حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فتحى عبدالوهاب:

من يطالب بالاستقرار الفورى لابد أن يقرأ تاريخ الثورات

حوار   نجلاء أبوالنجا

أكد فتحى عبدالوهاب أن مسلسله الجديد «الإخوة» المأخوذ عن رواية «الإخوة كرامازوف» للأديب الروسى ديستوفسكى سيكون مختلفا تماما عن فيلم «الإخوة الأعداء» الذى سبق أن قدمته السينما المصرية فى السبعينيات، موضحا أن غيابه عن الساحة يرجع لعدم عثوره على العمل المناسب. وقال عبدالوهاب لـ«المصرى اليوم» إن فيلمه الجديد «ساعة ونص» يعتبر من التجارب المهمة فى السينما، مشيرا إلى أن الثورة لم تؤثر على الفن فقط لكنها أثرت فى نفوس الناس أيضا.

ما سر حماسك لمسلسل «الإخوة»؟

- أنا من عشاق رواية «الإخوة كرامازوف» للأديب الروسى ديستوفسكى والمأخوذ عنها المسلسل وسبق تقديمها أيضا فى فيلم قام ببطولته يحيى شاهين ونور الشريف وحسين فهمى وميرفت أمين وكتب له السيناريو والحوار رفيق الصبان، وأخرجه الراحل حسام الدين مصطفى عام ١٩٧٤، ويعد أحد الأعمال المهمة فى تاريخ السينما المصرية، وبالطبع تقديم الرواية فى عمل تليفزيونى مسألة صعبة ليس خوفا من المقارنة مع الفيلم، ولكن لأن العمل نفسه معقد، والمسلسل سيحمل عنوان «الإخوة» وليس له علاقة مباشرة بالرواية أو الفيلم لكنه يعتمد على «التيمة» العامة فقط بينما الشخصيات والأحداث والتفاصيل ليست لها أى علاقة بالرواية، وأعتقد أن هذا العمل سيعجب الجمهور لأنه يحب الدراما العائلية التى تتناول قيم المجتمع.

هل الشخصية التى ستقدمها موجودة فى الرواية؟

- لأن الأحداث فى المسلسل مختلفة عن الرواية والفيلم، فلا أستطيع أن أقول إننى سأجسد شخصية معروفة للناس، لكنى سأقوم بدور أحد الأبناء، والأب هو صلاح السعدنى، وهناك الكثير من الممثلين المشاركين فى أدوار الإخوة وفى أدوار أخرى مهمة.

ألا ترى أن تقديم مسلسلات مأخوذة عن الأفلام أصبح ظاهرة؟

- ليس ظاهرة بالمعنى المفهوم، لأن هناك أفلاما تصلح وفقا لموضوعاتها وشخصياتها لإعادة تقديمها فى الدراما التليفزيونية، وهناك أعمال لا تحتمل ذلك، ولهذا فالأفلام التى يتم تحويلها إلى مسلسلات محدودة، ومعظمها يلقى استحسان الناس لأنهم يكونون على دراية بالأحداث، وفى أحيان أخرى يكون ذلك سلاحا ذا حدين فيكتشف الجمهور أن المسلسل أقل من الفيلم ويحكموا عليه بالفشل رغم أنه ربما يكون جيدا، لكن عشقهم للفيلم قد يصبح عقبة أمام نجاح المسلسل.

انتهيت مؤخرا من تصوير مسلسل «أشجار النار»، فهل حرصت على تعويض غيابك عن الدراما بمسلسلين دفعة واحدة؟

- لا أعمل فى الدراما وفق خطط محددة، بمعنى أننى لا أخطط للتواجد هذا العام فى السينما والعام المقبل فى الدراما التليفزيونية، بل أقدم ما يعجبنى وأراه مناسبا لى، لذلك إذا وجدت سيناريو جيداً أو فكرة تصلح للدراما أقدم مسلسلا الأمر نفسه بالنسبة للسينما، وعندما أغيب فبالتأكيد لأننى لم أعثر على ما يستحق أن يجعلنى متواجدا، وبالنسبة لمسلسل «أشجار النار» فإنه كان مشروعا مؤجلا منذ فترة بسبب ظروف الإنتاج، وعندما تحسنت الأوضاع بدأنا التصوير، وهو أقرب إلى الملحمة ومستوحى من القصة الصعيدية الشهيرة «أيوب وناعسة» وإخراج عصام شعبان، وسيناريو وحوار ياسين الضو.

