حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رسائـل الفنانيـن إلــى الإخـوان والسلفييـن

كتب هشام الشريف - احمد الجوهرى

إذا كان الفن والثقافة هما مرآة الشعوب التى تعكس فكرها وتاريخها وحضارتها.. فإن الحفاظ على الفن وحرية الإبداع فيه هى من أهم الأولويات للحفاظ على هوية أى أمة، ومن أجل الحفاظ على حرية الإبداع من أى تيار قد يعرضها للقمع سواء كان تيارا سياسيا أو دينيا قامت حشود من فنانى ومثقفى مصر بالمبادرة لعمل مسيرة حاشدة فى أول أيام انعقاد جلسات مجلس الشعب لإيصال صوتهم إلى المجلس ويحملون معهم توصيات جبهة الحفاظ على حرية الإبداع، التى من أهم أهدافها الحفاظ على حرية المبدعين فى التعبير عن رأيهم ورفضهم لسياسة تكميم الأفواه، خاصة مع سيطرة شبح التيارات الدينية على الساحة.. وفى السطور القادمة يتحدث معنا مجموعة من مثقفى ومبدعى مصر عن مخاوفهم هذه وآليتهم فى الدفاع عن فنهم أمام أى تيار دينى أو سياسى.

فى البداية يقول الكاتب والسيناريست يسرى الجندى إن التيارات الدينية ليست واحدة، فمنها ما هو مرفوض مثل السلفيين والجهاديين لتشددهم فى التعامل مع الغير، فهم يرفضون أى حوار، وإما تكون معهم أو ضدهم، بل وصل الأمر أن طلب أحد قياداتهم أن نرحل من مصر، أما التيار الإخوانى فهو الوحيد الذى يقبل الحوار وليس انحيازاً لهم لأن تاريخهم معروف ويدركون ما حولهم سواء على المستوى المحلى أو الدولى، فهو كيان سياسى مدرب وهدفه معروف، وهو السلطة ولا نشك أن يحدث بيننا مشاكل، ولكن ليست كبيرة، فخلافنا سيكون على الدستور حيث كنا نتمنى أن نضعه أولا قبل أى شىء، وربما نتفق معهم فى بعض الأشياء لأن الفن فى المرحلة السابقة وصل إلى مرحلة من التسطح خاصة للكتاب والمؤلفين وهو من صناعة نظام مبارك، حيث كانت مهمته تهميش المبدعين الحقيقيين، وهذا هو مطلبهم، وإذا كان السلفيون يحتلون عدداً كبيراً من المقاعد فى البرلمان فإن الإخوان لهم الأغلبية وهذا شىء مطمئن لصناع الفن.

الخطاب الفنى سيتغير فى المرحلة المقبلة

وأكد المؤلف طارق عبدالجليل أن الإخوان المسلمين مؤسسة منتظمة تحت راية واحدة من خلال مرشدهم العام، أما السلفيون فهم جماعات مختلفة فيما بينهم من آراء، والدليل أن تجد سلفيا فى أسيوط يختلف فى ثقافته عن سلفى فى الإسكندرية وأحب أن أقول لهم قبل أن تتحدثوا عن الفن ما الذى ستفعلونه فى مشاكل الحياة اليومية التى يحتاجها المواطن المصرى ولماذا لم يسألهم أحد عن برنامجهم الذى سيقدمونه للشعب المصرى، فإذا استطاعوا أن يحلوا مشاكلنا فنحن جاهزون أن نتحد على دولة الفن لأن الخطاب الفنى سيحدث له تغيير فى المرحلة المقبلة، بمعنى أن العرى الذى يحدث الآن سينتهى تماما، فهناك فرق بين الفن والفحش ونحن مع الفن المبدع وليس الرخيص ونطمع أن نقدم فناً يشاهده السلفى قبل المواطن العادى ولا أحد يجبرنى على فعل شىء دون إرادتى لأننا فى عصر الديمقراطية الحقيقية وليست المزيفة.

