حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

إدوارد : الجمهور بيحلم بالضحكة

أســـامة صـــفار

مطرب وموسيقي قادته خفة دمه إلي عالم التمثيل فاكتشف نفسه واستقبله جمهور السينما والتليفزيون بدفء خاص جدا فالفنان الشاب إدوارد يستطيع أن يخطف القلوب ببساطته وتلقائيته وأن يضحك هذه القلوب بخفة روحه وطفولته التي تتناقض مع سمنته النسبية ..

يستعد إدوارد لرمضان القادم بأكثر من عمل لكنه يبقي فاكهة سينمائية تضيف نكهة باسمه للكثير من أعمال السينما.

·         كيف ستستعد لرمضان القادم وخصوصا أنك ستشارك في عملين مختلفين عن بعض تماما ؟

ـ في الحقيقة أنا سعيد جدا بالعمل مع أشرف عبدالباقي في مسلسل " حفيد عز " ، وهو العمل الذي سيجمعنا سويا لأول مرة، أما العمل الثاني لرمضان القادم أيضا فهو " عفاريت محرز " وهو مسلسل ست كوم ويعد أول بطولة مطلقة لي في الدراما.

·         وما هو دورك في مسلسل »حفيد عز«؟

ـ أقدم شخصية ضابط شرطة مع أشرف عبدالباقي ونتعلم من جد أشرف عبدالباقي الذي يروي لنا مغامراته في عالم الشرطة و كيفية التعامل مع جميع المواقف التي تعرض لها من خلال خدمته في الشرطة و يحكي لنا أهم وأدق التفاصيل الطريفة والتفاصيل الصعبة التي تهمنا أثناء العمل.

·         وماذا عن دورك في مسلسل " عفاريت محرز

ـ في الحقيقة أنا لا أريد أن أحرق دوري في المسلسل ولكني أكتفي أن أقول لك إن دوري عبارة عن حلاق وزوجته هي مروة عبد المنعم وحماتي هي أنعام سالوسة وتدور خلاله بعض المواقف الكوميدية الظريفة.

·         ألا تري أن الجمهور فقد اهتمامه بالست كوم ؟

ـ العمل الناجح هو الذي يفرض نفسه علي الجمهور سواء كان مسلسلا دراميا أو مسلسل ست كوم، وخصوصا عندما يكون العمل مضحكا وكوميديا ويلمس مواقف معينة في حياتنا اليومية بشكل عام.

·         كيف ستجمع بين أيام التصوير في المسلسلين؟

ـ نحن الآن بدأنا في تصوير مسلسل " حفيد عز "، ومسلسل " عفاريت محرز " سأبدأ تصويره في مارس القادم إن شاء الله، فالحمد لله سأنتهي من " حفيد عز" قبل بدء مسلسل " عفاريت محرز ".

·         وماذا عن دورك في فيلم " DNA؟  

ـ ألعب  في ذلك الفيلم دور ضابط شرطة يحقق في جريمة قتل وأحداثه كلها تدور في إطار التشويق والإثارة ونتابع جميع الخيوط التي تساعد في الوصول إلي القاتل وتفاصيل الجريمة.

·         ألا تري أنه حان الوقت الذي لابد أن تلعب فيه بطولة مطلقة ؟

ـ من الممكن أن أقوم حاليا بعمل بطولة مطلقة ولكن .. جميع السيناريوهات التي تعرض عليّ لا تجذبني ولا يوجد بها ما يجعلني أخوض تجربة البطولة المطلقة، فكلمة البطولة المطلقة تعني الكثير وخصوصا أن هذه الخطوة لابد أن تضع لها شروطا كثيرة منها أن يكون المخرج جيدا وأن يكون الإنتاج جيدا وأن يكون أيضا الكاست مميزا.

·         ألم تفكر في تقليل الأجر الذي كنت تحصل عليه بعد الظروف التي تعرضت لها مصر مؤخرا ؟

ـ بالفعل قمت بتقليل أجري نظرا للظروف الاقتصادية وللأحداث الحالية قمت بتقليله بنسبة 25٪ في الفترة الأخيرة، وذلك لتعسف الإنتاج بسبب الظروف التي حدثت مؤخرا.