هل هناك تشابه بين تجربتيك فى فيلمى «ساعة ونص» و«كباريه»؟

- وجه التشابه الوحيد بين «ساعة ونص» و«كباريه» هو وجود نفس المؤلف والمنتج فضلا عن البطولة الجماعية والإطار الزمنى العام للفيلمين، فكلاهما يتناول زمناً محدداً، فمثلا «كباريه» تدور أحداثه فى يوم واحد، و«ساعة ونص» يتناول الساعة والنصف الأخيرة من حياة ركاب قطار الموت بالعياط، وأعجبنى فى هذا الفيلم التشريح الإنسانى والاجتماعى للشخصيات، وتأثير إحساسهم بالموت وليس فكرة الخوف من الموت، وأجسد خلال الأحداث شخصية مقاول أنفار، وأعتقد أن هذه التجربة تعتبر من التجارب السينمائية المختلفة فى الفترة الحالية.

كيف ترى تأثير الأحداث السياسية الأخيرة على الفن؟

- هذه الأحداث بكل ما فيها لم تؤثر فى الفن أو الاقتصاد بل أثرت فى نفوس الناس، فكلنا تغيرنا وأصبحنا نتفاعل ونثور ونهدأ، وأصبحنا على صفيح ساخن دائما وفى حالة ترقب دائم لكننا مصرون على التغيير، بعد إزالة حاجز الخوف والرعب والانكسار الذى كنا نعيشه مرغمين، ومن يرد الاستقرار الفورى فلابد أن يقرأ تاريخ الثورات ويعرف أن ما يحدث طبيعى جدا، ويجب أن نتمسك بالأمل ولا نجعل أى شىء يهزمنا أو يعيدنا للإحساس باليأس والخوف.

المصري اليوم في

30/01/2012

 

«الفنان» الفرنسى يخطف جائزة «المخرجين الأمريكيين» من كبار صناع السينما فى هوليوود

كتب   ريهام جودة 

مرة أخرى يفاجئ فيلم «الفنان» صناع السينما فى هوليوود، ويخطف إحدى أهم جوائزها رغم أنه «فرنسى» الصنعة، فالفيلم الذى يتناول بدايات السينما الصامتة فى عشرينيات القرن الماضى ويلعب بطولته الممثل الفرنسى «جين ديوجاردان» حصل مخرجه الفرنسى أيضاً «ميشيل هازانوفيتش» على جائزة اتحاد المخرجين الأمريكيين، ليعد أول فيلم صامت يفوز بجائزة الاتحاد فى تاريخ السينما الأمريكية، ويمهد طريقا قصيرا للفوز بجائزة الأوسكار التى يعلن عنها أواخر فبراير المقبل، حيث تعد جائزة اتحاد المخرجين الأمريكيين ــ المعروفة اختصارا باسم «DGA» ــ بالنسبة له الثانية فى أهميتها بعد فوزه بجائزة اتحاد الصحفيين الأجانب فى هوليوود «جولدن جلوب» قبل أسبوعين، كأفضل فيلم كوميدى أو موسيقى، كما فاز بطله ومخرجه بجائزتى أفضل ممثل ومخرج لفيلم كوميدى أو درامى فى «جولدن جلوب» أيضا، كما سبق للفيلم حصوله على جائزة اتحاد المنتجين الأمريكيين، وهى المرة الأولى لمخرجه للترشح لهذه الجائزة.

وتعد جائزة «اتحاد المخرجين الأمريكيين» مؤشرا واضحا للفوز بجوائز الأوسكار، فطوال تاريخ السينما الأمريكية يتطابق الفائزون بهاتين الجائزتين، كان آخرها العام الماضى حين فاز فيلم «خطاب الملك» بجائزتى اتحاد المخرجين والأوسكار، ولم يختلف الفائزون بالأوسكار عن الفائزين بالـ«DGA»، إلا فى ست مرات فقط كان أقربها عام ٢٠٠٢، حين فاز المخرج «روب مارشال» بجائزة الاتحاد عن فيلمه «شيكاغو»، بينما فاز المخرج «رومان بولانسكى» بالأوسكار عن فيلمه «عازف البيانو».

وقد رشح فيلم «الفنان» لعشر جوائز أوسكار، كما أنه مرشح لـ١٢ جائزة «بافتا» – الأكاديمية البريطانية لعلوم وفنون السينما – والتى يعلن عنها خلال الأيام المقبلة، وحصل بطله أيضا على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى، حيث عرض الفيلم عالميا للمرة الأولى فى مايو الماضى، وفى فرنسا رشح الفيلم لعشر جوائز «سيزار» أعرق الجوائز الفرنسية الموازية للأوسكار فى هوليوود، وهو ما يجعل الفيلم يحظى بلقب «فيلم الجوائز» لهذا العام.

