حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ندى دوماني :

ادعو لمشاريع عربية دون شريك أجنبي

ضـاويـة خلـيفة – الجزائر

يحاول في كل مرة و في كل لقاء سينمائيو العالم العربي من ممثلين و مخرجين خلق فرص تعاون مشتركة توحدهم سينمائيا بعد أن وحدتهم الرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى أقصى الخليج، فإذا بأحلامهم تتحقق في المهرجانات و التظاهرات السينمائية التي تجعل الترحال ممكنا و يكون بذا الفن السابع المستفيد الأكبر، كون السينما تجمع بين الفن و الصناعة، و تجربة الأردن و الجزائر جنت ثمارها، فمثلا في ستة أشهر أقيم بين البلدين تعاون فتح قنوات تواصل و عزز من سبل التعاون المشترك في المجال السينمائي، فبعد أن استضافت عمان بانوراما السينما الجزائرية، نزلت مؤخرا و في ظرف شهرين السينما الأردنية ضيفة على مهرجان وهران و أسبوع الفيلم الأردني بالعاصمة الجزائر بدعوة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، و بالعاصمة التقينا السيدة ندى دوماني مديرة قسم الإعلام و الثقافة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام، المؤسسة التي يعود لها الفضل في تطوير الصناعة السينمائية في الأردن و كان لنا معها هذا الحوار.

·         التعاون الثقافي بين البلدين ليس وليد اللحظة، غير أن النشاط السينمائي مؤخرا تزايد فما هي الإستراتيجية التي تتبعها الهيئة لتعزيز هذه الخطوات و المبادرات؟

نحن بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام نولي أهمية كبيرة للتعاون السينمائي العربي المشترك، فقد عقدنا سنة 2011 و لأول مرة منتدى للمؤسسات، المنظمات العربية و كذا الهيئات العربية شبه الرسمية التي تعنى بالسينما و نظرنا كيف يمكن لنا جميعا أن نتفق، و للأسف نرى أن هنالك تجمعات يدخل فيها دائما الطرف الأوروبي أو الأجنبي كشريك، لكن لماذا نحن كعرب لا نوزع أفلامنا، لما لا نعمل مشاريع تتعلق بالأرشيف المرئي و المسموع في العالم العربي بطريقة مشتركة أو حتى إقامة تدريب و تكوين على مستوى المنطقة، أو على المستوى الإقليمي، و هنا أود أن أشير إلى نقطة مهمة و هي أننا بالهيئة على سبيل المثال لدينا قطاع نامي و هو التكوين ،ورشات عمل إقليمية مفتوحة للجميع فبتاريخ 12 جانفي 2012 أقمنا ورشة عمل بعمان شارك فيها و استفاد منها جزائريان مخرج و منتج يعملان الآن على تطوير مشروعهما في إطار مشروع تدريبي، و في شهر أكتوبر من كل سنة نقيم ورشة عمل إقليمية لكتابة السيناريو اسمها ''الراوي'' ودائما يشارك فيها جزائريون و أعتقد أنه من المهم جدا أن يكون هناك تبادل أكبر فصناعة السينما لا يمكن أن تكون محدودة اليوم على المستوى الوطني بل يجب أن تتعداه، إن كان من ناحية التمويل أو من ناحية التكوين و التدريب المهني، نحن كعرب يمكن أن نتعاون في المجالات التي تجمع بين الفن و الصناعة و التي تتطلب مهارات متعددة، ممكن مثلا أن نستفيد من الجزائريين الذين يمتلكون مهارات في التصوير وهذه المهارات ليست موجودة في الأردن، ممكن نتعاون أيضا في الأرشيف، ممكن نتعاون مع المصريين فهم متطورون في مجال السينما، حاليا عندنا محترف لصناعة الأفلام يتم بالتعاون مع إحدى المؤسسات التونسية لكتابة السيناريو، لذا أصر على ضرورة الاستفادة من التعاون المشترك و يجب أن نكرس ذلك بشكل دوري، فما يجمعنا كعرب أكثر مما يفرقنا.

·         الشيء الايجابي في السينما الأردنية هو صناديق الدعم التي تدعم الأفلام حتى في مرحلة ما بعد الإنتاج؟

صحيح فقد استحدثنا العام الماضي صندوق لتمويل الأفلام الأردنية و هو صندوق يبدو متواضعا رغم أن تمويله يكون من الدولة و في سنة واحدة، بعد استحداث هذا الصندوق تمكننا من دعم و تمويل 15 مشروع في مرحلة الانتاج ، قبل  و بعد الإنتاج، نحن شبه أكيدين أنه سيعطي دفعا للسينما الأردنية فبدون تمويل من الصعب على الشباب أن يعمل، أتمنى فعلا أن تثمر هذه التجارب بعد سنوات ليكون لدينا انتاجات تضاهي انتاجات السينما الجزائرية لما لا.