·         وماذا عن المسرح ؟

ـ استعد حاليا لعمل بروفات مسرحية " عندما يأتي المزاج " بطولة فيفي عبده ولطفي لبيب ومحمد لطفي ودينا تأليف أحمد عوض ومن إخراج مجدي الهواري، ومن المقرر أن يتم عرض المسرحية في ليلة رأس السنة.

·         المنافسة ازدادت في الفترة الأخيرة في الكوميديا وزاد معها عدد من يقدمون الأدوار الكوميدية فقط  .. ما تعليقك ؟

ـ في الحقيقة أعتقد أن الجمهور يهتم كثيرا بالأعمال الكوميدية خصوصا أن جميعهم يريدون أن يضحكوا وخاصة أن الأفلام التي طرحت في موسم عيد الأضحي حققت نجاحا وإيرادات لم يتوقعها أحد من قبل وفي الحقيقه فيلم " إكس لارج "  ظهر أحمد حلمي بشخصية جميلة جدا وهذا الفيلم حقق نجاحا كبيرا واستطاع أن يحطم الرقم القياسي في الإيرادات حيث وصل في اليوم الواحد إلي 3مليون ومائتي ألف جنيه، فهذا شيء جميل جدا بالنسبة لصناعة السينما.

آخر ساعة المصرية في

13/02/2012

 

جدو حبيبي ..

حدوتة بسيطة ومشاعر جميلة

ماجـــدة خـــيراللــه 

لا أذكر منذ متي تقريبا لم أشاهد فيلماً مصرياً يحمل هذا القدر من المتعة رغم بساطته الشديدة! فليس ضرورياً أن تحمل الأفلام المهمة قضايا ملحة أو مُعقدة، فالفن هو البساطة والجمال ومحاولة إيقاظ المشاعر النبيلة داخل المتفرج، تلك المشاعر التي ربما يكون قد نسيها وسط زحمة الحياه وتعقيداتها!

- زينب عزيز هي كاتبة القصة والسيناريو والحوار لفيلم "جدو حبيبي" ومع زوجها المخرج علي إدريس قدمت عددا من الأفلام المرحة البسيطة، حققت قدرا من النجاح، وأعتقد أنها مع هذا الفيلم تصل إلي مرحلة أكثر حرفية، وأعتقد أنها كتبت الفيلم وقد وضعت نصب عينيها إمكانيات" بشري"، فشخصية "فكرية" أو" فيكي" تحتاج ممثلة تتحدث الإنجليزية بطلاقة، وتتمتع بخفة دم، وقدرة علي التلون في الأداء، بالإضافة لقدرتها علي الغناء، ولو أنها لم تقدم سوي أغنية واحدة، من تأليف أيمن بهجت قمر، تشبه في معناها أغنية "بكرة وبعده" التي أداها عبد الحليم حافظ في فيلم "فتي أحلامي"، تلك التي كان يحلم فيها بالثراء بعد موت عمه البخيل، الذي يضن عليه بالمساعدة، أما فكرية أو "فيكي" وهو الاسم الذي تفضل أن يُطلق عليها، فقد عاشت معظم سنوات عمرها في مدينة لندن، تعمل سمسارة في البورصة، وتعيش مع صديقة إنجليزية، تشاركها السكن والعمل، ويحدث أن تتعرض "فيكي" إلي أزمة في العمل، تجعلها تعاني هي وصديقتها من مشاكل مادية تكاد تصل بهما إلي حد الإفلاس، غير أن الفرج يلوح عندما تتلقي استدعاء من إحدي المستشفيات في القاهرة، يؤكد أن جدها "محمود يس"، علي مشارف الموت! وعليها أن تلحقه قبل أن ينتقل إلي رحمة الله! وتحزم الفتاة أمتعتها وتستعد للسفر إلي القاهرة التي تركتها وهي لاتزال طفلة، ويداعبها حلم الثراء، فهي الوريثة الوحيدة لجدها الثري، الذي لاتعرف عنه الكثير، وعندما تصل إليه، يخبرها الطبيب أن الرجل أمامه ساعات قليلة ويرحل عن الدنيا، فتقرر علي مضض أن تتحملها حتي تصل إلي ماتريد، ولكن الأمور تأخذ منحي آخر، وتجد فيكي نفسها متورطة تماما في الحياة مع جدها، رغم اختلاف طباعهما ومنطق كل منهما ونظرته للحياة ليس بسبب اختلاف الجيل الذي ينتمي إليه كل منهما، ولكن بسبب اختلاف الثقافة والبيئة الاجتماعية، ومع ذلك فقد سارت الحياة بينهما بشكل ما، رغم كثرة التصادم، الفتاة تعتبر وجودها في القاهرة مؤقتا، والجد يحاول أن يستبقيها فهي كل ماتبقي من عائلته!