وتدور أحداث فيلم «الفنان» الذى قدم بالأبيض والأسود فى إطار كوميدى خلال الفترة من ١٩٢٧ وحتى ١٩٣٢ فى هوليوود، عبر قصة فنان سينما صامتة يدعى «جورج فالنتين»، مرتبط بكلبه بشدة، وكان يرافقه خلال تصوير أفلامه، وعلاقته بممثلة ناشئة تجسد دورها «برنايس بيجو»، بينما تبدأ السينما المتكلمة فى الظهور لتقضى على السينما الصامتة التى سطرت البدايات المبهرة والجاذبة للفن السابع فى عقوده الأولى.

وتفوق مخرج الفيلم الفرنسى «ميشيل هازانوفيتش» بذلك على عدد من المخرجين الأمريكيين فى عقر دارهم، وعلى رأسهم «وودى آلان» الذى كان مرشحا بفيلمه «منتصف الليل فى باريس»، و«مارتن سكورسيزى» الذى رشح بفيلم «هيوجو»، و«ألكسندر باين» بفيلمه «الأحفاد»، و«ديفيد فينشر» عن فيلمه «الفتاة بوشم التنين»، وقال «هازانوفيتش» أثناء تسلم جائزته: «إنه شرف كبير لى أن أحظى بهذه الجائزة، فأنا أحب الإخراج وأعجب بالمخرجين، وسعيد بتكريمهم لى، وقد قدمت فيلمى كرسالة حب إلى هوليوود وصناع الأفلام».

أضاف «هازانوفيتش»: «من الصعب مقارنة الأفلام ببعضها، واختيار واحد منها ليكون الأفضل، لكننى سعدت بهذا الاختيار».

من ناحية أخرى فاز المخرج «جيمس مارش» بجائزة الفيلم الوثائقى عن فيلمه «مشروع نيم» عن حياة الشمبانزى بين البشر وكيفية تأقلمه بعيداً عن الغابة، وفازت «باتى جينكيس» بجائزة أفضل حلقات درامية عن مسلسل «القتل»، وشهد الحفل الذى أقيم أمس الأول مواقف طريفة للمخرج «وودى آلان» الذى وصف ترشحه لجائزة الاتحاد بأنها تشبه وقوفه بين السماء وجائزة «نوبل».

المصري اليوم في

30/01/2012

 

حسين فهمى:

خضوع حسنى مبارك للمحاكمة أهم إنجازات الثورة

كتب - العباس السكرى 

حرص الفنان حسين فهمى على حضور فعاليات المؤتمر الأول لجبهة «الدفاع عن حرية الإبداع وحق المعرفة» والمشاركة فى المسيرة التى نظمها مبدعو مصر من أمام دار الأوبرا المصرية وحتى مجلس الشعب، لعرض توصيات الجبهة على النواب فى أولى جلساتهم، يوم 23 يناير الماضى، وأكد فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أن الثورة المصرية قامت من أجل الحرية الكاملة، بعد أن عاشت مصر ثلاثين عاما من القمع، مشيرا إلى أن خضوع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك للمحاكمة أهم إنجازات 25 يناير.

واعتبر فهمى الثورة ملحمة درامية قام ببطولتها الشعب المصرى، رافضا مبدأ مقارنة ثورة يناير بثورة يوليو، التى يراها انقلابا عسكريا نتج عنه نظام ديكتاتورى مستبد، لافتا إلى أن ثورة يناير هى الثورة الحقيقية فى التاريخ التى عبرت عن الشعب المصرى.

وأرجع حسين فهمى أسباب الإحباط واليأس الذى تسلل إلى بعض أبناء الشعب المصرى، إلى الاضطرابات التى تصدرت المشهد السياسى، لافتا إلى أن البعض يستعجل جنى ثمار الثورة المصرية، مطالبا إياهم بالصبر بقوله: «اصبروا شوية حتى نستطيع أن نجنى كل مكتسبات الثورة المصرية».

ولفت فهمى إلى أنه لم يتوقع أن يمثل مبارك للمحاكمة مطلقا، وكذلك كل رموز نظامه الفاسد، مشيرا إلى أن البطء فى محاكمتهم مجرد إجراءات قانونية تتبع، وأضاف أن إجراء انتخابات برلمانية نزيهة يعد إنجازا للثورة المصرية قائلا: «ظل صوتنا غير مؤثر طوال السنوات الماضية اعتاد خلالها النظام تشكيل المجلس كما يريد».