« السلفيون كلامهم ملون وليس لهم تجارب فى الفن»

ويشير الكاتب محمد صفاء عامر إلى أنه لا أحد يستطيع أن يجبر الكاتب على شىء إلا لو كان هو يريد أن يبيع نفسه، لأن بيده المنع، فالتيار السلفى ظهر فجأة على الساحة السياسية، ونحن لا نعرفهم فماضيهم مجهول لكل الشعب، والغريب أن كلامهم ملون وليس لهم تجارب فى الفن ولن نحكم عليهم حتى تتضح الرؤى، أما الإخوان فيقال إن شبابهم يختلف عن الحرس القديم الذى كنا نعرفه، وهذا شىء يدعو للتفاؤل خاصة أنهم غير متشددين حسب ما سمعنا عنهم ونتمنى أن يكون بيننا حوار وليس صداماً.

« على الجميع أن يعلم أنه إن لم يعجبنا أى نظام سنسقطه»

أما الكاتب والسيناريست مصطفى محرم فقال مادام الشعب اختار الإخوان المسلمين فعلينا أن نحترمهم فهم أصحاب خبرة فى المجال السياسى منذ القدم بداية من النظام الملكى وعبد الناصر والسادات وأخيرا مبارك وأرى أن قياداتهم فى أماكن مرموقة فى المجتمع.

ونحن كصناع للفن لا نخاف منهم، مادامت قياداتهم متحضرة والدليل أن الشيخ حسن البنا أنشأ مسرحاً، ونحن نريد تقديم فن راق يتماشى مع مجتمعنا الشرقى، وعلى الجميع أن يعلم أنه إن لم يعجبنا أى نظام فلابد أن يسقط وأنا على المستوى الشخصى متفائل، أما التيار السلفى فأرى أنهم سيغيرون من فكرهم، وينظرون إلى الفن على أنه جزء من المجتمع لا غنى عنه بعيدا عن الإسفاف والعرى الذى كان يقدم فى المرحلة الماضية وهذا ما نتمناه.

« المجتمع المصرى لا يحتاج وصاية أحد»

وكذلك يقول المؤلف مجدى صابر إنه لابد أن نفرق بين التيارات الإسلامية، فهناك فرق بين السلفيين والإخوان وغيرهما من التيارات وأرى أن الإخوان المسلمين لهم رؤية متوافقة مع المجتمع فى حين يختلف معهم التيار السلفى المتشدد المعادى للعديد من الفنون مثل التمثيل والنحت والغناء والموسيقى، والمعروف أن المجتمع المصرى بطبيعته متدين ولا يحتاج وصاية من أحد، خاصة فى التدين ولا أعتقد أن يكون هناك صدام من أى تيار إسلامى إلا لو حاول السلفيون أن يفرضوا بعض آرائهم فى الفن ولهذا سيحدث الصدام ونحن فى عام « 2102» لا يستطيع أحد أن يفرض على المجتمع المصرى آراء تحرم أى نوع من الفنون.

«السينما سلاح فى يد المسلمين»

ويضيف السينارست فداء الشندويلى: لا أنكر أن لدى أصدقاء من الإخوان المسلمين كانوا يمدوننى بمادة علمية لبعض المسلسلات الكوميدية كما أن الشيخ يوسف القرضاوى أيد السينما وقال إنها سلاح فى يد المسلمين يستخدمونها ضد اليهود والشىء الذى أذكره أنه لا يستطيع أن يحارب الفن لأنه الهواء الذى يغزو القمر الصناعى ولو تم منعه فى مصر سيشاهد فى أى دولة فى العالم ولا ننكر أن هناك تجاوزات من بعض المخطئين لصناع الفن وبدأت تنتقل إلى التليفزيون، وعلينا أن نطور من أنفسنا أولا حيث إننا فى مجتمع شرقى، كما لابد أن نعترف أن النظام السابق كان يستخدم بعض الرموز من الكتاب والمخرجين والكل يعرفهم ضد جماعة مثل الإخوان المسلمين حتى أنه رصد الملايين فى أحد المسلسلات لتشويه صورتهم، ومع ذلك فإن الإخوان اكتسحوا الانتخابات وهذا يؤكد أنه إعلام موجه ضد هذا الفصيل فنحن لسنا مع التطرف وأخيرا أقول للسلفيين إنكم لن تكونوا أوصياء علينا ولن يجبرنا أحد على كتابة شىء دون إرادتنا.