- الجزء الأول من الفيلم "فرشة" أو مقدمة للجزء الثاني أو الفصل الثاني، ولكنها مقدمة وإن طالت فقد كانت ضرورية لإيقاظ مشاعر الود بين الفتاة البرجماتية وجدها" اللطيف"، ويحتمل هذا الجزء أن يكون فيلما منفصلا، حيث يعود الجد إلي ذكريات قصة حب قديمة، لم يكتب لها النجاح، مع فتاة كان يحبها في صباه، وقد اعتقد أنها قد توفيت فذهب إلي عزائها مع حفيدته وهو مكسور الفؤاد، محطم، ولكن الفتاة تكتشف أنه عزاء لسيدة أخري تحمل نفس الاسم "ليلي" بل تقرر أن تهب جدها العجوز بعض السعادة، فتبحث عن عنوان حبيبته القديمة، وتخبره أنها تعيش مع أبنائها وأحفادها في الفيوم، وتنتقل الأحداث إلي هناك، حيث تستقبل "ليلي" لبني عبد العزيز حبيبها القديم وسط مجموعة ضخمة من الأبناء والأحفاد، وتسترجع معه ذكريات الماضي، وتطلب منه أن يحضر حفل زفاف حفيدها "أحمد فهمي"، ولكن شرارة الحب تنطلق بين حفيدة "محمود يس"، وحفيد لبني عبد العزيز الذي لم يجد في الفتاة التي كان يستعد للزواج منها، ما يحفزه علي الاستمرار في الإجراءات! وخاصة عندما تخبره جدته أن الحياة قد تستمر بين الزوجين بدون الحب، ولكن الحب بالتأكيد يجعل الحياة أكثر جمالاً!

- استغل المخرج "علي إدريس" تفاصيل البيئة ليقدم مشاهد غاية في الروعة علي بحيرة قارون، بعين كاميرا أحمد عبدالعزيز التي خلقت صورة بديعة سمحت بتقديم مشاهد رومانسية ناعمة، بين "بشري" و"أحمد فهمي" من ناحية، ومحمود يس ولبني عبد العزيز من ناحية أخري! كما استغل وجوده في مدينه "لندن" لتقديم مشاهد تعبر عن طبيعة المدينة التي فرضت برودتها علي حياة "فيكي" ومشاعرها وشخصيتها في الجزء الأول من أحداث الفيلم!

- يكاد يكون أحمد فهمي أحد أعضاء الفريق الغنائي"واما" أفضل من جمع بين الغناء والتمثيل، فهو صاحب وقوام جميل، بالإضافة لأنه يتمتع بخفة دم وتلقائية في الأداء، والأهم من كل ذلك فهو بعيد عن غرور المطربين الذين يشترطون أن تكون لهم مساحات عريضة في الأفلام أو المسلسلات التي يشاركون في بطولتها، وفي تجربته الثانية أمام النجم محمود يس بعد مسلسل (ماما في القسم) يبدو أكثر ألفة ونجاحا، لبني عبد العزيز مازالت تحتفظ بلياقتها وفي مشاهدها القليلة التي ظهرت فيها، ملأت الشاشة دفئاً وحناناً، وذكرتني بشكل ما بدور صوفيا لورين القصير المؤثر في فيلم "تسعة" رغم اختلاف طبيعته عن "جدو حبيبي"، بشري ممثلة لم تعلن عن كل مواهبها، وهي تكسب أرضاً جديدة مع كل عمل تشارك فيه، وقد ساعدها الإنتاج المتميز للفيلم أن تقدم بعضاً من مواهبها في مجال الغناء والأداء الكوميدي الخفيف، الممتزج بلحظات من الشجن، وبعد تجربتها في فيلم "678 الذي قدمته في العام الماضي ثم تجربتها في "جدو حبيبي" يمكن أن نعتبرها قد أعادت اكتشاف نفسها.