وقابل الفنان شائعة انفصاله عن زوجته الفنانة لقاء سويدان بالضحك قائلا: احتفلنا بعيد زواجنا الرابع تلك الأيام وهذا أكبر دليل على تكذيب الشائعة.

وأكد حسين فهمى أن مستوى الإنتاج السينمائى فى الفترة الأخيرة سئ جدا، مشيرا إلى أن صناعة السينما فى مصر تمر بأزمة حقيقية.

وأفصح عن سبب إطلاقه شاربه قائلا: الشنب «نيولوك» سأظهر به فى مسلسلى الجديد «النيل الطيب» ومن المحتمل أن أبدأ تصوير أولى مشاهده منتصف فبراير.

وأشار الفنان إلى أن المسلسل يحمل اسم شخص ورمزا فى ذات الوقت، حيث يدل على حب الإنسان المصرى للنيل مؤكدا أن البعض يطلق على النيل اسم «الطيب».

وأضاف أنه يدور فى قالب اجتماعى حول فكرة أصول الإنسان المصرى التى يجهلها البعض، ويلقى الضوء على أصول المماليك الذين تواجدوا فى فترة من الزمن على أرض النوبة إلى السودان، وسقطوا على يد السلطان سليم الأول الذى جاء من الدولة العثمانية ليشتتهم وينهى دولتهم، مشيرا إلى أن بعضهم ذهب إلى النوبة وكان أحد الجدود يسمى «النيل الطيب», واستكمل قائلا: أجسد من خلال أحداث المسلسل شخصية رجل يدعى «إبراهيم الطيب» يقوم بقتل شخصية «النيل الطيب» وهو الرجل الذى يحمل صفات التدين والأمانة، ويكشف سياق الأحداث أن «إبراهيم الطيب» انتحل شخصية ابن هذا الرجل وقتله لغرض ما، مشيرا إلى أن المسلسل يطرح مسألة كيف يمكن الاعتراف بالخطأ عندما يستيقظ الضمير.

اليوم السابع المصرية في

30/01/2012

 

 

"أسفل جُحر الأرنب"..أكثر من مجرد مخدرات وجريمة منظَّمة

عادل العامل 

يمكن اعتبار رواية الكاتب المكسيكي خوان بابلو فيلالوبوس Vilallobos، الصادرة مترجمةً إلى الانكليزية الآن، تنويعاً بارعاً بالنسبة لرواج   ”الأدب التخديري “narcoliterature الأميركي اللاتيني، كما يقول توم بونستسد في عرضه للكتاب. فرواية (أسفل جحر الأرنب Down the Rabbit Hole ) تُروى لا من وجهة نظر رجل عصابة، أو شرطي، أو عاهرة، وإنما من وجهة نظر طفل صغير. وهذا الطفل الراوي،توشتلي، المخفي في الوسط البارد والساذج لصفقات الكوكائين المكسيكية، والشد السياسي، واغتيالات الأزقة الخلفية، هو ابن زعيم مخدرات متنفذ يُعرف بـ"الملك". وكونه شاهداً على فظائع هذا الوسط وهو مع ذلك صغير جداً على إدراك همجيتها تماماً، فإن ما لا يفهمه توشتلي كلّيةً هو الذي يجعل من (أسفل جحر الأرنب) عملاً على هذه الدرجة من الإصابة بالصدمة. وفهمه المحدود ــ وهو طفل عمره 10 سنوات ــ ينقل مع هذا صورةً أعمق وأكثر نفاذاً للعتمة التي في قلب العصابة. غير أن لدي فيلالوبوس طموحات أكبر أيضاً. فبالإضافة للمدخل المنحرف oblique الذي يخطط له إلى عالم الشر هذا، فإنه يتطلع إلى تناول فكرة المكسيك كمجرد متلقٍّ سلبي للمكائد العالمية ماضياً وحاضراً.

وبكورية توشتلي التشقلبية قليلاً وحبه للكلمات الطويلة تجعل من قراءة هذا الكتاب تسليةًًًًًًًًً طيبة. وعلى كل حال، وكما هي الحال مع أي راوٍ مصنوع بذكاء وغير جدير بالثقة، فإننا نرى سريعاً أن ثقته الذاتية ليست إلا أكثر قليلاً من وقفة في عالم موحش، وأن مفرداته اللغوية الراشدة محاولة منه لتعزيز خراب طفولته المروّع. وهو يعيش في إلفة سهلة مع العنف. ويمكن تحسس ذلك من كونه يعاني تشنجات شديدة في المعدة. وهو يقول "بالنسبة للطبيب، كان هناك شيءٌ ما خطأ مع وضعي السايكولوجي، وليس بطني ". لكن، لا أحد لديه خارج عالم العصابات القاسي يساعده على جعل مثل هذه الأمور مفهومة. وفي الواقع، فإن العدد المدهش للحرّاس والأتباع المحيطين محاط بالصمت، كما نكتشف، وهو ما يعزز وحدته.