قال الفنان الشاب أحمد عيد: إن فوز الإسلاميين لا يعنى على الإطلاق أى خوف لأنهم لو طبقوا صحيح الإسلام سنقدم فناً راقياً نظيفاً وهذا ما يحلم به كل فنان أصيل، أما إن فعلوا غير ذلك فإنهم سيكونون نقضوا العهد، أما رئيس الجمهورية القادم يجب أن يكون مدركا لكل ظروف مصر وظروف الشارع ويحقق مطالب الثورة وألا ينسى دماء الشهداء لأن تلك الثورة وتلك الدماء كانت سببا فى أن يصبح رئيسا للجمهورية.

قيمة مصر

أما النجم الكبير الفنان عزت العلايلى فقال إن على من يحكم مصر سواء أكان حكومة أو رئيسا للجمهورية أن يستوعب أنه يحكم مصر بما لها من قيمة وقامة فى المنطقة العربية بل فى العالم أجمع وأن يستوعب دروس الماضى جيداً بما فى ذلك أحداث ثورة 52 يناير الماضى وأنا شخصياً لا يهمنى من يحكم، إسلاميون أو سلفيون أو غير ذلك، كل ما يهمنى هو أداء من يحكم وأن يضع فى اعتباره قيمة مصر العظيمة وثقلها التاريخى وموقعها الجغرافى وريادتها فى كل المجالات بما فى ذلك الفن.

وأرجو أن يتذكر الحكام القادمون سواء فى البرلمان أو رئاسة الجمهورية أن مصر لها وضعية دينية خاصة جدا عند المسلمين أو المسيحيين فهى الدولة التى ذكرت فى القرآن 7 مرات وهى الحصن الإسلامى الحصين حتى الآن وهى الدولة التى احتضنت السيدة العذراء والمسيح رضيعاً وطفلاً فى واديهما.

كما أنها مقر الكنيسة الأرثوذكسية وزعيمة المسيحية فى أفريقيا، والتسامح والإخاء هو شعار الحياة فى مصر لذلك لابد أن تراعى تلك الأمور عند صياغة الدستور، ويجب أن يضعها رئيس الجمهورية فى حسبانه.

الإنقاذ الاقتصادى

وننتقل إلى الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد صاحبة المواقف الجادة والأدوار الهادفة والتى قالت إنها تريد نظاماً حاكماً مولوداً من رحم الثورة المصرية، نظاماً شارك فى صناعة الثورة وقيادتها وأن يكون ممثلاً حقيقياً لجميع ائتلافات الشعب وأطيافه، وأن تراعى فيه الكفاءة والقدرة على إيجاد حلول علمية وسريعة لإنجاز كل مشاكلنا خاصة المشاكل الاقتصادية لأن البلد على وشك الانهيار وكل ما يهمنى أن تكون جميع عناصر النظام سواء برلمانية أو حكومية متعاونة وتعمل فى اتجاه واحد.

نظام تحت الاختبار

السينارست الشهير تامر حبيب رغم تخوفه من سيطرة التيار الإسلامى على مجلس الشعب إلا أنه تخوف محدود ويغلب عليه التفاؤل ويقول: يجب ألا تكون نظرتنا سوداوية للموضوع، فالسلفيون والإخوان هما تياران سياسيان لهما مرحلة زمنية معينة سيكونان فيها تحت الاختبار.

والشعب الآن نضج نضجاً ملحوظاً وبالتالى فإن أى أداء للحكومة القادمة تحت الاختبار، إن أحسنوا سيستمرون وإن أخفقوا سيرحلون.

هل كان أحد يتصور أن الشعب قادر على القضاء على نظام استمر ثلاثين عاما، فهذا الشعب هو الذى سيحكم على النظام القادم ولن يحكمه هذا النظام.

أما عن رئيس الجمهورية فأنا مشفق عليه جداً لأن مدة الرئاسة محدودة 4 سنوات والمطالب كثيرة جداً.

انتخابات عبثية

ويلتقط طرف الحوار الفنان صبرى فواز ويقول لابد أن نعرف أولا قيمة وحجم السينما والفن والثقافة كصناعات ثقيلة يتم تصدير كل إنتاجها للخارج مما يدفع عجلة الاقتصاد القومى للأمام ويزيد من رصيد ميزان المدفوعات من العملة الصعبة.