- محمود يس النجم المخضرم، يسير عكس عقارب الساعة، فبعض زملاء جيله قبعوا في الصفوف الثانية، أو توقف عطاؤهم بعد أن عجزوا عن إدراك أن للزمن أحكامه، ولكنه بدأ رحلة جديدة ومختلفة وهو يشبه في ذلك دودة القفز، التي تغير تكوينها وتخرج من الشرنقة، بعد أن غزلت خيوطاً من حرير، لتصبح فراشة جميلة الألوان لاعلاقة لها بهيئتها الأولي! محمود يس الذي لم يكف لحظة عن ترديد مقولة إن السينما بتاعة الشباب فقط، وآن لنا أن نتركها لغيرنا، فإذا به يشارك أحمد السقا، في بطولة فيلم الجزيرة ليصبح أجمل مفاجآت الفيلم، ثم يقدم أداء عبقرياً في فيلم "الوعد" يجمع بين الكوميديا والتراجيديا، ثم يُفاجئنا بدوره الأخاذ في مسلسل"ماما في القسم" وبعده "جدو حبيبي" ليعيد، للأذهان ماحدث مع الفنان الخالد "يوسف وهبي" الذي عاش يقدم أدواراً كلاسيكية في شبابه، كانت مُرشحة للنسيان، قبل أن يُفاجئنا بأنه يحمل موهبة كوميدية نادرة في أفلام " ميرامار" و"إشاعة حب"، ومذكرات زوج وغيرها، فمنح نفسه فرصة أن يظل نجماً لآخر يوم في حياته، منح الله نجمنا الكبير محمود يس طول العمر والصحة ليمتعنا بعطائه ليؤكد أن موهبة الفنان الحقيقي لاتصدأ ولاتتآكل، ولكنها تصبح مثل قطرات العطر التي يزداد جمالها وسحر تأثيرها، كُلما مر عليها الزمن

آخر ساعة المصرية في

13/02/2012

 

الأسبوع القادم :

بــــدء فعــاليات المهــــــرجـــان الأول للســــينما الأفـريقـيـــــة

محمـــــد خضــــــىر 

رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أصر علي إقامة الدورة الأولي للمهرجان في موعدها المحدد في الفترة من 21 الي 28 من الشهر الجاري بهدف الترويج للسياحة وزيادة نسبة السياحة المحلية والأفريقية في مصر بما لا يقل عن 10٪ من إجمالي حركة السياحة إلي جانب دعم الأفلام الأفريقية في دول القارة والمساهمة في بناء قدره ما لا يقل عن 45 من صانعي الأفلام الشباب وإنتاج ما لا يقل عن 15 فيلما (قصير وطويل) وفي الوقت نفسه خلق بيئة صحية لبناء العلاقات بين الفنانين، وصانعي الأفلام، والنقاد، والجمهور في القارة الأفريقية والمساهمة في بناء جمهور ونقاد للأفلام الأفريقية بالإضافة إلي دعم وتشجيع إنتاج الأفلام الأفريقية والشراكة بين دول القارة من خلال تقوية الروابط الإنسانية والسياسية بين المشاركين في المهرجان بوجه عام والفنانين الأفارقة بوجه خاص.

