنر، الممول نرويجيا وهولنديا، فالأحداث تقع في موقع قطبي من النرويج حيث الليل يمتد لـ6 أشهر والنهار لـ6 أشهر أخرى. خلال كل فترة هناك ليل ونهار كل 24 ساعة لكنك، يقول لك الفيلم، لن تعرف الفارق. كذلك بالنسبة لأيام الصيف حيث «لا تصل الشمس إلى الأفق» أو تغيب: الليل أبيض والنهار كذلك.. لكن الثلج موجود في أحداث تنطلق من الليل السرمدي وتنتهي في النهار الذي لا ينتهي: الزوج يخون زوجته مع مساعدته، والزوجة تعمل في مستشفى تلك البلدة الصغيرة المركونة في مكان ناء. ابنهما يحاول أن يجد خطاه عبر مفارقات صغيرة. الزوجة تعود من عملها ذات يوم وتقود سيارتها في تلك البراري الثلجية وتخبط «شيئا ما». تعتقده كلبا ضالا. توقف السيارة لكنها لا تنزل منها ثم تمضي مرتجفة من خاطر أسوأ: هل يمكن أن يكون «المضروب» شخصا؟ حين تصل إلى البيت وتخبز زوجها ينطلق ذاك بسيارته هو لمكان الحادث ويعاين ولا يجد شيئا. حين تنشر الصحيفة أن الضحية هي فتاة شابة كانت عائدة من حفل ساهر، وأنها ابنة عائلة يعرفها الزوجان تثور الزوجة على زوجها لأنه لم يجد الضحية. هذا المشهد يمر بلا أثر لأنه مكتوب خطأ لأن المشكلة ليس أن الزوج لم ير، بل الزوجة هي التي لم تر أساسا. لكن المحنة تدفع الزوج للكف عن لقاء عشيقته والوقوع في حب زوجته من جديد بعدما قررا السكوت عن الموضوع وعدم الإفصاح عنه. على ذلك، يقع الفيلم في خطأ آخر: في تبرير الزوج لعشيقته الغاضبة لماذا توقف عن لقائها يفصح عما كان لا بد من إبقائه سرا. هذا يسوق المشاهد لتوقع أن العشيقة ستهدده بكشف السر إذا لم يواصل علاقته معها، لكن ذلك لا يحدث. نسبة إلى غضبها وشخصيتها في الفيلم فإن عدم حدوثه عقبة أكثر منه اختيار.

«رحمة» فيلم توافقي، فالزوجة تغفر لزوجها زلته بسهولة يتمناها كل من أقام علاقة خارج بيت الزوجية، ووالدا الضحية يغفران للزوجة وزوجها مقتل ابنتهما (تقريبا بالسهولة ذاتها). هذا يترك المخرج يرتاع في خاتمة طويلة من الصور العابثة.

الشرق الأوسط في

18/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)