لذلك أى عبث أو لعب فى هذه المنطقة هو لعب بالنار واقتصاديات الشعب ككل خاصة أننى أعتبر صناعة السينما والفن والثقافة هى صناعة متجددة وتستمر للأبد فهى ليست كالغاز والبترول ثروات تنضب مع الوقت ولا أملك إلا أن أحذر كل من ينوى أن يقترب من الفن وللحق أنا لم أشارك فى انتخابات دون وجود دستور وكيف تتم الانتخابات دون إطار شرعى وقانونى لها وأعتقد أن المجلس القادم عمره قصير جداً وستعود الانتخابات مرة أخرى بعد الدستور. والذى أرجوه من رئيس الجمهورية القادم والذى لا أعرفه حتى الآن أن يراعى مكانة مصر العالمية بين الدول الخارجية وأن تكون لمصر مكانة عالمية وخارجية.

الطبقات الكادحة

أما الفنان محمود الجندى فيرى أنه حتى الآن لم تتم الدراسة الكافية للبرامج الانتخابية للمرشحين سواء لمجلس الشعب أو رئاسة الجمهورية وكان يجب على الإعلام أن يشرح برامج المرشحين حتى نعرف مواقفهم من الفن والثقافة والسياحة فهذه قطاعات كثيرة من المجتمع ومعظم هذه الطبقات كادحة.

ما أسهل العودة لميدان التحرير

وأخيراً يقول الفنان عمرو واكد المتواجد فى ميدان التحرير فى ذروة أحداث الثورة فى يناير وفبراير الماضيين كنت أتمنى أن يكون التغيير أسرع من هذا وأن يكون شاملاً كل عناصر النظام وكنت أتمنى أن أرى عناصر النظام الجديد ممن كانوا فى التحرير فى يناير وفبراير الماضيين. سواء رئيس الجمهورية أو أعضاء الحكومة ومجلس الشعب فهؤلاء هم الصناع الحقيقيون للثورة. وبشكل عام أنا لا أخشى على مصر من أى نظام قادم لأن الشعب الذى صنع الثورة لن يرضى ولن يسكت على أى تجاوز وما أسهل أن يعود لميدان التحرير.

وهنا قال الفنانون كلمتهم فماذا سيقول الشعب؟

صباح الخير المصرية في

31/01/2012

 

عمر وسلمى (3) انهيـار نجوميـة «تمـورة»!

كتب جيهان الجوهري 

رغم القائمة السوداء التى ضمت بعض أبطال أفلام المنتج محمد السبكى فإنه لم يعرها أى اهتمام وفضل المغامرة وتنفيذ خطته الإنتاجية التى وضعها مع بدايات عام 1102والمثير أن مقاطعة الجمهور لفيلم «الفيل فى المنديل» لطلعت زكريا لم تجعله يتراجع عن إنتاج فيلم «عمر وسلمى3» لتامر حسنى ويبدو أنه كان يراهن على عدة أشياء أهمها وجود فرق بين موقف تامر حسنى وطلعت زكريا تجاه الثورة والثوار.

الأول انصبت تصريحاته على تأييده للنظام السابق ثُم اعتذر للثوار، الثانى استفز الثوار وألصق بهم تُهما تمس أخلاقهم، ثُم صرح بأنه كان يقصد بعض الموجودين فى ميدان التحرير إلا أن الثوار لم يتقبلوا منه أى اعتذار، ثانى شىء اعتمد عليه محمد السبكى هو «جماهيرية تامر حسنى»، وإذا فكرت فى هذا العنصر، فأنت أمام حقيقة لا تقبل التشكيك مهما اختلفت على شخصية تامر نفسه، أما ثالث الأشياء فهو «عامل الزمن ونعمة النسيان»، ويبدو بالفعل أن جمهوره نسى موقفه ضد الثورة والبعض الآخر ليس فى ذهنه الأمر من أساسه إما لعدم اهتمامه بالسياسة أو الانصياع لرغبة أطفالهم، والدليل هو شباك التذاكر، فقد وصلت إيراداته إلى 7 ملايين جنيه فى 3 أسابيع قبل إجازة نصف العام مع مراعاة أن غالبية جمهور تامر حسنى من الأطفال والشباب وهذه الفئة العمرية هى التى يعتمد عليها تامر حسنى، ولذلك من الظلم الحكم على مدى تأثر جماهيرية تامر حسنى السينمائية فى ظل الظروف الحالية لعدة أسباب أهمها أن فيلمه هو الأعلى فى الإيرادات إذا قارناه بالأفلام التى عرضت جماهيريا فى نفس موعد عرض فيلمه، وثانيا توقيت عرض فيلم «عُمر وسلمى3» الجديد مُختلف تماما عن المواعيد التى عرضت بها أفلامه السابقة والتى كان أغلبها يعرض فى الموسم الصيفى.