·         إلى أي مدى خدمت المؤسسات الحكومية و الهيئات غير الحكومية المشهد و الحراك السينمائي بالأردن ؟

الحراك السينمائي في الأردن و ربما من الجزائريين من زار الأردن يعرف بأن الصناعة السينمائية حديثة العهد صحيح هناك وزارة الثقافة لكن لا توجد دائرة للسينما بذات الوزارة، و الهيئة الملكية الأردنية للأفلام نسبيا هي مؤسسة شبه رسمية و لكن لديها استقلالية إدارية و مالية، ولدينا حرية كبيرة في التحرك والعمل من أجل دعم هذا القطاع و الحراك السينمائي، فالهيئة لديها دور في تطوير الصناعة السينمائية بالأردن، و الحمد لله بدأنا نجني ثمار جهدنا، و النتائج نراها في الميدان من خلال الصدى الطيب للأفلام الأردنية أو الجوائز التي نالتها أعمال المخرجين الأردنيين، و يكفينا شرفا إمكانية ترشح فيلم زيد أبو حمدان ''بهية و محمود'' للأوسكار، لأنه فاز بأكثر من جائزة بما في ذلك مهرجان ''بالم سبرينغ '' الأمريكي، هو فيلم قصير بإمكانيات متواضعة و لكن من شاهد هذا الفيلم يعجب بقصته الإنسانية، و زيد أبو حمدان يشتغل حاليا على مشروع جديد، فيلم روائي طويل، و بالتالي نتأمل أن يكون المستقبل زاهر كما نخطط له و نتمناه.

·         السينما الأردنية اعتبار من سنة 2007 تلقت دعم كبير فقد أنتجت حوالي 10 أفلام طويلة و كثير منها توج بجوائز هامة في العديد من المهرجانات ؟

منذ 2007 عرف المشهد السينمائي بالأردن نقلة نوعية نسيبة، رغم أني أفضل أن لا نحددها بالسنوات، لأنه في الخمسينات إلى غاية التسعينات كانت هناك أعمال سينمائية، فأول فيلم أنتج كان سنة 1957، لكن فيما بعد شهدت الساحة السينمائية فترة ركود، واليوم السينما الأردنية في حالة انتعاش فلا يوجد شيء يخلق من العدم، و السينمائيون اليوم هم يبنون على ما كان معمول من قبل من رواد السينما الأردنية و يتعين عليهم الاعتراف بهذا الإرث، و لا يجب أن ننسى أن هناك تاريخ تلفزيوني أكبر، عريق ومشرف للدراما الأردنية أكثر من السينما و هذا أيضا مهم، اليوم صار فيه أفلام أكثر ووعي على السينما واهتمام جماهيري ملحوظ، ففي الهيئة لما نعرض أفلام نسجل إقبال جماهيري كبير، ليس فقط بالنسبة للأفلام الغربية بل حتى العربية، التسجيلية و الوثائقية و الأفلام الغير تجارية، كلها تستقطب الناس، وفي الأخير لا يمكن أن تقوم السينما بدون أو بمعزل عن الجمهور الداعم لها.

·         وعلى ذكر الدراما الأردنية هي معروفة و متفوقة إذا ما قارنها بالسينما فلا يوجد توازن و توافق بينهما برأيك إلى ما يعود ذلك ؟

صحيح فيه تاريخ للتلفزيون، فيه دراما تلفزيونية أردنية مشهورة بكم كبير و تبيع مسلسلاتها لتلفزيونات عربية، بينما الصناعة السينمائية في الأردن تأخرت لأسباب عديدة وهناك عدة تفسيرات للموضوع نتأمل فقط أن تلتحق السينما الأردنية بركب الدراما الأردنية و تعرف نفس الرواج.

·         وماذا عن صدى السينما الجزائرية بالأردن هل تصله الأعمال الجزائرية و ما رأيه فيها ؟

لما عرضنا فيلم رشيد بوشارب ''خارجون عن القانون'' سنة 2011 كان له إقبال و صدى ايجابي، كذلك فيلم ''مسخرة'' كان له تأثير كبير، نفس الشيء فيلم مرزاق علواش ''حراقة'' استقطب جمهور كبير، و منذ أيام فقط عرضنا بالهيئة الملكية للأفلام آخر أفلام المخرج الجزائري مرزاق علواش ''نورمال'' أعرف أنه ثار جدل واسع في الجزائر و لكن بالأردن الحديث كان مشوقا، فباعتقادي أهمية أي فيلم هو ما يحدث بعده من نقاش، أما أنا بصراحة أجد أن السينما الجزائرية هي سينما هادفة، مهمة، أساسية و محورية في السينما العربية ككل، أسست فيما سبق و لا تزال تؤسس لمدارس أكثر مما هي سينما مجرد إطار فيلم منفرد بل أعتبرها مدرسة قائمة بحد ذاتها.