يضم المهرجان مسابقتين للأفلام الروائية الطويلة من دول أفريقيا، وللأفلام القصيرة (روائي، تسجيلي، تحريك) كل مسابقة ستكون لها لجنة تحكيم خاصة بها، تضم خبراء ذوي خلفيات متنوعة من قارتي أفريقيا وأوروبا وسوف يختار المهرجان سيناريو لسيناريست أفريقي وذلك من خلال مسابقة مخصصة لذلك ويقوم بدعم السيناريو الفائز إنتاجيا بهدف دعم مخرجي السينما في القارة الأفريقية، علي أن يكون السيناريو لفيلم روائي طويل وستكون قيمة الجائزة 30 ألف دولار أمريكي تمنح لشركة الإنتاج والمنتج عند بدء تصوير الفيلم.

من بين فاعليات المهرجان توجد ثلاث ورش، في الإخراج والتصوير والسيناريو.

يشارك في هذه الورش 19 مخرجا ومصورا وسيناريست من 15 دولة إفريقية، فضلا عن 14 مشاركا من مصر.

الورش الثلاث يديرها ثلاثة سينمائيين مصريون: الإخراج: أحمد عبد الله، السيناريو هاني فوزي، التصوير: كمال عبد العزيز، وتحت قيادة المخرج التونسي الكبير رضا الباهي.

يساهم مهرجان الأقصر في إنتاج فيلم روائي يستخدم تقنية الديجيتال من خلال مسابقة كيميت للسيناريو؛ التي تبلغ قيمة جائزتها 30 ألف دولار، تمنح للسيناريو الفائز مساهمة في إنتاج أفريقي مشترك.

يقوم المهرجان أيضا بإنتاج خمسة أفلام قصيرة لا تتجاوز ميزانية كل منها 10 آلاف دولار أمريكي، للمشاركين في الورش.

وتتكون لجنة المشاهدة من ثلاثة من فناني السينما المصرية، هم المخرج سعد هنداوي والمخرجة هالة خليل.

آخر ساعة المصرية في

13/02/2012

 

«هنري الخامس» للورانس اوليفييه:

شكسبير كاتباً سينمائياً مجتهداً

إبراهيم العريس  

المسرح وحده... السينما وحدها. المسرح يموت أمام السينما، أم المسرح والسينما معاً في حياة متجددة؟ ام ان الإثنين ينهزمان معاً امام سطوة التلفزيون وما يزامنه من وسائل اتصال متجددة؟ كل هذه الفرضيات بحثت وأجريت سجالات حولها منذ اخترع فن السينما ولا تزال السجالات قائمة حتى اليوم. ونعرف طبعاً ان كثراً يرون في الأحوال كافة - وفي ما خصّ المسرح والسينما على الأقل - ان السينما هي الفن الأقرب إلى المسرح، فيما رأى آخرون أنه الفن البديل لفن المسرح. تنوّعت الآراء، في هذا المجال بتنوّع أصحابها، وكانت الحماسة على قدر حماسة كل فنان لفنه. وطبعاً نعرف أيضاً أن الشيء نفسه قيل وسيقال دائماً في صدد السينما والتلفزة و «الصراع» الذي يفترض انه قام بينهما منذ اختراع التلفزة وحلولها في عالم الصورة المتحركة، ولو جزئياً، مكان السينما.

> غير انه كان هناك دائماً فنانون عرفوا كيف يمزجون بين الوسيلتين الفنيتين - ونعني المسرح والسينما ما قبل دخول التلفزة على الخطّ -، منطلقين أول الأمر في تحرك كان يبدو هرطوقياً، غير مقبول من المتحمسين لكل واحد من الفنين، واصلين في النهاية الى تهدئة حماسهم المطلق لرأيهم. إذا، في مجال العلاقة بين المسرح والسينما، سار كثر على هذا المنوال، بحيث يمكن القول إن ثمة أفلاماً هي عبارة عن مسرح مؤفلم، كما أن ثمة مسرحاً لا يتوقف فن السينما عن أن يستخدم، وبإبداع غالباً، فيه. لكن النتاج الأفضل والاهم في هذا الإطار، يبقى مساهمات سير لورانس اوليفييه في أفلمة الأعمال الشكسبيرية، وعلى الأقل حتى ظهور اورسون ويلز، واشتغاله هو الآخر على أعمال شكسبير سينمائياً... في أعمال خالدة مثل «عطيل».