وإذا غامرت لتشاهد فيلمه لن تجد سوى الأطفال الذين اصطحبوا أمهاتهم «عنوة»، وإذا حاولت أن تقنع نفسك بأنك ذاهب لفيلمه ربما تجد ما يرضيك فنيا فبالتأكيد ستكون النتيجة ضد الفيلم وضد صناعه، مبدئيا نحن لا ننكر الجماهيرية السينمائية التى كان يتمتع بها «تامر حسنى» وكان بإمكانه الحفاظ على هذه المكانة لفترة أطول من المطربين الذين سبقوه خاصةً محمد فؤاد ومصطفى قمر، لكن تصريحاته جعلته سيتساوى معهم سواء بالاختفاء النهائى سينمائيا أو تقديم فيلم كل سنتين أو ثلاث فى النهاية لن يفرق مع الجمهور مع الوضع فى الاعتبار أن أسباب عدم الاستمرارية مُختلفة بين بعضهم البعض، فى فيلم «عمر وسلمى3» أنت أمام نفس الشخصية التى سبق أن قدمها تامر فى الجزءين السابقين، ولن تجد أى ملمح يشير لتطور الشخصية فهو لايزال الزوج العاطل الذى يعتمد على ثراء والده، وقد اختار مؤلف الفيلم أحمد عبد الفتاح فكرة «الفتور العاطفى بين الزوجين» لتكون هى موضوع فيلمه، طبعا الفكرة جيدة واتهرت فى كثير من الأعمال من قبل ولسنا ضد أن تُقدم بشكل كوميدى وبتناول مختلف، لكنك تكتشف حرص صناع الفيلم على إهمال الفكرة لصالح توليفة منتج الفيلم التى يحرص على تواجدها فى معظم أفلامه، لذلك ليس غريبا أن يكون المطرب الشعبى هو تامر حسنى ولكى تتواجد راقصة لا مانع من كتابة مشهد يحلم فيه بطل الفيلم أن زوجته «سلمى» تعمل راقصة، أما الكوميديان فهو عبد الله مشرف، والمفروض أنه مطرب شعبى شهير تلازمه فتاة منفلتة أخلاقيا سيقدم خبرته للمطرب الشاب «عمر» وطبعا لابد من وجود صاروخ لبنانى متمثل فى «لاميتا فرنجيه» ولأن الفكرة الأساسية للفيلم اختفت فأنت أمام عدة خطوط درامية أخرى لاعلاقة لها بالفكرة الأصلية أولها أن عُمر - تامر حسنى - لديه إصرار على أن يكون مطربا شعبيا، ثُم نراه ينفذ خطة خايبة لخطف ابنتيه ملك وليلى أحمد زاهر لنكتشف أن الحكاية تقلب «جد» ثُم نكتشف مع نهاية الأحداث أنها خطة من أحد أقاربه الأثرياء بالاتفاق مع والده عزت أبوعوف فى محاولة لإعادة الزوجين لبعضهما. ومشاهده التى جمعته بهما ستجعلك تشعر أنك شاهدت هذه المشاهد فى أفلام سابقة ولا أدرى لماذا لا تستغل موهبة ملك وليلى بشكل أفضل من الكليشيهات التى يضعهما فيها المخرجون دون محاولة بذل مجهود يذكر معهما ومجموعة من الإيفيهات لاعلاقة لها بالكوميديا .. نحن لسنا ضد الدويتو الفنى ولايعنينا تقديم الممثل أكثر من جزء المهم هو مدى جودة العمل، وكيفية صناعته وقيمته الفنية. وأخيرا: علمت أن مى عز الدين وافقت على الجزء الثالث من فيلم «عمر وسلمى»، وكذلك مسلسل «آدم» من منطلق العشرة وصداقتها الأسرية لتامر حسنى وأنها معه على الحلوة والمُرة، طيب بالذمة يا مى بغض النظر عن عدم جودة فيلم «عمر وسلمى» ومدى نجاح مسلسل «آدم» من عدمه هل إذا طلبك تامر حسنى فى عمل فنى مكتوب لك خصيصاً سيضع فى حساباته «العشرة الفنية وأنك وقفت معه فى الحلوة والمُرة» أم سيفكر فى مصلحته؟ ياعزيزتى لن يلومك أحد إذا اعتذرت عن دور سيخصم من رصيدك ولن يضيف لك شيئا! هل ستظلين تلعبين الأدوار اللايت كوميدى؟ لاننكر نجاحك فى هذا اللون، لكن ليس من المنطقى أن تظلى على مدار 21 سنة وهو عمرك الفنى لا تقدمين إلا لونا واحدا فى السينما وأذكر أنك لعبت دورا واحدا بعيدا عن اللون الذى حصرت نفسك فيه وكان من خلال فيلم «خيانة مشروعة»، وأغلب الظن أنك لعبت هذا الدور بالصدفة لأنك لم تكررى التجربة فى السينما على عكس تنوع أدوارك فى الدراما التى أراها أقوى بكثير من أدوارك السينمائية!