·         يرجع الكثير سبب عدم وصول و متابعة الأعمال المغاربية بما فيها الجزائرية إلى اللهجة فإلى أي مدى يمكن التسليم بهذا العائق ؟

دعيني أقول أنه من الضروري إيجاد تنسيق أكبر بين الهيئات و المؤسسات السينمائية العربية و يجب أن نتخطى العائق اللغوي، أعرف أنه موضوع حساس و لكن يجب أن نتحدث عنه، صحيح أن بالمشرق العربي يصعب و لكن لا يستحيل فهم لهجات المغرب العربي و العكس صحيح أيضا، إذن يجب أن نصل إلى حل وسط و أن نتدارس و نناقش هذا الموضوع، لما نعرض أي فيلم جزائري بالأردن معظم المشاهدين يفهمونه من خلال الترجمة الانجليزية نفس الشيء بالنسبة للفيلم الأردني أو اللبناني لما يعرض بتونس الجزائر أو المغرب كذلك لا بد من قراءة الترجمة ربما آن لنا أن نتجاوز هذا العائق أو المشكل و ننظر في هذه النقطة و نقترح الحلول، مثلا لما لا تكون للأفلام الأردنية ترجمة بالعربي، هذه الطريقة معمول بها في كندا، الفرنسيون يعملون ترجمة بالفرنسية على أفلام فرنسية و لكن فرنسية بلهجة كندية أعتقد أن هذا سيساعد الفيلم العربي على الانتشار و يساعدنا على تخطي مشكلة اللهجات، ولا بد أيضا من تحفيز الموزعين التجاريين لكي لا يقتصر عملهم على توزيع أفلام مصرية أو أفلام هوليوود بل لابد من توزيع الأفلام العربية بشكل عام.

·         بالنسبة لعامل الحرية ما هي المواضيع الممنوع تناولها و الحدود التي يحب أن يتوقف عندها المخرج و لا يحق له أن يتعداها ؟

نحن نعتز بأنه لدينا سياسة تصوير أفلام واسعة الحدود و قرار بعدم التدخل في السيناريو، أما فيما بعد فالكلمة تعود لقاعات العرض إن كانت ترفض أم ترغب في عرض الفيلم فلها كامل الحرية في ذلك، لكن من ناحية التصوير و موقفنا كهيئة رسمية لا نتدخل في السيناريو و نمنح الحرية لأي منتج و لأي مخرج  بأن يصور ما يشاء وحسب ما يشاء فمساحة الحرية متوفرة في السينما الأردنية بشكل كبير و لا تفرض عليهم أي رقابة.

الجزيرة الوثائقية في

05/02/2012

 

"مولود فى 25 يناير"..التوريث جائز فقط في الفن

صفاء الليثى 

المتتبع لأعمال المخرج أحمد رشوان يمكنه  أن يتوقع شكل فيلمه عن الثورة المصرية التى بدأت فى 25 يناير 2011 ومستمرة فى تحقيق أهدافها بعد 60 عاما من الحكم العسكرى لمصر. كما فى "بصرة"، فيلمه الروائي الطويل  الأول حيث نجد المخرج حاضرا ومن خلال المخرج المصور بطل فيلم بصرة. يقدم رؤيته الذاتية للأحداث الكبرى وخاصة اجتياح العراق عام 1991  ومدى تأثره بها هو وأصدقاؤه والمجتمع الذى يتحرك في فضائه، كما يحكى حكاية قريبة جدا من أزمته الحقيقية مع النساء، مع طليقته المرأة الوحيدة التى أحبها، وفى فيلمه الأخير "مولود فى 25 يناير" يستكمل ما بدأه ونشاهده يحكى عن مشواره مع الأولاد "عديت عليهم فى البيت .." إلى التحرير وحضورهم معه ثورة التحرير.

فى الفيلم أكثر من مشهد له مع  صديق عمره وزميل الدراسة المخرج سعد هنداوى وتجربتهما مع اللجان الشعبية التى كانت تمارس الحماية بمراهقة المبتدئين فى الغالب الأعم. يجعلنا رشوان نشهد  حضوره وسط عالمه الخاص الحميم جدا مع الأصدقاء، زملاء العمل وكذا ولديه بهاء وفارس، وفسحته معهما فى التحرير، والساعات التى يقضيها معهما فى المنزل أمام التلفزيون يتابعون معا أخبار الثورة ويهللون معا عند سماع خبر التخلى. الصديق المهاجر يحي ابراهيم معه على التليفون ينتظر حضوره ويصحبه إلى التحرير.

بناء الفيلم الوثائقي عن الثورة

البناء  فى الفيلم روائى يمتزج فيه الخاص بالعام ليحدد رؤيته ليس بالبقاء خلف الكاميرا ولكن بالتحرك بها وأمامها مستعينا بأصدقاء هم أيضا جزء من ثوار التحرير وشباب مصر الحالم بالتغيير، الذين تابعهم المخرج منذ حركة كفاية، وحتى جمعة الدستور فى 27 مايو التى ينهى بها فيلمه، فنصل معه للعقدة الكبرى فى الثورة المصرية، وهى الخلاف حول: الدستور أولا أم الانتخابات والبرلمان؟.. وهو الخلاف الرئيس بين القوى الليبرالية التى ينتمى لها أحمد رشوان وبين قوى الإسلام السياسى من إخوان وسلفيين وجماعات جهادية.