وهو، بوضعه جانباً بفعل مال المخدرات الذي ولد فيه، يقضي وقته في مخبأ العصابة الفخم يراقب أفلام الساموراي، ويتعلم كلماتٍ من قاموسه ويجمع القبعات من مختلف أنحاء العالم. " إنني أحب القبعات الثلاثية الزوايا، لأنها قبعات جنود مجانين. فأن تعتمر واحدةً وتشعر كأنك تعدو بعيداً لتغزو أقرب مملكة هناك"، كما يعبر عن تعجبه من ناحية. وهو مولع أيضاً بمشاهدة أسود أبيه ونموره الأليفة وهي تأكل جثث مقتولين. وتتوقف الحبكة على تصميمه الجديد على إضافة بعض أفراس النهر الليبيرية القزمة إلى حيوانات الأقفاص؛ ولجعلها من قبيل الكذبة البيضاء، يأخذه أبوه إلى ليبيريا لينقذ من الخطر زوجاً من هذه الكائنات الموشكة على الانقراض.

وكرجال مطلوبين، يفترض أبو توشتلي أسماءً زائفة للرحلة إلى ليبيريا وحينها هناك فقط يغامران من فندقهما بالذهاب في رحلات صيد ليلية. وكل هذا يُروى بتفصيل مجتزَأ يتّسم بالإقناع لأن فيلالوبوس، المؤلف، لديه إدراك مؤكد لما لا يهتم به  توشتلي وما يهتم به؛ يثبت ذلك مشهد الأفراس، واعتياده على إرادة أبيه في أن يصبح ما يريد، فلا تشغله كثيراً فكرة الأسماء المصطنعة، وما مكوثه مستكناً في فندق يشاهد أباه في حالة سكر بالأمر المختلف عما يجري في البيت بأية حال.

وأحد الأمور التي لا يستطيع أن يفهمها توشتلي هو السيل المستمر من الجثث المقطوعة الرؤوس على شاشة التلفزيون، ولو أنه يعرف أنها ضحايا النزاع التخديري narco-strife الضاري.  تساءل لماذا يجري قتلهم بهذه الطريقة في حين أنهم " ليسوا ملوكاً حتى؟"

وتوشتلي يحب موضوع الثورة الفرنسية، عائداً مرةً بعد أخرى إلى إعجابه بروسبير وفعالية المقصلة. ويمكن ألا يكون هذا سوى موشور prism لمخاوفه بشأن أبيه "السلطان"، لكنه يؤشر إلى أن الواحد لا يمكنه إلا أن ينقّب أعمق. فذلك يجري موازياً للموضوعات المزعجة لإخفاقات الديمقراطية والإمبريالية؛ فنحن نجد،على سبيل المثال، أن اسمَي مرشدا المجموعة في ليبيريا، المتَّخذين للتستر عليهما هما: جون كينيدي ومارتن لوثر كنغ، إشارة للآمال الديمقراطية المحبَطة إن كانت هناك على الإطلاق.

والمهم في هذا هو معرفة توشتلي غير المتطورة بشكلٍ متعب؛ إنه يبلغنا هذه الأشياء، لكنه لأنه يفتقر إلى سياقٍ يشرحها فيه، فإن القارئ ملزَم بأن يملأ الفجوات.

وربما أراد فيلالوبوس، كما أعتقد، وهو مكسيكي يعيش في برشلونة، أن يضمن ألا يهبط القرّاء الغربيون ببطل روايته، توشتلي، إلى مجرد نتاج حزين لـ"دولة فاشلة". فتوشتلي يرمز إلى ما هو أكبر ــ من خلال الحثّ على الكثير جداً من الفِكَر الممكنة، والمتناقضة أحياناً، حول أين يقف فيما يتعلق بالاندفاعة الإمبريالية لتصدير الديمقراطية. فأقل ما هناك، أن المكسيك، التي كانت ثورتها عام 1910 برعاية من الولايات المتحدة، وتقع في نقطة تقاطع التواريخ والسياسات العالمية هي أكثر تعقيداً بكثير من صفقات مخدرات و جريمة منظَّمة.

عن wordswithoutborders  

المدى العراقية في

30/01/2012

 

 

المصرية في

30/01/2012

 

 

المصرية في

30/01/2012

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)