صباح الخير المصرية في

31/01/2012

 

أفـلام الثـورة الوثائقيـة ممنوعـة من العـرض

كتب ماجي حامد 

ممنوع - مرفوض - محذوف.. مصطلحات لن ولم تدركها مسامعنا سوى فى مبنى واحد، مبنى من المفترض أنه ملك لكل مصرى، ولكن الحقيقة... فمنذ أيام تبادلت الصحف خبر منع أحد الأفلام الوثائقية عن ثورة 52 يناير وعن نظام كامل عاصره هذا الشعب وذاق منه الكثير، العمل بعنوان «اسمى ميدان التحرير»، المجنى عليه أحد مخرجى قناة النيل للأخبار «على الجهينى» والمكان «مبنى التليفزيون المصرى» والحكم بعد ثورة 25 يناير جاء لصالح المجنى عليه وذلك بعرض الفيلم كما هو.. لا تعليق !

لماذا...؟، لصالح من... ؟، على حساب من...؟، هل من حل...؟ كلها أسئلة كان لابد من طرحها، والإجابة عنها، خاصة أننا نشهد عهدا جديدا، أصبح فيه كل سؤال له الإجابة المعبرة عنه وكل فعل له تفسيره والفعل هنا يعود لثورتنا.. ثورة شعب.. ثورة 25 يناير. فى مقارنة صريحة بين ولادة طفل جديد ومأساة رئيس قدم لنا الشاعر والمخرج على الجهينى «فيلمه الوثائقى «اسمى ميدان التحرير» ومن خلال هذه المقارنة فجر لنا «على» أسباب الفقر، الجهل، البطالة، انتهاكات الشرطة، الرغبة فى التوريث كل هذا إلى أن كان يوم 6 يونيو 2010 أى يوم استشهاد خالد سعيد ودوافع قيام ثورة 52 يناير.

وهنا أكد على الجهينى : «شاركت فى ثورة يناير وبعد التنحى كلفت بإخراج عمل وثائقى من قناة النيل للأخبار ولأن ثورتنا، ثورة شباب فقد استعنت بالعنصر الشبابى من مواليد 1981 أى عند تولى مبارك الحكم والعمل ما هو إلا حقيقة وواقع وفضح لكل ما حدث سواء من دماء شهداء. قناصة..