نهاية "مولود فى 25 يناير" مع جمعة 27 مايو حيث اختفى الإخوان من الميدان وركزوا فى إعداد أنفسهم لتسلم الحكم. فى مشهد فى بدايات الفيلم عبر رشوان عن عدم تخوفه من الإخوان ورفضه أن يظلوا فزاعة لمن يخالفهم الرأي. هذه الروح المحبة المستعدة للوفاق هى السمة الرئيس لشخصية المخرج غزير العمل، الذى لم توقفه ما سُمّي بأزمة السينما المصرية، ولجأ إلى الطريق البديل لينجز فيلمه "بصرة" مستخدما تقنيات الديجتال، وعندما تحمس المخرج والمنتج السوري هيثم حقى للفيلم أمكن تحويله إلى شريط سينمائى لكى يصبح جاهزا للعروض العامة. وبعد عمل قصير بالمركز القومى للسينما " وجوه البشر" الذى شرفت بعمل المونتاج له، لم يوقفه عدم الحصول على دعم وزارة الثقافة لفيلمه وجاهد للحصول على بدائل متتبعا خطى أستاذه محمد خان وصديقه الذى يظهر معه فى "مولود فى 25 يناير" .

لا يحلم رشوان فقط بتغيير الأوضاع الضاغطة عليه بل يجاهد ليحفر طريق التغيير محاطا بأساتذة وأصدقاء، لا يضع يده على خده منتظرا الفرج بل يتحرك بمشاريعه السينمائية باحثا عن دعم هنا أو هناك، وقد نجح فى الحصول على جائزة "إنجاز" من مهرجان دبى التى تُمنح للأعمال غير المكتملة للمساعدة فى استكمالها وخروجها إلى النور. قبل ذلك كان اكتسب خبرة فى حقل الفيلم الوثائقى بعمله مع "الجزيرة الوثائقية " وتحقيقه عددا من الأفلام لحسابها.

عُرض "مولود فى 25 يناير" ليلة 17 يناير فى مركزالإبداع بالقاهرة فى افتتاح عروض لأفلام عن ثورة 25 يناير، ورغم طول مدة عرض الفيلم الذى تجاوز 80 دقيقة إلا ان الحضور المصرى – الذى لم يعتد الأفلام التسجيلية الطويلة- لم يشعر بأى ملل وتجاوبوا مع الفيلم وظهر التفاعل فى تعليقاتهم وأسئلتهم فى الندوة التى حضرها المخرج وأدارها الناقد عصام زكريا.

ظهر كثير من الحضور فى الفيلم كمتظاهرين فى التحرير ومعتصمين على مدى الأيام الأولى التى انتهت بتحقيق المطلب الرئيس من مطالب الثوار ألا وهو رحيل رأس النظام. عدد قليل من الحضور كانوا من كبار السن، وكان الشباب هم الغالبية سواء داخل الفيلم أو عند مشاهدته، حوى الفيلم مشهدا لسيدة متوسطة العمر تعبر عن سعادتها بالثورة ثم تغنى مع رفيقات لها أغنية معروفة "مصر هى أمي، نيلها هو دمي" فقد كسرت الثورة حاجز الخوف والخجل من الظهور أمام الكاميرات، وكما أدى المخرج وعائلته وأصدقاءه أدوارا فى الفيلم المصور لحظة بلحظة مع أحداث التحرير، كان العاديون من الناس يؤدون أيضا فى مواجهة الكاميرا بتلقائية وبراعة يفتقدها أحيانا أكثر المؤدين خبرة.

قابل رشوان عددا ممن يسمون النخبة فى فيلمه لا بصفتهم النخبوية ولكن بصفتهم أصدقاءه، فعلى سبيل المثال التقى الممثل خالد الصاوى الذى حدثه بانفعال " فاكر يا رشوان كنا بنقول إيه، أخيرا حصل، الثورة أهه، والثوار أهم من كل طوائف الشعب". مشهد يظهرجسارة المخرج الشاب فى تواجده وسط لحظات ضرب المتظاهرين بالأعيرة النارية، وإنقاذهم من قبل المشاركين فى التظاهرات.

قامت بمونتاج الفيلم المونتيرة نادية حسن التى عملت مع أحمد رشوان فى أغلب أفلامه، ونجحت في أن تخلق توازيا بين مشاهد  الحياة اليومية  للمخرج وبين وثائق الصورة الحديثة والقديمة لتصيغ رؤية شاملة للفيلم عن ثورة متوقع حدوثها، وتحديات تواجهها، وحلم للمصريين جميعا بالتركيز على شريحة منهم تعمل فى حقل السينما والأدب، هى بينهم، مشاركة فعل الثورة وفعل الفن، مشاركة فى استمرار الثورة حتى تحقق أهدافها.

وضع موسيقى الفيلم ابراهيم شامل وهو بحق "شاب معجزة" فهو بالكاد أكمل عامه الواحد والعشرين ، يقوم بتأليف الموسيقى الكلاسيكية، ووضع الموسيقى التصويرية للأفلام. وهو يعمل على حداثة سنة فى سلك التدريس بمعهد الكونسيرفتوار ضمن أكاديمية الفنون بالقاهرة التى تتخرج منها كل عام مواهب مصرية وعربية تغذى الحقل الفنى بالمواهب الدارسة  للفنون بشكل أكاديمى. وتم تركيب الموسيقى هادئة فى بداية الفيلم ثم يتزايد الإحساس بها مع الاقتراب من النهاية.