> وإذا كان فنانون كثر احتاروا، اول الأمر، كيف يدنون سينمائياً من فن شكسبير، فإن لورانس اوليفييه لم يبد أبداً مثل هذه الحيرة. فهو، منذ البداية قرر ألا يبتعد من المسرح كثيراً، وألا يضحّي بلغة المسرح لمصلحة لغة السينما. بالنسبة إليه ستقوم السينما بتصوير المسرح كمسرح، أي أنها لن تستعير النص والأجواء لتحولهما عملاً له لغة سينمائية خاصة، بل ستطلب من الكاميرا أن تصور ما تراه على الخشبة أمامها، من دون أي ألعاب أو خدع فنية... اللهم إلا حين تلتقط الكاميرا، وسط مشهد يقدّم كما هو، مشاهد مقربة لوجوه معينة أو لتفاصيل ذات دلالة في خدمة النص المسرحي نفسه. ولقد سمي هذا الأسلوب، تحديداً، «المسرح المؤفلم» وأريد فيه ان تكون الكاميرا مجرد عين المتفرج المسرحي.

> والحال ان لورانس اوليفييه وصل الى ذروة أسلوبه هذا، حين حقق للسينما، في العام 1944 فيلماً عن مسرحية ويليام شكسبير «هنري الخامس»، وكان اوليفييه عيّن في ذلك الوقت بالذات مديراً لمسرح أولدفيك الشكسبيري اللندني العريق، في وقت كان اغرم فعلاً بفن السينما، ممثلاً متفوقاً، ولكن مخرجاً أيضاً في بعض الاحيان، وكان سبق له ان خاض تجربتين اميركيتين، مسرحية وسينمائية لا بأس بهما. ومن هنا كان من أول نشاطاته حين أصبح مديراً للأولدفيك، أن يستخدم مهاراته السينمائية المكتسبة لخدمة المسرح. وكانت النتيجة، حرفياً، سينما تخدم المسرح بالفعل.

> كان الأساس بالنسبة إلى اوليفييه، إذاً، أن يصور مسرحية «هنري الخامس» وهي تقدّم مسرحياً. ومن هنا بدلاً من أن يدفع كاميراه الى الغوص في أحداث المسرحية التاريخية، فضّل أن يوجهها، منذ بداية الفيلم، نحو مجموعة مفترضة من ممثلي مسرح «الغلوب» (مسرح شكسبير الشهير)، كما كانت حالهم في العصر الاليزابيثي عند نهاية القرن السادس عشر، أيام كان شكسبير نفسه يكتب المسرحيات ويخرجها ويمثلها، مركّزاً اهتمامه خلال تلك الحقبة المبكرة على مسرحيات تروي فصولاً من تاريخ انكلترا. إذاً، ما لدينا منذ بداية هذا الفيلم، هو الإطار التاريخي للنشاط المسرحي الشكسبيري، وليس الإطار التاريخي لأحداث المسرحية نفسها. والكاميرا هنا، عند هذه البداية - التي ستبدو في نهاية الأمر وثائقية - تتوقف مع الممثلين والتقنيين وهم يستعدون لتقديم المسرحية، قبل أن تقدّم هذه الأخيرة بالفعل، لتعود بنا الأحداث قروناً إلى الوراء، أي الى زمن هنري الخامس، وذلك إذ تصور لنا الكاميرا راويا يتولى رواية هذه الأحداث في صور متقاطعة مع الجمهور في الصالة، ومع ما يدور في كواليس المسرح، لنجد أنفسنا انطلاقاً من تلك اللحظات داخل الفعل التاريخي الذي يدعونا الراوي الى دخوله مستعينين بما لدينا من مخيلة.