السبب وراء ذلك «العمل سبب فى تهييج الشعب وعرض أو حذف العمل من شأنى».. هذه الكلمات جاءت على لسان وزير الإعلام «اسامة هيكل» فى محاولة منه لتبرير الموقف والمطلوب ما هو إلا حذف 1/3 العمل حتى يتم عرضه وللتوضيح حذف جميع مشاهد انتهاكات الشرطة للشعب والمبرر العمل طويل، والنتيجة حفظ فى الأرشيف لمدة تجاوزت الأربعة شهور أو لحين مغادرته، كل هذه الكلمات جاءت صريحة من مخرج العمل على الجهينى الذى أكد أنه متفائل والشرطة لابد أن تصلح من نفسها سواء عن رضا أو رفض وعدم اقتناع.

فى اعتصام للعاملين بمبنى التليفزيون، وخاصة قناة النيل للأخبار تم ضم طلب عرض «اسمى ميدان التحرير» إلى مطالب العاملين إلى قادة المبنى وبالحديث مع «إبراهيم الصياد» رئيس قطاع الأخبار أكد على الجهينى : «فوجئت برد فعل إبراهيم الصياد وتأكيده أنه لم يمنع عرض الفيلم لأنه لم يشاهده بعد، وبعد نقاش طويل كانت الإجابة «الفيلم هيتعرض»، ولكن بعد المشاهدة كان الجواب الفيلم صادما وشديد اللهجة لهذا لابد من التأكيد أن مضمون العمل يخص ما قبل الثورة».

وأضاف على الجهينى : «ردود أفعال لم أكن أتوقعها عن الفيلم على مستوى العالم، وهذا يعنى احتراما وتقديرا وحبا للشاشة، وليس لى، ولعل هذا العمل يصبح بمثابة اللبنة الأولى لبناء الثقة بين الجمهور والإعلام من جديد، إعلام ظل الفساد متفشيا فى عظامه لمدة ثلاثين عاما».

أحمر.. بالخط العريض

هكذا ظهر اسم الفيلم على التريلير الخاص به، كما أنه احتوى على مشاهد من انتهاكات الشرطة للشعب، وهو جزء رئيسى من العمل كل هذا فتح النار على مخرجه الذى صرح : «الاسم ما هو إلا رمز جغرافى للثورة، فكل الميادين هى ميدان التحرير، فهو قلب ثورة هذا الشعب أما المشاهد فهى حقيقية واقعية، وحدث لن يمكن تجاهله مهما كانت الظروف أو مرت الأيام».

ممنوع من العرض

هكذا أجمع بعض مخرجى الأفلام الوثائقية من الشباب، ممن نجحوا مؤخرا فى إثبات موهبتهم من خلال صورة واقعية لحدث عالمى شهد عليه العالم كله وتم عرضه على مستوى العالم فى شتى المهرجانات والاحتفالات بمجهود شباب هذا الوطن الذين اجتهدوا فى تجسيد هذا الحدث فى عدد من المشاهد الصادقة، الموجزة لتظل خالدة بمرور السنوات، ولكن القضية تبدأ عندما يرغب هؤلاء المخرجون فى عرض أعمالهم على إحدى الشاشات أو «شاشة الدولة» يكون الجواب ممنوع العرض، والمبرر أعمال صادمة أو جريئة تساعد على تهييج الرأى العام ورؤى الشعب، وعلى رأس هؤلاء المخرجين نجد المخرج الشاب «شريف سعيد» بقناة النيل للأخبار ومخرج فيلم «صناعة الكذب» الذى أكد : «لم اسع إلى عرض عمل عن الثورة على التليفزيون المصرى لسبب بسيط أن المنحدر أصبح أسوأ من قبل الثورة لهذا اتجهت إلى الجزيرة التى قامت بإنتاج فيلمى «صناعة الكذب» فى صورة مجمله لانتقاد ما يُقدم على وسائل الإعلام سواء الخاصة أو العامة».

كما أضاف شريف : «الصدمة قوية وحتى تستيقظ يلزمنا أعوام طويلة، وداخل مبنى التليفزيون لا يزال هناك أفراد ملكيون أكثر من الملك نفسه وخدمة الكرسى أو السلطة تجرى فى دمائهم، وحتى وإن كان الكرسى حاليا فارغا، ستجدهم يطوفون حوله كنوع من البركة، كل هذا يجعل من فكرة عرض عمل حقيقى على شاشة التليفزيون المصرى أمرا مستحيلا».