قام بتصوير الفيلم المصور زكى عارف الذى صور لرشوان عددا من أفلامه الوثائقية للجزيرة، وقدم له شريف المغازى وثائق مصورة وخاصة من الصور الثابتة، أكملت نسيج الفيلم الوثائقى المقدم بمسحة روائية تناسب أسلوبا ينمو مع الفيلم التسجيلى بدأه فى مصر المبدع سمير عوف، وهو ما يمكن تسميته أفلام السيرة الذاتية الوثائقية  كما فى عمله " أيام الراديو"، ورثه عنه رشوان ويتضح تأثيره على مريده أحمد رشوان فى "مولود فى 25 يناير" وجدير بالذكر أن رشوان هو صاحب كتاب تكريم سمير عوف ضمن المكرمين بالمهرجان القومى للسينما المصرية. وبقى أن يرث بهاء وفارس توجه والدهما فى النضال بالكاميرا والعمل على تحقيق الحلم المستمر بالتغيير إلى الأفضل

الجزيرة الوثائقية في

05/02/2012

 

فـنـانـون: الشعب يحتفل والثورة مستمرة

مروة علاء الدين 

فيما يرى كثير من الفنانين أن الثورة حققت أهم أهدافها وهو إسقاط النظام، يؤكد فنانون آخرون أن الثورة لم تكتمل والنظام لم يسقط، والاحتفال بشىء لم يتحقق شكل من أشكال الحماقة أو الخيانة.

ويأتى الفنان عمرو واكد على رأس أصحاب هذه النظرة التشاؤمية ويقول إنه يرفع شعار الثورة مستمرة لأن مطالب الثورة لم يتحقق منها شىء رغم مرور عام عليها. وأوضح أن النظام لم يسقط ولم تتم محاكمة قتلة الشهداء، مؤكدا أنه ليس متفائلا أيضا بأداء مجلس الشعب الجديد لأنه لا يعبر عن آراء الشعب، وأنه يرفض الاحتفال بنصف ثورة، فلابد من استكمالها وتحقيق أهدافها قبل أن نحتفل.

وهذا هو أيضا ما تراه الفنانة عزة بلبع، التى تقول إن الشعب يريد إسقاط النظام كله ورموزه وليس فقط الرئيس المخلوع.

وأضافت أن الثورة لم تنته ومطالب الثورة لم تتحقق لذلك فهى ترفع شعار الثورة مستمرة لحين تحقيق الحرية والكرامة .

أما الفنان خالد صالح فقال إنه فى التحرير وسيظل رافعا لشعار الثورة، ويتمنى أن تتحقق مطالب الثورة التى خرج من أجلها الجميع ودفعنا ثمنها من دماء شهدائنا.

وقالت الفنانة تيسير فهمى إنها متفائلة وسعيدة بمنجزات الثورة، وأضافت أن ثورة يناير ثورة ناجحة، مدللة على ذلك بوجود رموز الحكم البائد خلف القضبان، وأنه من الظلم أن نقول إن الثورة لم تحقق شيئا، وطالبت بالقصاص لكل الشهداء والمصابين حتى يكتمل نجاح الثورة.

وأكد الفنان محمود يس أنه من مؤيدى الاحتفال بمرور عام على الثورة، لأن الثورة نجحت وحققت أهدافها بإسقاط النظام وانتخاب برلمان اختاره الشعب. وعبر عن تفاؤله بالمستقبل القادم لمصر وأكد أن الفترة القادمة ستشهد حرية وديمقراطية ولكن علينا بالصبر.

وقالت الفنانة دلال عبد العزيز إن ثورة 25 يناير ثورة ناجحة وأفرزت برلمانا منتخبا اختاره الشعب بدون تزوير، وأنها أول خطوة على طريق الديمقراطية والحرية والعدالة، مؤكدة أنها متفائلة بشرط ألا ننظر إلى الخلف وأن نضع مصلحة مصر قبل مصالحنا الشخصية.

وأشار الفنان عزت العلايلى إلى أنه سعيد بمرور عام على ثورة 25 يناير وبالاحتفال ولكن مع الاستماع إلى مطالب شباب الثورة، ولكنه يرفع شعار الثورة مستمرة لاستكمال مطالبها التى لم تكتمل .

أكتوبر المصرية في

05/02/2012

 

«الفرسان الثلاثة» رحلة الخيال بين الأرض والسماء!