> وهكذا، إذاً، نحن الآن في العام 1415، وفي بلاط انكلترا، حيث لدينا الملك هنري الخامس وهو يستعد لشنّ الحرب ضد المملكة الفرنسية... ونعرف هنا أن الأسطول الانكليزي يمخر عباب البحر في اتجاه مدينة هانفلور الساحلية الفرنسية. وهذه المدينة سرعان ما تستسلم... لتليها معركة آزنكور الشهيرة بين الانكليز والفرنسيين، وهي المعركة الضخمة التي تمكن فيها المشاة الانكليز من دحر الخيالة الفرنسيين على رغم أن هؤلاء كانوا يفوقون أعداءهم عدداً. وتكون النتيجة أن ينتصر هنري الخامس ليعلن نفسه ملكاً على فرنسا، ويتزوج الحسناء كاترين... وإذ يتم للملك هذا، نعود نحن المتفرجين، على الشاشة، الى زمن إليزابيث الأولى أي إلى زمن شكسبير، لنكتشف أننا إنما كنا نشاهد المسرحية... أما الكاميرا فتتجول هنا من جديد بين الممثلين والتقنيين، وفي أوساط الجمهور الجالس يتفرج في الصالة وقد استبدت به النشوة وعلا تصفيقه.

> كان هذا الأسلوب الذي به اختار سير لورانس اوليفييه أن يمزج بين هواه الأول والأكبر في حياته: المسرح الشكسبيري، وبين فن السينما الذي كان من الذين وجدوا لديه إمكانات تعبيرية كبيرة. ولسوف يقول اوليفييه لاحقاً انه إنما شاء منذ بداية تفكيره في المشروع، أن يقدم عملاً هو عبارة عن «فيلم وثائقي» يصوّر كيفية تقديم مسرحية تاريخية لشكسبير: فيلم عن الممثلين، وعن الألعاب المسرحية، عن الجمهور وعن المشاعر. والحقيقة انه نجح في هذا الى حد مدهش، حيث إن الفيلم لا يزال حياً الى يومنا هذا. بل يقال عادة، انه لولا تدخلات اورسون ويلز الشكسبيرية اللاحقة، لكان من شأن لورانس اوليفييه أن يعتبر من أعظم ناقلي شكسبير الى شاشة السينما، خصوصاً انه شاء أن يتعامل معه ككاتب سيناريو سينمائي (كما ستكون حال كثر، لاحقاً، من الذين اقتبسوا شكسبير سينمائياً)، بقدر ما هو كاتب مسرحيّ في الوقت نفسه. ولقد اعتبر النقاد دائماً أن جرأة لورانس اوليفييه هي بالتحديد في اختياره أن يقدم العمل ككل بصفته مسرحية تمثل والكاميرا تصورها، ما مكّنه من أن يحلّ التناقض الذي كان مفترضاً وجوده بين ضرورة الأداء المسرحي وإمكانية المرونة السينمائية. ومن هنا ما قاله الناقد الفرنسي اندريه بازان من أن جمال هذا العمل يكمن في أننا نحس بأن اوليفييه نقلنا الى الزمن الشكسبيري ليقدم عملاً وثائقياً عن ذلك الزمن، ما أدى إلى إلغاء كل الإيهام بالواقع ومخادعاته.

> وسير لورانس اوليفييه، الشكسبيري الانكليزي الأصل، عرف بأعماله المسرحية، كما عرف كممثل سينمائي متميز نجده يلعب أدواراً أساسية في بعض الأفلام الكلاسيكية مثل «مرتفعات وذرنغ» و «ريبيكا» (من إخراج مواطنه ألفريد هتشكوك) و «المخبر» الذي كان من آخر أفلامه (وكان من اخراج جوزف ال. مانكفيتش). أما كمخرج فان اوليفييه نقل الى الشاشة أعمالاً شكسبيرية كبيرة، منها «هاملت» و «عطيل»، ولكن بخاصة هذا الفيلم «هنري الخامس» الذي يعتبر دائماً من كلاسيكيات السينما الانكليزية... وواحداً من أفضل ما نقل من أعمال شكسبيرية على الشاشة.

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

14/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)