لا للمصداقية

أما المخرجة الشابة «نيفين شلبى» فقد أكدت : لازلنا فى عهد مبارك والقيادات كما كانت، لهذا لا مجال للمصداقية، والثورة المصرية لم تكتمل بعد ومن وجهة نظرى المتواضعة لا مجال لعرض أفلام تحمل الحقيقة لهذا الشعب من خلال شاشة تليفزيون الدولة، والسبب من وجهة نظر القائمين عليه حتى لا يتذكر الشعب من خلال هذه الأعمال ما حدث، والاكتفاء بالغناء والاحتفال بالثورة، وعن أى ثورة تتحدث لا أعلم، فنحن فى مرحلة حداد وهذه الأعمال خير نتاج لما حدث ولا يصح حذف أى من مشاهدها وهذا أكبر دليل أن الثورة لم تحقق شيئا من أهدافها، والتليفزيون المصرى لا يزال على وضعه، لتصبح إمكانية عرض أحد الأعمال الوثائقية عن الثورة أمرا مستحيلا لا يمكن حله، «لهذا اتجهت إلى عدد من العروض لعرض فيلم «أنا والأجندة » على إحدى الشاشات بعد زعم منى بعرضه على تليفزيون الدولة ولكن الحلم شىء والواقع شىء آخر تماما»

الصورة

مخرج آخر كان له دوره خلال عام حافل بالأعمال الفنية الوثائقية والتسجيلية، هو المخرج أحمد عاطف الذى أكد : «ثورة يناير حدث عظيم عالميا، ساهم فى تفجير حالة من حالات الانفجار الفنى والرغبة فى التعبير عما حدث والصورة هنا لعبت دورا فى قيام الثورة وانفجار رؤى فنية والبداية كانت من خلال صورة «خالد سعيد» التى أطاحت بالنظام، وبالتالى قيام الثورة وبعدها إنتاج عدد كبير من الأعمال الوثائقية والتسجيلية عن هذه الثورة، هذا الحدث الجليل».

كما أضاف المخرج أحمد عاطف : «اشرع حاليا فى الانتهاء من فيلم جديد بعنوان «جهنم المصرية» وعرضه لن يتوقف على التليفزيون المصرى الذى ظل نائما لأعوام ثم استيقظ على ثورة، ولكن الثورة الحقيقية لم تتحقق بعد، ثورة على فكر المبنى بأكمله حتى يتخلص من المنظومة القديمة والانفتاح على عالم جديد بكل كوادره، فالتليفزيون المصرى تقليدى والأعمال الوثائقية من وجهة نظره لكل ما يخص الآثار والشخصيات المرموقة أما ثورة وحقيقة قائمة لا مجال لهذا التغيير، خاصة بين يوم وليلة».

آسفين

إجراءات وقيود كثيرة يفرضها القائمون على مبنى التليفزيون على المبدعين لينتهى الأمر بهم، آسفين على رغبة نابعة منهم كمصريين بعرض أعمالهم الفنية على تليفزيون بلدهم بدلا من اللجوء إلى القنوات الخاصة التى نجحت فى جذب هذه العقول لعرض إبداعاتهم على شاشتها دون حذف أو أى جهة رقابة تودى بالمضمون، هذه العبارات جاءت على لسان المخرج الشاب أحمد رشوان «مخرج الفيلم الوثائقى» «مولود فى ميدان التحرير» الذى تم عرضه على شاشة إحدى القنوات كنوع من الاحتفال بثورة 52 يناير كما أكد أحمد: «لم أفكر يوما فى عرض الفيلم على شاشة التليفزيون المصرى لسبب بسيط أنه لايزال كما كان لا يملك سوى أن يفرض سيطرته على الأفكار والأعمال المقدمة من خلاله وكثرة التصاريح والإلحاح على عرض الأعمال على الرقابة والحصول على تصريحات حتى بالتصوير، كل هذا جعل الأمر صعبا على أى مبدع أن يجعل فنه رهنا ببعض التصريحات حتى يتم الإفراج عنه ويُطلق سراحه ليراه الجمهور، وبالنهاية نقدم الاعتذار على مجرد التفكير فى الأمر».

صباح الخير المصرية في

31/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)