محمود عبدالشكور 

أجمل ما فى فيلم «The Three Musketeers» الذى أخرجه «بول أندرسون» ليس فى أنه نُسخة البُعد الثالث من رواية «ألكسندر دوماس» الأب الشهيرة التى تحمل نفس الاسم، لكن فى أنه - فى رأيى- أكثر النسخ التى رأيتها خيالاً وإبهاراً، من حيث الشكل حافظ السيناريو الذى كتبه «أليكس لتيفاك» على أطراف الصراع وأهواء أوائل القرن السابع عشر، ولكنه أضاف للحكاية خيالاً محّلقاً يستفيد من تكنولوجيا السينما فى القرن الحادى والعشرين، واستوعب الفيلم أيضاً مغزى الحكاية الأساسى وهو شعار الفرسان الثلاثة المعروف «الكل للواحد.. والواحد للكل»، ولكنه استوعب أيضاً شعارات وكلمات مهمة تسلّلت وسط الدراما المحكمة مثل التأكيد على أن هناك أشياء كثيرة تستحق أن يدافع عنها الإنسان ويموت بسببها كالوطن والقضايــا الكبــــــرى والأصدقاء، كما أشار الفيلم بوضوح إلى أن رجل الدين قد يستغل منصبه الروحى فلا يُصبح أبداً رجل الله.

الإطار العام للرواية معروف: فرنســــا فى بدايات القرن السابع عشر، دسائس ومؤامرات فى قصر الملك الصغير المراهق لويس الثالث عشر، الكاردينال الشرير «ريشيللو» الذى يُحيك الدسائس فى مواجهة فرسان الملك الثلاثة المعروفين «بروثوس وآثوس» و«أراميس»، ومعهم الفلاح الجاسكونى القادم إلى باريس «دارتانيان» أجواء القرن السابع عشر وعالم الملك المُغلق فى مقابل عالم الفرسان المفتوح والحىّ، والصراع الشهير بين انجلترا وفرنسا يجد ترجمته فى قيام الفرسان الثلاثة فى البداية بسرقة الخزانة التى تركها «ليوناردو دافنشى» للحصول على الخريطة التى رسم فيها اختراعاً أقرب إلى الطائرة يُحلق فى الجو، ولكنه يقترب من حيث الشكل من السفينة التى يحملها منطاد «!!».

تتعاون الجميلة «ميليدى دى وينتر» «ميلا جوفوفيشن» مع الفرسان، ولكنها تحصل على الخريطة لصالح «دوق باكنجهام» الانجليزى، بعد عام يستمر الصراع فى باريس بتحالف الكاردينال «ريشيللو» «كريستوف والتز» مع ميليدى للتلاعب بالملك، وإيهامه بأن زوجته الملكة «آن» على علاقة مع «باكنجهام» إلى الدرجة التى جعلتها تُهديه عقدها الماسى، ولكن وصيفة الملكة الحسناء «كونستانس» تتحالف مع الفرسان الثلاثة وصديقها الشاب «داتانيان» لاستعادة العقد من بريطانيا، وإعادته من جديد إلى الملكة بل الاستيلاء على سفينة الجو التى صممها «دافنشى»، وينتهى الفيلم نهاية مفتوحة حيث لا يموت «باكنجهام» ولا «ميليدى» إنما يقودان أسطولاً جوياً للهجوم على فرنسا فى تمهيد واضح لأجزاء قادمة بالبعد الثالث أو بغيره.

أضفى استخدام اختراع سفينة «دافنشى» الجوية جانباً طريفاً ومعاصراً للأحداث حيث انتقل الصراع من الأرض إلى السماء، كما شاهدنا «ميليدى» تقتحم خزانة الملك لسرقة عقد الألماس بنفس الطريقة التى يقوم بها لصوص العصور الحديثة الذين يواجهون أشعة الليزر، كان هناك أيضا استخدام جيّد جداً لخدع الجرافيك فى تنفيذ المبارزات والمعارك، ولكن مشاهد كثيرة لم تكن فى حاجة إلى تقنية البعد الثالث حيث الحوارات والمواجهات، من العناصر شديدة التميز الملابس والديكورات الرائعة حيث تم بناء مدينة «باريس القديمة» ومعالمها المهمة ولكن فى «بافاريا» بألمانيا حيث تم التصوير، الموسيقى أيضا تم توظيفها بشكل جيد سواء فى المشاهد الكوميدية أو الحركية، ولم يتألق «كريستوف والتز» فى الفيلم كالمتوقع لأن الشرير الحقيقى فى الفيلم هو الجميلة «ميليدى» وليس الكاردنيال «ريشيللو»!

أكتوبر المصرية في

05/02/2012

 

بعد صعود الإسلاميين..

هل يمكن استنساخ تجربة السينما الإيرانية فى مصر؟!

شيماء مكاوي 

رغم الرقابة الصارمة والمتشددة على السينما الإيرانية فإنها استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا... فهل يمكن تطبيق تجربة السينما الإيرانية فى مصر؟ وهل ستحقق نجاحا أم لا؟ خاصة بعد نجاح الإسلاميين فى تجربة الانتخابات الاخيرة؟

? فى البداية تقول الناقدة ماجدة موريس: بالطبع لن تنجح تجربة السينما الإيرانية فى مصر، لأن ظروف الثورة الإيرانية مختلفة تماما عن ظروف الثورة بمصر، فإيران جمهورية إسلامية، ولذلك فقد كانت هناك رقابة صارمة على الفن والفنانين وللعلم معظم المخرجين الإيرانيين المبدعين حتى الآن غير متواجدين داخل إيران، ولكن فى مصر الأمر مختلف فمصر بها تعددية دينية بعكس إيران، ولا يمكن أن نكون استنساخًا لإيران لأن المجتمع المصرى مختلف تماما عن الإيرانى فظروف إيران خلقت هذا الشكل من الفن وكل بلد له ظروفه، ولكن على المبدعين المصريين أن يجدوا وسيلة للدفاع عن فنهم وإبداعهم وإلا سنكون استنساخا لإيران.

? ويقول الناقد نادر عدلى: المتابع للسينما الإيرانية سيشهد حضور البعد الدينى بشكل كبير ليس فى مقدمة التريلر التى تبدأ غالباً بالبسملة فحسب إنما فى بعض المشاهد التى تعطى انطباعاً عن ارتباط الرجل الإيرانى بدينه، وهذا كله يرجع إلى أن السينما الإيرانية ظلت حتى منتصف السبعينيات تنتج أفلاماً ذات مستوى فنى عال، لكنها بدأت بعد ذلك فى التراجع حتى قيام الثورة الإيرانية، بقدوم الثورة عام 1978، تغير الحال تماماً، فقد كانت النظرة العامة للسينما هى أنها رمز من رموز نظام الغرب، ونتيجة لذلك تم إحراق أكثر من 180 دار سينما، وقد أدت هذه الظروف، إضافة إلى الرقابة الصارمة التى تفرضها الدولة على الأفلام التى لم تكن ذات حدود واضحة، إلى اختفاء النساء من المشهد السينمائى تماماً،وعلى الرغم من هذا، فقد تم إنتاج بعض الأفلام المتميزة فى بداية الثمانينيات وإن كانت هذه الأفلام قد حظر عرضها داخل إيران.

ويضيف عادلى: «برأيى أن هذا التاريخ وهذا الإصرار على الاستمرار فى الإنتاج رغم الظروف الحالكة ومحاولة التحايل على الرقابة الصارمة قد خلقت نوعا من سينما ذات ملامح خاصة وأعطتها هذا التميز الذى أوصلها إلى المكانة العالمية التى تحتلها الآن، الذى بدأ تحديداً منذ التسعينيات، ولكن أن تطبق هذه التجربة الإيرانية داخل مصر أمر شبه مستحيل لأن الشعب المصرى شعب وسطى يعشق الوسطية فى كل شىء ومثلما يعشق الوسطية فهو يكره التشدد والانفتاح ولذلك فلا تصلح السينما الإيرانية فى مصر إطلاقا.

? ويقول المخرج على عبد?الخالق: عند مشاهدة الكثير من الأفلام الإيرانية سيلاحظ المتابع الالتقاط المبهر الذى تقوم به الكاميرا لتعبر عن أبعاد معينة داخل نسق الفيلم فهى سينما باعتقادى يعتمد مخرجوها على الإيحاء والترميز بصورة واضحة من خلال توظيف كاميرا التصوير توظيفا رائعا وهذا ما يجعلها تقدم بديلا يتناسب مع نسقها العام عن لقطات الاكشن والإثارة. ومع هذا الإبداع نحن فى مصر لا نمتلك هذه المهارات لتقديم ذلك وحتى لو امتلكنا جمهورنا المصرى لا يحب الغموض ولو لاحظنا أن أى مسلسل أو فيلم إذا انتهى بنهاية مفتوحة يكرهه المشاهد ويعتبر هذا استخفافًا بعقولهم، ولذلك فأنا لا أرى أن تطبيق السينما الإيرانية أمر سهل ولا مستحب من الشعب المصرى..

? وتقول الفنانة رجاء الجداوى:أولا نحن لم نستسلم كفنانين للحكم الإسلامى وإذا احترموا الفن المصرى فمرحبا بهم وإذا قاموا بالحجر على الإبداع والفن الذى أوصلنا للعالمية فسنقف بكل قوة أمامهم، ونحمى فننا وتراثنا المصرى، أما بالنسبة لتطبيق السينما الإيرانية فى مصر، فأنا أحب أن أوضح أن الفن المصرى لا يمكن أن يكون استنساخا من أى دولة أخرى مع كامل احترامى للفن الإيرانى ولكن مصر وفنانيها لهم طابع خاص فريد من نوعه من الممكن أن يأخد منا الكثير من الدول ولكننا لا نأخذ من أحد لأننا كيان فنى متكامل نفتخر به أمام?العالم.

أكتوبر المصرية في

05/02/2012

 

بسبب الاستسهال وعشق التنميط.. مـمـثـلـون تـحـت الـحـصــار

كما أن هناك أديب الرواية الواحدة مثل الراحل الكبير يحيى حقى الذى ألف عشرات الكتب والقصص، لكننا لا نذكر له سوى «قنديل أم هاشم»، ومطرب الأغنية الواحدة، مثل صاحب «يا بيوت السويس» محمد حمام، أو المطربة الراحلة شهرزاد، التى كانت من أجمل الأصوات، ولا يذكر الجمهور لها سوى أغنية «عسل وسكر»، ومخرج العمل الواحد مثل شادى عبد السلام صاحب «المومياء»، فهناك كذلك ممثل الدور الواحد الذى يحصره المخرجون فى شخصية واحدة لا يستطيع أبداً الفكاك منها.. فهل العيب فى الممثل أم فى المخرجين الذين يستسهلون التنميط أم فى كتاب السيناريو؟.. أم فى المناخ الفنى نفسه؟.

فى البداية تجيب الفنانة القديرة هالة فاخر عن هذا السؤال فتقول: إنها ظلت محبوسة بالفعل لسنوات طويلة فى الأدوار الكوميدية الخفيفة، حتى أسند إليها المخرج الكبير نادر جلال دور الجدة فى مسلسل «الناس فى كفر عسكر»، والذى جسدت من خلاله دور أم الفنان عمرو عبد الجليل، وحصلت عنه على جائزة خاصة من مهرجان الإعلام العربى منذ سنوات، ذلك قبل أن يعيد المخرج خالد يوسف اكتشاف من خلال دور والدة الممثل عمرو سعد فى فيلم «حين ميسرة»، والذى حصلت عنه أيضاً على أكثر من جائزة، مؤكدة أن العيب ليس فى الممثل، ولكن فى المخرجين الذين لا يتعبون أنفسهم فى اكتشافات الطاقات الكامنة داخل الممثلين ويبحثون لأعمالهم دائماً عن قوالب جاهزة.

وتتفق الفنانة الجميلة لبلبة تماماً مع ما قالته هالة فاخر، وتقول إنها تدين بالتحول فى حياتها كممثلة إلى المخرج الراحل عاطف الطيب الذى أسند إليها بطولة فيلم «ليلة ساخنة» أمام النجم نور الشريف، فكان نقطة التحول بالنسبة لها من الأدوار الكوميدية والاستعراضية الخفيفة إلى الأدوار المركبة والشخصيات الصعبة، فقدمت مع عاطف الطيب أيضاً شخصية المحامية فى «ضد الحكومة» ومثلت دوراً صعباً فى «فرحان ملازم آدم» مع فتحى عبد الوهاب، وياسمين عبد?العزيز، وكذلك دورها فى فيلم «حسن ومرقص» مع النجم عادل إمام، وزوجة الوزير فى فيلم «معالى الوزير» مع النجم الأسمر الراحل أحمد زكى، وكلها شخصيات متنوعة وأدوار عميقة تحتاج إلى ممثلة من طراز خاص، مؤكدة أنه لولا إيمان هذا المخرج الراحل الكبير عاطف الطيب بموهبتها وقـــدراتــهــا التمثيلية لظلت محبوسة فى الأدوار الخفيفة مدى الحياة، أو اعتزلت التمثيل وجلست فى البيت كبعض زميلات جيلها.

ويقول عمرو إن الممثل لا يمكن أن يرغب فى حصر نفسه فى دور أو شخصية واحدة، ولكن السوق الفنى هو الذى يفرض عليه ذلك، وقد يشاء حظه العاثر أن ينجح فى شخصية معينة فيفرض عليه المنتجون والمخرجون تقديم هذه الشخصية كنوع من النجاح المضمون له وللعمل الذى يقدمه، كما حدث مع الفنان العظيم الراحل محمود المليجى الذى ظل محصوراً فى أدوار الشر، حتى أعاد يوسف شاهين اكتشافه فى أفلام خالدة مثل «الأرض»، و«العصفور»، و«عودة الابن الضال»، ولولا يوسف شاهين لظل المليجى فى أذهاننا أسيراً لصورة الشرير الذى يبحلق بعينيه فى الكاميرا، مشيراً إلى ما فعله فنان كبير آخر مثل ملك الترسو «فريد شوقى» الذى تحلى بذكاء شديد من أدوار الفتوة حين تقدم به العمر ليقدم أدواراً أخرى مختلفة ومتنوعة، لكن لولا اسمه الكبير ونجوميته باعتباره «الملك» لما سمح له أحد بأن يغير جلده الفنى.

وفى النهاية يقول الناقد السينمائى د.?أحمد يوسف إن الممثل يشارك أحياناً فى دائرة الانحصار فى شخصية واحدة، كما فعل الكوميديان محمد سعد حين أصر على أن يصر محبوساً فى شخصية «اللمبى» أو تنويعات على نفس الشخصية، والكلام والحركة والأداء بنفس الطريقة، على عكس ممثل أكثر ذكاء مثل أحمد حلمى الذى يقدم فى كل فيلم «تيمة» جديدة، ويطور من أسلوبه الفنى باستمرار. وأكد أن النجم الحقيقى يحتاج إلى ثقافة ووعـى سياسى واجتماعى وحس جمـــاهـــيرى لـكى يـصـمـد لمـنافسة الأجيال الجديدة ويهرب من دائرة «التنميط».

أكتوبر المصرية في

05/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)